" الحَدَجُ - محرّكةً - : الحَنْظَلُ وحَمْلُ البِطِّيخِ ما دام رَطْباً " . كذا في التهذيب وفي المحكم : الحَدَجُ والحُدْجُ : الحَنْظَلُ والبِطِّيخُ ما دامَ صِغَاراً أَخْضَرَ قبل أَن يَصْفَرّ وقيل : هو من الحَنْظَلِ ما اشْتَدّ وصَلُبَ قبل أَن يَصْفَرَّ واجدته حَدَجَةٌ وقد أَحدَجَت الشَّجَرَةُ قال ابنُ شُمَيْل : أَهل اليَمامةِ يُسمّون بِطِّيخاً عندَهم أَخضرَ مثلَ ما يكونُ عندنا أَيامَ التِّيرماه بالبصره الحَدَجَ وفي حديثِ ابنِ مسعودٍ : " رأَيتُ كأَنّي أَخَذْتُ حَدَجَةَ حَنْظَلٍ فوضَعتُها بينَ كَتِفَيْ أَبِي جَهْلٍ . الحَدَجَة بالتّحريك : الحَنْظَلَةُ الفِجَّةُ الصُّلْبَةُ . قال ابنُ سِيده : الحَدَجُ " : حَسَكُ القُطْبِ الرَّطْبُ ويُضَمّ " فيقال : الحُدْجُ وإِنما صَرّحَ به الأَزهريّ وابنُ سيده في معنى الحَنْظَل والبِطِّيخِ فقط . الحِدْجُ " بالكسر : الحِمْلُ " وَزْناً ومَعْنىً . الحِدْجُ " مَرْكَبٌ للنّساءِ كالمِحَفَّةِ " قال اللَّيْثُ : الحِدْجُ : مَرْكَبٌ ليس بِرَحْل ولا هَوْدَجٍ تَركبُه نساءُ الأَعرابِ وقال الأَزهريّ : الحِدْجُ بكسر الحاءِ : مَرْكَبٌ من مَراكِبِ النّساءِ نحو الهَوْدَج والمِحَفَّة " كالحِداجَةِ بالكسر وهي " أَي الحِدَاجَةُ " أَيضاً الأَدَاةُ ج : حُدُوجٌ وأَحْدَاجٌ " وحكى الفَارِسِيّ : حُدُجٌ بضمّتين وأَنشد عن ثعلب :
" قُمْنَا فآنَسْنَا الحُمُولَ والحُدُجْ ونَظِيرُه سِتْرُ وسُتُرٌ وسُتُرٌ وأَنشد أَيضاً :
والمَسْجدَانِ وبَيْتٌ نحنُ عامِرُه ... لنا وزَمْزَمُ والأَخوضُ والسُّتُر والحُدُوجُ : الإِبِلُ برِحَالِها قال :
عَيْنا ابنِ دَارَةَ خيرٌ مِنكُما نَظَراً ... إِذِا الحُدُوجُ بأَعْلَى عاقِلٍ زُمَرُ وجمعُ الحِداجَةِ حَدَائِجُ . وعن ابنِ السِّكِّيتِ : الحُدُوجُ والأَحْدَاجُ والحَدَائِجُ : مَراكِبُ النِّساءِ واحدُها حِدْجٌ وحِداجَةٌ . الحَدْجُ " كالضَّرْبِ : شَدُّ الحِدْجِ على البَعِيرِ كالإِحْداجِ " وهو مجاز يقال : حَدَجَ البَعِيرَ والنَّاقَةَ يَحْدِجُهُمَا حَدْجاً وحِدَاجاً وأَحْدَجَهُما : شَدَّ عليهما الحِدْجَ والأَدَاةَ ووَسَّقَهُ قال الجَوْهَرِىّ : وكذلك شَدُّ الأَحْمَال وتَوْسِيقُها قال الأَعْشَى :
