" يَا حَائِزَ المَعْدِنَيْنِ الأَشْرَفَيْنِ لَقَدْبَاءَا بِأَطْيَبِ ذَاتٍ طَيِّبِ النَّسَبِ ت خ ر ب
التَّخْرَبُوتُ بالفَتْحِ والمُثْنَّاةِ في آخره كَذَا في نُسْخَتِنَا وهو الذي جَزَمَ به أَبُو حيَّانَ وغيرُه وعليه جرى العَلَمُ السَّخَاوِيُّ في سِفْر السَّعَادة فَقَالَ : تَخْرَبُوتٌ قال الجَرْمِيُّ : هُوَ فَعْلَلُوت وفي نسْخَة شيخِنَا بالبَاءِ المُوَحَّدَةِ في آخِرِه فوزنه فَعْلَلُولٌ وجَزَم غيرُه بأَن وَزْنَه تَفْعَلُول بِنَاءً على زِيَادَةِ التَّاءِ : الخِيَارُ الفَارِهَةُ من النُّوقِ هذَا أَيْ فَصْلُ المُثَنَّاةِ الفَوْقِيَّةِ مَوْضِعُهُ بناءً على أَن التَّاءَ أَصليّةٌ فوزنه فعْلَلُولٌ قال ابنُ سِيدَه لأَنَّ التَّاءَ لاَ تُزَادُ أَوَّلاً إلاّ بِثَبتٍ فَقَضَى عليْهَا بالأَصالةِ وَوَهِمَ الجَوهرِيُّ ولكِنْ صوَّبَ أَبُو حَيَّانَ وغيرُه أَنَّ التَّاءَ هي الزَّائِدةُ في هذَا اللفْظِ وأَن القولَ بأَصَالَتهَا خَطَأٌ لا يُسَاعِدُهُ القِيَاسُ وَلاَ السَّمَاعُ قالَهُ شيخُنَا
قُلْتُ : وصَوَّبَه الصَّاغانيُّ وغيرُه
والنَّخَاريبُ سيأْتي ذكره في ن خ ر ب والأَوْلَى أَنَّ مَحلَّهُ خ ر ب كما ستأْتي الإِشارة إليه في مَحَلِّه
الخَرَابُ ضِدُّ العُمْرَانِ بالضَّم ج أَخْرِبَةٌ وخِرَبٌ كعِنَبٍ الأَخِيرُ حُكِيَ عن أَبِي سُلَيْمَانَ الخَطَّابِيِّ في حَدِيثِ بِنَاءِ مَسْجِدِ المَدِينَةِ " كَانَ فيه نَخْلٌ وقُبُورُ المُشْرِكِينَ وخِرَبٌ فَأَمَرَ بالخِرَبِ فَسُوِّيَتْ " وقال ابنُ الأَثِيرِ : الخِرَبُ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بكَسْرِ الخَاءِ وفَتْحِ الرَّاءِ جَمْعَ خَرِبَةٍ كنقمة ونقم ويجوز أن يكون جمع خربة بكَسْرِ الخَاءِ وسُكُونِ الرّاءِ على التَّخْفِيفِ كنِعْمَةٍ ونِعَمٍ ويجوزُ أَنْ يكونَ الخَرِب بفَتْحِ الخاءِ وكَسْرِ الراء كنَبِقَةٍ ونَبِقٍ وكَلِمَةٍ وكَلِمٍ قال : وقد رُوِيَ بالحَاءِ المُهْمَلَة والثَّاءِ المُثَلَّثَةِ يَرِيدُ به المَوْضِعَ المَحْرُوثَ للزِّراعَةِ
والخَرَابُ لَقَبُ زَكَرِيَّا ابنِ أَحْمَدَ هكذا في النسخ والصوابُ يَحْيَى بَدَلَ أَحْمَدَ الوَاسِطِيِّ المُحَدِّثِ عن ابن عُيَيْنَةَ وهُوَ كَلَقَبِهِ أَي ضَعِيفٌ ساقِطُ الرِّوَايَةِ
خَرِبَ بالكَسْرِ كَفَرِح خَرَاباً فهو خَرِبٌ وأَخْرَبَه يُخْرِبُه وخَرَّبَهُ وفي الحديثِ مِن اقْتِرَابِ السَّاعَةِ إخْرَابُ العَامِرِ وعِمَارَةُ الخَرَابِ " الإِخْرَابُ أَنْ تَتْرُكَ المَوْضِعَ خَرِباً والتَّخَرُّبُ : التَّهَدُّمُ وقد خَرَّبَهُ المُخَرِّب تَخْرِيباً وفي الدُُّعَاءِ : " اللَّهُمَّ مُخَرِّبَ الدُّنْيَا ومُعَمِّرَ الآخِرَةِ " أَي خَلَقْتَهَا لِلْخَرَابِ وخَرَّبُوا بُيُوتَهُمْ شُدِّدَ للمبالغَةِ أَو لِفُشُوِّ الفِعْلِ وفي التنزيل " يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم " مَنْ قَرَأَهَا بالتَّشْدِيدِ فمعناهُ يُهَدِّمُونَهَا ومَنْ قَرَأَ : يُخْرِبُونَ فمعناه يَخْرُجُونَ منها ويَتْرُكُونَهَا والقِرَاءَة بالتَّخْفيفِ أَكْثَرُ وقرأَ أَبو عمرٍو وَحْدَه بالتشديدِ وسَائِرُ القُرَّاءِ بالتَّخْفِيفِ
والخَرِبَةُ كفَرِحَةٍ : مَوْضِعُ الخَرَابِ يقال : دَارٌ خَرِبَة : أَخْرَبَهَا صاحِبُهَا ج خَرِبَاتٌ وخَرِبٌ ككَتِفٍ لَوْ قال ككَلِمَاتٍ وكَلِمٍ جمْعِ كَلِمَةٍ كانَ أَحْسَن كمَا لا يَخْفَى وقال سيبويه : فَعِلَةٌ لا تُكَسَّرُ لقِلَّتِهَا في كلامِهِم وخرائِبُ ويقال : وَقعُوا في وَادِي خَرِبَاتٍ أَيِ الهَلاكِ والخَرِبَة كالخِرْبَة بالكسْرِ روى ذلك عن الليث ج خِرَبٌ كعِنَبٍ وهو أَحَدُ الأَوْجُهِ الثلاثةِ وقد تقدم النقلُ عن ابن الأَثير
والخَرِبَةُ قُرًى بِمِصْرَ كثيرةٌ منها خَمْسٌ بالشَّرْقِيَّةِ خَرِبَة القطفِ وخَرِبة الأَتل وخَرِبَةُ نما وخَرِبةُ زَافِرٍ وخَرِبة النكارية هذه الخَمْسَةُ بالشَّرْقِيَّةِ إحْدَاهَا المَوْقُوفَة على الخَشَّابِيِّة إحْدى مدَارِسِ جامِعِ عمرِو ابنِ العاصِ وقَفَهَا السُّلْطَانُ صلاحُ الدينِ يوسفُ بنُ أَيُّوبَ وكانَ السِّرَاجُ البَلْقِينِيُّ يُسَمِّيهَا العَامِرَةَ كما في ذَيْلِ قُضَاةِ مِصْرَ للسَّخَاوِيِّ ومنها : ة بالمُنُوفِيَّةِ تُسَمَّى بذلك ومَوْضِعٌ بَيْنَ القُدْسِ والخَلِيلِ والخَرْبَةُ بالفَتْحِ : الغِرْبَالُ ويوجد في بعضِ النسخِ الغِرْبَانُ بالنُّونِ بَدَل اللاَّمِ وهو خَطَأٌ
والخَرَبَةُ بالتَّحْرِيكِ : أَرْضٌ لِغَسَّانَ و : ع لِبَنِي عِجْلٍ وسُوقٌ باليَمَامَةِ وفي بعض النسخ : وبالتَّحْرِيكِ أَرْضٌ باليَمَامَةِ وسُوقٌ لِبَنِي عِجْلٍ وأَرْضٌ لغَسَّانَ و : ع والخَرَبَةُ : العَيْبُ والفَسَادُ في الدِّينِ كالخُرْبَةِ والخُرْبِ بالضَّمِّ فيهِما والخَرَبِ بالتَّحْرِيكِ وفي الحديثِ " الحَرَمُ لاَ يُعِيذُ عاصِياً ولا فارًّا بِخَرَبَةٍ " والمُرَادُ هنا الذي يَفِرُّ بشيءٍ يريدُ أَنْ يَنْفَرِدَ به ويَغْلِبَ عليه مِمَّا لا تُجِيزُهُ الشَّرِيعَةُ وأَصْلُ الخَرَبَةِ العَيْبُ قاله ابن الأَثيرِ والخَرَبَةُ : الكَلِمَةُ القَبِيحَةُ يقالُ : ما جَرَّبَ عليه خَرَبَةً أَي كَلِمَةً قَبِيحةً والخَرَبَةُ : العَوْرَةُ وفي حديث عبدِ اللهِ " ولاَ سَتَرْتَ الخَرَبَةَ " يَعْنِي العَوْرَةَ والخَرَبَةُ : الذِّلَّةُ والفَضِيحَة والهَوَانُ وفي نسخة : الزَّلَّةُ بَدَل الذِّلَّةِ
والخِرْبَة بالكَسْرِ : هَيْئةُ الخَارِبِ لكن ضبطه التِّرْمِذِيُّ وقال : ويُرْوَى بكَسْرِ الخاءِ وهو الشيءُ الذي يُسْتَحْيَا منه أَو من الهَوَانِ والفَضِيحَةِ قال : ويجوزُ أَن يكونَ بالفَتْحِ وهو الفَعْلَةُ الوَاحِدَة منهما
