[البقرة آية 187] وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ(قرآن). 5. "خَيْطُ العَنْكَبُوتِ" : مَا يَخْرُجُ مِنْ فَمِ العَنْكَبُوتِ، خَيْطٌ دَقِيقٌ جِدّاً. 6. "تَقَطَّعَتْ آخِرُ خُيُوطِ الأَمَلِ" : أَيْ مَا كَانَ يَشُـدُّهُ إِلى الأَمَلِ.
الخَيْطُ : السِّلْكُ ج أَخْياطٌ وخُيُوطٌ وخُيُوطَةٌ الأَوَّلُ نَقَلَهُ ابنُ بَرِّيّ والأَخيرانِ نَقَلَهُما الجَوْهَرِيّ وقال : مِثْل فُحُولٍ وفُحُولَة . زاد في اللّسَان : زادُوا الهاءَ لتأْنيثِ الجَمْعِ . وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لابنِ مُقْبِلٍ :
فَرِيساً ومَغْشِيًّا عَلَيْهِ كَأَنَّهُ ... خُيُوطَةُ مَارِيٍّ لَوَاهُنَّ فَاتِلُهْ وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيُّ للشَّنْفَرَى :
وأَطْوي عَلَى الخَمْصِ الحَوايا كما انْطَوَتْ ... خُيوطَةُ مارِيٍّ تُغارُ وتُفْتَلُ قُلْتُ : ومثلُ هذا : وَقَع الحافِرُ عَلَى الحافرِ لا أنَّ أَحَدَهما أَخَذَ من الثّاني فإِنَّ التَّشْبيهَ بخُيوطَةِ مارِيٍّ مَعْنًى مطروقٌ للشُّعَراء كما حَقَّقَه الآمِدِيُّ في المُوازِنَةِ . والخَيْطُ من الرَّقَبَةِ : نُخاعُها يُقَالُ : جاحَشَ فُلانٌ عن خَيْطِ رَقَبَتِه أَي دافَعَ عن دَمِه . كذا في اللّسَان والعُبَاب والصّحاح وهو مجازٌ . والخَيْطُ جَبَلٌ مَعْروفٌ . والخَيْطُ الخِياطَةُ هَكَذا في النُسَخِ والصَّوَابُ الخِياطُ بلا هاءٍ كما في العُبَاب يُقَالُ : أَعْطِني خِياطاً ونِصاحاً أَي خَيْطاً واحِداً قالَهُ أَبُو زَيْدٍ ومِنْهُ الحَديثُ : " أَدُّوا الخِياطَ والمِخْيَطَ " أَرادَ بالخِياطِ هنا : الخَيْطَ وبالمِخْيَطِ : الإبْرَة . والخَيْطُ : انْسِيابُ الحَيَّةِ عَلَى الأرْضِ وَقَدْ خاطَ الحَيَّةُ وهو مَجازٌ . ومن المَجازِ : الخَيْطُ : الجَماعَةُ وفي الصّحاح : القَطيعُ من النَّعام وفي اللّسَان : وَقَدْ يَكُونُ من البَقَرِ . والخَيْطُ : القِطْعَةُ من الجَرَادِ كالخَيْطَى كسَكْرى نَقَلَه الجَوْهَرِيّ . والخِيطُ بالكَسْرِ فيهما أَي في النَّعام والجَراد ذَكَرَ ابن دُرَيْدٍ الفتح والكَسْرِ في النَّعام وكان الأَصْمَعِيّ يَخْتارُ الكَسْرَ وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ . وفي العُبَاب : قالَ لَبيدٌ يَذْكُرُ الدِّمَنَ :
وخيطاً من خَواضِبَ مُؤْلِفاتٍ ... كأَنَّ رِئالَها أُرْقُ الإفالِ قُلْتُ : ونَسَبَه ابنُ بَرِّيّ لشُبَيْلٍ ج : خيطانٌ بالكَسْرِ وأَخْياطٌ أَيْضاً قالَهُ ابنُ بَرِّيّ وأَنْشَدَ ابن دُرَيْدٍ :
