خَرَطَ الشًّجَرَ يَخْرِطُه ويَخْرُطُه خَرْطاً : انْتَزَعَ الورقَ مِنْهُ واللِّحاءَ اجْتِذاباً بكَفِّه . وخَرَطَ العُودَ يَخْرِطُه ويَخْرُطُه قَشَرَهُ كما في الصّحاح وسوَّاهُ بيَدِه . والصَّانِعُ خَرَّاطٌ وحِرفَتُه الخِراطَةُ بالكَسْرِ عَلَى القِياسِ في أَسْماءِ الحِرَف . وخَرَطَ الإِبِلَ في المَرْعَى والدَّلوَ في البِئرِ أَي أَرسَلَهُما وكذا خَرَطَ الفَحْلَ عَلَى الشَّوْلِ إِذا أَرسَلَه وهُو مَجَازٌ وقِيل : خَرَطَ الدَّلْوَ في البِئْر أَي أَلْقاها وحَدَرَها . ومِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ رَضِيَ الله تَعالَى عَنْه لمَّا رَأَى مَنِيًّا في ثوبِهِ " قَدْ خُرِطَ عَلَيْنا الاحْتِلامُ " قالَ ابنُ شُمَيْلٍ : أَي : أُرْسِلَ وهُو مَجَازٌ . ومن المَجَازِ : خَرَطَ جَارِيَتَهُ خَرْطاً : نَكَحَهَا . وخَرَطَ العُنْقودَ خَرْطاً : وضَعَهُ في فِيهِ وأَخْرَجَ عُمْشُوشَهُ عَارِياً كاخْتَرَطَهُ . وقال أَبُو الهَيْثَم : خرَطْتُ العُنْقُودَ خَرْطاً إِذا اجْتَذَبتَ حَبَّه بجَمِيعِ أَصابِعِكَ . وفي الحَدِيث أَنَّهُ صَلّى اللهُ عليه وسَلّم " كانَ يَأْكُلُ العِنَبَ خَرْطاً " . وخَرَطَ باسْتِهِ وكَنَّى عنها الصَّاغَانِيُّ فقال : بها إِذا حَبَقَ . ومن المَجَازِ : خَرَطَ الدَّواءَ فُلاناً أَي أَمْشاهُ كخَرَّطَهُ تَخْريطاً نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . وخَرَطَ البَازِيَ : أَرْسَلَهُ من سَيْرِه قالَ جَوَّاسُ بن قَعْطَلٍ :
يَزَعُ الجِيادَ بقَوْنَسٍ وكأَنَّهُ ... بَازٌ تَقَطَّعَ قَيْدُه مَخْرُوطُ
ومن المَجَازِ : خَرَطَ عبدَهُ عَلَى النَّاسِ خَرْطاً : إِذا أَذِنَ له في أَذاهِم شُبِّهَ بالدَّابَّةِ يُفْسَخُ رَسَنُه ويُرْسَلُ مُهْمَلاً . ومن المَجَازِ : خَرَطَ الرُّطْبَ البَعيرَ خَرْطاً : سَلَّحَهُ وكَذلِكَ غير البَعيرِ . وخَرَّطَ تَخْريطاً مِثْلُه كما في الأَساسِ . وبَعيرٌ خَارِطٌ : أَكَلَ الرُّطْبَ فخَرَطَه وهذا لا يَصِحُّ إلاَّ أَنْ يَكُونَ في معنى مَخْروطٍ . ومن المَجَازِ : الخَرُوطُ كصَبُورٍ : الدَّابَّةُ الجَمُوحُ وهي الَّتِي تَجْتَذِبُ رَسَنَها من يَدِ مُمْسِكِها ثمَّ تَمْضي عاثِرَةً خارِطَةً ج خُرُطٌ بالضَّمِّ وَقَدْ خَرَطَتْ وانْخَرَطَتْ والاسمُ الخِرَاطُ بالكَسْرِ يقولُ بائعُ الدَّابَّةِ : بَرِئْتُ إليكَ من الخِرَاطِ أَي الجِماح نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . ومن المَجَازِ : الخَرُوطُ : المرأَةُ الفاجِرَةُ وخِرَاطُها : فُجُورُها نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ . ومن المَجَازِ : الخَرُوطُ : مَنْ يَتَخَرَّطُ في الأُمورِ جَهْلاً أَي يركَبُ فيها رَأْسَهُ من غيرِ عِلْمٍ ولا معْرِفَةٍ ومِنْهُ حديث عليٍّ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ " أَتَاهُ قومٌ برَجُلٍ فقالوا : إِنَّ هذا يَؤُمُّنا ونحنُ له كارِهُونَ فقال له عليّ : إِنَّك لخَرُوطٌ أَتَؤُمُّ قَوْماً وهم لكَ كارِهُون ؟ " قالَ أَبُو عُبَيْدٍ : الخَرُوطُ : الَّذي يَتَهَوَّرُ في الأُمورِ ويَرْكَبُ رأْسَه في كلِّ مَا يُريدُ بالجَهْلِ وقِلَّةِ المَعْرِفَةِ بالأُمورِ كالفَرَسِ الخَرُوطِ الَّذي يَمْضي لوَجْهِه هائِماً . وكَذلِكَ : انْخَرَطَ في الأَمْرِ وتَخَرَّطَ إِذا رَكِبَ رأْسَهُ جَهْلاً من غيرِ معرِفَةٍ . وقِيل : انْخَرَطَ عَلَيْنا فُلانٌ إِذا انْدَرَأَ بالقَبِيحِ من القَوْلِ والفِعْلِ وأَقْبَلَ وهو مَجَازٌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ مُخْتَصَراً . ومن المَجَازِ : انْخَرَطَ الفَرَسُ في العَدْوِ أَي أَسرَعَ فهو مُنْخَرِطٌ عن ابن الأَعْرَابِيّ . وقال الجَوْهَرِيّ : انْخَرَطَ الفَرَسُ في سَيْرِه أَي لَجَّ وأَنْشَدَ للعَجَّاجِ يَصِفُ ثَوْراً
" فظَلَّ يَرْقَدُّ من النَّشَاطِ
" كالبَرْبَرِيِّ لَجَّ في انْخِراطِ وفي العُبَاب فَثَار يَرْمَدُّ شبَّهَه بالفَرَس البربَرِيِّ إِذا لجَّ في سَيْرِه . وانْخَرَطَ جِسمُهُ أَي دَقَّ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وهُو مَجَازٌ كأَنَّه خُرِطَ بالمِخْرَطِ . والخَوَارِطُ : الحُمُرُ السَّريعَةُ العَدْوِ واحِدُها خَارِطٌ عن ابن الأَعْرَابِيّ وأَنْشَدَ :
نِعْمَ الأَلُوكُ أَلُوكُ اللَّحْمِ تُرْسِلُه ... عَلَى خَوَارِطَ فيها اللَّيْلَ تَطْرِيبُ أَو الخَوَارِطُ : الحُمُر الَّتِي لا يستَقِرُّ العَلَفُ في بطْنِها واحِدُها خَارِطٌ وَقَدْ خَرَطَه البَقْلُ فخَرَطَ قالَ الجَعْدِيُّ :
خَارِطٌ أَحْقَبُ فَلْوٌ ضَامِرٌ ... أَبْلَقُ الحَقْوَيْنِ مَشْطُوبُ الكَفَلْ واخْتَرَطَ السَّيْفَ : استَلَّهُ من غِمدِه وهُو مَجَازٌ ومِنْهُ الحَديثُ : " إِنَّ هذا اخْتَرَطَ عليَّ سَيْفِي وأَنا نائِمٌ فاسْتَيْقَظْتُ وهو في يَدِهِ صَلْتاً فقال : مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي ؟ فقلتُ : الله ثَلاثاً " يعني غَوْرَثَ بنَ الحارِثِ . وقال اللَّيْثُ : اسْتَخْرَطَ الرَّجُلُ في البُكاءِ إِذا لَجَّ فيه واشْتَدَّ بُكاؤُه عليه والاسمُ الخُرَّيْطَى كسُمَّيْهَى . والخَرَطُ مُحَرَّكَةً في اللَّبَن : أَنْ يُصيبَ الضَّرْعَ عَيْنٌ أَو داءٌ أَو تَرْبُضَ الشَّاةُ أَو تَبْرُكَ النَّاقَةُ عَلَى نَدًى فيَخْرُجَ اللَّبَنُ مُنْعَقِداً كقِطَعِ الأَوْتارِ ويخرُجُ مَعَهُ ماءٌ أَصْفَرُ . وقال اللِّحْيانِيّ : هو أَن