الخَشَبَة مُحَرَّكَةً : ما غَلُظَ مِنَ العِيدَانِ ج خَشَبٌ مُحَرَّكَةَ أَيضاً مثل شَجَرَة وشَجَر وخُشُبٌ بضَمَّتَيْنِ قال الله تعالى في صِفَةِ المُنَافِقِينَ " كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَة " مثل ثَمَرَةٍ وثُمُرٍ وقُرِىء خُشْبٌ بإِسْكانِ الشِّينِ مثل بَدَنَةٍ وبُدْنٍ أَرَادَ - واللهُ أَعْلَمُ - أَنَّ المُنَافِقِينَ في تَرْكِ التَّفَهُّمِ والاسْتِبْصَارِ وَوَعْيِ مَا يَسْمَعُونَ مِن الوَحْيِ بمنزلَةِ الخُشُبِ وفي الحديث في ذكر المنافقينَ " خُشُبٌ باللَّيْلِ صُخُبٌ بالنَّهَارِ " أَرَادَ أَنَّهُم يَنَامُونَ اللَّيلَ لا يُصَلُّونَ كأَنَّ جُثَثَهُم خُشُبٌ : مَطْرُوحَةٌ وهو مجازٌ وتُضَم الشِّينُ وتُسَكَّنُ تخفيفاً والعربُ تقولُ لِلْقَتِيلِ : كأَنَّه خَشَبَةٌ وكَأَنَّهُ جِذْعٌ وخُشْبَانٌ بضمهما أَي بضم أَولهما مثل حَمَلٍ وحُمْلاَنٍ قال :
" كَأَنَّهُمْ بِجَنُوبِ القَاعِ خُشْبَانُ
وفي حَديث سَلْمَانَ " كَانَ لاَ يكاد يُفْقَهُ كَلاَمُهُ مِن شِدَّةِ عُجْمَتِهِ وكانَ يُسَمِّي الخَشَبَ الخُشْبَانَ " قال ابنُ الأَثير : وقد أُنْكِرَ هذا الحديثُ لأَنَّ سَلْمَانَ كانَ يُضَارِعُ كَلاَمُه كَلاَمَ الفُصْحَاءِ
قلتُ : وكَذَا قولُهُم : سِينُ بِلالٍ عِنْدَ اللهِ شِينٌ وقد سَاعَدَ في ثُبُوتِ الخُشْبَانِ الرِّوَايَةُ والقِيَاسُ كَمَا عَرَفْتَ
وبَيْتٌ مُخَشَّبٌ : ذُو خَشَبٍ والخَشَّابَةُ بَاعَتُهَا
وخَشَبَهُ يَخْشِبُهُ خَشْباً فَهُوَ خَشِيبٌ ومَخْشُوبٌ : خَلَطَهُ وانْتَقَاهُ والخَشْبُ : الخَلْطُ والانْتِقَاءُ وهو ضِدٌّ وخَشَبَ الشيءَ بالشيءِ : خَلَطَهُ بهِ وخَشَبَ السَّيْفَ يَخْشِبُهُ خَشْباً فهو مَخْشُوبٌ وخَشِيب : صَقَلهُ وفي نسخة بعد هذا أَوْ شَحَذَهُ والخَشَبُ : الشَّحْذُ نَقَلَه الصاغانيّ وخَشَبَ السَّيْفَ : طَبَعَهُ أَيْ بَرَدَهُ ولم يَصْقُلْهُ وهو ضِدٌّ فَعَلَى هذَا يَكُونُ قولُه : " أَوْ شَحَذَه " بعدَ قولهِ " ضِدٌّ " كما هو ظاهر ومن المجاز : خَشَبَ الشِّعْرَ يَخْشِبُهُ خَشْباً : أَمَرَّهُ كَمَا جَاءَه أَي قَالَهُ مِنْ غَيْرش تَنَوُّقٍ وفي نسخة : من غير تَأَنَّقٍ ولاَ تَعَمُّلٍ له هو يَخْشِبُ الكَلامَ والعَمَلَ : إذا لَمْ يُحْكِمْهُ وَلَمْ يُجَوِّدْهُ وشِعْرٌ خَشِيبٌ ومَخْشُوبٌ وجَاءَ بالمَخْشُوبِ وكان الفَرَزْدَق يُنَقِّح الشِّعْرَ وجَرِيرٌ يَخْشِبُهُ وكَانَ خَشْبُ جَرِيرٍ خَيْراً من تَنْقِيحِ الفَرَزْدَقِ وقولُه كاخْتَشَبَهُ ظَاهِرُ إطْلاَقِهِ أَنَّه يُسْتَعْمَلُ في الشِّعْرِ والعَمَلِ كَمَا يُسْتَعْمَلُ في السَّيْفِ وأَنه كالثُّلاَثِيِّ في مَعَانِيهِ المَذْكُورةِ ومثلُه للصاغانيّ وأَنْشَدَ لَجَنْدَلِ بنِ المُثَنَّى
" قَدْ عَلِمَ الرَّاسِخُ في الشِّعْرِ الأَرِبْ
" والشُّعَرَاءُ أَنَّنِي لاَ أَخْتَشِبْ
" حَسْرَى رَذَايَاهُمْ ولكِنْ أَقْتَضِبْ والذي في لسان العرب : مَا نَصُّهُ : اخْتَشَبَ السَّيْفَ : اتَّخَذَهُ خَشْباً مَا تَنَوَّقَ فِيهِ يَأْخُذُهُ مِنْ هُنَا وهَا هُنَا أَنشدَ ابنُ الأَعرابيّ :
وَلاَ فَتْكَ إلاَّ سَعْيُ عَمْرٍو وَرَهْطِهِ ... بِمَا اخْتَشَبُوا مِنْ مِعْضَدٍ ودَدَانِ قلتُ : وكَذَا : تَخَشَّبَهُ أَي أَخَذَهُ خَشْباً مِنْ غَيْرِ تَنَوُّقٍ قال :
" وقِتْرَةٍ مِنْ أَثْلِ مَا تَخَشَّبَا وخَشَب القَوْسَ يَخْشِبُهَا خَشْباً عَمِلَهَا عَمَلَهَا الأَوَّلَ قاله أَبو حنيفةَ وخَشَبْتُ النَّبْلَ خَشْباً أَي بَرَيْتُه البَرْيَ الأَوَّلَ ولم أُسَوِّه فإِذَا فَرَغَ قال قَدْ خَلَقْتُه أَي لَيَّنْتُه من الصَّفَاةِ الخَلْقَاءِ وهي المَلْسَاءُ
والخَشِيبُ كأَمِيرٍ من السُّيوفِ : الطَّبِيعُ هو الخَشِنُ الذي قد بُرِدَ ولم يُصْقَلْ ولا أُحْكِمَ عَمَلُه . والخَشِيبُ : الصَّقِيل ضِدٌّ وقيل : هو الحَدِيث الصَّنْعَةِ وقيلَ : هو الذي بُدِيءَ طَبْعُه قال الأَصمعيّ : سَيْفٌ خَشِيبٌ وهو عند الناس : الصَّقِيلِ وإنما أَصْلُه بُرِدَ قَبْلَ أَنْ يُلَيَّنَ وسَيْفٌ خَشِيب كالمَخْشُوبِ أَي شَحِيذٌ ويقالُ : سَيْفٌ مَشْقُوقُ الخَشِيبَةِ يَقُولُ : عُرِّضَ حِنَ طُبِعَ قال ابنُ مِرْدَاسٍ :
جَمَعْتُ إلَيْهِ نَثْرَتِي ونَجِيبَتِي ... ورُمْحِي ومَشْقُوقَ الخَشِيبَةِ صَارِمَا والخَشْبَةُ : البَرْدَةُ الأُولَى قَبْلَ الصِّقَال
والخَشِيبَةُ : الطَّبِيعَة قال صَخْرُ الغَيِّ :