" لمْ أَخْشَ خيطاناً من النَّعامِ ومن المَجَازِ : نَعامَةٌ خَيْطاءُ بَيِّنَةُ الخَيَطِ أَي طَويلَةُ العُنُقِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . والخِياطُ والمِخْيَطُ ككِتابٍ ومِنْبَرٍ : مَا خِيطَ به الثَّوْبُ وهما أَيْضاً : الإبْرَةُ ومِنْهُ قوله تعالى : " حتَّى يَلِجَ الجَمَلُ في سَمِّ الخِياطِ " أَي في ثَقْبِ الإبْرَة قالَ سِيبَوَيْه : المِخْيَطُ ونَظيرُه ممّا يُعْتَمَلُ به مَكْسورُ الأوّل كانَتْ فيه الهاء أو لم تَكُنْ قالَ : ومِثلُ خِياطٍ ومِخْيَطٍ سِرادٌ ومِسْرَدٌ وقِرامٌ ومِقْرَمٌ . وقوله : والمَمَرُّ والمَسْلَكُ ظاهِرُ سِياقِه أنَّه مَعْطوفٌ عَلَى مَا قبلَه فيكونُ الخِياطُ والمِخْيَطُ بهذا المعنى وهو وَهَمٌ والصَّوابُ : والمَخِيطُ أَي كمَقيلٍ : المَمَرُّ والمَسْلَكُ كما هو في اللّسَان والعُبَاب عَلَى الصَّواب وكأَنَّ في عِبارَةِ المُصَنِّفِ سَقطاً فَتَأَمَّل . وهو خاطٌ من الخِياطَةِ عن أَبي عُبَيْدة كما نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ في العُبَاب ووَقَعَ في التَّكْمِلَة : عن أَبي عُبَيْدة ونَسَبَهُ في اللّسَان إِلَى كُراع وخائِطٌ وخَيّاطٌ . وثَوْبٌ مَخِيطٌ ومَخْيوطٌ وَقَدْ خاطَهُ خِياطَةً وأَنْشَدَ ابن دُرَيْدٍ :
" هَلْ في دَجوبِ الحُرَّةِ المَخيطِ
" وَذيلَةٌ تَشْفي من الأَطيطِوكان حَدُّه مَخْيوطاً فَليَّنوا الياءَ كما لَيَّنوها في خاطٍ والْتَقَى ساكِنان : سُكونُ الياءِ وسُكونُ الواو فقالوا : مَخيطٌ لالْتِقاءِ الساكِنَيْن أَلْقَوْا أَحَدَهما . وكَذلِكَ : بُرٌّ مَكيل وأَصلُه مَكْيول قالَ الجَوْهَرِيّ : فمن قالَ مَخْيوطٌ أَخْرَجَه عَلَى التَّمام . ومن قالَ مَخِيطٌ بَناهُ عَلَى النَّقْصِ ؛ لنُقصانِ الياء في خِطْتُ والياءُ في مَخيط هي واوُ مَفْعولٍ انْقَلَبَتْ ياءً ؛ لسُكونِها وانْكِسارِ مَا قَبْلَها وإنّما حُرِّكَ مَا قَبْلَها لسُكونِها وسُكونِ الواوِ بعد سُقوطِ الياءِ وإنّما كُسِرَ ليُعْلَم أنَّ السَّاقِطَ ياءٌ . وناسٌ يَقولون : إنَّ الياءَ في مَخيطٍ هي الأصْلِيَّة والَّذي حُذِفَ واوُ مَفْعولٍ ليُعْرَفَ الواوِيُّ من اليائِيِّ والقول هو الأوَّل ؛ لأنَّ الواوَ مَزيدَةٌ للبِناءِ فلا يَنْبَغي لها أنْ تُحْذَف والأصْلِيُّ أَحقُّ بالحَذْفِ لاجْتِماعِ ساكِنَيْن أَو عِلَّةٍ توجِبُ أَنْ يُحْذَف حَرْفٌ . كَذلِكَ القول في كُلِّ مَفْعولٍ من ذَواتِ الثّلاثة إِذا كانَ من بَناتِ الياءِ فإِنَّه يَجيء عَلَى التَّمامِ إلاَّ حَرْفانِ : مِسْكٌ مَدْوُوف وثَوْبٌ مَصْوُون فإنَّ هذيْن جاءا نادِرَيْن وفي النَّحَويِّين من يَقيسُ عَلَى ذلِكَ فيقول : قولٌ مَقْوُولٌ وفرسٌ مَقْوُودٌ قِياساً مُطَّرِداً . ومن المَجَازِ : أَخَذَ اللَّيْلُ في طَيِّ الرَّيْط وتَبَيَّن الخَيْطُ من الخَيْطِ يُعْنَى بِهما الخَيْط الأبْيَض والخَيْط الأسْوَد وفي التَّنْزيل العَزيز : " حتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُم الخَيْطُ الأبْيَضُ من الخَيْطِ الأسْوَدِ من الفَجْرِ " وهُما بَياضُ الصُّبْحِ وسَوادُ اللَّيْلِ عَلَى التَّشْبيه بالخَيْطِ لدِقَّتِه . وفي حديث عَدِيِّ بن حاتِمٍ : " إنَّك لعَريضُ القَفا لَيْسَ المعنى ذلك ولكنَّه بَياضُ الفَجْرِ من سَوادِ اللَّيْلِ " وفي النِّهاية : ولكنَّه يُريدَ بَياضَ النَّهارِ وظُلْمَة اللَّيْلِ وقال أُمَيَّةُ بن أَبي الصَّلْتِ :
" الخَيْطُ الأبْيَضُ ضَوْء الصُّبْحِ مُنْفَلِقٌوالخَيْطُ الأسْوَدُ لَوْنُ اللَّيْلِ مَرْكومُ وفي الصّحاح : الخَيْطُ الأسْوَدُ : الفَجْرُ المُسْتَطيل ويُقَالُ : سَوادُ اللَّيْل والخَيْط الأبْيَضُ : الفَجْرُ المُعْتَرِض قالَ أَبُو دُوادٍ الإياديُّ :
فَلَمَّا أَضاءتْ لنا سُدْفَةٌ ... ولاحَ من الصُّبْحِ خَيْطٌ أَنارا قالَ أَبُو إسحاقَ : هُما فَجْرانِ أَحَدُهما يَبْدو أَسْوَدَ مُعْتَرِضاً وهو الخَيْطُ الأسْوَدُ والآخَرُ يَبْدو طالِعاً مُسْتَطيلاً يَمّلأ الأُفُق وهو الخَيْطُ الأبْيَضُ وحَقيقتُه : حتَّى يَتَبَيَّن لكُم اللَّيلُ من النَّهارِ . وقِيل : الخَيْطُ في البَيْتِ : اللَّوْنُ قالَ أَبُو عُبَيْدٍ : ويَدُلُّ له تَفْسيرُ النَّبيِّ صَلّى اللهُ عليه وسَلّم إيّاهُما بقوله : " إنَّما هو سَوادُ اللَّيْلِ وبَياضُ النَّهارِ " . قُلْتُ : وكذا يَشْهد له قَوْلُ أُمَيَّةَ السَّابِقُ . ومن المَجَازِ : خَيَّطَ الشَّيْبُ رَأْسَه وفي رَأسِه ولِحْيَتِه تَخْييطاً إِذا بَدا فيه وظَهَر طَرائِقَ مثلُ وَخَطَ أو : صارَ كالخُيوطِ . وفي الأَسَاسِ : هو مثلُ نَوَّرَ الشَّجَرُ ووَرَّدَ فتَخَيَّطَ رَأسُه بالشَّيْبِ قالَ بَدْرُ بن عامِرٍ الهُذَلِيّ :
تالله لا أَنْسَى مَنيحَةَ واحِدٍ ... حتَّى تَخَيَّطَ بالبَياضِ قُروني هَكَذا في اللّسَان . قُلْتُ : والرِّواية : أَقْسَمْت لا أَنْسى ويُرْوى : تَوَخَّطَ . والقُرونُ : جَوانِبُ الرَّأْسِ ومَنيحَة واحِدٍ يريد مَنيحة رَجُلٍ . وفي العُبَاب : يَعْني به أبا العِيالِ الهُذَلِيّ . وقال ابنُ بَرِّيّ : قالَ ابن حَبيب : إِذا اتَّصَل الشَّيْبُ في الرَّأسِ فَقَدْ خَيَّطَ الرَّأسَ الشَّيْبُ فجَعَل خَيَّطَ مُتَعَدِّياً قالَ : فتَكونُ الرِّوايَةُ عَلَى هذا :