أَلاَ قُلْ لِمَيْثَاءَ ما بالُها ... أَلِلْبَيْنِ تُحْدَجُ أَحْمَالُهَا ويروى : أَجْمَالُها بالجيم أَي يُشَدُّ عليها وهي الصّحيحَة . قال الأَزهريّ : وأَمّا حَدْجُ الأَحْمَالِ بمعنى تَوْسِيقِهَا فغيرُ معروف عند العرب وهو غلط . قال شَمِرٌ : سَمِعْت أَعرابِيّاً يقول : انظُرُوا إِلى هذا البَعِيرِ الغُرْنُوقِ الذِي عَلَيْه الحِدَاجَةُ . قال : ولا يُحْدَجُ البعيرُ حتى تَكْمُلَ فيه الأَدَاةُ وهي : البِدَادَانِ والبِطانُ والحَقَبُ وجمعُ الحِدَاجَةِ حَدَائِجُ قال : والعَرَبُ تُسَمِّى مَخَالِيَ القَتَبِ أَبِدَّةً واحدها بِدَادٌ فإِذا ضُمَّتْ وأُسِرَت وشُدَّت إِلى أَقْتَابها مَحْشُوَّةً فهي حينئذ حِدَاجَةٌ وسُمِّىَ الهَوْدَجُ المشدودُ فوقَ القَتَبِ حتى يُشَدّ على البعيرِ شَدّاً واحداً بجميعِ أَداتِه حِدْجاً وجمعه حُدُوجٌ ويقال : أَحْدِجْ بَعِيرَك أَي شُدَّ عليه قَتَبَه بأَداتِه . قال الأَزهريّ : ولم يُفَرِّق ابنُ السِّكِّيتِ بين الحِدْجِ والحِداجَة وبينهما فَرقٌ عند العرب كما بينّاه . وقل أَبو صاعدٍ الكلابِيّ عن رَجل من العَرَبِ قال لصاحِبِه في أَتَانٍ شَرُودٍ : الْزَمْهَا رَمَاهَا اللهُ براكِبٍ قليلِ الحِداجَةِ بعيدِ الحَاجَةِ . أَرادَ بالحِدَاجَةِ أَداةَ القَتَبِ . ورُوِىَ عن عُمَرَ رضى الله عنه أَنه قال : " حِجَّةً ها هُنَا ثم احْدِجْ ها هُنَا حتّى تَفْنَى " يعنى إلى الغَزْوِ قال الأَزْهَرِيّ : معنى قوله ثم احْدِجْ ها هنا أَي شُدَّ الحِدَاجَة وهي القَتَبُ بأَداتِه على البَعِير للغَزْوِ والمعنى : حُجَّ حَجَّةً واحدةً ثم أَقْبِلْ على الجِهَاد إِلى أَن تَهْرَمَ أَو تَمُوتَ فكنى بالحَدْجِ عن تَهْيِئَةِ المَرْكُوب للجِهَاد . وقوله أَنشَدَه ابنُ الأَعرابيّ :
تُلَهِّى المَرْءَ بالحِدْثَانِ لَهْواً ... وتَحْدِجُهُ كما حُدِجَ المُطِيقُهو مَثَلٌ أَي تَغلِبُه بدَلِّها وحدِيثِها حتى يكونَ من غَلَبَتِهَا له كالمَحْدُوجِ المركوبِ الذَّلِيلِ من الجِمَال . الحَدْج : " الضَّرْبُ " قال ابنُ الفَرَج : حَدَجَه بالعَصا حَدْجاً وَحَبَجَهُ حَبْجاً إِذَا ضَرَبَه بها . من المجَاز : حَدَجَه يَحْدِجُه حَدْجاً الحَدْجُ : " الرَّمْىُ بالسَّهْمِ " وأَصلُه الرَّمْىُ بالحَدَجِ ثم استُعِير للرَّمْىِ بغيرِه كما اسْتُعِيرَ الإِحْلابُ وهو الإِعانة على الحَلْبِ للإِعانَةِ على غيْرِه كذا في الأَساس . من المجاز : الحَدْجُ : الرَّمْىُ " بالتُّهَمَةِ " يقال : حَدَجَهُ بذَنْبِ غيره يَحْدِجُه حَدْجاً : حَملَه عليه ورَماهُ به . من المَجاز : حَدَجْتُهِ بِبَيْعِ سَوْءٍ ومَتَاعِ سَوْءٍ وذلك " أَن تُلْزِمَهُ الغَبْنَ في البَيْعِ " ومنه قولُ الشّاعر :
يَعِجُّ ابنُ خِرْباقٍ من البَيْعِ بعْدَ مَا ... حَدَجْتُ ابنَ خِرْبَاقٍ بجَرْبَاءَ نازِعِ قال الأَزْهَرِيّ : جعلَهُ كبَعِيرٍ شُدّ عليه حِداجَتُهُ حين أَلْزَمَه بَيعاً لايُقالُ مِنْهُ . وعن أَبي عَمْرٍو الشَّيْبانيّ : يقالُ حَدَجْتُه ببَيْعِ سَوْءٍ أَي فعلتُ ذلك به قال : وأَنشدني ابنُ الأَعرابِيّ :
" حَدَجْتُ ابنَ مَحْدُوجٍ بِسِتِّينَ بَكْرَةًفَلَمَّا استَوَتْ رِجْلاهُ ضَجَّ من الوِقْرِ قال : وهذا شِعْرُ امرأَةٍ تَزَوَّجها رجلٌ على سِتِّينَ بَكْرَةً . " والحَدَجَةُ مُحَرَّكَةً : طائِرٌ " يُشبه القَطَا . " وأَبُو حُدَيْجٍ كزُبَيْرٍ : اللَّقْلَقُ " بلغةِ أَهلِ العِرَاق . " وأَبُو شُبَاثٍ " كغُرَابٍ " : حُدَيْجُ بنُ سَلاَمَةَ صحابِىٌّ " . من المجاز " التَّحْدِيجُ : التَّحْدِيقُ " كذا في الصّحاح . وحَدَجَ الفَرَسُ يَحْدِجُ حُدُوجاً : نَظَر إِلى شَخصٍ أَو سمعَ صَوْتاً فأَقام أُذنيهِ نحوَه مع عينَيْه . والتَّحْدِيجُ : شِدَّةُ النَّظَرِ بعد رَوْعَةٍ وفَزْعَةٍ . وحَدَجَهُ ببَصرِه يَحْدِجُه حَدْجاً وحُدُوجاً وحَدَّجَهُ تَحْدِيجاً : نَظرَ إِليه نَظَراً يَرْتَاب به الآخَرُ ويَستنكِرُه وقيل هو شِدّة النَّظَرِ وحِدَّتُهُ يقال : حَدَجَهُ ببَصرِه إِذا أَحَدَّ النَّظَرَ إِليهِ وقيل : حَدَجَه ببصرِه وحَدَجَ إِليه : رَماهُ به ورُوِىَ عن ابنِ مسعودٍ أَنّه قال : " حَدِّث القَوْمَ ما حَدَجُوكَ بِأَبصارِهم " أَي ما أَحَدُّوا النَّظرَ إِليكَ يعنى ما داموا مُقْبِلِينَ عليك نَشِطِين لسَماعِ حَدِيثِك " يَشتهون حَديثك " ويَرْمون بأَبْصَارِهم فإِذا رأَيتَهم قد مَلُّوا فدَعْهم . قال الأَزهَرِيّ : وهذا يَدُلُّ على أَنَّ الحَدْجَ في النَّظرِ يكون بلا رَوْعٍ ولا فَزَعٍ وفي حديث المِعْراج : " أَلَمْ تَرَوْا إِلى مَيِّتِكُمْ حينَ يَحْدِجُ ببَصَرِه فإِنما ينظُرُ إِلى المِعْرَاجِ من حُسْنِه " حَدَجَ ببصَرِه يَحْدِجُ إِذا حَقَّقَ النَظَرَ إِلى الشْىءِ . " وسَمَّوْا مَحْدُوجاً و " حُدَيْجاً وحَدّاجاً : كُزُبَيْرٍ وكَتّانِ " وحُنْدُجاً بالضّمّ . وحُدَيْج بن ضرمى الحِمْيرىّ تابِعىّ
ومما يستدرك عليه : المِحْدَجٌ : مِيسَمٌ من مَيَاسِمِ الإِبِلِ . وحَدَجَه : وَسَمَه بالمِحْدَجِ . وحَدَجْتُه بمَهْرٍ ثَقِيلِ : أَلزمْته ذلك بخِدَاع وغَبْن وهو مَجَاز