الدَّلْوُ
معروفة واحدة الدَّلاءِ التي يُسْتَقَى بها تذكَّر وتؤنَّث قال رؤبة تَمْشي
بِدَلْوٍ مُكْرَبِ العَراقي والتأْنيث أَعلى وأَكثر والجمع أَدْلٍ في أَقل العدد
وهو أَفْعُلٌ قلبت الواو ياء لوقوعها طرفاً بعد ضمة والكثير دِلاءٌ ودُليٌّ على
فُعولٍ وهي ا
الدَّلْوُ
معروفة واحدة الدَّلاءِ التي يُسْتَقَى بها تذكَّر وتؤنَّث قال رؤبة تَمْشي
بِدَلْوٍ مُكْرَبِ العَراقي والتأْنيث أَعلى وأَكثر والجمع أَدْلٍ في أَقل العدد
وهو أَفْعُلٌ قلبت الواو ياء لوقوعها طرفاً بعد ضمة والكثير دِلاءٌ ودُليٌّ على
فُعولٍ وهي الدَّلاةُ والدَّلا بالفتح والقصر الواحدة دَلاةٌ قال الجُمَيح طامي
الجِمامِ لَمْ تُمَخِّجْه الدَّلا وأَنشد ابن بري هذا البيت ونسبه للشماخ وأَنشد
لآخر إنَّ لَنا قَلَيْذَماً هَمُوما يَزِيدُها مَخْجُ الدِّلا جُموما
( * قوله « مخج الدلا » ضبط الدلا هنا بالفتح وضبط في غير موضع من اللسان وغيره
بكسر الدال )
وأَنشد لآخر في المفرد دَلْوَكَ إني رافعٌ دَلاتي وأَنشد لآخر أَيُّ دَلاةِ نَهَلٍ
دَلاتي وقوله في حديث عثمان رضي الله عنه تَطَأْطَأْت لكم تَطَأْطُؤَ الدُّلاة قال
ابن الأَثير هو جَمْع دالٍ كقاضٍ وقُضاةٍ وهو النازِعُ في الدَّلْوِ المُسْتَقِي
بها الماءَ من البئر يقال أَدْلَيْتُ الدَّلْوَ ودَليْتُها إذا أَرسلتها في البئر
ودَلَوْتها أَدْلُوها فأَنا دالٍ إذا أَخرجْتها ومعنى الحديث تواضعت لكم
وتَطامَنْتُ كما يَفْعَل المُستقي بالدَّلْوِ ومنه حديث ابن الزبير أَن حبَشِيّاً
وقع في بئرِ زمزم فأَمرَهُم أَن يَدْلُوا ماءَها أَي يَسْتَقُوه وقيل الدَّلا جمعُ
دَلاةٍ كفَلاً جمع فَلاةٍ والدَّلاة أَيضاً الدَّلْوُ الصغيرة وقول الشاعر آلَيْتُ
لا أُعْطِي غُلاماً أَبَدَا دَلاتَهُ إني أُحِبُّ الأَسْوَدا يريد بِدَلاتِه
سَجْلَه ونَصِيبَه من الوُدِّ والأَسْوَدُ اسمُ ابنِه ودَلَوْتُها وأَدْلَيْتُها
إذا أَرْسَلْتها في البئر لِتَسْتَقِيَ بها أُدْليها إدلاءً وقيل أَدْلاها
أَلْقاها لِيَسْتَقِيَ بها ودَلاها جَبَذها ليُخْرِجَها تقول دَلَوْتها أَدْلُوها
دَلْواً إذا أَخرجَتها وجَذَبْتَها من البئر مَلأى قال الراجز العجاج يَنْزِعُ من
جَمَّاتِها دَلْوُ الدَّال أََي نَزْعُ النازعِ ودَلَوْتُ الدَّلْوَ نَزَعْتُها
قال الجوهري وقد جاء في الشعر الدَّالي بمعنى المُدْلي وهو قول العجاج يَكْشِفُ عن
جَمَّاتِه دَلْوُ الدَّالْ عَباءةً غَبْراءَ من أَجْنٍ طالْ يعني المُدْليَ قال
