الْخَنِيفُ كَأَمِيرٍ : أَرْدَأُ الْكَتَّانِ والجَمْعُ : خُنُفٌ بضَمَّتَيْن ومنه الحديثُ : " أَنَّ رجلاً أَتَى النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم فقال : يا رَسُولَ اللهِ تَخَرَّقَتْ عَنَّا الخُنُفُ وأَحْرَق بُطُونَنَا التَّمْرُ " . أَو الخَنِيفُ : ثَوْبٌ أَبْيَضُ غَلِيظٌ مِن كَتَّانٍ ولا يكونُ إِلاَّ مِن كَتَّانٍ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيُّ لأَبي زُبَيْدٍ الطَّائِيِّ :
وأَبَارِيقُ شِبْهُ أَعْنَاقِ طَيْرِ ال ... ماءِ قد جِيبَ فَوْقَهُنَّ خَنِيفُ
شَبَّهَ الفِدَامَ بالجَيْبِ . قال أَبو عمرٍو : الخَنِيفُ : الطَّرِيقُ ج الكُلِّ : خُنُفٌ كَكُتُبٍ قال ابنُ مُقْبِلٍ :
ولاَ حِبٍ كَمَقَدِّ المَعْنِ وَعَّسَهُ ... أَيْدِي المَرَاسِيلِ في دَوْدَاتِهِ خُنُفَا دَوْدَاتُه : آثارُه وجَعَلَها مِثْلَ آثَارِ مَلاَعِبِ الصُّبْيانِ . الخَنِيفُ : الْمَرَحُ والنَّشَاطُ عن ابنِ عَبَّادٍ . الخَنِيفُ : مَا تَحْتَ إِبْطِ النَّاقَةِ لُغَةٌ في الْخَلِيفِ والذي في المُحِيطِ : خَنِيفَا النَّاقةِ : إِبْطَاهَا وكذا خَلِيفَاهَا . الخَنِيفُ : النَّاقَةُ الْغَزِيرَةُ وفي رَجَزِ كعْبٍ :
" ومَذْقَةٍ كَطُرَّةِ الْخَنِيفِ المَذْقَةُ : الشُّرْبَةُ مِن اللَّبَنِ المَمْزُوجِ شَبَّهَ لَوْنَهَا بطُرَّةِ الخَنِيفِ . وخَنَفَ الْبْعِيرُ يَخْنِفُ خِنَافاً كَكِتَابٍ : قَلَبَ في مَسِيرِهِ خُفَّ يَدِهِ إِلَى وَحْشِيِّهِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ أَي مِن خَارِجٍ وكذلك النَّاقَةُ وهو قَوْلُ الأَصْمَعِيّ . أَو خَنَفَ البَعِيرُ : لَوَى أَنْفَهُ مِن الزِّمَامِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ أَيضاً قال : ومنه قَوْلُ الشاعِرِ
" خَوَانِفَ في الْبُرَى أَي تَفْعَلُ ذلك من النَّشَاطِ وهو قَوْلُ أَبي وَجْزَةَ وصَدْرَه :
" قد قُلْتٌُ والْعِيسُ النَّجَائِبُ تَغْتَلِيبِالْقَوْمِ عَاصِفَةً خَوَانِفَ في الْبُرَى قال الصَّاغَانِيُّ : ويُرْوَى : " نَوَاهِقَ في البُرَى " قال : وهذه هي الرِّوايَةُ الصَّحِيحَةُ . أَو هي أَي الخَوَانِفُ : لِينٌ في أَرْسَاغِهِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وقال ابنُ الأعْرَابِيِّ : هو سُرْعَةُ قَلْبِ يَدَيِ الفَرَسِ قال الأَعْشَى :
