خَمَلَ ذِكْرُه وصوتُه خُمُولاً : خَفي قال المُتَنخِّلُ :
هل تَعْرِفُ المَنْزِلَ بالأَهْيَلِ ... كالوَشْمِ في المِعْصَمِ لم يُخْمَلِ
أراد : لم يَدْرُس فيَخْفى هو مِن حَدِّ نَصَر هكذا صرَّح به الأزهريّ وابنُ سيده والجوهريُّ والصاغاني وابنُ القَطَّاع وابنُ القُوطِيَّة . ونقلَ جماعةٌ مِن أئمّة اللّغةِ الأندلُسِيِّين من أرباب الأفعال وغيرِهم : خَمُلَ خَمالَةً ككَرُمَ كَرامَةً كما قالوا في ضِدِّه : نَباهَةً وقد جاء في وَصفِه صلى الله عليه وسلم : " هُدِيَ به بعدَ الضَّلالة وعُلِّمَ به بعدَ الجَهالة ورُفِعَ به بعدَ الخَمالَة " . ونقله عِياضٌ وهو من أئمّةِ اللِّسان وسَلَّمَه وأَقرَّه وزَعم بعضُ شُزرَّاح الشِّفاء أنه للمُشاكَلَة كما في نَسِيم الرِّياض وغيرِه نقله شيخُنا . قلت : والصَّوابُ أنه علَى المُشاكلَة لإطْباقِهم على أنه مِن حَدِّ نَصَر لا غَيرُ . وأَخْمَلَه اللَّهُ تعالَى ضِدُّ نَوَّهَهُ فهو خامِلٌ : أي ساقِطٌ لا نَباهَةَ له . وفي التهذيب : لا يُعرَفُ ولا يُذْكَر . ويقال أيضاً : هو خامِنٌ بالنُّون على البَدَلِ كما سيأتي . ج : خَمَلٌ مُحرَّكةً . وفي الحديث : " اذْكُروا اللَّهَ ذِكْراً خامِلاً " أي اخْفِضُوا الصَّوتَ بذِكْرِه توقيراً لجَلالِه . والقولُ الخامِلُ : هو الخَفِيضُ نقلَه الأزهري . والخَمِيلَةُ كسَفِينةٍ : المُنْهَبَطُ الغامِضُ مِن الأرضِ وفي المحكَم : من الرَّمْل . وفي التهذيب : مَفْرَجٌ بينَ هَبطَةٍ وصَلاَبَةٍ . وهي مَكْرَمَةٌ للنَّبات . وقيل : هي الأرضُ السَّهْلَةُ التي تُنْبِتُ شُبِّه نَبتُها بخَمَلِ القَطِيفة . وقيل : هي مَنْقَعُ ماءٍ ومَنْبِتُ شَجَرٍ ولا تكون إلّا في وَطِيءٍ مِن الأرض . أو رَمْلَةٌ تُنْبِتُ الشَّجَر قاله الأصمَعِيّ وأنشد لطَرَفة :
خَذُولٌ تُراعِى رَبْرَباً بخَمِيلَةٍ ... تَناوَلُ أَطْرافَ البَرِيرِ وتَرتَدِي وقيل : هي مُستَرَقّ الرَّملَةِ حيث يَذهَبُ مُعظَمُها ويَبقَى شيء مِن لَيِّنِها . والجَمعُ : الخَمائِلُ قال لَبِيدٌ :
باتَتْ وأَسْبَلَ واكِفٌ مِن دِيمَةٍ ... يُروِي الخَمائِلَ دائماً تَسْجامُها الخَمِيلَةُ : القَطِيفَة ذاتُ الخَمْلِ والجَمعُ : الخَمِيلُ قال أبو خِراش :