ابن بري ومثله لرؤبة يَخْرُجْنَ من أَجْوازِ لَيْلٍ غاضي أي مُغْضٍ قال وقال عليّ
بن حمزة قد غلط جماعة من الرُّواة في تفسير بيت العجاج آخرهم ثعلب قال يعني كونهم
قَدَّرُوا الدَّاليَ بمعنى المُدْلي قال ابن حمزة وإنما المعنى فيه أَنه لما كان
المُدْلي إذا أَدْلى دَلْوَه عادَ فَدَلاها أَي أَخرجها مَلأَى قال دَلْوُ
الدَّالْ كما قال النابغة مِثْل الإماء الغَوادِي تَحْمِلُ الحُزُما وإنما تحملها
عند الرَّواح فلما كُنَّ إذا غَدَوْنَ رُحْنَ قال مثل الإماء الغَوادِي ويقال
دَلَوْتُها وأَنا أَدْلُوها وأَدْلَوْتُها وفي قصة يوسف فأَدْلَى دَلْوَهُ قال يا
بُشْرَى ودَلَوْتُ بفلان إليك أَي اسْتَشْفَعْتُ به إليك قال عمر لما اسْتَسْقَى
بالعباس رضي الله عنهما اللهم إنا نَتَقَرَّبُ إليك بعَمِّ النبي صلى الله عليه
وسلم وقَفِيَّةِ آبائِه وكُبْرِ رِجالهِ دَلَوْنا به إليكَ مُسْتَشْفِعين قال
الهروي معناه مَتَتْنا وتَوَسَّلْنا قال ابن سيده وأُرَى معناه أَنهم تَوَسَّلُوا
بالعباس إلى رَحْمةِ الله وغِياثِه كما يُتَوَسَّل بالدَّلْوِ إلى الماء قال ابن
الأَثير هو من الدَّلْوِ لأَنه يُتَوَصَّلُ به إلى الماء وقيل أَراد به أَقْبَلْنا
وسُقْنَا من الدَّلْوِ وهو السَّيْرُ الرَّفِيقُ وهو يُدْلي برَحِمِه أَي يَمُتُّ
بها والدَّلْوُ سِمَةٌ للإبل وقولهم جاء فلانٌ بالدَّلْوِ أَي بالدَّاهِيةِ قال
الراجز يَحْمِلْنَ عَنْقَاءَ وعَنْقَفِيرَا والدَّلْوَ والدَّيْلَم والزَّفِيرَ
( * قوله « يحملن عنقاء إلخ » كذا أنشده الجوهري وقال في التكملة الإنشاد
فاسد والرواية
أنعت أعياراً رعين كيرا ... يحملن عنقاء وعنقفيرا
وأم خشاف وخشفيرا ... والدلو والديلم والزفيرا
ثم قال والكيراسم موضع بعينه )
والدَّلْوُ بُرْجٌ من بُرُوج السماء معروف سمي به تشبيهاً بالدَّلْو والدَّاليةُ
شيءٌ يُتَّخذُ من خُوصٍ وخَشَبٍ يُسْتَقَى به بحِبالٍ تشد في رأْس جِذْعٍ طويل قال
مِسْكِين الدارمي بأَيْدِيهِمْ مَغارِفُ من حَديدٍ يُشَبِّهُها مُقَيَّرَةَ الدَّوَالِي
والدَّالِيَةُ المَنْجَنُون وقيل المَنْجَنُون تُدِيرُها البَقَرَةُ والناعُورَة
يُديرُها الماء ابن سيده والدَّالِيَةُ الأَرض تُسْقَى بالدَّلْو والمَنْجَنُون
والدَّوَالِي عِنَبٌ أَسْوَدُ غيرُ حالِكٍ وعَناقِيدُه أَعْظَم العناقِيدِ كُلِّها
تَرَاها كأَنَّها تُيُوس معلَّقة وعِنَبه جافٌّيتَكَسَّر في الفم مُدَحْرَج