" أَجَدَّتْ بِرِجْلَيْهَا النَّجَاءَ ورَاجَعَتْيَدَاهَا خِنَافاً لَيِّناً غَيْرَ أَحْرَدَا أَو هُوَ إِمَالَةُ رأْسِ الدَّابَّةِ إلَى فَارِسِهِ في عَدْوِهِ ومنه قَوْلُ بائِعِ الدَّابَّةِ بَرِئْتُ إِليكَ مِن الخِنَافِ وقيل : هو إِمَالَةُ يَدَيُهَا في أَحَدِ شِقَّيْهَا مِن النَّشَاطِ وقال أَبو عُبَيْدَةَ : ويكونُ الخِنَافُ في الخَيْلِ : أَن يَثْنِيَ يَدَهُ وَرَأْسَهُ إِذا أَحْضَرَ وقال غيرُه : إِذا أَحْضَرَ وثَنَى رَأْسَهُ ويَدَيْهِ في شِقٍّ ويُقَال : خَنَفَتِ الدَّابَّةُ تَخْنِفُ بيَدِهَا وأَنْفِهَا في السَّيْرِ أَي : تَضْرِبُ بهما نَشاطاً وفيه بعضُ المَيْلِ . وجَمَلٌ خَانِفٌ وخَنُوفٌ : إِذا أَمَالَ أَنْفَهُ إِلى فَارِسِهِ وقد خَنَفَ يَخْنِفُ خَنْفناً ونَاقَةٌ خَنُوفٌ وقد خَنَفَتْ تَخْنِفُ خِنَافاً وخُنُوفاً نَقَلَهُ ابنُ سِيدُه ج : خُنُفٌ كَكُتُبٍ قال أَبو عمرٍو : هي التي تَخْنِفُ بروعها أَي تَمِيلُهَا إِذا عَدَتْ الواحِدُ خانِفٌ وخَنُوفٌ قال ابنُ مُقْبِلٍ :
حتَّى إِذا احْتَمَلُوا كانتْ حَقَائِبُهمْ ... طَيَّ السُّلُوقيِّ والمَلْبُونَةَ الخُنُفَا وجَمْعُ الخَانِفِ : خَوَانِفُ أَيضاً وقد تقدَّم شَاهِدُهُ . قال ابنُ دُرَيْدٍ : خَنَفَ الأُتْرُجَّ ونَحْوَهَ بالسِّكِّينِ : قَطَعَهُ والْقِطْعَةُ مِنْهُ خَنَفَةٌ مَحَرَّكَةً وقال غيرُه : القَطْعَةُ منه خِنْفَةٌ بِالْكَسْرِ قال الصَّاغَانِيُّ : والأَوَّلُ أَكْثَرُ . خَنَفَتِ الْمَرْأَةُ : إِذا ضَرَبَتْ صَدْرَهَا بِيَدَهَا نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ . والْخُنُوفُ بالضَّمِّ : الْغَضَبُ عن ابنِ عَبَّادٍ . الخُنُفُ كَكُتُبٍ : الآثَارُ وتقدَّم شَاهِدُه مِن قَوْلِ ابنِ مُقْبِلٍ . قال ابنُ دُرَيْدٍ : خَيْنَفٌ كَصَيْقَلٍ : وَادٍ بِالْحِجَارِ م مَعْرُوفٌي وأَنْشَدَ لِحَاجِزِ بنِ عَوْفٍ الأَزْدِيُّ :
وأَعْرَضَتِ الْجِبَالُ السُّودُ دُونِي ... وخَيْنَفُ عَنْ شِمَالي والْبَهِيمُأَرادَ البُقْعَةَ فَتَركَ الصَّرْفَ . والْخَانِفُ : الشَّامِخُ بِأَنْفِهِ كِبْراً يُقَال : رأَيتُه خَانِفاً عَنِّي بأَنْفِهِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ويُقَال : خَنَفَ بأَنْفِهِ عَنِّ : إِذا لَوَاهُ . مِخْنَفٌ كَمِنْبَرٍ : اسْمٌ وأَبُو مِخْنِفٍ لَوطُ بنُ يَحْيَى أَْخبَارِيُّ شِيعِيٌّ تَالِفٌ مَتْروكٌ ونَقَلَهُ الجَوْهَرُِّ فقال : هو مِن نَقَلَةِ السَّيْرِ وقال الذَّهبيُّ في الدِّيوانِ : تَرَكَهُ ابنُ حِبَّانَ وضَعَفَهُ الدَّارْقُطني . وجَمَلٌ مِخْنَافٌ : لاَيُلْقِحُ إِذا ضَرَبَ كَالعَقِسمِ مِنَّا قال الأَمْهَرِيُّ لم أَسْمَعْ المِخْنافَ بهذا المَعْنَى لغَيْرِ اللَّيْثِ وما أَدْرٍ أَدْرِي ما صِحَّتُه . ورَجُلٌ مِخْنَافٌ : لا يَنْجُبُ علَى يَدِهِ يَأْبِرُهُ مِن النَّخْلِ وما يُعَالِجُهُ مِن الزَّرْعِ نَقَلَهُ الصَّاغَنيُّ . قال اللَّيْثُ : الْخَنَفَ مُحَرَّكَةً : انْهِضَاُ أَحَدِ جَانِبِي الصَّدْرِ أَو الظَّهْرِ يُقَال : صَدْرٌ أَخْنَفُ وظَهْرٌ أَخْنَفُ . يُقَال : وَقَعَ في خِنْفَةٍ بالفَتْحِ ويَكْسَرَ هكذا في سائرِ النُّسَخِ والذي في الجَمْهَرَةِ لابن دُرَيْدٍ : وَوَقَعَ في خَنْفَةٍ وخَنْعَةٍ أَي بالفَاءِ والعَيْن : أَيْ : مَا يُسْتَحْيَى مِنْهُ فظَنَّ المُصَنِّفُ أَنَّه بالفَتْحِ والكَسْرِ وهو مَحَلُّ تَأَمُّلٍ . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ : الخُنُوفَ في الدَّابَّةِ كالخِنافِ وقيل : الخِنَافُ : داءٌ يَأْخُذُ الخَيْلَ في العَضُدِ ونَاقَةٌ مِخْنَافٌ : خَنُوفٌ لَيِّنَةُ اليَدَيْنِ في السَّيْرِ . والخَنْفُ : الحَلْبُ بأَرْبَعِ أَصَابِعَ ويَسْتَعِينُ معها بالإبْهَامِ ومنه حديثُ عبدِ الملكِ أَنَّه قال لِحَالِبِ نَاقَةٍ " كيف تَحْلِبُ هذه النَّاقَةَ أَخَنْفاً أَم مَصْراً أَم فَطْراً ؟ " ورأَيْتُ في هامِش الصِّحاحِ عن أَبي بكرٍ : جَمَلٌ خِنِفَّ العُنُقِ كزِمِكّى : شَدِيدُه وقد تقدَّم مِثْلَه في " ج ن ف " فَلْيُنْظَرْ
خَنْفَسَ الرَّجُلُ عن القَوْمِ خَنْفَسَةً إِذا كَرِهَهُم وعَدَل عَنهُم عن أَبِي زَيْدٍ وكذا خَنْفَسَ عن الأَمْرِ إِذا عَدَلَ عنه والنُّونُ زَائِدَةٌ ولِذا ذَكَرَ الصّاغَانِي غالِبَ هذِه المادّة في خ ف س . والخُنَافِس بالضَّم : الأَسَد نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ كَأَنَّهُ من الخَفْسِ وهو الغَلَبَةُ في الصِّراعِ . والخَنَافِسُ بالفَتْح : ع . قُرْبَ الأَنْبَارِ . كان يُقَامُ بها سُوقٌ للعَرَبِ وقِيل : هو اسمُ ماءٍ . ودَيْرُ الخَنَافِسِ عل طُوْدٍ شاهِقٍ غَرْبِيَّ دِجْلَةَ وفيه طِلَّسْم وهو أَنَّهُ تَسْوَدُّ في كُلِّ سَنَةٍ ثلاثةَ أَيّامٍ حِيطانُه وسُقُوفُه وأَرْضُه بالخَنَافِسِ الصِّغَارِ وبعدَ انْقِضَاءِ تلكَ الأَيَّامِ الثَّلاثَةِ لا تُوجَدُ ثَمَّ وَاحِدَةٌ الْبَتَّةَ هكذا نَقَلَه الصاغَانِيُّ . ويَوْمُ الخَنْفَسِ بالفَتْحِ : مِنْ أَيَّامِ العَرَبِ نقله الصّاغانِيُّ أَيضاً قلتُ : وهو ناحِيَةٌ باليَمَامَةِ قَرِيبَةٌ من خَزَالا ومُرَيْفِقٍ بين جُرَادٍ وذي طُلُوحٍ وبينَها وبينَ حَجْر سَبْعَةُ أَيّامٍ أَو ثَمَانِيَةٌ . والخُنفسةُ كقُرْطَقَةٍ وعُلَبِطَةٍ من الإِبِلِ : الرّاضِيَةُ بأَدْنَى مَرْتَعٍ وهو مأْخُوذٌ من الخِفْسِ وهو الأَكلُ القليلُ كما مرَّ عن أَبي عَمْرٍو . والخُنْفَسَاءُ بفَتْح الفاءِ مَمْدُودٌ والخَنْفَسُ كجُنْدَبٍ وضَمُّ الفاءِ لغةٌ فيهما و الخِنْفِسُ مِثَال خِنْدِفٍ بلُغَةِ أَهْلِ البَصْرِة قال الشَّاعِر :
