الليث الخُوَارُ
صوتُ الثَّوْر وما اشتد من صوت البقرة والعجل ابن سيده الخُوار من أَصوات البقر
والغنم والظباء والسهام وقد خارَ يَخُور خُواراً صاح ومنه قوله تعالى فأَخْرَجَ
لهم عِجْلاً جَسَداً له خُوارٌ قال طرفة لَيْتَ لنا مكانَ المَلْكِ عَمْرو
رَغُوثاً
الليث الخُوَارُ
صوتُ الثَّوْر وما اشتد من صوت البقرة والعجل ابن سيده الخُوار من أَصوات البقر
والغنم والظباء والسهام وقد خارَ يَخُور خُواراً صاح ومنه قوله تعالى فأَخْرَجَ
لهم عِجْلاً جَسَداً له خُوارٌ قال طرفة لَيْتَ لنا مكانَ المَلْكِ عَمْرو
رَغُوثاً حَوْلَ قُبَّتِنا تَخُورُ وفي حديث الزكاة يَحْمِلُ بَعِيراً له رُغاءٌ
أَو بقرة لها خُوارٌ هو صوت البقر وفي حديث مقتل أُبيِّ ابن خَلَفٍ فَخَرَّ يخُورُ
كما يَخُورُ الثور وقال أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ يَخُرْنَ إِذا أُنْفِذْن في ساقِطِ
النَّدى وإِن كانَ يوماً ذا أَهاضِيبَ مُخْضِلا خُوَارَ المَطَافِيلِ المُلَمَّعَة
الشَّوَى وأَطْلائِها صَادَفْنَ عِرْنَانَ مُبْقِلا يقول إِذا أُنْفِذَتِ السهام
خارَتْ خُوارَ هذه الوحش المطافيل التي تَثْغُو إِلى أَطلائها وقد أَنشطها
المَرْعَى المُخْصِبُ فأَصواتُ هذه النَّبَالِ كأَصوات تلك الوحوش ذوات الأَطفال
وإِن أُنْفِذَتْ في يوم مطر مُخْضِلٍ أَي فلهذه النَّبْلِ فَضْلٌ من أَجل إِحكام
الصنعة وكرم العيدان والاسْتِخارَةُ الاستعطافُ واسْتَخَارَ الرجلَ استعطفه يقال
هو من الخُوَار والصوت وأَصله أَن الصائد يأْتي ولد الظبية في كناسه فيَعْرُك أُذنه
فَيَخُور أَي يصيح يستعطف بذلك أُمه كي يصيدها وقال الهذلي لَعَلَّكَ إِمَّا أُمُّ
عَمْرٍو تَبَدَّلَتْ سِواكَ خَلِيلاً شاتِمِي تَسْتَخِيرُها
( * قوله « شاتمي تستخيرها » قال السكري شارح الديوان أي تستعطفها بشتمك إياي )
وقال الكميت ولَن يَسْتَخِيرَ رُسُومَ الدِّيار لِعَوْلَتِهِ ذو الصِّبا
المُعْوِلُ فعين استخرت على هذا واو وهو مذكور في الياء لأَنك إِذا استعطفته
ودعوته فإِنك إنما تطلب خيره ويقال أَخَرْنَا المطايا إِلى موضع كذا نُخِيرُها
إِخارَةً صرفناها وعطفناها والخَوَرُ بالتحريك الضعف وخارَ الرجلُ والحَرُّ يَخُور
خُؤوراً وخَوِرَ خَوَراً وخَوَّرَ ضَعُفَ وانكسر ورجل خَوَّارٌ ضعيف وَرُمْحٌ
خَوَّارٌ وسهم خَوَّار وكل ما ضعف فقد خار الليث الخَوَّار الضعيف الذي لا بقاء له
على الشدّة وفي حديث عمر لن تَخُورَ قُوًى ما دام صاحبها يَنْزِعُ ويَنْزُو خار
يَخور إِذا ضعفت قوَّته ووَهَتْ أَي لن يضعف صاحب قوَّة يقدر أَن ينزع في قوسه
ويَثِبَ إِلى دابته ومنه حديث أَبي بكر قال لعمر رضي الله عنهما أَجَبانٌ في
الجاهلية وخَوَّارٌ في الإِسلام ؟ وفي حديث عمرو بن العاص ليس أَخو الحَرْبِ من