يخرُجَ مع اللَّبَن شُعْلَةُ قَيْحٍ . وَقَدْ خَرِطَتْ كفرِحَ وأَخْرَطَتْ وهي مُخْرِطٌ بلا هاءٍ وكَذلِكَ خارِطٌ وجمع المُخْرِطِ : مَخَارِيطٌ ومَخَارِطُ ومُعْتَادَتُهُ أَي إِذا كانَ لها عادةً فهي مِخْراطٌ . قالَ ابنُ سِيدَه : هذا نصُّ قَوْل أَبي عُبَيْدٍ وعِنْدي أَنَّ مَخَارِيطَ جمعُ مِخْراطٍ لا جَمْع مُخْرِطٍ . قالَ الأّزْهَرِيّ : إِذا احْمَرَّ لَبَنُها ولم تُخْرِطْ فهي مُغْمِرٌ . وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ شاهِداً عَلَى المِخْراطِ :وسَقَوْهُم في إِناءٍ مُقْرِفٍ ... لَبَناً من دَرِّ مِخْرَاطٍ فَئِرْ قالَ : فَئِرٌ : سقَطَتْ فيه فأرَةٌ . والخِرْطُ بالكَسْرِ : اللَّبَنُ يُصيبُه ذلك . وقال ابنُ خالَوَيْهِ : الخِرْطُ : لبَنٌ مُنْعَقِدٌ يَعْلوه ماءٌ أَصفَرُ . والخِرْطُ : اليَعْقُوبُ عن ابنِ عبَّادٍ وهو ذَكَرُ الحَجَلِ . والمَخْرُوطُ : القَليلُ اللِّحيَةُ من الرِّجالِ . والمَخْروطُ من الوُجوهِ : مَا فيه طُولٌ من غير عَرْضٍ وكَذلِكَ مَخْروطُ اللِّحْيَةِ . إِذا كانَ فيها طُولٌ من غيرِ عَرْضٍ . والمَخْروطَةُ بهاءٍ : اللِّحيَةُ الَّتِي خَفَّ عارِضُها هَكَذا في النُّسَخ والصَّوَابُ : عارِضاها وسَبُطَ عُثْنُونُها وطالَ وَقَدْ اخْرَوَّطَتْ لِحْيَتُه . واخْرَوَّطَ بهم الطَّريقُ والسَّفرُ وفي الصّحاح : السَّيْرُ : طالَ وامْتَدَّ قالَ العجَّجُ يَصِفُ جَمَلَه مَسْحُولاً :
" كأَنَّهُ إِذا ضَمَّهُ إِمْرارِي
" قُرْقُورُ ساجٍ في دُجَيْلٍ سارِي
" مُخْرَوِّطاً جاءَ من الأَطْرارِ كما أَنْشَدَه الصَّاغَانِيُّ واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ عَلَى الشَّطْرِ الأَخيرِ : ونصُّهُ : من الأَقْطارِ . قُلْتُ : وبعدَه :
" فَوْتَ الغِرافِ ضَامِنَ الإِسْفَارِ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ أَيْضاً لأَعْشَى باهِلَةَ :
لا تأْمَنُ ابازِلُ الكَوْماءُ ضَرْبَتَه ... بالمَشْرِفِيِّ إِذا مَا اخْرَوَّطَ السَّفَرُ وقال اللَّيْثُ : اخْرَوَّطَت الشَّرَكَةُ في رِجْلِ الصَّيْدِ إِذا انْقَلَبَتْ عَلَيْهِ فعَلِقَتْ برِجْلِه فاعَتَقَلَتْهُ . قالَ : واخْرِوَّاطُها : امْتِدادُ أُنْشُوطَتِها . والاخْرِوَّاطُ في السَّيْر : المَضَاءُ والسُّرْعَةُ . يُقَالُ : اخْرَوَّطَ البَعيرُ إِذا أَسرَعَ في السَّيرِ ومَضَى . واخْرَوَّطَت اللِّحْيَةُ : طالَتْ من غيرِ عِرَضٍ . والخَريطَةُ : وِعاءٌ من أَدَمٍ وغيرِه يُشْرَجُ عَلَى مَا فيه وفي الصّحاح : فيها . وَقَدْ أَخْرَطَ الخَريطَةَ : إِذا أَشْرَجَها كما في الصّحاح . وقال اللَّيْثُ : الخَريطَة : مِثْلُ الكِيس مُشَرَّجٌ من أَدَمٍ أَو خِرَقٍ ويُتَّخَذُ مَا شُبِّه به لكُتُبِ العُمَّالِ فيُبْعَثُ بها ويُتَّخذُ مِثْلُ ذلك أَيْضاً فيُجْعَلُ في رأْسِ النَّاقَةِ الَّتِي تُحْبَسُ عند قبرِ المَيِّتِ