" حتَّى تُخَيَّطَ بالبَياضِ قُرونيوجُعِلَ البَياضُ فيها كَأَنَّهُ شَيْءٌ خيطَ بَعضُه إِلَى بَعْضٍ قالَ : وأَمّا من قالَ خَيَّطَ في رأسِه الشَّيْبُ بمَعْنَى : بَدا فإِنَّه يُريدُ تُخَيِّطَ بكسرِ الياءِ أَي خَيَّطَتْ قُروني وهي تُخَيِّط والمَعْنَى : أنَّ الشَّيْبَ صارَ في السَّوادِ الخُيوطِ ولم يَتَّصِلْ ؛ لأنَّه لو اتَّصَلَ لكانَ نَسْجاً . قالَ : وَقَدْ رُوِيَ البَيْتُ بالوَجْهَيْنِ أَعْني تُخَيَّط بفَتْحِ الياءِ وتُخَيِّط بكسرِها والخاءُ مفتوحَةٌ في الوَجهين . وقال ابن عَبّادٍ : خَيْطُ باطِلٍ : الهَواءُ يُقَالُ : أَرَقُّ من خَيْطِ باطِلٍ هَكَذا نَقَلَهُ الصاغاني وهو مَجازٌ قالَ وأَنْشَدَ ابن فارِسٍ :
غَدَرْتُمْ بعَمْرٍو يا بَني خَيْطِ باطِلٍ ... ومِثْلُكُمُ يَبْني البُيوتَ عَلَى عَمْرِو قُلْتُ : وهذا الَّذي نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ عن ابن عباد تَصْحيفٌ والَّذي نَقَلَهُ الأّزْهَرِيّ وغيره عن أَحْمَدَ بن يَحْيَى يُقَالُ : فُلانٌ أَدَقُّ من خَيْطِ الباطِل . قالَ : وخَيْطُ الباطِلِ هو الهَباءُ المَنْثور الَّذي يَدْخُلُ من الكُوَّةِ عند حَمْيِ الشَّمْسِ يُضْرَب مَثَلاً لِمَنْ يَهون أَمْرُه . أَو ضَوْءٌ يَدْخُلُ من الكُوَّةِ حكاه ثَعْلَبٌ . وفي الصّحاح : خَيْطُ باطِلٍ : الَّذي يُقَالُ له لُعابُ الشَّمْسِ ومُخاطُ الشَّيْطانِ . قُلْتُ : وفَسَّرَ الزَّمَخْشَرِيُّ مُخاطَ الشَّيْطانِ بما يَخْرُجُ من فَمِ العَنْكَبوتِ وكَذلِكَ قالَهُ ابنُ بَرِّيّ فهو غيرُ لُعابِ الشَّمْسِ وكأَنَّ المُصَنِّفِ جَعَلَه عَطْفَ تَفْسيرٍ وليسَ كذلك فتأَمَّلْ . والخَيْطَةُ في كَلامِ هذَيْل : الوَتِدُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وزادَ السُّكَّرِيّ : الَّذي يوتَدُ في الحَبْلِ لِيَتَدَلَّى عليها أَي عَلَى الخَلِيّة . وأَنْشَدَ لأبي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ مُشْتارَ العَسَلِ :
تَدَلَّى عليها بَيْنَ سِبٍّ وخَيْطَةٍ ... بجَرْداءَ مِثْل الوَكْفِ يَكْبو غُرابُها يَقُولُ : تَدَلَّى صاحِبُ العَسَلِ . والسِّبُّ : الحَبْلُ . والجَرْداءُ : الصَّخْرَة . والوَكْف : النِّطع . شَبَّهها به في المَلاسَة والباءُ في بِجَرْداء بمعنَى في أو عَلَى وقال الأَصْمَعِيّ : الخَيْطَة : الحَبْلُ كما نَقَلَهُ الأّزْهَرِيّ وأَنْشَدَ :