وظَلَّتْ تُراعِي الشَّمْسَ حتَّى كأنها ... فُوَيْقَ البَضِيعِ في الشُّعاعِ خَمِيلُ شَبَّه الأَتانَ في شُعاعِ الشَّمْسِ بها . ويُروَى : جميل بالجيم شَبَّه الشَّمسَ بالإِهالَةِ في بَياضِها . كالخَمْلَة بالفتح والخِمْلَةِ بالكسرِ . الخَميلَةُ : الشَّجَرُ الكثيرُ المُلْتَفُّ الذي لا تَرَى فيه الشيء إذا وَقَع في وسَطِه . وفي العُباب : الشَّجَرُ المُلتَفُّ الكثيفُ . قيل : هو المَوْضِعُ الكثيرُ الشَّجَرِ حيثُ كان قال الأزهريّ : ولا يكون إلّا في وَطِيءٍ مِن الأرض . الخَمِيلَةُ : رِيش النَّعامِ والجَمعُ : خَمِيلٌ . كالخَمْلِ والخَمالَةِ بفتحهما كما في المحكم والتهذيب . وخَمَلَ البُسرَ : وَضَعه في الحرِّ أو نَحْوِه لِيَلِينَ كذا في النسَخ وهو غَلطٌ والصّواب : في الجَرِّ ونَحوِه لِيَلِين كما هو نَصُّ العُباب وهو قولُ ابنِ دُرَيد . ونَصُّ المُحكَم : في الجِرارِ ونَحوِها . والخَمْلُ بالفتح : هُدْبُ القَطِيفةِ ونَحوِها ممَّا يُنْسَجُ ويَفْضُلُ له فُضُولٌ . قد أَخْمَلَها : جَعلَها ذاتَ خَملٍ أي هُدْب . الخَمْلُ أيضاً : الطِّنْفِسَةُ قال عَمرو بن شَأْس :
ومِن ظُعُنٍ كالدَّوْمِ أَشْرفَ فَوْقَها ... ظِباءُ السُّلَيِّ واكناتٍ على الخَمْلِأي جالساتٍ على الطَّنافِس . الخَمْلُ أيضاً : سَمَكٌ وقال اللَّيثُ : ضَربٌ مِن السَّمَك مِثْلُ اللُّخْمِ . أو الصَّوابُ بالجيم مُحَرَّكةً . قال الأزهري : لا أعرِفُه بالخاء في باب السَّمَك وأعرِفُ الجَمَلَ فإن صَحَّ الخَمَلُ لِثِقَةٍ وإلّا فلا يُعْبأُ به . الخُمْلُ بالكسرِ والضمّ وكغُرابٍ وغُرابِيٍّ : الحَبِيبُ المُصافي كما في العُباب وكأنه مَقْلُوب الخِلْمُ الذي هو الصَّديقُ الخالِصُ . والخَملَةُ : الثَّوْبُ المُخْمَلُ مِن صُوفٍ كالكِساءِ ونحوِه له خَمْلٌ قاله اللَّيث . وقال الأزهري : الخَمْلَةُ : العَباءَةُ القَطَوانِيَّةُ وهي البِيضُ القَصِيرةُ الخَمْلِ . ويُكْسَرُ وقد تقدَّم قريباً فهو تَكرارٌ . الخِمْلَةُ بالكسرِ : بِطانَةُ الرَّجُلِ وسَرِيرَتُه يقال : سأَلْ عن خِمْلاتِه : أي عن أَسْرارِه ومَخازِيه قال الفَرَّاءُ : يقال : هو لَئِيمُ الخِمْلَةِ وكَرِيمُها هكذا رَواه سَلَمَةُ عنه . أو خاصٌّ باللُّؤْم يقال : هو خَبِيثُ الخِمْلَةِ ولَئيمُها قاله أبو زيد قال : ولم يُسْمَع : حَسَنُ الخِمْلةِ . الخُمالُ كغُرابٍ : داءٌ في مَفاصِلِ الإنسانِ وهو شِبهُ العَرَج قال الكُمَيت :
ونِسيانهم ما أُشْرِبُوا مِن عَداوَةٍ ... إذا نَسِيَتْ عُرْجُ الضِّباعِ خُمالَها يأخُذُ في قَوائِم الحَيوانِ : الخَيلِ والشّاءِ والإبِلِ تَظْلَعُ منه قال الأعشَى يَصِفُ نَجِيبَةً :
