الْحَيْفُ : الْجَوْرُ والظُّلْمُ وقد حَافَ عليه يَحِيفُ : أَي جَارَ كما في الصِّحاحِ وقيل : هو المَيْلُ في الحُكْمِ وهو حَائِفٌ . وفي التَّنْزِيلِ العَزِيزِ : " أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُه " أَي : يَجُورَ . وفي حديث عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْه : لاَ يَطْمَعُ شَرِيفٌ في حَيْفِكَ أَي : في مَيْلِكَ مَعَهُ لِشَرَفِهِ . وفي التَّهْذِيب : قال بعضُ الفُقَهَاءِ : يُرَدُّ مِن حَيْفِ النَّاحِلِ ما يُرَدُّ مِن جَنَفِ المُوصِي وحَيْفُ النَّاحِلِ : أَن يكونَ للرجلِ أَوْلاَدٌ فيُعْطِي بَعْضاً دُونَ بَعْضِ وقد أُمِرَ بأَنْ يُسَوِّيَ بَيْنَهُمْ فإِذا فَضَّلَ بعضَهُم علَى بعضٍ فقد حَافَ
والحَيْفُ : الْهَامُ والذَّكَرُ هكذا في سَائرِ النُّسَخِ وصَوَابُه : الْهَامُ الذَّكَرُ بغيرِ وَاوٍ كما هو نَصُّ اللِّسَانِ والعُبَابِ وهو قَوْلُ كُرَاعٍ ونَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ أَيضاً هكذا . والحَيْفُ : حَدُّ الْحَجَرِ عن ابنِ عَبَّادٍ والجَمْعُ : حُيُوفٌ . ويقال : بَلَدٌ أَحْيَفُ وأَرْضٌ حَيْفَاءُ : لم يُصِبْهُمَا الْمَطَرُ عن ابنِ عَبَّادٍ فكأَنَّه حَافَهُمَا
والْحَائِفُ مِنَ الْجَبَلِ : بمَنْزِلَةِ الْحَافَةِ وجَمْعُه حُيُفٌ . والحَائِفُ : الْحَائِرُ هكذا في النُّسَخِ بِالحَاءِ المُهْمَلَةِ وهو غَلَطٌ صَوَابُه الجِيم كما هو نَصُّ اللَّيْثِ . قال : وج : حَافَةٌ وحُيَّفٌ كسُكَّرٍ . والْحِيفَةُ بِالْكَسْرِ : النَّاحِيَةُ ج : حِيَفٌ كَعِنَبٍ مِثَالُ : قِيقَةٍ وقِيَقٍ
والحِيفَةُ : خَشَبَةٌ علَى مِثَالِ نِصْفِ قَصَبَةٍ فِي ظَهْرِهَا قَصَبَةٌ تُبْرَى بِهَا السِّهَامُ والْقِسِيُّ وهي الطرِيدَةُ سُمِّيَتْ حِيفَةً لأَنَّهَا تَحِيفُ ما يَزِيدُ فتَنْقُصُه . والحيفَةُ : الْخِرْقَةُ التي يُرْقَعُ بها ذَيْلُ الْقَمِيصِ مِن خَلْفُ وإِذا كان مِن قُدَّامُ فهو كِيفَةٌ قالهُ أَبو عَمْرٍو قال الصَّاغَانِيُّ : ويُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ الحِيفَةُ وَاوِيَّةً انْقَلَبَت الواوُ ياءً لكَسْرةِ ما قَبْلَها
وذُو الْحِيَافِ ككِتَابٍ : ماءٌ بيْن مَكَّةَ والْبَصَرَةِ علَى طَرِيق الحاجِّ مِن البَصْرَةِ ويُقَال بالجِيمِ قال ابنُ الرِّقاعِ :
إِلى ذِي الحِيَافِ ما بِهِ اليومَ نَازِلٌ ... وما حُلَّ مُذْ سَبْتٌ طَوِيلٌ مُهَجِّرُ وَتَحَيَّفْتُهُ : أَي تَنَقَّصْتُهُ مِن حِيَفِهِ أَيْ : مِن نَوَاحِيهِ وكذلك تَحَوَّفْتُهُ وقد تَقَدَّم
ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه : قَوْمق حُيُفٌ بضَمَّتَيْن : أَي جائِرُونَ جَمْعُ حَائِفٍ . وذكَر المُصَنِّف الحِيفَ وفَسَّرَهُ بالنَّوَاحِي اسْتَطْرَاداً ولم يَضْبِطِ الحَرْفَ وهو بالكَسْرِ : جَمْعُ الحافةِ علَى غيرِ قِيَاسٍ وحِيَفٌ : جَمْعُ الحَافَةِ علَى القياسِ وفي كلامِ ابنِ الأَعْرَابِيِّ : تَرَى سَوَادَ الماءِ في جِيفِهَا أَي نَوَاحِيهَا
