الحَجَلُ محرَّكةً وإطلاقُه يُوهِم أنه بالفَتح ولا سِيَّما قولُه فيما بعدُ : والحَجَلَةُ مُحرَّكةً فتأمَّلْ : الذَّكَرُ مِن القَبَجِ الواحِدَةُ : حَجَلَةٌ وقد نَسِيَ هنا اصطلاحَه . وقال اللّيثُ : الحَجَلُ : إناثُ اليَعاقِيبِ واليَعاقِيبُ : ذُكُورها . ورَوى ابنُ شُمَيلٍ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : " اللهُمَّ إنّي أدعُو قُريشاً وقد جَعلُوا طَعامِي كطَعامِ الحَجَلِ " قال النَّضرُ : هو القَبَجُ يأكل الحَبَّةَ بعدَ الحَبَّةِ لا يَجِدُّ في الأكل . وقال الأزهريُّ : أراد أنهم غيرُ جادِّين في إجابَتِي ولا يدخلُ منهم في دِينِ اللَّهِ إلاَّ القَليلُ بعدَ القَلِيل . وجَمعُ الحَجَلَةِ : حِبلانٌ . والحِجْلَى كدِفْلَى : اسمٌ للجَمْعُ ولا نَظِيرَ لها سِوَى ظِزبَى جَمعُ ظَرِبانٍ وهي دُوَيْبَّةٌ مُنْتِنةُ الرِّيح . قالَ عبدُ اللَّهِ بنُ الحَجّاج الثَّعْلبِيُّ :
فانْعَشْ أُصَيبِيَةً أَتَوْكَ كأنهُم ... حِجْلَى تَدَرَّجُ في الشَّرَبَّةِ جُوَّعُ كذا في العُباب ونَصُّ المحكَم :
فارْحَم أُصَيبِيَتى الذين كأنهُم ... حِجْلَى تَدَرَّجُ بالشَّرَبَّةِ وُقَّعُ
وفي العُباب : ويُروَى : حَجَلٌ وهذه الروايةُ أصَح يُخاطِب عبدَ الملك بنَ مَروان . ولَحْمُه مُعْتَدِلٌ ألطفُ مِن لَحْم الدُّرَّاج والفَواخِت يُسمِنُ جِدّاً . وابْتِلاعُ نِصْفِ مِثْقالٍ من كَبِدِه يَنفَعُ الصَّرْعَ . والاستِعاطُ بمَرارَتهِ كُلَّ شَهْرٍ مرَّةً يُذَكِّى الذهْنَ جِدّاً ويُقَوِّي البَصَرَ . وقال الرئيسُ : ولَحمُه ينفعُ مِن الاسْتِسقاء ويُحَسِّنُ المَعِدةَ ويَزِيدُ في الباءَةِ . والحَجَلَةُ مُحَرَّكةً : كالقُبَّةِ كما في المُحكَم . ومَوضِعٌ يُزَيَّنُ بالثِّيابِ والسُّتُورِ والأَسِرَّةِ للعَرُوس ج : حَجَلٌ بحذْف الهاء . وحِجالٌ بالكسر قال الفَرزْدَقُ :
" يا رُبَّ بَيضاءَ أُلوفٍ لِلحَجَلْ
" تَسألُ عن جَيشِ رَبِيعٍ ما فَعَلْ
" جَيشُ رَبيعٍ صالِحٌ وقَدْ قَفَلْ الحَجَلَةُ : صِغارُ الإبِلِ كما في المُحِيط وفي المُحكَم : صِغارُ الإبِلِ وأَولادُها وفي التَّهْذِيب : أولادُ الإبِلِ وَحَشْوُها ج : حَجَلٌ وقد صحَّفه المصنِّف فذكره في ج - ح - ل بتقديمِ الجيمِ على الحاءِ كما أَشَرنا إليه . وقال لَبِيدٌ رضي اللّه عنه :