يضع خُوَرَ الحَشايا عن يمينه وشماله أَي يضع لِيَانَ الفُرُشِ والأَوْطِيَة
وضِعافَها عنده وهي التي لا تُحْشَى بالأَشْياء الصُّلْبَةِ وخَوَّرَه نسبه إِلى
الخَوَرِ قال لقد عَلِمْت فاعْذُليني أَوْذَرِي أَنَّ صُرُوفَ الدَّهْرِ من لا
يَصْبرِ على المُلِمَّات بها يُخَوَّرِ وخارَ الرجلُ يَخُور فهو خائر والخُوَارُ
في كل شيء عيب إِلاَّ في هذه الأَشياء ناقة خَوَّارة وشاة خَوَّارة إِذا كانتا
غزيرتين باللبن وبعير خَوَّار رَقِيقٌ حَسَنٌ وفرس خَوَّار لَيِّنُ العَطْف والجمع
خُورٌ في جميع ذلك والعَدَدُ خَوَّاراتٌ والخَوَّارَةُ الاستُ لضعفها وسهمٌ
خَوَّار وخَؤورٌ ضعيف والخُورُ من النساء الكثيرات الرِّيَبِ لفسادهن وضعف
أَحلامهن لا واحد له قال الأَخطل يَبِيتُ يَسُوفُ الخُورَ وهْيَ رَواكِدٌ كما
سَافَ أَبْكَارَ الهِجَانِ فَنِيقُ وناقة خَوَّارة غزيرة اللبن وكذلك الشاة والجمع
خُورٌ على غير قياس قال القطامي رَشُوفٌ وَرَاءَ الخُورِ لو تَنْدَرِئ لها صَباً
وشَمالٌ حَرْجَفٌ لم تقَلَّبِ وأَرض خَوَّارة لينة سهلة والجمع خُورٌ قال عمر بن
لَجَإٍ يهجو جريراً مجاوباً له على قوله فيه أَحِينَ كنتُ سَمَاماً يا بَني لَجَإٍ
وخاطَرَتْ بِيَ عن أَحْسابِها مُضَرُ تَعَرَّضَتْ تَيْمُ عَمْداً لي لأَهْجُوَها
كما تَعَرَّضَ لاسْتِ الخَارِئ الحَجَرُ ؟ فقال عمر بن لجإٍ يجاوبه لقد كَذَبْتَ
وشَرُّ القَوْلِ أَكْذَبُهُ ما خاطَرَتْ بك عن أَحْسابِها مُضَرُ بل أَنتَ نَزْوَة
خَوَّارٍ على أَمَةٍ لا يَسْبِقُ الحَلَبَاتِ اللُّؤْمُ والخَوَرُ قال ابن بري
وشاهدُ الخُور جمع خَوَّارٍ قول الطرماح أَنا ابنُ حُماةِ المَجْدِ من آلِ مالِكٍ
إِذا جَعَلَتْ خُورُ الرِّجالِ تَهِيعُ قال ومثله لغَسَّانَ السَّلِيطِيِّ قَبَحَ
الإِلَهُ بَني كُلَيْبٍ إِنَّهُمْ خُورُ القُلُوبِ أَخِفَّةُ الأَحْلامِ ونخلة
خَوَّارة غزيرة الحمل قال الأَنصاري أَدِينُ وما دَيني عليكم بِمَغْرَمٍ ولكنْ على
الجُرْدِ الجِلادِ القَرَاوِحِ على كُلِّ خَوَّارٍ كأَنَّ جُذُوعَهُ طُلِينَ
بِقارٍ أَو بِحَمْأَةِ مائِحِ وبَكْرَةٌ خَوَّارَةٌ إِذا كانت سهلة جَرْيِ
المِحْوَرِ في القَعْرِ وأَنشد عَلِّقْ على بَكْرِكَ ما تُعَلِّقُ بَكْرُكَ
خَوَّارٌ وبَكْرِي أَوْرَقُ قال احتجاجه بهذا الرجز للبَكْرَةِ الخَوَّارَةِ غلط
لأَن البَكْرَ في الرجز بكر الإِبل وهو الذكر منها الفَتِيُّ وفرس خَوَّارُ
العِنانِ سَهْلُ المَعْطِفِ لَيِّنُه كثير الجَرْيِ وخَيْلٌ خُورٌ قال ابن مقبل
مُلِحٌّ إِذا الخُورُ اللَّهامِيمُ هَرْوَلَتْ تَوَثَّبَ أَوْسَاطَ الخَبَارِ على
الفَتَرْ وجمل خَوَّار رقيق حَسَنٌ والجمع خَوَّاراتٌ ونظيره ما حكاه سيبويه من