تَدَلَّى عليها بَيْنَ سِبٍّ وخَيْطَةٍ ... شَديدَةُ الوَصاةِ نابِلُ وابنُ نابِلِ ونَقَلَ الجَوْهَرِيّ عن أَبي عَمْرٍو : الخَيْطَةُ : حَبْلٌ لَطيف يُتَّخَذُ من السَّلَبِ ونقله السُّكَّرِيّ أَيْضاً في شَرْحِ الدِّيوان . فقال : ويُقَالُ خَيْطَة هو حَبْلٌ من سَلَبٍ لَطيف . قالَ والسَّلْبُ : شَجَرٌ يُعْمَلُ مِنْهُ الحِبال . وقال غيرُه : الخَيْطَة : خَيْطٌ يكونُ مع حَبْلِ مُشْتار العَسَلِ فإذا أَرادَ الخَلِيَّة ثمَّ أَرادَ الحَبْلَ جَذَبَه بذلك الخَيْطِ وهو مَرْبوطٌ إليه وبه فُسِّرَ قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ السّابِقُ . أو الخَيْطَةُ : دُرَّاعَةٌ يَلْبَسُها وهو قَوْلُ ابن حَبيب في شَرْحِ قَوْلِ أَبي ذُؤَيْبٍ . ومن المَجَازِ : خاطَ إليه خَيْطَةً إِذا مَرَّ عَلَيْهِ مَرَّةً واحِدَة . وفي الأَسَاسِ : خاطَ فُلانٌ خَيْطَةً : إِذا امْتَدَّ في السَّيْرِ لا يَلْوي عَلَى شَيْءٍ وكَذلِكَ خاطَ إِلَى مَقْصِدِه أو خاطَ خَيْطَةً : مَرَّ مَرَّةً سَريعَةً وقال اللَّيْثُ : خاطَ خَيْطَةً واحِدَةً إِذا سار سَيْرَةً ولم يَقْطَعِ السَّيْرَ . وفي نَوادِرِ الأعْرابِ : خاطَ خَيْطاً إِذا مَضَى سَريعاً وتَخَوَّطَ تَخَوُّطاً مثلُه وكَذلِكَ : مَخَطَ في الأرْضِ مَخْطاً كاخْتاطَ واخْتَطَى قالَ كُراع : هو مأْخوذٌ من الخَطْوِ مقلوبٌ عنه . قالَ ابنُ سِيدَه : وهذا خَطَأٌ إِذ لو كانَ كَذلِكَ لقالوا : خاطَه خَوْطَة ولم يَقولوا خَيْطَةً . قالَ : وليس مثلُ كُراع يُؤْمَنُ عَلَى هذا . ومن المَجَازِ : مَخيطُ الحَيَّةِ : مَزْحَفُها وهو ممَرُّها ومَسْلَكُها قالَ ذو الرُّمَّة :
وبينَهُما مُلْقَى زِمامٍ كَأَنَّهُ ... مَخِيطُ شُجاعٍ آخِرَ اللَّيْلِ ثائِر وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : الخِيَاطُ : بالكَسْرِ : لغةٌ في الخِيَاطَةِ قالَ المُتَنَخِّل الهُذَلِيّ :كأَنَّ عَلَى صَحَاصِحِه رِيَاطاً ... مُنَشَّرَةً نُزِعْنَ مِنَ الخِيَاطِ وخَيَّطَهُ تَخْيِيطاً كَخَاطَهُ ومِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِر :
" فَهُنَّ بالأَيْدِي مُقَيَّساتُهُ
" مُقَدِّراتٌ ومُخَيِّطَاتُهُ والخِيَاطَةُ : صِناعَةُ الخَائطِ . والخَيْطُ : اللَّوْنُ . وخَيْطُ بالطلٍ : لَقَبُ مَرْوانَ بنِ الحَكَمِ لُقِّب به لطُوله كَأَنَّهُ شُبِّه بمُخَاطِ الشَّيْطانِ وقال الجَوْهَرِيّ : لأَنَّه كانَ طَويلاً مضْطَرِباً وأَنْشَدَ للشَّاعرِ قُلْتُ : هو عبدُ الرَّحمنِ بنُ الحَكَم :
