الدَّرَكُ مُحَرَّكَةً : اللَّحاقُ وقد أَدْرَكَه : إِذا لَحِقَه وهو اسمٌ من الإدْراكِ وفي الصِّحاحِ الإِدْراكُ : اللُّحُوقُ يُقال : مَشَيت حتى أَدْرَكْتُه وعِشْتُ حتى أَدْرَكْتُ زمانَه . ورَجُلٌ دَرّاكٌ : كثيرُ الإدْراكِ قال الجوهري : وقَلّما يَجِئُ فَعّالٌ من أَفْعَلَ يُفْعِلُ إِلا أَنَّهم قد قالُوا : حَسّاسٌ دَرّاكٌ لُغَةٌ أَو ازْدِواجٌ وقال غيرُه : ولم يَجِئْ فَعّالٌ من أَفْعَلَ إِلا دَرّاكٌ من أَدْرَكَ وجَبّارٌ من أَجْبَرَه على الحُكْمِ : أَكْرَهَه وسَأّرٌ من قوله : أَسْأَرَ في الكَأْسِ : إِذا أَبْقَى فيها سُؤْرا من الشَّرابِ وهي البَقِيَّةُ . وحَكَى اللِّحْياني : رجُلٌ مُدْرِكَةٌ بالهاءِ : سَريعُ الإِدْراكِ . وقال غيرُه : رجلٌ مُدْرِكٌ أَيضاً أي : كَثِيرُ الإِدْراكِ قال ابنُ بَرّيّ : وشاهِدُ درّاكٍ قولُ قَيس بنِ رِفاعَةَ :
وصاحِبُ الوِتْرِ ليسَ الدَّهْر مُدْرِكَه ... عِنْدِي وِإنّي لدَرّاكٌ بأَوْتارِ وتَدَارَكُوا : تَلاحَقُوا أَي : لَحِقَ آخِرُهُم أَوَّلَهم
والدِّراكُ ككِتابٍ : لَحاقُ الفَرَسِ الوَحْشَ وغيرها
وفَرَسٌ دَرَكُ الطَّرِيدَةِ يُدرِكُها كما قالوا : فَرسٌ قَيدُ الأَوابِدِ : أي أَنّه يُقَيدُها
والدِّراكُ : إِتْباعُ الشيءِ بَعْضِه على بَعْضٍ في الأَشْياءِ كُلِّها وهو المُدارَكَةُ وقد تَدارَكَ يُقال : دارَكَ الرَّجُلُ صَوْتَه أي : تابَعَه . والمُتَدارِكُ من القَوافي والحُرُوفِ المُتَحَرِّكَة : ما اتَّفَقَ مُتَحَركانِ بعدَهُما ساكِنٌ مثل فَعُو وأَشْباهِ ذلك قاله اللَّيثُ وفي المُحْكَم : المُتَدارِكُ من الشِّعْرِ : كُلُّ قافِيَة تَوالَى فِيها حَرفان مُتَحَركَانِ بَين ساكِنَيْنِ كمُتَفاعِلُنْ ومُستَفْعِلُنْ ومفاعِلُن وفَعَلْ إِذا اعْتَمَدَ على حَرفٍ ساكِنٍ نحو فَعُولنْ فَعَلْ فاللاَّمُ من فَعَلْ ساكِنَةٌ . وفُلْ إِذا اعْتَمَدَ على حَرفٍ مُتَحَرك نحو فَعُولُ فُلْ اللاَّم من فُلْ ساكنةٌ والواو من فَعُولُ ساكِنَة سُمِّي بذلك لتَوالِي حَرَكتَيْنِ فيها وذلك أَنّ الحَرَكاتِ كما قَدَّمْنا من آلاتِ الوَصْل وأَماراتِه فكَأَنَّ بَعْضَ الحَرَكاتِ أَدْرَكَ بَعْضاً ولم يَعُقْه عنه اعْتِراضُ ساكِنٍ بينَ المتَحَركَين هذا نَصُّ ابنِ سيدَه في المُحْكَمِ قال الصاغانِي : ومِثالُه قولُ امْرِئِ القَيسِ :
" قِفا نَبكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِبِسِقْطِ اللِّوَى بينَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ والتَّدْرِيكُ من المَطَرِ : أَنْ يُدارِكَ القَطْرُ كأَنّه يُدْرِكُ بعضُه بَعْضاً عن ابنِ الأَعْرابِي وأَنشدَ أَعرابيٌ يخاطِبُ ابْنَه :
" وا بِأبي أَرْواحُ نَشْرٍ فِيكَا
" كأَنَّه وَهْنٌ لمَنْ يَدْرِيكَا
" إِذَا الكَرَى سِناتُه يُغْشِيكَا
" رِيحَ خُزَامَى وُلّيَ الرَّكِيكَا
" أَقْلَعَ لمّا بَلغَ التَّدْرِيكَا واسْتَدْرَكَ الشيء بِالشَّيءِ : إِذا حاوَلَ إِدْراكَه به واسْتعْمَل هذا الأَخْفَشُ في أَجْزَاءِ العَرُوضِ ؛ لأنّه لم يَنْقُص من الجُزْءِ شيءٌ فيستدركه . وأَدْرَكَ الشَيءُ إِدْراكاً : بَلَغَ وَقْتَه وانْتَهى ومنه أَدْرَكَ التَّمْرُ والقِدْرُ إِذا بَلَغَتْ إِناهَا
وأَدْرَكَ الشيء أَيضاً : إِذا فَنىَ حكاهُ شَمِرٌ عن اللّيثِ قال : ولم أَسْمَعْه لغيرِه وبه أَوّل قوله تعالى : " بَلْ أَدْرَكَ عِلْمُهُم " أي فَنيَ علمُهُم في الآخرة قالَ الأزهري : وهذا غيرُ صَحِيح في لُغَةِ العَرَبِ وما علمتُ أَحَداً قال : أدْرَكَ الشيء : إِذا فَنيَ فلا يُعَرَّجُ على هذا القَوْلِ ولكن يُقال : أَدْرَكَت الثِّمارُ : إِذا بَلَغَت إِناها وانْتَهي نُضْجُها . قلتُ : وهذا الذي أَنْكَرَه الأزهري على اللَّيثِ فقد أَثْبتَه غيرُ واحدٍ من الأَئِمّة وكلامُ العربِ لا يَأْباه ؛ فإِن انْتِهاءَ كُلِّ شيءٍ بحَسَبِه فإذا قالوا أَدْرَكَ الدقيقُ فبأي شيءٍ يُفَسَّرُ ؟ أًيُقال إِنّه مثلُ إِدراكِ الثِّمارِ والقِدْرِ . وإِنما يُقال انْتَهي إِلى آخِرِه ففَنيَ قال ابنُ جِنّي في الشّواذِّ : أَدْرَكْتُ الرجلَ وأدّرَكتْهُ وأدَّرَكَ الشيء : إِذا تَتابَعَ ففَني وبه فُسِّر قولُه تعالَى : " إِنّا لَمُدْرَكُونَ " وأَيضاً فإِنّ الثِّمارَ إِذا أَدْرَكَتْ فقد عُرضت للفَناءِ وكذلك القِدْرُ وكُلُّ شيءٍ انْتَهى إِلى حَدِّه فالفناءُ من لَوازِمِ مَعْنَى الإدْراكِ ويُؤَيِّدُ ذلك تَفْسِيرُ الحَسَنِ للآَية على ما يَأْتِي فتأَمَّلْ . وقولُه تعالى : " حَتَّى إِذا ادّارَكُوا فيها جميعاً " أَصْلُه تَدَارَكُوا فأُدْغِمَت التاءُ في الدّالِ واجْتُلِبَتْ الأَلِفُ ليَسلَمَ السكونُ . وقولُه تعالى : " قُل لا يَعْلَمُ مَنْ في السَّماواتِ والأَرْضِ الغَيبَ إِلاّ اللّهُ وما يَشْعُرُونَ أَيّانَ يُبعَثُون بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُم في الآخِرَة " قال الحَسَنُ فيما رُوِىَ عنه : أي جَهِلُوا عِلْمَها ولا عِلْمَ عِنْدَهُم من أَمْرِها كذا في النّسَخِ وفي بعضِ الأصولِ في أَمْرِها قال ابنُ جِنِّي في المُحْتَسب : معناه أَسْرَعَ وخَفَّ فلم يَثْبُتْ ولم تَطْمَئنّ لليَقِينِ به قَدَمٌ . قلتُ : فهذا التفسيرُ تَأْيِيدٌ لِمَا نَقَلَه شَمِرٌ عن اللّيثِ قال الأزهري . قرَأَ شُعْبَةُ ونافعٌ " بل ادّارَكَ " وقرأَ أَبو عَمْرو " بَلْ أَدْرَكَ " وهي قِراءَةُ مجاهِدٍ وأبي جَعْفَرٍ المَدَني ورُوِى عن ابنِ عَبّاسٍ أَنّه قَرَأَ " بَلَى آأَدْرَكَ عِلْمُهُم " ؟ يَستَفْهِمُ ولا يُشَدِّدُ فأَمّا من قَرَأَ " بَلِ ادّارَكَ " فإِنّ الفَرّاءَ قال : مَعْناه لغة في تَدارَكَ أي تَتَابَعَ عِلْمُهُمِ في الآخِرَةِ يُريدُ بعِلْمِ الآخِرَةِ تَكُونُ أو لا تَكُون ولذلك قال : " بَلْ هُم في شَك مِنْها بَلْ هُم مِنْها عَمون " قال : وهي في قراءةِ أُبَي أَمْ تَدَارَكَ والعَرَبُ تجْعَلُ بَلْ مكانَ أَمْ وأَمْ مكانَ بَلْ إِذا كانَ في أَوَّل الكَلِمةِ اسْتِفْهامٌ مثل قَوْلِ الشّاعِرِ :
فواللّه ما أَدْرِي أَسَلْمَى تَغَوَّلَت ... أَم البُومُ أَمْ كل إِليَ حَبِيبُ مَعْنَى أَمْ بَلْ وقال أَبو مُعاذٍ النَّحْوِيّ : ومَنْ قرأَ : " بَلْ أَدْرَكَ " و " بَلِ ادّارَكَ " فمعناهُما واحِدٌ يَقُول : هم عُلماءُ في الآخِرَةِ كقوله تَعالَى : " أسْمِعْ بِهِم وأَبْصِر يَوْمَ يأتونَنَا " ونحو ذلك قال السدِّيُّ - في تَفْسِيرِه - قال : اجْتَمَع عِلْمُهُم في الآخِرَةِ ومعناها عندَه أي عَلِمُوا في الآخِرَةِ أَنّ الذي كانوا يُوعَدُونَ به حَقٌّ وأَنْشَدَ للأَخْطَلِ :
وأَدْرَكَ عِلْمِي في سَواءَةَ أَنَّها ... تُقِيمُ على الأَوْتارِ والمَشْرَبِ الكَدْرِأي : أَحاطَ عِلْمِي بها أَنَّها كذلك قالَ : والقَوْلُ في تفسيرِ أَدْرَك وادّارَكَ ما قالَ السُّدّيّ وذَهَبَ إِليه أَبو مُعاذٍ النَّحْوِيُّ وأَبُو سَعِيدٍ والذي قاله الفَرّاءُ في مَعْنَى تَدارَكَ أي : تتابَعَ عِلْمُهم في الآخرة أَنَّها تكونُ أَو لا تَكونُ ليسَ بالبَينِّ إِنَّما المَعْنَى أَنه تَتابَعَ علمُهم في الآخِرَةِ وتواطَأَ حينَ حَقَّت القِيامَةُ وخَسِرُوا وبانَ لهم صِدْقُ ما وُعِدُوا حِينَ لا يَنْفَعُهم ذلك العِلْمُ ثُم قالَ جلَّ وعَز : " بَلْ هم اليومَ في شك من عِلْم الآخِرةِ بَلْ هم مِنْها عَمُونَ " أي : جاهِلُونَ والشّكّ في أَمرِ الآخِرَةِ كُفْرٌ . وقال شَمِرٌ : هذه الكلمةُ فيها أَشْياءُ ؛ وذلك أَنّا وَجَدْنَا الفعلَ اللاَّزِمَ والمُتَعَدِّيَ فيها - في أَفْعَلَ وتَفاعلَ وافْتَعَل - واحِداً وذلك أَنّكَ تقولُ : أَدْرَكَ الشيء وأَدْرَكْتُه وتَدَارَكَ القومُ وادّارَكُوا وأَدْرَكُوا : إِذا أَدْرَكَ بعضُهم بَعضَاً ويُقالُ : تَدارَكْتُه وادّارَكْتُه وأَدْرَكْتُه وأَنْشَدَ لزُهَير :
تَدارَكْتُما عَبساً وذُبْيانَ بَعْدَما ... تَفانَوْا ودَقُّوا بَينَهُم عِطْرَ مَنْشِمِ وقال ذُو الرُمَة :
خُزَامَى اللِّوَى هَبَّت له الرِّيحُ بَعْدَما ... عَلا نَوْرَها مَجّ الثرى المُتَدارِكِ فهذا لازِمٌ وقال الطِّرِمّاحُ :
" فلَمّا ادَّرَكْناهُنّ أَبْدَيْنَ للهَوَى وهذا مُتَعدِّ وقال اللّهُ تعالى في اللاَّزِمِ : " بَلِ ادّرَاكَ عِلْمُهُم " قال شَمِرٌ : وسَمِعْتُ عبدَ الصَّمَدِ يُحَدِّث عن الثَّوْرِيِّ في قولِه تَعالَى هذا قالَ مُجاهِدٌ : أَم تَواطَأ عِلْمُهُم في الآخِرَةِ قال الأزهري : وهذا يُوافِقُ قولَ السُّدِّيِّ ؛ لأَنّ معنَى تَواطَأَ تحَقَّقَ واتَّفَقَ حينَ لا يَنْفَعُهم لا على أَنه تَواطَأَ بالحَدْسِ كما ظَنَّه الفَرّاءُ قالَ : وأَمّا ما رُوِىَ عن ابنِ عَبّاسٍ أَنّه قال بَلْ آدْرَكَ عِلْمهُم في الآخِرَةِ فإِنّه - إِنْ صَحَّ - اسْتِفْهامٌ فيه رَدٌّ وتَهَكّمٌ ومَعْناه لم يُدْرِكْ علمُهم في الآخِرَةِ ونحو ذلك رَوَى شُعْبَةُ عن أبي حَمْزَةَ عن ابنِ عَبّاس في تَفْسِيره ومثلُه قولُه تَعالَى : " أَمْ له البَناتُ ولَكمُ البَنُونَ " معنى أم : أَلِفُ الاسْتِفْهامِ وكأنه قال : ألَه البَناتُ ولكُم البَنُونَ اللّفْظُ لفظُ الاسْتِفْهامِ ومعناه الرّدُّ والتّكْذِيبُ لهم . والدَّرَكُ يُحَرَّكُ ويُسَكَّنُ هكذا هو في الصِّحاحِ والعبابِ ولا قَلَقَ في العِبَارَةِ كما قاله شيخُنا والضبطُ عندَه وِإن كان راجِعاً لأَوّلِ الكلمةِ فإِنّه لما عَدَا التّسكِين فإِنّه في الأَوّلِ لا يُتَصَوَّرُ بل هو على كلِّ حالٍ راجعٌ للوَسَطِ ومثلُ هذا لا يُحتاجُ التّنْبِيهُ عليه . بقِيَ أَنّه لو قال : والدَّرْكُ ويُحَرَّكُ على مُقْتَضَى اصْطِلاحِه فإِنّه أَرْجَحِيةُ التّحْرِيكِ كما نَصّوا عليه فتأَمّلْ : التَّبِعَةُ يُقالُ : ما لَحِقَكَ مِن دَرَك فعَلَيَ خَلاصُه يُروَى بالوَجْهَيْنِ وفي الأَساس : ما أَدْرَكَه من دَرَكٍ فعَلَيَ خَلاصُه وهو اللَّحَقُ من التَّبِعَةِ أي ما يلْحَقُه منها وشاهِدُ التّحْرِيكِ قولُ رُؤْبَةَ :
