الدَّرْبُ مَعْرُوفٌ قالُوا : الدَّرْبُ : بَابُ السِّكَّةِ الوَاسعُ وفي التهذيب الوَاسِعَةِ وهو أَيضاً البَابُ الأَكْبَرُ والمَعْنَى وَاحِدٌ ج دِرَابٌ كرِجَالٍ أنشد سيبويه :
مِثْل الكِلاَبِ تَهِرُّ عِنْدَ دِرَابِهَا ... وَرِمَتْ لَهَازِمُهَا مِنَ الخِزْبَازِ ودُرُوبٌ كفَلْسٍ وفُلُوسٍ وعليه اقتصر في شفاءِ الغليل وكُلُّ مَدْخَلٍ إلى الرُّومِ دَرْبٌ مِنْ دُرُوبِهَا أَو النَّافِذِ بالسُّكُونِ وأَصْلُ الدَّرْبِ : المَضِيقُ في الجِبَالِ ومنه قَوْلُهُمْ : أَدْرَبَ القَوْمُ إذَا دَخَلُوا أَرْضَ العَدُوِّ مِنْ بِلاَدِ الرُّومِ وفي حديث جعفر بنِ عَمْرٍو وأَدْرَبْنَا أَي دَخَلْنَا الدَّرْبَ والدَّرْبُ : المَوْضِعُ الذِي يُجْعَلُ فِيهِ التَّمْر لِيَقِبَّ أَي يَيَبَسَ والدَّرْبُ : ة باليَمَنِ وع بنَهَاوَنْدَ من بلاد الجَبَلِ منه أَبُو الفَتْحِ منصورُ بن المُظَفَّرِ المُقْرِئُ الدَّرْبِيُّ النَّهَاوَنْدِيّ قال أَبُو الفَضْلِ المَقْدِسِيُّ : حدَّثنا عنه بعضُ المتأَخرين وفي قول امرئ القيس :
" بَكَى صَاحِبِي لَمَّا رَأَى الدَّرْبَ حَوْلَهُ موضعٌ بالرُّومِ معروفٌ على ما اختاره شُرَّاحُ الديوَان قاله شيخُنا
ودَرِبَ بِهِ كَفَرِحَ دَرَباً ولَهِجَ لَهَجاً وضَرِيَ ضَرًى إذا اعْتَادَ الشيءَ وأُولِعَ به قاله أبو زيد ودَرِبَ بالأَمْرِ دَرَباً ودُرْبَةً بالضَّمِّ : َضَرِيَ به كَتَدَرَّبَ ودَرْدَبَ أَي اعْتَادَ ودَرَّبَه بِهِ وعَلَيْهِ وفِيهِ تَدْرِيباً : ضَرَّاهُ وأَلَّبَ عليه ودَرَّبَتْهُ الشَّدَائِدُ حَتَّى قَوِيَ ومَرَنَ عليها عن اللحيانيّ ومنه المُدَرَّبُ كمُعَظَّمٍ منَ الرِّجالِ المُنَجَّدُ والمُدَرَّبُ : المُجَرَّبُ والمُدَرَّبُ : المُصَابُ بالبَلاَيَا وبالشَّدَائِدِ والمُدَرَّبُ : الأَسِدُ ذَكَره الصاغانيّ والمُدَرَّبُ مِنَ الإِبِلِ : المُخْرَّجُ المُؤَدَّبُ الذِي قد أَلِفَ الرُّكُوبَ والسَّيْرَ أَي عُوِّدَ المَشْيَ في الدُّرُوبِ فصارَ يَأْلَفُهَا ويَعْرِفُهَا فلا يَنْفِرُ وهي مُدَرَّبَةٌ بهَاءٍ وفي حديث عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ وكَانَتْ نَاقَتُهُ مُدَرَّبَةً وكُلُّ ما في معناهُ مما جاءَ عَلَى بِنَاءِ مُفَعَّلٍ فالفَتْحُ والكَسْرُ فيه جائزَانِ في عَيْنِه كالمُجَرَّبِ والمُجَرَّسِ ونحوِه إلاَّ المُدَرَّبَ فإنَّهُ بالفَتْحِ فقطْ وهذه قَاعِدةٌ مُطَّرِدَةٌ