لَها حَجَلٌ قد قَرَّعَتْ مِن رُؤْوسِهِ ... لها فَوْقَهُ مِمَّا تَحَلَّبُ واشِلُ يَصِفُ إبلاً بكثرةِ اللَّبَنِ وأن رُؤوسَ أولادِها صارَت قُرعاً أو صُلْعاً لكَثْرةِ ما يَسيلُ عليها مِن لَبَنِها وتتحلَّبُ أُمَّاتُها عليها . وقال ابنُ سِيدَه : ورُّبما أوقَعُوه على فَتايا المَعْزِ ورُوِيَ قولُ لُقْمانَ العادِيِّ : إنّها لَمِعْزَى حِجَل بأَحْقِيها عِجَل بكسر الحاء . قال : وعندِي أنه إتْباعٌ لِعِجَل . وحَجَّلَها تَحْجِيلاً : اتَّخَذَ لها حَجَلَةً كما في المُحكم أو أَدْخَلَها فيها كما في العُباب . حَجَّلَت المرأةُ بَنانَها : إذا لَوَّنَتْ خِضابَها وَوَقع في نُسَخ التَّهذيب : لَوَّثَتْ بالمُثلَّثة وكأنه وَهَمٌ . وحَجَلَ المُقَيَّدُ يَحْجِلُ ويَحْجُل مِن حَدَّى نَصَر وضَرَب حَجْلاً بالفتح وحَجَلاناً بالتحريك : رَفَعَ رِجلاً وتَريَّثَ في مَشْيِه علَى رِجْلِه كما في المُحكَم . حَجَل الغُرابُ : نَزا في مَشْيِه كما يَحْجِلُ البَعِيرُ العَقِيرُ على ثَلاثٍ . وفي الحَدِيث : " أنَّه قالَ لِزَيدِ بنِ حارِثَةَ : أَنتَ مَوْلانا فحَجَلَ " أي : رفَع رِجْلاً وقَفَز على الأخرى مِن الفَرَح وقيل : يكون بهما إلّا أنه قَفْزٌ لا مَشْيٌ . والحَجْلُ بالكسر والفتح كما في المُحكَم وكإِبِلٍ لُغةٌ فيما نقلَه الصاغاني . يُقال أيضاً : الحِجِل مِثالُ طِمِرٍّ : الخَلْخالُ يُقال : في ساقَيها حَجْلٌ أي : خَلْخالٌ قال النابِغَةُ الذُّبْياني :
على أنّ حِجْلَيها وإن قُلتُ أُوسِعَا ... صَمُوتانِ مِن مِلْءٍ وقِلَّةِ مَنْطِقِ ج : أَحْجَالٌ وحُجولٌ . الحِجْلُ بالكسرِ : البَياضُ نَفْسُه كما في المُحكَم ج : أَحْجالٌ . أيضاً : حَلْقَتا القَيدِ يقال : خَرَجَ يَجُر رِجْلَيه ويُطابِقُ في حِجْلَيه قال عَدِيُّ بنُ زَيد :
أَعاذِلُ قد لاقَيتُ ما يَزَعُ الفَتَى ... وطابَقْتُ في الحِجْلَيْنِ مَشْىَ المقيَّدِ أيضاً : القَيْدُ نَفْسُه هذا هو الأصلُ فيه . ويُفْتَح ويقال بكسرتَينْ والجَمْع : حُجُولٌ . وتقول : القُيُودُ حُجُولُ الرجال والحُجُولُ لرَبّاتِ الحِجال : أي القُيودُ خَلاخِيلُ الرجال والخَلاخِيلُ للنِّساء . والتَّحْجِيلُ : بَياضٌ يكونُ في قَوائمِ الفَرَسِ كُلِّها قال :
" ذُو مَيعَةٍ مُحَجَّلُ القَوائمِ ويكونُ التَّحْجِيلُ في رِجْلَيْن ويَدٍ قال :
" مُحَجَّل الرِّجْلَيْنِ منْه واليَدِ ويكونُ بالعَكْس : أي في رِجْلٍ ويَدَيْن ويُقال فيهما : مُحَجَّلُ الثَّلاث مُطْلَقُ يَدٍ أو رِجْلٍ قال :
تَعادَى مِن قَوائِمِها ثَلاَثٌ ... بتَحْجِيلٍ وقائِمَةٌ بَهِيمُ يكونُ في رِجْلَيْن فَقَطْ قَلَّ أو كَثُر بعدَ أن يُجاوِزَ الأَرْساغَ ولا يُجاوِزَ الرُّكْبتَيْن والعُرقُوبَينْ لأنها مَواضِعُ الأَحْجالِ وهي الخَلاخِيلُ والقُيُودُ قال :
" ذو غُرَّةٍ مُحَجَّلُ الرِّجْلَيْن