وقالَ أَيْضاً : تَخَرَّطَ الطَّائِرُ تَخَرُّطاً إِذا أَخذَ الدُّهْنَ من مُدْهُنِه بزِمِكَّاهُ . كذا نصّ الصَّاغَانِيُّ . والذي في اللّسَان : أَخَذَ الدُّهْنَ من زِمِكَّاه . والمَخَارِيطُ : الحَيَّاتُ المُنْسَلِخَةُ جُلودُها عن ابنِ دُرَيْدٍ أَو هي المُعْتادَةُ بالانْسِلاخِ في كلِّ عامٍ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ الواحدَةُ : مِخْراطٌ وأَنْشَدَ للشَّاعِرِ قِيل : هو أَعْرابِيٌّ من جَرْمٍ وفي العُبَاب : للمُتَلَمِّسِ :
إِنِّي كَسَاني أَبو قَابُوسَ مُرْفَلَةً ... كأَنَّها سِلْخُ أَبْكَارِ المَخَارِيطِوَقَدْ سبق في ح م ط . وفي التَّهذيب : الإِخْريطُ بالكَسْرِ : نَباتٌ من أَطْيَبِ الحَمْضِ وهو مِثْلُ الرُّغْلِ سُمِّي به لأَنَّهُ يُخَرِّطُ الإِبِلَ أَي يُرَقِّقُ سَلْحَها كما قالوا لبَقْلَةٍ أُخْرى تَسْلَحُ المَواشي إِذا رَعَتْها : إِسْلِيحٌ . والخراطُ كغُرابٍ وسَحَابٍ ورُمَّانٍ وسُمَّيْهَى وسُمَّانَى بالتَّشديدِ وذُنَابَى بالتَّخْفيف فهي لغاتٌ سِتَّةٌ ذَكَرَ منها اللَّيْثُ الأُولى والثَّانيةَ والرَّابِعَةَ والأَخيرَة وذَكَرَ أَبُو حَنِيفَةَ الأُولى والأَخيرَةَ وأَمَّا الرَّابعَةَ فَقَدْ ضَبَطَها الصَّاغَانِيُّ في قولِ اللَّيثِ وأَبي حَنِيفَةَ بالتَّخفيفِ وكَوْنُ سُمَّانَى المَوْزونُ به اللُّغَةَ الخامسَةَ بالتَّشْديدِ هو الَّذي يَقْتَضيه صَنيعُه هنا ومَرَّ لهُ في صُوَرٍ مِثْلُ ذلك ويأْتي له في س م ن وَزَنَه بحُبَارَى فكلامُه فيه غيرُ مُحَرَّرٍ . وَقَدْ أَشارَ إِلَيْه شَيْخُنَا فيما سبقَ مِراراً . ويُقَالُ : إِنَّ المُصَنِّفَ شدَّدَها هُنا بالقَلَم بيَدِه . والتَّشديدُ غيرُ معروفٍ . ونصُّ اللَّيْثِ في العَيْنِ : الخُرَاطُ والواحِدَةُ خُرَاطَةٌ : شَحْمَةٌ بيْضَاءُ تَتَمَصَّخُ عن أَصْلِ البَرْدِيِّ ويُقَالُ : هو الخُرَاطَى مِثْلُ : ذُنابَى والخُرَيْطَى وقال أَبُو حَنِيفَةَ : خُرَاطٌ وخُرَاطَى وخُرَيْطَى وذَكَرَ بعضُ الرُّواةِ أَنَّ الخُرَاطَةَ واحدةٌ والجَمْعُ خُرَاطٌ . قالَ : ويُقَالُ لها أَيْضاً : الخُرَاطَى والخُرَيْطَى وقال ابنُ دُرَيْدٍ : الخُرَّاطُ مِثْلُ القُلاّمِ : نبْتٌ يُشبِهُ البَرْدِيِّ وبه يَظْهَرُ مَا في كلامِ المُصَنِّفِ . فتأَمَّلْ . والخِرْطِيطُ بالكَسْرِ : فَراشَةٌ مَنْقوشَةُ الجَنَاحَيْنِ وأَنْشَدَ اللَّيْثُ :