قولهم جَمَلٌ سِبَحْلٌ وجِمالٌ سِبَحْلاتٌ أَي أَنه لا يجمع إلاَّ بالأَلف والتاء
وناقة خَوَّارة سِبَطَةُ اللحم هَشَّةُ العَظْمِ ويقال إِن في بَعِيرِكَ هذا
لَشَارِبَ خَوَرٍ يكون مدحاً ويكون ذمّاً فالمدح أَن يكون صبوراً على العطش والتعب
والذم أَن يكون غير صبور عليهما وقال ابن السكيت الخُورُ الإِبل الحُمْرُ إِلى
الغُبْرَةِ رقيقاتُ الجلود طِوالُ الأَوْبارِ لها شعر ينفذ ووبرها أَطول من سائر
الوبر والخُورُ أَضعف من الجَلَدِ وإِذا كانت كذلك فهي غِزارٌ أَبو الهيثم رجل
خَوَّار وقوم خَوَّارون ورجل خَؤُورٌ وقوم خَوَرَةٌ وناقة خَوَّارة رقيقة الجلد
غَزِيرَة وزَنْدٌ خَوَّار قَدَّاحٌ وخَوَّارُ الصَّفَا الذي له صوت من صلابته عن
ابن الأَعرابي وأَنشد يَتْرُكُ خَوَّارَ الصَّفَا رَكُوبَا والخَوْرُ مَصَبُّ
الماء في البحر وقيل هو مصبّ المياه الجارية في البحر إِذا اتسع وعَرُضَ وقال شمر
الخَوْرُ عُنُقٌ من البحر يدخل في الأَرض وقيل هو خليج من البحر وجمعه خُؤُورٌ قال
العجاج يصف السفينة إِذا انْتَحَى بِجُؤْجُؤٍ مَسْمُورِ وتارَةً يَنْقَضُّ في
الخُؤُورِ تَقَضِّيَ البازِي من الصُّقُورِ والخَوْرُ مثل الغَوْرِ المنخفضُ
المُطمَئِنُّ من الأَرض بين النَّشْْزَيْنِ ولذلك قيل للدُّبُرِ خَوْرانُ لأَنه
كالهَبْطَةِ بين رَبْوَتَيْنِ ويقال للدبر الخَوْرانُ والخَوَّارَةُ لضَعْفِ
فَقْحَتِها سميت به والخَوْرانُ مَجْرَى الرَّوْثِ وقيل الخَوْرانُ المَبْعَرُ
الذي يشتمل عليه حَتارُ الصُّلْب من الإِنسان وغيره وقيل رأْس المبعرِ وقيل
الخَوْرانُ الذي فيه الدبر والجمع من كل ذلك خَوْراناتٌ وخَوَارِينُ قال في جمعه
على خَوْرانات وكذلك كل اسم كان مذكراً لغير الناس جمعه على لفظ تاءات الجمع جائز
نحو حَمَّامات وسُرادِقاتٍ وما أَشبههما وطَعَنَه فخارَه خَوْراً أَصاب خَوْرانَهُ
وهو الهواء الذي فيه الدبر من الرجل والقبل من المرأَة وخارَ البَرْدُ يَخُورُ
خُؤُوراً إِذا فَتَر وسَكَنَ والخَوَّارُ العُذْرِيُّ رجل كان عالماً بالنسب
والخُوَارُ اسم موضع قال النَّمِرُ بن تَوْلَبٍ خَرَجْنَ من الخُوَارِ وعُدْنَ فيه
وقَدْ وَازَنَّ مِنْ أَجَلَى بِرَعْنِ ابن الأَعرابي يقال نَحَرَ خِيرَةَ إِبله
وخُورَةَ إِبله وكذلك الخُورَى والخُورَةُ الفراء يقال لك خَوَّارُها أَي خيارها
وفي بني فلان خُورَى من الإِبل الكرام وفي الحديث ذِكْرُ خُوزِ كِرْمانَ والخُوزُ
جبل معروف في العجم ويروى بالراء وهو من أَرض فارس وصوّبه الدارقطني وقيل إِذا
أَردت الإِضافة فبالراء وإِذا عطفت فبالزاي
معنى
في قاموس معاجم
المَخانَةُ
خَوْنُ النُّصْحِ وخَوْنُ الوُدِّ والخَوْنُ على محن شَتَّى