" ما بَعْدَنا مِنْ طَلَبٍ ولا دَرَكْ ومنه ضمانُ الدَّرَكِ في عُهْدَةِ البَيعِوالدَّرَكُ : أَقْصَى قَعْرِ الشّيءِ يُروَى بالوَجْهَيْنِ كما في المُحْكَمِ زاد في التّهْذِيبِ : كالبَحْر ونحوِه وقال شَمِرٌ : الدَّرَكُ : أَسفلُ كلًّ شيءٍ ذي عُمقِ كالرَّكِيّةِ ونحوِها وقال أَبو عَدْنَانَ : دَرَكُ الرَكِيَّةِ : قَعْرها الذي أدْرِكَ فيهِ الماءُ وبهذا تعلَمُ أَنّ قولَ شيخِنا : - وتفسيرُه بقوله أَقْصَى قَعْرِ الشّيءِ غيرُ معرُوفٍ وعبارتُه غيرُ دالَّة على معنًى صحيحٍ - غيرُ وَجيه فتأَمّلْ وقال المُصَنِّف في البَصائِرِ : الدَّرَكُ اسمٌ في مقابَلَةِ الدَّرَجِ بمعنَى : أَنَّ الدَّرَجَ مراتِبُ اعتباراً بالصّعُودِ والدَّرَك مَراتِبُ اعتباراً بالهُبوطِ ولهذا عَبَّرُوا عن مَنازِلِ الجَنَّةِ بالدَّرَجاتِ وعن منازِلِ جَهَنَّمَ بالدَّرَكاتِ أَدْراكٌ هو جمعٌ للمُحَرَّكِ والساكِنِ وهو في الأَوّل كثيرٌ مَقِيسٌ وفي الثاني نادِرٌ ويُجْمَعُ أَيضاً على الدَّرَكاتِ وهي منازِلُ النّارِ نعوذُ باللّهِ تعالى مِنْها . وقال ابنُ الأعرابي : الدَّرَكُ : الطَّبَقُ من أَطْباقِ جَهَنَّمَ وروى عن ابنِ مَسعُود رضي اللّهُ تعالَى عنه أَنّه قال : الدَّرْكُ الأَسْفَلُ : تَوابِيتُ من حَدِيد تُصَفَّدُ عليهم في أَسْفَلِ النارِ وقال أَبو عُبَيدَةَ : جَهَنَّمُ دَركاتٌ أي : مَنازِلُ وطَبَقاتٌ وقولُه تعالَى : " إِنَّ المُنافِقِينَ في الدَّركِ الأَسْفَلٍ من النّارِ " قرأَ الكُوفِيّونَ غير الأعْمَشِ والبرجُمِي بسكون الراءِ والباقُّونَ بفَتْحِها . والدَّرَكُ بالتحْريكِ : حَبلٌ يوَثًقُ في طَرَفِ الحًبلِ الكَبِيرِ ليَكُونً هو الذي يَلِي الماءَ ولا يَعْفَنُ الرشاءُ عندَ الاستِقاءِ كما في المحْكم وقالَ الأزهري : هو الحبلُ الذي يُشَدُّ به العَراقِي ثُمَّ يُشَدُّ الرشاءُ فيه وهو مَثْنى وقال الجوهري : قِطْعَة حَبل يُشَدُّ في طَرًفِ الرشاءِ إِلى عَرقّوَةِ الدَّلْوِ ليكونَ هو الذي يَلي الماءَ فلا يعفَنُ الرشاءُ ومثلُه في العبابِ . والدّركَةُ بالكسرِ : حَلْقَةُ الوَتَرِ التي تَقَعُ في الفُرضَة . وهي أَيضاً سير يوصَلُ بوَتَرِ القَوسِ العَرَبيَّةِ . وقال اللّحْياني : الدركَةُ : قِطْعةٌ تُوصَلُ في الحِزامِ إٍذا قَصرَ وكذلك في الحَبلِ إِذا قصرَ
ويُقال : لا بارَكَ اللّهُ تَعالَى فيهِ ولا دارًكَ ولا تارَكَ إِتْباع كُلّه بمَعْنًى . ويَومُ الدَّرَكِ مُحرَكَة : من أَيّامِهم قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ : أَحْسَبُه كانَ بَيْنَ الأَوْسِ والخَزْرَج . والمُدارِكَةُ : هي المَرأَةُ التي لا تَشْبَعُ من الجِماعِ فكأَنَّ شهوَتَها تتبَعُ بعضُها بعضاً . والمُدْرِكَةُ كمحْسِنَةٍ : ماءةٌ لبني يَربُوعٍ كذا في العُبابِ وقال نصر في كتابِه : هي لبني زِنْباع من بني كِلابٍ . وقال ابنُ عَبّاس : وتُسًمّى الحَجْمَةُ بينَ الكَتِفًيْن : المدْرِكَةَ . ومدرِكَة بنُ إِلْياسَ بنِ مضَرَ اسمُه عَمْرو لقّبَه بها أبُوه لماَّ أَدْرَكَ الإِبِلَ وقد ذُكِرَ في خ ن د ف . ودَرّاك كشَدّاد : اسم رَجلٍ . ومُدْرِك كمِحسن : فرَس لِكلْثُومِ بنِ الحارٍثِ وهو مدْرِكُ بنُ الجازِي . ومُدْرِكُ بنُ زِيادٍ الفَزارِيُّ قبره بقَريَة زاوية من الغُوطَة له حَدِيثٌ من طَرِيقِ بِنْتِه . ومُدْرِك بنُ الحارِثِ الأَزْدِيُّ الغامِدِيُّ له رُؤْيَةٌ رَوَى عنه الوَلِيدُ بنُ عبدِ الرّحمنِ الجُرَشِي . ومُدْرِكٌ الغِفارِيُّ أَبو الطّفَيل حدِيثُه عند أَوْلادِه وهو غيرُ أبي الطّفَيل اللَّيثيِّ من الصَّحابَة : صحابِيُّونَ رضي اللّهُ تعالَى عنهمومُدْرِكُ بنُ عَوْفٍ البَجَلِيُ ومُدْرِكُ بنُ عَمّارٍ : مُخْتَلَفٌ في صُحْبتِهما فابنُ عَوْفٍ رَوَى عن عُمر وعنه قَيسُ بنُ أبي حازِم وهذا لم يَخْتَلِفوا فيه وإِنّما اخْتَلَفُوا في ابنِ عَمّار ؛ قالوا : الأَظْهَرُ أَنه مُدْرِكُ بنُ عُمارَةَ بنِ عُقْبَة بنِ أبي مُعيطٍ وأَنّه تابِعِيٌ ثُمّ رأَيتُ ابنَ حِبّان ذَكَرَهُما في ثِقاتِ التّابِعِينَ وقالَ في ابنِ عُمارَةَ : عِدادُه في أَهْلِ الكُوفَةِ ورَوَى عن ابنِ أبي أَوْفى وعنه يُونُسُ بنُ أبي إِسْحاقَ . ومُدْرِكُ بنُ سَعْد : مُحَدِّثٌ . وفاتَه من التابِعِينَ : مُدْرِكُ بنُ عبدِ اللّهِ ومُدْرِكٌ أَبو زِيادٍ مَوْلَى عَلِي ومُدْرِكُ بنُ شَوْذَبٍ الطّاهِرِيُّ ومُدْرِكُ بنُ مُنِيب ذَكَرَهُم ابنُ حِبّان في الثِّقاتِ . وفي الضُّعَفاءِ : مُدْرِكٌ الطّفاوِيّ عن حُمَيدٍ الطَّوِيلِ ومُدْرِكٌ القُهُنْدُزيُّ عن أبي حَنِيفَةَ ومُدْرِكُ بنُ عبد اللّهِ أبُو خالِدٍ ومُدْرِكٌ الطّائِيُّ ومُدْرِكٌ أَبو الحَجّاجِ ذكَرَهُم الحافِظُ الذهبي . وخالِدُ بنُ دُرَيْكٍ كزُبَيرٍ : تَابِعِيٌ شاميٌّ
ودِراكٌ ككِتاب : اسمُ كلْب قالَ الكُميتُ يَصِفُ الثّوْرَ والكِلابَ :
فاخْتَلَّ حِضْنَى دِراكٍ وانْثَنَى حَرِجاً ... لزارِعٍ طَعْنَةٌ في شِدْقِها نَجَلُ أي في جانِبِ الطّعْنَةِ سَعَةٌ وزارِعٌ أَيضاً : اسمُ كَلْبٍ وقد ذُكِرَ في مَوْضِعِه . وقالوا : دَراكِ كقَطامِ أي : أَدْرِكْ مِثْل تَراكِ بمَعْنَى اتْرُكْ وهو اسمٌ لِفِعْلِ الأمْرِ وكُسِرَت الكافُ لاجْتِماعِ السّاكِنَيْنِ ؛ لأَنَّ حَقَّها السكونُ للأَمْرِ قالَ ابنُ بَريّ : جاءَ دَرَاكِ ودَرّاكِ وفَعَالِ وفَعّالِ إِنَّما هو من فِعْلٍ ثُلاثِي ولم يُستَعْمَل منه فعلٌ ثلاثيٌ وِإن كانَ قد استُعْمِلَ منه الدَّرْكُ قالَ جَحْدَرُ بنُ مالِكٍ الحَنْظَلِيُ يُخاطِب الأَسَدَ :
" لَيثٌ ولَيثٌ في مَجالٍ ضَنْكِ
" كِلاهُما ذو أَنَفٍ ومَحْكِ
" وبَطْشَةٍ وصَوْلَةٍ وفَتْكِ
" إِنْ يَكْشِفِ اللّهُ قِناعَ الَّشكِّ
" بظَفَر من حاجَتِي ودَرْكِ
" فذا أحَقّ مَنْزِلٍ برَك قال أَبو سَعِيدٍ : وزادَني هفّانُ في هذا الشِّعْرِ :
" الذِّئْبُ يَعْوِي والغُرابُ يَبكِي والدّرِيكَةُ كسَفِينَةٍ : الطَّرِيدَةُ ومنه فَرَسٌ دَرَكُ الطَّرِيدَةِ وقد تَقَدَّمَ . ودَرَكاتُ النّاي محَرَّكَةً : مَنازِلُ أَهْلِها جمعُ دَرَكٍ مُحَرَّكَةً وقد تَقَدَّم تفصيرُ ذلِكَ قريباً
ومما يستدرك عليه : تَدارَكَ الثَّرَيانِ : أي أَدْرَكَ ثَرَى المَطَرِ ثَرَى الأَرْضِ . وقالَ اللَّيثُ : الدَّرَكُ : إِدْراكُ الحاجَةِ ومَطْلِبه يُقال : بَكر ففيه دَرَكٌ ويُسَكَّنُ وشاهِده قولُ جَحْدَر السابقُ . وأَدْرَكْتُه ببَصَرِي : رأَيْتُه . وأَدْرَكَ الغُلامُ : بَلَغ أَقْصَى غايَة الصِّبَا
واسْتَدْرَكَ ما فاتَ وتَدارَكَه بمَعْنًى . واستَدْرَكَ عليه قّولَه : أَصْلَحَ خَطَأَه ومنه المستَدْرَك للحاكِم على البُخارىّ
وقال اللِّحْيانِيُّ : المُتَدارِكَةُ غيرُ المُتَواتِرَةِ ؛ المُتواتِر : الشيءُ الذي يَكُونُ هُنَيَّةً ثمّ يَجِيءُ الآخِر فإِذا تَتابَعَتْ فليست مُتَواتِرَة هي مُتَدارِكَةٌ مُتَواتِرَةٌ . وطَعَنَه طَعْناً دِراكاً وشَرِبَ شُرباً دِراكاً وضربٌ دِراكٌ : مُتَتابع . وأَدْرَكَ ماءُ الرَّكِيَّةِ إِدْراكاً عن أبي عَدْنانَ أي : وَصَلَ إِلى دَرَكِها أي : قَعْرِهاقالَ الأزهري : وسَمِعْت بعضَ العَرَبِ يقُّولُ للحبل الذي يُعَلَّق في حَلْقَةِ التّصْدِيرِ فيُشَدُّ به القَتَبُ : الدَّرَكَ والتّبلِغَةَ . وقّالَ أَبو عَمْرو : التَّدْرِيكُ : أَنْ تُعَلِّقَ الحَبلَ في عُنُقِ الآخَرِ إِذا قَرَنْتَه إِليه . وادَّرَكَه بمعنَى أَدْرَكَه ومنه قولُه تَعالَى : " إِنّا لمُدّرَكُونَ " بالتّشْدِيدِ وهي قراءةُ الأَعْرجِ وعُبَيدِ بنِ عُمَيرٍ نقَلَه ابنُ جِني . وأَدْرَكَ : بَلَغَ عِلمُه أَقْصَى الشيء ومنه المُدْرِكاتُ الخَمْسُ والمَدارِكُ الخَمْسُ : يعني الحَواسَّ الخَمْسَ . وقوله تَعالَى : " لا تَخافُ دَرَكاً ولا تَخْشَى " أي : لا تَخافُ أَنْ يُدْرِكَكَ فِرعَونُ ولا تَخْشاهُ ومَنْ قَرَأَ " لا تَخَف " فمعناه : لا تَخَفْ أَنْ يُدْرِكَكَ ولا تَخشى الغَرَقَ . وقولُه تَعالَى : " لا تُدْرِكُه الأَبْصارُ " منهم مَنْ حَمَل ذلك على البَصَرِ الذي هو الجارِحَةُ ومنهم من حَمَلَه على البَصِيرَةِ أي لا تُحِيطُ بَحقِيقَةِ الذّاتِ المُقدَّسَة . والتَّدارُكُ في الإِغاثَةِ والنِّعْمَةِ أَكْثَر ومنه قول الشّاعِرِ :
تَدارَكَني مِنْ عَثْرَةِ الدَّهْرِ قاسِمٌ ... بما شاءَ من معروفه المُتدارك وتَدارَكَت الأَخْبارُ : تلاحَقَتْ وتَقاطَرَتْ
والحُسَيْنُ بنُ طاهِرِ بن دُرْكٍ بالضمِّ : المُؤَدِّب الدُّرْكِيُ روى عن الصَّفّار وابنِ السَّمّاك سمِعَ منه ابنُ بَرهان سنة 380
ودارَكُ كهاجَرَ : من قُرَى أَصْبَهانَ منها الحَسَنُ بنُ محمَّدٍ الدارَكي روى عنه عُثْمانُ بنُ أَحمدَ بنِ شِبل الدِّينَوَريّ
ويَعْمُرُ بنُ بِشْرٍ الدّارَكاني منسوبٌ إِلى دارَكان قرية من قرى مَروَ صاحبُ ابنِ المُبارَكِ . ودَوْرَكُ كنَوْفَلٍ : مَدِينَةٌ من أَعمال مَلَطْيَةَ وقد تُكْسَرُ الراءُ هكذا ضَبَطَهما المُحِبُّ ابنُ الشِّحْنَةِ . ويقال : له مُدْرِكٌ ودِراكَةٌ أي : حاسَّةٌ زائِدَةٌ
الدَّارُ : المَحَلُّ يَجمَعُ البِنَاءُ والعَرْصَةَ أُنْثَى . قال ابنُ جِنِّي : من دَارَ يَدُورُ لكَثْرِة حَرَكاتِ النَّاسِ فيها . وفي التَّهْذِيب : وكُلُّ مَوْضعٍ حلَّ به قَومٌ فهو دَارُهم . والدُّنْيا دَارُ الفَنَاءِ والآخِرَةُ دارُ البَقَاءِ ودَارُ القَرَارِ . وفي النِّهَايَة : وفي حَدِيث زِيَارَةِ قُبورِ المُؤْمِنين " سلامٌ عليْكم دَارَ قومٍ مُؤْمِنِين " سُمِّيَ مَوضِعُ القُبُورِ دَاراً تَشْبِيهاً بدَارِ الأَحياءِ لاجْتِماع المَوْتَى فيها . وفي حديث الشَّفَاعَة : " فأَسْتأْذِنُ عَلَى رَبِّي في دَارِه " أَي في حَظِيرة قُدْسِه وقيل : في جَنَّتِه . كالدَّارَةِ وقد جاءَ في حَدِيث أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه :
يا لَيْلَةً مِنْ طُولِهَا وعَنَائِها ... علَى أَنّهَا من دارَةُ الكُفْرِ نَجَّتِ وقال ابن الزِّبَعْرَي وفي الصّحاح : قال أُميَّةُ بن أبِي الصَّلْت يَمْدح عبدَ اللِه بنَ جُدْعَان :
له دَاعٍ بمَكَّةَ مُشْمَعِلٌّ ... وآخَرُ فَوْقَ دَارَتِه يُنَادِي