ومُرْهَفٌ أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُهُ ... أَبْيَضُ مَهْوٌ في مَتْنِهِ رُبَدُ أَي طَبِيعَتُه والمَهْوُ : الرَّقِيقُ الشَّفْرَتَيْنِ والمعْنَى أَنَّه أُرِقَّ حتى صار كالمَاءِ في رِقَّتِهِ والرُّبَدُ : شِبْهُ مَدَقّ النَّمْلِ أَو الغُبَارِ وقيل : الخَشْبُ الذي في السَّيْفِ : أَن تَضَعَ سِنَاناً عَرِيضاً أَمْلَسَ عليه فتدْلُكَهُ فإنْ كان فيه شَعَبٌ أَو شِقَاقٌ أَو حَدَبٌ ذَهَبَ به وامْلَسَّ قال الأَحْمَرُ : قال لي أَعرابيٌّ : قُلْتُ لِصَيْقَلٍ : هلْ فَرَغْتَ مِنْ سَيْفِي قَالَ : نَعَمْ إلاَّ أَنِّي لَمْ أَخْشِبْهُوالخِشَابَةُ مِطْرَقٌ دَقِيقٌ إذا صَقَلَ الصَّيْقَلُ السيفَ وفَرَغَ منه أَجْرَاهَا عَلَيْهِ فَلاَ يُغَيِّرُه الجَفْنُ وهذه عن الهَجَرِيّ والخَشِيبُ : الرَّدِيءُ والمُنْتَقَى والخَشِيبُ : المنْحُوتُ مِنَ القِسِيِّ كالمَخْشُوبِ قال أَوْسٌ في صِفَةِ خَيْلٍ :
فَحَلْحَلَهَها طَوْرَيْنِ ثُمَّ أَفَاضَهَا ... كَمَا أُرْسِلَتْ مَخْشُوبَةً لمْ تُقَوَّمِ والخَشِيب : المَنْحُوتُ من الأَقْدَاحِ كالمَخْشُوبِ قَدَحٌ مَخْشُوبٌ وخَشِيبٌ أَي مَنحُوتٌ والخَشِيبُ : السَّهْمُ حِينَ يُبْرَى البَرْيَ الأَوَّلَ ولم يُفْرَغْ منه ويقول الرجلُ للنَّبَّالِ أَفَرَغْتَ مِنْ سهْمِي فيَقول : قَدْ خَشَبْتُهُ أَيْ بَرَيْتُه البَرْيَ الأَوَّلَ ولَمْ أُسَوِّه ج أَي الخَشِيب بمعنى القَوْسِ المنحوت : خُشُبٌ ككُتُبٍ يقال : قَوْسٌ خَشِيبٌ مِنْ قِسِيٍّ خُشُبٍ وخَشَائِبُ والخَشِيبُ من الرِّجال : الطَّوِيلُ الجَافِي العَارِي العِظَامِ في صَلاَبَةٍ وشِدَّةٍ وغِلَظٍ وكذلكَ هو من الجِمَالِ ورَجُلٌ خَشِيبٌ : عَارِي العَظْم بَادِي العَصَبِ ومن الإِبلِ : الجَافِي السَّمْجُ المُتجافِي المُتَشَاسِيءُ الخَلْقِ وجَمَلٌ خَشِيبٌ أَي غَليظٌ
ورَجُلٌ خَشِبٌ : في جَسَدِه صَلاَبَةٌ وشِدَّةٌ وحِدَّةٌ
والخَشِيبُ : الغلِيظ الخَشِن من كلِّ شيءٍ كالخَشِبِ ككَتِفٍ والخَشِيبِيّ كالخَشِيبِ : اليَابِس نقله ابنُ سِيده عن كُراع
وقَدِ اخْشَوْشَبَ الرجُل : إذا صار صُلْباً خَشِناً في دِينِهِ ومَلْبَسِهِ ومَطْعَمِهِ وجَمِيع أَحْوَالِه
ورَجُلٌ خَشِبٌ وقَشِبٌ بكسرهما : لاَ خَيْرَ فيهِ أَو عِنْدَه هكذا في النسخ والصحيحُ - كما في لسان العرب وغيره - تَقْدِيمُ قَشِبٍ علَى خَشِبٍ فإنَّ خَشِباً إتباعٌ لقَشِبٍ فتأَملْ
والخَشِبُ ككَتِفٍ : الخَشِنُ وظَلِيمٌ خَشِبٌ : خَشِنٌ وكُلُّ شَيْءٍ غَلِيظٍ خَشِنٍ فهو خَشِبٌ كالأَخْشَبِ والخَشِبُ : العَيْشُ غَيْرُ المُتَأَنَّق فيهِ ومن المجاز : مَالٌ خَشِيبٌ وحَطَبٌ جَزْلٌ