( * قوله « على محن شتى » كذا بالأصل بالتهذيب ) وفي الحديث المُؤْمِنُ يُطْبَع
على كلِّ خُلُقٍ إلا الخِيانَةَ والكَذِب ابن سيده الخَوْنُ أَن يُؤْتَمن الإنسانُ
فلا يَنْصَحَ خانه يَخُو
المَخانَةُ
خَوْنُ النُّصْحِ وخَوْنُ الوُدِّ والخَوْنُ على محن شَتَّى
( * قوله « على محن شتى » كذا بالأصل بالتهذيب ) وفي الحديث المُؤْمِنُ يُطْبَع
على كلِّ خُلُقٍ إلا الخِيانَةَ والكَذِب ابن سيده الخَوْنُ أَن يُؤْتَمن الإنسانُ
فلا يَنْصَحَ خانه يَخُونُه خَوْناً وخِيانةً وخانَةً ومَخانَةً وفي حديث عائشة
رضي الله عنها وقد تمثلت ببيت لبيد بن ربيعة يتَحَدَّثونَ مَخانَةً ومَلاذَةً
ويُعابُ قائلُهم وإن لم يَشْغَبِ المَخانة مصدر من الخيانة والميم زائدة وقد ذكره
أَبو موسى في الجيم من المُجُونِ فتكون الميم أَصلية وخانَهُ واخْتانه وفي التنزيل
العزيز علم الله أَنكم كنتم تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُم أَي بعضُكم بعضاً ورجل خائنٌ
وخائنة أَيضاً والهاء للمبالغة مثل عَلاَّمة ونَسّابة وأَنشد أَبو عبيد للكلابي
يخاطب قُرَيْناً أَخا عُمَيْرٍ الحَنَفِيِّ وكان له عنده دم أَقُرَيْنُ إنك لو
رأَيْتَ فَوارِسِي نَعَماً يَبِتْنَ إلى جَوانِبِ صَلْقَعِ
( * قوله « صلقع » هكذا في الأصل حَدَّثْتَ نَفْسَكَ بالوَفاءِ ولم تَكُنْ
للغَدْرِ خائِنةً مُغِلَّ الإصْبَعِ وخَؤُونٌ وخَوَّانٌ والجمع خانةٌ وخَوَنةٌ
الأَخيرة شاذة قال ابن سيده ولم يأْت شيء من هذا في الياء أَعني لم يجئ مثل سائر
وسَيَرة قال وإنما شذ من هذا ما عينه واو لا ياء وقومٌ خَوَنةٌ كما قالوا حَوَكَة
وقد تقدم ذكر وجه ثبوت الواو وخُوَّانٌ وقد خانه العَهْدَ والأَمانةَ قال فقالَ
مُجِيباً والذي حَجَّ حاتِمٌ أَخُونُكَ عهداً إنني غَيرُ خَوَّانِ وخَوَّنَ الرجلَ
نَسَبه إلى الخَوْنِ وفي الحديث نهى أَن يَطْرُق الرجلُ أَهلَه ليلاً لئلا
يَتَخَوَّنهم أَي يَطْلُبَ خِيانتَهم وعَثَراتِهم ويَتَّهِمَهُمْ وخانه سيفُه نَبا
كقوله السيفُ أَخوك وربما خانَكَ وخانه الدَّهْرُ غَيَّرَ حالَه من اللِّين إلى
الشدة قال الأَعشى وخانَ الزمانُ أَبا مالِكٍ وأَيُّ امرئٍ لم يخُنْه الزّمَنْ ؟
وكذلك تَخَوَّنه التهذيب خانه الدهرُ والنعيمُ خَوْناً وهو تغير حاله إلى شرٍّ
منها وإذا نَبا سيفُك عن الضَّريبة فقد خانك وسئل بعضهم عن السيف فقال أَخوك وربما
خانك وكلُّ ما غيَّرك عن حالك فقد تَخَوَّنَك وأَنشد لذي الرمة لا يَرْفَعُ
الطَّرْفَ إلا ما تَخَوَّنَهُ دَاعٍ يُنادِيهِ باسمِ الماء مَبْغُومُ قال أَبو
منصور ليس معنى قوله إلا ما تَخَوَّنه حجةً لما احتج له إنما معناه إلا ما
تَعَهَّده قال كذا روى أَبو عبيد عن الأَصمعي أَنه قال التَّخَوُّنُ التعهد وإنما
