الحَنَفُ مُحَرَّكَةً : الاسْتِقَامَةُ نَقَلَهُ ابنُ عَرَفَةَ في تفسيرِ قَوْلِه تعالَى : " بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً " قال : وإِنَّمَا قِيل للْمَائلِ الرِّجْلِ : أَحْنَفُ تَفَاؤْلاً بالاسْتِقَامَةِ . قلتُ : وهو معنّى صَحِيحٌ وسيأْتِي ما يَقَوِّيهِ مِن قَوْلِ أَبي زَيْد والجَوْهَرِيِّ وقال الرَّاغِبُ : هو مَيْلٌ مِن الضَّلالِ إِلَى الاسْتِقَامةِ وهذا أَحْسَنُ
والْحَنَفُ : الاعْوِجَاجُ ي الرِّجْلِ . أَو أَنْ وفي الصِّحاحِ والعُبَابِ : وهو أَن يُقْبِلَ إِحْدَى إِبْهَامَيْ رِجْلَيْهِ علَى الأُخْرَى أَو : هو أَنْ يَمْشِيَ الرَّجُلُ عَلَى ظَهْرِ قَدَمَيْهِ وفي الصِّحاحِ : قَدَمِهِ مِن شِقِّ الْخِنْصَرِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ
أَو : هو مَيْلٌ في صَدْرِ الْقَدَمِ قَالَهُ اللَّيْثُ . أَو : هو انْقِلاَبُ القَدَمِ حتى يَصِيرَ ظَهْرُهَا بَطْنَها . وقد حَنِفَ كفَرِحَ وكَرُمَ فهو أَحْنَفُ ورِجْلٌ بالكَسْرِ حَنْفَاءُ : مَائِلَةٌ
وحَنَفَ كضَرَبَ : مَالَ عن الشَّيْءِ . وصَخْرٌ أَبو بَحْرٍ الأَحْنَفُ بنُ قَيْسِ بنِ مُعَاوِيَةَ التَّمِيمِيُّ البَصْرِيُّ : تَابِعِيٌّ كَبِيرٌ من العُلَمَاءِ الحُلَمَاءِ وُلِدَ في عَهْدِه صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ ولم يُدْرِكْهُ والأَحْنَفُ لَقَبٌ له وإِنَّمَا لُقِّبَ بنِ لِحَنَفٍ كان به قالتْ حَاضِنَتُه وهي تُرَقِّصُهُ :
" واللهِ لَوْلاَ حَنَفٌ بِرِجْلِهِ
" مَا كَانَ في صِبْيَانِكُمْ كَمِثْلِهِ ويُقَال : إِنَّهُ وُلِدَ مَلْزُوقَ الأَلْيَتَيْنِ حتى شُقَّ ما بَيْنَهُمَا وكان أَعْوَرَ مُخَضْرَماً وهو الذي افْتَتَحَ الرَّوْزناتِ سنة 67 بالكُوفَةِ ويُقَال : سنة 73
قال اللَّيْثُ : والسُّيُوفُ الحَنِيفِيَّةُ تُنْسَبُ لَهُ لأَنَّهُ أَوَّلُ مَن أَمَرَ بِاتِّخَاذِهَا قال : والْقِياسُ أَحْنَفِيٌّ . والْحَنْفَاءُ : الْقَوْسُ لاِعْوِجاجِهَا والحَنْفَاءُ : الْمُوسَى كذلِك أَيضا . والحَنْفَاءُ : فَرَسُ حُذَيْفَةَ بنِ بَدْرٍ الفَزَارِيِّ قال ابنُ بَرِّيّ : هي أُخْتُ دَاحِسٍ مِن وَلَدِ ذي العُقَّالِ والغَبْرَاءُ خَالَةُ دَاحِسٍ وأُخْتُهُ لأَبِيهِ
والحَنْفَاءُ : مَاءٌ لِبَنِي مُعَاوِيَةَ ابنِ عامِرِ بنِ ربيعَةَ قال الضَّحَّاكُ بنُ عُقَيْلٍ :
أَلاَ حَبَّذَا الحَنْفَاءُ والحاضِرُ الذي ... به مَحْضَرٌ مِن أَهْلِهَا ومُقَامُ
وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : الحَنْفَاءُ : شَجَرَةٌ . قال : والحَنْفَاءُ : الأَمَةُ الْمُتَلَوِّنَةُ تَكْسَلُ مَرَّةً وتَنْشَطُ أُخْرَى وهو مَجازٌ . والحَنْفَاءُ : الْحِرْبَاءُ . والحَنْفَاءُ : السُّلَحْفَاةُ . والحَنْفَاءُ : الأَطُومُ : اسْمٌ لِسَمَكَةٍ بَحَرِيَّةٍ كالمَلِصَةِ
والْحَنِيفُ كأَمِيرٍ : الصَّحِيحُ الْمَيْلِ إِلى الإِسْلاَمِ الثَّابِتُ عَلَيْهِ وقال الراغِبُ : هو المائلُ إِلى الاسْتِقَامةِ . وقال الأَخْفَشُ : الحَنِيفُ : المُسْلِمُ قال الجَوْهَرِيُّ : وقد سُمِّيَ المُسْتَقِيمُ بذلك كم سُمِّيَ الغُرابُ أَعْوَرَ وقيل : الحَنِيفُ هو المُخْلِصُ وقيل : مَن أَسْلَمَ لأَمْرِ اللهِ ولم يَلْتَوِ في شَيْءٍ . وقال أَبو زَيْدِ : الحَنِيفُ : المُسْتَقِيمُ وأَنْشَدَ :
تَعَلَّمْ أَنْ سَيَهْدِيكُمْ إِلَيْنَا ... طَرِيقٌ لاَ يَجُوزُ بِكُمْ حَنِيفُ وقال الأَصْمَعِيُّ : كُلُّ مَن حَجَّ فهو حَنِيفٌ وهذا قَوْلُ ابن عَبَّاس والحسنِ والسُّدِّيِّ ورَوَاهُ الأَزْهَرِيَّ عن الضَّحَّاحِ مثلَ ذلك
أَو الحَنِيفُ : مَن كَانَ علَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وعلَى نَبِيِّنا وسَلَّمَ في اسْتِقْبَالِ قِبْلَةِ البَيْتِ الحَرَامِ وسُنَّةِ الاخْتِتَانِ . قال أَبو عُبَيْدَةَ : وكانَ عَبَدَةُ الأَوْثَانِ في الجاهِليَّةِ يقولون : نحنُ حُنَفَاءُ على دِينِ إِبْرَاهِيمَ فلَّمَّا جاءَ الإِسلامُ سَمَّوُا المُسْلِمَ حَنِيفاً وقال الأَخْفَشُ : وكان في الجاهِلِيَّةِ يُقَال : مَن اخْتَتَنَ وحَجَّ البيتَ قيل له : حَنِيفٌ لأَنَّ العربَ لم تَتَمَسَّكْ في الجاهِلِيَّةِ بشَيْءٍ مِن دِينِ إِبْرَاهِيمَ غير الخِتانِ وحَجِّ البيتِ وقال الزَّجَّاجُ : الحَنِيفُ في الجاهِلِيَّة مَنْ كان يحُجُّ البيتَ ويغْتَسِلُ مِن الجَنابَةِ ويَخْتَتِنُ فلمَّا جاءَ الإِسْلاَمُ كان الحَنِيفُ : المُسْلِمَ لِعُدُولِه عن الشِّرْكِ وقال الزَّجَّاجُ في قَوْلِه تعالَى : " بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً " نَصَبَ : حَنِيفاً علَى الحالِ والمَعْنَى : بل نَتَّبِعُ مِلَّةَ إِبراهِيمَ في حالِ حَنِيفِيَّتِهِ ومعنى الحَنِفِيَّةِ في اللُّغَةِ : المَيْلُ والمعنى أَنَّ إِبْرَاهِيمَ حَنِفَ إِلى دِينِ اللهِ ودِينِ الإِسْلامِ
والحَنِيفُ : الْقَصِيرُ . والحَنِيفُ : الْحَذَّاءُ . وحَنِيفٌ : اسمُ وَادٍ . وحَنِيفُ بنُ أَحْمَدَ أَبو العَبّاسِ الدِّينَوَرِيُّ شَيْخُ ابْنِ دَرَسْتَوَيْهِ هكذا في العُبَاب والصَّوابُ أَنه تِلْميذُه قال الحافظُ : عن جَعْفَرِ بنِ دَرَسْتَوَيْه