والْخِنْفِسُ الأَسْوَدُ مِنْ نَجْرِهِ ... مَوَدَّةُ العَقْرَبِ في السِّرِّ والخُنْفُسَةُ مثَالُ قُنْبُعَةٍ والخُنْفَسَةُ مثَالُ قَرْطَقَةٍ وبهما يُرْوَى قولُ ابنِ دَارَةُ :
وفي البَرِّ منْ ذِئْبٍ وسِمْعٍ وعَقْرَبٍ ... وثُرْمُلَةٍ تَسْعَى وخُنْفُسَةٌ تَسْرِي هي هذه الدُّوَيْبَّةُ السَّوْدَاءُ المُنْتِنَةُ الرِّيحِ وهي أَصْغَرُ من الجُعَل تَكُونُ في أُصُولِ الحِيطانِ . ويُقَال : هو أَلَجُّ من الخُنْفُسَاءِ . لرُجُوعِهَا إِليك كَلَّمَا رَمَيْتَ بِها . وقال أَبو عُمْرٍو : هو الخُنْفَسُ للذَّكَر من الخَنَافس وهو العُنْظُبُ والحُنْظُبُ وقال الأَصْمَعيُّ رحمه الله : لا يُقَال : خُنْفُساة بالهاءِ . وخُنْفَسٌ : لَقَبُ رَجُلٍ . حَكاه ثَعْلَبٌ
خَنَسَ عنه يَخْنِسُ بالكَسْر ويَخْنُسُ بالضَّمّ خَنْساً بالفَتْح وخُنُوساً كقُعُود وخُنَاساً كغُرَابٍ : تأَخَّرَ وانْقَبَضَ كانْخَنَسَ واخْتَنَسَ وبكِلَيْهما رُوِيَ حَدِيثُ أَبي هُرَيْرَةَ رضِيَ الله عنه . وخَنَسَ زَيْداً : أَخَّرَه . لازِمٌ مُتَعَدٍّ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عن الفَرَّاءِ والأُمَوِيِّ . وفي التَّهْذِيبِ : خَنَسَ في كلام العَرَبِ يكون لازِماً ويكونُ مُتَعَدِّياً . يقال : خَنَسْتُ فُلاناً فَخَنَس أَي أَخَّرْتُه فتأَخَّرَ كأَخْنَسَهُ وهو الأَكثَرُ والذي رَوَاهُ أَبو عُبَيْد عن الفَرّاءِ والأُمَوِيّ خِلاف ما نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عنهما . ونَصُّهما : خَنَسَ الرجُلُ يَخْنِسُ وأَخْنَسْتُه بالأَلف . قال الأَزْهَرِيّ : وأَنشَدَ أَبو بَكْرٍ الإِيَادِيّ لشاعرٍ قَدِمَ على النَّبِيِّ صلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم فأَنْشَدَه من أَبْيَاتٍ . قالَ الصّاغَانِيُّ : هو العَلاَءُ بن الحَضْرِمِيِّ :
" وإِنْ دَحَسُوا بالشَّرِّ فَاعْفُ تَكَرُّماًوإِنْ خَنَسُوا عَنْكَ الحَدِيثَ فلا تَسَلْ قال : وهذا حُجَّةٌ لمَنْ جَعَلَ خَنَسَ وَاقِعاً . وممَّا يدُلّ على صِحَّة هذه اللُّغَة أَيضاً قولهُم : خَنَسَ الإِبْهَامَ أَي قَبَضَهَا . وقد رُوِيَ عن النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم أَنَّه قالَ : الشَّهْرُ هكذا وهكذا وخَنَسَ إِصْبَعَه في الثّالِثَة أَي قَبَضَهَا يُعْلِمُهم أَنَّ الشَّهْرَ يكونُ تِسْعاً وعِشْرِين