" إلى الوَظِيفِ مُمْسَكُ اليَدَيْنيكون في رِجْلٍ فَقَطْ قال أبو عبيدة : لا يكون التَّحْجِيلُ واقعاً في اليَدَيْن خاصَّةً إلّا مع الرجْلين ولا في يدٍ واحدةٍ دُونَ الأخْرى إلّا مع الرِّجلَين أو معَ رِجلٍ . والفَرَسُ مَحْجُولٌ ومُحَجَّلٌ ومنه الحديث : " أُمَّتِي الغُرُّ المُحَجَّلُون يومَ القِيامة " من آثار الوُضوء . ويقال : حَجَّلَت قَوائمُه تَحْجِيلاً : فإن كان البَياضُ في قَوائمِه الأربَع فهو مُحَجَّلُ أَرْبَعٍ . وإن كان في الرجْلَين جميعاً فهو مُحَجَّلُ الرِّجلَين . وإن كان بإحدى رِجْلَيه وجاوَز الأَرْساغَ فهو مُحَجَّلُ الرِّجْلِ اليُمْنى أو اليُسرى . فإنْ كان في ثَلاثِ قَوائِمَ دُونَ رِجلٍ أو دُونَ يدٍ فهو مُحَجَّلُ ثلاثٍ مُطْلَقُ يدٍ أو رِجلٍ . فإن كان مُحَجَّلَ يدٍ ورِجْلٍ مِن شِق فهو مُمْسَكُ الأيامِنِ مطْلَقُ الأياسِرِ أو مُمْسَكُ الأياسِرِ مُطْلَقُ الأيامِن . وإن كان مِن خِلافٍ قَلَّ أو كَثُر فهو مَشْكولٌ . التَّحْجِيلُ : بَياضٌ في أَخْلافِ الناقَةِ مِن آثار الصِّرار والضَّرعُ مُحَجَّلٌ : به تَحْجِيلٌ مِن آثارِ الصِّرار قال أبو النَّجْم :
" تَزِين لَحْيَىْ لاهِجٍ مُخَلَّلِ
" عَن ذي قَرامِيصَ لَها مُحَجَّلِ قال ابن السِّكِّيت : التَّحْجِيلُ : سِمَةٌ للإبِلِ وكذلك الصَّلِيبُ وأنشد لِذِي الرّمّة :
وأَشْعَثَ مَغْلُوبٍ علَى شَدَنِيَّةٍ ... يَلُوحُ بِها تَحْجِيلُها وصَلِيبُها قال الصاغاني : هكذا نُقِل عن ابنِ السِّكِّيت والرواية : تَحْجِينُها بالنون وقال أَبو عُبيد : التَّحْجِينُ : سِمَةٌ مُعوجة . وحَجَلَتْ عينُه تَحْجُلُ حُجُولاً وحَجَّلَتْ تَحْجِيلاً كِلاهما : غارَتْ يكون للإنسانِ والبَعِيرِ والفَرَسِ التَّشديدُ عن الأصمَعِي . قال ابنُ عَبّاد : حَوْجَلَ الرجُلُ : غارَتْ عيُنه . والحَوْجَلَةُ كجَوْهَرَةٍ وقد تُشَدُّ لامُها كحَوْصَلَةٍ وحَوْصَلَّة ودَوْخَلَةٍ ودَوْخَلَّة وسَوْجَلَةٍ وسَوْجَلَّة وقَوْصَرَةٍ وقَوْصَرَّة : القارُورَةُ الصَّغيرةُ الواسِعَةُ الرأس كما في العُباب زاد في المُحْكَم : شِبهُ السُّكُرَّجَةِ ونحوِها . أو هي العَظِيمَةُ الأَسْفَلِ وقِيل : ما كان شِبهَ قَوارِيرِ الذَّرِيرَة قال العَجَّاجُ :
" كأنّ عَينَيهِ مِن الغُؤُورِ
" بَعْدَ الإِنَى وعَرَقِ الغُرورِ
" قَلْتانِ في لَحْدَىْ صَفاً مَنْفورِ
" صِفْرانِ أو حَوْجَلَتا قارُورِ ج : حَواجِلُ وحَواجِيلُ ومنه قولُ الشاعر :
" كأنَّ أَعيُنَها فِيها الحَواجِيلُ وقال عَبدَةُ بن الطَّبِيب :
نَهْجٍ تَرَى حَوْلَه بَيْضَ القَطا قُبَصاً ... كأنَّه بالأَفاحِيصِ الحَواجِيلُ
حَواجِلٌ مُلِئَتْ زَيْتاً مُجَرَّدَةٌ ... ليستْ عليهِنَّ مِن خُوصٍ سَواجِيلُ قال ابنُ سِيدَه : يجوز أن يكون ألحقَ الياءَ ضَرُورةً ويجوز كونُه جَمَع الحَوْجَلَّةَ مُشدَّدةَ اللام فَعوَّض الياءَ من إحدى اللامين . والحَجْلاءُ مِن الضَّأْن : شَاةٌ ابْيَضتْ أَوْظِفَتُها وسائرُها أَسْوَدُ كما في المُحكَم والعُباب . والحاجِلاتُ مِن الإبِلِ : التي عُرقِبَتْ فَمَشَتْ على بعضِ قَوائِمها قال الجلاء ابن أرقم :