وقيل الدَّارةَ أَخَصُّ من الدَّارِ وقد تُذَكَّرُ أَي بالتَّأْوِيل كما في قوله تعالى : " ولَنِعْم دَارُ المُتَّقِين " فإنَّه على مَعْنَى المَثْوَى والمَْضِع كما قال عز وجل : " نِعْمَ الثَّوَابُ وحسَُت مُرْتَفَقاً " فأَنَّث على المَعْنَى كما في الصّحاح . قال شيخُنَا : ومَنْ أتَقَنَ العَرَبِيَّة وعَلِمَ أَنَّ فاعِل نِعْم في مِثْله الجنْس لا يَُدّ هذا دَلِيلاً كما لم يَسْتَدِلّوا به في نِعْم المَرْأَةُ وشِبْهه . ج في القِلَّة أَدْؤُرٌ بإِبدال الواو همزَةً تَخْفِيفاً وأَدْوُرٌ على الأَصل . قال الجوْهَرِيّ : الهَمزةُ في أُدْؤُرٍ مُبدَلَة مِن وَاوٍ مَضْمُومة قال : ولك أَن تَهْمِز كلاهما على وَزْن أَفْعُل كفَلْس وأَفلُس . وآدُرٌ على القَلْب أَغفَلَه الجَوْهَرِيّ ونقله ابنٌ سِيدَه عن الفارسيّ عن أبِي الحسن . وفي الكثير ديِاَرٌ مثل جَبَلٍ وأَجْبُلٍ وجِبَال كما في الصحاح . وزاد في المحكم في جُموع الدار دِيَارَةٌ وفيه وفي التَّهْذِيب : ودِيرانٌ كقاعٍ وقيِعَانٍ وباَبٍ وبِيبَانٍ وفي التَّهْذِيب : دُورَانٌ بالضَّمّ أَي كثَمَرِ وثُمْرَانٍ وفي المُحْكَم : دُورَاتٌ قال : حكاها سيبويه في باب جمع الجَمْع في سمة السّلامة ودِياراتٌ ذكره ابنٌ سِيدَه . قال شيخُنا وكأنهَّ جمع الجَمْع وقد استَعْمَلَه الإمامُ الشّافعيّ رضي الله عنه وأَنكروه عليه وانْتَصر له الإمامُ البَيْهَقِيّ في الانْتِصَار وأثْبَتَه سَمَاعاً وقِياساً وهو ظاهِر . وفي التهذيب أَدوارٌ وأَدْوِرةٌ كأَبْوَابٍ وأَبْوِبةٍ . وبقِيَ عَلَيْه من جُمُوعهِ مِمَّا في المُحْكَم والتهذيب : دُورٌ بالضَّمّ ونَظَّره الجوهَرّي بأَسَد وأُسْد وفي التّهْذِيب : ويقال دِيرٌ ودِيَرَةٌ وأَدْيَارٌ ودارَةٌ ودَارَاتٌ ودِوَارٌ ولم يستدرك شيخُنَا إلاّ دُور السابق ولو وَجَد سبَيِلاً إلى ما نقلناه عن الأَزْهَرِيّ لأقَام القيِامَةَ على المُصَنِّف . والدَّارُ : البَلدُ حكَى سيبويه : هذه الدَّارُ نِعْمَت البَلَدُ فأَنَّثَ البَلدَ على مَعْنَى الدّار . وفي الكتاب العزيز " والّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدّارَ والإِيمانَ " المُرَاد بالدَّار مَدِينَة النبي صلى الله عليه وسلم لأنَّها مَحلُّ أَهْلِ الإيمانِ . والدَّار : ع قال ابنُ مُقْبِل :
عادَ الأَذِلَّةُ في دارٍ وكانَ بها ... هُرْتُ الشَّقَاشِقِ ظَلاَّمُون للجُزُرِومن المَجَاز : الدَّارُ : القَبِيلةُ . ويقال : مَرَّت بنَا دَارُ فُلانٍ . وبه فُسِّر الحَدِيث : " ما بقِيَتْ دارٌ إلاَّ بُنَي فيها مسْجدٌ " أَي ما بَقِيَت قبيلةٌ . وفي حديثٍ آخَرَ " أَلاَ أُنَبئُكم بخَيْرِ دُورِ الأَنْصَار ؟ دُوُر بَنِي النَّجَار ثمّ دُورُ بني عَبْدِ الأَشْهَل وفي كُلِّ دُورِ الأَنْصَاِر خَيْرٌ " . والدُّورُ هي المنازلُ المَسْكُوَنُة والمَحالُّ وأَراد به ها هنا القبائل اجتمعَت كلَّ قَبِيلَةٍ في مَحَلَّة فسُمِّيَت المَحَلَّةُ داراً وسُمِّيَ ساكِنُوهَا بها مجازاً على حَذْف المُضَافِ أَي أَهْل الدُّور كالدّارةِ وهي أَي الدَّارة بهاءٍ : كُلُّ أَرضٍ واسعةٍ بينَ جِبَال . قال أَبو حَنِيفَة : وهي تُعَدُّ من بُطون الأَرضِ المُنْبِتَة . وقال الأَصمَعِيّ : هي الجَوْبَةُ الوَاسِعَةُ تَحُفُّهَا الجِبَالُ . وقال صاحب اللّسان : وَجْدت هنا في بَعْض الأُصول حاشِيةً بخَطّ سيِّدنا الشَّيخ الإمام المُفِيد بهاء الدِّين مُحَمَّد ابن مُحْيِي الدين إبراهيم بن النحّاس النَّحْوِيّ فَسَحَ الله في أَجِله : قال كُراع : الدَّارةُ هي البُهْرَةُ إلاَّ أَن البُهْرَةَ لا تَكُونُ إلاَّ سَهْلَة والدارةُ تكون غَلِيظَة وسَهْلَةً قال : وهذا قَوْلُ أبي فَقْعَسٍ . وقال غيرُه : الدَّارةُ : كلُّ جَوْبَة تَنْفَتِح في الرَّمل . والدَّارَةُ : ما أَحاطَ بالشَّيْءِ كالدائرَةِ . قال الشهِّاَب في العِنَايَة : الدَّائِرة : اسمٌ لما يُحِيط بالشَّيْءِ ويَدُورُ حَوْلَه والتَّاءُ للنَّقْل من الوَصْفِيّة إلى الاسْمِيّة لأن الدائرة في الأصل اسمُ فَاِعل أو للتَأْنيث انْتَهَى . وفي الحَدِيث " أهلُ النارِ يَحْتَرِقُون إلاَّ دَارَاتِ وجُوهِهِم " هي جَمْع دارَةُ وهو ما يُحِيط بالوَجْه من جَوانِبه : أراد أنها لا تَأْكلُها النَّار لأنَّهَا مَحَلُّ السُّجُودِ . والدَّارَةُ من الرَّمِلَ : ما اسْتَدارَ منه كالدِّيرِة - بالكسر - والجَمْع دِيَرٌ . وفي التَّهْذِيب عن ابن الأَعرابيِّ : الدِّيَر : الدَّارَات في الرَّمِل هكذا في سائر النُّسَخ . والصواب كالدَّيِّرة بفتَح الدال وتَشْدِيد التّحْتِيَّة المَكْسُورة . والجمْع دَيِّرٌ ككَيِّسٍ والتَّدْوِرَة . وأنشد سيبويه لابن مُقْبِل :
بِتْنَا بتَدْوِرَة يُضِيءُ وُجُوهَنَا ... دَسَمُ السَّلِيطِ يُضِيءُ فَوْقَ ذُبَالِ ويروى :
" بِتْنَا بدَيِّرة يُضِيءُ وُجُوهَنا ج أَي جَمْع الدَّارَة بالمَعَاني السَّابِقَة دارَاتٌ ودُورٌ بالضَّمّ في الأَخير كسَاحَةٍ وسُوحٍ . والدَّارَةُ : د بالخابُوِر . والدَّارَة : هَالَةُ القَمَر التي حَوْله . وكُلُّ مَوْضع يُدارُ به شَيْءٌ يَحْجِزُه فاسْمُه دارَةُ ويقال : فلانٌ وجْهُه مِثْلُ دارَةُ القَمَرِ . ومن سجعات الأساس : ولا تَخْرُج عن دائرةِ الإسلام حَتَّى يَخْرُجَ القَمَرُ عن دَارَتِه . ويقال : نزلْنا دارَةُ من دارَاتِ العَرَب ؛ وهي أَرضٌ سَهْلَة تُحِيط بها جِبالٌ كما في الأساس . وداراتُ العَرَب كلّها سُهُولٌ بِيضٌ تُنْبِتُ النَّصِيَّ والصِّلِّيَانَ وما طابَ رِيحهُ من النَّبَات وهي تُنِيف أَي تَزِيد على مِائةٍ وعَشْرٍ على اخْتِلافٍ في بَعْضِها لم تَجْتَمِعْ لغَيْرِي مع بَحْثِهم وتَنْقِيرِهم عنها ولِله الحَمْد على ذلك . وذكر الأَصمَعِيّ وعِدَّةٌ من العُلماءِ عِشْرِين دارَةُ وأَوْصَلَها العَلَمُ السَّخَاوِيّ في سِفْر السَّعادَة إلى نَيِّف وأَربعين دارَةُ واستَدَلَّ على أَكثرهَا بالشواهدِ لأهلِهَا فيها . وذَكرَ المُبَرّد في أماليه دارَاتٍ كثيرَةً وكذا ياقُوت في المُعْجَم والمُشْتَرَك . وأَوردَ الصغانيّ في تَكْمِلته إحْدَى وسَبْعِين دارَةُ . وأَنا أَذكُرُ ما أُضيفَ إليه الدَّارَاتُ مُرَتَّبةً على الحرُُوفِ الهِجَائيّة لسُهُولة المُرَاجَعَة فيها ففي حرف الأَلِف ثَمَانِية وهي :دارَةُ الآرَامِ للضِّبَاب وفي التكملة : الأرآم . ودارة أَبْرََق ببلادِ بني شَيْبَانَ عند بَلَدٍ يقال له البطن وفي بعض النسخ أَبْلَق بالَّلام وهو غَلط . ويضاف إلى أَبرقَ عِدَّةُ مَواضِعَ وسَيأْتي بيانُهَا في ب ر ق إِن شاءَ الله تعالى . ودارَةُ أُحُد هكذا هو مضْبُوط بالحاءِ والصواب بالجيم . ودارَة الأرْحَامِ هكذا هو في ساِئرِ النُّسَخ بالحَاءِ المهملة والصواب الأَرجام بالجيم وهو جَبَل . ودارة الأسْوَاطِ بظَهْر الأَبرقِ بالمَضْجَع . ودارَةُ الإِكْلِيلِ ولم يَذكره المصنّف في ك ل ل . ودارَة الأَكْوَارِ في مُلْتَقىَ دارِ رَبِيعَة ودارِ نَهِيك . ودارَةُ أهْوَى وسَتَأْتي في المُعْتَلّ . وفي حرف الباءِ أَربَعَة : دارَةُ باسِلٍ ولم يذكره المُصَنّف في اللاّم . ودارَة بُحْثُرٍ كقُنْفُذٍ هكذا بالثّاءِ المثلّثَة في سائِر النُّسَخ ولم يَذْكُره المُصَنِّف في مَحَلِّه . والصَّواب أنه بالمُثَنَّاة الفَوْقِيَّة كما يَدُلّ عليه سِياقُ يَاقُوت في المُعْجَم قال : وهو رَوْضَة في وَسَطِ أَجأَ أَحدِ جَبَلْيَ طَيِّء قُرْب جَوّ كأَنَّهَا مُسَمَّاة بالقَبِيلة وهو بُحْتُر بن عَتُود فهذا صريحٌ بأنّه في المثنّاة الفَوْقِيّة وقد استدركناه في مَحَلّه كما تقدَّم . ودارَةُ بَدْوَتَيْنِ لبني رَبِيعَةَ بنِ عُقَيل وهما هَضْبتانِ بينهما مَاءٌ كذا في المعجم وسيأْتي في المُعْتَلّ إِن شاء الله تعالى . ودارَةُ البَيْضَاءِ . لمُعَاويَةَ بن عُقَيْل وهو المُنْتَفِق ومعهم فيها عامِرُ بن عُقَيْل . وفي حرف التاءِ الفوقيّة اثْنَتَان : دارَةُ التُّلَّى بضَمّ فَتَشْدِيد اللاَّم المَُْوحة هكذا في النُّسَخ وضَبَطه أبو عُبَيْد البَكْرِيّ بكَسْر الفَوْقِيَّة وتَشديدِ اللَّام بالإِمالة . وقال : هو جَبلٌ . قلْت : يمكن أَن يَكُون تَصْحِيفاً عن التُلَيّ تصغير تِلو ماء في ديارِ بني كِلاَب فليَنْظَر وسيأْتي في كلام المصنّف التُّلَيّاَن بالتثنية وأنه تصحيف البُلَيّان بالموحّدة الضمومة وهو الذي يُثَنّي في الشعر
ودارَةُ تِيل بِكسر المثنّاة الفوقيّة وسكون الياء جَبَل أَحمَرُ عظيمٌ في ديارِ عامرِ بن صَعْصَعَةَ من وراءِ ترَُبَةَ . وفي حرف الثاءِ واحدة : دارةُ الثَّلْمَاءِ : ماء لِربيَعة بن قُرَيْط بظَهْرِ نَمَلَى . وفي حَرْفِ الجِيم إحْدَى عشَرَة دارَةُ الجَأْبِ : ماء لبني هُجَيم . ودارَةُ الجَثُومِ كصَبُور وفي التَّكْملة بضَمّ الجِيم لبني الأَضْبَطِ . ودارَةُ جُدَّي بضَمّ فتَشْدِيد والألف مَقْصُورة هكذا هو مضبوط ولم يذكره المُصَنف في مَحَلّه . والصَّواب أنه مُصَغّر جُدَيّ وهو جَبَلٌ نَجديٌّ في ديار طيِّئ
ودارَةُ جُلْجُلٍ كقُنْفُذ بنَجْد في دارِ الضِّبابِ مما يُواجِهُ دِيَارَ فَزَارَةَ قد جاءَ ذكره في لاميّة امْرِئ القَيْس . ودارَةُ الجَلْعَبِ : مَوضعٌ في بِلادِهِم . ودارَةُ الجُمُد كعُنُق : جَبَلٌ بنَجْد مثَّل به سيبويه وفسّره السّيرافيّ وقد تقدم وضَبَطه الصَّغَانيّ بفَتْح فسكون . ودارَةُ جَوْداتٍ بالفتح ولم يَذكره المُصَنِّف في مَحَلّه والأَشبهُ أَن يكون ببلاد طَيِّئٍ . ودارَةُ الجَوْلاءِ ولم يَذكره المصنّف في الَّلام . ودارَةُ جَوْلَةَ ولم يذكره المصنف في اللام . ودارَةُ جُهْد بضَمّ فسُكُون . ودارَةُ جَيْفُون بفتح الجيم وسكون التحتيّة وضَمّ الفاءِ . وفي حرف الحاءِ اثْنَتَانِ : دارَةُ حُلْحُلٍ كقُنْفُذٍ وليس بِتَصْحِيف جُلْجُل كما زَعمه بعضُهم ومنهم من ضَبطه كجَعْفَر وقال هو جَبَلٌ من جِبَالِ عُمَانَ . ودارَةُ حوْقٍ بفتح فسكون . وفي حرف الخاءِ سبعة : دارَةُ الخَرْج بفَتْح فسكُون باليَمامَة فإن كان بالضَّمّ فهو في دِيَار تَيْم لِبني كَعْب بن العَنْبَر بأَسافِلِ الصَّمَّان . ودارة الخَلاءَةِ كسَحَابَةٍ وهو مُسْتَدْرك على المُصَنِّف في حَرْف الهمزْة . ودارَةُ الخَنَازِير . ودارَةُ خَنْزَرٍ كجَعْفر ويُكْسَر هذِه عن كُراع قال الجَعْدِيّ :