واخشَوْشَبَ فِي عَيْشِهِ : شَظِفَ وصَبَرَ عَلَى الجَهْدِ ومنه قالَوا : " تَمَعْدَدُوا واخْشَوْشِبُوا " . ورَدَ ذلك في حديث عُمَرَ رضي الله عنه أوْ تَكَلَّفَ في ذلكَ ليكونَ أَجْلَدَ لَهُ وقِيلَ : الاخْشِيشَابُ في الحديث : ابْتِذَالُ النَّفْسِ في العَمَلِ والاحْتِفَاءُ في المَشْيِ لِيَغْلُظَ الجَسَدُ ويُرْوَى : واخْشَوْشِنُوا من العِيشَةِ الخَشْنَاءِ ويروى بالجِيم والخَاءِ المُعْجَمَةِ والنُّونِ يقولُ : عِيشُوا عَيْشَ مَعَدٍّ يَعْنِي عَيْشَ العَرَبِ الأَول وَلاَ تَعُوِّدُوا أنْفُسَكُمُ التَّرَفُّهَ أَوْ عِيشَةَ العَجَمِ فإنه يَقْعُدُ بِكُم عنِ المَغَازِي
والأَخْشَبُ من الجِبَالِ : الجَبَلُ الخَشِنُ العَظِيمُ الغَلِيظُ جَبَلٌ خَشِبٌ : خَشِنٌ عَظِيمٌ وقيل : هو الذي لا يُرْتَقَى فيه قال الشاعر يَصِفُ البعيرَ ويُشَبِّهُهُ فَوْقَ النُّوقِ بالجَبَلِ :
" تَحْسِبُ فَوْقَ الشَّوْل مِنْهُ أَخْشَبَا والأَخْشَبُ مِنَ القُفّ : ما غَلُظَ وخَشُنَ وتَحَجَّرَ والجَمْعُ : أخَاشِبُ لأَنَّه غَلَبَ عليها الأَسماءُ ويقال : كَأَنَّهُم أَخَاشِبُ مَكَّةَ وفي حديث وَفْدِ مَذْحِجٍ " عَلَى حَرَاجِيجَ كَأَنَّهَا أَخَاشِبُ " جَمْعُ أَخْشَبٍ والحَرَاجِيجُ : جمْعُ حُرْجُوجٍ النَّاقَةُ الطَّوِيلَةُ أَو الضَّامِرَة وقد قِيلَ في مُؤَنَّثِه الخَشْبَاءُ قال كُثَيِّر عزَّةَ :
يَنُوءُ فَيَعْدُو مِنْ قَرِيبٍ إذَا عَدَا ... ويَكْمُنُ فِي خَشْبَاءَ وَعْثٍ مَقِيلُهَا فإمَّا أَنْ يَكُونَ اسْماً كالصَّلْفَاءِ وإمَّا أَنْ يَكُونَ صِفَةً على ما يَطَّرِدُ في باب أَفْعَلَ والأَوَّلُ أَجْوَدُ لِقَوْلِهِم في جَمْعِه : الأَخَاشِبُ وقِيلَ : الخَشْبَاءُ في قَوْلِ كُثَيِّر : الغَيْضَةُ والأَوَّلُ أَعْرَفُوالأَخْشَبَانِ : جَبَلاَ مَكَّةَ وفي الحديث في ذِكْرِ مَكَّةَ " لاَ تَزُولُ مَكَّةُ حَتَّى يَزُولَ أَخْشَبَاهَا " أَي جَبَلاها وفي الحديث " أَنَّ جِبْرِيلَ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ إنْ شِئتَ جَمَعْتُ عَلَيْهِم الأَخْشَبَيْنِ فَقَالَ : دَعْنِي أُنْذِرْ قَوْمِي " الأَخْشَبَانِ : الجَبَلاَنِ المُطِيفَانِ بِمَكَّةَ وهُمَا أَبُو قُبَيْسٍ وقُعَيْقِعَانُ ويُسَمَّيَانِ الجَبْجَبانِ أَيضاً ويقالُ : بَلْ هُمَا أَبُو قُبَيْسٍ والأَحْمَر وهُوَ جَبَلٌ مُشْرِفٌ وَجْهُهُ عَلَى قُعَيْقِعَانَ وقال ابنُ وَهْبٍ : الأخْشَبَانِ جَبَلاَ مِنًى اللذانِ تحتَ العَقَبَةِ وكُلُّ خَشِنٍ غَلِيظٍ مِنَ الجِبَالِ فَهُوَ أَخْشَبُ وقال السَّيِّدُ عُلَيٌّ العَلَوِيُّ : الأَخْشَبُ الشَّرْقِيُّ أَبُو قُبَيْسٍ والأَخْشَبُ الغَرْبِيُّ هو المَعْرُوفُ بجَبَلِ الخُطّ والخُطُّ من وَادِي إبراهيمَ عليه السلامُ وقال الأَصمعيّ : الأَخْشَبَانِ : أَبُو قُبَيْسٍ وهو الجَبَلُ المُشْرِفُ عَلَى الصَّفَا وهُوَ مَا بَيْنَ حَرف أجياد الصغير المُشْرِف عَلَى الصَّفَا إلى السُّوَيْدَاءِ التي تَلِي الخَنْدَمَةَ وكان يُسَمَّى في الجاهليَّةِ الأَمِينَ والأَخْشَبُ الآخَرُ : الجَبَلُ الذي يقال له : الأَحْمَرُ كانَ يُسَمَّى في الجاهليةِ الأَعْرَفَ وهو الجَبَلُ المُشْرِفُ وَجْهُ على قُعَيْقِعَانَ قال مُزَاحِمٌ العُقَيْلِيُّ :
" خَلِيلَيَّ هَلْ مِنْ حِيلةٍ تَعْلَمَانِهَاتُقَرِّبُ مِنْ لَيْلَى إلَيَّ احْتِيَالُهَا
" فَإنَّ بِأَعْلَى الأَخْشَبَيْنِ أَرَاكَةًعَدَتْنِيَ عَنْهَا الحَرْبُ دَانٍ ظِلاَلُهَا قال في المعجم : والذي يَظْهَرُ من هذا الشِّعْرِ أَنَّ الأَخْشَبَيْن فيه غير التي بمَكَّةَ أَنَّه يَدًُلُّ عَلَى أَنَّهَا من مَنَازِلِ العَرَبِ التي يَحُلُّونَ بِهَا بأَهَالِيهِم وليس الأَخشبان كذلك ويَدلُّ أيضاً على أَنه مَوْضِعٌ وَاحِدٌ لأَنَّ الأَرَاكَةَ لا تَكُونُ في مَوْضِعَيْن
والخَشْبَاءُ : الأَرْضُ الشَّدِيدَةُ يُقَالُ : وَقَعْنَا في خَشْبَاءَ شَدِيدَةٍ وهِيَ أَرْضٌ فيها حِجَارَةٌ وحَصًى وطينٌ كما يقالُ : وقَعْنا في غَضْرَاءَ وهي الطِّينُ الخَالِصُ الذي يقال له الحُرُّ لخُلُوصِه من الرَّمْلِ وغيرِه قاله ابنُ الأَنْبَاريّ ويقالُ : أَكَمَةٌ خَشْبَاءُ وهي التي كأَنَّ حِجَارَتَها مَنْثُورَةٌ مُتَدَانيَةٌ قال رُؤبة :
" بِكُلِّ خَشْبَاءَ وكُلِّ سَفْحِ والجَبْهَةُ الخَشْبَاءُ : الكَرِيهَةُ وهي الخَشِبَةُ أَيْضاً والجَبْهَةُ الخَشْبَاءُ والكَرِيهَةُ واليَابِسَةُ يقال : جَبْهَةٌ خَشْبَاءُ ورَجُلٌ أَخْشَبُ الجَبْهَةِ قال :
" أَما تَرَانِي كالوَبِيلِ الأَعْصَلِ