والحَوَافِي في قَوْلِ الطِّرِمَّاحِ :
تَجَنَّبَهَا الْكُمَاةُ بِكُلِّ يَوْمٍ ... مَرِيضِ الشَّمْسِ مُحَمَرِّ الْحَوَافِي مَقْلُوبٌ عن الحَوَائِفِ جَمْعِ حَافَةٍ وهو نَادِرٌ عَزِيزٌ كما جَمَعُوا حَاجَةً عَلَى : حَوَائِجَ . وذَاتُ الحِيفَةِ بالكَسْرِ : مِن مَساجِدِ النبيِّ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ بين المَدِينَةِ وتَبُوك ويُرْوَى بالجِيمِ وقد تقدَّم . وسَهْمٌ حَائِفٌ : مائِلٌ عن القَصْدِ وقد يُشَبَّهُ به الرَّجُلُ العاجِزُ الذي لا يُصِيبُ في حَاجَتِهِ
والحَيْفُ : من سُيُوفِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ كذا حَقَّقَهُ أَهْلُ السِّيَرِ وقال بعضٌ بأَنَّه تَصْحِيفُ الحَتْفِ بالتَّاءِ . قال شيخُنَا : الصَّحِيحُ أَنَّ كُلاًّ منهما صَوابٌ وليس أَحَدُهما بتَصْحِيفِ الآخَرِ
فصل الخاءِ مع الفاءِ
الْحَوْفُ : الرَّهْطُ وهو جِلْدٌ يُشَقُّ كَهَيْئَةِ الإِزَارِ تَلْبَسَهُ الْحُيَّضُ والصِّبْيَانُ نَقلَهُ الجَوْهَرِيُّ والجَمْعُ : أَحْوَافٌ . أَو هو أَدِيمٌ أَحْمَرُ يُقَدَّ أَمْثَالَ السُّيُورِ ثم يُجْعَلُ عَلَى السُّيُور شَذْرٌ تَلْبَسُهُ الْجَارِيَةُ فَوْقَ ثِيَابِها
أَو جلْدٌ يُقَدُّ سُيُوراً قَالَهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ وقال مَرَّةً هو الوِثْرُ وهو : نُقْبَةٌ مِن أَدَمٍ تُقَدُّ سُيُوراً عَرْضَ السَّيْرِ أَرْبَعُ أَصَابِعَ أَو شِبْرٌ وتَلْبُسَهَا أَيضاً وهي حائضٌ حِجازيّةٌ وهي الرَّهْطُ نَجْدِيَّةٌ وفِي حديثِ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها : تَزَوَّجَنِي رسولُ الله صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ وعَلَيَّ حَوْفٌ قال ابنُ الأَثِيرِ : وهي البَقِيرَةُ وهي ثَوْبٌ لا كُمَّيْنِ له
وأَنْشد ابنُ الأَعْرَابِيِّ :
" جَارِيَة ذَات هَنٍ كَالنَّوْفِ
" مُلَمْلَمٍ تَسْتُرُهُ بِحَوْفِ
" يا لَيْتَنِي أَشِيمُ فِيهِ عَوْفِي وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لشاعِرٍ :
جَوَارٍ يُحَلَّيْنَ اللِّطَاطَ تَزِينُهَا ... شَرَائِحُ أَحْوَافٍ مِنَ الأَدَمِ الصِّرْفِ والحَوْفُ : شَيْءٌ مِن مَرَاكِبِ النِّساءِ كَالْهَوْدَجِ ولَيْسَ بِهِ تَرْكَبُ به المرأَةُ علَى البعِيرِ بلُغَةِ أَهْلِ الحَوْفِ وأَهْلِ الشِّحْرِ نقَلَهُ اللَّيْثُ
قال : والحَوْفُ : الْقَرْيَةُ في بعضِ اللُّغَاتِ والجَمْعُ : الأَحْوَافُ كذا في عِدَّةِ نُسَخِ مِن كتابِ اللَّيْثِ بالقَافِ المَفْتُوحة وبالياءِ التَّحْتِيَّةِ المُثَنَّاةِ . أَو الْقِرْبَةُ بكَسْرِ القافِ والباءُ مُوَحَّدَةٌ كذا في نُسَخِ التَّهْذِيبِ بخَطِّ الأَزْهَرِيِّ ولم يذْكُرْه ابنُ دُرَيْدٍ ولا ابنُ فَارِسٍ