والخُرْبَةُ بالضَّمِّ : كُلُّ ثَقْبٍ مُسْتَدِيرٍ مِثْلِ ثَقْبِ الأُذُنِ وقِيلَ هو الثَّقْبُ مُسْتَدِيراً كانَ أَو غيرَه وفي الحديث " أَنَّهُ سَأَلَه رَجُلٌ عَنْ إتْيَانِ النِّسَاءِ في أَدْبَارِهِنَّ فقالَ : في أَيِّ الخُرْبَتَيْنِ أَوْ فِي أَيِّ الخُرْزَتَيْنِ أَو في أَيِّ الخُصْفَتَيْنِ " يَعْنِي في أَيِّ الثُّقْبَتَيْنِ والثَّلاَثَةُ بمَعْنًى واحد وكلاهما قد رُوِيَ وخُرْبَةُ السِّنْدِيِّ : ثَقْبُ شَحْمَةِ الأُذُنِ إذا كانَ ثَقْباً غيرَ مخْرُومٍ فإنْ كانَ مَخْرُوماً قيل : خَرَبَةُ السِّنْدِيِّ وقِيلَ : الخُرْبَةُ : سَعَةُ خَرْقِ الأُذُنِ كالأَخْرَبِ اسْمٌ كأَفْكَلٍ وأَخْرَبُ الأُذُنِ كخُرْبَتِهَا والخُرْبَةُ مِنَ الإِبْرَةِ والاسْتِ : خُرْتُهَا أَي ثَقْبُهَا كَخَرْبِهَا وخَرَّابَتِهَا مُشَدَّدَةً ويُضَمَّانِ والخُرْبَة هي عُرْوَةُ المَزَادَةِ أَوْ أُذُنُهَا ج أَي في الكُلِّ خُرَبٌ بضَمٍّ فَفَتْحٍ وخُرُوبٌ وهذه عن أَبي زيد نادِرَةٌ وهي أَخْرَابٌ قال أَبو عُبيدٍ : الخُرْبَةُ : عُرْوَةُ المَزَادَةِ سُمِّيَتْ بها لاِسْتِدَارَتِهَا ولِكُلِّ مَزَادَةٍ خُرْبَتَانِ وكُلْيَتَانِ ويقال : خُرْبَانِ ويُخْرَزُ الخُرْبَانِ إلى الكُلْيَتَيْنِ والخُرَّابَةُ كالخُرْبَةِ ويُخَفَّفُ والتَّشْدِيدُ أَكثرُ وأَعْرَفُ فيه والخُرْبَتَانِ : مَغْرِزُ رَأْسِ الفَخِذِ قال الجوهَرِيّ : الخُرْبُ : ثَقْبُ رَأْسِ الوَرِكِ والخُرْبَةُ مِثْلُه وكذلك الخُرَابَةُ وقد يُشَدَّدُ وخُرْبُ الوَرِكِ وخَرَبُهُ : ثَقْبُهُ والجَمْعُ أَخْرَابٌ وكذلك : خُرْبَتُه وخُرَابَتُه وخُرَّابَتُهُ والأَخْرَابُ : أَطرافُ أَعيارِ الكَتِفَيْنِ السُّفَلُ والخُرْبَةُ وِعَاءٌ يَجْعَلُ فيه الرَّاعِي زَادَهُ وقد تقدم في المُهْمَلَةِ مثلُ ذلكَ فانْظُرْه إنْ لم يكنْ تصحيفاً والخُرْبَةُ : الفَسَادُ في الدِّينِ والرِّيبَةُ وأَصْلُهَا : العَيْبُ ويقالُ : ما فيه خُرْبَةٌ أَي عَيْبٌ كالخُرْبِ بالضَّمِّ ويُفْتَحَانِ والخَرَبِ بالتَّحْرِيك ويقال : مَا رَأَيْنَا مِنْ فلانٍ خُرْبَةً وخَرَباً مُنْذُ جَاوَرَنَا أَي فَسَاداً في دِينِه وشَيْناً وقد تقدَّم ما يتعلَّق به وجاءَ في سِيَاقِ البُخَارِيِّ أَنَّ الخَرَبَةَ : الجِنَايَةُ والبَلِيَّةُ
وخَرَبَهُ : ضَرَبَ خُرْبَتَهُ وهي مَغْرِزُ رَأْسِ الفَخِذِ أَو غير ذلك حَسْبَمَا ذُكِرَ آنِفاً
وخَرَبَ الشيءَ يَخْرُبُهُ خَرْباً : ثَقَبَه أَوْ شَقَّهُ
وخَرَبَ فلانٌ : صَارَ لِصًّا والخَارِبُ : مِنْ شَدَائِدِ الدَّهْرِ
وخَرَبَ الدَّارَ : خَرَّبَهَا كأَخْرَبَهَا الأُولى لغةٌ في الاثنين عنِ ابن الأَعرابيّ وأَبي عمرو ومن المجاز : هُوَ خَرِبُ الأَمَانةِ وعِنْدَهُ تَخْرَبُ الأَمَانَاتُ كذا في الأَساسوخَرَبَ فلانٌ إبِلَ فلانٍ يَخْرُبُ خِرَابَةً مِثْلُ كَتَبَ يَكْتُب كِتَابَةً قاله الجوهريّ وقال اللِّحْيَانيُّ : خَرَبَ فلانٌ بِإِبِلِ فلانٍ يَخْرُبُ بِهَا خَرَابَةً بالكَسْرِ والفَتْحِ وخَرْباً وخُرُوباً أَيْ سَرَقَهَا قال : هكذا جاءَ متعدِّياً بالباء وقد رُوِيَ عن اللحيانيِّ متعدِّياً بغير الباء أَيضاً وأَنشد :
" أَخْشَى عَلَيْهَا طَيِّئاً وأَسَدَا
" وخَارِبَيْنِ خَرَبَا فَمَعَدَا
" لاَ يَحْسِبَانِ اللهَ إلاَّ رَقَدَا والخَارِبُ : سارِقُ الإِبِلِ خاصَّةً ثم نُقِلَ إلى غيرِهَا اتِّسَاعاً قال الشاعر :
" إنَّ بِهَا لأأَكْتَلَ أَوْرِزَامَا
" خُوَيْرِبَيْنِ يَنْقُفَانِ الْهَامَا قال أَبو منصور : أَكْتَلُ ورِزَامٌ : رَجُلاَنِ خَارِبَانِ أَيْ لِصَّانِ وخُوَيْرِبَانِ تَصْغِيرُ خَارِبَانِ صَغَّرَهُمَا والجَمْعُ خُرَّابٌ
والخَرَبُ مُحَرَّكَةً : ذَكَرُ الحُبَارَى وقيل : هو الحُبَارَى كُلُّهَا والخَرَبُ مِنَ الفَرَسِ : الشَّعَرُ المُقَشَعِرُّ في الخَاصِرَةِ قاله الأَصمعيّ وأَنشد :
طَوِيلُ الحِدَاءِ سَلِيمُ الشَّظَى ... كَرِيمُ المِرَاحِ صَلِيبُ الخَرَبْ الحِدَأَةُ : سَالِفَةُ الفَرَسِ وهو ما تقدَّم من عُنُقِه أَو الشَّعَرُ المُخْتَلِفُ وَسَطَ المِرْفَقِ منه قال أَبو عبيدةَ : دَائِرَةُ الخَرَبِ وهي الدائرةُ التي تكونُ عندَ الصَّقْرَينِ ودَائِرَتَا الصَّقْرَيْنِ هُمَا اللتَانِ عندَ الحَجَبَتَيْنِ والقُصْرَيَيْنِ ج أَخْرَابٌ وخِرَابٌ وخِرْبَانٌ بكَسْرِهِمَا الأَخيرةُ عن سيبويهِ قال الراجز :
" تَقَصِّيَ البَازِي إذَا البَازِي كَسَرَ
" أَبْصَرَ خِرْبَانَ فَضَاءٍ فانْكَدَرْ والخَرْبُ في الهَزَج : أَن يَدْخُلَ الجُزْءَ الخَرْمُ والكَفُّ معاً فيَصِيرَ مَفَاعِيلُنْ إلى فاعِيلُ فيُنقلَ في التقطيعِ إلى مَفْعُولُ وبيْتُه :
" لَوْ كَانَ أَبُو بِشْرٍ
" أَمِيراً ما رَضِيناهَ فقولُه : " لَوْ كَان " مفعُولُ قال أَبو إسحاقَ : سُمِّي أَخْرَبَ لذَهَابِ أَوَّلهِ وآخرِه فكانَّ الخَرَابَ لَحِقَه لذلك وقد أَهمله المؤلف
والخَرْبَاءُ : الأُذُنُ المَشْقُوقَةُ الشَّحْمَةِ وأَمَةٌ خَرْبَاءُ والخَرْبَاءُ : مِعْزَى خُرِبَتْ أُذُنُهَا وليسَ لِخُرْبَتِهَا طولٌ وَلاَ عَرْضٌ والأَخْرَبُ : المَشقُوقُ الأُذُنِ وكذا مَثْقُوبُهَا فإذا انْخَرَمَ بعدَ الثَّقْبِ فهو أَخْرَمُ وفي حديث عليّ : " كأَني بِحَبَشيٍّ مُخَرَّبٍ على هذه الكَعْبَةِ " يَعْنِي مَشْقُوقَ الأُذُنِ يقال : مُخَرَّبٌ ومُخَرَّمٌ وفي حديث المُغِيرَةِ " كَأَنَّهُ أَمَةٌ مُخَرَّبَةٌ " أَي مَثْقُوبَةُ الأُذُنِ
والخُرَبُ : جَمْعُ خُرْبَةٍ هِي الثُّقْبَةُ وأَنشد ثعلبٌ قولَ ذي الرمّة :
كَأَنَّهُ حَبَشِيٌّ يَبْتَغِي أَثَراً ... أَوْ مِنْ مَعَاشِرَ في آذَانِهَا الخُرَبُ ثم فسَّره فقال : يصفُ نَعاماً شَبّهه برجُلٍ حَبَشِيٍّ لسوادِه ويَبتغِي أَثَراً لأَنَّه مُدَلَّى الرَّأْسِ وفي آذانها الخُرَبُ يَعْنِي السِّنْدَ والمصدَرُ الخَرَبُ مُحَرَّكَةً أَي مصدر الأَخْرَب
وأَخْرُبُ بلا لامٍ وبضَمِّ الرَّاءِ ويُرْوَى بفَتحِهَا : ع في أَرض بِني عامرِ بنِ صَعْصَعَةَ وفيه كانت وَقْعَةُ بني نَهْدٍ ببني عامرٍ قال امرؤ القَيْس :
خَرَجْنَا نُعَالِي الوَحْش بَيْنَ ثَعَالَةٍ ... وبَيْنَ رُحَيَّاتٍ إلى فَجِّ أَخْرُبِ
" إذَا ما رَكِبْنَا قالَ وِلْدَانُ أَهْلِنَاتَعَالَوْا إلى أَنْ يَأْتِيَ الصَّيْدُ نَحْطِبِ كذا في المعجَم
وخَرُّوب كَكَمُّونٍ : ع قال الجُمَيْحُ الإِسلامي :
مَا لأُمَيْمَةَ أَمْسَتْ لاَ تُكَلِّمُنَا ... مَجْنُونَةٌ أَمْ أَحَسَّتْ أَهْلَ خَُرُّوب
مَرَّتْ بِرَاكِبِ مَلْهُوزٍ فَقَالَ لَهَا ... ضُرِّي الجُمَيْحَ ومَسِّيهِ بِتَعْذِيبِ يقولُ : طَمَحَ بَصَرُهَا عَنِّي فكأَنهَا تَنظُرُ إلى راكبٍ قَدْ أَقبلَ من أَهْلِ خَرُّوبٍ وخَرُّوبٌ : فَرَسُ النُّعْمَانِ ابن قُريع بن الحارث أَحد بني جُشَم ابن بكْرٍ قال الأَخْطَل :فَوَارِس خَرُّوبٍ تَنَاهْوَا فإنَّمَا ... أَخُو المَرْءِ مَنْ يَحْمِي لَهُ ويُلاَئِمُهْ وخَرَبٌ كجَبَلٍ : ع قال امرؤُ القيس :
لِمَنِ الدَّارُ تَعَفَّتْ مُذْ حِقَبْ ... بِجُنُوب الفَرْدِ أقْوَتْ فالخَرَبْ قلتُ : وهُوَ أَبْرَقُ طَوِيلٌ في دِيارِ بنِي كِلاَبٍ بَيْنَ سَجاً والثُّعْلِ يقال له : خَرَبُ العُقابِ
وخِرِبَّانٌ كعِفِتَّانٍ كالخَرَبِ مُحَرَّكَةً : الجَبَانُ وهو مجازٌ اسْتُعِيرَ مِنَ الخَرَبِ وَاحِدِ الخِرْبَانِ . وهو خَرِبُ العَظْمِ : لاَ مُخَّ فيهِ كذا في الأَساس
والخُرَيْبَةُ بالتصغيرِ كجُنيْنَةٍ جاءَ ذِكرُهَا في الحديث : ع وقِيل : مَحَلَّةٌ بالبَصْرَةِ يُنْسَبُ إليها خَلْقٌ كثيرٌ ويُسَمَّى البُصَيْرَةَ الصُّغْرَى والنسبُ إليه خُرَيْبِيٌّ على غيرِ قياسٍ وذلك أَنَّ ما كَانَ على فُعَيْلَةَ فالنَّسَبُ إليه بِطَرْحِ الياء إلا ما شَذَّ كهذَا ونحوِه
وخَرِبٌ كَكَتِفٍ : ماءَةٌ بنَجْدٍ لبني غَنْمِ بنِ دُودَانَ ثم لبني الكَذَّاب جَبَلٌ قُرْبَ تعَارَ نحو مَعْدِن بَنِي سُلَيْمٍ وأَرضٌ عَرِيضةٌ بَيْنَ هِيتَ والشَّأْمِ و : ع بَيْنَ فَيْدَ وجَبَلِ السَّعْدِ على طريقٍ كانت تُسْلِمُ إلى المَدِينَة والخَرِبُ : حَدٌّ مِنَ الجَبَلِ خَارِجٌ والخَرِبُ : اللَّجَفُ مِنَ الأَرْضِ وبالوَجْهَيْنِ فُسِّر قَوْلُ الراعي :
فَمَا نَهِلَتْ حَتَّى أَجَاءَتْ جِمَامَه ... إلَى خَرِبٍ لاَقَى الخَسِيفَةَ خَارِقُهْ كذا في لسان العرب
والخُرْبُ بالضَّمِّ : مُنْقَطَعُ الجُمْهُورِ المُشْرِفِ من الرَّمْلِ يُنْبِتُ الغَضَى
وأَخْرَابٌ : ع بنَجْدٍ قال ابنِ حَبيب : الأَخْرَابُ : أُقَيْرِنٌ أَحْمَرُ بَيْنَ السَّجَا والثُّعْلِ وحَوْلَهُمَا وهُنَّ لِبَنِي الأَضْبَطِ وبني قُوَالَةَ فما يَلِي الثُّعْلَ لبني قُوَالةَ بنِ أَبي رَبيعَةَ ومَا يَلِي سَجاً لبَنِي الأَضْبَطِ بنِ كِلابٍ وهما من أَكْرَمِ مِيَاهِ نَجْدٍ وأَجْمَعه لبني كِلاَبٍ وسَجاً : بِئرٌ بَعِيدَة القَعْرِ عَذْبَةُ الماءِ والثُّعْلُ أَكْثَرُهُمَا ماءً وهي شَرُوبٌ وأَجَلَى : هَضَبَاتٌ ثَلاَثٌ على مَبْدَأَةٍ من الثُّعْلِ وسيأْتي بيانها في مَحَلِّهَا قال طَهْمَانُ بنُ عَمْرٍو الكِلاَبِيّ :
" لَنْ تجِدَ الأَخْرَابَ أَيْمَنَ مِن سَجاًإلى الثُّعْلِ إلاَّ أَلأَمُ النَّاسِ عامِرُهْ ورُوِيَ أَنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رضي الله عنه قال لِرَاشِدِ بنِ عَبْدِ رَبٍّ السُّلَمِيّ : أَلاَ تَسْكُنُ الأَخْرَابَ ؟ فقال : ضَيْعَتِي لا بدَّ لِي منها وقيل : الأَخْرَابُ في هَذَا المَوْضِعِ اسْمٌ للثُّغُورِ وأَخْرَابُ عَزْوَرٍ : مَوْضِعٌ في شعر جَميل :
حَلَفْتُ لَهَا بالرَّاقِصَاتِ إلى مِنًى ... وَمَا سَلَكَ الأَخْرَابَ أَخْرَابَ عَزْوَرِ كذا في المعجم
وذُو الخَرِبِ ككَتِفٍ : ة بِسُرَّ مَنْ رَأَى وهو صُقْعٌ كَبِيرٌ
وخَرْبَى كسَكْرَى : ع كان يَنزِلُه عَمرُو بن الجَمُوحِ
وخَرِبةُ المُلْكِ كفَرِحَةٍ : قُرْبَ قِفْطٍ بالصَّعِيدِ الأَعْلَى قِيلَ على سِتَّةِ مَرَاحِلَ منها وهناكَ جَبَلاَنِ يقال لأَحدهما : العَرُوسُ وللآخَرِ : الخَصُوم بها مَعْدِنُ الزُّمُرُّذ الأَخْضَرِ لَمْ يَنْقَطِعْ إلاَّ عَنْ قَرِيبٍ
وخَرَّوبَةُ مُشَدَّدَةً : حِصْنٌ بساحِلِ الشَّأْمِ مُشْرِفٌ على عَكَّا وهو على تَلٍّ عالٍ كان به مُخَيَّمُ المَلِكِ المُجَاهِدِ صلاحِ الدين يوسفَ بنِ أَيّوبَ واسْتُشْهِدَ به خَلْقٌ كَثِيرٌ ولها واقعةٌ عَجِيبَةٌ ذكرها الإِمَام أبو المحَاسِن يوسفُ بن رافِعِ بن تميمِ بن شدَّاد قاضي حَلَبَ في تاريخه
واسْتَخْرَبَ : انْكَسَرَ مِنْ مُصِيبَةٍ واسْتَخْرَبَ السِّقَاءُ : تَثَقَّبَ واسْتَخْرَبَ إليه : اشْتَاقَ وَوَجِدَ لفِرَاقِه
ومَخْرَبَةُ بنُ عَدِيٍّ كمَرْحَلَةٍ الجُذَامِيُّ أَخُو حَارِثَةَ مِنْ بَنِي الضُّبَيْب الذين غَزَاهُم زيدُ بنُ حارثَةَ رضي الله عنهومُخَرِّبَةُ كَمُحَدِّثَةٍ لَقَبُ مُدْرِكِ بنِ خُوطٍ العَبْدِيِّ الصَّحَابِيِّ وجَّهَهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى أَزْدِعُمَانَ وكذَلك أَسْمَاءُ بِنْتُ مُخَرِّبَةَ ابنِ جَنْدَلِ بنِ أُبَيْرٍ وهي أُمُّ عَيَّاشٍ وعبدِ الله ابْنَيْ أَبِي رَبِيعَةَ المَخْزُومِيّين الصَّحَابِيّينِ وأُمُّ الحارِثِ وأَبِي جَهْل ابْنَيْ هِشَامِ بنِ المُغِيرَةِ وقيلَ : أَسْمَاءُ بِنْتُ سَلاَمَةَ بنِ مُخَرِّبَةَ بنِ جَنْدَلِ بنِ أُبَيْرِ بنِ نَهْشَلِ بنِ دَارِمٍ والمُثَنّّى بنُ مُخَرِّبةَ العَبْدِيّ رَفِيقُ سُلَيْمَانَ بنِ صُرَدَ خَرَجَ مع التَّوَّابِينَ في ثلاثمائَة من أَهْلِ البَصْرَةِ
والخَرُّوبُ كَتَنُّورٍ نَبْتٌ مَعْرُوفٌ والخُرْنُوبُ بالضَّمِّ على الأَفْصَحِ وقَدْ تُفْتَحُ هذِهِ الأَخِيرَةُ وهي لُغَيَّةٌ واحِدَتُهُ : خُرْنُوبَةٌ أَبْدَلُوا النُّونَ من إحْدَى الرَّاءَيْنِ كَرَاهِيَةَ التَّضْعِيفِ كقولهم : إنْجَانَةٌ في إجَّانَةٍ وقال أَبو حنيفةَ هو شَجَرٌ بَرِّيٌّ وشَامِيٌّ بَرِّيُّهُ يُسَمَّى اليَنْبُوتَةَ شَوِكٌ أَي ذُو شَوْكٍ وهو الذي يُسْتَوْقَدُ به يَرتَفِعُ قَدْرَ الذِّرَاعِ ذُو أَفْنَان وحَمْلٍ أَحَمُّ خَفِيفٌ كالتُّفَّاحِ هكذا في النسخ والصحيح النُّفَّاخ بضم النون وتشديد الفاءِ وآخره خاءٌ معجمةٌ لكِنَّهُ بَشِعٌ لا يُؤْكَلُ إلاَّ في الجَهْدِ وفيه حَبٌّ صُلْبٌ زَلاَّلٌ وشَامِيُّهُ وهو النَّوْعُ الثَّاني حُلْوٌ يُؤْكَلُ وله حَبٌّ كحَبِّ اليَنْبُوتِ إلاّ أَنَّهُ أَكْبَرُ ذُو حَمْلٍ كالخِيَارِ شَنْبَرٍ إلاَّ أَنَّه عَرِيضٌ وله رُبٌّ وسَوِيقٌ وفي التهذيب : الخَرْنُوبَةُ والخَرُّوبَةُ : شَجَرُ اليَنْبُوتِ وقيل اليَنْبُوتُ : الخَشْخَاشُ قال : وبَلغَنا في حديث سُلَيْمَانَ عليه وعلى نبيّنا أفضلُ الصلاةِ والسلامِ أَنَّهُ كانَ يَنْبُتُ في مُصَلاَّهُ كُلَّ يَوْمٍ شَجَرَةٌ فيَسأَلُهَا : مَا أَنتِ ؟ فتَقُول أَنا شَجَرَةُ كَذَا أَنْبَتُ في أَرْضِ كذا أَنَا دَوَاءٌ مِنْ دَاءِ كَذَا . فيأْمُر بها فتُقْطَعُ ثم تُصَرُّ ويُكْتَبُ على الصُّرَّةِ اسْمُهَا ودَوَاؤُهَا حتَّى إذا كان في آخِرِ ذلك نَبَتَتِ اليَنْبُوتَةُ فقال لها : ما أَنْتِ ؟ فقالت : أَنا الخَرُّوبَة وسَكَتتْ فقال سليمانُ : الآنَ أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ قد أذِنَ في خَرَابِ هذا المَسْجِدِ وذَهَابِ هذا المُلْكِ . فلم يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ . كذا في لسان العرب