" أَخْشَبَ مَهْزُولاً وإنْ لَمْ أُهْزَلِوالخَشَبِيَّةُ مُحَرَّكَةً : قَوْمٌ مِنَ الجَهْمِيَّةِ قاله الليثُ يقولونَ : إنَّ اللهَ تَعَالَى لاَ يَتَكَلَّمُ وإنَّ القُرْآنَ مَخْلُوقٌ وقال ابنُ الأَثير : هم أَصْحَابُ المُخْتَارِ بنِ أَبِي عُبَيْدٍ ويقال : هم ضَرْبٌ من الشِّيعَةِ قيل : لأَنهم حَفِظُوا خشَبَةَ زَيْدِ بنِ عليٍّ حِينَ صُلِب والأَوّل أَوْجَهُ لِمَا وَرَد في حديث ابنِ عُمَرَ " كَانَ يُصَلِّي خَلْفَ الخَشَبِيَّةِ " وصَلْبُ زَيْدٍ كانَ بعدَ ابنِ عُمَرَ بكثيرٍ والذي قرأْتُ في كتاب الأَنْساب للبلاذُرِيّ ما نَصّهُ : قال المُخْتَارُ لآلِ جَعْدَةَ بنِ هُبَيْرَةَ - وأُمُّ جَعْدَةَ أَمُّ هَانِيءٍ بِنتُ أَبِي طالبٍ - : ائْتُونِي بِكُرْسِيِّ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِب فقالوا : لاَ وَاللهِ مالَهُ عِنْدَنَا كُرْسِيٌّ قال : لاَ تَكُونُوا حَمْقَى ائتونِي بِهِ فَظنَّ القَوْمُ عندَ ذلكَ أنهم لا يَأْتُونَه بكُرسيٍّ فيقولون هَذَا كُرْسِيُّ عَلِيٍّ إلاَّ قَبِلَه منهم فجاءُوه بكُرْسِيٍّ فقالوا : هَذَا هُو فخَرَجَتْ شِبَامُ وشاكِرُ ورُؤوسُ أَصْحَابِ المُخْتَارِ وقد عَصَّبُوهُ بخِرَقِ الحَرِيرِ والدِّيبَاجِ فكان أَوَّلَ مَن سَدَنَ الكُرْسِيَّ حينَ جِيءَ به مُوسَى بنُ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيّ وأُمُّه ابْنَةُ الفَضْلِ بنِ العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ ثم إنَّه دُفِعَ إلى حَوْشَبٍ اليُرْسَمِيّ من هَمْدَان فكان خازِنَه وصاحِبَه حتى هَلَكَ المُخْتَارُ وكان أَصحابُ المختارِ يَعْكُفُونَ عليه ويقولون : هو بمنزِلَة تابوتِ موسى فيه السَّكِينَةُ ويَسْتَسْقُونَ به ويَسْتَنْصِرُونَ ويُقَدِّمُونَه أَمَامَهُم إذا أَرادوا أَمْراً فقال الشاعر :
أَبْلِغْ شِبَاماً وأَبَا هَانِيءٍ ... أَنِّي بِكُرْسِيِّهِمْ كافِر وقال أَعشى هَمْدَانَ :
شَهِدْتُ عليكم أَنَّكُمْ خَشَبِيَّةٌ ... وأَنِّي بكمْ يا شُرْطَةَ الكُفْرِ عَارِفُ
وأُقْسِمُ ما كُرْسِيُّكُمْ بسَكِينَةٍ ... وإنْ ظَلَّ قَدْ لُفَّتْ عليه اللَّفَائِفُ
وأَنْ ليْسَ كالتَّابُوتِ فِينَا وإنْ سَعَتْ ... شِبَامٌ حوَالَيْهِ ونَهْدٌ وخَارِفُ
وإنْ شَاكِرٌ طَافَتْ به وتَمَسَّحَتْ ... بأَعْوَادِه أَوْ أَدْبَرَتْ لا يُسَاعِفُ