وحَنِيفٌ أَيضاً : وَالِدُ أَبي مُوسَى عِيسَى بن حَنِيفِ بنِ بُهْلُولٍ القَيْرَوَانِيِّ عاصَرَ الخَطَّابِيَّ وَرَوَى عن ابْنِ دَاسَةَ . قلتُ : ومحمدُ بنُ مُهاجِرٍ المعروفُ بأَخِي حَنِيفٍ فيه مَقَالٌ رَوَى عن وَكِيعٍ وأَبي مُعَاويةَ
وحَنِيفَةُ كسَفِينَةٍ : لَقَبُ أُثَالٍ كغُرَابٍ بنِ لُجَيْمِ بنِ صَعْبِ بنِ عَلِيٍّ بنِ بكرِ بنِ وَائِل : أَبِي حَيٍّ وهم قومُ مُسَيْلِمَةَ الكَذَّابِ وإِنَّمَا لُقِّبَ بقَوْلِ جَذِيمةَ وهو الأَحْوَى بنُ عَوْفٍ لَقِي أُثالاً فضَرَبَهُ فحَنِفَهُ فلُقِّبَ حَنِيفَةَ وضَرَبَهُ أُثَالٌ فَجَذَمَهُ فلُقِّبَ جَذِيمَةَ فقال جَذِيمَةُ :
فإِنْ تَكُ خِنْصَرِي بَانَتْ فَإِنِّي ... بها حَنَّفْتُ حَامِلَتَيْ أُثَالِ مِنْهُمْ : خَوْلَةُ بِنْتُ جَعْفَرِ بنِ قَيْسِ ابنِ مَسْلَمَةَ بنِ عبدِ اللهِ بن ثَعْلَبَةَ بن يَرْبُوعِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ الزُّمَيْلِ بن حَنِيفَةَ الْحَنَفِيَّةُ وهي أُمُّ محمدِ بنِ عَلِيِّ ابنِ أَبِي طَالِبٍ رحمَهُ اللهُ تعالى ولذا يُعْرَفُ بابْنِ الحَنَفِيَّةِ وكَنْيَتُه أَبو القاسم وُلِدَ سنةً 26 ، وتُوُفِّيَ بالمدينَةِ في المُحَرَّمِ سنة 81 ، وهو ابنُ خَمْسٍ وسِتِّين سنة . ودُفِنَ بالبَقِيعِ وقال بإِمامَتِه جميعُ الكَيْسَانِيَّةِ وقد أَعْقَبَ أَرْبَعَةَ عشرَ ولداً ذَكَراً
قال الشيخُ تاجُ الدِّين بنُ مُعَيَّةَ النَّسَّابةُ : وهم قَلِيلُون . وكزُبَيْرٍ : حُنَيْفُ بنُ رِئَابِ بنِ الحارِثِ بنِ أُمَيَّةَ الأَنْصَارِيُّ شهِد أُحُداً وقُتِل يومَ مُؤْتَةَوسَهْلٌ وعُثْمَانُ ابْنَا حُنَيْفِ ابنِ وَاهِبٍ الأَوْسِيّ أَمَّا سَهْلٌ فشهِد بَدْراً وأَبْلَى يومَ أُحُدٍ وثَبَتَ فيه وأَمَّا عُثْمَانُ فإِنَّه شهِد أُحُداً أَيضاً وما بَعْدَها ومَسَحَ سَوَادَ العِرَاقِ وقَسَّطَ خَرَاجَهُ لِعُمَرَ ووَلِيَ البَصْرةَ لعليٍّ وعاشَ إِلى زَمَنِ مُعَاوِيَةَ : صَحَابِيُّونَ رَضِيَ اللهُ عنهم
وحَنَّفَهُ تَحْنِيفاً : جَعَلَهُ أَحْنَفَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وتَقَدَّم شاهِدُه من شِعْرِ جَذِيمَةَ . وأَبو حَنِيفَةَ : كُنْيَةُ عِشْرِينَ رجلاً مِن الْفُقَهَاءِ أَشْهَرُهُمْ إِمامُ الْفُقَهَاءِ وفَقِيُه العُلَماءِ النُّعْمَانُ بنُ ثابِتِ بنِ زُوطَى الكُوفِيُّ صاحِبُ المَذْهَبِ رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه وأَرْضَاهُ عَنَّا ومنهم أَبو حَنِيفَةَ العَمِيدُ : أَمِيرٌ كاتبُ ابن العَمِيدِ عُمَرَ بن الأَمِيرِ غَازِي الفَارَابِيُّ الإِتْقَانِيُّ شارحُ الهِداية دَرَّس بالْمَاردَانِيّ وبالصَرغَتمَشيَّة وأَبو حَنِيفَةَ محمدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الخَطِيبِيُّ يَرْوِي عن أَبي مُطِيعٍ تقدَّم ذِكْرُه في خطب