والدُّرْبَةُ بالضَّمِّ : الضَّرَاوَةُ عَادَةٌ وجَرَاءَةٌ علَى الأَمْرِ والحَرْبِ بالجَرِّ على أَنَّه معطوفٌ على الأَمْرِ ففيه تَخْصِيصٌ بَعْدَ تَعْمِيمٍ ويوجدُ في بعض النسخ بالرَّفْعِ فيكون معطوفاً على جَرَاءَة وأحسنُ من هذا عبارة لسان العرب : والدُّرْبَةُ : عَادَةٌ وجَرَاءَةٌ على الحرْبِ وكلِّ أَمرٍ وقد دَرِبَ بالشَّيْءِ كالدُّرَّابَةِ بِالضَّمِّ ظَاهِرُهُ أَنه كثُمَامَةٍ والحالُ أنه مشَّدَّدٌ عن ابن الأَعْرَابِيّ وأنشد :
" والحِلْمُ دُرَّابَةٌ أَوْ قُلْتَ مَكْرُمَةٌمَا لَمْ يُوَاجِهْكَ يَوْماً فيهِ تَشْمِيرُ
وتقولُ : مازِلْتُ أَعْفُو عن فلانٍ حَتَّى اتَّخَذَهَا دُرْبَةً قال كعب بن زهير :
" وفي الحلمِ إدْهَانٌ وفي العَفْوِ دُرْبَةٌوفي الصِّدْقِ مَنْجَاةٌ مِنَ الشَّرِّ فاصْدُقِ والدُّرْبَةُ بالضَّمِّ : سَنَامُ الثَّوْرِ الهَجِين ودَرِبَ البَازِي علَى الصَّيْدِ ودَرَّبَ الجَارِحَةَ : ضَرَّاهَا على الصَّيْدِ وعُقَابٌ دَارِبٌ على الصَّيْدِ ودَرِبَةٌ كفَرِحَةٍ مُعَوَّدٌ عليه وبه وقد دَرَّبْتُهُ أَيِ البَازِيَ على الصيد تَدْرِيباً أَي ضَرَّيْتُه
وجَمَلٌ دَرُوبٌ ونَاقَةٌ دَرُوبٌ كصبورٍ : مُذَلَّلٌ وهو من الدُّرْبَةِ
وقال اللِّحْيَانيّ : بَكْرٌ دَرَبُوت وتَرَبُوتٌ التَّاءُ بَدَلٌ عن الدَّالِ كما يَأْتِي في حرف التاءِ المُثَنَّاةِ الفوْقِيَّةِ إن شاءَ الله تعالى مُحَرَّكَةً أَي ذَلُولٌ وكذلك ناقةٌ دَرَبوتٌ أَو هي أَي دَرَبُوتٌ : التي إذا أَخَذْتَ بالخطاب بمِشْفَرِهَا ونَهَزْتَ بالخطاب عَيْنَهَا تَبِعَتْكَ
والدَّربَانِيَّةُ بالفتح : ضَرْبٌ من جِنْسِ البَقَرِ تَرِقُّ أَظْلاَفُهَا وجُلُودُهَا وكانت لها أَسْنِمَةٌ جمع سَنَامٍ واحدُهَا دَرْبَانِيٌّ والجمع : دِرَابٌ وأَمَّا العِرَابُ فَمَا سَكَنَتْ سَرَوَاتُهُ وغَلُظَتْ أَظْلاَفُه وجُلُودُهُ واحدها عَرَبِيٌّ والفِرَاشُ مَا جَاءَ بيْنَ الدِّرَابِ والعِرَابِ وتكونُ لَهَا أَسْنِمَةٌ صِغَارٌ وتَسْتَرْخِي أَعْيَابُهَا واحدها فَرِيشٌ
ودَرِبَ بِالأَمْرِ : دُرْبَةً وتَدرَّبَ وهو دَرِبٌ : عالِمٌ
والدَّارِبَةُ : العَاقِلَةُ والحَاذِقَةُ بصِناعَتِهَا وهو الدَّارِبُ : الحَاذِقُ بصِنَاعَتِه عن ابن الأَعْرَابِيّ والدَّارِبَةُ أَيضاً : الطَّبَّالَةُ وأَدْرَبَ كدَرْدَبَ ودَبْدَبَ إذا صَوَّتَ بالطبْلِ ودرْبَى فُلاناً يُدَرْبِيهِ دِرْباءً إذا أَلْقَاهُ عن ابن الأَعْرَابيّ وأَنشد :
" اعْلَوَّطَا عَمْراً لِيُشْبِيَاهُ
" في كُلِّ سُوءٍ ويُدَرْبِيَاهُ يُشْبِيَاهُ ويُدَرْبِيَاهُ أَي يُلْقِيَاهُ فيمَا يكْرَهُ