ألمَّ خَيَالٌ من أُمَيْمَةَ مَوْهِناً ... طُرُوقاً وأَصْحابي بدَارَةِ خَنْزَرِودارَةُ الخَنْزَرََيْنِ تَثنِية خَنْزَرة وفي بعض النَّسخ الخَزْرتين . ودارَةُ الخِنْزِيرَين تَثْنِيَة خِنْزِير . وفي التكملة : دارَةُ الخْنِزيرَتَيْنِ . ويقال : إن الثانِيَةَ راويَةٌ في الأُولَى وقد تقدّم ذلك في خ ز ر وفي خ ن زر . دارَةُ خَوٍّ : وادٍ يَفْرُغ ماؤُه في ذِي العُشَيْرَة من ديار أسدٍ لبني أبي بكر بن كلاب . وفي حرف الدال أَربعةٌ : دارَةُ داثِرٍ : ماء لفَزَارَة وهو مستدرك على المُصَنِّف في د ث ر . ودارة دَمْخٍ بفَتْح فسكون وهو جَبَل في دِيَارِ كِلاب وقد تقدّم . ودارَةُ دَمُّون كتَنُّور : مَوضع سيأْتي ذِكْرُه . ودارَة الدُّورِ بالضَّمّ : مَوضع بالبادية قال الأَزْهَرِيّ : وأُراهم إنما بالَغُوا بها كما تقول رَمْلَة الرِّمال . وفي حرف الذال ثلاثةٌ : دارَةُ الذِّئْب بنجد في دِياَرِ كِلاب . ودارَةُ الذُّؤَيْب بالتَّصْغِير لبني الأَضْبَط وهما دَارَتَان وقد تقدّم ذِكْرُهما . ودارَةُ ذات عُرْش بضمّ العين المهملة وسكون الرّاءِ وآخُره شِينٌ مُعْجَمة وضَبَطه البَكْرِيّ بضَمَّتَيْن : مَدِينَة يَمانَية على الساحل ولم يَذْكُره المصنِّف وما إِخال البكريَّ عَنَى هِذه الدَّارةَ . وفي حرف الراء تسعة : دارَةُ رابِغ : وادٍ دُون الجُحْفَة على طريق الحَاجِّ من دون عَزْوَرٍ . ودارَةُ الرَّجْلَيْنِ تَثنيَة رَجْل بالفتْح لبني بَكْرِ بن واِئل من أَسافلِ الحَزْن وأَعالي فَلْج . ودارَةُ الرَّدْمِ بفَتْح فسكُون وضَبَطه بعضُهم بالكَسْر : مَوضعٌ يأْتِي ذكِرْه في المِيمِ . ودارَةُ رَدْهَةَ ؛ وهي حُفَيْرة في القُفّ وهو اسم مَوْضِع بعَيْنه وسيأْتي في الهاءِ ولم يذكُره المصنّف . ودارَةُ رَفْرَفٍ بمْهمَلتَين مَفْتُوحَتَيْنِ وتُضَمَّان ونقله ياقوت عن ابن الأَعرابيِّ لبَنِي نُمَيْر أَو بمُعْجَمتين مَضْمُومَتْين والأَول أَكثر . ودارَةُ الرُّمْح بضَمّ الرّاءِ وسُكُون المِيمِ وضَبَطه بعضُهم بكسْرِ الرّاءِ أَبْرق في دِياَر بني كِلاب لبني عَمْرو بن رَبِيعة وعنده البَتِيلة ماءٌ وفي بَعْض النُّسَخ : الرِّيح بدل الرُّمح وهو غَلَط . ودارَةُ الرِّمْرِمِ كسِمْسِم : موضِع يأْتِي ذكرُه في المِيمِ . ودَارَةُ رَهْبَى بفَتْح فسُكُون وألف مقصورة : مَوضع وقد تَقدَّم ذِكْرَه . ودَارَةُ الرُّهَى بالضَّمّ كهُدى وسيأْتِي ذِكْره . وفي حرف السين اثنتان : دارَةُ سَعْر بالفَتْح يُكْسَر جاءَ ذِكْرُه في شِعر خُفاف بنِ نَدْبَةَ . ودارَةُ السَّلَم محرّكة . وفي حرف الشِّين اثْنَتَان : دارَةُ شُبَيْثٍ مُصَغَّراً : موضع بنَجْد لبني رَبِيعة . ودارةُ شَجَا بالجِيم كقَفا : ماء بنجد في دِيَارِ بَنِي كِلاَب وليس بتَصْحِيفِ وَشْحَى كسَكْرى . وفي حرف الصاد أَربعةٌ : دارَةُ صارَةَ : جَبَل في ديار بني أَسَد . دارَةُ الصَّفَائِحِ : مَوضع تقدّمِ ذْكره في الحاء . دارَةُ صُلْصُل كقُنْفَذٍ : ماء لبني َعْجلانَ قُرْبَ اليمامَة وماء آخَر في هَضْبةٍ حَمْرَاءَ لبني عَمْرِو بن كِلاب في دِيَارهم بنَجْد . ودارَةُ صَنْدَلٍ : مَوضِع وله يَوْمٌ معروف وسيَأْتي ذِكْرُه . وفي حَرف العَيْن سبعةٌ : دارَةُ عَبْسٍ بفتح فَسُكُون : ماء بنَجْد في دِيَار بني أسَد . ودارَةُ عَسْعَسٍ : جَبَل لبني دُبَيْر في بلاد بَنِي جَعْفَر بنِ كِلابٍ وبأَصْله ماءُ النَّاصِفِة . ودارَةُ العَلْيَاءِ وهو مُسْتَدْرك على المُصَنّف في المعتلّ . ودارَةُ عُوَارِضٍ بالضَّمّ : جَبل أسودُ في أَعلَى دِيارِ طّيِّئٍ وناحية دارِ فَزَارةَ . ودارَةُ عُوَارِمٍ بالضَّمّ : جَبل لأبي بكر بن كلاب . دارَةُ العُوجِ بالضَّمّ : مَوْضِع باليَمَن . دارَةُ عُوَيْجٍ مُصَغّراً : موضع آخَر مَرَّ ذِكْرُهما في الِجيمِ . وفي حرف الغين ثلاثةٌ : دارَةُ الغُبَيْرِ مُصَغَّراً : ماء لبني كِلاب ثمّ لِبَنِي الأَضبطِ بنَجْد وماء لمُحَارِب بن خَصَفَةَ . دارَةُ الغُزَيِّلِ مُصَغَّراً لِبَلْحَارِثِ بنِ ربيعةَ كما سيأْتي . ودارُة الغُمَيْرِ مُصَغَّراً : في ديارِ بني كِلاب عند التَّلَبُوتِ . وفي حرف الفاءِ ثلاثةٌ :دارَةُ فَتْكٍ بفَتْح فسُكُون وضَبطَه البَكْرِيّ بالكَسْر : مَوضع بينَ أَجَأَ وسَلْمَى . ودارَةُ الفُروُع جَمْع فَرْع : مَوضع مُسْتَدْرَك على المُصَنِّف . ودارَةُ فَرْوَعٍ كجَرْوَل : مَوضِع آخَر هي وهي غير دَارَةِ الفُرُوعِ . وفي حرف القاف تِسْعَةٌ : دارَةُ القِدَاحِ ككِتَاب . ودارَةُ القَدَّاحِ مثْل كَتّانٍ من ديار بن تَمِيم وهما دارَتَان . ودارَةُ قُرْحٍ بضمّ فَسُكون بوادِي القُرَى وفي بعض النُّسخ قُرْط بدل قُرْحٌ . ودارَةُ القُطِقْطِ بكسرتين وبضَمَّتيْنِ هكذا ضَبَطَه بالوجْهين في حرف الطاءِ وسيأْتي هناك . ودارَةُ القَلْتيِن بفتح القاف وسكون اللام وكسر المثنّاة الفَوقِيّة وضبطه ياقوت بفتح المُثَنَّاة على الصّواب وهو ناحَية باليَمَامة ويُقال لها : ذاتُ القَلْتَيْن ومنهم من ضَبَطَه بضمّ القاف وهو غَلَطٌ وقد سبق الكلام عَليه . ودارَةُ القِنَّعْبَةِ بكسر القاف وتَشْدِيد المَفْتُوحَة وسُكون العَيْن المهملة وفتح البَاءِ الموحدة وهو مُسْتَدْرك على المُصَنِّف في حَرْف الباءِ . ودارَةُ القَمُوِص كصَبور : بقُرْب المدينة المُشْرَّفَة على ساكِنها أَفضلُ السلامِ . ودارَةُ قَوٍّ : بين فَيْدٍ والنِّبَاجِ . وفي حرف الكاف خَمْسَةٌ : دارَةُ كامِسٍ مَوضع سيأْتي ذِكْرُه في السِّين . ودارَةُ كِبْدً بكَسْر فسُكُون وضبطَه البَكْرِيّ بكَسْر المُوَحَّدِة أيضاً وهي هَضْبةٌ حمراءُ بالمَضْجَع من ديار كِلاب . ودارَةُ الكَبْسَاتِ بفَتْح فسُكُون هكذا هو مَضْبُوط والذي ذكرَه يَاقُوت والبَكْرِيّ : الكَبِيسَتان شبِيكتان لبني عبسٍ لهما وادياَ النفاخين حيث انقطعت حلّة النباتج والْتقتْ هي ورَملة الشَّقيق والمصنّف لم يَذكر في السين لا الكبسات ولا الكبستان فلينظر . ودارَةُ الكَوْرِ بفَتْح فسُكونٍ : جبل بين اليمامَةِ ومكّة لبَني عامرٍ ثم لبَنِي سَلُولَ . ودارَةُ الكُورِ بالضَّمّ وهي غَيْرُ الأُولَى في أَرض اليَمَن بها وَقْعَة ويقال لها أَيضاً ثَنِيَّة الكُورِ . وفي اللام واحدةٌ وهي : دارَةُ لاقِطٍ لم يَذْكُره في الطَّاءِ وسيأتي الكلام عليه . وفي حرف المِيمِ سِتَّةَ عشَرَ : وهي دارَةُ مَأْسَل كمَقْعَد مهموزاًَ سيأْتي للمصّنف في أَسل . ودارة مُتَالِع بالضَّمّ : جَبَل في بلاد طَيِّئ مُلاصِق لأَجأَ وقيل لبني صَخْرِ بن جَرْم وفي أَرض كِلاب بين الرُّمَّةِ وضَرِيّة وأيضاً شِعْب فيه نخَلٌْ لبتنني مُرَّة بْنِ عَوْف وقيل : في دِيار بني أسَد : وسيأْتي في حَرْفِ العَيْن . ودَارَةُ المَثَامِنِ لبِنَي ظَالِم بن نُمَيْر . ودارَةُ مِحْصَنٍ كمِنْبر يأْتي ذكره . ودارَةُ المَرَاضِ كسَحَابٍ : مَوضع لهُذَيل . ودارَة المَرْدَمَةِ بالفتح : لِبَنِي مَالِكِ بن رَبِيعَة . ودارَةُ المَرْوَرَاتِ بفتح فَسُكُون كأنَّه جمع مَرْوَرٍ كجَعْفَر وسيأْتي ذِكْره . ودارَةُ مَعْرُوفٍ : ماء لبني جَعْفَر
ودارَةُ مُعَيطٍ كزُبَيْر وقيل كأَمِير : مَوضع يأْتي ذِكْره . ودَارَةُ المَكَامِنِ وسيأْتي للمُصَنّف في النون أنه دارَةُ المَكَامِين وأنَّه لُغَة في الذي بعده . ودَارَةُ مَكْمَن كمَقْعَد ويقال : المَكَامِين في بِلاد قَيْس . قال الرَّاعِي :
بدارَةِ مَكْمَنٍ ساقَتْ إليها ... رِياحُ الصَّيْفِ آرَاماً وعِينَا ودارَةُ مَلْحُوبٍ : ماء لبَنِي أَسَدِ بن خُزَيْمَة وقد تقدّم . ودارَةُ المَلكَة أُنثَى المَلِك ولم يَذْكُرها ياقُوت في المُعْجَم وسيأْتِي ذِْكرُهَا . ودارَةُ مَنْوَرٍ كمَقْعَد : جَبل . قال يَزِيدُ بن أبي حَارِثَةَ :
إنّي لعَمْرُك لا أُصَالحُ طَيِّئاً ... حتّى يَغورَ مَكَانَ دَمْخٍ مَنْوَرُ ودارَةُ مَوَاضِيعَ كأنَّه جمْع مَوْضُوع يأْتي ذِكْره وهكذا أورده يَاقُوت في المعجم . ودارَةُ مُوْضُوعٍ . قال البعَيِث الجُهَنِيّ :
ونَحْن بمَوْضُوعٍ حَمَيْنا دِيَارَنَا ... بأَسْيِافَنا والسَّبْىَ أَن يُتَقَسَّمَاوفي حرف النون اثنْتَان : دارَةُ النّشَّاشِ ككَتّان هكَذا هو في سائِر النُّسَخ وضَبَطه ياقُوت في المُعْجَم النَّشْنَاش بزيادة نون ثَانِيَة بَعْد الشين . قال أبو زياد : ماء لبَنى نُمَيْر بن عامر . ودارَةُ النِّصَابِ وهو مستدرك على المُصَنِّف في حَرْف البَاءِ ولم يَذكره ياقوت أيضاً . وفي حرف الواو أَربعةٌ : دارة واحِدٍ جَبل لكَلْب وقد تقدّم . ودارَةُ واسِطٍ : من منازِل بني قُشَيْر لبني أُسَيْدَةَ . ودارة وَسطٍ بفتح فسكون ويُحَرَّك : جَبل ضَخْم على أَربعة أَميال وَراءَ ضَرِيَّة لبني جَعْفَر بنِ كِلاب . ودارَةُ وَشْحَى بالفَتْح ويُضَم وضَبَطه ياقوت بالمَدّ : ماء بنَجْد في دِيار بَنِي كِلاب . وفي حرف الهاءِ واحدة : دارَةُ هَضْبٍ بفتح فسكون قُربَ ضَرِيَّةَ من دِيَارِ كِلاب وقد تقدَّم وقيل لِلضِّباب . وفي حرف الياءِ اثنتان : دارَةُ اليَعْضِيد وهو مُسْتَدْرك على المُصَنّف في الدّال ولم يَذْكُره ياقوت أيضاً . ودارَةُ يَمْغُون بالغِين أو يَمْعُون بالعَيْن المهملة وهو الذي صَرَّحَ به ياقُوت والبَكْرِيّ : من مَنازل هَمْدانَ باليمن . وفي التَّكْمِلَة : دارَةُ يَمْعون أو يَمْعُوز الأُولى بالنُّون والثانية بالزَّاي والعَيْن مُهْمَلة فيهما فتأَمَّل . وهذه آخِر الدارات وقد استوفَيْنَا بَيانَهَا على حَسَب ضِيقِ الوَقْتِ وقِلَّة المُساعد والله المُسْتَعَان وعليه التُّكْلان