وخَنَسَ بفُلانٍ : غَابَ به قاله ابنُ شُمَيْلٍ في تفسير حديثٍ رواه : يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ فتَخْنِسُ بالجَبَّارِينَ في النَّارِ أي تُغَيِّبُهم وتُدْخِلُهُم فيها . كتَخَنَّسَ به . والخَنَّاسُ كشَدَّادٍ : الشَّيْطَانُ قال الفَرَّاءُ : هو إِبْلِيسُ يُوَسْوِسُ في صُدُورِ النّاسِ . وقال الزَّجَّاجُ في قوله تعالى : فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِ الكُنَّسِ أَكثرُ أَهْلِ التَّفْسِيرِ أَنَّ الخُنَّس هي : الكَوَاكِبُ كُلُّهَا أَو السَّيّارَةُ مِنْهَا دُونَ الثَّابِتَةِ : أَو النُّجُومُ الخَمْسَةُ تَخْنِسُ في مَجْرَاهَا وتَرْجِعُ وتَكْنِسُ كما تَكْنِسُ الظِّباءُ وهي زُحَلُ والمُشْتَرِي والمِرِّيخُ والزُّهَرَةُ وعُطَارِدُ لأَنَّهَا تَخْنِسُ أَحياناً في مُجْرَاهَا حَتَّى تَخْفَى تحتَ ضوء الشَّمْسِ وتَكْنِسُ أَي تَسْتَتِر كما تُكْنِسُ الظِّبَاءُ في المَغَارِ وهي الكِنَاسُ وخُنُوسُها أَنَّهَا تَغِيبُ كما تَغَيِيبُ الظِّبَاءُ في كِنَاسِها وقيل : خُنُوسُهَا : اسْتِخْفَاؤُهَا النَّهارِ بَيْنا نَراهَا في آخِرِ البُرْجِ كَرَّتْ رَاجِعةً إلى أَوَّلهِ . وقيل : سُمِّيّتْ خُنَّساً لتأَخُّرِها ؛ لأَنَّهَا الكَوَاكِبُ المُتَحَيِّرَةُ الَّتِي تَرْجِعُ وتَسْتَقِيمُ . وقيل : سُمِّيَتْ لأَنَّهَا تَخْنِسُ وتَغِيبَ كما يَخْنِسُ الشَّيْطَانُ . قيل : إِنَّ له رَأْساً كرَأْسِ الحَيَّةِ يَجْثِمُ على القَلْب إِذا ذكرَ العَبْدُ الله عَزَّ وجَلَّ تَنَحَّى وخَنَسَ وإِذا تَنَحَّى عن الذِّكْرِ رَجَعَ إلى القَلْبِ يُوَسْوِسُ . نَعُوذُ باللهِ منه
والخَنَسُ مُحَرَّكةً : قَرِيبٌ من الفَطَسِ وهو تَأَخُّرُ الأَنْفِ عن الوَجْهِ مع ارْتِفَاعٍ قليلٍ في الأَرْنَبَةِ . وقيل : لُصُوقُ القَصَبَةِ بالوَجْنَةِ وضِخَمُ الأَرْنَبَةِ . وقيل : انْقِباضُ قَصَبَةِ الأَنْف وعِرَضُ الأَرْنَبَةِ : وقيل : هو تَأَخُّرُ الأَنْفِ إلى الرَّأْسِ وارْتِفَاعُه عن الشَّفَةِ وليسَ بطَوِيلٍ ولا مُشْرِفٍ . وهو أَخْنَسُ وهي خَنْسَاءُ والجَمْعُ خُنْسٌ . وقيل : الأَخْنَسُ : الذي قَصْرَتْ قَصَبَتُه وارْتَدَّتْ أَرْنَبَتُه إلى قَصَبَتِه . وفي الحَدِيث : تُقَاتِلُون قَوْماً خُنْسَ الآنُفِ والمُرَادُ بهِم التُّرْكُ ؛ لأَنَّه الغالِبُ على آنافِهِم . والأَخْنَسُ : القَرَادُ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ . والأَخْنَسُ : الأَسَدُ كالْخِنَّوْسِ كسِنَّوْرٍ قال الفَرَّاءُ : الخِنَّوْسُ بالسين من صِفَاتِ الأَسَد في وَجْهِه وأَنْفهِ وبالصّادِ : وَلَدُ الخِنْزِيرِ
والأَخْنَسُ بنُ غِيَاثِ بنِ عِصْمَةَ : أَحَدُ بَنِي صَعْبِ بن وهب بن جلى بن أخمس بنِ ضُبَيْعَةَ بن رَبِيعَةَ بنِ نِزار . والأَخْنَسُ بنُ العَبّاسِ بنِ خُنَيْس بنِ عَبْدِ العُزِّي بنِ عائِذِ ابن عُمَيْسِ بن بِلالِ بنِ تَيْمِ الله ابن ثَعْلَبَةَ . والأَخْنَسُ بن نَعْجَة ابنِ عَدِيّ بنِ كَعْبِ بن عُلَيْمِ ابن جَنَاب الكلْبِيّ شُعَرَاءُ
والأَخْنَسُ بنُ شِهابِ بنِ شَرِيقِ بنِ ثُمامَةَ بنِ أَرْقَمَ بنِ عَدِيِّ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ عَمْرِو بنِ غَنْمِ بنِ تَغْلِبَ . الصوابُ فيه أَنّه شاعرٌ ليس له صُحْبَة والذي له صُحْبَةٌ هو الأَخْنَسُ بنُ شَرِيقٍ الثَّفَفِيُّ حَلِيفُ بني زُهْرَةَ وهو لَقبٌ له ؛ لأَنَّه خَنَسَ ببَنِي زُهْرَةَ يومَ بَدْرٍ وكانَ مُطَاعاً فيهم فلم يَشْهَدْها مِنْهُم أَحَدٌ كما في العُبَابِ . و الأَخْنَسُ بنُ جَنَّابٍ السُّلَمِيُّ : صَحَابِيَّان . وأَبو عامِرِ بنُ أَبِي الأَخْنَسِ الفَهْمِيُّ : شاعِرٌ . وفاتَه أَخْنَسُ بن خَلِيفَة ؛ تابِعِيٌّ عن ابنِ مَسْعُودٍ . وخَنْسَاءُ بنْتُ خِذَام بنِ خالِدٍ الأَنْصَارِيَّةُ لها ذِكرٌ في حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه وفي المُوَطَّإِ : زَوَّجَها أَبُوها وهي ثِيِّبٌ . وخَنْسَاءُ بنتُ عَمْرِو بنِ الشَّرِيدِ السُّلَمِيَّةُ الشاعِرةُ اسمُها تُمَاضِرُ وَفَدَتْ وأَسْلَمْتْ صحابِيَّتَانِ . وخَنْسَاءُ بنتُ عَمْرِو أَخْتُ صَخْرٍ شاعِرَةٌ وهي بِنْتُ عَمْرِو بنِ الشَّرِيدِ السُّلَمِيَّة التي ذَكرها . وهي التي يُقَال لها : خُنَاسٌ كغُرابٍ أَيضاً جاءَ ذلِكَ في شِعْرِ دُرَيْدِ بنِ الصَّمَّةِ :أَخُنَاسُ قَدْ هَامَ الفُؤادُ بِكُمْ ... وأَصَابَهُ تَبْلٌ مِنَ الحُبِّ يَعْنِي به خَنْسَاءَ بنتَ عَمْرِو بنِ الشَّرِيدِ فغَيَّره لِيسْتَقِيمَ له وزنُ الشِّعِر ولها مَراثٍ وأشْعَارٌ في أَخِيهَا صَخْرٍ مشهورةٌ وأَجْمَعُوا على أَنّهُ لم تَكُن امرأَةٌ أشْعَرَ منها . ورُوِيَ أَنها شَهِدَت القادِسِيَّةَ ومَعَهَا أَربعةُ بَنِينَ لها فلم تَزَلْ تَحُضُّهُم على القِتَال وتَذْكُر لهم الجَنَّةَ بكلامٍ فَصِيحٍ فأَبْلَوْا يومَئذٍ بلاءً حسناً واستُشْهِدَوا فكانُ عُمَرُ رضي الله عنه يُعْطِيهَا أَرزاقَهُم . ففي كلام المصنِّف نَظَرٌ وقَصُورٌ من وَجْهَيْنِ . وفَاتَه ذِكْرُ خَنْسَاءَ بنتِ رِئَابِ ابنِ النُّعْمانِ من المُبايِعاتِ . والخَنْسَاءُ : البَقرةُ الوَحْشِيَّةُ صِفَة لَهَا . وأَصْل الخَنَسِ في الظِّبَاءِ والبَقَرِ وهي كلُّهَا خُنْسٌ وأَنْفُ البَقَرِ أَخْنَسُ لا يكونُ إِلاّ هكذا . قيل : وبه سُمِّيَت المَرْأَةُ . قال لَبِيد :
أَفَتِلْكَ أَمْ وَحْشِيَّةٌ مَسْبُوعَةٌ ... خَذَلَتْ وهَادِيَةُ الصِّوُارِ قِوَامُهَا