ويُزَبَّبُ حكاه ابن سيده عن أَبي حنيفة وأَدْلَى الفَرَسُ وغيرُه أَخرج جُرْدانَه
ليَبُولَ أَو يَضْرِبَ وكذلك أَدْلَى العَيْرُ ودَلَّى قيل لابْنَةِ الخُسِّ مَا
مائَةٌ منَ الحُمُر ؟ قالت عازِبَةُ اللَّيْل وخِزْيُ المَجْلِس لا لَبَنَ
فَتُحْلَبَ ولا صُوفَ فَتُجَزِّ إنْ رُبِطَ عَيْرُها دَلَّى وإن أَرْسَلْتَه
وَلَّى والإنسانُ يُدْلِي شيئاً في مَهْوَاةٍ ويَتَدَلَّى هو نَفْسُه ودَلَّى
الشيءَ في المَهْواةِ أَرْسَلَهُ فيها قال مَنْ شَاءَ دَلَّى النَّفْسَ في هُوَّةٍ
ضَنْكٍ ولَكِنْ مَنْ لَهُ بِالمَضِيقْ أَي بالخروج من المَضِيق وتَدَلَّيْتُ فيها
وعليها قال لبيد يصف فرساً فَتَدَلَّيْتُ عَلَيْها قَافِلاً وعلى الأَرضِ غَياياتُ
الطَّفَلْ أَراد أَنه نَزَل من مِرْبائه وهو عَلَى فَرَسِه راكبٌ ولا يكون
التَّدَلِّي إلا من عُلْوٍ إلى اسْتِفَال تَدَلَّى من الشجرة ويقال تَدَلَّى فلانٌ
علينا من أَرض كذا وكذا أي أَتانا يقال من أَيْنَ تَدَلَّيْتَ علينا قال أُسامة
الهذلي تَدَلَّي عَلَيه وهُوَ زَرْقُ حَمامَةٍ لَهُ طِحْلِبٌ في مُنْتَهَى القيضِ
هامِدُ وقوله تعالى فَدَلاَّهُما بِغُرُورٍ قال أَبو إسحق دلاَّهُما في
المَعْصِيَة بأَن غَرَّهُما وقال غيره فَدلاَّهُما فأطْمَعَهُما ومنه قول أَبي
جُنْدُب الهذلي أَحُصُِّ فلا أُجِيرُ ومَنْ أُجِرْهُ فَلَيْسَ كَمَنْ يُدَلَّى
بالغُرُورِ أَحُصُّ أَمْنَع وقيل أَحُصُّ أَقْطَع ذلك وقوله كَمَنْ يُدَلَّى أَي
يُطْمَع قال أَبو منصور وأَصله الرجل العَطْشانُ يُدَلَّى في البئر ليَرْوَى من
مَائِها فلا يجدُ فيها ماءً فيكون مُدَليِّاً فيها بالغُرورِ فوُضِعَت
التَّدْلِيَة موضع الإطْمَاع فيما لا يُجْدِي نَفْعاً وفيه قول ثالث فَدَلاَّهُما
بغرور أَي جَرَّأهما إبليس على أَكْلِ الشجرة بغُرره والأَصلُ فيه دَلَّلهما
والدَّالُ والدَّالَّةُ الجُرْأَة الجوهري ودلاَّه بغُرُورٍ أَي أَوْقَعَه فيما
أَراد من تَغْرِيره وهو من إدْلاءِ الدَّلْو وأَما قوله عز وجل ثم دَنَا
فَتَدَلَّى قال الفراء ثم دَنَا جبريل من محمد فتَدَلَّى كأَنَّ المعنى ثم
تَدَلَّى فَدَنا قال وهذا جائز إذا كان المَعْنى في الفعلين واحداً وقال الزجاج
معنى دَنَا فَتَدَلَّى واحد لأَن المعنى أَنه قرب فَتَدَلَّى أَي زاد في القُرْب
كما تقول قدْ دَنَا فلان مني وقرُبَ قال الجوهري ثم دَنَا فَتَدَلَّى أَي تَدَلَّل
كقوله ثم ذهَبَ إلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى أَي يَتَمَطَّطُ وفي حديث الإسْراء