وإنِّي امْرُؤٌ أَحْبَبْتُ آلَ مُحَمَّدٍ ... وآثَرْتُ وَحْياً ضُمِّنَتْهُ الصَّحَائفُ انتهى وقال منصور بن المُعْتَمِر : إنْ كان مَنْ يُحِبُّ عَلِيًّا يُقَالُ له : خَشَبِيٌّ فاشْهَدُوا أَنِّي سَأُحِبُّهُ وقال الذَّهَبِيُّ : قَاتَلُوا مَرَّةً بالخَشَبِ فعُرِفُوا بذلك
والخُشْبَانُ بالضم : الجِبَالُ التي لَيستْ بضِخَامٍ ولا صِغَارٍ
وخُشْبَانُ رَجُلٌ وخُشْبَانُ لَقَبٌ وخُشْبَانُ : ع
وَتَخَشَّبَتِ الإِبِلُ : أَكَلَتِ الخَشَبَ قال الراجزُ وَوَصَفَ إبِلاً :
" حَرَّقَهَا مِنَ النَّجِيلِ أَشْهَبُهْ
" أَفْنَانُهُ وجَعَلَتْ تَخَشَّبُهْ ويقال : الإِبِلُ تَتَخَشَّبُ عِيدَانَ الشَّجَرِ إذا تَنَاوَلَتْ أَغْصَانَه أَو تَخَشَّبَتْ إذا أَكَلَتِ اليَبِيسَ من المَرْعَى
والأَخَاشِبُ : جِبَالٌ اجْتَمَعْنَ بالصَّمَّانِ في مَحَلَّةِ بَنِي تَمِيم ليس قُرْبَها أَكَمَةٌ ولا جَبلٌ والأخَاشِبُ : جِبَالُ مَكَّةَ وجِبَالُ مِنًى وجِبَالٌ سُودٌ قَرِيبةٌ مِنْ أَجَإٍ بَيْنَهَا رَمْلَةٌ ليست بالطَّوِيلَةِ عن نَصْرٍ كذا في المعجم
وأَرْضٌ خَشَابٌ كسَحابٍ : شَديدَةٌ يابِسَةٌ كالخَشْبَاءِ تَسِيلُ من أَدْنَى مَطَرٍ
وذُو خَشَبٍ مُحَرَّكَةً : ع باليمَنِ وهو أَحَدُ مَخَالِيفِهَا قال الطِّرمَّاحُ :
" أَوْ كالفَتى حَاتِمٍ إذْ قَالَ مَا مَلَكَتْكَفَّايَ لِلنَّاسِ نُهْبَى يَوْمَ ذِي خَشَبِ ومَالٌ خَشِبٌ كَكَتِفٍ كما ضَبَطَه الصاغانيّ أَي هَزْلَى لِرَعْيِهَا اليَبِيسَ
والخَشَبِيُّ : ع وَرَاءَ وفي نسخة قُرْبَ الفُسْطَاطِ على ثَلاَث مَراحِلَ منهاوخَشَبَةُ بنُ الخَفِيفِ الكَلْبِيُّ تَابِعِيٌّ فارِسٌ . وخُشُبٌ كجُنُبٍ : وَادٍ باليَمَامة ووادٍ بالمَدِينَةِ على مَسِيرَةِ ليلةٍ منها له ذِكْرٌ في الأَحاديثِ والمَغَازِي ويقال له : ذُو خُشُبٍ فيه عُيُونٌ
وخَشَبَاتُ مُحَرَّكَةً : ع وَرَاءَ عَبَّادَانَ على بَحْرِ فارس يُطْلَقُ فيها الحَمَامُ غُدْوَةً فتَأْتِي بَغْدَادَ العَصْرَ وبَيءنَهَا وبينَ بغدادَ أكْثَرُ من مائةِ فرسخٍ نقله الصاغانيّ
والمُخَيْشِبَةُ مصَغَّراً : باليَمَنِ
والمُخَيْشِيب كمُنيْصِيرٍ أَيضاً : ع بها بالقُرْبِ من زَبِيدَ حَرَسها الله تعالى
والخِشَابُ ككِتَابٍ : بُطُونٌ من بنِي تَمِيمٍ قال جرير :