وصفَ وَلَدَ ظَبْيةٍ أَوْدَعْته خَمراً وهي تَرْتَع بالقُرْب منه وتتعهده بالنظر
إليه وتُؤنسه ببُغامِها وقوله باسم الماء الماءُ حكاية دعائها إياه وقال داع
يناديه فذكَّره لأَنه ذهب به إلى الصوت والنداء وتَخَوَّنه وخَوَّنه وخَوَّن منه
نقَصه يقال تَخَوَّنني فلانٌ حقي إذا تنَقَّصَك قال ذو الرمة لا بَلْ هو الشَّوْقُ
من دارٍ تخَوَّنَها مَرّاً سَحابٌ ومَرّاً بارِحٌ تَرِبُ وقال لبيد يصف ناقة
عُذَافِرَةٌ تُقَمِّصُ بالرُّدَافَى تَخَوَّنَها نُزولي وارْتِحالي أَي تنَقَّص
لحمَها وشَحْمَها والرُّدَافَى جمعُ رَدِيفٍ قال ومثله لعبْدَةَ بن الطَّبيب عن
قانِئٍ لم تُخَوِّنْه الأَحاليلُ وفي قصيد كعب بن زهير لم تُخَوِّنْه الأَحاليلُ
وخَوَّنه وتخَوَّنه تعَهَّدَه يقال الحُمَّى تخَوَّنهُ أَي تعَهَّدُه وأَنشد بيت
ذي الرمة لا يَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلا ما تَخَوَّنَه يقول الغزال ناعِسٌ لا يرفع
طرفه إلا أَن تجيءَ أُمه وهي المتعهدة له ويقال إلا ما تنَقَّصَ نومَه دُعاءُ
أُمِّه له والخَوَّانُ من أَسماء الأَسد ويقال تخَوَّنته الدُّهورُ وتخَوَّفَتْه
أَي تنَقَّصَتْه والتَّخوُّن له معنيان أَحدهما التَّنقُّصُ والآخر التَّعُهُّدُ
ومن جعله تَعَهُّداً جعل النون مبدلة من اللام يقال تخَوَّنه وتخَوَّله بمعنى واحد
والخَوْنُ فَتْرة في النظر يقال للأسد خائنُ العين من ذلك وبه سمي الأَسد
خَوَّاناً وخائِنةُ الأَعْيُنِ ما تُسارِقُ من النظر إلى ما لا يَحِلُّ وفي
التنزيل العزيز يَعْلَمُ خائنةَ الأَعْيُنِ وما تُخْفي الصُّدُور وقال ثعلب معناه
أَن ينظر نظرةً بريبة وهو نحو ذلك وقيل أَراد يعلم خيانةَ الأَعين فأَخرج المصدر
على فاعلة كقوله تعالى لا تسمع فيها لاغِيَةً أَي لَغْواً ومثله سمعتُ راغِيَةَ
الإِبل وثاغِيَةَ الشاءِ أَي رُغاءها وثُغاءها وكل ذلك من كلام العرب ومعنى الآية
أَن الناظر إذا نظر إلى ما لا يحل له النظر إليه نظر خيانةٍ يُسِرُّها مسارقة
علمها الله لأَنه إذا نظر أَول نظرة غير متعمد خيانة غيرُ آثم ولا خائن فإِن أَعاد
النظر ونيتُه الخيانة فهو خائن النظر وفي الحديث ما كان لنبيٍّ أَن تكونَ له
خائنةُ الأَعْيُن أَي يضمر في نفسه غيرَ ما يظهره فإِذا كف لسانه وأَومأَ بعينه
فقد خان وإذا كان ظهور تلك الحالة من قِبَل العين سميت خائِنَةَ العين وهو من قوله
عز وجل يعلم خائنة الأَعين أَي ما يَخُونون فيه من مُسارقة النظر إلى ما لا يحل
والخائِنةُ بمعنى الخيانة وهي من المصادر التي جاءت على لفظ الفاعلة كالعاقبة وفي
الحديث أَنه رَدَّ شهادَةَ الخائن والخائنة قال أَبو عبيد لا نراه خَصَّ به
الخِيانةَ في أَمانات الناس دون ما افترض الله على عباده وأْتمنهم عليه فإِنه قد