والدُّرُبُّ كعُتُلٍّ : سَمَكٌ أَصْفَرُ كأَنَّهُ مُذْهَبٌ
ودَرْبَى كَسَكْرَى : ع بالعِرَاقِ وضَبَطه الصغانيّ بضَمِّ الدّالِ والرَّاءِ المُشَدَّدَةِ وقال : هو في سَوَادِ العِرَاقِ شَرْقِيَّ بَغْدَادَ انتهى والمشهورُ بِالنسبةِ إليه : أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عليِّ ابنِ إسماعيلَ القَطَّانُ عُرِفَ بالدَّرْبِيّ من أَهل بغدادَ من الثِّقَاتِ رَوَى عنه الدَّارَقُطْنِي وابنُ شاهِينَ الواعظُ وغيرُهما
والدَّرْدَبَةُ سَتَأْتِي قريباً وهنا ذَكَرَهُ الجوهريّ والصاغانيّ
وأَبُو طاهِرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الدُّرَيْبِيُّ كَزُبَيْرِيٍّ : مُحَدِّثٌ نِسْبَة إلى الجَدِّ سَمِعَ على التَّاجِ عبدِ الخَالِقِ وغيره . وبنو دُرَيْبٍ كزُبير : قَبِيلَةٌ منهم أُمَرَاءُ حَلْيٍ وصَبْيَا من اليَمَنِ
والتَّدْرِيبُ : الصَّبْرُ في الحَرْبِ وقْتَ الفِرَارِ يقال : دَرَّبَ وفي الحديث عن أَبي بكرٍ " لاَ يَزَالُونَ يَهْزِمُونَ الرُّومَ فإذَا صارُوا إلى التَّدْرِيبِ وَقَفَتِ الحَرْبُ " أَرادَ الصَّبْرَ في الحَرْب وَقْتَ الفِرَارِ وأَصْلُه مِنَ الدُّرْبَةِ : التَّجْرِبَةِ ويجوزُ أَنْ يَكُونَ من الدُّرُوب وهي الطُّرُقُ كالتَّبْوِيبِ من الأَبْوَابِ يَعْنِي أَن المَسَالِكَ تَضِيقُ فَتَقِفُ الحرْبُ
والدَرْبَانُ بالفَتْح ويُكْسَرُ : البَوَّابُ فَارِسِيَّةٌ عُرِّبَتْ ومَعْنَاهُ حَافِظُ البَابِ وسَيَأْتِي للمصنّف في دَرْبَنَ وهناك ذَكَرَه الجوهريُّ على الصحيحودَرْبُ ساك : موضعٌ بالشَّأْمِ ودَرْب الحَطَّابِينَ بِبغدادَ ومَحَلَّةٌ من مَحَلاَّتِ حَلَبَ بالقُرْبِ من باب أَنْطَاكِيَة كانت بها منازلُ بَنِي أَبِي أُسَامَةَ ودَرْبُ فَرَاشَةَ ودَرْبُ الزَّعْفَرَانِ ودَرْبُ الضَّفادِعِ من مَحَلاَّتِ بَغْدَادَ من الأَولِ : أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ الدَّبَّاسُ ومن الثاني : أَبُو بَكْرٍ محمدُ بنُ عليِّ بنِ عبدِ اللهِ المُجَهز ومن الثَّالِثِ : أَبو بَكْرٍ مُحَمَّدُ ابنُ مُوسَى البَرْبَهَارِيّ ودَرْبُ الشاكِرِيَّةِ إحْدَى المَحَالِّ الشَّرْقِيَّةِ سَكَنَهَا أَبُو الفَضْلِ السَّلاَمِيُّ ودَرْبُ القَيَّار إليها أَبُو الفُتُوحِ محمَّدُ بنُ أَنْجبَ بن الحُسَيْنِ البَغْدَادِيّ ذَكَرَهُ أَبُو حَامِدٍ المَحْمُودِيُّ