والخُرَابَةُ كثُمَامَةٍ والخَارِبُ والخَرَّابُ : حَبْلٌ مِنْ لِيفٍ أَو نَحْوِه نَقَلَه الليثُ وصَفِيحَةٌ مِنْ حِجَارَةٍ تُثْقَبُ فيُشَدُّ فيهَا حَبْلٌ ولُغَةٌ في ثَقْبِ الإِبْرَةِ ونَحْوِهَا كالاسْتِ والسِّقاءِ وقد تقدّمَ
وخَلِيَّةٌ مُخْرِبَةٌ كمُحْسِنَةٍ : فارِغَةٌ لم يُعَسَّلْ فِيهَا
والنَّخَارِيبُ بالنون خُرُوقٌ كبُيُوتِ الزَّنَابِيرِ واحدتها نُخْرُوبٌ والنَّخَارِيبُ الثُّقَبُ المُهَيَّأَةُ من الشَّمْعِ وهي التي تَمُجُّ النَّحْلُ العَسَلَ فِيهَا
ونَخْرَبَ القَادِحُ الشَّجَرَةَ إذَا قَدَحَهَا أَي ثَقَبَهَا وقد قِيلَ : إنَّ هذا رُبَاعِيٌّ وسيأْتي في مَحَلّه
والخِرَّابَتَانِ مُشَدَّدَةً والخِرْنَابَتَانِ وهذه عن الفراءِ بكَسْرِهِمَا وقَلْبِ إحْدَى الرَّاءَيْنِ نُوناً : الخِنَّابَتَانِ بالنون وسيأْتي ذكره في خ ن ب ولكنّ هذا القَلْبَ غيرُ مُحتاج إليه لأَمْنِ اللَّبْسِ مع وجودِ الهاءِ وسيأْتي بحثُه في مَحلِّه
والتَّخْرَبوتُ رُبَاعِيٌّ وزنُه فَعْلَلُوتٌ أَو تَفْعَلُوتٌ أَو تَفْعَلُولٌ مَضَى ذِكْرُه في ت خ ر ب فراجِعْه هناك
ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : الحُصَيْنُ بنُ الجُلاَسِ بنِ مُخَرِّبَةَ الشاعرُ من بَنِي تَمِيمٍ
وخربَانُ : جَدُّ أَبِي عبدِ الله أَحمَدَ بنِ إسحاقَ بنِ خربَانَ البَصْرِيّ
وأبو القاسِم عبدُ اللهِ بن محمدِ بنِ خربانَ البَغْدَادِيّ والسَّرِيُّ بنُ سَهْلِ بنِ خربانَ الجُنْدَيْسَابُورِيّ مُحَدِّثُونَ
وخُرْبَةُ بالضَّمِّ : جَدُّ إيمَاءَ بنِ رَحْضَةَ الصَّحَابِيِّ مِنْ بَنِي غِفَارٍ
وخُرْبَةُ بالضَّمِّ أَيضاً : مَاءٌ في دِيارِ بنِي سَعْدِ بنِ ذُبْيَانَ بَيْنَهُ وبيْنَ ضَرِيَّةَ سِتَّةُ أَمْيَالٍوخَرَّبَ المَزَادَةَ تَخْرِيباً : جَعَلَ لَهَا خُرْبَةً
والخِرَابُ ككِتَابٍ : السَّهْمُ والنَّفِيُّ مِنَ المَطَرِ
والخَرَبَةُ مُحَرَّكَةً : أَرْضٌ مِمَّا يَلِي ضَرِيَّةَ
والخَرَابُ كسَحَابٍ : قَريةٌ عامِرَةٌ بخُوَارَزْمَ
وخَرَابُ المَاءِ : من قرى مَارِدِينَ ذَكَرَهُما الفَرَضِيُّ وإلى أَحدهما أَبُو بَكْرٍ محمدُ بنُ الفَرَجِ شيخُ ابن مجاهدٍ المُقْرِئِ
والخَرَابُ : ثَلاَثُ قُرًى بمِصْرَ إحْدَاهَا في القَلْيُوبِيَّةِ
والخَرَابَةُ أُخْرَى بالمُرْتَاحِيَّة
النُّخْرُوبُ بالضَّمّ وأَطْلَقَهُ اعتماداً على أَنّه ليس لنا فَعْلُولٌ بالفتح ورجَّحَ آخرون الفتحَ بناءً على زيادة النّون فوزنه نَفْعُول قال ابْنُ الأَعْرَابيّ : نون النَّخارِيب زائدة لأَنه من الخَرَاب ؛ قال أَبو حَيَّانَ : وأَمّا نَخْرَبُوتٌ للنَّاقَة الفارهة فقيل : نُونُهُ زائدةٌ وأُصولُهُ : الخاءُ والرّاءُ والباءُ وليس بظاهر الاشتقاق من الخراب فينبغي أَصالةُ نُونِه كعنبوت في قوله سِيبَوَيْهِ قاله شيخُنا . وقد مَرَّ ذكر تَخْرَبُوت بالفوقيّة والكلام فيه . الشَّقُّ في الحَجَرِ واحدُ النَّخارِيبِ . كذلك : الثَّقْبُ في كُلِّ شَيْءٍ نُخْرُوب . والنَّخَارِيبُ أَيضاً . الثُّقَبُ المُهَيَّأَةُ من الشَّمْعِ لتَمُجَّ النَّخْلُ العَسَلَ فيها تَقُولُ : إِنَّهُ لأَضْيَقُ من النُّخْرُوبِ
ونَخْرَبَ القَادِحُ الشَّجَرَةَ : ثَقَبَهَا وجَعَلَهُ ابْنُ جِنِّي ثُلاثِياً من الخَرَاب . وفي لسان العرب : النَخَارِبُ : خُرُوقٌ كبُيُوتِ الزَّنابيرِ واحدها : نُخْرُوبٌ . وشَجرة ومُنَخْرَبةٌ بفتحها : إِذا بَلِيَتْ وصارتْ فيها نَخَارِيبُ أَيْ : شُقُوقٌ نقله الصَّاغانيّ
خَرَقَه أَي : السَّبْسَبَ والثَّوْبَ يَخْرُقُه ويَخْرِقُه منِّ حَدَي نَصَر وضَرَّب : جابَهُ ومَزقَه لَف ونشرٌ مرَيب . ومن المَجازِ : خرَقَ الرَجُلُ : إِذا كَذَبَ . ومن المجاز أَيضاً : خرَقَ : إِذا قطع المَفازَةَ حَتى بلغ أَقْصَاها وقولُه تَعالى : " إِنَّكَ لَنْ تَخرِقَ الأَرْضَ " أَي : لن تَبْلُغَ أّطْرافَها وقَرَأَ الجَرّاحُ ابن عبد الله بن تخرق بضم الراء وهي لغة والكسر أعلى وقال الأزهري معناه لن تقطعها طولاً وعرضاً وقيل لن تثقب الأرض . وخرق الثوب خرقاً شقه . ومن المجاز خرق الكذب واختلقه إذا صنعه واشتقه . وخرق في البيت خروقاً إذا أقام فلم يبرح كخرق كفرح وهذه عن الليث . وخرق بالشيء ككرم إذا جهله ولم يحسن عمله . والخرق البعيد مستوياً كان أو غير مستو . وأيضاً الأرض الواسعة تتخرق فيها الرياح نقله الجوهري وقال المؤرج كل بلد واسع تتخرق به الرياح فهو خرق وقال ابن شميل يعد ما بين البصرة وحفر أبي موسى خرقاً وما بين النباح وضرية خرقاً قال أبو دؤاد الإيادي :
وخرق سبسب يجري ... عليه موره سهب كالخرقاء ويقال مفازة خرقاء حوقاء أي بعيدة ج : خروق قال معقل بن خويلد الهذلي :
وإنهما لجوابا خروق ... وشرابان بالنطف الطوامي ويقال قطعنا إليكم أرضاً خرقاً وخروقاً . وقال ابن عباد الخرق نبت كالقسط له أوراق وخرق ع : بنيسابور . والخرق بالكسر والخريق كسكيت الرجل السخي الكريم الجواد يتخرق في السخاء يتسع فيه وهو مجاز أَو قال . الظَّرِيف في سَخاوَةٍ والصّوابُ : في سماحة كما هو نص اللَيثِ زادَ : ونَجدة . وقِيلَ : هو الفَتَى الحَسَن الكَرِيمُ الخَلِيقَةِ وأَنْشد اللَّيث :
وخِرقٍ يَرَى الكَأْس أُكْرُومَةً ... يُهِين اللّجَيْنَ لها النُّضارَا وقال البُرْج بنُ مُسْهر :