ودارَ الشْيءُ يَدُورُ دَوْراً بفَتْح فسُكُون ودَوَرَاناً مُحَرَّكةً ودُوُوراً كقُعُود واسْتَدَارَ وأَدَرْتُهُ أنا ودُوَّرْتُه وأَدارَه غيرُه ودَوَّر به ودُرْت به وأَدَرْتُ : استَدَرْتُ . وفي الحَدِيث " إن الزَّمَان قد استدَارَ كَهَيْئَته يومَ خَلَقَ اللهُ السَّمواتِ والأرضَ " يقال : دَارَ يَدُورُ واستدَارَ يَسْتَدِير إِذَا طاف حَوْلَ الشَّيْءِ وإذا عادَ إلى المَوضع الذي ابتدأ منه . ومعنَى الحَدِيث أَن العَرب كانوا يُؤَخِّرُون المُحَرَّم إلى صفَر وهو النِّسِئُ ليُقاتلوا فيه ويَفْعَلُون ذلك سَنَةً بعد سَنَةٍ فينْتَقِل المُحَرَّم من شهَرْ إلى شَهْر حتى يَجْعَلُوه في جَمِيع شُهور السَّنَة فلما كان تلك السنة كان قد عادَ إلى زَمَنِه المَخْصُوص به قبل النَّقْل ودارَت السَّنَةُ كَهَيْئِتَها الأُولىَ . ودَاوَرَه مُدَاوَرَةً ودَِاراً الأَخير بالكَسْر : دَارَ معه قال أبو ذُؤَيْب :
حتَّى أتُيِحَ له يَوماً بمَرْقَبَةٍ ... ذُو مِرَّةٍ بِدِوَارِ الصَّيْدِ وجَاَّسُ والدَّهْرُ دَوَّارٌ به ودَوَّارِيٌ أَي دَائِرٌ به على إِضافة الشْيءِ إلى نفْسه . قال ابنٌ سِيدَه : هذا قول اللُّغَوِيّين قال الفارِسِيّ : هو على لَفْظِ النَّسَب وليس بِنَسَبٍ ونَظِيرهُ بُخْتِيّ وكُرْسِيّ ومن المُضَاعَف أَعْجَمِيٌ في مَعْنَى : أَعْجَم . وقال اللَّيث : الدَّوَّارِيُّ : الدَّهرُ بالإنْسَان أَحوالا . قال العَجَّاج :
والدَّهْرُ بالإْنسَان دََّارِيُّ ... أَفْنَى القُرونَ وهو قَعْسَرِيُّ وقال الزَّمَخْشَرِىّ : معناه يَدُورُ بأَحْوَاله المُخْتَلِفَة . والدُّوَارُ بالضَّمّ وبالفَتْح : شِبْه الدَّوَرانِ يأْخُذُ في الرّأْسِ . ويقال : دِيرَ به ودِيرَ عليه وأُدِيرَ به : أَخَذَه . وفي الأَساس : أَصابه الدُّوارُ . من دُوَارِ الرأْس . ودُوَّارَةُ الرَّأْسِ كرُمّانة ويُفْتَح : طائِفَةٌ منه مستديرةٌ . والدُّوَّارَة من البَطنِ بالضَّمّ والفَتْح عن ثَعْلَب : ما تَحَوَّى من أَمعاءِ الشّاةِ . والدَّوَّارُ ككَتَّانِ ويُضَمُّ : الكَعْبَةُ عن كُرَاع . واسم صَنَم ويُخَفَّف وهو الأَشْهَر . قال الأَزْهَرِيّ : وهو صَنَمٌ كانَت العَرَبُ تَنْصِبُه يجَعلون موضِعاً حوْلَه يَدُورون به واسمُ ذلِك الصَّنَمِ والموضعِ الدُّوَّار . ومنه قولُ امْرئِ القَيِس :
فعَنَّ لنا سِرْبٌ كأَنّ نِعَاجَهُ ... عَذَارَى دُوَارٍ في مُلاَءٍ مُذَيَّلِأَراد بالسِّربِ البَقَر ونِعَاجُه إناثُه شَبَّهَها في مَشْيِها وطُولِ أذنابِها بجَوارٍ يَدُرْن حَولَ صَنَمٍ وعليهن المُلاَءُ المُذَيَّل أَي الطَّويِل المُهَدَّب . قال شيخُنَا : وقيل : إنَّهُم كانُوا يدَُورُون حولَه أَسابِيعَ كما يُطَاف بالكَعْبَة . ونقل الخَفَاجِيّ عن ابن الأَنباريّ : حِجَارَةٌ كانوا يَدُورُون حَوْلَهَا تَشْبِيهاً بالطائِفين بالكَعْبَة ولِذَا كَرِه الزَّمَخْشَرِىّ وغيرُه أَن يُقَال دَارَ بالبَيْت بل يُقال : طافَ به . والدَّوَّارَةُ كجَبَّانةٍ : الفِرْجَارُ وهو بالفارسّية بركار وهي من أَدواتِ النَّقَّاش والنَّجّار لها شُعْبَتَانِ يَنْضَمّان ويَنْفَرِجان لتَقْدِيرِ الدَّارَات . والدُّوَّارُ بالضَّمّ : مُسْتَدَارُ رَمْل يَدُورُ حَوْلَه الوَحْشُ . أَنشدَ ثَعْلب :
فمَا مُغْزِلٌ أَدْمَاءُ نَامَ غَزَالُهَا ... بدُوَّارِ نِهْيٍ ذِي عَرَارٍ وحُلَّبِ
بأَحْسَنَ مِن لَيْلَى ولا أُمُّ شادِنٍ ... غَضِيضَةُ طُرْفٍ رُعْتُهَا وَسْطَ رَبْرَبِ وعن ابن الأَعرابيِّ : يقال لكلِّ ما لم يَتَحَرَّكْ ولم يَدُرْ : دَوَّارَةٌ وفَوَّارَةٌ أَي بفَتْحهما فإذا تَحَرَّكَ أو دَارَ - ونَصُّ النّوادر : ودَار - فهو دُوَّارَة وفُوَّارَة أَي بضمِّهما . والدّائِرَةُ : الحَلْقَةُ أو شِبْهُها أو الشَّيْءُ المُسْتَدِير . والدَّائِرةُ : الشَّعرُ المُسْتَدِيرُ على قَرْنِ الإِنْسَانِ . ومن أَمثالهم " ما اقشَعَرَّت له دَائِرتِي " يُضرَب مَثَلاً لمن يَتَهَدَّدُكَ بالأَمر لا يَضُرُّك أو الدّائرة : مَوْضعُ الذَّؤَابَة قال ابن الأَعرابيِّ . والدَّائِرة : الهَزِيمَةُ والسُّوءُ . يقال : " عَلَيهم دائرَةُ السَّوْءِ " وقوله تعالى : " نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ " قال أبو عُبَيْدة أَي دَوْلة والدَّوائر تَدُور والدَّواِئلُ تَدُول . والدَّائِرة الّتي تَحْتَ الأَنْفِ يقال لها الدِّيرة والدَّائِرة كالدَّوّارَةِ بالتشديد . والدَّارِيُّ : العَطَّارُ . يقال : إِنه مَنْسُوبٌ إلى دَارِينَ فُرْضَةٍ بالبَحْرَينِ بها سُوقٌ كان يُحْمَلُ المِسْكُ من أَرض الهِنْدِ إليها . وقال الجَعْدِيّ :
أُلْقِيَ فيها فِلْجَانِ من مِسْكِ دَا ... رِينَ وفِلْجٌ من فُلْفُلٍ ضَرِمِ وسَأل كِسْرَى عن دَارِينَ مَتَى كانَت ؟ فلم يَجِد أَحَداً يُخْبِره عنها إلاّ أنَّهم قالوا هي عَتِيقَةٌ بالفارسّية فسُمِّيَت بها . وفي الحَدِيث : " مَثَلُ الجَلِيس الصَّالِح مَثَلُ الدّارِيّ إن لم يُحْذِك من عِطْرِه عَلِقَك من رِيِحه " . قال الشاعر :
" إذَا التَّاجِرُ الدَّارِيُّ جاءَ بفَأْرَةٍمِن المِسْكِ رَاحَتْ في مَفَارِقِها تَجْرِي والدَّارِيّ : رَبُّ النَّعَمِ سُمِّيَ بذلك لأنه مُقِيم في دَارِه فنُسِب إليها . والدَّارِيُّ : المَلاَّحُ الذي يَلِي الشِّرَاعَ أَي القِلعَ . والدّارِيُّ : اللازمُ لِدارِه لا يَبْرَح ولا يَطُلب مَعَاشاً كالدَّارِيَّةِ والدَّارِيُّ مِنَ الإِبِل : المُتَخلِّفُ في مَبْرَكِه لا يَخْرُج إلى المَرْعَى وكذلك شاةٌ دَارِيَّةٌ . والمُدَاوَرَةُ كالمُعَالَجَة في الأُمور وهو طَلَبُ وُجُوِه مَأْتَاهَا وهو مَجَاز . قال سُحَيْم بن وَثِيلٍ :
أَخُو خَمْسِينَ مُجتَمِعٌ أَشُدِّي ... ونَجَّذَنِي مُدَاوَرَةُ الشُّؤُونِ ودُوَّار كرُمَّانٍ : ع وهو جَبَلٌ نجْدِيٌ أو رَمْلٌ بنَجْد . قال النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيّ :
لا أَعِرفَنْ رَبْرَباً حُوراً مَدَامِعُها ... كأنَّهُنَّ نِعَاجٌ حَوْلَ دُوَّارِ ودَوَّار ككَتَّانٍ : سِجْنٌ باليمَامَة . قال جَحْدُر بنُ مُعَاوِية العُكْلِيّ
كانَتْ منازِلُنَا التي كُنَّا بِهَا ... شَتَّى فأَلَّفَ بَيْنَنَا دَوَّارُ وسالِمَ بنُ دارَةَ : من الفُرْسانِ الشُّعراءِ وفي المَثَل :
" مَحَا السَّيفُ ما قَالَ ابنُ دَارَةَ أَجْمَعَا وسَبَبُه أَن ابنَ دَارَةَ هَجَا فَزَارةَ فقَال :
أَبْلِغْ فَزَارةَ أَنّي لا أُصالحِهُا ... حتَّى يَنِيكَ زُمَيْلٌ أُمَّ دِيناِر فبلغَ ذلِك زُمَيْلاً فَلَقِي ابنَ دارَةُ في طَرِيقِ المَدِينَة فقَتَله وقال :أَنا زُمَيْلٌ قاتِلُ ابْنِ دَارَهُ ... ورَاحِضُ المَخْزَاةِ عن فَزَارَهْ والدَّارُ : صَنَمٌ به سُمِّيَ عبدُ الدّارِ بن قُصِّي بن كِلاب أبو بَطْن والنِّسْبَة إليه : العَبْدَرِيّ . قال سيبويه : هو مِن الإِضافَة التي أُخِذَ فيها من لَفْظ الأَوَّل والثَّاني كما أُدْخِلَت في السِّبَطْر حروف السَّبِط . قال أبو الحَسَن : كأنَّهم صَاغُوا من عَبْد الدّار اسْماً على صِيغَة جَعْفَر ثمّ وَقعَت الإضافَةُ إليه وهو أَكبَرُ وَلَدِ أَبيه وأَحبُّهم إِليه وكان جَعَل له الحِجَابَة واللِّواءَ والسِّقَاءَ والنَّدْوَةَ والرِّفَادَة . ومنهم عُثْمَانُ بنُ طَلْحَةَ بن أَبي طلَحْة عَبْد الله بن عبد العُزّى بن عُثْمَان بن عبد الدَّارِ صاحِب مِفْتاح الكَعْبَة . والدّارُ بن ُهانِئِ بنِ حَبِيب بنِ نُمارة بن لَخْم أَبُو بَطْن من لَخْم كما تَرَى . مِنْهُم أَبو رُقَيَّة - كُنِيَ بابْنَةٍ له لم يُولَد له غَيْرُهَا كما حَقَّقه ابن حَجَر المَكّي في " شَرْحِ الأَرْبَعِين " - تَمِيمُ بنُ أَوْس بنِ خارِجَةَ بن سُوَيْد بن جَذِيمْة بن الدرّاع بن عَدِيِّ بن الدَّار أَسلم سنةَ تِسْع وسَكَن المَدِينةَ ثم انْتَقَل إلى الشَّام . وأمَّا تَمِيمٌ الدَّارِيُّ المَذْكُور في قِصَّة الجَام فذاك نَصْرَانِيٌّ من أَهل دَارِين كذا وَجدتُ في هامِش التَّجْرِيد للذَّهَبِيّ . وأَبُو هِنْد بُرَيْر كزُبَيْر كذا هو بخَطّ أَبي العَلاءِ القُرْطُبِي وقيل بَرُّ ابنُ رَزِيْنٍ وقيل ابنُ عَبْدِ الله وغَلِطَ فيه البُخَارِيّ وغيَرْه فقال هو أَخو تَمِيم الدّارِيّ الدّارِيّانِ الصَّحَابِيّان . ويقال في الأَخير أيضاً : أَبو هِنْد بنُ بَرّ . ودَارِينُ : بالشّامِ وهو غير دَارِينِ البَحْرَينِ . وذو دَوْرَان كحَوْرانَ : ع بين قدُيَدْ والجُحْفَةِ وهو وادٍ يَفْرُغ فيه سَيْلُ شَمَنْصِير . قال حَسَّانُ بنُ ثابِت :
وأَعْرَضَ ذُو دَوْرانَ تَحْسَب سَرْحَه ... مِنَ الجَدْبِ أَعْنَاقَ النِّساءِ الحَواسِرِ ودَارَا هكذا بالألف المقصورة : د بَيْن نَصِيبِينَ ومارِدِينَ بِدِيار رَبِيعَة بَيْنها وبَيْنَ نَصِيبِين خَمْسَةُ فَراسِخَ بناها - هكذا في النُّسَخ والصواب بَناه - دَارَا بن دارَا المَلِك وهو آخِر مُلُوك الفُرْس الجَامِعِين للمَمَالِك وهو الذي قتَلَه الإِسْكَنْدَرُ الرّوميّ . ودارا : قَلْعَةٌ بطَبَرِسْتان من بِنَاءِ دَارَا المَلِك . ودَارَا : وادٍ بدِيارِ بني عامر بْنِ صَعْصَعَةَ بن كلابٍ
وداَرَا : ناحِيَةٌ بالبَحرَينِ لعَبْد القَيْس ويُمَدُّ قال الشاعر :
لَعَمْرُك ما مِيعادُ عَيْنِك والبُكَا ... بدَارَاءَ إلاَّ أَن تَهُبَّ جَنُوبُ
أعَاشِرُ في دَارَاءَ مَنْ لا أَوَدُّه ... وبالرَّمْلِ مَهْجُورٌ إلي حَبِيبُودارُ البَقَر : قَرْيَتَانِ بِمصرَ بالغَرْبِيَّة منها البَحَرِيَّة والقِبْلِيَّة والنِّسْبَة إليهما للجُزْءِ الأَخير . ودارُ عُمَارَةَ : مَحَلَّتَانِ ببَغْدَادَ شَرْقِيَّة وغَرْبِيَّة خَرِبتَا . ودارُ القُطْن : مَحَلَّةٌ بها أَي بِبغدادَ منها الإمامُ الحَافظ نَسِيجُ وَحْدِه وقَرِيعُ دَهْرِه في صِنَاعَة الحَدِيث ومعرفة رجاله أبو الحَسَن عَلِيُّ بن عُمَر بن أحَمد بن مَهْدِيّ . قيل لابن البَيِّع : أَرأَيتَ مِثْلَ الدّار قُطْنيّ ؟ فقال : هو لم يَر مِثْلَ نَفْسِه فكَيْفَ أرَى أنا مِثْلَه ؟ روَى عن أبي القاسِم البَغَوِيّ وأَبِي بَكْر بن أَبي دَاوود وعنه أَبو بَكْر البرقانيّ وأبو نُعَيم الأصْبَهَانيّ وله كِتَابُ السُّنَن مشهور رويناه عن شيوخنا . تُوُفِّي ببَغْدَاد سنة 385 وصَلَّى عليه أبُو حامد الِإسِفراينيّ ودُفِن بجَنْب مَعْرُوفٍ الكَرْخِيّ . ودارُ القُطْنِ أيضاً : مَحَلَّةٌ بحَلَبَ مَشْهُورة . مِنْهَا الإمام المُحَدِّث عُمَرُ بن علي بن مُحَمَّد المَعْرُوف بابْنِ قُشَامٍ كغُرَاب ذو التَّصانِيفِ الكَثِيرَةِ المَبْسُوَطةِ في الفُنُونِ العَدِيدِة . رَوَى عن أبي بَكْرِ بن ياسرٍ الجَيِّانّي وعنه ابنُ شِحَاتةَ . ودُرْنَى بالضَّمّ : ع في شِقِّ اليَمَامَة سُمِّيَ بالجُمْلَة وعلى هذا فالصواب أَن يكتب هكذا دُرْنَا على صِيغَة المتكلم من دَارَ لا بالأَلف المَقْصُورَة ومَوْضِعُ ذِكْرِهَا في النُّونِ إِذَا كان فُعْلىَ كما سيأْتي : ويقال : ما به دَارِيٌّ ودَيًّارٌ ودُورِيٌّ بالضَّمّ ودَيُّورٌ كتَنُّور على إِبدال الواو من الياءِ أَي ما بها أَحَدٌ . قال الجَوْهَرِيّ : والديَّار فَيْعَال من دارَ يَدُور وأَصله دَيْوَار فالوَاو إِذَا وقَعتْ بعد ياءٍ ساكنة قبلها فتحة قُلَبِت ياءً وأُدِغمَت مثل أيَاّم وقَيّام لا يُسْتَعْمَل إلاّ في النفَّيْ كذا قالوا . ونقل شَيْخُنا عن ابنٌ سِيدَه في العَويص : قد غَلِطَ يَعْقُوب في اخْتِصاص ثاغ وراغ بالنَّفْي فإِنهما قد يسُتْعَملان في غَيْر النَّفْي قال : وكذلك دَيَّار لأنّ ذا الرُّمة قد استَعْمَله في الواجب قال :