فَتَدَلَّى فكان قَابَ قَوْسَيْنِ التَّدَلِّي النزولُ من العُلْو قال ابن الأَثير
والضميرُ لجبريل عيه الصلاة والسلام وأَدْلَى بحُجَّتِه أَحْضَرَها واحْتجَّ بها
وأَدْلَى إليه بِمالِه دَفَعه التهذيب وأَدْلَى بمالِ فلان إلى الحاكِمِ إذا
دَفَعَه إليه ومنه قوله تعالى وتُدْلُوا بها إلى الحكام يعني الرِّشْوَةَ قال أَبو
إسحق معنى تُدْلُوا في الأَصل من أَدْلَيْت الدَّلْوَ إذا أَرْسَلْتها لتملأَها
قال ومعنى أَدْلَى فلان بحُجَّته أَي أَرْسَلَها وأَتَى بها على صحة قال فمعنى
قوله وتُدْلُوا بها إلى الحُكَّام أَي تَعْمَلون على ما يوجِبُه الإدْلاءُ بالحُجة
وتَخُونُون في الأَمانة لِتَأْكِلِوا فَريقاً من أَمْوالِ الناسِ بالإثْمِ كأَنه
قال تَعْمَلون على ما يوجِبُه ظاهِرُ الحُكْمِ وتَتْرُكُونَ ما قَدْ عَلِمْتُم
أَنه الحَقّ وقال الفراء معناه لا تأْكُلوا أَمْوالكم بينكم بالباطل ولا تُدْلُوا
بها إلى الحُكَّام وإن شئتَ جَعلْتَ نصبَ وتُدْلُوا بها إذا أَلْقَيْتَ منها لا
على الظَّرْفِ والمعنى لا تُصانِعُوا بأَمْوالِكُم الحُكَّام ليَقْتَطِعُوا لكم
حقّاً لغيركم وأَنتم تعلمون أَنه لا يحل لكم قال أَبو منصور وهذا عندي أَصح
القولين لأَن الهاء في قوله وتُدْلوا بها للأَموال وهي على قول الزجاج للحُجّة ولا
ذكر لها في أَول الكلام ولا في آخره وأَدْلَيْت فيه قلت قولاً قبيحاً قال ولو شئتُ
أَدْلَى فِيكُمَا غَيْرُ واحِدٍ عَلانِيَةً أَو قالَ عِنْدِيَ في السِّرِّ
ودَلَوْتُ الناقَةَ والإبِلَ دَلْواً سُقْتُها سَوْقاً رَفيقاً رُوَيْداً قال لا
تَقْلُواهَا وادْلُوَاهَا دَلْوَا إنَّ مَعَ اليَوْمِ أَخَاهُ غَدْوَا وقال الشاعر
لا تَعْجَلا بالسَّيْرِ وادْلُواها لَبِئْسما بُطْءٌ ولا نَرْعاها وادْلَوْلى أَي أَسْرَع
وهي افْعَوْعَلَ ودَلَوْت الرجلَ ودالَيْته إذا رَفَقْتَ به ودارَيْته قال ابن بري
المُدالاةُ المُصانَعة مثلُ المُداجاةِ قال كثير أَلا يا لَقَوْمي للنِّوى
وانْفِتَالِها وللصَّرْمِ مِنْ أَسْماءَ ما لَمْ نُدالِها وقول الشاعر كأَنَّ
راكِبَها غُصْنٌ بَمَرْوَحَة إذا تَدَلَّت بِهِ أَو شارِبٌ ثَمِلُ يجوز أَن يكون
تَفَعَّلَتْ من الدَّلْوِ الذي هو السَّوْق الرَّفِيقُ كأَنَّه دَلاَّها
فَتَدَلَّت قال ويجوز أَن يكون أَراد تَدَلَّلَت من الإدْلالِ فكره التضعيف فحوّل
إحدى اللامين ياء كما قالو تظنيت في تظننت ابن الأَعرابي دَلِيَ إذا ساقَ ودَلِيَ