فَلما أَن تَنشأَ قامَ خِرْقٌ ... من الفِتيانٍ مُخْتَلَق هَضومُ وأَنْشَدَ الجَوهَرِي لأَبِي ذُؤَيبٍ يَصِف رَجُلاً صَحِبَهُ رجلٌ كَريم :
أتِيحَ لَهُ مِن الفِتْيانِ خِرق ... أَخُو ثِقَةٍ وخِرِّيقٌ خَشوفُ قالَ ابنُ الأَعرابِي : لا جَمْعَ للخِرْقِ وقالَ ابن دُرَيْدِ : ج : أَخْراق كسِرْبٍ وأسراب . وقالَ ابنُ عَبّادٍ : خُراق كغُرابٍ . وقالَ غَيْرُهُما : جَمعُ الخِرْق : خُرُوقٌ وجمعُ الخِرِّيقِ : خِريقُونَ قالَ الأَزْهرِيُّ : ولم نَسمَعْهم كَسَّرُوه لأَنَّ مِثْلَ هذا لا يَكادُ يُكَسَّرُ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ . والمَخْرَقُ كمَقعَد : الفَلاة الواسِعَةُ تَتَخَرَّقُ فيها الرًّياحُ قال أَبُو قَحْفانَ العَنْبَرِيّ :
" قَدْ أَقْبَلَتْ ظَوامِئاً م المَشْرِقِ
" قادِحَةً أَعْيُنَها في مَخْرَقِ والمَخْرَقُ من الحَوْضِ : حَجَرٌ يكونُ في عُقْرِه ليُخْرِجُوا منه الماءَ إِذا شاءوا قال أَبُو دُؤادٍ الإِيادِيّ :
والماءُ يَجْرِي ولا نِظامَ لَهُ ... لو وَجَدَ الماءُ مَخْرَقاً خَرَقَهْ
وقالَ ابنُ الأَعرابِيِّ : المَخْرُوقُ : المَحْرُوم الذي لا يَقَع في كَفِّهِ غِنىً وهو مَجازٌ . والخِرْقَةُ بالكسرِ من الجَرادِ دُونَ الرِّجْلِ وهو مَجاز . وكذا الحِزْقَة وأَنْشد ابنُ دُرَيد :
" قد نَزَلَتْ بساحَةِ ابن واصل
" خرقة رِجلٍ من جَراد نازلِ وفي حَدِيثِ مَريمَ - عليها السلام - : فجاءت خرْقَة من جَرادِ فاصطادت وشَوَت . والخِرْقَةُ من الثوبِ : القعطةُ منه وقِيلَ : المزْقَة منه ج : خِرق كعِنَب . وأبُو القاسِم عُمَر بنُ الحسين ابنِ عَبْدِ اللّه بنِ أَحْمَدَ الخرَقِي : شَيخ الحَنابِلَةِ ببَغْدادَ صاحب المُخْتَصرٍ في فِقْهِ الإِمام أَحْمَدَ بنِ حَنبل كانَ فَقِيهاً سدِيداً ورِعاً قالَ القاضي أَبُو يَعلَى : كانت له مُصَنَّفات وتَخْرِيجات على المَذهب لم تَظهَرْ لأَنه خَرَج من بَغْدادَ وأَوْدَعً كُتبَهُ في دربِ سليمان فاحْتَرَقَت وماتَ هو بدمَشْقَ سنة 334 ، وأبو الحُسَيْنيِ بنُ عَبدِ اللهِ بن أَحْمَد والد صاحب المختصر هكذا في سائر النسخ وهو غلط والصواب وأبوه الحسين عَبْدُ اللّه بن أحمد وهذا يعني عن قوله والد صاحب المختصر وكنيته أبو علي حدث عن أبي عمر الدوري والمنذر بن الوليد الجارودي ومحمد بن مرادس الأنصاري وغيرهم وعنه أبو بكر الشافعي وأبو علي بن الصواف وعبد العزيز بن جعفر الحنبلي وغيرهم . وأبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد بن عبد الحميد المعروف بابن حمدي من أهل بغداد سمع أبو القاسم بن زكريا المطرز ومحمد بن طاهر بن أبي الدميك وعنه أبو الحسن الدارقطني وأبو بكر البرقاني وأبو القاسم التنوخي وكان ثقة أميناً توفي سنة 375 ، . وعبد الرحمن بن علي وإبراهيم ابن عمرو هكذا ي سائر النسخ ولم أجدهما في كتاب ابن السمعاني ولا الذهبي ولا الرشاطي . وقال الذهبي مسند أصبهان أبو الفتح عبد الله بن أحمد بن أبي الفتح القاسمي مات سنة 554 ، وبلدَيِاهُ : أبو طاهِر عُمَرُ بنُ محمَّدِ ابنِ علي بن عمَرَ بن يوسفَ الدَّلالُ روَى عن أَبي بكرِ بنِ المقرئ نسخةَ جوَيرِيَةَ بنت أَسماء ونسْخَةَ وَرَقَة وعنه أبُو عبدِ الله الخلال توفي سنة 453 ، وأَبو العَباسِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ ابنِ أحْمَد بن مُحَمَّدٍ حَدَّثَ عن أَبِي علي الحَسَنِ بن عمَرَ بنِ يُونسَ الحافِظِ الأصبهاني الخِرَقِيّونَ إِلى بَيع خِرَقِ والثياب أَئِمَّة مُحَدِّثُونَ . وذو الرَقِ : النُّعْمانُ بنُ راشد ابن مُعاوِيَةَ بنِ عمرو بن وهب بنِ مُرَةَ ابنِ عَبْد الأَشهل بنِ عَوْفِ بنِ إِياس بنْ ثَعلَبَةَ بنِ عَمرو بنِ عَبْلةَ . ابن أَنْمارِ بَنِ مبشَر بن عُمَيرَةَ بنِ أَسَدِ بنِ رَبيعة ابن نزار لإعلامه نَفْسَهُ بخرق حمر وصفر في الحرب . وذو الخِرَق : خليقُة بن حَملَ ابن عامرِ بنِ حميري بنِ وَقْدَانَ ابنِ سُبَيعِ بنِ عَوْفِ بنِ مالك بنِ حَنْظَلَة الطُّهَوِيّ لقِّبَ به لَقْولهِ :
ما بالُ أُمِّ حُبَيْش لا تُكَلِّمُنا ... لمّا افْترَقْنَا وقَدْ نثرِى فنَتَّفقُ
تقطعُ الطَّرْفَ دُونِي وَهْي عابِسَةٌ ... كما تَشاوَسَ فيكَ الثّائِرُ الحَنِقُ
لمّا رَأَتْ إِبِلِي جاءتْ حُمُولَتُها ... غَرْثَى عِجافاً عَلَيْها الرِّيشُ والخِرَقُ
قالَتْ : أَلا تَبْتَغِي مالاً تَعِيشُ به ... عَمّا تُلاقِي وشَرُّ العِيشَةِ الرَّنَق ؟
فِيئَي إِلَيكِ فإِنَّا مَعْشَرٌ صُبُرٌ ... في الجَدْبِ لا خِفَّةٌ فِينَا ولا مَلقُ
إنّا إِذا حطْمَةٌ حَتتْ لنا وَرَقاً ... نُمارِس العَيْشَ حَتى يَنبُتَ الوَرَقُ وذُو الخرَقِ : قُراط أَو هُو : ذُو الخرَقِ بنُ قُرْطٍ الطهَوِيُّ أَخو بنِي سعِيدةَ بنِ عَوْفِ بنِ مالِكِ بنِ حَنْظَلَةَ ؟ وأَمُّ أَبِي سُودٍ وعَوْفٍ ابْنَي مالِكِ بنِ حَنْظَلَة طُهَيَّةُ بنت عَبْدِ شَمْسِ بنِ سَعْدِ ابنِ زَيْدِ مَناةَ بنِ تَمِيمٍ الشاعِرُ الفارِسُ القَدِيم أَي : جاهِلِيّ . وذُو الخِرَق : فَرَسُ عَبّادِ بنِ الحارِثِ بنِ عَدِيًّ بنِ الأَسْوَدِ بنِ أَصْرَم كان يُقاتِلُ عليه يومَ اليَمامَةِ . وخِرْقَةُ بالكسرِ : فرسُ الأسوَدِ بنِ قِرْدَةَ السَّلُولِيِّ وهو القائِلُ فِيها :ثَأَرتُ يَزِيدَ مِن ابْنِ الجُنَيْ ... دِ فاشْكُرْ يَزيدُ ولا تَكْفُرِ
ذبَحْتُ يَزِيدَ رَئِيسَ الخَمِي ... س ذَبْحاً وخِرْقَةُ بِي تَحْضُرُ
وعَمراً طَعَنتُ فأَطلَعْتُه ... نَقِيباً بنَجْلاءَ لا تسْتَرُ وخِرْقَةُ : فَرَش مُعَتِّبٍ الغَنَوِيِّ . وخِرْقَةُ : اسمُ ابن شعاثَ الشّاعِر كغُرابٍ وشعاث أُمه وأَبوه بُنانَةُ كثُمامَةٍ وفي التَّكْمِلَةِ نُباتَةُ . والمِخْراقُ بالكسر : الرَّجُلُ الحَسَنُ الجِسْم طالَ أَو لم يَطُلْ . وأَيْضاً : المُتَصَرِّفُ في الأمُورِ وقالَ شَمِرٌ : هو الّذِي لا يَقَعُ في أَمْرٍ إِلاّ خَرَج مِنْهُ . قالَ : والثَّوْرُ البَرِّيُّ يُسَمَّى مِخْراقاً لأَنَّ الكِلاب تَطْلُبُه فيُفْلِتُ مِنْها وفي الأَساسِ : يُسمَى مِخْراقَ المَفازَةِ وهو مَجازٌ قالَ الأَصْمَعِيُّ : لقَطْعِه البِلادَ البعِيدَةَ وهذا كما قِيلَ له : ناشطٌ ومنه قَوْل عَدِيِّ بنِ زَيدٍ العِبادِيِّ :