وقد بَسَأَتْ بالحاجِلاتِ إفالُها ... وسَيفِ كَرِيمٍ لا يزالُ يَصُوعُها يقول : أَنِسَتْ صِغارُ الإبلِ بالحاجِلاتِ وبسَيفِ كريمٍ لكثرة ما شاهدَتْ ذلك لأنه يُعَرقِبُها . وقولُ الجوهريّ : تَحْجُلُ كتَنْصُر : اسمُ فَرَسٍ وهو تَصحِيفٌ والصَّوابُ : عَجْلَى كسَكْرَى بالعين . قلت : قد جاء في شِعر لَبِيدٍ مثلُ ما قاله الجوهريّ كما سيأتي في خيل وأورده الجوهريّ في ج - و - ن وهذا نَصُّه :
تَكاثَرَ قُرْزُلٌ والجَونُ فِيها ... وتَحْجُلُ والنَّعامَةُ والخَيالُفلا يكون تصحيفاً على أنه وُجِدَ في بعض نُسَخ الصِّحاح مثلُ ما قاله المصنِّف وعليه علامة الصِّحَّة . قال شيخُنا : ورُوِىَ بغير ألفٍ أيضاً . قلت : وهكذا هو بخَطِّ الجوهريّ . والحُجَيلاءُ كسُمَيراء : الماءُ الذي لا تُصِيبُه الشَّمسُ عن أبي عَمروٍ . وقال ابنُ عَبّاد : شِبهُ حُفْرةٍ في البَطْحاء مِن السَّيْل . قال ابنُ دُرَيْد : الحُجَيلَى مَقصُوراً : ع . والحَجْلاءُ : وادٍ كما في المُحكَم والعُباب . قال ابنُ عَبّاد : الحَجَّالُ كشَدَّادٍ : البَرِيقُ وفي قول طَرَفَةَ :
" ودُرُوعاً تَرَى لها حَجَّالا قال الصاغاني : لم أجِدْه في شعر طَرَفَة بن العَبد وطَرَفةُ إذا أُطْلِق فهو ابنُ العَبْد . الحَجُولُ كصَبُورٍ : البَعِيدُ . وحَجَلْ حَجَلْ مُحرَّكَتيْن : زَجْرٌ للنَّعْجَةِ أو إِشْلاءٌ لَها لِلحَلَبِ وعلى الأخير اقتصر الصاغاني . قال الفَرَّاءُ : دَبَّى حَجَلْ : لُعْبَةٌ للأعراب . وحَجَلُ بنُ عَمْرو فارِسٌ حَنَفيٌّ مِن بني حَنِيفةَ . وحَجَلٌ الشاعِرُ : عَبدٌ لبَني مازِنٍ نقله الحافِظُ هكذا . وفَرَسٌ حَجِيلٌ كأَمِيرٍ : مُحَجَّل ثَلاثٍ نقله الفَرّاءُ في نَوادِرِه . وحَجْلٌ بالفتح : عَمٌّ للنبيّ صلى الله عليه وسلم واسمُه مُغِيرةُ هكذا قالوه وأمُّه هالَة بنتُ أُهَيب بنِ عبد مَناف بن زُهْرة . قال الحافظ : الذي اسمُه مُغِيرَةُ ابنُ أخيه حَجْلُ بنُ الزُّبَير بنِ عبد المُطَّلِب . مِن المَجاز : تَحْجِيل المِقْرَى والمِقْرَى : القَدَحُ الذي يُقْرَى فيه وتَحْجِيلُه : أن يُصَبَّ فيه لُبَينَةٌ قليلةٌ قَدْرَ تَحْجِيلِ الفَرَسِ ثم يُوَفَّى المِقْرَى بالماء وذلك في الجُدُوبةِ وعَوَزِ اللَّبَنِ قال ابنُ الأعرابيّ : أنشدَني المُفَضَّل :
إذا حُجِّلَ المِقْرَى يكونُ وَفاؤُه ... تَمامَ الذي تَهْوِى إليه المَوارِدُ وقيل : إذا سُتِرَ بالحَجَلَةِ ضَنّاً به ليشرَبُوه هُم قاله الأصمَعِيُّ . وأحْجلَ البَعِيرَ : أطْلَقَ قَيدَه مِن يدِه اليُسرى وَشدَّه في اليُمْنى كذا نَصُّ العُباب وفي المُحكَم : مِن يَدِه اليُمْنى وشَدَّه في اليُسرى . يُقال : حُجِلَ بينَه وبينَه كعُنيَ حَجلاً : أي حِيلَ . وفي العُباب : والتَّركيبُ يدلُّ على شيء يُطِيفُ بشيء وقد شَذَّ الحَجَلُ لهذا الطائرِ