ودِيَرْبُ بِكَسْرِ المُهْمَلَةِ وفَتْحِ اليَاءِ التحْتِيَّةِ وسُكُونِ الرَّاءِ سَبْعَةُ قُرًى بمصرَ الأُولَى : دِيَرْبُ حَيَّاش وتُعْزَى إلى صافُور والثانية دِيَرْبُ نَجْمٍ وتُعْزَى إلى فِليتَ وهُمَا من إقْلِيمِ بُلْبَيْس وثلاثَةٌ مِنَ الدَّقَهْلِيَّةِ إحْدَاهَا المُضَافَةُ إلى بَلَجْهورَة والاثْنَتَانِ : البَحْرِيَّةُ والقِبْلِيَّةُ واثْنَتَان مِنَ الغَرْبِيَّةِ
دُرُسْتُ بضمَّتيْنِ وسكون : أَهمله الجماعةُ . ودُرُسْت بنُ رِباطٍ ككِتاب الفُقَيمِيُّ : شاعِرٌ وابْنُه زِيادٌ هكذا في النُّسخ والصوابُ : وابنُ زِيادٍ كُنيتُه أَبو الحسنِ ويُقال : أَبو يحيى نفاض الخَزْرَوِيّ عن جعفر بن الزَّبَيْر وعليّ بن زيدِ بن جُدْعَانَ وعنه أَبو كاملٍ الجَحْدَرِيُّ وغيرُه كذا في حاشية الإِكمال يقال هو ضعِيفٌ . وقال أَبو زُرْعَة : واهٍ . وابْنُهُ يَحْيَى بْنُ دُرُسْت بنِ زِيادِ شيخُ التِّرْمِذِيّ والنَّسائيّ . وابْنُ ابْنِهِ زَكريَّا بنُ يَحْيَى بنِ دُرُسْت بنِ زيادٍ عن هِشامِ بن عَمَّار وغيرِه . دُرُسْتُ بن حَمزة وابْنُ حَكِيمٍ مُكبَّرًا يَرْوِي عن التابِعين . دُرُسْتُ بنُ سَهُلٍ عن سَهْلِ بنِ عُثْمانَ العَسكريّ . دُرُسْتُ بْنُ نَصْرٍ الزاهِدُ مات سنة 241 ، وهو شيخٌ لاِبْنِ مخلد . وإِبراهيمُ بنُ جَعْفرٍ بنِ دُرُسْت التُّسْتَرِيّ . شيخٌ لاِبن المقري . وفاته : دُرُسْتُ بنُ حَمْزة عن مَطرٍ الوَرّاق قال الدّارَقُطْنِيُّ : ضعيفٌ . ودُرُسْتُ عن أَبي أَيُّوبَ ثِقةٌ . ودُرُسْتُ بنُ اللَّجْلاج العَبْدِيّ عن رَوْح بن عبد المُؤْمن . وجعْفرُ بنُ دُرُسْتَوَيْهِ عن ابن المَدِينيّ وابنه أَبو محمّد عبد الله بن جفعر رَوى عن يعقوبَ بنِ سُفيانَ الفَسَويّ مُحدِّثُون . وأَبو أَحمد عبدُ الحميد بن محمّد بن الحسين بن عبد الله السّمْسار الدُّرُسْتويّ لأَنّ جدّه عُرَف بابن غُلامِ دُرُسْتَوَيْه بَلْخِيُّ الأَصلِ سكنَ بَغدادَ وروى عن لُوَيْنٍ وغيرِه . " تُوفِّيَ سنة 318 "
دَرَسَ الشيْءُ والرَّسْمُ يَدْرُسُ دُرُوساً بالضّمّ : عَفَا . ودَرَسَتْهُ الرِّيحُ دَرْساً : مَحَتْه إِذا تَكَرَّرَتْ عليه فعَفَّتْه . لازِمٌ مُتَعَدٍّ . ودَرَسَهُ القَوْمُ : عَفَّوْا أَثَرَه . ومِن المَجَازٍِ : دَرَسَتِ المَرْأَةُ تَدْرُسُ دَرْساً الفَتْح ودُرُوساً بالضّمّ : حاضَتْ . وخَصَّ اللِّحْيَانِيُّ به حَيْضَ الجَارِيةِ . وهي دَارِسٌ مِنْ نِسُوَةٍ دُرَّسٍ ودَوَارِسَ . ومِن المَجَازِ : دَرَسَ الكِتَابَ يَدْرُسُه بالضَّمّ ويَدْرِسُه بالكَسْر دَرْساً بالفَتْحِ ودِرَاسَةً بالكَسْرِ ويُفْتَحُ ودِرَاساً ككِتَابٍ : قَرَأَه . وفي الأَساس : كَرَّرَ قِرَاءَتَه في اللِّسَان ودارَسَهُ من ذلِكَ كأَنَّه عانَدَه حَتّى انْقَادَ لِحِفْظِهِ . وقال غيرُه : دَرَسَ الكِتابَ يَدْرُسُه دَرْساً : ذَلَّلهُ بكَثْرة القِرَاءَةِ حَتّى خَفَّ حِفْظُه عليهِ من ذلِك كأَدْرَسَه