ولَهُ النَّعجَةُ المَرِيُّ تُجاهَ الرَّ ... كْبِ عِدْلاً كالنّابِئ المِخراقِ والمِخْراقُ : السَّيِّدُ هكَذا في النُّسَخ والصَّوابُ السَّيْفُ كما في العُبابِ واللِّسان والأَساسِ وهو مَجازٌ وقَدْ ذَكَوه كُثَيِّرٌ في شِعْرِه وجُمِعَ على المخارِيقِ قالَ :
عَلَيْهِنَّ شُعْثٌ كالمَخارِيقِ كُلُّهُم ... يُعَدُّ كَرِيماً لا جَباناً ولا وَغْلا والمِخْراقُ أَيضاً : السَّخِي الجَوادُ . والمِخْراقُ : اسمٌ لَهُم . والمِخْراقُ : المِنْدِيلُ أَو نحوُه يُلَفُّ ليُضْرَبَ بهِ أَو يُفَزَّع عن ابنِ الأَعْرابيِّ وأنْشَدَ :
أُجالِدُهُم يومَ الحَدِيقَةِ حاسِراً ... كأَنَّ يَدِي بالسَّيْفِ مِخْراقُ لاعِبِ وقال غيرُه : المَخارِيقُ واحِدُها مِخْراقٌ : ما يَلْعَبُ به الصِّبْيانُ من الخِرَقِ المَفتُولَةِ قال عَمْرُو بنُ كُلثُوم :
كأَنَّ سُيُوفَنا مِنّا ومِنهُم ... مَخارِيقٌ بأَيْدِي لاعِبينَا وفي حديثِ علي رضِي اللهُ عنه : البَرْقُ مَخارِيقَ الملائِكَة أَي : آلَة يزْجى بها المَلائِكَةُ السَّحابَ وتَسوقه . وهُوَ مِخْراق حَرْب أَي : صاحِب حرُوب يخِفَ فِيها نَقلَه الجَوهَرِي وأَنْشَدَ
وأَكْثرَ ناشئاً مِخْراقَ حَرْبٍ ... يُعِين على السِّيادَةِ أَو يَسودُ ويقول لم أَر مَعْشراً أَكثر فِتيانَ حَرْب مِنهم . والخَرِيقُ كأَمِير : المُطْمَئِن من الأَرْضِ وفيه نَبات وقالَ الفَرِّاءُ : يقال : مَررْت بخَرِيق من الأَرضِ بين مسحاوَين والخَرِيقُ : الذي تَوَسطَ بينَ مَسحاويْنِ بالنبات والمَسْحاءُ : أَرض لا نَباتَ بها ج : خرُقٌ ككُتاب وأَنْشَدَ الفَرّاء لأبِي محَمد الفَقعسِيِّ :
" تَرعى سمِيراء إِلى أَهضامِها
" إِلى الطُّرَيفاتِ إلى أَرمامِها
" في خُرقٍ تَشبع من رمْرامِها والخَرِيقُ أَيضاً : الرِّيح البارِدَةُ الشدِيدَة الهَبّابَةُ وفي العُبابِ : الشَّدِيدَة الهبُوبِ ومثله نصُّ الصِّحاح وأَنشَدَ للشّاعِر وهو الأَعْلَم الهذَلِيًّ :
كأَنِّ هُوِيها خَفقان رِيح ... خَريق بينَ أَعلام طِوالِ قال الجَوهَرِي : وهو شاذ وقياسُه خَرِيقَة قال ابن بَريّ : والَّذِي في شِعْره :
" كأَنَ جناحَه خفقان رِيح يَصِف ظَلِيماً وأَولُه :
كأَن ملاءتي عَلَى هِجِف ... يَعن معَ العَشِيَّةِ للرِّئالِوفي التّهذيبِ : الخَرِيقُ : من أَسْماءَ الرِّيح البارِدَةِ الشَدِيدةِ الهبُوبِ كأَنَّها خَرَقَتْ أَماتُوا الفاعِلَ بِها وفي الأَساسِ : وكأَنِّه خَرِيق في خَرِيقٍ أَي : ريح شَديدَة في مُتسَعً مِن الأرْضِ وهو مجازٌ كالخَرُوق كصَبُور . وقِيلَ : الخَرِيقُ : هي اللَّيِّنَة السهْلَةُ فهو ضِدّ . أَو : هي الرّاجِعَةُ المُسْتَمِرة السَّيرِ وفي اللِّسانِ : غير مُسْتَمِرةِ السَّيْر . أَو هي الطَّوِيلَة الهُبوبِ . وقالَ ابنُ عَبّادٍ : الخَرِيقُ : البئرُ كُسِرَ جَبْلَتُها من الماءَ ج : خَرائِقُ وخُرُق كسَفائِنَ وسُفُنٍ . والخَرِيق من الأَرْحام : الَّتِي خَرَقَها الوَلدُ فلا تَلْقَحُ بعدَ ذَلِك . كالمُتَخرقَةِ . والخَرِيقُ : مَجْرَى الماءَ الذي ليسَ بقَعِيرٍ ولا يَخْلُو من شَجَرٍ عن ابْنِ عَبّادٍ . قالَ : والخَرِيقُ أَيضاً : مُنْفَسَحُ الوادِي حَيْث يَنْتَهي . والخَرق ككَتِفٍ : الرَّمادُ لأَنَّه يَثْبت ويَذْهَبُ أَهْلُه . والخَرِقُ أَيضاً : وَلَدُ الظَّبيَةِ الضَّعِيفُ القَوائِم وقد خَرِقَ خَرَقاً : إذا لَصِقَ بالأرْضِ ولم يَنْهَضْ . والخُرَّق كرُكَّعٍ : طائِرٌ واحِدَتُه خُرَّقَة قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : يَخْرِقُ فيَلْصَق بالأَرْضِ أَو جنْس من العَصافِيرِ نَقَلَه أَبو حاتِم في كِتابِ الطَّيْرِ ج : خَرارِقُ عن ابْنِ دُرَيْدٍ . والخَرَقُ مُحرَّكَةً : الدَّهشُ من خَوْفٍ أَو حَياءَ وقالَ اللّيْث : هو شبْهُ البَطَر من الفَزَع كما يَخْرَقَ الخِشْف إِذا صِيدَ أَو : أَنْ يُبْهَتَ فاتِحاً عَينَيْهِ يَنْظُر . وقِيلَ : الخَرَقُ : أَنْ يَفْرَقَ الغَزالُ إِذا صِيدَ فيَعْجِزَ عن النُّهُوضِ ويَلصَقَ بالأَرْضِ وقال ابنُ الأَعْرابِيِّ : الغَزالُ إذا أَدْرَكَه الكَلْبُ خَرِقَ فلَزِقَ بالأَرْضِ وكذلِك الطّائِرُ إِذا جَزِعِ فلا يَقدرُ على الطَّيرَانِ وقد خرق كفَرِحَ : إِذا دَهِشَ فهو خَرِقٌ ككَتِفِ وهي خَرِقَةٌ وقد خالفَ اصْطِلاَحَه هنا وفي حَدِيثِ تَزوِيج فاطِمةَ عَلِيّاً رضِي اللّهُ عنهما : فلمّا أَصْبَحَ دَعاهَا فجاءتْ خَرِقَة من الحَياءَ أي : خَجِلَةً مَدْهُوشة ويُرْوَى أَنّها : أَتَتْهُ تَعْثُر في مِرْطِها من الحَياءَ وقالَ أَبُو دُوادٍ الإِيادِيُّ :
فاخْلَوْلَقَتْ للحَيَاءَ مُقْبِلَة ... وطَيْرُها في حافاتِها خَرِقَهْوخَرَقُ بلا لام : ة بمَرْوَ على بَريدَيْنِ منها بها سُوقٌ قائِمَةٌ وجامع كَبِيرٌ حَسَن مُعَرَّب خَرَه مِنْها : أَبُو بَكَرٍ مُحمَّد بن أَحْمَدَ بنِ أبِي بِشر المُتَكَلِّمُ سَمعَ أَبا بَكْرِ بنَ خَلَفٍ الشِّيرازِيّ وأَبا الحَسَنِ المَدِينِي توفي سنة 533 . و أبو قابُوس محَمَّدُ بنُ مُوسى سَمعَ ابنَ الفقْرِي وأَبو مَذْعُور مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَلِيِّ بن خَشْرَم المُحَدِّثُونَ . وفاتَه : عبدُ الرَّحْمنِ بنُ بَشِير الخَرَقِيُّ لَقَبُه مَرْدانَةُ شيخ لأحْمَدَ ابنِ سَيّارٍ الإمام وأبُو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ عبدِ الرّحمنِ بنِ مُحمَّدِ بنِ ثابت الخَرَقِيًّ قاضِيها سمِع أباه وَأبا المُظَفَّرِ بنَ السَّمْعانِيِّ وعنه أَبُو سَعدٍ وقالَ : ماتَ في حُدودِ الأرْبَعِينَ وخَمْسِمائةِ . وقال أَبو سَعْد المالِينِي : سَمِعْت أَباَ عَبْدِ اللهِ أَحمدَ بنَ مُحمد يَقُولُ عن أَبيه حازِم بنِ مُحَمّدِ بنِ حمْدانَ بنِ محمَّدِ بنِ حازِمٍ بنِ عبدِ اللهِ ابن حازِم الخَرَقِيِّ بخَرَق يقولُ : سَمِعْتُ أَبِيَّ أَبا قَطَنٍ مُحَمَّدَ بنَ حازِم الخَرَقِيَّ بخَرَق يَقُول عن أَبِيهِ حازم ابنِ محمد الخَرَقِيِّ وأَحْمَدَ بنِ مُحَمد الخَرَقِيّ كلاهُما عن جَدِّه