وتَحَنَّفَ : عَمِلَ عَمَلَ الْحَنِيفيَّةِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ يعني شَرِيعةَ إِبراهِيمَ عليهِ السَّلامُ وهيمِلَّةُ الإِسْلام ويُوصَفُ بها فيُقَال : مِلَّةٌ حَنِيفِيَّةٌ وقال ثَعْلَبٌ : الحَنِيفِيَّةُ : المَيْلُ إِلى الشَّيْءِ قال ابنُ سيدَه : وهذا ليس بشَيْءٍ وفي الحديثِ : بُعِثْتُ بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ السَّهْلَةِ وفي حديثِ ابنِ عَبَّاسِ : سُئِلَ رسولث اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ : أَيُّ الأَدْيَانِ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ قال : الحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ يعني شَرِيعَةَ إِبراهيمَ عليه السَّلامُ لأَنَّه تحَنَّفَ عن الأَدْيانِ ومَالَ إِلَى الحَقِّ وقال عمرُ رَضِيَ اللهُ عنه :
حَمَدْتُ اللهَ حين هَدَى فُؤَادِي ... إِلَى الإِسْلامِ والدِّينِ الحَنِيفِ أَو تحنَّف : اخْتَتَنَ أَو اعْتَزَلَ عِبَادَةَ الأَصْنَامِ وتَعَبَّدَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ لجِرَانِ العَوْدِ :
" ولَمَّا رَأَيْنَ الصُّبْحَ بَادَرْنَ ضَوْءَهُرَسِيمَ قَطَا الْبَطْحَاءِ أَو هُنَّ أَقْطَفُ
" وأَدْرَكْنَ أَعْجَازاً مِنَ اللَّيْلِ بَعْدَمَاأَقَامَ الصَّلاَةَ الْعَابِدُ الْمُتَحَنِّفُ وتَحَنَّفَ فُلانٌ إِلَيْهِ : إِذا مَالَ . ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه : وحَسَبٌ حَنِيفٌ أَي : حَدِيثٌ إِسْلامِيٌّ لا قَدِيمَ له قال ابنُ حَبْناءَ :
ومَاذَا غَيْرَ أَنَّكَ ذُو سِبَالٍ ... تُمَسِّحُهَا وذُو حَسَبٍ حَنِيفِ وحَنِيفَةُ : وَالِدُ حِذْيَمٍ وحَنِيفَةُ الرَّقَاشِيِّ صَحَابِيَّانِ . والحَنْفَاءُ : فرسُ حُجْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ . والحَنَفِيَّةُ : المَنْسُوبُون إِلى الإِمامِ أَبي حَنِيفَةَ ويقال لهم أَيضاً : الأَحْنَافُ . وتسْمِيةُ المِيضَأَةِ بالحَنَفِيَّةِ : مُوَلَّدَةٌ
وعبدُ الرحمنِ بنُ عبدِ العَزِيزِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ حُنَيْفٍ الأَنْصَارِي الحُنَيْفِيُّ بالضَّمِّ نُسِبَ إِلى جَدِّهِ وقد تقدَّم ذِكْرُ جَدِّه كان ضَرِيراً عَالِماً بالسِّيرَةِ ذكَره ابنُ سَعْدٍ في الطَّبَقات تُوُفِّيَ سنة 162 . وأَبو حَنِيفَةَ الدِّينَوَرِيُّ : مُؤَلِّفُ كتابِ النَّبَاتِ مَشْهُورٌ . وعبدُ الوارِثِ بنُ أَبي حَنِيفَةَ رَوَى عن شُعبَةَ