خَثَرَ اللَّبَنُ والعَسَلُ ونَحْوُهما ويُثَلَّث . قال الفَرَّاءُ : خَثُر بالضَّمّ لُغَة قليلةَ في كَلامِهِم قال : وَسَمِع الكِسَائِيّ خَثِرَ بالكسْر يَخْثَر خَثْراً بفَتْح فَسْكُون وخُثُوراً بالضَّمِّ وهما مَصْدَرَا خَثَرَ بالفَتْح على القِياس وخَثَارَةً بالفَتْح وخُثُورةً بالضَّمّ مصْدَرَا خَثُرَ بالضّمّ وخَثَرَاناً بالتَّحْرِيك مَصْدَر خَثَرَ بالفَتْح وهو شَاذٌّ لأَنَّه لَيْسَ فيه مَعْنَى التَّقَلُّبِ والحَركَة وبقِي عليه من مصادر خَثِرَ بالكسر الخَثَر مُحَرَّكَةً وهذا هو التَّحْقِيق الجَارِي على قَوَاعِد عِلْم التَّصْرِيف واللُّغَة : غَلُظ ضِدُّ رَقَّ . وأَخْثَرَه هو وخَثَّرَه تَخْثِيراً . ويُقَال : ذَهَبَ صَفْوُه وبقَقِيَتْ خُثَارَتُه بالضَّمّ أَي بَقِيَّتُه . من المَجَاز : خَثَرَتْ نَفْسُه بالفَتْح كما ضَبَطَه الجَوْهَرِيّ : غَثَتْ وخَبُثَت وثَقُلَت واخْتَلَطَتْ وعليه اقْتَصَر الجَوْهَرِيّ وقال ابنُ الأَعرابِيّ : خَثَرَ إِذا لَقِست نَفْسُه . وفي الحَدِيث " أَصْبَح رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم وهو خاثِرُ النَّفْسِ " أَي ثَقِيلُها غَيْرُ طَيِّب ولا نَشِيط . وأَجِدُني خائراً : مُتَكَسِّراً فاتِراً . وإِنَّه لَخَاثرُ العِظَام . وفي الحَدِيثِ قال : " يا أُمَّ سُلَيْم مَالِي أَرَى ابْنَكِ خَاثِرَ النَّفْس ؟ قالَت : ماتتَ صَعْوتَه " . ومَصْدَرُه الخُثُور . ومنه حَدِيثُ عَلِيّ : " فَذَكَرْنَا له الَّذِي رَأَيْنا مِنْ خُثُورِه " . هذا هو القِياَس في مَصْدَرِه بِناءً على أَنَّه خَثَرَت نَفْسُه بالفَتْح لا غير على ضَبْطِ الجَوْهَرِيّ وغَيْرِه من الأَئِمّة لا على إِطْلاقِ المُصَنِّف كَمَا هُو ظاهِر فحِينئذٍ ما وَقَع في عِبَارَة الشِّفَاءِ خُثَارَةُ النَّفْس وضَبَطه البُرْهَانُ الحَلَبِيّ وابنُ التِّلِمْسَانِيّ وعليّ القاري بالضَّمّ وفَسَّروه أَخْذاً من النِّهَايَة وغَيْره بثِقَلِ النَّفْسِ وعَدَمِ نَشاطِها . غَيْرُ جَيِّد لأَنَّ إِجماعَ اللُّغَوِيّين على أَنَّ الخُثّارَةَ بالضّمّ هي البَقِيّة والقِياسُ دالُّ على ذلِك كالحُثَالَه والصُّبَابة والحَقُّ أَنَّه بالفَتْح كما ضَبَطَه ابنُ رَسْلان وصَوَّبَه الشَّهَاب الخفَاجِيّ وجَعَلَه القِياسَ وكأَنَّه أَراد التَّعْبِير بها عن جَمُودِهَا تَشْبِيهاً لها باللَّبَن أَو نَحْوِه مّما يَصِحُّ وَصْفُه بالخَثَارَة كما حَقَّقه شيخُنَا وهذا مُلَخَّصه وهو بَحْثٌ نَفِيس . خَثِرَ الرَّجُل كفَرِح : اسْتَحْيَا . من المَجاز : خَثِرَ الرَّجُلُ : أَقامَ في الحَيِّ ولم يَخْرُجْ مَعَ القَوْم إِلى المِيرَة لِحَيَاءٍ أَو ثِقَلٍ في النَّفْسِ . من المَجَاز : الخَاثِرَةُ : الفِرْقَةُ مِنَ النَّاسِ . يقال : رأَيتُ خاثِرَةً من النَّاس أَي جَمَاعَةً كَثِيفَةً كما في الأَسَاس . الخَاثِرةُ : المرأَةُ الَّتِي تَجِد الشَّيْءَ القلِيلَ مِنَ الوَجَعِ والفَتْرَةَ كالمُخْثِرَة . وقَوْمٌ خُثَرَاءُ الأَنْفُس وخَثْرَى الأَنْفُسِ أَي مُخْتَلِطُونَ . قال الأَصْمَعِيُّ : أَخْثَر الزُّبْدَ : تَرَكَه خَاثِراً وذِلك إِذا لم يُذِبْه . من أَمْثَالهم لا يَدْرِي أَيُخْثِرُ أَمْ يُذِيبُ ذَكَرَه المَيْدَانِي في مَجْمَع الأَمْثَال وهو يُضْرَبُ للمُتَحَيِّر المُتَرَدِّدِ في الأَمْرِ . وأَصْلُه أَنَّ المَرْأَة تَسْللُ السَّمْنَ أَي تُذِيبُه فيَخْتَلِطُ خاثِرُه أَي غَلِيظُه بِرَقِيقه فلا يَصْفُو فَتْرَمُ بأَمْرِهَا فلا تَدْرِي أَتُوقِدُ تَحْتَه حَتَّى يَصْفُوَ وتَخْشَى إِنْ هي أَوقَدَتْ أَن يَحْتَرِقَ فتَحَارُ لِذلِك حَيْرَةً في أَمْرِهَا