خَنْسَاءُ ضَيَّعَتِ الفَرِيرَ فلم يَرِمُ ... عُرْضَ الشَّقائقِ طَوْفُهَا وبُغَامُهَا والخَنْسَاءُ : فَرَسُ عُمَيْرةَ بنِ طارِقٍ اليَرْبُوعِيّ وهو أَخو حَزِيمَةَ بنِ طارِقٍ الذي أَسَرَه أَسِيدُ ابنِ حِنّاءَة أَخو بَنِي سَلِيطِ ابنِ يَرْبُوعٍ . وهذا الفَرَسُ من أَولاد أَعْوَجَ الَّذِي تَقَدَّم ذِكْرُه وهو القائِلُ فِيهَا :
كَرَرْتُ لَهُ الخَنْساءَ آثَرْتهُ بِهَا ... أَوَائِلهُ مِمَّا عَلِمْت ويَعْلَمُ وخُنَاسٌ كغُرابٍ : ع باليَمَنِ بل أُحَدُ مَخَالِيفِها . وخُنَاسُ بنُ سِنَانِ بنِ عُبَيْدٍ الخزرجيّ السُّلَمِيُّ جدُّ المنذر بن سَرْحٍ وابْنَاهُ يَزِيدُ بَدْرِيُّ ومَعْقِلٌ عَقَبِيٌّ بَدْرِيٌّ وعبدُ اللهِ بن النُّعْمَانِ بنِ بَلْذَمَةَ بنِ خُنَاس بنِ سِنَانٍ المَذْكُورِ . وبَلْذَمَةَ بالذَّال المعجمة ويُقَالُ بالمُهْمَلَةِ ويُقَال بضمَّتين كما سيأْتي ذِكْرُه في مَوضعه . بَدْرِيٌّ أُحُدِيٌّ وكذلِك أَبُو قَتَادَةَ الحارِثُ بنُ رِبْعِيِّ بنِ بَلْذَمَةَ النُّعْمَانِ بنِ خُنَاسٍ واختُلِف في اسمه . بَدْرِيٌّ في قولِ بعضِهِم وهو مُسْتَدْرَكٌ على المصنِّفِ
وأُمُّ خُنَاسٍ : امرأَةُ مَسْعُودٍ . هكذا ضَبَطَه ابنُ مَاكُولاَ . لهم صُحْبَةٌ وهَمّامُ بنُ خُنَاسٍ المَرْوَزِيُّ تَابِعِيٌّ عن ابنِ عُمَرَ . وفَاتَه : خُنَاسُ بنُ سُحَيْم عن زِياد بن حُدَيْرٍ وخُنَاسٌ الذي حَدَّث عنه كُلَيْبُ بنُ وَائِل . خُنَيْسٌ كزُبَيْرٍ ابنُ خالِدٍ أَبُو صَخْرٍ الخُزاعِيُّ الكَعْبيُّ قُتِل فيما قِيل يومَ الفَتْحِ . خُنَيْسُ بنُ أَبي السَّائِبِ بن عُبَادَةَ الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ فَارِسٌ بَطَلٌ بَدْرِيٌّ
خُنَيْسُ ابنُ حُذَافَةَ بنِ قَيْسٍ السَّهْمِيُّ أَخُو عبدِ الله له هِجْرَتانِ . وأَبو خُنَيْسٍ الغِفَارِيّ ويقال : خُنَيْسٌ والأَوّل أَثْبَتُ له حديثٌ صحابِيُّون . وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : الخُنُسُ بضَّمَتَيْن وضَبْطَه الصّاغانِيُّ بالضَّمّ : الظِّبَاءُ أَنْفُسُها . ومَوْضِعُهَا أَيضاً : خُنُسٌ . كذا هو نَصُّ التَّكْمِلَة وفي اللِّسان ؛ مَأْوَاها . والخُنْسُ : البَقَرُ وقد تقدَّم أَنَّ أَصلَ الخَنَسِ في الظِّبَاءِ والبَقَر كُلُّها خُنُسٌ وَاحِدُهَا خَنْسَاءُ . وانْخَنَسَ الرَّجلُ : تأَخَّر مُطاوِع خَنَسَهُ وقد تقدَّم في أَوَّل المادّة فهو تَكْرَارٌ مع عَدَمِ ذِكْرِه : اخْتَنَسَ وهو مِثْلُه كما صرَّح به غيرُ وَاحدومِن المَجَازِ : انْخَنَسَ الرَّجُلُ إِذا تَخَلَّف عن القَوْمِ وكذلِك خَنَسَ كما