سمى ذلك أَمانة فقال يا أيها الذين آمنوا لا تَخُونوا الله والرسولَ وتَخُونوا
أَماناتكم فمن ضَيَّع شيئاً مما أَمر الله به أَو رَكِبَ شيئاً مما نَهى عنه فليس
ينبغي أَن يكون عدلاً والخُوانُ والخِوَانُ الذي يُؤْكل عليه مََُعَرَّبٌ والجمع
أَخْوِنة في القليل وفي الكثير خِونٌ قال عدِيٌّ لِخُونٍ مَأْدُوبةٍ وزَمير قال
سيبويه لم يحركوا الواو كراهة الضمة قبلها والضمة فيها والإخْوَانُ كالخِوانِ قال
ابن بري ونظيرُ خُوَانٍ وخُونٍ بِوانٌ وبُونٌ ولا ثالث لهما قال وأَما عَوَانٌ
وعُونٌ فإِنه مفتوح الأَول وقد قيل بُوانٌ بضم الباء وقد ذكر ابن بري في ترجمة بون
أَن مثلهما إِوَانٌ وأُوانٌ ولم يذكر هذا القول ههنا الليث الخِوَان المائدة
مُعرَّبة وفي حديث الدابة حتى إن أَهلَ الخِوَانِ ليجتمعون فيقول هذا يا مؤْمن
وهذا يا كافر وجاءَ في رواية الإخوان بهمزة وهي لغة فيه وقوله في حديث أَبي سعيد
فإِذا أَنا بأَخاوِينَ عليها لُحومٌ منتنة هي جمع خِوَانٍ وهو ما يوضع عليه
الطعامُ عند الأَكل وبالإخوَانِ فسِّر قول الشاعر ومَنْحَرِ مِئْناثٍ تَجُرُّ
حُوارُها ومَوْضِع إِخوانٍ إلى جَنْبِ إخوانِ عن أَبي عبيد والخَوَّانةُ الاسْتُ
والعرب تسمي ربيعاً الأَوَّلَ خَوَّاناً وخُوَّاناً أَنشد ابن الأَعرابي وفي
النِّصْفِ من خَوَّانَ وَدَّ عَدُوُّنا بأَنَّه في أَمْعاءِ حُوتٍ لَدَى البَحْرِ
( * قوله بأنه هكذا في الأصل دون إشباع حركة الضمير ) قال ابن سيده وجمعه أَخْوِنة
قال ولا أَدري كيف هذا وخَيْوَانُ بلد باليمن ليس فَعْلانَ لأَنه ليس في الكلام
اسم عينه ياء ولامه واو وترك صرفه لأَنه اسم للبقعة قال ابن سيده هذا تعليل
الفارسي فأَما رجاءُ بنُ حَيْوَة فقد يكون مقلوباً عن حيَّةٍ فيمن جعل حَيَّةً من
ح و ي وهو رأْي أَبي حاتم ويُعَضِّدُه رجل حَوَّاء وحاوٍ للذي عَمَلُه جمع
الحَيّاتِ وكذلك يُعَضِّدُه أَرض مَحْواة فأَما مَحْياةٌ في هذا المعنى
فمُعاقِبَةٌ إِيثاراً للياء أَو مقلوب عن مَحْوَاة فلما نقلت حَيَّةُ إلى العلمية
خُصَّت العلمية بإخراجها على الأَصل بعد القلب وسَهَّلَ ذلك لهم القلبُ إذْ لو
أَََعَلُّوا بعد القلب والقَلْبُ علةٌ لتوالى الإِعْلالانِ وقد قيل عن الفارسي إن
حَيَّة من ح ي ي وإِن حَوَّاءَ من باب لآْآءٍ وقد يكون حَيْوَة فَيْعِلَة من حَوَى
يَحْوِي حَيْوِيَةً ثم قلبت الواو ياء للكسرة فاجتمعت ثلاث ياءات ومثله حَيْيِيَة
فحذفت الياء الأَخيرة فبقي حَيَّة ثم أُخرجت على الأَصل فقيل حَيْوَة فإذا كان
حَيْوَةُ مُتَوَجِّهاً على هذين القولين فقد تَأَدَّى ضمانُ الفارسي أَنه ليس في
الكلام شيء عينه ياء ولامه واو البتة والخَانُ الحانُوتُ أَو صاحب الحانوتِ فارسي
معرّب وقيل الخانُ الذي للتِّجارِ