والحَوْفُ : د بِعُمَانَ وضَبَطَهُ الحافظُ بالخَاءِ المُعْجَمَةِ . وأَيضاً نَاحِيَةٌ شَرْقِيَّةٌ تُجَاهَ بُلْبَيْسَ جَمِيعُ رِيفِهَا يُسَمُّونَهَا الحَوْفَ ومَدِينَتُهَا قَصَبَةُ بُلْبَيْسَ وقد نُسِبَ إِليها جَمَاعَةٌ مِن أَهْلِ الحَدِيثِ منهم : خَلَفُ بنُ أَحمدَ البَصْرِيَّ عن القاضي أَبي الحسنِ الحَلَبِيّ وأَبو الحسن عليُّ بنُ إِبراهِيمَ بنِ سعِيدِ بنِ يُوسُفَ الحَوْفِيَّ النَّحْوِيَّ المُفَسِّرُ تُوُفِّيَ سنة 430
والْحَافَانِ : عِرْقَانِ أَخْضَرَانِ تَحْتَ اللِّسَانِ الواحِدُ حَافٌ بتَخْفِيفِ الفَاءِ كما في العُبَابِ ويُرْوَى بتَشْدِيدِهَا وقد أَشَرْنَا إِليه آنِفاً . وحَافَتَا الْوَادِي وغَيْرِهِ مِن كلِّ شيءٍ : جَانِبَاهُ وناحِيَتَاهُ قال ضَمْرَةُ بنُ ضَمْرَةَ :
ولَوْ كُنْتَ حَرْباً ما طَلَعْتَ طُوَيْلِعاً ... ولا حَوْفَهُ إِلاَّ خَمِيساً عَرَمْرَمَا وفي حديثِ الكَوْثَرِ : إِذَا أَنَا بِنَهْرٍ حَافَتاهُ قِبَابُ الدُّرِّ المُجَوَّفِ وقال أُحَيْحَةُ بنُ الجُلاَحِ :
يَزْجَرُ في أَقْطَارِهِ مُغْدِفٌ ... بحَافَتيْهِ الشُّوُعُ والغِرْيَفُ ج : حَافَاتٌ ومنه الحديثُ : عَلَيْكَ بِحَافَاتِ الطَّرِيقِ . والْحَافةُ أَيْضاً : الْحَاجَةُ والشِّدَّةُ في العَيْشِ والحَافَةُ مِنْ الدَّوَائِسِ في الكُدْسِ : التي تَكُونُ في الطَّرَفِ وهي أَكْثَرُهَا دَوَرَاناً . وحَافَةُ بِلاَ لاَمٍ : ع قال امْرُؤُ القَيْسِ :
ولو وَافَقْتُهُنُّ علَى أُسَيْسٍ ... وحَافَةَ إِذْ وَرَدْنَ بنا وُرُودَا والْحُوَافَةُ ككُناسَةٍ : ما يَبْقى مِن وَرَقِ الْقَتِّ علَى الأَرْضِ بَعْدَ ما يُحْمَلُ نقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ . وحَوَّفهُ تَحْوِيفاً : جَعَلَهُ علَى الْحَافَةِ أَي : الجانبِ . وحَوَّفَ الْوَسْمِيُّ الْمَكَانَ : إِذا اسْتَدَارَ بِهِ كأَنَّهُ أَخَذَ حَافاتِهِ
وفي الْحَدِيثِ : سُلِّطَ عَلَيْهِمْ مَوْتٌ طَاعُونٌ يُحَوِّفُ الْقُلُوبَ قال ابنُ الأَثِيرِ : أَي : يُغَيِّرُهَا عَنِ التَّوَكُّلِ ويُنْكِّبُهَا إِيَّاه ويَدْعُوهَا إِلَى الانْتِقَال والْهَرَبِ مِنْهُ وهو مِن الْحَافةِ : نَاحِيَةِ المَوْضِعِ وجَانِبِهِ ويُرْوَى : يَحُوفُ كيَقُولُ وبه جَزَمَ أَبو عُبَيْد : قلتُ : قد تَقَدَّم أَنَّه يُرْوَى أَيضاً : يُحَرِّفُ من التَّحْرِيفِ . وتَحوَّفْتُ الشَّيْءَ : تنَقَّصْتُهُ نَقَلَهُ الجوهَرِيُّ وكذلك تَخَوَّفْتُه بالخَاءِ وتَخَوَّنْتُه بالنُّونِ قال عبدُ اللهِ بنُ عَجْلانَ النهْدِيُّ :
تحَوَّفَ الرَّحْلُ منها تَامِكاً قَرِداً ... كما تَحَوَّفَ عُودَ النَّبْعَةِ السَّفَنُ ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه :الحَوْفُ : الناحِيَةُ والجانبُ وَاوِيَّةٌ يائِيَّةٌ . وتَحَوَّفَ الشَّيْءَ : أَخَذَ حَافَتُه وأَخَذَهُ مِن حَافَتِهِ والخاءُ لُغَةق فيه . وحَافَ الشَّيْءَ خَوْفاً : كان في حَافَتِهِ وحَافَهُ حَوْفاً : زَارَهُ . ومِيحَافُ السَّفِينةِ كمِحْرَابٍ : حَرْفُهَا وجَانِبُهَا ويُرْوَى بالنُّونِ والجِيمِ . والحَوْفُ شِدَّةُ العَيْشِ وبه فُسِّرَ حديثُ عائشَة السَّابِقُ