عَجِبْتُ لخِرْطِيطٍ ورَقْمِ جَنَاحِه ... ورُمَّةِ طِخْمِيلٍ ورَعْثِ الضَّغَادِرِ قالَ الأّزْهَرِيّ : هَكَذا قرأْتُ في نُسْخَةٍ من كِتابِ اللَّيْثِ وفَسَّره بما تَقَدَّم ولا أَعْرِفُ شيئاً ممَّا في هذا البَيْتِ . قُلْتُ : وَقَدْ تَقَدَّم تفسيرُه في ض غ د ر . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : خَرَطَ الوَرَق إِذا حَتَّه قالَ الجَوْهَرِيّ : وهو أَنْ يَقْبِضَ عَلَى أَعْلاه ثمَّ يُمِرَّ يَدَه عَلَيْهِ إِلَى أَسْفَلِه . ومن الأَمْثال : " دُونَ عُلَيَّانَ القَتَادَةُ والخَرْطُ " قالَهُ كُلَيْبٌ حينَ سَمِعَ جَسَّاساً يَقُولُ لخالَتِه : ليُقْتَلَنَّ غَداً فَحْلٌ أَعْظَمُ شأْناً من ناقَتِكِ وظنَّ أَنَّهُ يَتَعَرَّضُ لفَحْلٍ كانَ يُسمَّى عُلَيَّانَ يُضْرَبُ لأَمْرٍ دُونَهُ مانِعٌ . ويُضْرَبُ للأَمْرِ الشَّاقِّ : " دُونَ ذَلِكَ خَرْطُ القَتَادِ " قالَ الشَّاعِر :
إِنَّ دُونَ الَّذي هَمَمْتَ بهِ ... لَمِثْلَ خَرْطِ القَتَادِ في الظُّلمِ وقال المَرَّارُ بنُ مُنْقِذٍ الهِلالِيُّ :
ويَرَى دُونِي فلا يَسْطِيعُنِي ... خَرْطَ شَوْكٍ من قَتادٍ مُسْمَهِرّْ وقال عَمْرُو بنُ كُلْثوم :
ومِنْ دُونِ ذلِكَ خَرْطُ القَتَادِ ... وضَرْبٌ وطَعْنٌ يُقِرُّ العُيُونَا والخُراطَةُ بالضَّمِّ : مَا سَقَطَ من العُنْقودِ حين يُخْتَرَطُ عن أَبي الهَيْثَم وهو أَيْضاً : مَا يسقُطُ من خَرْطِ الخَرَّاطِ كالنُّجارَةِ والنُّحاتَةِ . وانْخَرَطَت الدَّابَّةُ : جَمَحَتْ . وناقَةٌ خَرَّاطَةٌ وخَرَّاتَةٌ : تَخْتَرِطُ فَتَذْهَب عَلَى وَجْهِها . وانْخَرَطَ الصَّقْرُ : انْقَضَّ . وخَرِطَ الرَّجُلُ كفَرِحَ خَرَطاً إِذا غَصَّ بالطَّعامِ . قالَ شمرٌ : لم أَسْمَعْ خَرِطَ إلاَّ ها هنا وهو حَرْفٌ صَحيحٌ وأَنْشَدَ الأُمَوِيُّ :
" يَأْكُلُ لَحْماً بائِتاً قَدْ ثَعِطَا
" أَكْثَرَ مِنْهُ الأَكْلَ حتَّى خَرِطَاقُلْتُ : وَقَدْ تَقَدَّم ذلك في ج ر ط بعَيْنِه ولعلَّ الخاءَ المُعْجَمَةَ أَصْوبُ . وهكذا حَكاه الشَّيْبانيُّ . وخَرطَ الرَّجُلُ في الأَمْرِ كانْخَرَطَ . والخَرَّاطُ : الكَذَّابُ وَقَدْ خَرَطَ خَرْطاً وهُو مَجَازٌ . والمَخْرُوطَةُ من النُّوقِ : السَّرِيعَةُ . واخْتَرَطَ الفَصيلُ الدَّابَّةَ : مِثْلُ خَرَطَ . واخْتَرَطَ الإِنْسانَ المَشِيُّ فانْخَرَطَ بَطْنُه . ويُقَالُ : أَخَذَه الخِرَاطُ بالكَسْرِ وهو اسمٌ من تَخْرِيطِ الدَّواءِ . وخَرَطْتُ الحَديدَ خَرْطاً إِذا طَوَّلْتُه كالعَمُودِ . نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . وبِئْرٌ مَخْروطَةٌ : ضَيِّقَةٌ . نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ وهُو مَجَازٌ . والخُرَّاطُ : لَقَبُ جَماعَةٍ من المُحَدِّثين . وكَذلِكَ : الخَرَائِطِيُّ وهو نِسبةٌ إِلَى الجَمْعِ كالأَنْصارِيِّ والأَنْماطِيِّ . وأَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ عُثْمانَ بنِ مَحَاسِن عُرِفَ بابنِ الخَرَّاط الشَّاغورِيّ الدِّمَشْقِيّ وُعيدُ البَادِرائِيَّة تُوُفِّي سنة 739 . وأَبو صخْرٍ المَدَنِيُّ الخَرَّاطُ اسمُه : حُمَيْدُ بنُ زيادٍ رَوَى عنه حُمَيْدَةُ بنُ شُرَيْحٍ . والخِرْطِيطُ بالكَسْرِ : الأَحمَقُ الشَّديدُ الحُمْقِ عن ابنِ عبَّادٍ . والخُرَاطَةُ بالضَّمِّ : ماءٌ قليلٌ في المُصْرانِ عن ابنِ عبَّادٍ أَيْضاً . وقَرَبٌ مُخْرَوِّطٌ : مُمْتَدٌّ قالَ رُؤْبَةُ :
" مَا كَادَ لَيْلُ القَرَبِ المُخْرَوِّطِ
" بالعِيسِ تَمْطُوها فَيَافٍ تَمْتَطِي وخَرْطَطَ كجَعْفَرٍ : قريةٌ بمَرْوَ عَلَى ستَّةِ فَرَاسِخَ ويَقُولُ النَّاسُ لها : خَرْطَةُ منها : حَبيبُ بن أَبي حَبيبٍ الخَرْطَطِيُّ تكلَّمَ فيه ابنُ حِبَّانَ والقاسِمُ بنُ جَعْفَرٍ الخَرْطَطِيُّ ومحمَّدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ الخَرْطَطِيُّ . فائدة : قالَ شَيْخُنَا : استَعْمَلَ النَّاسُ كَثيراً الانْخِراطُ بمَعْنَى الانْتِظامِ والدُّخول كانْخَرَطَ في السِّلْكِ إِذا انْتَظَمَ فيه وَقَدْ وَقَعَ في كلامِ الفُصَحاءِ الثِّقاتِ من عُلَماءِ اللّسَانِ كالسَّكَّاكِيِّ والزَّمَخْشَرِيُّ وأَضرابِهما ولا يكادُ يُوجَدُ في كلامِ العَرَبِ ونُصُوصِ أَهلِ اللُّغَةِ مَا يُؤَيِّدُه . ثمَّ رَأَيْتُ الشِّهابَ وَقَع له مِثْلُ هذا ولكنَّه رَحِمَه الله وَقَعَ في جامِعِ اللُّغَةِ لابنِ عَبَّادٍ عَلَى قولهم : خَرَطْتُ الجَوَاهِرَ : جَمَعْتُها في الخَريطَةِ قالَ : فعَلِمْتُ أَنَّهُم تَجَوَّزوا به عن جَعْلِه في العِقْدِ إِلَى آخرِ مَا أَبْداهُ ونقله في شَرْحِ الشِّفَاءِ وعِنَايَة القاضي وهو كلامٌ لا مَحيدَ عنه . انْتَهَى
سُمَيْساطُ كطُرَيْبال بسِينَيْنَ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ وصَاحِبُ اللِّسَانِ وهو د بشاطِئِ الفُراتِ غَرْبِيَّةٌ في طرَفِ بِلادِ الرُّوم ومِنْهُ الشَّيْخُ أَبُو القاسمِ عليُّ بنُ محمَّدِ بنِ يَحْيَى ابن محمَّدٍ السُّلَمِيُّ الدِّمَشْقِيّ السُّمَيْساطِيُّ من أَكابِرِ الرُّؤَساءِ بدمشقَ ومن أَكابِرِ المُحَدِّثِين بها حدَّثَ عن أَبيه وعن عبدِ الوهَّابِ الكِلابِيّ وغيرِهما . قالَ الذَّهَبِيُّ : ولجَدِّه سَماعٌ من عُثْمانَ بنِ محمَّدٍ الذَّهبيّ . رَوَى عنه أَبُو بَكْرٍ الخَطيبُ وأَبو القاسمِ النَّسِيبُ وابنُ قَيْسٍ المالِكِيُّ وهو واقِفُ الخانِقَاه السُّمَيْساطِيَّة بها تُوفِّي سنة 453 ودُفِنَ بالخَانِقاه المَذْكورة .
سُمْخُرَاط بضَمِّ السِّينِ والخاءِ : قَرْيَةٌ من أَعْمالِ البُحَيْرَة بمصر