نقله الأَصْمَعِيُّ عن أَعرابِيٍّ مِنْ بَنِي عُقَيْلٍ . وتَخَنَّس بهم أَي تَغَيَّبَ بهم وهذا أَيضاً قد تقدَّم في أَوَّلِ المادة فهو تَكْرَار . وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : الخُنُوسُ : الانْقِباضُ . وخَنَسَ مِن بَيْنِ أَصحابِه : اسْتَخْفَى والخِنَاسُ كالخُنُوسِ . وخَنَستِ النَّخْلُ : تَأَخَّرتْ عن قَبُول التَّلْقِيحِ فلم يُؤَثِّرْ فيها ولم تَحْمِلْ في تِلْك السَّنَةِ . والخَانِسُ : المُتَأَخِّرُ والجَمْع : الخُنَّسُ وقد تُوصَفُ به الإِبلُ . ضُمَّزٌ خُنَّسٌ ما جُشِّمَتْ جَشِمَتْ أي صَوَابِرُ على العَطَشِ وما حَمَّلْتَهَا حَمَلَتْه . وضَبَطَه الزَّمَخْشِريُّ بالحاءِ المُهْمَلَةِ والمَوَحَّدة بغيرِ تَشْدِيد وقد تقدَّمَ في مَوْضعه . وخَنَسَ به : وَارَاه . وخَنَسَ ؛ إِذا تَوَارَى وغابَ . وأَخْنَسْتُه أَنا : خَلَّفْتُه . قاله الأَصْمَعيّ . وأَخْنَسُوا الطَّرِيقَ : جَاوَزُوه عن أبي عَمْرو أَو خَلَّفُوه وَراءَهم وهو مَجَازٌ كما للزَّمَخْشَرِيِّ . وقالَ الفَرَّاءُ : أَخْنَسْتُ عنه بَعْضَ حَقِّهِ فهو مُخْنَسٌ أَي أَخَّرْتُه . وقال أُبو عُبَيدة : فَرَسٌ خَنُوسٌ كصَبُورٍ : هو الذي يَعْدِلُ وهُوَ مُسْتَقِيمٌ في حُضْرِه ذاتَ اليَمِيْنِ وذاتَ الشِّمَالِ وكذلِك الأُنْثَى بغيرِ هاءٍ . نَقَلَهُ الصّاغانِيُّ والجَمْعُ خُنُسٌ والمَصْدَر : الخَنْسُ بسكونِ النُّونِ . وقال ابن سِيدَه : فَرَسٌ خَنُوسٌ : يَسْتَقِيمُ في حُضْرِه ثمّ يَخْنِسُ كأَنَّه يَرْجِعُ القَهْقرَى . والخُنْسُ : نوعٌ من التَّمْرِ بالمَدِينَةِ صِغَارُ الحَبِّ لاطِئَةُ الأُقْمَاعِ على التَّشْبِيهِ بالأَنْفِ واسْتَعَاره بعضُهُم للنَّبْل فقال يَصِف دِرْعاً :
لَهَا عُكَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً ... وَتَهْزَأُ بالمَعَابِلِ والقِطَاعِ وخَنَسَ من مالِه : أَخَذَ . وقال الأَصْمَعِيُّ : وَلَدُ الخِنْزِيرِ يُقَال له : الخِنَّوْسُ بالسينِ . رواه أَبُو يَعْلَى عنه . والخَنَسُ في القَدَمِ : انبِسَاطُ الأَخْمَصِ وكَثْرةُ اللَّحْمِ . قَدَمٌ خَنْسَاءُ . والخُنَاسُ كغُرَابٍ : دَاءٌ يُصِيبُ الزَّرْعَ فيتَجَعْثَنُ منه الحَرْثُ فلا يَطُولُ : وخَنْسَاءُ وخُنَاسُ وخُنَاسَى كُلُّه : اسمُ امرأَةٍ . وبَنُو أَخْنَسَ : حَيٌّ . والثَّلاثُ الخُنَّسُ : من لَيَالِي الشَّهْرِ قيل لها ذلك لأَنَّ القَمَرَ يَخْنِسُ فيها أَي يَتأَخَّر . ورَحْبُةُ خُنَيْسٍ كزُبَيْرٍ : مَحَلَّةٌ بالكوفَةِ . والخِنِّيسُ كسِكِّيت : المُرَاوِغُ المُحْتَالُ . والخَنْسُ : الرُّجُوع وهو مَجَاز