حَسَرَه يَحْسُرُه بالضّمّ ويَحْسِرُه بالكسر حَسْراً بفتْح فسكون : كَشَفَه . والحَسْرُ أيضاً : كَشْطُكَ الشيْءَ حَسَرَ الشيْءَ عن الشَّيْءِ يَحْسُرُه ويَحْسِرُه حَسْراً وحُسُوراً : كَشَطَه فانْحَسر قد يَجِيءُ في الشِّعْر حَسَرَ لازماً مثل انْحَسَرَ على المُضَارعَة . يقال : حَسَرَ الشَّيْءُ حُسُوراً بالضَّمِّ أي انْكَشَفَ . وفي الصّحاحِ : الانْحِسَارُ : الانْكِشَاف . حَسَرْتُ كُمِّى عن ذِراعِي أحْسُرِه حَسْراً : كشَفْتُ
وفي الأساس : حَسَر كُمَّه عن ذراعه : كَشَفَ وعِمامَتَه عن رَأْسِه والمرأةُ دِرْعَهَا عن جَسَدِهَا . وكُلُّ شَيْءٍ كُشِفَ فقد حُسِر . من المَجَازِ : حَسَرَ البَصَرُ يَحْسِر من حَدِّ ضَرَب حُسُوراً بالضّمّ : كَلَّ وانْقَطَعَ نَظَرُهُ مِنْ طُولِ مَدىً وما أشْبَه ذلك وهو حَسِيرٌ ومَحْسُورٌ . قال قَيْسُ بن خُوَيْلِدٍ الهُذَلِيُّ يَصِف ناقَةً :
إنَّ العَيِسرَ بها دَاءٌ مُخَامِرُهَا ... فَشَطْرَها نَظَرُ العَيْنَيْنِ مَحْسُورُ قال السُّكَّرِيّ : العَسِيرُ : النَّاقَةُ التي لم تُرَضْ . ونصبَ شَطْرَهَا على الظَّرْفِ أي نَحْوَها . وبَصَرٌ حَسِيرٌ : كَلِيلٌ . وفي التَّنْزِيلِ العَزِيز : " يَنْقَلِبْ إلَيْكَ البَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ " قال الفَرَّاءُ : يُرِيد : يَنْقَلِب صاغِراً وهو كَلِيلٌ كما تَحْسِر الإبلُ إذا قُوِّمَتْ عن هُزالٍ أو كَلاَلٍ . ثم قال : وأمَّا البَصَرُ فإنه يَحْسِرُ عند أقْصى بُلُوغِ النَّظَرِ
حَسَرَ الغُصْنَ حَسْراً : قَشَرَه . وقد جاءَ في حديث جَابِر : فأخذْتُ حَجَراً فَكَسَرْتُه وحَسَرتْه يُريد غُصْناً من أغصانِ الشَّجَرةِ أي قَشَرْتُه بالحَجر . حَسَرَ البَعِيرَ يَحْسِرُه ويَحْسُرُهُ حَسْراً وحُسُوراً : سَاقَه حَتَّى أعْيَاه وكذلك حَسَرَه السَّير كأَحْسَرَه إحْسَاراً وحَسَّرَه تَحْسِيراً . حَسَرَ البَيْتَ حَسْراً : كَنَسَه . حسِرَ الرَّجلُ كفَرِحَ عَليه يَحْسَرُ حَسْرَةً بفَتْح فَسُكُون وحَسَراً مكرّكةً : نَدِمَ على أَمرٍ فَانَه أَشَدَّ النَّدم وتَسَّرَ الرَّجلُ إِذا تَلَهَّفَ فهوَ حَسِرٌ . قال المَرَّار :
ما أَنَا اليومَ عَلَى شَيْءٍ خَلاَ ... يا ابْنَةَ القَيْنِ تَوَلَّى بِحَسِرْ وحَسِيرٌ وحسْرانُ . وقال الزَّجَّاجُ في تَفْسِيرِ قوله عَزَّ وجَلَّ : " يَا حَسْرَةً عَلَى العِبَادِ " الحَسْرَةُ : أَشَدُّ النَّدَمِ حَتَّى يَبْقَى النَّادِمُ كالحَسِيرِ من الدّوَابِّ الَّذِي لا منْفَعَةَ فيه . حَسَرِ البَعِيرُ كضَرَبَ وفَرِحَ حَسْراً وحُسُوراً وحَسَرَاً : أَعْيَا من السَّيْرِ وكَلَّ وتَعِبَ كاسْتَحْسَرَ استِفْعَال من الحَسْرِ وهو العَيَاءُ والتَّعَب . وقال الله تَعَالى : " ولاَ يَسْتَحْسِرُون " . وفي الحَدِيث : " ادْعُوا الله ولا تَسْتَحِسُوا " أَي لا تَمَلُّوا . فَهُو حَسِيرٌ . الذَّكَرُ والأَنثَى سواءٌ ج حَسْرَي مثلُ قَتِيلٍ وقَتْلَى . وفي الحدِيث " الحَسِيرُ لا يُعْقَرُ " أَي لا يجوز للغازِي إِذا حَسِرَتْ دَابَّتُه وأَعْيَت أَن يَعْقِرَها مَخَافَةَ أَن يَأْخُذَهَا العَدُوُّ ولكن يُسَيِّبها . والحَسِيرُ : فَرَسُ عبدِ اللهِ بنِ حَيَّانَ بن مُرَّةَ وهو ابن المُتَمطِّر نَقلَه الصغانيّ . الحَسِيرُ : البَعِيرُ المُعْيىِ الّذي كَلَّ من كَثْرةِ السَّيْرِ . من المَجَاز يقالُ : فلانٌ كَرِيمُ المَحْسِر كمَجْلِس أَي كَرِيم المَخْبر وتُفْتَح سِينُه وهذه عن الصَّغانِيّ . وبه فُسِّر قولُ أَبيِ كَبِيرٍ الهُذَلّي :
أَرِقَتْ فمَا أَدْرِي أَسُقْمٌ ما بها ... أَمْ مِن فِراقِ أَخٍ كَرِيمِ المَحْسَرِضُبِطَ بالوَجْهَيْن قيل : المحْسر هنا : الوَجْهُ وقيل : الطَّبِيعَةُ . وقال الأَزهريّ : والمَحاسِرُ من المَرْأَةِ المَعَارِي ذَكَره في ترجمة " عري " . المُحْسَّرُ كمُعَظَّم : المُؤْدذَي المُحَقَّر . وفي الحَدِيثِ : " يَخْرُجُ في آخِرِ الزَّمانِ رجُلٌ يُسمَّى أَمِير العُصَب . قال بعْضُهم : يُسَمَّى أَمِير الغَضَب أَصحابُه مُحَسَّرُون مَحقَّرُونَ عن أَبْوَابِ السُّلطان ومَجَالِسِ المُلُوك يَأْتُونَه مِنْ كُلِّ أَوْبٍ كأَنَّهم قَزَعُ الخَرِيفِ يُوَرِّثُهم الله مشارِقَ الأَرضِ ومغَارِبَها " . قَوْلُه : مُحَسَّرونَ محَقَّرون أَي مُؤْذَوْن مَحْمُولُون على الحَسْرَة أَو مطْرُودُون مُتْعَبُون من حَسرَ الدَّابَةَ إِذَا أَتْعبَها . الحسَارُ كسَحَابٍ : عُشْبَةٌ تَشْبِهُ الجَزرَ نَقَلَه الأَزهريّ عن بَعْضِ تَشْبِهُ الجَزرَ نقلَهَ الأَزهريّ عن بعْضِ الرُّواة أَو تُشْبِه الحُرْفَ أَي الخَزْدَلَ في نَبَاتِه وطَعْمِه . يَنْبُتُ حِبَالاً على الأَرْضِ . نقله الأَزهريّ عن بَعْض أَعرابِ كَلْبٍ . وقال أَبو حَنِيفَةَ عن أَبِي زِياد : الحَسَار : عُشْبَةٌ خَضْراءُ تَسَطَّحُ على الأَرْض وتَأْكُلُها الماشِيَة أَكْلاً شديداً . قال الشَّاعِر يصِف حِمَاراً وأُتُنَه :
يأْكُلْن من بُهْمَي ومِن حَسَارِ ... ونَفَلاً لَيْسَ بِذِي آثَارِ . يَقُول : هذا المكَانُ قَفْرٌ لَيْس به آثارٌ من النَّاسِ ولا المواشِي . وقال غيره : الحَسَارُ : نَباتٌ يَنْبُتُ في القِيعانِ والجَلَدِ وله سُنْبلٌ وهو من دِقِّ المُرَّيْقِ وقُفُّه خَيْرٌ من رَطْبِه وهو يَسْتَقِلُّ عن الأَرضِ شَيْئاً قليلاً يُشْبِه الزَّبَّاد إِلاَّ أَنَّه أَضخَمُ منه وَرقاً . وقال اللَّيْث : الحَسَارُ : ضَرْبٌ من النَّبات يُسْلِحُ إِلابِلَ . وفي التَّهْذِيب : الحَسارُ منَ العُشْب يَنْبُتُ في الرِّيَاض الواحدة حسَارَةٌ . والمِحْسَرَةُ : المِكْنَسَةُ وَزْناً ومَعْنًى . والحَاسِرُ خِلافُ الدَّارِع وهو مَنْ لا مِغْفَرَ له ولا دِرْعَ ولا بَيْضَةَ على رَأْسِه . قال الأَعْشَى :
