الخُفّاشُ كرُمّانٍ : الوَطْواطُ الَّذِي يَطِيرُ باللَّيْلِ سُمِّيَ بهِ لِصِغَرِ عَيْنَيْه خشلْقَةً وضَعْفِ بَصَرِهِ بالنّهَار ومن الخَواصّ أَنّ دِمَاغَه إِنْ مُسِحَ بالأَخْمَصَيْنِ هَيَّجَ الباهَ أَي شَبَقَ النُّكَاحِ وإنْ أُحْرِقَ واكْتَحِلَ بهِ قَلَعَ البَيَاضَ من العَيْنِ وأَحَدَّ البَصَرَ ودَمُه إِنْ طُلِيَ بهِ عَلَى عَاناتِ المُرَاهِقِينَ مَنَعَ نَبَاتَ الشَّعر وفي المِنْهَاجِ : فِيمَا قِيلَ ولَيْسَ بِصَحِيحٍ ومَرَارَتُه إِنْ مُسِحَ بِهَا فَرْجُ المُنْهَكَّةِ وهي الَّتِي عَسُر وِلادُهَا وَلَدَتْ في سَاعَتِهَا ج : خَفَافِيشُ . والخَفَشُ مُحَرَّكَةً : صِغَرُ العَيْنِ وفي بَعْض نُسَخ الصّحاح : صِغَرٌ في العَيْنِ وضَعْفٌ في البَصَرِ خِلْقَةً وقِيلَ : ضِيقُ العَيْنِ خِلْقَةً . أَو الخَفَشُ : فَسَادٌ في الجُفُونِ . واحْمِرارٌ تَضِيقُ له العُيُونُ بلا وَجَعٍ ولا قُرْحٍ قالَه الخَلِيل . أَو الخَفَشُ يَكُونُ عِلَّةً وهُو أَنْ يُبْصِرَ باللَّيْل دُونَ النَّهَارِ وفي يَوْمِ غَيْمٍ دُونَ صَحْوٍ قاله الجَوْهَرِيّ . وقال النَّضْرُ : الخَفَشُ : أَنْ يَصْغُرَ مُقَدَّمُ سَنَامِ البَعِيرِ ويَنْضَمَّ فلا يَطُول وهو أَخْفَشُ وهي خَفْشَاءُ وقد خَفِشَ خَفَشاً . وخَفَشَ بهِ وخُشِفَ كعُنِى أَيْ رَمَى فِيهِ وبِهِ كَذَا في النّوادِرِ . وخَفِشَ الرجُلُ في أَمْرِه كفَرِحَ : ضَعُفَ . وخَفَّشَهُ تَخْفِيشاً : هَدَمَه عن ابنِ عَبّادٍ والَّذِي في التَّكْمِلَة : وخَفَشْتُ البِنَاءَ خَفْشاً : هَدَمْتُه . وخَفَّشَ فُلاناً : صَرَعَهُ ووَطِئَهُ عن ابنِ عبّادٍ ونَقَلَه الصّاغَانِيّ أيْضاً بالتَّخْفِيف . وخَفَّشَ البَدَنُ تَخْفِيشاً ضَعُفَ وقيل : التَّخْفِيشُ : الضَّعْفُ في الأَمْرِ وبِه فُسِّر قولُ رُؤْبَةَ : وكُنْتُ لا أُوبَنُ بالتَّخْفِيشِ . وخَفَّشَ بالأَرْضِ تَخْفِيشاً : لَبَدَ عن أَبِي عَمْروٍ . والخَفُوشُ كصَبُورٍ عِنْدَ أَهْلِ اليَمَنِ : نَوْعٌ من خُبْزِ الذُّرَةِ مُحَمَّضٌّ تَخْمِيراً نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ . والأَخافِشُ في النُّحاةِ ثَلاثَةٌ : شَيْخُ سِيبَوَيِهِ وتِلْمِيذُه وأَبُو الحَسَنِ وكأَنّه أَرادَ المَشَاهِيرَ ؛ فالأَخَافِشَةُ اثْنَا عَشَر كما في طَبَقَاتِ النُّحَاةِ نقلَه شَيْخُنَا . قُلْتُ : وأَمَّا الأَخْفَشُ الأَكْبَر فهُوَ أَبو الخَطَّابِ عبدُ الحَمِيدِ بنُ عَبْدِ المَجِيدِ من أَهْلِ هَجَرَ وَمَوَالِيهم أَخَذَ عنه أَبو عُبَيْدَةَ وسِيبَوَيْه . وغيرُهما . والأَوْسَطُ هُوَ : أَبُو الحَسَنِ سَعِيدُ بنُ مَسْعَدَةَ المُجَاشِعِيُّ بالوَلاَءِ النَّحْوِيّ البَلْخِيّ أَحَدُ نُحَاةِ البَصْرَةِ وهو صاحِبُ سِيبَوَيْه وكانَ أَكْبَرَ منه وهو الَّذِي زادَ في العَرُوضِ بَحْرَ الخَبَبِ . والأَصْغَرُ هُوَ عَلِيُّ بنُ سُلَيْمَانَ بن الفَضْلِ النَّحءوِيّ رَوَى عن المُبَرِّدِ وثَعْلَب وغَيْرهما تُوُفِّيَ سنة 353 ببَغْدَادَ . وأَبُو عبدِ اللهِ هارُونُ ابنُ مُوسَى . وشُرَيك الدِّمَشْقِيّ المَعْرُوفُ بالأَخْفَشِ : ثِقَةٌ نَحْوِيٌّ مُقْرِئُّ إِمامٌ في قِرَاءَةِ ابنِ ذَكْوان تُوُفِّيَ بِدِمَشْق سنة 292 عن 93 . والأَخْفَشُ : الَّذِي يُغَمِّضُ إذا نَظَرَ وقال أَبو زَيْد : رجلٌ خَفٌِش إذا كانَ في عَيْنَيِهِ غَمَصٌ أَي قَذىً . ومن الأَمْثَال كأَنَّهُم مِعْزَى مَطِيرَةٌ في خَفْش يُضْرَب لِمَنْ وَقَعَ في عَمىً وحَيْرَةٍ أَو ظُلْمَة لَيلٍ وأَصله قول السّيدةِ عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها وضَرَبَت المِعْزَى مَثَلاً ؛ لأَنّها من أَضْعَفِ الغَنَم في المَطَرِ والبَرْدِ . والحُسَيْنُ بنُ الحَسَنِ الأَخْفَشُ من أَوْلادِ الأَئِمَّة بكَوْكَبانَ أُعْجُوبَةُ الزَّمَنِ تُوُفّيَ سنة 1103