أَثَعْلَبَةَ الفَوَارِسِ أَمْ رِيَاحاً ... عَدَلْتَ بِهِمْ طُهَيَّةَ والخِشَابَا وهم بَنُو رِزَامِ بنِ مالِكِ بنِ حَنْظَلَةَ والمَخْشُوبُ : المخْلُوطُ في نَسبِه قاله أَبو عبيد قال الأَعشى :
تِلْكَ خَيْلِي مِنْهُ وتِلْكَ رِكَابِي ... هُنَّ صُغْرٌ أَوْلاَدُهَا كالزَّبِيب
قَافِلٍ جُرْشُع تَرَاهُ كتَيْسِ الرَّ ... بْلِ لاَ مُقْرِفٍ وَلاَ مَخْشُوبِ قال ابنُ خَالَوَيْهِ : المَخْشُوب : الذي لم يُرَضْ ولم يُحسَّنْ تعليمُه مُشَبَّهٌ بالجَفْنَةِ المَخْشُوبَةِ وهي التي لم تُحْكَمْ صَنْعتُها قال : ولم يَصِفِ الفَرَسَ أَحَدٌ بالمَخْشوبِ إلاَّ الأَعشى ومَعْنَى قَافِل : ضَامِرٌ وجُرْشُع : مُنْتَفِخ الجَنْبَيْنِ والمُقْرِفُ : الذي دَانَى الهُجْنَةَ من قِبلَ أَبِيه
وخشبت الشيءَ بالشْيءِ إذا خَلَطْته به
وطَعامٌ مخشوبٌ إن كان لحْماً فَنِيءٌ لم يَنْضَج وإلاّ أَي إن لم يكنْ لَحماً بل كان حَبًّا فَقَفَارٌ بتقديم القاف على الفاء أَي فهو مُفَلَّقٌ قَفَارٌ وفي الأَمثال : " مَخشوبٌ لم يُنَقَّحْ " أَي لم يُهَذَّب بعدُ قاله الميْدانيُّ والزمخشريّ واستدركه شيخنا
وخُشَّابٌ كُرُمّان : قَرْية بالرّيّ منها مِحَاجُ بن حَمزة
نَخْشَب كجَعْفَرٍ بالشّين المُعْجمَة : أَهمله الجَوْهَرِيُّ وصاحب اللّسان وقالَ الصَّاغانيّ : هو د أَي : مَدِينَةٌ معروفة ببلاد ماوراءَ النَّهْرِ بينَ جَيْحُونَ وسَمَرْقَنْدَ . وليست على طريق بُخَارَى وهي نَسَفُ نَفْسُها بينَها وبينَ سَمَرْقَنْدَ ثلاثُ مراحِلَ لها تاريخٌ كبير جامع في مُجَلَّدَيْن لأَبِي العَبّاس المُسْتَغْفِرِيّ . ونُونُهَا أَصليَّةٌ لأَنّها من أَسماءِ العجم . والنِّسْبَةُ إِلَيْهَا نَخْشَبِيٌّ على الأَصل . من اعتبرَ تَعريبَها فقال : نَسَفِيٌّ على التَّغْيِيرِ فهو نسبةٌ إِلى المعرَّب لا إِلى أَصلِ نَخْشَب كما يُوهِمه كلامُ المُصَنِّف قال شيخُنا . وقد نُسِب إِليها جماعةٌ من المُحَدَّثين والصُّوفيّة والفُقَهاءِ : منهم : أبو تُرَابٍ عَسْكَرُ بْنُ محمدِ بْنِ أَحمد من كبار مَشَايِخِ الصُّوفيّة المُتَوَفَّى بالبادِيَةِ سنة خمسِ وأَربعين ومِائَتَيْن . والحافظ أَبو محمَّد عبدُ العزيز ابْن محمّد بن محمّد النَّسَفِيّ النَّخْشَبِيّ العاصِمِيّ أَحد الأَئمّة مات سنة 456 . وأَبو العّباس جعفرُ بْن محمد المُسْتَغْفِريّ النَّخْشَبِيّ مات سنة 456 كذا في المعجم