إلى كُلِّ دَيِّار تَعَرَّفْن شَخْصَه ... من القَفْرِ حتَّى تَقْشَعِرَّ ذَوِائبُه قال : وكذَا عين فإنّه يُسْتَعْمل في الإِيجاب أيضاً انتهى . وفي اللسان : وجَمْع الدَّيّار والدَّيُّور لو كُسِّر دَوَاوِير صَحَّت الواو لبُعْدِهَا من الطَّرَفِ . ومن المَجَاز : أَدارَه عنِ الأَمِر : حاولَه أَن يَترُكه . وأَدارَه عَلَيْه : حاوَلَه أَن يَفْعَله وعلى الأوّل قَولُ عبد الله بن عُمَر رَضي الله عَنْهُمَا :
يُدِيرُونَنِي عن سَالِمٍ وأُدِيرُهُمْ ... وجِلْدَةُ بَيْن العَيْنِ والأَنْفِ سالِمُ ودَاوَرَه : لاَوَصَهُ وفي حديث الِإسراء " قال له موسى عَلَيْه السّلام : لقد دَاوَرْتُ بنِي إسْرَائِيلَ على أَدْنَى مِنْ هذا فَضَعُفُوا " . ويُرْوَى " رَاوَدْتُ " . ودَارَةُ مَعرِفَةً لا يَنْصَرِف : من أسماءِ الدّاهِيَة عن كُرَاع قال :
" يَسْأَلْنَ عَنْ دَارَةُ أَن تَدُورَا والمُدَارَةُ بالضَّمّ : جِلْدٌ يُدَارُ ويُخْرَزُ على هَيْئَة الدَّلْوِ ويُسْتَقَى به . وفي بعض الأُصول : فيُسْتَقَى بِهَا . قال الراجز :
" لا يَسْتَقِي في النَّزَحِ المَضْفُوفِ
" إلّا مُدَارَاتُ الغُرُوبِ الجُوفِ يقول : لا يُمكِن أَن يَسْتَقِي من الماءِ القَلِيلِ إلا بدِلاَءٍ واسِعَةِ الأَجوافِ قَصِيرَةِ الجَوَانِبِ لتَْغَمِس في الماء وإن كان قليلاً فتَمْتَلِئ منه . ويقال : هي من المُداراة في الأُمور فمَنْ قال هذا فإِنه يكسِر التاءَ في موضع النَّصْب أَي بمُداراة الدِّلاءِ ويقول : " لا يُسْتَقَى " على ما لا يُسَمَّ فاعِلُه . والمُدَارَةُ : إزارٌ مُوَشًّى كأنَّ فيها دَارَاتِ وَشْيٍ والجمع المُدَارَاتُ أيضاً . قال الراجز :
" وذُو مُدَارَاتٍ عليَّ خُضْرِ ودَوَّرَه تَدْوِيراً : جَعَلَه مُدَوَّراً كأَدَارَه . والدَّوْدَرَى كضَوْطَرَى : الجَارِيَةُ القَصِيرَةُ الدَّمِيمَةُ . قال :
" إذَا هي قامَتْ دَوْدَرَى جَيْدَرِيَّةهذا مَحَلُّ ذِكْره كأنَّه جعلَه من الدَّور وسبق له في درّ الدَّوْدَرَّى بتشديد الراءِ الثانية المفتوحة وفسّره بالآدَر . والدُّوَيْرَة مصَغَّراً : د بالرَّيف يَعنِي به رِيفَ العِرَاق . والدُّوَيْرَةُ : ع ببغدادَ سَكَنه حَسُّونُ هَكذا في النُّسخ والصَّواب حَسْنُون بنُ الهَيْثَم أبو عَلِيّ المُقْرِئُ البَغْدَادِيّ الدُّوَيْرِيّ روى عن مُحَمَّد بن كَثيرٍ الفِهْريّ وعنه أبو بكرٍ يَحْيَى بن كَوَيْر . وقال ابن الأثِير : الدُّوَيْرة : مَوضعٌ ببغدادَ منه أبو مُحَمَّد حَمَّادُ بن مُحَمَّد بن عَبْد الله الفَزَارِيّ الأزْرَق كُوفّي سكنّ بغدادَ عن مُحَمَّد بن طَلْحَةَ بن مُصرِّف ومَقاتِل بن سَليمانَ وعنه عبَّاسٌ الدُّوريّ وصالِحٌ جَزَرَةُ وتوفيِّ سنة 230 . والدَّوِيرَةُ كصَحِيفة : ة بنَيْسَابُور على فَرْسخ منها . منها أبو غَالِيَةَ مُحَمَّد بن عَبِد الله بن يوسُفَ بن خُرْشِيدَ سمعَ قُتَيْبَةَ بن سَعِيد وابْنَ راهَوَيْه وعنه أَبو حامدٍ الشرقيّ وغيره . قال ابن الأثير : ويقال لها أيضاً دَبيرَوَانَه . يقال لمحمّد بن عبد الله هذا الدَّبِيِرّي أيضاً . وقد ذَكَرَه المصنّف في مَحَلَّيْن من غير تَنْبِيه عليه فيَظُنّ الظّانّ أنَّهُمَا قريتان وأنَّهما رَجلانِ فتفَطَّن لذلك
والدُّورُ بالضَّمّ : قَرْيَتَانِ بينَ سُرَّ مَنْ رَأَى وتَكْرِيتَ عُلْيَا وسُفْلَى . ومنها أَي من إحداهما أبو الطَّيّب مُحَمَّد بن الفَرُّخانِ بن رُوزْبَةَ يَرْوِى عن أبي خَليفَةَ الجُمَحِيّ مَناكِيرَ لا يُتابَع عليها مات قبْل الثلاثمائة . وقال الذَّهَبِيّ : قال الخَطِيب : غيرُ ثِقَةٍ . وأبو البقَاَءِ نُوحُ بنُ عليّ بن رسن بن الحسن الدُّورِيّ نزيل بغدادَ من شيوخ الدِّمْياطيْ كذا أورَدَه في مَعجمه . والدُّورُ : نَاحِيَةٌ من دُجَيْل نَهْر بالعراق تُعرَف بدُورِ بَنِي أوْقَرَ . والدُّور : مَحَلَّةٌ ببغدادَ قُرْبَ مَشْهَدِ الإمام الأعْظَم أبِي حنيفةَ النُّعْمَانِ بن ثابت رضي الله عنه وأرضاه عنَّا مِنْها أبو عبد الله مُحَمَّد بن مُخَلَدِ بن حَفْص العَطَّار البَغْدَادِيّ عن يَعْقُوبَ الدَّوْرَقّي والزُّبيْر بن بَكَّار وعنه الدَّارَ قُطْنِيّ وأبو بكْرٍ الآجُريّ وابن الجِعَابِي ثِقَة توفِّيَ سنة 331 ذكره ابن الأثير . وزاد السَّمْعَانيّ : ومنها أبُو عُمر حَفْص بن عُمَر بن عَبْد العزيز بن صُهْبَانَ الأَزديّ المُقْرِئ الضرير . قال ابن أبِي حاتم عن أبِيه : صَدُوقٌ سَكَنَ سامُرّاً عن إسماعيلَ بن جَعْفَرٍ وأبي إسماعيلَ المُؤدِّب والكِسَائِيّ وعنه أبو زُرْعَة والفَضْل بن شَاذَانَ تُوُفِّي سنة 246
والدُّور : مَحَلَّة بنَيْسَابَور . منها أبُو عَبْدِ الله الدُّورِيِّ يَروِي حكاياتٍ لأحمدَ بن سَلَمة النَّيْسَابُورِيّ . والدُّوُر : د بالأَهْوَازِ وهو الذي عند دُجَيْل وقال فيه : إنه ناحية به لأن دُجَيْلاً هو نَهر الأَهوازِ بعَيْنه والدُّور : ع بِالبَادِيَة وإليه تُنسب الدَّارَة وقد تَقدَّمَ بيانُه . والدُّورَةُ بهاءٍ : بينَ القُدْس والخَلِيل ِ منها بنو الدُّورِيّ قَومٌ بِمِصْر . ودُورَانُ بالضَّمّ : ع خَلْفَ جِسْرِ الكُوفةِ هناك قصرٌ لإسْماعيلَ القَسْريّ أخِي خالد ودَوَّرَانُ بفَتْح الدّالِ والواوُ مُشَدَّدةٌ : بالصِّلْحِ قُرْبَ واسِطِ العراقِ . ودَارَيَّا بفَتْح الرَّاءِ والياءُ مُشَدًّدةٌ : ة بالشأْم : والنِّسْبَةُ إليها دَارَانِيٌّ على غيرِ قياسٍ . منها الإمام أبُو سُلَيْمان الدَّارانِيّ عبدُ الرَّحمن بن أحْمَد بن عَطِيَّةَ الزَاهِد عن الرَّبِيع بن صُبَيْح وأَهلِ العراق وعنه أَحمَدُ بن أبي الحُوَّارَي صاحِبُه ذكره ابنُ الأثيِروقال سيبويه : دَارَانُ : مَوضعٌ وإنما اعتَلَّت الواوُ فيه : لأنَّهُم جَعلوا الزِّيَادَةَ في آخره بمنزلةِ ما في آخرِه الهاءُ وجَعَلُوه مُعتَلاً كاعْتِلاله ولا زِيَادَةَ فيه وإلاَّ فقد كان حُكْمُه أَن يَصِحّ كَمَا صَحَّ الجَوَلانُ . وتَدْوِرَةُ : دارَةُ بين جِبَالٍ وربما قَعَدُوا فيها وشَرِبُوا وتقدّم شاهدُه من كلام ابنُ مُقْبِل . والمُدْوَرَةُ من الإبلِ بضَمّ الميمِ وفتح الواو : التي يَدُورُ فيها الراعِي ويَحْلُبُهَا هكذا أُخْرِجَت على الأصْلِ ولم تُقلَب وَاوُهَا أَلِفاً مع وُجُودِ شُرُوطِ القَلْب ولها نظائرُ تأْتي
ومما يستدرك عليه : قَمر مُسْتَدِيرٌ أَي مُنِيرٌ . والدَّوْر : دَوْرُ العِمَامَة وغَيْرِهَا . والتَّدْوِرَة : المَجْلِس عن السِّيَرافيّ . والداَّئِرة في العَرُوض هي التي حَصَرَ بها الخَلِيلُ الشُّطُور لأنها على شَكْل الدَّائرِةَ التي هي الحَلْقة وهي خَمْس دَوَائِرَ . ودائِرَة الحَافِرِ : ما أَحَاطَ به . وقال أبو عُبَيْدة : دَوائِرُ الخَيْل ثَمَانِي عَشرَةَ دائِرًة يُكرَه منها دَائِرَةُ اللَّطَاةِ . والدَّوَائِر : الدَّواهِي وصُرُوفُ الزَّمان والمَوْتُ والقَتْل . والدائِرَة : خَشَبةٌ تُرْكَز وَسْطَ الكُدْسِ تَدُور بها البَقَرُ . وقال اللَّيث : المَدَارُ مَفْعَلٌ يكون مَوْضعاً ويكون مَصْدَراً كالدَّوَرَان ويُجْعَل اسماً نحْو مَدَارِ الفَلَك في مَدَارِه . وتَدَيَّرَ المكانَ : اتَّخَذَه داراً . واستدارَ بما في قَلْبي : أَحَاطَ وهو مَجَاز . وفُلان يَدُور على أَربعِ نِسْوةٍ ويَطُوف عليهن أَي يَسُوسُهن ويَرْعاهُنّ وهو مَجَاز أيضاً . والدَّار صِينيّ معروفٌ عند الأَطباءِ وكذا الدَّارفُلْفُل . والدائرة : الحادِثُة قاله ابن عَرَفَة : وقوله تعالى " سَأُرِيكم دارَ الفاسِقِين " قيل : مَصِير قال مُجاهدٌ : أَي مَصِيرَهم في الآخرة . والدَّوْرَة في المكْرُوه كالدَّائِرَة . والِإدارة : المُدَاوَلُة والتَّعَاطِي من غير تَأْجِيل وبه فُسِّر قوله تعالى " تِجَارَةً حاضِرَةً تُدِيرُونها بينكم " ودَار الجَاموُس . قَرْيَة بمِصْر من الدّنجاوية . وزَيدُ بن دَارَةُ : مَوْلَى عُثْمَانَ بن عَفَّان . روَى عنه حديثَ الوضوءِ ذكرَه البخُاَريِ في التاريخ
والدَّيَّار : الدَّيْرانيّ . ودُور حَبِيب : قَرْيَة من أَعمالِ الدُّجَيْل . ودَارَانُ : قَرْية من أَعمالِ إْربِلَ فيها ماءٌ يَتَلَوَّن في أَوَّلِ النَّهَارِ وآخِره أَبيض وفي وَسَطِه أَسودَ . ودُورُ صُدَىّ قَريَة بدُجَيْل . وفي طَرفِ بَغْدَادَ قُرْبَ دَيرِ الرُّوم مَحَلَّة يقال لها الدُّور وهي الآنَ خرابٌ . والدُّورُ : قَرْيَةٌ قُرْبَ سُمَيْساطَ . وقال ابن دُرَيد : تَدْوِرَةُ : مَوضع بعَيْنه . وسُمِّيَ نَوْعٌ من العَصافير دُورِيّاً وهي هذه التي تُعَشِّش في البيوت . والدُّوَّار كرُمَّان : المنزِل جمْعُه دَوَاوِيرُ . والدِّيرَة بالكسر : الدَّارَة
الدَّرُّ بالفَتْح : النَّفْسُ . ودَفَع اللهُ عن دَرِّه أَي عن نَفْسه حكاه اللِّحيانيّ . والدَّرُّ : اللَّبَنُ ما كان . قال :
