الحَدْس : الظَّنُّ والتَّخمين يقال : هو يَحْدِسُ بالكَسْر أي يقولُ شيئاً برأْيِه وأصلُ الحَدْس : الرَّمْيُ ومنه حَدْسُ الظنِّ إنّما هو رَجْمٌ بالغَيب يقال حَدَسْتُ عليه ظَنِّي ونَدَسْتُه إذا ظَنَنْتُ الظنَّ ولا تحُقُّه . قال الأَزْهَرِيّ : الحَدْس : التوَهُّمُ في معاني الكلامِ والأمور يَحْدِسُ بالكَسْر ويَحْدُسُ بالضَّمّ يقال : بَلَغَني عن فلانٍ أمرٌ وأنا أَحْدِسُ فيه أي أقولُ بالظنِّ والتوَهُّم . والقَصدُ بأيِّ شيءٍ كان ظنَّاً أو رَأْيَاً أو دَهاءً . الحَدْس : الوَطْءُ وقد حَدَسَ برِجلِه الشيءَ إذا وَطِئَه . الحَدْس : الغَلَبَةُ في الصِّراعِ يقال : حَدَسَ بالرجُلِ يَحْدِسُه حَدْسَاً فهو حَديسٌ : صَرَعَه وضَرَبَ به الأرضَ قال عَمْرُو بنُ مَعْدِي كَرِبَ :
لِمَنْ طَلَلٌ بالعَمْقِ أَصْبَحَ دارِسا ... تَبَدَّلَ آراماً وعِيناً كَوانِسا
تبَدَّلَ أُدْمانَ الظِّباءِ وحَيْرَما ... وأَصبَحتْ في أَطْلالِها اليومَ جالِسا
بمُعْتَرَكٍ شَطَّ الحُبَيَّا تَرى به ... من القَومِ مَحْدُوساً وآخرَ حادِسا قال الليثُ : الحَدْس : السُّرعةُ في السَّير قال العَجَّاج :
حتى احْتَضَرْنا بعدَ سَيْرٍ حَدْسِ ... إمامَ رَغْسٍ في نِصابٍ رَغْسِ
" مَلَّكَه اللهُ بغيرِ نَحْسِ
الحَدْس : المُضِيُّ على استِقامةٍ قيل : على طريقةٍ مُستَمِرَّةٍ كذا نصُّ العُباب ونصّ الأَزْهَرِيّ : على غيرِ طريقةٍ مُستَمِرَّةٍ وقال الأُمَويُّ : حَدَسَ في الأرضِ وعَدَسَ يَحْدِسُ ويَعْدِسُ إذا ذَهَبَ فيها . الحَدْس : إضْجاعُ الشاةِ للذَّبْح عن الصَّاغانِيّ وقد حَدَسَها وحَدَسَ بها . الحَدْس : إناخةُ الناقةِ وقد حَدَسَها وحَدَسَ بها عن ابنِ دُرَيْدٍ وقيل : أناخَها ثمّ وَجَأَ بشَفرَتِه في نَحْرِها وعن ابنِ دُرَيْدٍ : إذا وَجَأَ في سَبَلَتِها أي نَحْرِها . من الأوّلِ المثَلُ السائرُ حَدَسَ لهم وروى أبو زيد : حَدَسَهم بمُطفِئَةِ الرَّضْفِ أي ذَبَحَ لهم شاةً مَهْزُولةً تُطفِئُ النارَ ولا تَنْضَج . ذَكَرَه أبو عُبَيْدة وزاد : أو سَمينةً وقال الأَزْهَرِيّ : معناه أنّه ذَبَحَ لأَضْيافِه الشاةَ سَمينةً أَطْفَأَتْ من شَحْمِها تلكَ الرَّضْفَ . وقال ابنُ كُناسَة : تقول العربُ . إذا أمسى النجمُ قِمَّ الرأس ففي الدارِ فاخْنِسْ وفي بَيْتِكَ فاجْلِسْ وعُظْماهُنَّ فاحْدِسْ وإنْ سُئِلْتَ فاعْبِسْ وأَنْهِسْ بَنيكَ وانْهَسْ . قولُه : عُظْماهُنَّ فاحْدِسْ معناه انْحَرْ أَعْظَمَ الإبلِ وقيل : قولُهم : فاحْدِسْ من حَدَسْتُ الأمورَ : تَوَهَّمْتُها كأنّه يريد : تخَيَّرْ بوَهمِكَ عُظْماهُنَّ . وَحَدَسٌ مُحرّكةً : قومٌ كانوا على عهدِ سيِّدِنا سُلَيْمان عليه السلام وكانوا يَعْنُفون على البِغالِ فإذا ذُكِروا نَفَرَتِ البِغالُ خَوْفَاً لما كانت لَقِيَتْ منهم نَقَلَه الصَّاغانِيّ عن ابنِ أَرْقَم الكُوفيِّ . فصارَ زَجْرَاً لهم . وقيل : حَدَسْ وعَدَسْ : اسما بَغَّالَيْن على عهدِ سيّدِنا سُلَيْمان عليه السلام قال الصَّاغانِيّ : وقولُ ابنِ أَرْقَمَ يُقَوِّي قولَ من قال : حَدَسْ في زَجْرِ البِغال وفي اللِّسان : والعربُ تَخْتَلِفُ في زَجْرِ البِغال فبَعضٌ يقول : حَدَسْ وبعضٌ يقول عَدَسْ . قال الأَزْهَرِيّ : وَعَدَسْ أكثرُ من حَدَسْ وسيأتي . وبَنو حَدَسٍ : بطنٌ عظيمٌ من العربِ من لَخْمٍ وهو حَدَسُ بنُ أُرَيْش بنِ إراش بنِ جَزيلة بنِ لَخْم ومنه قولُ الشاعر :
لا تَخْبِزا خَبْزَاً وبُسّا بَسَّا ... مَلْسَاً بذَوْدِ الحَدَسِيِّ مَلْسَا وقيل : هم بالجيم وقد تقدّم . ووَكيعُ بنُ حُدُسٍ كما قاله يَزيدُ بنُ هارونَ وأحمدُ بنُ حَنْبَل أو عُدُسٍ بضمَّتَيْن فيهما : تابِعِيٌّ وجعله الحافظُ من الصَّحابة في التبصير وفيه نَظَرٌ . قال ابن السِّكِّيت : يقال : بَلَغْتُ به الحِدَاس بالكَسْر أي الغايةَ التي يُجرَى إليها أو أَبْلَغ ولا تَقُلْ : الإداس . والمَحْدِس كمَجْلِسٍ : المَطْلِب ويقال : فلانٌ بعيدُ المَحْدِس وقال الشاعر :
" أُهدي ثَناءً مِن بَعيدٍ المَحْدِسِ وَتَحَدَّسَ الأخبارَ وَتَحَدَّسَ عنها : تخَبَّرَها وأرادَ أن يَعْلَمَها من حيثُ لا يُعلَمُ به وفي المُحكَم : وأراغَها ليَعلمَها من حيثُ لا يَعْرِفون به وقال أبو زَيْدٍ : تحَدَّسْتُ عن الأخبارِ تحَدُّساً وَتَنَدَّسْتُ عنها تنَدُّساً وَتَوَجَّسْتُ إذا كنتَ تُريغُ أخبارَ الناسِ لتعلَمَها من حيثُ لا يعلمون . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : حَدَسَ الكلامَ على عَواهنِه إذا تعَسَّفَه ولم يَتَوَقَّه . وقاله بالحَدْس أي بالفِراسَة . والحَدْس : النظَرُ الخَفيُّ ومنه : الحِنْدِس وسيأتي . والحَدْس : الضربُ والذَّهابُ في الأرضِ على غيرِ هِدايَة . وحَدَسْتُ بسَهمٍ : رَمَيْتُ . والحَدَّاس : الظَّنَّان . والحَديس : المَصروعُ به في الأرضِ كالمَحْدوس . والحَدَس مُحرّكةً : بلدٌ بالشامِ . يَسْكُنه قومٌ من بني لَخْمٍ . والحَدُوسُ كصَبورٍ : الذي يرمي بنَفسِه في المَهالِك قال رُؤْبة :
" قالتْ لماضٍ لم يَزَلْ حَدُوسا انظرْ بقِيَّتَه في عطس