إذا تَحَيَّر وقال تَدَلَّى إذا قَرُب بَعْدَ عُلْوٍ وتَدَلَّى تواضَعَ ودالَيْتُه
أَي دارَيْتُه( دمي ) الدَّمُ من الأَخْلاطِ معروف قال أَبو الهيثم
الدَّمُ اسم على حَرْفَين قال الكسائي لا أَعرف أَحداً يُثَقِّل الدمَ فأَما قول
الهُذَلي وتَشْرَقُ من تَهْمالِها العَيْنُ بالدَّمِّ مع قوله فالعَينُ دائِمَةُ
السَّجْمِ فهو على أَنه ثَقَّل في الوَقْفِ فقال الدمّ فشدَّد ثم اضطر فأَجْرى
الوَصْل مُجْرى الوَقْفِ كما قال بِبازِلٍ وجْنَاءَ أَو عَيْهَلِّ قال ابن سيده
ولا يجوز لأَحد أَن يقول إن الهذلي إنما قال بالدَّمِ بالتخفيف لأَن القصيدة من
الضرب الأَول من الطويل وأَوّلها أَرِقْتُ لِهَمٍّ ضافَني بَعْدَ هَجْعَةٍ على
خالِدٍ فالْعَيْنُ دائِمَةُ السَّجْمِ فقوله مَةُ السَّجْمِ مَفَاعِيلُنْ وقوله نُ
بالدَّمِّ مفاعيلُنْ ولو قال نُ بالدَّمِ لجاء مفاعِلُنْ وهو لا يجيء مع مفاعيلن
وتثنيته دَمانِ ودَمَيانِ قال الشاعر لعَمْرُك إنَّني وأَبا رَباحٍ على طولِ
التَّجاوُرِ مُنذُ حِينِ ليُبْغِضُني وأُبْغِضُه وأَيْضاً يَراني دُونَهُ وأَراه
دُوني فلَوْ أَنَّا على حَجَرٍ ذُبِحْنا جَرى الدَّميانِ بالخَبَرِ اليَقِينِ
فثناه بالياء وأَما الدَّمَوانِ فشاذ سماعاً قال وتزعم العرب أَن الرجُلَين
المتعاديين إذا ذُبِحا لم تختلط دِمَاؤُهُما قال وقد يقال دَمَوانِ على المُعاقبة
وهي قليلة لأَن أَكثرَ حكمِ المُعاقَبة إنما هو قلب الواو لأَنهم إنما يطلبون
الأَخف والجمع دِماءٌ ودُمِيٌّ والدَّمَة أَخَصُّ من الدَّمِ كما قالوا بيَاضٌ
وبَياضَة قال ابن سيده القطعة من الدَّمِ دَمَةٌ واحدة قال وحكى ابن جني دَمٌ
ودَمَةٌ مع كَوْكَبٍ وكَوْكَبَةٍ فأَشعر أَنَّهما لغتان وقال أَبو إسحق أَصله
دَمَيٌ قال ودليل ذلك قوله دَمِيَتْ يَدُه وقوله جَرَى الدَّمَيانِ بالخَبَرِ
اليَقِين ويقال في تصريفه دَمِيَتْ يَدي تَدْمى دَمىً فيُظْهِرون في دَمِيَتْ
وتَدْمى الياءَ والأَلفَ اللتين لم يَجِدُوهُما في دَمٍ قال ومثله يَدٌأَصْلُها
يَدَيٌ قال ابن سيده وقال قوم أَصله دَمْيٌ إلا أَنه لما حُذِف وردّ إليه ما حذف منه
حركت الميم لتدل الحركة على أَنه اسْتُعْمِلَ محذوفاً الجوهري قال سيبويه الدَّمُ
أَصله دَمْيٌ على فَعْلٍ بالتسكين لأَنه يُجْمع على دِماءٍ ودُمِيٍّ مثل ظَبْيٍ
وظِباء وظُبِيٍّ ودَلْوٍ ودِلاءٍ ودُلِيٍّ قال ولو كان مثل قَفاً وعَصاً لم يُجْمع
على ذلك قال ابن بري قوله في فُعُول إنه مختص بجمع فَعْلٍ نحو دَمٍ ودُمِيٍّ