عن ابنِ جِنِّى قال : ومن الشّاذّ قِرَاءَةُ أَبي حَيْوَةَ : وبِمَا كُنْتُمْ تَدْرِسُونَ أَي مِنْ حَدِّ ضَرَبَ
وَدَرَّسهُ تَدْرِيساً . قال الصاغانِيُّ : شُدِّد للمُبَالَغة ومنه مُدَرِّسُ المَدْرَسَة . وقال الزَّمَخْشَرِيُّ : دَرَسَ الكِتَابَ ودَرَّسَ غَيْرَه : كَرَّرَه عن حِفْظ
ومِن المَجَازِ : دَرَسَ الجَارِيَةَ : جَامَعَهَا . وفي الأَسَاس : دَرَسَ المَرأَةَ : نَكَحَها . ومِن المَجَازِ : دَرَسَ الحِنْطَةَ يَدْرُسُهَا دَرْساً ودِرَاساً : داسَهَا . قال ابنُ مَيَّادةَ :
هَلاَّ اشْتَرَيْتَ حِنْطَةً بِالرُّسْتَاقْ ... سَمْرَاءَ مِمَّا دَرَسَ ابنُ مِخْرَاقْ هكذا أَنْشَدَهُ . قال الصّاغَانِيُّ : وليس لابنِ مَيَّادَةَ على القاف رَجَزٌّ . ودَرَسَ الطعامَ : داسَهُ يَمَانِيَةٌ وقد دُرِسَ إِذا دِيسَ والدِّرَاسُ : الدِّرَياسُ بلُغَة أَهلِ الشّامِ . ومِن المَجَازِ : دَرَسَ البَعِيرُ يَدْرُسُ دَرْساً : جَرِبَ جَرَباً شَدِيداً فقُطِرَ قال جَرِيرٌ :
رَكِبَتْ نَوارُ كُمُ بَعِيراً دَارِساً ... فِي السُّوقِ أَفْضَحَ راكِبٍ وبَعِيرِ قال الأَصْمَعِيُّ : إِذا كَانَ بالبَعير شَيْءٌ خَفِيفٌ مِن الجَرَبِِ قيل : بِه شيءٌ من الدَّرْسِ . والدًّرْسُ : الجَرَبُ أَوَّلُ ما يَظْهَرُ منه . قال العَجَّاج :
يَصْفَرُّ لِلْيُبْسِ اصْفِرَارَ الوَرْسِ ... مِنْ عَرَقِ النَّضْحِ عَصِيمَ الدَّرْسِ
" مِنَ الأَذَى ومِنْ قِرافِ الوَقْسِ . وقيل : هو الشَّيْءُ الخَفِيفُ مِن الجَرَبِ . وقيل : مِنَ الجَرَبِ يَبْقَى في البَعِيرِ . ومِن المَجَازِ : دَرَسَ الثَّوْبَ يَدْرُسُه دَرْساً : أَخْلَقَه فدَرَسَ هُوَ دَرْساً : خَلَقَ لازِمٌ مُتَعَدٍّ قال أَبو الهَيْثَم : هو مأْخُوذٌ مِن دَرَسَ الرَّسْمُ دُرُوساً ودَرَسَتْه الرِّيحُ . ومن المَجَازِ : أَبو دِرَاسٍ : فَرْجُ المرأَة وفي العُبَاب : أَبُو أَدْراسٍ . قال ابنُ فارِسٍ : أُخِذَ من الحَيْضِ . والمَدْرُوسُ : المَجْنُونُ . ويُقال : هو مَنْ بِه شِبْهُ جُنُونٍ . وهو مَجَازٌ . والدُّرْسُةُ بالضَّمِّ : الرِّيَاضَةُ قال زُهَيْرُ بنُ أَبِي سُلْمَى :