مُحَمدِ بن حَمْدانَ الخَرَقِيِّ عن أبِيهِ عن جَدِّه محَمدِ بنِ حازِم أَنّه سَمعَ مُحَمدَ بنَ قَطَنٍ الخَرَقِيَّ وكانَ وَصًّى عَبْدَ اللهِ بنَ حازم قالَ : كانَ لعَبْدِ اللهِ بن حازم عمامَةٌ سَوْداءُ فكانَ يَلْبَسها في الأعْيادِ ويَقُولُ : كَسانِيها رَسول اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلم . قلتُ : وأَبو مُحَمَّد عَبدُ اللّهِ بنُ محمَّد ابن قَطَنٍ الخَرَقِيُّ كانَ عالِماً بالعَرَبيةِ ومَسائِل مالِكِ من قَرْيَة خَرَق هكَذا ذَكَره أَبو زُرْعَةَ السِّنجي . وأَمّا زُهَيْر بن محمَد التميمي الخَرَقِيُّ قِيلَ : إِنَّه من أهْلِ هَراةَ وقِيلَ : من أَهْلِ نيسابُور رَوَى عن مُوسَى بنِ عقْبَةَ وعنه رَوْح بنُ عُبادَةَ . والخُرْقُ بالضمَ وبضَمَّتَيْن والحرَقُ بالتَّحْرِيكِ المَصْدر وهو : ضِدُّ الرِّفقِ ومنه الحَدِيث : ما كان الرِّفْق في شيء قَطُّ إلا زانَهُ وما كانَ الخرْقُ في شيء قَط إِلاّ شانَهُ . والخرْقُ أَيضاً : أَن لا يُحْسِنَ الرَّجل العَمَلَ والتَّصرُّفَ في الأمورِ . والخُرقُ : الحمْق كالخُرْقَةِ بالهاءَ خَرِقَ فهو أَخرَقُ . والخُرْقُ أَيضاً : جَمعُ الأخْرَقِ والخَرْقاء ومنه قَول ذِي الرُّمةِ :
" بَيْت أَطافتْ بهِ خَرْقاءُ مَهْجُومُقالَ المازِنِيًّ : امْرْأَة غير صَناعٍ ولا لَها رفْقٌ فإِذا بَنَتْ بَيتْاً انهَدَم سَرِيعاً . وقد خَرِق كفَرحَ وكرم الأَخيرَةُ عن ابنِ عَبّاد قال الكِسائي : كُل شيء من باب أَفعَل وفَعلاءَ سوى الألوانِ فإنَّهُ يُقالُ فيه : فَعل يفعل مثل : عَرجَ يعرَج وما أشبه إلاّ سِتةَ أحرف فإِنها جاءَتْ على فعلَ منها : الأَخرَق والأَحْمق والأرْعَن والأَعْجَفُ والأسْمَن يقالُ : خرقَ الرَجُلُ يَخْرُق فهوَ أَخْرق وكذلِك أَخواته . وخَرقان كسَحبان : ة ببِسْطامَ على طَرِيقِ أَستراباذِّ وتَحْرِيكه لَحنٌ من قُرَى سَمَرْقَندَ منها الأَدِيبُ أبو الفَتْح أَحمَدُ بنُ الحُسَين الخَرقاني مات سنة 550 ، ومنها شيخ وقته أَبو الحسَنِ عَلي بن أَحْمَد الخَرْقانِيّ صاحِبُ الكَراماتِ الظاهرَة والأَحوالِ السنية توفي نهارَ الثلاثاءِ يوم عاشَوراء سنة 425 ، عن ثلاثٍ وسبْعِين سنةً . ومِثْله لكِن بتَشدِيدِ الراءِ : ة بهَمَذَانَ هكذا ذَكَره الصاغانِي في العُبابِ وقَلَّدَه غيرُه في هذه التَّفرِقَة والذِي ضَبَطَه السمْعاني وغيره من أَهلِ النَّسَبِ أَن الأولى : خَرَقان مُحَركة ومِنْها أَبُو الحَسنِ الخَرَقانِي المتَقدم ذِكْره والثانيَة : خَرقان بالتَسكِين وهي : قريَة بسمرقندَ بها رِباط يُقالُ له : مخَرْفانُ ومنها القاضِي أحمد ابن الحُسَين بنِ يوسفَ الخَرقانِيُّ المَعْروف بمَاه أندَرْجُبه يَعنِي القَمَر في الجبة كانَ واعِظاً سَمِع الحَدِيثَ توفي بالفارِياب سنة 499 ، وبَكْر بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرحيم الخَرقانِيُّ أحد الأئِمَّةِ ذَكَره عمَرُ النَّسَفِي في كتابِ القَنْدِ توفي سنة 525 ، والسيد أَبُو شهاب بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمْزةَ الحسَيْنِي العَلَوِي الخَرقانِي أَخُو السَّيّدِ أّبي شجاع رَوَى عن الخَطِيبِ أَبي القاسمِ الزمْزَمِيِّ وعنه الحافِظُ أَبو حّفص عمَر بن محَمد النَّسفِي مؤلف القَند وابنه السيد الحسَيْن بن أَبي شهاب : إمام محدث وغير هؤلاءَ ممن هُو مّذكور في لبابِ الأنسابِ فتأمل والخِرَيقُ كسِكِّيت : الكَثِيرُ السخْاءَ وهذا قد تَقَدمَ وتقدم شاهِده من قوْل أَبي ذؤَيب . والزبيرُ بن خرَيقٍ الجَزَرِيُّ كزُبَير : تابِعِيّ عن أَبِي أمامَةَ الباهِليِّ وعنْه غروَة ابن دينار ذَكره ابن حيان في الثقات . والأخْرَق : الأحمق : الجاهِل أَو : من لا يحسِنُ الصنعَةَ ومنه الحَدِيث : تُعِينُ صانِعاً أَو تَصْنَيعُ لأخرَقَ أي : لجاهِل بما يَجِبُ أنْ يَعمَلَه ولم يَكن في يَدَيهِ صَنْعَة يَكْتسِب بها وفيْ حَدِيثِ جابِرٍ : فكَرِهت أن أَجيئهن بخرقاء مِثْلهن أَي : حَمقاء وجاهلَة وهي تأنيث الأخْرق كالخَرِق ككَتِف ونَدس . والأخْرَقُ : البَعِيرُ يَقَع مَنسِمه على الأرْضِ قَبلَ خُفِّه يَعْتَرِيه ذلِكَ من النَّجابَةِ نَقَلَهُ ابنُ عَبّاد وصاحبُ اللَسانِ . وخَرْقاءُ : امْرَأَة سَوْداء كانَتْ تَقُم مَسْجِدَ رَسُولِ الله صَلى اللهُ عليه وسَلَّمَ ورَضِي عَنْها نَقَلَهُ الصّاغانِي وهو اسْمُها كما في المُعجَم . وخرقاءُ : امرأَة من بَني البَكّاءَ اسمها مَيةُ شَببًّ بها ذو الرُّمًّةِ الشاعِرُ فأكْثَرَ وقِصتُها مَشْهورةٌ في اسْتطْعام ذي الرُّمَّةِ كَلامَها وأَنّه قَدًّمَ إِليها دَلْواً أَو إِداوَة فقالَ : اخْرُزيها لي فقالَتْ : إِنِّي خَرْقاءُ أي : لا أحْسِن الخَرْزَ وقِيلَ : إِنَّها غيرُ مَيَّةَ بل هي امْرَأَةٌ من بَنِى عامِرِ بنِ رَبيعَةَ بنِ عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ رآها فاسْتقاها ماءً فخَجِلَتْ وأَبَتْ أَنْ تَسْقِيَهُ فقالَ لأمِّها : قُولِي لَها فلتَسْقنِي فقالَتْ لها أمها : اسْقِيهِ يا خَرْقاءُ . والخَرقاءُ : من الغَنَم : التي في أذنها خَرق مُستَديرٌ وقد نَهَى النَّبيُّ صَلى الله عليه وسلم أَن يضَحَّى بشَرْقاء أَو خَرْقاء أَو مُقابَلَةٍ أَو مُدابَرةٍ أو جَدْعاءَ . ومن المَجازِ : الخَرْقاءُ من الرِّيح : الشَّدِيدَةِ الهبُوب وقِيلَ : هي التي لا تَدُومُ على جِهَتِها في هُبُوبها وهو مَجازٌ قال الزمَخْشرِي : وصِفَتْ بالخَرَقِ كما وُصِفَتْ بالهَوَج وبه فُسِّرَ قولُ ذِي الرمةِ السّابِق :
" بَيْت أطافَتْ به خَرقاءُ مَهْجومُوالخَرْقاءُ من النوق : التي لا تَتَعاهَدُ وفي اللِّسانِ لا تَتَعَهدُ مواضِع قَوائِمِها من الأرْضِ نَقَلَه ابنُ عَبّاد والزَّمَخْشَريّ . والخَرْقاءُ : ع قالَ أبُو سهم الهُذَلِي :
