الْحِقْفُ بِالْكَسْرِ : الْمُعَوجُّ مِن الرَّمْل ج : أَحْقَافٌ . وحِقافٌ بالكَسْرِ وعليهما اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ وفي العُبَابِ واللِّسَانِ : حُقُوفٌ وجج أَي : جَمْعُ الجَمْعِ حَقَائِفُ وحِقَفَةٌ بكَسْرٍ ففَتْحٍ وفي حديثِ قُسٍّ : في تَنَائِفَ حَقَائِفَ أَمَّا حَقائِفُ فجَمْعُ الجَمْعِ إِمَّا جَمْعُ أَحْقَافٍ أَو حِقَافٍ كذا في اللِّسَانِ وأَمَّا حِقَفَةٌ فسِيَاقُ العُبَابِ يَقْتَضِي أَنَّه جَمْعٌ لا جَمْعُ الجَمْعِ فَانْظُرْه قال امْرُؤُ القَيْسِ :
" فلَمَّا أَجَزْنَا سَاحَةَ الْحَيِّ وانْتَحَىبِنَا بَطْنَ خَبْتٍ ذِي حِقَافٍ عَقَنْقَلِ وأَنْشَدَ اللَّيْثُ :
" مِثْل الأَفَاعِي اهْتَزَّ بالحُقُوفِ أَو هو الرَّمْلُ العَظِيمُ الْمُسْتَديرُ قالَهُ ابنُ عَرَفَةَ أَو الكَثِيبُ منه إِذا تَقَوَّسَ قالَه ابنُ دُرَيْدٍ أَو الْمُسْتَطِيلُ الْمُشْرِفُ قَالَهُ الفَرّاءُ أَو هي رِمَالٌ مُسْتَطِيلَةٌ بِنَاحِيَةِ الشِّحْرِ وبه فُسِّرَ قَوْلُهُ تَعالَى : " وَاذْكُرْ أَخَا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ " قال الجَوْهَرِيُّ : وهي دِيارُ عَادٍ وقال ابنُ عَرَفَةَ : قَوْمُ عَادٍ كانتْ مَنَازِلُهم في الرِّمالِ وهي الأَحْقَافُ وفي المُعْجَمِ : ورُوِيَ عن ابنِ عَبَّاسٍ أَنَّهَا وَادٍ بيْن عُمَانَ وأَرْضِ مُهْرَةَ وقال ابنُ إِسْحَاقَ : الأَحْقَافُ : رَمْلٌ فيما بيْنَ عُمَانَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ وقال قَتَادَةُ : الأَحْقَافُ : رِمَالٌ مُشْرِفَةٌ علَى البَحْرِ بالشِّحْرِ من أَرْضِ اليَمَنِ قال ياقُوتِ : فهذه ثلاثةُ أَقْوَالٍ غيرُ مُخْتَلِفَةٍ في المعنَى
وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : الحِقْفُ : أَصْلُ الرَّمْلِ وأَصْلُ الْجَبَلِ وأَصْلُ الْحَائِطِ كما في العُبَابِ واللِّسَانِ وقال غيرُهُ : حِقْفُ الجَبَلِ : ضِبْنُهُ . وقال ابنُ شُمَيْلٍ : جَمَلٌ أَحْقَفُ : أَي خَمِيصٌ
وأَمَّا الجَبَلُ الْمُحِيطُ بِالدُّنْيَا فإِنَّهُ قَافُ علَى الصَحِيحِ لا الأَحْقَافُ كَمَا ذَكَرَهُ اللَّيْثُ في العَيْنِ ونَصُّه : الأَحْقَافُ في القُرْآنِ : جَبَلٌ مُحِيطٌ بالدُّنْيَا مِن زَبَرْجَدَةٍ خَضْرارَ تَلْتَهِبُ يومَ القِيَامَةِ وقد نَبَّهَ علَى هذا الغَلَطِ الأَزْهَرِيُّ وتَبِعَهُ الصَّاغَانِيُّ وياقوتُ في الرَّدِّ عليه وكذا قَوْلُ قَتَادَةَ : الأَحْقَافُ : جَبَلٌ بالشَّأْمِ وقد رَوَوْا ذلك وصَوَّبُوا وما رَوَاهُ قَتَادَةُ وابنُ إِسْحَاقَ وغيرُهما قاله ياقوتُ
وظَبْيٌ حَاقِفٌ : أَي رَابِضٌ في حِقْفٍ من الرَّمْلِ قَالَهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ أَو يَكُونُ مُنْطَوِياً كالْحِقْفِ قَالَهُ الأَزْهَرِيُّ زَادَ الصَّاغَانِيُّ : وقد انْحَنَى وفي الحديثِ : أَنَّه صلى الله عليه وآله وسلم مَرَّ هُوَ وأَصْحَابُه وهم مُحْرِمُونَ بظَبْيٍ حَاقِفٍ في ظِلِّ شَجَرَةٍ فقالَ : يا فلانُ قِفْ ههُنَا حتَّى يَمُرَّ النَّاسُ لا يَرِبْهُ أَحَدٌ بِشَيْءٍ هكذا رَوَاه أَبو عُبَيْدٍ وقال : هو الذي نَامَ وانْحَنَى وتَثَنَّى في نَوْمِهِ وقال إِبراهِيمُ الحَرْبِيُّ رَحِمَه اللهُ تعالى في غَرِيبِهِ : بِظَبْيٍ حَاقِفٍ فيه سَهْمٌ فقالَ لأَصْحَابِه : دَعُوهُ حتى يَجيءَ صَاحِبُهُ قال ابنُ عَبَّادٍ : هو ظَبْيٌ حَاقِفٌ بَيِّنُ الْحُقُوفِ بالضَّمِّ
قال : المِحْقَفُ كَمِنْبَرٍ : مَن لا يَأْكُلُ ولا يَشْرَبُ وكأَنَّهُ مِن مَقْلُوبِ قَفَحَ . واحْقَوْقَفَ الرَّمْلُ والظَّهْرُ والْهِلاَلُ : طَالَ واعْوَجَّ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلَى الرَّمْلِ والهِلالِ وقال فيهما : اعْوَجَّ وأَنْشَدَ للعَجَّاجِ :
" سَمَاوَةَ الْهِلاَلِ حَتَّى احْقَوْقَفَا وفي اللِّسَانِ وكلُّ ما طَالَ واعْوَجَّ فقد أحْقَوْقَفَ كظَهْرِ البَعِيرِ وشَخْصِ القَمَرِ وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيُّ في الظَّهْرِ :