ودَلْوٍ ودُلِيٍّ ليس بصحيح بل قد يكون جمعاً لفَعَلٍ نحو عَصاً وعُصِيٍّ وقَفاً
وقُفِيٍّ وصفَاً وصُفِيٍّ قال الجوهري الدَّمُأَصله دَمَوٌ بالتحريك وإنما قالوا
دَمِيَ يَدْمَى لِحالِ الكسرة التي قبل الواو كما قالوا رَضِيَ يَرْضَى وهو من
الرِّضوان قال ابن بري الدَّمُ لامُه ياء بدليل قول الشاعر جَرَى الدَّمَيان
بالخَبَرِ اليَقِينِ قال الجوهري وقال المبرد أَصله فَعَلٌ وإن جاء جمعه مخالفاً
لنظائره والذاهب منه الياء والدليل عليها قولهم في تثنيته دَمَيان أَلا ترى أَن
الشاعر لما اضْطُرَّ أَخرجه على أَصله فقال فَلَسْنا عَلى الأَعْقابِ تَدْمَى
كُلُومُنا ولَكِنْ على أَعْقابِنا يَقْطُرُ الدَّما فأَخرجه على الأَصل قال ولا
يلزم على هذا قولهم يَدْيانِ وإن اتفقوا على أَن تَقديرَ يَدٍ فَعْلٌ ساكنَة العين
لأَنه إنما ثُنِّيَ على لغة من يقول لِلْيَد يَدَا قال وهذا القول أَصح قال ابن
بري قائل فَلَسْنا على الأَعقاب هو الحُصَين بنُ الحَمامِ المُرِّي قال ومثله قول
جرير عَوى ما عَوى من غَيْرِ شيءٍ رَمَيْته بقارِعَة أَنْفاذُها تَقْطُر الدَّما
قال أَنْفاذُها جمع نَفَذٍ من قول قيس بن الخَطِيم لها نَفَذٌ لَوْلا الشُّعاعُ
أَضاءَها وقال اللَّعِينُ المِنْقَري وأُخْذَلُ خِذْلاناً بِتَقْطِيعِيَ الصُّوى
إليكَ وخُفٍّ راعِفٍ يَقْطُرُ الدَّما قال ومثله قول علي كرم الله وجهه لِمَنْ
رايَةٌ سوداء يَخْفِقُ ظِلُّها إذا قِيلَ قَدَّمْها حُضَيْنُ تَقَدَّما ويُورِدُها
للطَّعْنِ حتى يُعِلَّها حِياضَ المَنايا تَقْطُر المَوْتَ والدِّما وتصغير
الدَّمِ دُمَيٌّ والنسبة إليه دَمِيٌّ وإن شئت دَمَويٌّ ويقال دَمِيَ الشيءُ
يَدْمى دَمىً ودُمِيّاً فهو دَمٍ مثل فَرِقَ يَفْرَقُ فَرَقاً فهو فَرِقٌ والمصدر
متفق عليه أَنه بالتحريك وإنما اختلفوا في الاسم وأَدْمَيْته ودَمَّيْته
تَدْمِيَةً إذا ضَرَبْتَه حتى خرج منه دَمٌ قال ابن سيده وقد دَمِيَ دَمىً
وأَدْمَيْته ودَمَّيْته أَنشد ثعلب قول رؤبة فلا تَكُوني يا ابْنَةَ الأَشَمِّ
وَرْقاءَ دَمَّى ذِئْبُها المُدَمِّي ثم فسره فقال الذئب إذا رأَى لصاحبه دماً
أَقبل عليه ليأْكله فيقول لا تكوني أَنتِ مثل ذلك الذئب ومثله قول الآخر وكُنْت
كذِئْبِ السُّوء لمَّا رأَى دَماً بِصاحِبِه يوماً أَحالَ على الدَّمِ وفي المثل
ولدُكَ مَنْ دمَّى عَقِبَيْك وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه قال لأَبي مَريمَ الحَنَفِيِّ