" لَحَى اللهُ قَوْماً مَلَّكُوا خَيْطَ باطِلٍعَلَى النَّاسِ يُعْطي مَنْ يَشاءُ ويَمْنَعُ والخَيَطُ مُحَرَّكَةً : طولُ قَصَبِ النَّعامِ وعُنُقِه ويُقَالُ : هو مَا فيه من اخْتِلاطِ سَوادٍ في بياضٍ لازِمٍ له كالعَيَس في الإِبِل العِرَابِ ويُقَالُ : خَيَطُ النَّعامِ هو : أَن يَتَقاطَرَ ويَتَتَابَعَ كالخَيْطِ المَمْدودِ . ويُقَالُ : خاطَ بَعيراً ببَعيرٍ إِذا قَرَنَ بَيْنَهُما وهو مَجازٌ . قالَ رَكَّاضٌ الدُّبَيْرِيُّ :
بَلِيدٌ لم يَخِطْ حَرْفاً بعَنْسٍ ... ولكِنْ كانَ يَخْتَاطُ الخِفَاءَ أَي لم يَقْرِن بَعيراً ببَعيرٍ أَرادَ أَنَّهُ لَيْسَ من أَرْبابِ النَّعَمِ . والخِفَاءُ : الثَّوْبُ الَّذي يَتَغطَّى به . ويُقَالُ : مَا آتيكَ إلاَّ الخَيْطَةَ أَي الفَيْنَةَ . وقال ابنُ شُمَيْلٍ : في البطْنِ مِقاطُه ومَخِيطُه قالَ : ومَخِيطُه : مُجْتَمع الصِّفاقِ وهو ظاهرُ البَطْنِ . ونقل شَيْخُنَا عن عِنايَةِ الشِّهابِ أَثْناءَ الأَعْرافَ : المَخْيَطُ كمَقْعَدٍ : مَا خِيطَ به . قُلْتُ : وهو غَريبٌ . والخَيَّاطُ كشَدَّادٍ : الَّذي يَمُرُّ سَريعاً قالَ رُؤْبَةُ :
" فقُلْ لذَاكَ الشَّاعِرِ الخَيَّاطِ
" وذِي المِرَاءِ المِهْمَرِ الضَّفَّاطِ
" رُغْتَ اتِّقَاءَ العَيْرِ بالضُّرَاطِ والخَيْطَانُ والخِيطَانُ بالفَتْحِ والكَسْرِ : الجَماعَةُ من النَّاس . ومَخِيطٌ كمَقِيلٍ : جَبَلٌ . وخَيَّاطُ بنُ خَليفَة والدُ خَليفَة : مُحَدِّثانِ مَشْهورانِ وحَمَّادُ بنُ خالدٍ الخَيَّاط وغيرُه : مًحَدِّثون . وشَيْخُ الإِسْلام علاءُ الدِّينِ سَديدُ بنُ محمَّدٍ الخَيَّاطِيّ الخُوارِزْمِيّ عن فَخْرِ المَشايِخ عليّ بن محمّد العِمْرانِيّ وعنه نَجْمُ الدِّين الحُسَيْنُ بنُ محمَّدٍ البارع . والحافِظُ أَبُو الحُسيْن محمَّدُ بنُ حَسَنِ بن عليّ الجُرْجانِيّ الخَيَّاطِيّ سكَنَ مَا وراءَ النَّهر وحدَّثَ عن عِمْرانَ بنِ موسَى بن مُجاشِعٍ وعنه غُنْجَار ومات سنة 353 ، هَكَذا ضَبَطَه الحافظُ فيهما . وأَحمدُ بن عليٍّ الأَبَّار الخُيُوطِيُّ : عن مُسَدِّدٍ وعليُّ بنُ الفضْلِ الخُيُوطِيُّ عن البَغَوِيّ . وجَزِيرَةُ الخُيُوطِيِّن : مَوْضِعٌ بمِصْر
وخَيَّاطُ السُّنَّة : لَقَبُ مُحَدِّثٍ مَشْهور . ومِخْيَطٌ كمِنْبَرٍ : لقبُ الشَّريف أَبي محمّدٍ الحُسَيْنُ بنِ أَحمدَ بنِ الحُسَيْنِ بنِ دَاوُودَ الحُسَيْنِيِّ أَميرِ المدينَةِ نزَلَ مِصْر وإِنَّما لقِّبَ به لأَنَّه كانَ يُبْرِئُ المَكْلوبينَ . وكان إِذا أُتِيَ بمَكْلوبٍ يَقُولُ : ائْتُوني بمِخْيَطٍ وهي الإِبْرَةُ وهو جَدُّ المَخَايِطَةِ بالمَدينَةِ ومصرَ والكوفَةِ
فصل الدال المهملة مع الطاء