الخَوَصُ محَرَّكَةً : غُؤُورُ العَيْنِ وضِيقُهَا وصِغَرُهَا وقَدْ خَوِصَ كفَرِحَ فهو أَخْوَصُ بَيِّنُ الخَوَصِ أَيْ غائِرُ العَيْنِ وهي خَوْصَاءُ . وقِيلَ : الخَوَصُ : أَنْ تَكُونَ إِحْدَى العَيْنَيْنِ أَصْغَرَ من الأُخْرَى . وقِيل : هو ضِيقُ مَشَقَّهَا خِلْقَةً أَوْ دَاءً . والأَخْوَصُ . هو : زَيْدُ بنُ عَمْرو بنِ قَيْسِ بنِ عَتّابٍ التَّمِيميُّ وشاعِرٌ فارِسٌ هكذَا بواو العَطْفِ في النُّسَخِ والصَّوَاب إِسْقَاطُهَا كَمَا في التَّكْمِلَةِ والتَّبْصِيرِ ذكره ابنُ الكَْلِبّي . والخَوْصاءُ : رِيحٌ حارَّةٌ تَكْسِرُ العَيْنَ حَرّاً نَقَلَه ابنُ شُمَيْلٍ أَيْ يَكْسِرُ الإِنْسَانُ عَيْنَه مِنْ حَرِّهَا ويَتَخَاوَصُ لَهَا وهو مَجَازٌ . والخَوْصَاءُ : البِئْر القَعِيرَةُ أَيِ البَعِيدَةُ القَعْرِ لا يُرْوِى ماؤُهَا المَالَ قال ذُو الرُّمّةِ :
ومَنْهَلٍ أَخْوَصَ طامٍ خالِ ... وَرَدْتُه قَبْلَ القَطَا الأَرْسالِ ويُقَال : رَكِيَّةٌ خَوْصَاءُ : أَي غائِرَةٌ وهوَ مَجَازٌ . والخَوْصَاءُ : القَارَةُ المرْتَفِعَةُ قال :
رَباَ بَيْنَ نِيقَىْ صَفْصَفٍ ورَتَائجٍ ... بخَوْصاءَ مِنْ زَلاّءَ ذاتِ لُصُوبِ وهوَ مَجَازٌ قال الزَّمَخْشَرِيُّ : لأَنَّ الناظِرَ يَتَخَاوَصُ لَهُمَا أَيْ للبِئْرِ والقَارَةِ . ونَعْجَةٌ خَوْصاءُ : اسْوَدَّتْ إِحْدَى عَيْنَيْهَا وابْيَضَّتِ الأُخْرَى وقَدْ خَوِصَتْ خَوَصاً واخْوَاصَّت اخْوِيصَاصاً قالَهُ أَبو زَيْدٍ وقال غَيْره : الخَوْصَاءُ مِن الضَّأْنِ : السَّوْدَاءُ إِحْدَى العَيْنَيْنِ البَيْضاءُ الأُخْرَى مع سائِرِ الجَسَدِ . والخَوْصَاءُ : فَرَسُ سَبْرَةَ بن عَمْروٍ الأَسَدِيِّ وهو القائِلُ فيها :
لَعَمْرُكَ لَوْلاَ أَنّ فِيْهِمْ هَوَادَةً ... لَمَا شَوَتِ الخَوْصَاءُ صَدْرَ المُقَنّعِ وأَيْضاً فَرسُ تَوْبَةَ بنِ الحُمَيِّرِ الخَفَاجِيّ نَقَلَهُمَا الصّاغَانِيُّ . والظَهِيرَةُ الخَوْصَاءُ : أَشَدُّ الظَّهَائِرِ حَرّاً لا تَسْتَطِيعُ أَنْ تُحِدَّ طَرْفَكَ إِلاّ مُتَخاوِصاً قال :
" حِينَ لاحَ الظَّهِيرَةُ الخَوْصاءُ . والخُوصُ بالضّمِّ : وَرَقُ النَّخْلِ والمُقْلِ والنارَجِيلِ وما أَشْبَهَها الواحِدَةُ بِهَاءٍ . والخَوّاصُ ككَتّانٍ : بائِعُه وناسِجُه . والخِيَاصَةُ : صَنْعَتُه . وأَخْوَصَتِ النَّخْلَةُ : أَخْرَجَتْهُ . وفي الأَسَاسِ : خَوَّصَتْ : أَوْرَقَتْ . وأَخْوَصَت الخُوصَةُ : بَدَتْ . وأَخْوَصَ العَرْفَجُ والرّمْثُ : تَفَطَّرَ بوَرَقٍ وعَمّ بَعْضُهم بهِ الشَّجَرَ قَالَتْ غَادِيَةُ الدَّبَيْرِيَّةُ :
وَلِيتُه فِي الشَّوْكِ قَدْ تَقَرْمَصَا ... على نَوَاحِي شَجَرٍ قَدْ أَخْوَصَا