لأَنا أَشدُّ بُغْضاً لكَ من الأَرْضللدَّمِ يعني أَنَّ الدم لا تشربه الأَرض ولا
يَغُوص فِيها فجعَلَ امْتِناعها منه بُغْضاً مجازاً ويقال إن أَبا مريم كان قَتَل
أَخاه زيداً يوم اليمامة والدَّامِيَة من الشِّجاجِ التي دَمِيَتْ ولم يَسِلْ بعدُ
منها دمٌ والدامِعَة هي التي يَسِيلُ منها الدَّمُ وفي حديث زيد بن ثابت في
الدَّامِيَة بَعيرٌ الدَّامِيةُ شَجَّة تَشُقُّ الجِلْد حتى يَظْهَر منها الدَّمُ
فإن قَطَر منها فهي دامِعةٌ واسْتَدْمى الرَّجلُ طَأْطَأْ رأْسَه يقْطُر منه
الدَّم الأَصمعي المُسْتَدْمي الذي يَقْطُر من أَنْفِه الدَّمُ المُطَأْطِئُ رأسَه
والمُسْتَدْمي الذي يستخرج منْ غَريمهِ دَيْنَه بالرِّفْق وفي حديث العَقيقة
يُحْلَقُ من رأْسِه ويُدَمَّى وفي رواية ويُسَمَّى وكان قتادة إذا سئل عن الدَّمِ
كيف يُصْنَعُ به ؟ قال إذا ذُبِحَت العقيقة أُخِذَتْ منها صُوفة واسْتُقْبِلَتْ
بها أَوْداجُها ثم تُوضَع على يافُوخِ الصَّبِيّ ليَسِيلَ على رأْسه مثلُ الخَيْط
ثم يُغْسل رأْسُه بعدُ ويُحْلَقُ قال ابن الأَثير أَخرجه أَبو داود في السنن وقال
هذا وَهَمٌ من هَمَّامٍ وجاءَ بتفسيره عن قتادة وهو مَنسوخ وكان من فِعْلِ الجاهلية
وقال ويُسَمَّى أَصَحُّ قال الخطابي إذا كان أَمَرهم بإماطَة الأَذى اليابِس عن
رأْس الصبي فكيف يأْمُرُهم بتَدْمِية رأْسِه والدم نِجِسٌنجاسَة غليظة ؟ وفي
الحديث أَن رجلاً جاءَ ومَعَه أَرْنَبٌ فوَضعَها بينَ يَديِ النبيّ صلى الله عليه
وسلم فقال إنِّي وجَدْتُها تَدْمى أَي أَنَّها ترى الدَّمَ وذلك لأَن الأَرْنَب
تَحِيضُ كما تحيض المرأَة والمُدَمَّى الثوبُ الأَحْمَر والمُدمَّى الشديد
الشُّقْرة وفي التهذيب من الخَيْلِ الشديدُ الحُمْرَة شبه لَوْنِ الدَّمِ وكلُّ
شيءٍ في لوْْنِهِ سَوادٌ وحُمْرة فهو مُدَمّىً وكل أَحْمَرَ شديد الحمرة فهو
مُدَمّىً ويقال كُمَيْتٌ مُدَمّىً قال طفيل وكُمْتاً مُدَمَّاةً كأَنَّ مُتُونَها
جَرى فَوْقَها واسْتَشْعَرَتْ لون مُذْهَب يقول تضرب حُمْرَتُها إلى الكُلْفة ليست
بشديدة الحمرة قال أَبو عُبيدَةَ كُمَيْتٌ مُدَمّىً إذا كان سوادُه شديدَ الحُمرة إلى
مَراقِّه والأَشْقَرُ المُدَمَّى الذي لَوْنُ أَعلى شعْرَتِه يَعْلُوها صُفْرَةٌ
كَلوْنِ الكُمَيْت الأَصْفَرِ والمُدَمَّى من الأَلْوانِ ما كان فيه سوادٌ
والمُدَمَّى من السِّهام الذي تَرْمي به عَدُوَّك ثم يَرْمِيكَ به وكان الرجل إذا
