خَلأَتِ الناقَةُ كمَنَعَ خَلأً بفتح فسكون وضبط في شرح المُعَلَّقات بكسر فسكون وخِلاَءً ككِتاب كذا هو مضبوط عندنا وبه صرَّح الجوهريّ وابن القوطِيَّة وابنُ القطَّاع وعياض وابن الأَثير والزمخشري والهَروي وفي بعض النُّسخ بالفتح كسَحَابٍ وبه جزم كثيرون وفي شرح المُعَلَّقات قال زُهير يصف ناقَتَه :
بِآرِزَةِ الفَقَارَةِ لمْ يَخُنْها ... قِطافٌ في الرِّكَابِ ولاَ خِلاَءُ
وكان يعقوب وابنُ قادم وغيرهما لا يعرفون إِلاَّ فتح الخاء وكان أَحمد ابنُ عُبَيد يَرْويه بالكسر ويحكي ذلك عن أَبِي عمرو وخُلوءاً كقُعُودٍ فهي خالِئٌ بغير هاءٍ قاله اللِّحيانيُّ وخَلوءٌ كصَبور : بَرَكَتْ وحَرَنَتْ من غير عِلَّةٍ كما يقال في الجَمَل : أَلَحَّ وفي الفرس : حَرَن وفي الصحاح والعباب حَرَنَتْ وبَرَكَتْ وروى المِسْوَر بن مَخْرَمَةَ ومروان بن الحَكم رضي الله عنهما أَنَّ عام الحُدَيْبِيَةِ قال النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم " إنَّ خالدَ ابنَ الوَليد بالغَمِيم في خَيْل لقُرَيْشٍ طَليعَةً فخُذُوا ذاتَ اليمين " فوالله ما شَعَرَ بهم خالدٌ حتَّى إذا هم بقَتَرَةِ الجَيْشِ وبَرَكَت القَصْواءُ عند الثَّنِيَّةِ فقال النَّاس حَلْ حَلْ فقالوا خَلأَتِ القَصْواءُ فقال : ما خَلأَتِ القَصْواءُ وما ذلك لها بخُلقٍ ولكن حَبَسَها حابِسُ الفِيلِ . وقال اللحيانيّ : خَلأَت الناقَةُ إذا بَرَكَت فلم تَبْرَح مكانَها وكذلك الجَمَلُ أَو خاصٌّ بالإناث من الإبل فلا يقال في الجمل خَلأَ صرَّح به الجوهريّ والزمخشريُّ والأَزهريّ والصاغاني وقال أَبو منصور : الخِلاءُ لا يكون إِلاَّ للنَّاقة وأَكثر ما يكون الخِلاَءُ إذا ضَبِعَتْ تَبْرُكْ فلا تَثور وقال ابنُ شُمَيْل : يقال للجَمل خَلأَ يَخْلأُ إذا بَرَك فلم يَقُم قال : ولا يقال خَلأَ إِلاَّ للجَمَل قال أَبو منصور : لم يعرف ابنُ شميل الخِلاَءَ للناقة فجعله للجمل خاصَّةً وهو عند العرب للناقة ومن المجاز خَلأَ الرجُلُ خُلُوءاً كقُعُود إذا لم يَبْرَح مكانَه . والتِّخْلِئُ كتِرْمذ ويُفتح وفي بعض الأُصول ويُمَدُّ : الدُّنيا وأَنشد أَبو حمزة :
" لو كانَ في التِّخْلِئِ زَيْدٌ ما نَفَعْ
" لأَنَّ زَيْداً عاجِزُ الرَّأْيِ لُكَعْ
" إذا رأَى الضَّيْفَ تَوَارى وانْقَمَعْ أَي لو كانت له الدُّنيا أَو المراد بالتِّخْلِئ الطَّعامُ والشَّرابُ . ويقال خالأَ القومُ : تركوا شيئاً وأَخذوا في غيرِه حكاه ثعلب وأَنشد :
" فلَمَّا فَنَا ما في الكَنَائِنِ خَالَئُواإِلى القَرْعِ من جِلْدِ الهِجَانِ المُجَوَّبِ يقول : فَزِعوا إلى السُّيوف والدَّرَق وفي حديث أُم زرعٍ " كُنْتُ لكِ كأَبي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ في الأُلْفَةِ والرِّفاءِ لا في الفُرْقَةِ والخِلاَءِ " وهو بالكسر والمدِّ : المباعَدَة والمُجانبة وقال ابنُ الأَنباري : روى أَبو جعفر أنَّ الخَلاءَ بالفتح : المُتارَكة ويقال قد خالَى فُلانٌ فُلاناً يُخاليه إذا تارَكَه واحتجَّ بقول الشاعر وهو النابغة :
قالتْ بَنو عامِرٍ خَالُوا بَني أَسَدٍ ... يا بُؤْسَ للجَهْلِ ضَرَّاراً بأَقْوامِ فمعناه : تارِكوا بني أَسدٍ وأَخبرنا أَبو العبَّاس عن ابن الأَعرابي قال : المُخالِي : المُحارب وأَنشد البيت قلت : وسيأْتي في المعتلِّ . وممَّا يستدرك عليه : أَخْلاء بفتح فسكون ممدوداً : صُقْعٌ بالبصرة من أَصقاعِ فُراتِها عامِرٌ آهِلٌ كذا في المعجم