وقالَ أَبو حَنِيفَةَ : أَخاصَ الشَّجَرُ إِخْواصاً كذلِكَ قالَ ابنُ سِيدَه وهذا ظَرِيفٌ أَعْنِي أَنْ يَجِيءَ الفِعْلُ منْ هذا الضّرْبِ مُعْتَلاً والمَصْدَرُ صَحِيحاً وكُلُّ الشَّجَرِ يُخِيصُ إِلاَّ أَنْ يكونَ شَجَرَ الشّوْكِ أَو البَقْلِ . وخَوِّصْ ما أَعْطَاكَ وتَخَوَّصْ : خُذْهُ وإِنْ قَلَّ وعِبَارَةُ الجَوْهَرِيُّ : وقَوْلُهُمْ : تَخَوَّصْ مِنْهُ أَي خُذْ منه الشَّيْءَ بَعْدَ الشَّيْءِ وخَوِّصْ ما أَعْطَاك أَيْ خُذْه وإِنْ قَلّ وفي الأَسَاس : ولَوْ كانَ في قِلَّةِ الخُوصَةِ . وفي اللِسَانِ : ويُقَال : إِنّه لَيُخَوِّصُ مِنْ مالِهِ إِذا كانَ يُعْطِي الشَّيْءَ المُقَارَبَ وكُلُّ هذا مِنْ تَخْوِيصِ الشَّجَرِ إِذا أَوْرَقَ قَلِيلاً قَلِيلاً قالَ ابنُ بَرِّيّ : وفي كِتَابِ أَبِي عَمْروٍ الشِّيْبَانِيِّ : والتَّخْوِيسُ بالسِّين : النَّقْصُ وفي حَدِيثِ عَلِيٍّ وعَطَائِه أَنَّه كانَ يَزْعَبُ لِقَوْمٍ ويُخَوِّصُ لِقَوْمٍ : أَيْ يُكْثِرُ ويُقِلُّ وقَوْلُ أَبِي النَّجْمِ :
يا ذَائِدَيْهَا خَوِّصَا بِأَرْسَالْ ... ولا تَذُودَاهَا ذِيَادَ الضُّلاَّلْ أَيْ قَرِّبَا إِبِلَكُمَا شيئاً بَعْدَ شَيْءٍ ولا تَدَعَاهَا تَزْدَحِمُ على الحَوْضِ والأَرْسَالُ : جَمْع رَسَلٍ وهُو القَطِيعُ من الإِبِلِ وقالَ زِيَادُ العَنْبَرِيُّ :
أَقُولُ للذّائِدِ خَوِّصِ برَسَلْ ... إِنّي أَخافُ النّائِبَاتِ بالأُوَلْ وقَدْ ذَكَرَ المُصَنِّفُ هذا المَعْنَى في التَّخْوِيسِ بالسِّينِ فرَاجِعْه . قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ : وسَمِعْتُ أَرْبَابَ النَّعَمِ يَقُولُونَ للرُّكْبَانِ إِذا أَورَدُوا الإِبِلَ والسَّاقِيَانِ يُجِيلانِ الدَّلاَءَ في الحَوْضِ : أَلاَ وخَوِّصُوهَا أَرْسالاً ولا تُورِدُوهَا دُفْعَةً وَاحِدَةً فتَبَاكّ عَلَى الحَوْضِ وتَهْدِم أَعْضَادَه . فيُرْسِلُونَ مِنْهَا ذَوْداً بَعْدَ ذَوْدٍ ويَكُونُ ذلِكَ أَرْوَى للنَّعَمِ وأَهْوَنَ عَلَى السُّقَاةِ . وفِي الحَدِيثِ : مَثَلُ المَرْأَةِ الصّالِحَةِ مَثَلُ التّاجِ المُخَوَّصِ بالذَّهَبِ ومَثَلُ المَرْأَةِ السُّوءِ كالحِمْلِ الثَّقِيلِ عَلَى الشَّيْخِ الكَبِيرِ تَخْوِيصُ التّاجِ مَأْخُوذٌ من خُوصِ النَّخْلِ وهو تَزْيِينُه بصَفَائِحِ الذَّهَبِ على قَدْرِ عَرْضِ الخُوصِ . وقالَ ابنُ عَيَّاشٍ الضَّبِّيُّ : أَرْضٌ مَخَوِّصَةٌ بالكَسْرِ هِي الَّتِي بِهَا خُوصُ الأَرْطِي والأَلاَءِ والعَرْفَجِ والسَّبَطِ قالَ : وخُوصَةُ الأَرْطَي مِثْلُ هُدْبِ الأَثْلِ وخُوصَةُ الأَلاءِ عَلَى خِلْقَةِ آذَانِ الغَنَمِ وخُوصَةُ العَرْفَجِ كَأَنَّهَا وَرَقُ الحِنّاءِ وخُوصَةُ السَّبَطِ عَلَى خِلْقَةِ الحَلْفَاءِ . قالَ أَبو مَنْصُورٍ : الخُوصَةُ خُوصَةُ النَّخْلِ والمُقْلِ والعَرْفَجِ ولِلثُّمامِ خَوصَةٌ أَيْضاً وأَمّا البُقُولُ الَّتِي يَتَنَاثَرُ وَرَقُهَا وَقْتَ الهَيْجِ فلا خُوصَةَ لهَا . وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ : خَوَّصَ الرَّجُلُ تَخْوِيصاً إِذا ابْتَدَأَ بإِكْرَامِ الكِرَامِ ثُمَّ اللِّئَامِ وأَنْشَد :
" يا صَاحِبَيَّ خَوِّصَا بسَلِّ
" مِنْ كُلِّ ذَاتِ ذَنَبٍ رِفَلِّ
" حَرَّقَها حَمْضُ بِلادٍ فَلِّوفَسَّرَهُ قالَ : ابْدَأَا بخيَارهَا وكِرَامِهَا قال : ولا يَكُونُ طُولُ شَعرِ الذَّنَبِ إِلاَّ في خِيَارِهَا يَقُول : قَدِّمَا خِيَارَهَا وجِلَّتَها لِتَشْرَبَ فإِنْ كان هُنَاك قِلَّةُ ماءٍ كان لشِرَارِهَا وقدْ شَرِبَت الخِيَارُ صَفْوَتَه قال ابنُ سِيدَه : هذا مَعْنى قَوْلِ ابنِ الأَعْرَابِيِّ وقَدْ لَطَّفْتُ أَنَا تَفْسِيرَه ومَعْنَى بسَلِّ أَنَّ النّاقَةَ الكَرِيمَةَ تَنْسَلُّ إِذا شَرِبَتْ فَتَدْخُلُ بينَ ناقَتَيْنِ . وخَوَّصَ الشَّيْبُ فُلاناً وخَوَّصَهُ القَتِيرُ : بَدَا فِيهِ وفي الأَساسِ : بَدَتْ رَوَائِعُه وفي اللِّسَانِ : وقَعَ فيه مِنْه شيْءٌ بَعْدَ شَئٍ . وقِيلَ : هُوَ إِذا اسْتَوَى سَوَادُ الشَّعرِ وبَيَاضُه . وخَاوَصْتُه البَيْعَ مُخاوَصَةً : عَارَضْتُه به قالَ أَبو زيْدٍ : خَاوَصْتُه مُخَاوَصَةً وغايَرْتُه مُغايَرَةً وقَايَضْتُه مُقَايَضةً كُلُّ هذا إِذا عَارَضْتَه بالبَيْعِ هذا هُوَ الصَّحِيحُ في هذا الحَرْفِ وقد نُقِلَ عن أَبِي عُبَيْدٍ مِثْلُ ذلِكَ وصَحَّفَه المُصَنِّفُ تَبَعاً لابْنِ عَبّادٍ فذَكَرَه أَيْضاً في خ ر ص . ويُقَال : هُوَ يُخَاوِصُ ويَتَخَاوَصُ في نَظَرِه إِذا غَضَّ مِنْ بَصَرِهِ شَيْئاً وهو فِي كُلِّ ذلِكَ يُحَدِّقُ النّظَرَ كأَنَّهُ يُقَوِّمُ قِدْحاً أَيْ سَهْماً . قال أَبو مَنْصُورٍ : كُلُّ ما حُكِى في الخَوَصِ صَحِيحٌ غَيْرَ ضِيقِ العَيْنِ فإِنَّ العَرَبَ إِذا أَرادَتْ ضِيْقَهَا جَعَلُوه الحَوَصَ بالحَاء ورَجُلٌ أَحْوَصُ وامْرَأَةٌ حَوْصَاءُ إِذا كَانَا ضَيِّقَيِ العَيْنِ وإِذَا أَرَادُوا غُؤُورَ العَيْنِ فَهُوَ الخَوَصُ بالخاء المُعْجَمَة . ورَوَى أَبُو عُبَيْدٍ عنْ أَصْحَابِه : خَوِصَتْ عَيْنُه ودَنَّقَتْ وقَدَّحَتْ إِذا غارَتْ . والقَاسِمُ ابنُ أَبِي الخَوْصاءِ مُحَدِّثٌ حمْصِيٌّ نقَلَهُ الصّاغَانِيُّ والحَافِظُ . قُلْتُ : ويُقَالُ لَهُ : الخُوصِيُّ نِسْبَةً إِلَى أَبِيهِ كَذَا ذَكَرَه مَحْمُودُ بنُ إِبرَاهِيمَ بنِ سميعٍ في كِتَابِ التّارِيخِ . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : إِنَاءٌ مُخَوَّصٌ : فِيهِ عَلى أَشْكَالِ الخُوصِ . وتَخَاوَصَتِ النُّجُومُ : صَغُرَت للغُرُوبِ وهو مَجَازٌ . والخُوصَةُ من الجَنْبَةِ وهو من نَبَاتِ الصّيْفِ وقِيلَ : هو ما نَبَتَ على أُرُومَةٍ وقِيلَ : إِذا ظهرَ أَخْضَرُ العَرْفجِ عَلى أَبْيَضِه فتِلْك الخُوْصَةُ ودِيبَاجٌ مُخوَّصٌ بالذَّهَبِ أَيْ مَنْسُوجٌ بِهِ كهيْئضةِ الخُوصِ . وخَوَّصَ العَطَاءَ وخَاصَهُ : قَلَّلهُ الأَخِيرَةُ عَنْ ابنِ الأَعْرَابِيّ . ويُقال : نِلْتُ مِنْ فُلانِ خَوْصاً خَائصاً أَيْ مَنالةً يَسِيرَةً . وخُصْتُ الرَّجُلَ : غَضَضْتُ مِنْه . وخُصْتُه عَنْ حاجَتِه : حَبَسْتُه عَنْها . والخَوْصُ : البُعْدُ . والخَوْصَاءُ : مَوْضِعٌ وقيل : نَاحِيَةٌ بالبَحْرَيْنِ
خَصَّهُ بالشّيْءِ يَخُصُّه خَصّاً وخُصُوصاً بالفَتْحِ فيهِمَا ويُضَمُّ الثّانِي وخُصُوصِيَّةً بالضَّمِّ ويُفْتَحُ والفَتْحُ أَفْصَحُ كَمَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وبِهِ جَزَم الفَنَارِيّ فِي حاشِيَةِ المُطّوَّلِ وهُوَ الَّذِي في الفَصِيحِ وشُرُوحِه وكلامُ المُصَنِّفِ ظاهِرُه أَنَّ الضَّمَّ أَفْصَحُ والفتْح لُغَةٌ ولِذا قال بَعْضُهُم : ولوْ قال : ويُضَمُّ لَوافَقَ كَلامَ الجُمْهُورِ وسَلِمَ مِنَ المُؤَاخَذَةِ ثُمَّ قالُوا : الياءُ فِيهَا إِذا فُتِحَتْ للنِّسْبَةِ فهِيَ ياءُ المَصْدَرِيَّةِ كالفَاعِلِيَّةِ والمَفْعُولِيَّةِ بِنَاءً على خُصُوصِ فَعُولٍ للمُبَالغةِ في التَّخْصِيصِ وإِذا ضُمَّتْ فَهِي للمُبَالغةِ كأَلْمعِيّ وأَحْمَرِيّ قالَ شَيْخُنا : وعِنْدِي فِي ذلِكَ نَظَرٌ ويَقْدَحُ فِيهِ أَنَّهُم حكوْا في الياءِ التّخْفِيفَ بلْ قِيل : هُو الأَكْثرُ لِيُوَافِقَ الياءَاتِ الّلاحِقَةَ بالمَصَادِرِ كالكَرَاهِيَةِ والعَلانِيَةِ وخِصِّيصَي بالكَسْرِ والقَصْرِ وهُوَ الفَصِيحُ المَشْهُورُ وعَلَيْهِ اقْتَصَرَ القَالِي في المَقْصُورِ والمَمْدُودِ ويُمدُّ عَنْ كُرَاع وابنِ الأَعْرَابِيِّ ولا نظِيرَ لها إِلاَّ المِكَّيثَي وهذِه مَسْأَلَةٌ وَقَعَ فِيهَا النِّزَاعُ بَيْنَ الحَافِظَيْنِ : الأَسْيُوطِيِّ والسَّخَاوِيِّ حتّى أَلَّفَ الأَوْلُ فِيها رِسَالَةً مُسْتَقِلّة وخِصِّيَّةً بالفَتْحِ وضَبَطَه الصّاغَانِيُّ بالضَّمِّ وتَخِصَّةً كتَحِلَّةٍ عن ابنِ عَبّادٍ : فَضَّلَهُ دُونَ غَيْرِه ومَيَّزهُ . ويُقَالُ : الخُصُوصِيَّةُ والخَصِّيَّةُ والخاصَةُ أَسْمَاءُ مَصَادِر . وفي البَصَائِر : الخُصُوصُ : التَّفرُدُ ببَعْضِ الشَّيْءِ مِمَّا لا تُشَارِكُهُ فِيهِ الجُمْلَةُ . وخَصّهُ بالوُدِّ كَذلِكَ إِذا فَضَّلَه دُونَ غَيْرِه فأَمّا قولُ أَبِي زُبَيْدٍ :