في فَيْلَقٍ جَأْواءَ مَلْمُومَةٍ ... تَقْذِفُب الدِّارِعِ والحَاسِرِ . الحاسِرُ : مَنْ لا جُنَّةَ لَه والجَمْعُ حُسَّرٌ . وقد جمع بعضُ الشُّعَرَاءِ حُسَّراً عَلَى حُسَّرِينَ . أَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ
بشَهْبَاءَ تَنْفِي الحُسَّرِينَ كأَنَّهَا ... إِذَا ما بَدَتْ قَرْنٌ من الشَّمْسِ طالعُ . وفَحْلٌ حَاسِرٌ وفَادِرٌ وجَافِر : أَلْقَحَ . شَوْلَه وعَدَلَ عنِ الضِّرابِ قاله أَبُو زَيْد ونَقَلهُ الأَزْهَرِيّ . قال : ورَوَى هذَا الحَرْفَ : فحْلٌ جَاسِرٌ بالجِيم أَي فادِر قال : وأَظُنُّه الصوابَ . والتَّحْسِيرُ : الإِيقاعُ في الحَسْرَةِ والحَمْلُ عَلَيْها . وبه فُسِّرَ بعضُ حَدِيثِ أَمِيرِ العُصَبِ المُتَقَدِّم . التَّحْسِيرُ : سُقُوطُ رِيشِ . الطَّائِرِ . وقد انْحَسَرَتِ الطَّيْرُ إِذَا خَرَجَتْ من الرِّيشِ العَتِيق إِلى الحَدِيثِ . وحَسَّرَهَا إِبَّانُ ذلك ثَقَلَّهَا لأَنَّه فُعِلَ في مُهْلَةِ . قال الأَزْهَرِيّ : والبَازِيُّ يُكَرَّزُ للتَّحْسِيرِ وكذلك سَائِرُ الجوارِحِ تتحسَّرُ . التَّحْسِيرُ : التَّحْقِيرُ والإِيذَاءُ والطَّرْدُ وبه فُسِّرَ بعضُ حدِيثِ أَمِيرِ العُصَبِ وقد تَقَدَّم . وبَطْنُ مُحَسَّرٍ بكسْرِ السِّين المُشَدَّدَة : وادٍ قُرْبَ المُزَدَلِفَةِ بين عرَفات ومِنًى . وفي كُتُبِ المَنَاسِكِ : هو وادِي النَّار . قيل : إِنَّ رجُلاً اصْطادَ فيه فنَزَلَتْ نارٌ فأَحْرَقَتْه نقَلَه الأَقْشَهْرِيُّ في تَذْكِرِته . وقيلَ : لأَنَّه مَوْقِفُ النَّصارى . وأَنْشَدَ عُمَرُ رَضِي اللهُ عْنُه حين أَفَاضَ مِنْ عرفَةَ . إلى مُزْدَلِفةَ وكانَ في بَطْنِ مُحْسِّرٍ :
" إليكَ يَعْدُو قَلِقاً وَضِينَا
" مُخَالِفاً دِينَ النَّصَارَى دِينَاوكذا قَيْسُ بنُ المُحَسِّرِ الكِنَانِيُّ الشَّاعِرُ الصَّحابِيُّ فإنَّه بكَسْرِ السِّين المُشَدَّدة . وقيل : المُسَحِّر وقيل المُسَخِّر أقْوال . وتَحَسَّرَ الرّجلُ : تَلَهَّفَ . ولا يَخْفَى أنَّه لو قالَ عند ذِكْرِ الحَسْرة وتَحَسَّر : تَلَهَّفَ كان أجمَعَ للأقْوالِ وأحْسَنَ في التَّرْصِيفِ والجَمْع مع أنه خَالَف الأئمَّةَ في تَعْبِيرِه فإنَّهُم فسَّروا الحَسْرَةَ والحَسَرَ والحَسَرانَ بالنَّدَامَةِ على أمْرٍ فَاتَه والتَّحْسِير بالتَّلَهُّفِ . ففي كلامه تَإَمُّل منْ وُجُوهٍ . تَحَسَّرَ وَبَرُ البَعِيرِ والذي في أُصولِ اللُّغَة : وتَحَسَّر الوَبَرُ عن البَعِيرِ والشَّعَرُ عن الحِمار إذا سقَطَ . واقْتَصَرُوا على ذلك . ومنه قولُ الشَّاعر :
تَحَسَّرتْ عِقَّةٌ عنْه فَأَنْسلَهَا ... واجْتَابَ أُخْرَى جَدِيداً بَعْدَمَا ابْتَقَلاَ وفي الأساسِ : وتَحَسَّرَ الطَّيْرُ : أَسقَطَ رِيشَه . وزاد المُصَنِّف قولَه مِنَ الإعْيَاءِ . ولَيْس بقَيْدٍ لازِمٍ فإنَّ السُّقًوطَ قد يَكُونُ في البَعِيرِ من الأمراضِ إلاَّ أن يُقالَ : إن الإعياءَ أعَمُّ . تَحَسّرتِ الجَارِيةُ وكذا النَّاقَةُ إذا صارَ لَحْمُهَا في مَوَاضِعه . قال لَبِيدٌ :
فإذا تَغَالَى لَحْمُها وتَحَسَّرَتْ ... وتَقَطَّعَتْ بَعْدَ الكَلاَلِ خِدَامُهَا قال الأَزهريّ : تَحَسَّر البَعِيرُ إذا سَمَّنَه الرَّبِيعُ حَتَّى كَثُرَ شَحْمُه وتَمَكَ سَنَامُهُ أي طَالَ وارْتَفَع وتَرَوَّى واكْتَنَزَ ثمَّ رُكِبَ أَيَّاماً فَذَهَب رَهَلُ لَحْمِه واشْتَدَّ بَعْدَ ما تَزَيَّمَ مِنْه أي اشتَدَّ اكْتِنَازُه في مَوَاضِعِهِ فقد تحَسَّرَ ومما يُسْتَدركُ عليه : الحُسَّرُ كسُكَّر هم الرَّجَّالةُ في الحَرْب لأنَّهُم يَحْسِرُون عن أيْدِيهِم وأرْجُلِهم أو لأَنَّه لا دُرُوعَ عَلَيْهِم ولا بَيْضَ . ومنه حَدِيثُ فَتْحِ مَكَّةَ " أنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ كان يَوْمَ الفَتْح على الحُسَّرِ " . ورجل حَاسِرٌ : لا عِمَامَةَ على رَأْسِه . وامرأَةٌ حَاسِرٌ بغير هاءٍ إذا حَسَرَتْ عنها ثَيَابَها
وفي حَديثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا : " وسُئلتْ عن امرأةٍ طَلَّقَهَا زَوْجُهَا وتَزَوَّجَها رَجُلٌ فتحسَّرَتْ بَيْنَ يَدَيْه " أي قَعدَتْ حَاسِرَةً مكشوفَةَ الوَجْهِ . وقال ابنُ سِيدَه : امرأةٌ حَاسِرٌ : حَسَرَتْ عنها دِرْعَها . وكُلُّ مَكْشُوفَةِ الرَّأْسِ والذَّراعَين حَاسِرٌ . والجمع حُسَّرٌ وحَوَاسِرُ . قال أبُو ذُؤَيْبٍ :
وقامَ بَنَاتِي بالنِّعَالِ حَوَاسِراً ... فأَلْصَقْنَ وَقْعَ السِّبْتِ تَحْتَ القَلائِدِ وحَسَرَتِ الرِّيحُ السَّحَابَ حسْراً وهو مَجازٌ . وحسَرَتِ الدَّابَّةُ وحَسَرَهَا السَّيْرُ حَسْراً وحُسُوراً وأحْسَرَهَا وحَسَّرَهَا : أتْعبَهَا . قالَ :
إلاَّ كمُعْرضٍ المُحَسِّرِ بَكْرَهُ ... عَمْداً يُسَيُبِني عَلَى الظُّلْمِ أرادَ حاسِرٌ وحَاسِرَةٌ كحَسِير . وأحْسَرَ القَومُ : نَزَلَ بهم الحَسَرُ . وقال أبو الهَيْثَم : حَسِرَت الدَّابَّةُ حَسَراً إذا تَعِبَتْ حَتَّى تُنْقَى . وفي حَدِيثِ جَرِير " لا يَحْسِرُ صاحبُها أي لا يَتْعَبَ سَائِقُها . وفي الحديث " حَسَرَ أخِي فَرَساً له بعَيْنِ التَّمْر وهو مع خَالِدِ بْنِ الولِيدِ . وحَسَرَ العَيْنَ بُعْدُما حَدَّقَتْ إلَيْه أو خَفَاؤُه يَحْسُرُهَا أكَلَّهَا قَالَ رُؤْبَةُ :
" يَحْسُرُ طَرْفَ عَيْنِه فَضَاؤُه