لم تُعَطَّفْ على حُوارٍ ولم يَقْ ... طعْ عُبَيدٌ عُروقَها مِن خُمالِ قال أبو عبيد : هو ظَلْعٌ يكونُ في قَوائمِ الإبِل فيُداوَى بقَطْعِ العِرق . وفي التهذيب : داءٌ يأخُذُ الفَرَسَ فلا يَبرَحُ حتَّى يُقْطَعَ منه عِرقٌ أو يَهلِكَ . وأيضاً : داءٌ يأخُذُ في قائمةِ الشَّاءِ ثم يَتحوَّلُ في القَوائِم يَدُورُ بَينَهُنَّ . وقد خُمِلَ كعُنِىَ فهو مَخْمُولٌ . وبَنُو خُمَالَةَ كثُمامَة : بَطْنٌ قال ابنُ دُرَيد : أحْسَبُهم مِن عَبد القَيس . الخَمِيلُ كأَمِيرٍ : ما لانَ مِن الطَّعامِ يعني الثَّرِيدَ نقله ابنُ سِيدَه وهو مَجازٌ . أيضاً السَّحابُ الكَثِيفُ عن ابنُ دُرَيد وهو مَجازٌ أيضاً . أيضاً : الثِّيابُ المُخْمَلَةُ وبه فُسِّر قولُ الأعشى :
وإنّ لنَا دُرْنَى فكُلَّ عَشِيَّةٍ ... يُحَطُّ إلينا خَمْرُها وخَمِيلُها وسَمَّوْا خُمْلاً بالضمّ خَمِيلاً كأَمِيرٍ وَسفِينةٍ وجُهَينَةَ مِنها خَمِيلَةُ بنتُ عَوْف الأنصاريّة لها صُحْبةٌ وهي بالفَتح . وخُمَيلَةُ بنت أبي صَعْصَعَةَ زوجُ عُبادَةَ بنِ الصامِت صَحابِيَّةٌ أيضاً وهي بالضمّ . خُمَيلٌ كزُبَيرٍ شَيخٌ لحَبِيبِ بن أبي ثابِت الزَّيّاتِ . قلت : وهو تابِعِيٌ ثِقَةٌ يروِي عن نافِعِ بن عبدِ الوارِث قاله ابنُ حِبَّان . وفاتَهُ حَمَّادُ بنُ خُمَيلٍ رَوى عبدُ اللّه ابن شَبِيبٍ عن أبيه عنه حكاياتٍ . وأما خَمِيلُ بن أبي عُمَير قال الأمير : ضَبَطَهُ الحَضْرَمِيّ بفَتْح أوّلِه . واخْتَمَل : رَعَى الخَمائِلَ أي الرياضَ بَينَهُم . والتركيبُ يَدُلًّ على انخِفاضٍ واسْتِرسالٍ وسُقُوطٍ
ومما يُسْتَدرَك عليه : الخَمَلُ بالتَّحريك : الذي يَنْضَجُ في البَيت بعدَ ما يُقْطَعُ . قال : والتَّخْمِيلُ : أن يُقْطَعَ الثَّمرُ الذي قَرُبَ نضْجُه فيُجْعَلَ على الحَبلِ . وثَوبٌ مُخْمَلٌ كمُكْرَمٍ : له خَمْلٌ قال ذو الرمَة :
هَجَنَّعٌ راحَ في سَوْداءَ مُخْمَلَةٍ ... مِن القَطائِفِ أَعْلَى ثَوْبهِ الهُدَبُ والخَمَلَةُ محرَّكةً : السَّفِلَةُ مِن الناسِ الواحِدُ : خامِلٌ . وخُمْلُ بنُ شِقٍّ بالضمّ : بَطْنٌ مِن كِنانَةَ مِن وَلَدِه الزَّرْقاءُ والِدةُ مَروانَ بن الحَكَم الأمَوِيّ . والخِمالُ ككِتابٍ : مَوضِعٌ بِحِمَى ضَرِيَّةَ مِن دِيارِ نُفاثَةَ قاله نَصْرٌ