غَداةَ الرُّعْنِ والخَرْقاءَ تَدْعُو ... وصَرَّحَ باطِلُ الظنِّ الكَذوبِ وعذار بنُ خَرْقاءَ الكُوفِيّ : مُحدَث . ومالِكُ بنُ أَبِي الخرقاءَ : عُقيْلِي وبنْتهُ كَرِيمَةُ بنت مالِكٍ امرأَةُ عبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الله بنِ عَبْدِ المَدانِ . وفي المَثَل : لا تعْدَمُ الخَرْقاءُ عِلَّةً يُضْرَبُ في النَّهْى عن المعاذِيرِ أَي : إِنَّ العِلَل كَثِيرَةٌ تُحْسِنها الخَرْقاءُ فَضلاً عن الكَيِّسِ والكَيِّسَةِ فلا تتشَبَّثُوا بِها ولا تَرْضَوْا بها لأَنْفسكم . وأَخْرَقَه : أَدْهشَه نَقَله الجَوْهَريُّ . والتَّخْرِيقُ : التَّمْزِيقُ يكون في الثَّوْبِ وغيرِه . ومن المَجاز : التَّخْرِيقُ : المُبالَغَةُ في الخرْقِ أَي : كَثرَة الكَذِبِ وقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ ونافِع : " وخَرَّقُوا له بَنِينَ و بَناتٍ " بالتَّشدِيدِ . والتَّخَرُّقُ : خَلْقُ الكَذِبِ واشْتِقاقُه وهو مجاز أيضاً . والتَّخرق : فطاوِعُ التخرِيقِ كالانْخِراقِ يُقال : خَرَقَه فانخَرَقَ وتَخَرَّقَ ومنه الحَدِيثُ : إِنَّ رَجُلاً أَتاهُ فقالَ : يا رَسولَ اللهِ تَخَرَّقَتْ عَنّا الخنف وأحرق بطوننا التمر وقول رؤبة :
" يَكِلُّ وَفدُ الرِّيح من حَيْث انْخَرَقْ أي : من حَيثُ صارَ خرْقاً أَي : متَّسَعاً . ومن المَجازِ : التَّخَرق : التَّوَسعُ في السَّخاءَ يُقال : هو مُتَخرَقُ الكَفِّ بالنوال وأنشدَ ابنُ برِّي للأبَيْرِدِ اليَرْبُوعِيًّ :
" فَتى إِن هو اسْتَغْنَى تَخَرقَ في الغِنَىوإِن عَضَّ دَهْرٌ لم يَضَع مَتْنَهُ الفَقْرُ ويقال : رَجلٌ مُتَخَرِّقُ السِّرْبالِ ومُنْخَرِقُه : إِذا طالَ سَفَره فتَشَقَّقَتْ ثِيابه . واخرورَق : تخرقَ
قالَ ابن بَرِّيّ - عن أَبِي عَمروٍ الشَّيباني - والمُخْرَورقُ : من يَدُور عَلَى الإبلِ فيحملها على مَكْروهها نقله الصاغانِي عن ابنِ عَباد وفيهِ : ويَخِف ويَتَصَرّف وأَنشد أَبو عَمْرو :
" خْلف المَطِي رجُلاً مُخرَوْرِقَا
" لم يَعْدُ صَوْبَ دِرْعِه المنَطَّقَا ومن المجاز : اختَرَقَ الأَرضَ : إذا مَر فيها عَرْضاً على غيرِ طَرِيقٍ . ومن المَجاز : اختَرقَ الكَذِبَ : مثل اختلقه . ومُختَرق الرياحَ : مهبها ومَمَرها قال رؤبة :
" وقاتِم الأعْماقِ خاوِي المختَرَق
" مُشْتَبِهِ الأعلام لماع الخَفَق وأَبو أمَيةَ عبد الكَريمِ بنُ أَبِي المُخارقِ قَيْس البَصْري المُعَلم : مُحَدِّث من أتباعِ التابِعِين لين وقال ابن الجَوْزي في كتاب الضْعَفاءَ : رَوَى عن نافِع والحّسَنِ ومجاهِدِ وعِكرِمَةَ رَمَاه أيوبُ السِّختياني بالكَذب وقال : ليس هو بشيء وهو شَبِيه المَتروك وقال السعدي : غير ثقَة
ومما يستَدرك عليه : الخَرقُ : الفرجَة وجمعُه : خُرُوق خَرَقَه يَخرقه وخرقَه واحترَقَه فتخرق وانْخَرقَ واخرَوْرَقَ . وفي التهذيب : الخرق يكون في الحائطِ أَيضاً ويقال : في ثَوْبِه خَرق وهو في الأصل مَصدو ومنه قولهم : اتسَعَ الخَرق على الراقع . والخَرْقُ أَيضاً : ما انْخَرَق من الشيءَ وبانَ منه . وسيف خارق : قاطِع وجمعُه : خرُقٌ بضمَتَينِ وانخَرَقَتِ الريح : هَبَّتْ على غيرِ اسْتقامَةِ وهو مَجاز . والخِرقُ بالكسرِ : الكَريم من الرِّماح قال ساعِدَةُ بنُ جؤَيَّةَ :
خِرق من الخَطِّىِّ أغْمِض حَدُّهُ ... مِثل الشِّهابِ رَفَعْتَه يَتَلَهّبُ وأُذُن خَوقاءُ : فيها خَرْقٌ نافِذٌ . ومُنخَرَقُ الرِّياح : هَهَبُّها . واخْترَق الدّارَ : جَعَلَها طَرِيقاً لحاجَتِه ومنه قولهم : لا تَخْتَرِقِ المَسْجِدَ أي : لا تَجْعَلْهُ طَرِيقاً وهي مَجازْ . والخَيْل تَخْتَرِقُ ما بيْنَ القُرَى والأرض أي : تَتَخَلَّلها . والخرق بضَمتَيْنِ : لغة في الخُرْقِ بالضمْ : بمعنى الجَهْلِ والحمْقِ . قالَ شَمِر : وأَقْرَأَنِي ابنُ الأعرابي لبعض الهذَلِيِّينَ يصف طَرِيقاً :
وأَبيضَ يهدِينِي وإِن لم أنادِه ... كفَرقِ العَرُوسِ طَوْلُه غيرُ فخْرِقِفقالَ : غير مُخْرِقٍ أي : لا أَخْرَقُ فيه ولا أَحار وإِن طالَ عليَّ وبَعُدَ وفي حَدِيثِ مَكْحُولٍ : فوقع فخَرِقَ أرادَ أَنَّه وَقَع مَيِّتاً . وخَرِقَ الرَّجُلُ : إَذا بَقي متحَيِّراً من هَم أَو شِدة . وقالَ أَبو عَدْنان : المخَارق الملاص الّذِينَ يَتَخَرَّقُونَ الأرضَ بينا هم بأرْضٍ إِذا هُمْ بأخرَى وقال الأصمَعِي : هم الّذِين يَتَخَرَّقُون ويتصرفون في وجُوهِ الخَيرِ . وقد سَمَّوْا مخارِقاً . ويقال . بَلَدٌ بَعيدُ المُخترقٍ . واخْتَرَقْتُ القوْمَ : مضيت وسطَهم . وهم مَخْروقُ الكَفِّ بالنَّوال أي : سخِي وهو مَجاز . والمُخَرِّق كمُحَدِّث : لقَبُ عَبّادِ ابن المُخَرِّقِ الحَضْرَمِي الشاعِرِ ابن الشاعِر وهو القائِل :
أَنا المُخَرَقُ أَعراضَ اللَئام كما ... كانَ المُمَزِّق أَعراضَ اللئاَم أبِي وبابُ الخَرْقِ : أحد أَبوابِ مِصْرَ حَرَسها اللهُ تَعالَى . وعِمامَةٌ خُرْقانِيَّةٌ بالضَّمِّ أي : مُكَوَّرَةٌ كعِمامَةِ أَهْلِ الرّساتِيقِ قالَ ابنُ الأثِير : هكَذَا جاءَ فِي رواية وقد رُويَت بالحاءَ وبالضَّمِّ وبالفَتْح وغيرِ ذلك وقد تَقَدَّم . والخَرَقانِيَّة مُحَركَة : قَرْيةٌ بالقُرْبِ من مصر كذا على لِسانِ العامَّةِ والصوابُ خاقانِيّة وهي من أَعمالِ الشَّرْقية . وخَرَّق بالفتح مشدَّدَ الرّاءَ : محلَّةٌ ببَيْلقَانَ منها : شَمْسُ الدّينِ زَكِيُّ ابنُ الحَسَنِ بنِ عِمْرانَ البَيْلقاِنيُّ الخَرَّقِي قرأ على فَخْرِ الدّينِ الرازِي وعاشَ بعدَه مُدّةً طويلةً وحَدَّث عَن المُؤَيَّدِ الطُّوسيِّ ودَخَلَ اليَمَنَ فقَطَعها ومات سنة 676 ، قال الحافِظُ : وسمعَ منه أَبو الحَسَن عليًّ بنُ جابِرٍ الهاشِمِيُّ شيخُ شيوخِنا . وخَرَقانَة : موضع . والخَرْقُ بالفتح : نَبتٌ كالقُسْطِ له أوْراقٌ
مَخِقَتْ عينُه كعلِم : بخِقت ذكره صاحبُ اللِّسان وأهمله الجماعةُ . ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : م خ ر ق
المَخْرَقَةُ : إظْهارُ الخُرْقِ توصُّلاً الى حِيلَةٍ وقد مَخْرَقَ . والمُمَخْرقُ : المُموَّهُ وهو مُستعارٌ من مَخاريقِ الصِّبيان . هنا أوردَه صاحبُ اللّسان وهو على شرْط المُصنِّف فإنّه ذكَر فيما بعْدُ مذْرَقَ به وهي لُغَة في ذ ر ق فبالأحْرى أن تُذْكَر المَخْرَقَة هنا . وأما الجوهريّ فإنّه أوردَه في خ ر ق وحكم على أنّها مولَّدة والميمُ عنده زائِدةٌ