طَوَى أُمَّهاتِ الدَّرِّ حتّى كأَنَّها ... فَلاَفِلُ هِنْديٍّ فهُنَّ لُزُوقُ أُمَّهاتُ الدَّرِّ : الأَطْباءُ . وفي الحَدِيث : " أَنه نَهَى عن ذَبْح ذَواتِ الدَّرِّ " أَي ذوات اللَّبَن . ويجوز أَن يكون مصدر دَرَّ اللَّبنُ إِذَا جَرىَ . ومنه الحَدِيث : " لا يُحْبَس دَرُّكُم " أَي ذواتُ الدَّرِّ . أراد أَنها لا تُحشَر إلى المُصَدِّق ولا تُحْبَسُ عن المَرْعَى إلى أَن تَجْتَمِع الماشِيَةُ ثم تُعَدّ لِمَا في ذلك من الإِضرار بها . كالدِّرَّةِ بالكَسْرِ . والدِّرَّة أيضاً والدَّرُّ : كَثْرَتُه وسَيَلانُه . وفي حديث خُزَيمة " غَاضَتْ لها الدِّرّة " وهي اللَّبَن : إِذَا كَثُرَ وسال كالاسْتِدْرارِ يقال : استدَرَّ اللَّبَنُ والدَّمُع ونحُوهما : كَثُرَ . قال أبو ذُؤّيب :
إذا نَهَضَتْ فيه تَصَعَّدَ نَفْرَهَا ... كقِتْرِ الغِلَاءِ مُسْتِدُّر صِيَابُهَا استعار الدَّرّ لشِدَّةِ دَفْعِ السِّهَامِ . ودَرَّ اللَّبَنُ والدَّمْعُ يَدُرُّ بالضَّمّ ويَدِرُّ بالكَسْر دَرّاً ودُرُوراً وكذلك النَّاقَةُ إِذَا حُلِبَت فأَقبل منها على الحالِب شَيْءٌ كَثِيرٌ قيل : دَرَّتْ وإذا اجتمعَ في الضَّرْع من العُروق وسائر الجَسَدِ قيل : دَرَّ اللَّبَن . والاسمُ الدَّرَّةُ بالكَسْرِ وبالفَتْحْ أيضاً كما في اللَّسان وبهما جاءَ المَثَل : " لا آتِيكَ ما اخْتلفَت الدَّرَّة والجِرَّة " واختلافهما أَن الدِّرَّة تَسْفُلُ والجِرَّة تَعْلُو وقد تقدّم . عن الأَعرابيِّ : الدَّرُّ : العَمَلُ من خَيرٍ أو شَرٍّ . ومنه قولهم : " للّه دَرُّهُ يكون مَدْحاً ويكون ذَمّاً كقولهم : قاتَلَه اللّهُ ما أَكْفَرَه وما أَشْعَره ومعناه أَي الله عَمَلُه يقال هذا لِمَن يُمْدَح ويُتَعَجَّب من عَمَلِه . وإذا ذُمَّ عَملُه قيل : لاَدَ رَّ دَرُّه أَي لازَكَا عَمَلُه وكُلُّ ذلك على المَثَلِ . وقيل : لِلّه دَرُّك مِن رَجُلٍ . معناه للِه خَيرُك وفعَالُك . وإذَا شَتَمُوا قالوا : لا دَرَّ دَرُّه أَي لا كَثُرَ خَيْرُه وقيل : لِلِه دَرُّك أَي للِه ما خَرَج منك من خَيْرٍ قال ابنٌ سِيدَه : وأصلُه أَن رَجُلاً رأى آخَرَ يَحلُبِ إبِلاً فتعَجَّب من كَثْرِة لَبَنِهَا فقال : لِله دَرُّك وقيل : أَراد لِلِه صالِحُ عَمَلكِ لأنَّ الدَّرَّ أَفضلُ ما يُحْتَلَب قال بعضهم : وأحسَبهم خَصُّوا اللَّبَن لأَنَّهُم كانُوا يَفْصِدُون النَّاقَةَ فيَشْربُون دَمَهَا ويفْتَظُّونهَا فيشربون ماءَ كَرشِها فكان اللَّبَنُ أَفضلَ ما يَحْتَلِبُون
وقال أَبو بكْرِ : وقال أَهلُ اللُّغَة في قَوْلهم : لِلّه دَرُّه الأَصْلُ فيه أَن الرَّجلَ إِذَا كَثُرَ خَيْرُهُ وعَطَاؤُه وإنَالَتُه النَّاسَ قيل : للِه دَرُّه أَي عَطَاؤُه وما يُؤْخَذُ منه فشَبَّهوا عَطَاءَه بدَرِّ النّاقَةِ ثمّ كَثُرَ اسِتعْمَالُهُم حَتَّى صارُوا يَقُولُونه لكلّ مُتعجَّب مِنْه . قلْت : فعُرِفَ ممّا ذَكرْنَاه كُلّه أَن تَفْسِير الدَّرِّ بالخَيْر والعَطَاءِ والإِنَالَة إنّمَا هو تفسيرٌ باللازم لا أنَّه شَرْحٌ له على الحَقِيقَة فإن الدَّرَّ في الأَصلِ هو اللَّبَن وإطلاقُه على ما ذُكِرَ تَجَوُّز وإِنما أُضِيف للِه تعالى إشارَةً إلى أنَه لا يَقِدر عليه غَيْرُه قال ابنُ أَحمر :
بانَ الشَّبَابُ وأَفْنَى دَمْعَه العُمُرُ ... لله دَرِّىَ أَي العَيْشِ أَنتَظِرُ تَعجَّب من نَفْسه . قال الفَرّاءُ : وربما استَعْمَلُوه من غير أَن يقولوا : للِه فيَقُولون : دَرَّ دَرُّ فُلانٍ . وأَنشد للمُتَنَخِّل :
لا دَرَّ دَرِّىَ أَن أَطْعَمْتُ نازِلَهمْ ... قِرْفَ الحَتِىِّ وعنْدِي البُرُّ مَكْنوزُ ودَرَّ النَّبَاتُ دَرّاً : الْتَفَّ بعضُه مع بعض لكَثْرته و دَرَّت الناقَةُ بِلَبَنِها تَدُرّ وتَدِرّ بالضَّمّ والكَسْرِ الأَوّلُ على الشُّذُوذ والثَّاني على القِيَاس كما صرَّحَ به صاحبُ المِصْباح وغيره دُرُوراً ودَراً : أَدَرَّتْه فهي دَرُورٌ ودَارٌّ ومُدِرٌّ وأَدرَّها مارِيها دُونَ الفَصِيل إِذَا مَسحَ ضَرْعَها . ودَرَّ الفَرسُ يَدِرّ بالكَسْر على القِيَاس دَرِيراً ودِرَّةً : عَدَا عَدْواً شَدِيدأً أو عَدَا عَدْواً سَهْلاً مُتَتابِعاً . ودَرَّ العِرْقُ يَدُرّ دُرُوراً : سَالَ كما يَدُرّ اللَّبَن وكَذَا دَرَّت السَّمَاءُ بالمَطَر تَدُرّ درَاًّ ودُرُوراً الأَخير بالضَّمّ إِذَا كثُرَ مَطَرُها فهي مِدْرَاراٌ بالكسر أَي تَدُرّ بالمَطَر وكذا سَحابةٌ مِدْاَراٌ وهو مَجَاز . ودَرَّت السُّوقُ : نَفَقَ مَتَاعُها والاسم الدِّرَّة . و دَرَّ الشْيءُ : لان . أَنشدَ ابن الأَعرابيِّ :
" إذَا استَدْبَرَتْنا الشَّمسُ دَرَّتْ مُتُونُناكأَنَّ عُروقَ الجَوْفِ يَنْضَحْنَ عَنْدَمَا وذلك لأنَّ العربَ تقول : إنْ اسْتِدْبَارَ الشَّمسِ مَصَحَّةٌ . ودَرَّ السَّهْمُ يَدُرّ دُرُوراً بالضَّمّ : دَارَ دَوَرَاناً جَيِّداً على الظُّفُر وصاحِبُه أَدَرَّه وذلك إِذَا وَضَعَه على ظُفِر إِبهام اليُسْرَى ثم أَدارَه بإِبْهامِ اليَدِ اليُمْنَى وسَبَّابَتِها . حكاه أَبو حَنِيفَة . قال : ولا يكون دُرُورُ السَّهْمِ ولا حَنِينه إلاّ من اكتِناز عُودِه وحُسْنِ استقامته والْتئِامِ صَنْعَته . ودرَّ السِّرَاجُ إِذَا أَضَاءَ فهو دَارٌّ ودَرِيرٌ كأَمِير أَي مُضِيءٌ . ودَرَّ الخَرَاجُ يَدُرُّ دَرَّاً إِذَا كَثُر إتَاؤُه وفَيْؤُه وأَدَرَّه عُمّالُه . ودَرَّ وَجْهُك إِذَا حَسُنَ بعْدَ العِلَّة والمَرَضِ يَدَرُّ بالفَتْح فِيهِ . عن الصاغَانيّ وهو نادِرٌ . ووَجْهُه أَنه لا مُوجِبَ للفتَح إذ ليس فيه حَرفُ الحَلْق عَيْناً ولا لاماً ؛ ولذلك أنْكَرُوه وقالوا إِن ماضِيَه مَكْسُور كمَلَّ يَمَلُّ فلا نُدرَة . قاله شيخُنا . والدِّرَّةُ بالكَسْرِ : دِرَّة السُّلطانِ التَّي يُضْرَب بها عَرَبيِةٌّ معروفة والجمْع دِرَرٌ وتقول : حَرَمْتَنِي دِرَرَك فاحْمِني دِرَرَك . والدِّرَّة : الدَّمُ أَنشدَ ثعلب :
تَخْبِط بالأَخْفَافِ والمَنَاسِمِ ... عن دِرَّةٍ تَخْضِب كَفَّ الهاشِمِ وفسّره فقال : هذه حَرْبٌ شَبَّهَها بالناقَة ودِرَّتُهَا : دَمُهَا . والدِّرَّةُ : سَيَلانُ اللَّبَنِ وكَثْرَتهُ وقد تقدَّم في أَوّل المادَة فهو تَكْرارٌ ومنها قَولُهم : دَرَّت العُرُوقُ : امتلأَتْ دَماً أو لَبَناً . والدُّرَّة بالضَّمّ : اللُّؤْلُؤةُ العَظِيمَة قال ابن دُرَيد : هو ما عَظُمَ من اللُّؤْلُؤِ ج دُرٌّ أَي بإِسقاط الهاءِ فَهو جَمْع لُغَويّ واسْمُ جِنْس جَمْعِيّ في اصْطلاحٍ كما حَقَّقه شيخُنَا ودُرَرٌ كصُرَدٍ وهو الجَمْع الحَقِيقيّ ودُرَّاتٌ جمع مُؤَنّث سالم وهو غير ما احتاج لِذكْره وأَنشد أَبو زَيْد للرّبَيع بنِ ضَبُعٍ الفَزَارِيِّأَقْفَر مِن مَيَّةَ الجَريبُ إلى الزُّجَّ ... يْنِ إلاّ الظِّبَاءَ والبَقَرَا
كأَنَّها دُرَّةٌ مُنَعَّمَةٌ ... في نِسْوةٍ كُنَّ قَبْلَها دُرَرَا ودُرٌّ بالضَّمّ من أَعلامِ الرِّجالِ . ودُرَّةُ بنتُ أَبي لَهَبٍ ابنةُ عَمِّ النبي صلى الله عليه وسلم من المُهَاجِرَات كانت تَحْت الحَارِث بن نَوْفَل لها في المُسْنَد من رواية زَوْجها عنها وقيل تَزَوَّجَها دِحْيَةُ الكَلْبِيّ . ودُرَّةُ بِنْتُ أَبي سَلَمَة بنِ عَبْد الأَسد : صحابيَّتانِ وكذلك دُرَّة بنتُ أَبي سُفيانَ أُختُ مُعَاوِيَةَ لها صُحْبة . وقوله تعالى : " كأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّىٌّ " ثاقِب مُضِيءٌ منسوب إلى الدُّرِّ في صَفائِه وحُسْنِه وبَهائِه وبَياضِه قاله الزَّجَّاجُ ويُثَلَّثُ أَوَّلُه ويُهْمَز آخِرُه كما تقدم فهي سِتُّ لُغات قُرِئَ بِهِنُ . ونَقَل شيخُنَا عن أَرباب الأَشْباه والنَّظائر : لا نَظِيرَ للُّدرِّئِ المَضْمُومِ المَهْمُوزِ سِوَى مُرِّيقٍ ولا للمفتوح سوى المَلِّيتِ لمَوْضعٍ وسَكِّين فيما حكاه أَبو زَيْد . قلْت : قال الفَرّاءُ : ومن العرب مَنْ يقول دِرِّىّ يَنُسْبه إِلى الدُّرّ كما قالوا : بَحرٌ لُجِّيٌّ ولِجِّيٌّ وسُخْرِيٌّ وسِخْرِيٌّ وقرئ : دُرِّئ بالهَمْزِ والكَوْكَب الدُرِّيُّ عند العَربَ هو العَظِيم الْمِقَدَارِ وقيل : هو أَحَدُ الكَوَاكِبِ الخَمْسَةِ السَّيَّارَة قال شَيْخُنَا : والمعروف أَن السّيّارة سبعَةٌ . وفي الحَدِيث : " كما تَروْنَ الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ في أُفُق السماءِ " أَي الشَّدِيد الإِناَرةِ . وفي حَدِيثِ الدّجّال " إحْدَى عَيْنَيْه كأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيّ "
ودُرِّيُّ السَّيْفِ : تَلأْلُؤُه وإِشْرَاقُهُ إما أَن يكُون مَنْسُوباً إلى الدُُّرِّ بصفائه ونقائه وإما أَن يكون مُشبَّهاً بالكَوْكَب الدُّرِّيّ . قال عبدُ الله بنُ سَبْرة :
كُلٌّ يَنْوءُ بماضِي الحَدِّ ذي شُطَبٍ ... عَضْبٍ جَلاَ القَيْنُ عن دُرِّيِّه الطَّبَعَا ويُروَى عن ذَرِّيِّه يعني فِرِنْدَه مَنسوبٌ إلى الذَّرِّ الذي هو النَّمْل الصِّغَار لأَنّ فِرِنْدَ السَّيْف يُشَبَّه بآثَارِ الذَّرِّ . وبَيْتُ دُرَيْدٍ يُروَى بالوَجْهَيْن :
وتُخْرِجُ منه ضَرَّةُ القَوْمِ مَصْدَقاً ... وطُولُ السُّرَى دُرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ بالدَّال وبالذَّال . ودَرَرُ الطَّرِيق مُحَرَّكةً : قَصْدُه ومَتْنُه . ويقال : هو على دَرَرِ الطَّرِيقِ أَي على مَدْرَجَته . وفي الصّحاح : أَي على قَصْدِه وهما على دَرَرٍ واحِدٍ أَي قَصْدِ واحِدٍ . ودَرَرُ البَيْتِ : قُبَالَتُه ودَارِي بدَرَرِ دَارِك أَي بحِذَائها إِذَا تَقَابَلَتَا . قال ابنُ أَحْمَر :
كانَتْ مَنَاجِعَها الدَّهْنَا وجانِبُها ... والقُفُّ ممّا تَرَاه فَوْقَه دَرَرَا ودَرَرُ الرِّيحِ : مَهَبُّهَا . ودَرٌّ : غَدِيرٌ بِديَار بنِي سُلَيْم يَبْقَى ماؤُه الرَّبيعَ كُلَّه وهو بأَعْلَى النَّقِيعِ . قالت الخَنْسَاءُ :
أَلاَ يا لَهْفَ نَفْسي بَعْدَ عَيْشٍ ... لنَا بجُنُوبِ دَرَّ فذِي نَهِيقِ والدَّرَّارَةُ : المِغْزَلُ الذي يَغْزِل به الرّاعِي الصّوفَ . قال :