" وَفِي الْحِلْم إِدْهانٌ وَفِي العَفْوِ دُرْسَةٌوَفِي الصِّدْقِ مَنْجَاةٌ مِنَ الشَّرِّ فَاصْدُقِ والدَّرْسُ بالفَتْح : الطَّرِيقُ الخَفِيُّ كأَنّه دُرِسَ أَثَرُه حَتَّى خَفِيَ . والدِّرْسُ بالكسر : ذَنَبُ البَعِيرِ ويُفْتَحُ كالدَّرِيسِ كأَمِيرٍ . وفي التَّكْمِلَةِ : كالدَّارِسِ . والدِّرْسُ : الثَّوْبُ الخَلَقُ كالدَّرِيسِ والمَدْرُوسِ : ج : أَدْرَاسٌ ودِرْسانٌ وفي قَصِيدِ كَعْبٍ :
" مُطَرَّحُ البَزِّ والدِّرْسانِ مَأْكُولُ وقال المُتَنَخِّلُ :
قَدْ حَالَ بَيْنَ دَرِيسَيْةِ مُؤَوِّبَةٌ ... مِسْعٌ لَهَا بِعَضاهِ الأَرْضِ تَهْزِيزُوقَتَل رجُلٌ فِي مَجلِسِ النُّعْمَانِ جَلِيسَه فأَمَر بقَتْلِه فقَالَ : أَيَقْتُلُ المَلِكُ جارَه ويُضَيَّعِ ذِمَارَه ؟ قَال : نعمْ إِذا قَتَلَ جَلِيسَه وخَضَبَ دَرِيسَه أَي بِسَاطَه . وإِدْرِيسُ النّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ليس مُشْتَقّاً من الدِّرَاسَةِ في كتابِ اللهِ عزَّ وجَلَّ كما تَوَهَّمْه كَثِيرُونَ ونَقَلُوه ؛ لأَنَّهُ أَعْجَمِيٌّ واسمُه خَنُوخُ كصَبُور . وقِيلَ : بفَتح النُّونِ . وقِيلَ : بل الأُولَى مُهْمَلَةٌ . وقال أَبو زكَرِيّا : هي عِبْرَانِيَّة وقال غيرُه : سُرْيانِيّة . أَوْ أَخْنُوحُ بحاءٍ مهمَلة كما في كُتُب النَّسَب ونَقَلَه الصّاغَانِيُّ في العُبَابِ هكذا والأَكثرُ الأَوَّلُ . وُلِدَ قَبْلَ موتِ آدمَ عليهِ السَّلامُ بمائةِ سَنَةٍ وهو الجَدُّ الرابِعُ والأَرْبُعُونَ لسيِّدنا رَسُولِ الله صلَّى الله عَلَيْه وسَلَّمَ على ما قَالَهُ ابنُ الجَوَّانِيّ في لمُقَدِّمة الفاضِلِيَّةِ . وقالَ ابنُ خَطِيبِ الدَّهْشَة : وهو اسمٌ أَعْجَمِيٌّ لا يَنْصَرِفُ للعَلمِيَّة والعُجْمَة . وقيل : إِنَّمَا سُمِّيّ به لكَثْرَةِ دَرْسِه ليكونَ عَرَبِيًّا . والأَوَّلُ أَصَحُّ . وقال ابنُ الجَوّانِيِّ : سُمِّيَ إِدْرِيسَ ؛ لِدَرْسِه الثَّلاثِينَ صَحِيفَةً التي أُنْزِلَتْ عليه . هذا قَوْلُ أَهْلِ النَّسَب . وكونُه أَحَدَ أَجدادِه صلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم هو الَّذِي نَصَّ عليه أَئمَّةُ النَّسَبِ كشَيْخِ الشَّرَفِ العُبَيْدلِيّ وغيرِه . وصرَّح السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْض أَنَّه ليسَ بجَدٍّ لنُوحٍ ولا هُوَ في عَمُود النَّسَب . قال : كذلِكَ سَمِعْتُ شيخَنَا أَبا بَكْرِ ابنَ العَرَبِيّ يقولُ ويَسْتَشْهِدُ بحَدِيثِ الإِسراءِ . قال له حِينَ لَقِيَه : مَرْحَباً بالأَخِ الصّالِح . قال : والنَّفْسُ إِلى هذا القَوْلِ أَمْيَلُ . وأَبُو إِدْرِيسَ : كُنْيَةُ الذَّكَر . ومِنَ المَجَازِ : في الحَدِيث : حَتَّى أَتَى المِدْرَاسَ وهو بالكسرِ : المَوْضِعُ الذي يُدْرَسُ فِيهِ كِتَابُ اللهِ ومنه مِدْرَاسُ اليَهُودِ قال ابنُ سِيدَه : ومِفْعَالٌ غَرِيبٌ في المَكَانِ . والدِّرْوَاسُ بالكَسْر : عَلَمُ كَلْبٍ قال الشّاعِرُ :
" أَعْدَدْتُ دِرْوَاساً لِدِرْباسِ الحُمُتْ قال : هذا كلْبٌ قد ضَرِيَ في زِقَاقِ السَّمْنِ ليأْكلَهَا فأَعَدَّ له كَلْباً يُقَال له : دِرْواسٌ . وأَنشد السِّيرافِيُّ :
" بِتْنَا وبَاتَ سَقِيطُ الطَّلِّ يَضْرِبُنَاعِنْدَ النَّدُولِ قِرَانَا نَبْحُ دِرْوَاسِ والدِّرْوَاسُ : الكَبِيرُ الرَّأْسِ مِنَ الكِلاَبِ كذا في التَّهْذِيب . والدِّرْوَاسُ : الجَمَلُ الذَّلُولُ الغَلِيظُ العُنُقِ . وقال الفَرَّاءُ : الدَّرَاوِسُ : العِظَامُ مِن الإِبل . وَاحِدُهَا : دِرْوَاسٌ . والدِّرْوَاسُ : الشُّجَاعُ الغَلِيظُ العُنُقِ . والدِّرْوَاسُ : الأَسَدُ الغَلِيظُ وهو العَظِيمُ أَيضاً . وقيل : هو العَظِيمُ الرَّأْسِ وقيل : الشَّدِيدُ عن السِّرَافِيِّ كالدِّرْياسِ باليّاءِ التَّحْتِيَّة وهو في الأَصلِ : دِرْوَاسٌ قَلِبَت الواوُ ياءً . وفي التَّهْذِيبِ : الدِّرْيَاسُ باليّاءِ : الكَلْبُ العَقُورُ . وفي بَعْض النُّسَخ : كالدِّرْبَاس بالموحَّدَة . وبكُلِّ ذلك رَوِيَ قولُ رُؤْبَةَ السابِقُ في د ر ب س
ومن المَجاز : المُدَرِّسُ كمُحَدِّثٍ : الرَّجُلُ الكَثِيرُ الدَّرْسِ أَي التِّلاَوَةِ بالكِتَابة والمُكَرِّر له ومنه مُدَرِّسُ المَدْرَسَةِ . ومِن المَجَازِ : المَدَرَّسُ كمُعَظَّمٍ : المُجَرَّب كذا في الأَساس وفي التكملة : المُدَرَّب . ومِن المَجَازِ : المُدَارِسُ : الذِي قَارَفَ الذُّنُوبَ وتَلَطَّخ بِهَا من الدَّرْسِ وهو الجَرَبُ . قال لَبِيدٌ يذكُرُ القِيامَةَ :
يَوْمَ لا يُدْخِلُ المُدَارِسَ في الرَّحْ ... مَةِ إِلاَّ بَرَاءَةٌ واعْتِذَارُوهو أَيضاً : المُقَارِئُ الذي قَرَأَ الكُتُبِ . والمُدَارَسَةُ والدِّرَاسَةُ : القِرَاءَةُ ومنه قولُه تعالَى : " وَلَيقُولُوا دَارَسْتَ " في قِرَاءَة ابنِ كَثِيرٍ وأَبِي عَمْرٍو وفسَّرَه ابنُ عبّاسٍ رضي اللهُ عَنْهُما بقوله : " قَرَأْتَ على اليَهُودِ وقَرَؤُوا عَلَيْكَ " وبه قَرَأَ مُجَاهِدٌ وفَسَّره هكذا . وقرأَ الحَسَن البَصْريُّ : دَارَسَتْ بفتح السين وسكونِ التاءِ وفيه وَجْهَانِ أَحدُهما : دَارَسَتِ اليَهُودُ محمَّداً صلَّى الله عليه وسلَّم . والثاني : دَارَسَتِ الآيَاتُ سَائِرَ الكُتُبِ أَيْ ما فيها وطَاوَلَتْهَا المُدَّةَ حتَّى دَرَسَ كُلُّ وَاحِدٍ منها أَي مُحِيَ وَذَهَبَ أَكْثَرُه . وقرأَ الأَعْمَشُ : دَارَسَ أَي دَارَسَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم اليَهُودَ . كذا في العُبَابِ . وقَرِئَ : دَرَسْتَ أَي قَرَأْتَ كُتُبَ أَهْلِ الكِتَابِ : وقيل : دَارَسْتَ : ذاكَرْتَهُم . وقال أَبو العَبّاس : دَرَسْتَ أَي تَعَلَّمْتَ . وقَرِئَ : دَرُسُتْ ودَرَسَتْ أَي هذِه أَخْبَارٌ قد عَفَتْ وانمَحَتْ . ودَرُسَتْ أَشَدَّ مُبَالَغةً . وقال أَبُو العَبّاسِ : أَي هذا الَّذِي تَتْلُوه علينا قد تَطَاوَلَ ومَرَّ بِنا . وانْدَرَسَ الرَّسْمُ : انْطَمسَ . ومِمَّا يُسْتَدْرك عليه : دِرْعٌ دَرِيسٌ أَي خَلَقٌ وهو مَجَازٌ . قال الشاعِر :
مَضَى ووَرِثْنَاهُ دَرِيسَ مَفَاضَةٍ ... وأَبْيَضَ هِنْدِيًّا طَوِيلاً حَمائِلُهْ وسَيْفٌ دَرِيسٌ ومِغْفَرٌ دَرِيسٌ كذلك . ودَرَسَ الناقَةَ يَدْرُسُها دَرْساً : ذَلَّلها ورَاضَهَا . والدِّرَاسُ : الدِّيَاسُ . والمِدْرَاسُ والْمِدْرَسُ بالكَسْر : المَوضع يُدْرَس فيه . والمِدْرَسُ أَيضاً : الكِتَابُ . والمِدْراسُ : صاحِبُ دِرَاسَةِ كُتُبِ اليهودِ . ومِفْعَلٌ ومِفْعَالٌ من أَبنية المبالَغَة . ودارَسْتُ الكُتُبَ وتَدَارَسْتُهَا وادَّارَسْتُهَا أَي دَرَسْتُها . وتَدَارَسَ القرْآنَ : قرأَه وتَعَهَّدَهُ ؛ لِئلاَّ يَنْسَاهُ وهو مَجَازٌ . وأَصْل المُدَارَسَةِ : الرِّياضةُ والتعهُّدُ للشّيْءِ . وجَمْعُ المَدْرَسَةِ المَدَارِسُ . وفِرَاشٌ مَدْرُوسٌ : مُوَطَّأٌ مُمَهَّدٌ . والدَّرْسُ : الأَكلُ الشَّدِيدُ . وبَعِيرٌ لم يُدْرَسْ : لم يُرْكَبْ . وتَدَرَّسْتُ أَدْرَاساً وتَسَمَّلْتُ أَسْمَالاً . ولَبِسَ دَرِيساً وبَسَطَ دَرِيساً : ثَوْباً وبِسَاطاً خَلَقاً . وطَرِيقٌ مَدْرُوسٌ : كَثُرَ طارِقوه حتَّى ذَلَّلوه . ومَدْرَسَةُ النَّعَمِ : طَرِيقُهَا . وكلُّ ذلِك مَجَازٌ . وأَبو مَيْمُونَةَ دَرَّاسُ بنُ إِسْمَاعِيلَ كشَدَّادٍ المَدْفُون بفاسَ له رِوَايةٌ . والإِدْرِيسِيُّون : بَطْنٌ كبِيرٌ من العَلَوِيّة بالمَغْرِب منهم ملوكُهَا وأُمَرَاؤُهَا ومُحَدِّثوهَا . وشَبْرَى دَارِس : من قُرَى مِصْرَ وهي مَنْيَةُ القَزَّازِينَ