حَرُكَ ككَرُمَ حَركاً بالفَتْحِ قالَ شيخُنا : ذِكْرُ الفَتْحِ مُستَدرَكٌ لَفْظاً ومَعْنى أَمّا لَفْظاً فإِنّ الإطْلاقَ كافٍ فيه كما هو اصْطِلاحُه وأما مَعْنًى فإِنّه غيرُ صَحِيحٍ إِذ لا قائِلَ بهِ بل صَرّح ابنُ القَطاعِ والفَيومِي وغيرُ واحِد أَنّه مُحَرَّكٌ ككَرُمَ كَرَماً وشَرُفَ شَرَفاً ونحوِهما . قلت : وهذا الذي أَنْكَرَه شيخُنا هو الواقِعُ في كِتابِ العَيْنِ والمَضْبُوط بالفَتْحِ هكَذا ومثلُه في نُسَخِ العبابِ فتَقْيِيدُه بالفتحِ في مَحَلِّه ؛ لإِزالَةِ الاشْتِباه فإنه جاءَ على غيرِ قِياسِ البابِ فتَأَمّلْ . وحَرَكَةً هو بالتّحْرِيكِ وِإنَّما لم يَضْبُطْه لشُهْرَتِه : ضِدّ سَكَنَ . وحَرَّكْتُه فتَحَرَّكَ ورُوِى عن أبي هُرَيْرَةَ رضي اللّه عنه أَنّه قال : آمنْتُ بمُحَرِّفِ القُلُوبِ ورواه بعضهم بمُحَرِّكِ القلوبِ . قال الفَرّاءُ : المُحَرفُ : المُزِيل والمُحَركُ : المُقَلِّبُ وقال أَبو العبّاسِ : المُحَركُ أَجودُ ؛ لأَنّ السُّنَّةَ تؤيِّدُه : يا مُقَلِّبَ القُلُوبِ . ويُقال : ما بِه حَراكٌ كسَحابٍ : أي حَرَكَةٌ قالَه ابنُ سِيدَه يُقال : قد أَعْيَا فما به حَراكٌ ونَقَلَ الخَفاجِي - في العِنايَةِ في سُورةِ النَّجْمِ - وقد يُكْسَر قالَ شيخُنا : ولا يُلْتَفَتُ إِليه فإنَّ الصوابَ كما ضَبَطَه المُصنِّف . والمِحْراكُ : خَشَبَةٌ يُحَرَّكُ بها النّارُ وهي المِحْراثُ أيضاً . والمَحْرَكُ كمَقْعَدٍ : أَصْلُ العُنُق من أَعْلاها قاله أَبو زَيْد وهو مُنْتَهَى العُنُقِ عِنْدَ المَفْصِلِ من الرَّأْسِ
والحارِكُ : أَعْلَى الكاهِلِ من الفَرَسِ وقيل : هو عَظْمٌ مُشْرِفٌ من جانِبَيهِ اكْتَنَفَه فَزعا الكَتِفَيْن وقيل : هو مَنْبِتُ أَدْنَى العُرفِ إِلى الظّهْرِ الذي يَأْخُذ به مَنْ يَركَبُه قال أَبو دُوادٍ :
أَرِبَ الدِّينُ فأَعْدَدْتُ لَه ... مُشْرِفَ الحارِكِ مَحْبُوكَ الكَتَدْ والجَمْعُ حَوارِكُ قال ذُو الرمَّةِ :
ونَوْمٍ كحَشوِ الطَّيرِ نازَعْتُ صُحْبتِي ... على شُعَبِ الكِيرانِ فَوْقَ الحَوارِكِ والحُركُوكُ بالضم : الكاهِلُ . والحَركَكَةُ : الحُرقُوفُ حَراكِكُ وحَراكِيكُ وهي رُؤُوس الوِرِكَيْنِ ويُقال : أَطْراف الوَرِكَيْنِ مِمّا يَلي الأرْضَ إِذا قَعَدْتَ كما في الصِّحاحِ وقال ابنُ سِيدَه : وكُلّ ذلك اسمٌ كالكاهِلِ والغارِبِ وهذا الجَمْعُ نادِرٌ وقد يَجُوزُ أَن يكونَ كَراهِيَةَ التَّضْعِيفِ كما حَكَى سِيبَوَيْه قرادِيدَ في جميع قَردَدٍ ؛ لأَنّ هذا لا يُدْغَم لمكانِ الإِلْحاقِ . وقال ابنُ دُرَيْدٍ : الحَرِيكُ كأَمِيرٍ في بعضِ اللُّغاتِ : العِنِّين وقد حَرِكَ كفَرِحَ : إِذا عُنَّ عَن النِّساءِ وهذه عن ابنِ الأَعْرابِي . قال ابنُ دُرَيْد : والحَرِيكُ : من يَضْعُفُ خَصْرُه فإِذا مَشَى رأَيْتَه كأنه يَتَقَلَّعُ عن الأَرْضِ وهِيَ حَرِيكَةٌ بهاءٍ . وقال ابن الأَعرابِي : حَرَكَ بالفتح : إِذا امْتَنَعَ من الحَقِّ الذي عَلَيه وفي بعضِ الأُصولِ : مَنَعَ
وحَرَكَ فلاناً : أَصابَ حارِكَه عن أبي عَمْرو . وقالَ الفَرّاءُ : حرَكْتُ حارِكَه : قَطَعْتُه فهو مَحْرُوكٌ . وقال ابنُ عَبّادٍ : المُحْتَرِكُ : اللازِمُ لِحارِكِ بَعِيرِه . وقالَ الجَوْهَرِيُّ : رَجُلٌ حَرِكٌ ككَتِف وهو : الغُلامُ الخَفِيفُ الذَّكِيُ
ومما يُستَدْركُ عليه : يُقال : فلانٌ ميمُونُ العَرِيكَةِ والحَرِيكَةِ بمعنًى . وقال أَبو زَيْدٍ : حَرَكَه بالسَّيفِ حَركاً : إذا ضَرَبَ عُنُقَه . وقال غيرُه : حَرَكَه يَحْرُكُه حَركاً : أَصابَ منه أي ذلك كان . وحَرَكَ حَركاً : شَكَا أي ذلك كانَ . وحَرَكَه : أَصابَ وَسَطَه غيرَ مُشْتَق . ورجلٌ حَرِيكٌ : ضَعِيفُ الحَراكِيكِ . والمِحْراكُ : المِيلُ الذي تُحَرَّكُ به الدَّواةُ عن الليث . وقال أَبو عمرو : إِذا قلًّ صيدُ البَحْرِ قيل : حَرِك يَحْرَك بالكسرِ وهي أَيّام الحراكِ بالضم وذلك في الصَّيفِ . وحَرُكَ يَحْرُك بالضّمِّ : إِذا أَلْحَفَ في المَسأَلَةِ . وقال ابنُ عبّادٍ والزَّمَخْشَرِيّ : يُقال ظَلِلْتُ اليومَ أحَرِّكُ هذا البَعِيرَ أي : أسَيِّرُه فلا يَسِيرُ
قال ابنُ عبّاد : والحَرَكْرَكُ : الغَلِيظُ القَوِيّ