" جَحَنْفَلٌ يَغْزِل بالدَّرَّارَةومن المجاز : أَدَرَّتِ المرأَةُ المِغْزَلَ فهي مُدِرَّةٌ ومُدِرٌّ الأَخِيرة على النَّسَب إِذَا فَتَلَتْه فَتْلاً شَدِيداً فرأَيتَه حتّى كأَنه واقِفٌ من شِدّة دَوَرَانِه . وفي بعض نُسَخ الجَمْهَرة الموثوقِ بها : إِذَا رأَيْتَه واقفاً لا يَتَحَرَّك من شِدَّة دَوَرَانِه . وفي حديث عمرو بن العاص أَنه قال لمُعاوِية : " أَتَيتُك وأَمرُك أَشَدُّ انْفِضَاحاً من حُقِّ الكَهُولِ فما زِلْتُ أَرُمُّه حتى تَركتُه مِثْلَ فَلْكَةِ المُدِرِّ . وذكر القُتَيْبِيّ هذا الحَدِيث فغَلِط في لَفْظه ومعناه . وحُقُّ الكَهُول : بَيْت العَنْكَبُوت . وأَما المُدِرّ فهو الغَزَّال . ويقال للمِغْزَل نَفسِها الدَّرَّارةُ والمِدَرَّةُ وقد أَدَرَّت الغازِلةُ دَرَّارَتَهَا إِذَا أَدَارَتْها لِتَسْتَحْكِم قُوَّةُ ما تَغْزِله من قُطن أَو صُوف . وضَرَبَ فَلْكَة المُدِرِّ مَثَلاً لإِحكامه أَمرَه بعد استرِخائه واتَّسَاقه بعدَ اضْطِرَابه وذلك لأَنَّ الغَزَّالَ لا يأْلو إِحكاماً وتَثْبِيتاً لفَلْكَةِ مِغْزَله لأنه إِذَا قَلِقَ لم تَدِرَّ الدَّرَّارَةُ . قلْتُ : وأَمّا القُتَيْبِيّ فإنّه فسَرَّ المُدِرّ بالجَاريَة إِذَا فَلَك ثَدْيَاهَا ودَرَّ فيهما الماءُ يقول : كان أَمرُك مُسْتَرِخياً فأَقَمْته حتَّى صار كأَنَّه حَلَمَة ثَدْيٍ قد أَدَرَّ . والوَجْهُ الأَوَّلُ أَوْجَهُ . وأَدَرَّت النّاقَةُ : دَرَّ لَبَنُها فهي مُدِرٌّ وأَدرَّهَا فَصيلُها . أَدَرّ الشَّيْءَ : حَرّكَه وبه فُسِّرَ بعضُ ما وَردَ في الحَدِيث : " بين عَيْنَيْه عِرْقٌ يُدرُّه الغَضبُ " أَي يُحَرِّكه . وأَدَرَّ الرِّيحُ السَّحَابَ : جَلَبَتْه هكذا بالجِيم وفي بَعْض النُّسَخ بالحاءِ وفي اللِّسَان : والرِّيحُ تُدِرُّ السَّحَابَ وتَسْتَدِرُّه أَي تَسْتَحْلِبُه . وقال الحادِرَةُ وهو قُطْبَةُ بنُ أَوْس الغَطَفَانِيّ :
فَكَأَنَّ فَاهَا بعدَ أَوَّلِ رَقْدةٍ ... ثَغَبٌ بِرابِيَةٍ لَذِيذُ المَكْرَعِ
بغَرِيضِ سارِيَةٍ أَدرَّتْه الصَّبَا ... من ماءِ أَسْحَرَ طَيِّبِ المُسْتَنْقَعِ الغَرِيض : الماءُ الطَّرِيّ وَقْتَ نُزُولِه من السّحاب : وأَسْحَرُ : غَدِيرٌ حُرُّ الطِّينِ . والدَّرِيرُ : كأَمِيرٍ : المُكْتَنِزُ الخَلْقِ المُقْتَدِر من الأَفراس . قال امرؤُ القَيْس :
دَرِيرٌ كخُذْرُوفِ الوَلِيدِ أَمَرَّهُ ... تَقَلُّبُ كَفَّيه بخَيْطٍ مُوَصَّلِ وقيل : الدَّرِيرُ من الخَيْل : السَّرِيعُ منها أَو السَّرِيعُ العَدْوِ المُكْتَنِزُ الخَلْقِ من جميعِ الدّوابّ ففي حديث أَبي قِلاَبَةَ : " صَلَّيْتُ الظُّهْرَ ثمَّ رَكِبْتُ حِمَاراً دَرِيراً " . ونَاقةٌ دَرُورٌ كصَبُور ودَارٌّ : كَثِرَةُ الدَّرّ وضَرَّة دَرُورٌ كذلك . قال طَرَفُة :
مِنَ الزَّمِرَاتِ أَسْبَلَ قادِمَاهَا ... وضَرَّتُهَا مُرَكَّنةٌ دَرُورُ وإِبِلٌ دُرُرٌ وإِبِلٌ دُرُرٌ بضَمَّتَيْن ودُرَّرٌ كسُكَّر ودُرَّارٌ كرُمَّان مثل كافِرٍ وكُفّار . قال :
كان ابنُ أَسْماءَ يَعْشُوهَا ويَصْبَحُهَا ... مِن هَجْمَةٍ كفَسِيلِ النَّخْلِ دُرَّارِ قال ابنُ سِيدَه : وعندي أَنَّ دُرَّاراً جَمْعُ دارَةُ على طَرْح الهاءِ . والدَّوْدَرَّي كيَهْيَرَّي أَي بفَتْح الأَوّل والثَّالِث وتَشْدِيد الرَّاء المَفْتُوحة ولا يَخْفَى أََنَّ المَوْزَونَ به غَيْرُ مَعْروف : الَّذِي يَذْهَبُ ويَجِيئُ في غيرِ حاجَة ولمْ يُستَعْمل إِلاّ مَزِيداً إِذ لا يُعْرف في الكلام مثل درر . والدَّوْدَرَّي : الآدَرُ : مَن به الأُدْرَةُ . والدَّوْدَرَّى : الطَّويلُ الخُصْيَتَيْنِ وفي التَّهْذِيب : العَظِيمُهما وذَكَره في د در والصواب ذكره في د رر كما للمُصنِّف وأَنْشَد أَبو الهَيْثم :
لمّا رَأَتْ شَيْخاً لَها دَوْدَرَّي ... في مِثْل خَيْطِ العِهِنِ المُعَرَّى إِذْ هو من قَولهم : فَرسٌ دَرِيرٌ والدليلُ عليه قَوله :
" " في مثْل خَيْطِ العِهِن المُعَرَّى "يريدُ به الخُذرُوفَ . والمُعَرَّى : الذي جُعِلت له عُرْوةٌ . كالدَّرْدّرَّي بالراءِ بدل الواوِ عن الفَرَّاءُ ولم يقل بالوَاو . والتَّدِرَّةُ : الدَّرُّ الغَزِيرُ تَفْعِله من الدَّرّ وضبطَه الصّغانِيّ بضَمّ الدَّال من التَّدُرَّةِ . والدُّرْدُرُ بالضَّمّ : مَغَارِزُ أَسْنَانِ الصَّبِيِّ والجمع الدَّرَادِرُ أَو هِى مَنْبِتُها عامَّةً . أَو هِي مَنْبِتُها قَبِلَ نَباتِهَا وبعْدَ سُقُوطِها . ومن ذلك المَثَل " أَعْيَيْتِني بأُشُر فكَيْفَ أَرجوك بِدُرْدُر " . قال أَبو زَيْد : هذا رَجُل يُخَاطِب امرأَتَه أَي لم تَقْبَل هكذا في النُّسخ . والصَّواب لم تَقْبَلِي النُصْحَ شَابَّاً هكذا في النُّسخ والصّواب وأَنتِ شَابَّة ذاتُ أُشُرفي ثَغْرِكِ فكَيْفَ الآن وقَدْ أَسْنَنْتِ حتّى بَدَتْ دَرَادِرُكِ كِبَراً وهي مَغَارِزَ الأَسْنَانِ . ودَرِدَ الرَّجلُ إِذَا سَقَطتْ أَسْنَانُه وظَهَرَت دَرَادِرُهَا . ومثله : " أَعْيَيْتَنِي من شُبَّ إِلى دُبَّ " أَي من لَدُنْ شَبَبْتَ إلى أَن دَبَبْتَ . ويقال : لَجَّجُوا فوقَعُوا في الدُّرْدُور بالضَّمّ . قال الجَوْهَرِيّ : الماءُ الذي يَدورُ ويُخاف منه الغَرَقُ . وقال الأَزْهَرِيّ : هو مَوْضِعٌٌ في وَسَطِ البَحْر يَجِيشُ مَاؤُه لا تكاد تَسْلَم منه السَّفِينَةُ . والدُّرْدُور : اسم مَضِيق بساحِلِ بَحْرِ عُمَانَ يخافُ منه أَهلُ البَحْر . وتَدَرْدَرَتِ اللَّحْمَةُ : اضْطَرَبَتْ ويقال للمَرْأَة إِذَا كانت عظِيمةَ الأَلْيَتَينِ فإِذا مَشتْ رَجَفَتَا : هي تُدَرْدِرُ . وفي حديثِ ذِي الثُّدَيَّةِ المَقْتُول بالنَّهْرَوان " كانت له ثُدَيَّةٌ مثْل البضِعةِ تَدَرْدَرُ " أَي تَمَزْمَزُ وتَرَجْرَجُ : تَجِئُ وتَذْهب والأَصل تَتَدَرْدَر فحذف إِحْدَى التاءَين تَخْفِيفاً . ودَرْدَرَ البُسْرَةَ : دَلَكَهَا بدُرْدُرِهِ ولاَكَها : ومنه قول بَعضِ العَرَب وقد جاءَه الأَصمَعِيّ : أَتَيْتَنِي وأَنا أُدَرْدِرُ بُسْرَةً . واستَدَرَّت المِعْزَى : أَرادَِ الفَحْلَ قال الأُمويّ : يقال للمِعْزَى إِذَا أَرادَت الفَحْلَ قد استدرَّت اسْتِدْراراً وللضَّأْن قد استَوْبَلَتْ استِيبالاً . ويقال أَيضاً استَذْرَت المِعْزَى استِذْرَاءً من المعتلّ بالذَّال المُعْجَمَة . والدَّرْدَارُ كصَلْصال : صَوْتُ الطَّبْلِ كالدَّرْدَاب نقله الصَّغانيّ . والدَّرْدَارُ : شَجَرٌ قال الأَزْهَرِيّ : ضَرْبٌ من الشَّجَرِ مَعْرُوفٌ
قلْت : هو شَجرةُ البَقّ تَخرُجُ منها أَقماعٌ مُختلفة كالرُّمَّانات فيها رُطُوبة تَصير بَقّاً فإِذَا انفقَأَت خَرَجَ البَقُّ . وَرَقُه يُؤكَل غَضّاً كالبُقُول كذا في مِنْهَاج الدُّكَّان . ودُرَيْرَاتٌ مُصغَّراً ع نقله الصّغانِيّ . ودُهَدُرَّيْن بضَمِّ الأَوّل والثَّالث تَثْنِية دُهْدُرّ يأَتي ذِكْرُه في ده در مراعاةً لتَرْتِيب الحُرُوف وهو الأَوْلَى والأَقربُ للمُراجعة والجوهريّ أَوردَه هُنَا والصّواب ما لِلمُصَنِّف . ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : اسْتَدْرَّ الحَلوبَةَ : طلَبَ دَرَّهَا . والاستِدَرَارُ أَيضاً : أَن تمْسَح الضَّرْعَ بيَدِك ثمّ يَدِرّ اللَّبنُ . ودَرَّ الضَّرْعُ باللَّبَن يَدُرُّ دَرَّاً ودَرَّت لِقْحَةُ المسلمين وحَلُوبَتُهُم يعنى كَثُرَ فَيْؤُهم وخَرَاجُهم وهو مَجَاز . وفي وَصِيَّةِ عُمَر للعُمَّال " أَدِرُّوا لِقْحَةَ المسلمين " قال الليثُ : أَراد خَرَاجَهم فاسْتَعَارَ له اللِّقحةَ والدِّرَّة . ويقال للرَّجُل إِذَا طَلَب حاجَةً فأَلَحَّ فيها : أَدِرَّهَا وإِن أَبَتْ أَي عالِجْها حتَّى تَدِرَّ يُكْنَى بالدَّرِّ هنا عن التَّيْسِير . ودُرُورُ العِرْق : تَتابُعُ ضَرَبانِه كتَتَابُعِ دُرُورِ العَدْوِ . وفي الحَدِيث : بَيْنَهما عِرْق يُدِرُّهُ الغَضَبُ " يقول : إِذَا غَضبَ دَرَّ العِرْقُ الّذِي بين الحاجبَين ودُرُورُه : غِلْظُه وامْتِلاؤُه . وقال ابن الأَثير : أَي يَمتلئُ دَماً إِذَا غَضِبَ كما يَمتلئُ الضَّرعُ لَبَناً إِذَا دَرَّ وهو مَجَاز . وللسحاب دِرَّةٌ أَي صَبٌّ واندِفاقٌ والجمع دِرَرٌ . قال النَّمِر بنُ تَوْلَب :
سَلامُ إِلالهِ ورَيْحَانُهُ ... ورَحمَتُهُ وسَماءٌ دِرَرْغَمَامٌ يُنَزِّلُ رِزْقَ العِبَادَ ... فأَحْيَا العِبَادَ وطَابَ الشَّجَرْ سماءٌ دِرَرٌ أَي ذاتُ دِرَرٍ . وفي حديث الاسْتِسْقَاءِ : " دِيَماً دِرَراً " : جمْع دِرَّة . وقيل : الدِّرَرُ الدَارّ كقَوْلِه تَعالى : " دِيناً قِيَماً " أَي قائماً . وفَرسٌ دَرِيرٌ : كَثِيرُ الجَرْيِ وهو مَجَازٌ . وللسَّاق دِرَّةٌ : اسِتدرَارٌ للجَرْيِ . وللسُّوقِ دِرَّةٌ أَي نَفَاقٌ . ودَرَّ الشْيءُ إِذَا جُمِعَ ودَرَّ إِذَا عُمِلَ ومرَّ الفَرسُ على دَرَّتِه إِذَا كان لا يَثْنِيه شَيْءٌ . وفَرسٌ مُسْتَدِرٌّ في عدْوِه : وهو مَجازٌ وقال أَبو عُبيدَةَ : الإِدْرَارُ في الخَيل : أَنْ يُعْنِقَ فيرَفعَ يَداً وَيَضعَها في الخَبَب . والدَّرْدَرَة : حِكَاية صَوْتِ الماءِ إِذَا اندفعْ في بُطُونِ الأَودِيَةِ . وأَيضاً دُعاءُ المِعْزَى إلى الماءِ . وأَدرَرْتُ عليه الضَّرْبَ : تَابَعْتُه وهو مَجَاز . والدُّرْدُر بالضَّمّ : طَرَفُ اللِّسَان وقيل : أَصْلُه . هكذا قاله بَعْضُهم في شرْح قَوْل الرَّاجِز :
أُقْسِم إن لم تَأْتنِا تَدَرْدَرُ ... ليُقْطَعَنَّ مِن لِسَانٍ دُرْدُرُ والمعروف مَغْرِزُ السِّنّ كما تَقَدَّم . ودَرَّت الدُّنْيا على أَهِلها : كَثُرَ خَيْرُها وهو مَجَاز ورِزْق دَارٌّ أَي دائِمٌ لا يَنقَطِع . ويقال : دَرَّ بما عندَه أَي أَخرَجه . والفارسيّة الدَّرِّيّة بتشديد الراءِ والياءِ : اللُّغَة الفُصْحَى من لُغَات الفُرْس منسوبة إلى دَرْ بفتح فسكون اسم أَرض في شيِرازَ أو بمعنَى البابِ وأُرِيد به بابُ بَهْمَن بن اسِفنْدِيَار . وقيل : بَهْرَام بن يزْدجِرد . وقِيل : كِسْرى أَنُوشِرْوَان . وقد أَطال فيه شَيْخُ شُيُوخِ مشايخنا الشِّهَاب أحمدُ بن مُحَمَّد العجَمِيّ خاتِمَةُ المُحَدِّثين بمصر في ذَيْله على لُبِّ اللُّباب للسّيوطيّ وأَورد شيخُنَا أَيضاً نقلاً عنه وعن غيره فليراجع في الشرْح
ودُرّانَةُ : من أَعلام النّساءِ وكذلك دُرْدَانةُ . وأَبو دُرَّة بالضَّمّ : قرية بمصر