" إِنَّ امْرَأً خَصَّنِي عَمْداً مَوَدَّتَهُعَلَى التّنَائِي لَعِنْدِي غَيْرُ مَكْفُورِ فإِنَّهُ أَرادَ خَصَّنِي بِمَوَدَّتِه فحَذَفَ الحَرْفَ وأَوْصَلَ الفِعْلَ وقَدْ يَجُوزُ أَنْ يُرِيدَ : خَصَّنِي لِمَوَدَّتِه إِيايَ قالَ ابنُ سِيدَه : وإِنَّمَا وَجَّهْنَاهُ عَلَى هذَيْنِ الوَجْهَيْنِ لأَنّا لَمْ نَسْمَعْ فِي الكلامِ خَصَصْتُه مُتَعَدِّيَةً إِلى مَفْعُولَيْن . والخَاصُّ والخَاصَّةُ : ضِدّ العَامِّ والعَامَّةِ وهُوَ مَنْ تَخُصُّهُ لِنَفْسِكَ وفي التَّهْذِيبِ : والخَاصَّةُ : الَّذِي اخْتَصَصْتَه لِنَفْسِك . وسُمِعَ ثَعْلَبٌ يَقُول : إِذا ذُكِرَ الصّالِحُونَ فبِخَاصَّةٍ أَبُو بَكْرٍ وإِذا ذُكِرَ الأَشْرَافُ فبِخَاصَّةٍ عَلِيٌّ . والخُصّانُ بالكَسْرِ والضَّمِّ : الخَوَاصُّ ومِنْهُ قَوْلُهُم : إِنَّمَا يَفْعَلُ هذا خِصّانُ النّاسِ أَيْ خَوَاصُّ مِنْهُم وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ لأَبِي قِلاَبَةَ الهُذَلِيّ :
" والقَوْمُ أَعْلَمُ هَلْ أَرْمِي وَرَاءَهُمُإِذْ لا يُقَاتِلُ مِنْهُمْ غَيْرُ خُصَّانِ وفي الحَدِيثِ عَلَيْكَ بخُوَيْصَّةِ نَفْسِك : الخُوَيْصَّةُ : تَصْغِيرُ الخَاصَّة وأَصْلُه خُوَيْصِصَة قال الزَّمَخْشَرِيُّ : ياؤُهَا ساكِنَةٌ لأَنّ ياءَ التّصْغِيرِ لا تَتَحَرَّكُ . ومِثْلُهَا أُصَيْمُّ ومُدَيْقُّ في تَصْغِيرِ أَصَمّ ومُدُقّ والَّذِي جَوّزَ فِيهَا وفي نَظَائِرِهَا الْتِقَاءَ الساكِنَيْنِ أَنَّ الأَوَّلَ حَرْفُ اللِّينِ والثّانِي مُدْغَمٌ نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ وفي حَدِيثٍ آخَر : بادِرُوا بالأَعْمَالِ سِتّاً : الدَّجّالَ وكَذَا وكَذَا وخُوَيْصَّةَ أَحَدِكُمْ يعني حادِثَةَ المَوْتِ الَّتِي تَخُصُّ كُلَّ إِنسانٍ . وصُغِّرَتْ لاحْتِقَارِهَا في جَنْبِ ما بَعْدَها مِنَ البَعْثِ والعَرْضِ والحِسَابِ أَيْ بادِرُوا المَوْتَ واجْتَهِدُوا في العَمَلِ . وفِي حَدِيثِ أُمِّ سُلَيْمٍ : وخُوَيْصَّتُكَ أَنَسٌ أَي الَّذِي يَخْتَصُّ بخِدْمَتِكَ . وصَغَّرَتْه لِصِغَرِه يَوْمَئذٍ . والخَصَاصُ والخَصَاصَةُ والخَصَاصَاءُ بفَتْحِهِنَّ الأَخِيرَةُ عن ابْنِ دُرَيْدٍ : الفَقْرُ وسُوءُ الحالِ والخَلَّةُ والحَاجَةُ وهُو مَجَازٌ وأَنْشَدَ ابنُ بَرّيّ للكُمَيْتِ :إِلَيْهِ مَوَارِدُ أَهْلِ الخَصَاصِ ... ومِنْ عِنْدِهِ الصَّدَرُ المُبْجِلُ وفي التَّنْزِيلِ العَزِيز : ويُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِم ولَوْ كانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ . وأَصْلُ ذلِكَ الفُرْجَةُ أَو الخَلَّةُ ؛ لأَن الشَّئَ إِذا انْفَرَج وَهَي واخْتَلَّ وذَوُو الخَصَاصَةِ : ذَوُو الخَلَّةِ والفَقْرِ وقَدْ خَصِصْتَ يا رَجُلُ بالكَسْرِ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عن الفَرّاءِ . والخَصَاصُ والخَصَاصَةُ : الخَلَلُ في الثَّغْرِ أَوْ كُلُّ خَلَلٍ وخَرْقٍ في بابٍ ومُنْخُلٍ وبُرْقُعٍ ونَحْوِه كسَحَابٍ ومِصفاةٍ وغيْرِهِمِا والجَمْعُ خَصَاصَاتٌ ومِنْه قَوْلُ الشّاعِرِ : مِنْ خَصَاصاتِ مُنْخُلِ . ويُقَالُ لِلقَمَرِ : بَدَا مِنْ خَصَاصَةِ الغَيْمِ . أَو الخَصَاصَةُ : الثَّقْبُ الصَّغِيرُ ويقال : إِن الخَصَاصَ شِبْهُ كُوَّةٍ في قُبَّةٍ أَو نَحْوِها إِذا كَانَ وَاسِعاً قَدْرَ الوَجْهِ وبعضُهُمْ يَجْعَلُ الخَصَاصَ للوَاسِعِ والضَّيِّقِ . وقيل الخَصَاصُ : الفُرَجُ بينَ الأَثافِيِّ والأَصَابِعِ وأَنْشَدَ ابنُ بَرّيّ للأَسْعَرِ الجُعْفِيّ :
إِلاَّ رَوَاكِدَ بَيْنَهُنَّ خَصَاصَةٌ ... سُفْعَ المَنَاكِبِ كُلّهُنَّ قد اصْطَلَى والخُصَاصَةُ بالضّمِّ : مَا يَبْقَى في الكَرْمِ بَعْدَ قِطَافِه العُنَيْقِيدُ الصَّغِيرُ ها هُنَا وآخَر ها هُنَا وهُوَ النَّبْذُ اليَسِيرُ أَي القَلِيلُ ج خُصَاصٌ . قَالَ أَبُو مَنْصُورِ : يُقَالُ : لَهُ من عُذُوقِ النَّخْلِ الشَّمْلُ والشَّمَالِيلُ وقالَ أَبو حَنِيفَةَ : هِيَ الخَصَاصَةُ والجَمْعُ خَصَاصٌ كِلاهُمَا بالفَتْحِ . والخُصُّ بالضّمِّ : البَيْتُ مِنَ القَصَبِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ للفَزارِيِّ :
الخُصُّ فيهِ تَقَرُّ أَعْيُنُنَا ... خَيْرٌ من الآجُرِّ والكَمَدِ وزادَ غيرُه : أَو مِنْ شَجَرٍ . وهُوَ البَيْتُ يُسْقَفُ عَلَيْهِ بِخَشَبَة كالأَزَجِ ج : خِصَاصٌ وخُصُوصٌ وأَخْصَاصٌ سُمِّي بذلك لأَنّه يُرَى ما فِيهِ من خَصَاصِه أَي فُرَجِهِ وفِي التَّهْذِيبِ : سُمِّيَ خُصّاً لما فِيه من الخَصَاصِ وهي التَّفَارِيجُ الضَّيِّقَةُ . والخُصُّ : حَانُوتُ الخَمّارِ وإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ قَصَبٍ ومنه قَوْلُ امرئِ القَيْسِ :
كأَنَّ التِّجَارَ أَصْعَدُوا بسَبِيئَةٍ ... من الخُصِّ حَتّى أَنْزَلُوهَا على يُسُرْ ويُرْوَى : أُسُرْ وقال الأَصْمَعِيّ : الخُصُّ : كُرْبَقٌ مَبنِيٌّ وهُوَ الحَانُوتُ . وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ : الخُصُّ : بَلَدٌ جَيِّدُ الخَمْرِ بالشّامِ وأُسُرٌ : بَلَدٌ من الحَزْنِ وكان امرُؤُ القَيْسِ يَكُونُ بالحَزْنِ والحَزْنُ : مِنْ بِلادِ بَنِي يَرْبُوع . وفي عِبارَةِ المُصَنّفِ رحِمَه اللهُ تَعالَى مَحَلُّ تَأَمَّل وكَأَنَّه سَقَط منها لَفْظُ بَلَدٍ فَتَأَمَّلْ . والخِصُّ بالكَسْرِ : النّاقِصُ يُقَال : شَهْرٌ خِصٌّ أَيْ ناقِصٌ . والإِخْصاصُ : الإِزْراءُ بالشَيْءِ . وخُصَّى كرُبَّى : ة كَبِيرَةٌ ببَغْدَادَ في طَرَفِ دُجَيْلٍ مِنْهَا مُحَمَّدُ بنُ عَليِّ بنِ مُحَمّدِ بنِ المُهَنَّدِ الخُصِّيُّ الحَرِيمِيُّ السّقّاءُ عن أَبِي القاسِمِ ابنِ الحُصَيْنِ . وابنُه عليُّ بنُ محمَّدٍ عن سَعِيدِ بنِ البَنّاءِ . وخُصَّي : ة أُخْرَى شَرْقِيَّ المَوْصِلِ أَهْلُهَا جَمّالُونَ والمَشْهُورُ فيها : خُصَّةُ . والخُصُوصُ بالضَّمِّ : ع بالكُوْفَةِ تُنْسَبُ إِلَيْهِ الدِّنَانُ الخُصِّيَّةُ عَلَى غَيْرِ قِياسٍ وقِيلَ : مَوْضِعٌ بالحَيْرَةِ وبِهِ فُسِّرَ قَوْلُ عَدِيِّ بنِ زَيْدٍ العِبَادِيِّ :
أَبْلِغْ خَلِيلِي عَبْدَ هِنْدٍ فَلا ... زِلْتَ قَرِيباً مِنْ سَوَادِ الخُصُوصْوالخُصُوصُ : ة بمِصْرَ بِعَيْنِ شَمْس مِنَ الشَّرْقِيَّةِ ومِنْهَا الشَّرِيفُ الخُصُوصِيُّ المُحَدِّثُ لَهُ ذِكْرٌ في كِتَابِ اسْتِجْلابِ ارْتِقَاءِ الغُرَف لِلسَّخاوِيّ . والخُصُوصُ : ة من كُورَةِ أَسْيُوطَ . والخُصُوصُ : ة أُخْرَى بالشَّرْقِيَّةِ وهي خُصُوصُ السَّعَادَةِ بمِصْرَ ولَهَا عِدَّةُ كُفُورٍ مِنْهَا الرُّومِيَّةُ ومن إِحْداها أَثِيرُ الدِّينِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بن مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرِ بنِ مُحَمَّدُ الشّافِعِيُّ الخُصُوصِيُّ وُلِدَ في نَيِّفٍ وسِتِّينَ وسَبْعِمِائَةٍ وسَمِعَ عَلَى التَنُوخِيِّ وابنِ المُلَقِّنِ والبُلْقَيْنِيِّ والعِرَاقِيِّ والهَيْتَمِيّ وابنِ خلْدُونَ مات بالشامِ سنة 843 . والخُصُوصُ : ع بالبَادِيَةِ وهُوَ الَّذِي مَرَّ ذِكْرُه أَنّه بالحِيرَةِ بالقُرْبِ من الكُوْفَةِ وفُسِّرَ به قَوْلُ عَدِيِّ بن زَيْدٍ . والتَّخْصِيصُ : ضِد التَّعْمِيمِ وهُوَ التَّفَرُّدُ بالشَّيْءِ مِمّا لا تُشَارِكُه فِيه الجُمْلةُ وبِهِ كُنِىَ عَبْدُ الوَهّابِ بنُ يُوسُفَ الوَفائِيّ أَبا التَّخْصِيصِ مِن المُتَأَخِّرِين وهو جَدُّ خاتِمَةِ بَنِي الوَفَاءِ مُحَمَّدِ أَبِي هادِي بنِ عَبْدِ الفَتّاحِ نَفَعَنا اللهُ بهِم . والتَّخْصِيصُ أَيْضاً : أَخْذُ الغُلامِ قَصَبَةً فِيهَا نارٌ يُلَوِّحُ بِها لاعِباً نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ . واخْتَصَّهُ بالشَّيْءِ اخْتِصاصاً : خَصَّهُ بهِ فاخْتَّصَ وتَخَصَّصَ لازِمٌ مُتَعْدٍّ ويُقَالُ : اخْتَصَّ فُلانٌ بالأَمْرِ وتَخَصَّصَ لَهُ إِذا انْفَرَدَ . ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه : يُقَال : أَخَصَّهُ فهُوَ مُخَصُّ بِهِ أي خاصٌّ . وخَصَّصَهُ فتَخَصَّصَ . وخَصَّهُ بِكَذَا : أَعْطَاهُ شَيْئاً كَثِيراً عَنِ ابنِ الأَعْرَابِيِّ . والخَصَاصَةُ : الغَيْمُ نَفْسُه . والخَصَاصَةُ أَيْضاً : الفُرَجُ الَّتِي بينَ قُذَذِ السَّهْمِ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ . والخَصَاصَةُ : العَطَشُ والجُوعُ ويُقَالُ : صَدَرَت الإِبِلُ وبِهَا خَصَاصَةٌ إِذا لَمْ تَرْوَ وصَدَرَتْ بعَطَشِهَا وكَذلِك الرَّجُلُ إِذا لَمْ يَشْبَعْ من الطَّعَامِ وكُلُّ ذلِكَ من المَجَازِ . والخَصَاصَةُ مِن الكَرْمِ : الغصُنْ ُإِذا لَمْ يَرْوَ وخَرَجَ مِنْهُ الحَبُّ مُتَفَرِّقاً ضَعِيفاً . ويُقَالُ : هُوَ يَسْتَخِصُّ فُلاناً ويَسْتَخْلِصُهُ . ومن المَجَازِ : اخْتَصَّ الرّجُلُ : اخْتَلَّ أَي افْتَقَرَ . وسَدَدْتُ خُصَاصَةَ فُلانٍ بالضّمِّ أَيْ جَبَرْتُ فَقْرَه كَمَا فِي الأَسَاسِ . وبَشِيرُ بنُ مَعْبَدِ بنِ شَرَاحِيلَ عُرِفَ بابْنِ الخَصَاصِيَّةِ وهِيَ أُمُّه واسْمُهَا مَارِيَةُ صَحَابِيّ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ . قُلْتُ : وهِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلَى خَصَاصٍ واسْمُه الَّلاتُ بنُ عَمْرِو بنِ كَعْبِ بن الغِطْرِيفِ الأَصْغَر بَطْن من الأَزْدِ . وقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ : هِنْدُ بِنْتُ الخُصِّ وبنتُ الخُسِّ يُقَالانِ مَعَاً وقد تَقَدَّمَ في السِّينِ . وقاسِمٌ الخَصّاصُ : مُحَدِّثٌ رَوَى عَنْ نَصْرِ بنِ عَليٍّ الجَهْضَمِيِّ وعَنْهُ ابنُ مُجَاهِدٍ . وهَارُونُ الخَصّاصُ عن مُصْعَبِ ابنِ سَعْدٍ . ومُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الخَصّاص الواسِطِيّ حَدَّثَ في حُدُودِ العِشْرِينَ والسِّتّمائَةِ . والخَاص وَادٍ من أَوْدِيَةِ خَيْبَرَ . ويَزْد خَاص : مدِينَةٌ بالعَجَمِ . وخَاص مِن قُرَى خُوَارِزْمَ . ومنْها أَبو الفَضْلِ المُؤَيَّدُ بنُ المُوَفَّقِ . والخَاصِّيُّ : شَارِحُ الكَلِمِ النَّوَابِغ للزَّمَخْشَرِيِّ . والأَخْصاصُ بالفَتْحِ : قَرْيَةٌ بمِصْرَ وقَدْ وَرَدْتُهَا . والخَاصَّةُ : لَقَبُ الأَمِيرِ أَبِي الحَسَنِ فائِقِ بنِ عبدِ اللهِ الأَنْدَلُسِيِّ الرُّومِيِّ لاخْتِصاصِه بالسُّلْطَانِ الأَمِيرِ السَّيِّدِ أَبِي صالِحٍ مَنْصُورِ بنِ نُوحٍ وَالِي خُرَاسَانَ سَمِعَ بمَرْوَ وببُخَارَا وبالكُوْفَةِ ورَوَى عنه الحَافِظَانِ : أَبو عَبْدِ اللهِ بنُ البَيِّع وابنُ غُنْجار وتُوُفِّيَ ببُخَارَا سنة 389 . وخَاوُص بضّمِّ الواوِ : قَرْيَةٌ فَوْقَ سَمَرْقَنْدَ مِنْهَا أَبو بَكْرٍ مُحَمّد ابن أَبِي بكر الخَاوُصِيّ الخَطِيبُ حَدَّثَ بسَمَرْقَنْدَ عَنْ أَبِي الحَسَن المُطَهَّرِيِّ وعنهأَبو حَفْصٍ النَّسَفِيُّ . َبو حَفْصٍ النَّسَفِيُّ