ومما يُسْتَدْرَك عليه : الحَجْلاءُ : القَلْتُ في الصَّخْرة عن ابن عَبّاد . وقولُ الشاعر :
ورابِعَةٌ ألّا أُحَجِّلَ قِدْرَها ... علَى لَحْمِها حِينَ الشِّتاءِ لِنَشْبَعا فسَّره ثَعْلَب بنَسْتُرها ونَجْعَلُها في حَجَلَةٍ : أي إنَّا نطْعِمها الضِّيفان . وقولُ الشاعر :
وإنّي امرؤٌ لا تَقْشَعِرُّ ذُؤابَتِي ... مِن الذِّئبِ يَعْوِي والغُرابِ المُحَجَّلِ هكذا رواه ابنُ الأعرابيّ بفَتح الجِيم كأنه من التَّحْجِيل وهو بعيدٌ ؛ لأنه لا يُوجَدُ في الغُراب والصَّواب الكسر على أنه اسمُ فاعلٍ من حَجَّل : إذا نَزا في مَشْيِه . وفي الحديث " المرأةُ الصَّالِحةُ كالغُرابِ الأَعْصَمِ " قال ابنُ الأعرابي : هو الأبيضُ الرجلين أو الجَناحَيْن فإن كان ذَهَب إلى أنّ هذا موجودٌ في النادِرِ فرِوايتُه صحيحةٌ . وحَجَّل فُلانٌ أَمْرَه : شَهَرَهُ قال الجَعْدِيُّ يهجُو ليلى الأَخْيَلِيَّة :
أَلا حَيِّيا لَيْلَى وقُولا لَها هَلَا ... فَقدْ رَكِبَتْ أَمْراً أَغَرَّ مُحَجَّلا نقلَه الأزهريُّ . وفَرَسٌ بادٍ حُجُولُه : أي مُحَجَّلٌ . والحُجَّلُ : جمع حاجِلٍ قال جَرِير :
الفَحْجَل كَجَعْفَرٍ أهمله الجَوْهَرِيّ والجماعةُ وَقَد ذَكَرَه النُّحاةُ في كتُبِهم وفَسَّروه بالأَفْحَجِ وعندي أنّه وَهَمٌ وإنّما الأَفْحَجُ هو الفَنْجَلُ للمُتَباعِدِ الفَخِذَيْن لكنّهم لمّا ذكَروه أَوْرَدْتُه تَبَعَاً لهم قال شيخنا : وصرَّحوا في بعضِ الحواشي بأنّها دَعْوَى لا يقومُ عليها دَليلٌ والحافظُ حُجَّةٌ على غيرِه ولا بِدْعَ أنْ يُسَمَّى الأَفْحَجُ فَحْجَلاً كما ذكروه وفَنْجَلاً كما زَعَمَه ثمّ رأيتُهم صرَّحوا به في مُصَنَّفاتِ الصَّرفِ قال ابنُ عُصفورٍ في المُمْتِع : لامُ الفَحْجَلِ زائدةٌ لأنّه بمعنى الأَفْحَج وقال الشيخُ أبو حيّانٍ : اللامُ في الفَحْجَلِ زائدةٌ لسقوطِها في الأَفْحَج قال : وكثرةُ الاستعمالِ لا يكونُ دليلاً إلاّ حيثُ يَتَسَاوى حَمْلُ كلِّ واحدٍ منهما على صاحبِه كالقَلبِ وأمّا هنا فسقوطُ اللامِ مع اتحادِ المعنى دليلُ الزِّيادةِ ولا يُشتَرطُ في دليلِ التصريفِ والاشتِقاقِ كثرةٌ ولا قِلَّةٌ قال شَيْخُنا : وهو كلامٌ ظاهرٌ يُعلَمُ به ما في كلامِ المُصَنِّف من القُصورِ انتهى . قلتُ : ويُحتَملُ أن يكونَ مُرَكَّباً من فَحِجَ الرجلُ : إذا تباعَدَ ما بين ساقَيْه وفَجِلَ : إذا غَلُظَ واسترخى فتكونُ أصلِيَّة فتأمَّلْ . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : فحطل