رمى العَدُوَّ بسَهْمٍ فأَصاب ثم رماه به العَدُوُّ وعَلَيْه دَمٌ جَعَله في
كِنانَتِه تَبَرُّكاً به ويقال المُدَمَّى السهم الذي يَتَعاوَرُه الرُّماة
بينَهُم وهو راجِع إلى ما تَقدَّم وفي حديث سعد قال رَمَيْتُ يوْمَ أُحْدٍ رَجلاً
بِسهْمٍ فقَتَلْتُه ثم رُمِيت بذلك السَّهْم أَعْرِفُه حتى فَعَلْتُ ذلك وفعلُوه
ثلاث مرات فقلت هذا سَهْمٌ مبارك مُدَمّىً فجعلته في كِنانَتي فكان عنده حتى مات
المُدَمَّى من السِّهامِ الذي أَصابه الدَّمُ فحصَل في لوْنِه سَوادٌ وحمرة مما
رُمِيَ به العَدُوّ قال ويطلق على ما تَكَرّر به الرمي والرماة يتَبرَّكون به وقال
بعضهم هو مأخُوذٌ من الدَّامياء وهي البَرَكَة قال شمر المُدَمَّى الذي يرمي به
الرجلُ العدُوَّ ثم يرْميه العَدُوّ بذلك السهم بعينه قال كأَنه دُمِّيَ بالدَّمِ
حين وقَع بالمَرْمِيِّ والمُدمَّى السهم الذي عليه حُمْرة الدَّمِ وقد جَسِدَ به
حتى يضرِبَ إلى السَّواد ويقال سُمِّيَ مُدَمّىً لأَنه احْمَرَّ من الدَّمِ وفي
حديث النبي صلى الله عليه وسلم في بَيْعة الأَنْصار رضي الله عنهم أَنَّ الأنْصار
لمَّا أَرادُوا أَن يُبايعُوه بَيْعَةَ العَقَبَة بمَكَّة قال أَبو الهَيْثَمِ بنُ
التِّيَّهان إنَّ بينَنا وبينَ القَوْم حِبالاً ونَحْنُ قاطِعُوها ونَخْشى إنِ
اللهُ أَعَزَّك وأَظْهَرَكَ أَنْ تَرْجِعَ إلى قَوْمِكَ فتَبَسَّمَ النبيُّ صلى
الله عليه وسلم وقال بَلِ الدَّمُ الدَّمُ والهَدْمُ الهَدْمُ أُحارِبُ مَنْ
حارَبْتُمْ وأُسالِمُ منْ سالَمْتُمْ ورواه بعضهم بَل اللَّدَمُ اللَّدَمُ
والهَدَمُ الهَدَمُ فمن رواه بل الدَّمُ فإن ابن الأَعرابي قال العرب تقول دَمي
دَمُكَ وهَدْمي هَدْمُك في النُّصْرَة أَي إِن ظِلَمْت فقد ظُلِمْت وأَنشد
للعُقَيْلي دَماً طَيِّباً يا حَبَّذا أَنتَ مِنْ دَمِ قال أَبو منصور وقال الفراء
العرب تدخل الأَلف واللام اللتين للتعريف على الإسم فتقومان مقام الإضافة كقول
الله عز وجل فأَمَّا مَنْ طَغى وآثَرَ الحياة الدُّنْيا فإنَّ الجحيمَ هي المَأْوى
أَي أَنَّ الجحيم مَأْواهُ وكذلك قوله فإنَّ الجنَّة هي المَأْوى المعنى فإن
الجنةَ مأْواه وقال الزجاج معناه فإن الجنة هي المأْوى له قال وكذلك هذا في كل
اسْمَيْن يدلان على مثل هذا الإضمار فعلى قول الفراء قوله الدَّمُ الدَّمُ أَي
دَمُكُمْ دمِي وهَدْمُكُم هَدْمي وأَنْتُمْ تُطْلَبُون بدَمي وأطْلَبُ بدَمِكم
ودَمِي ودمُكُمْ شيء واحد وأَما من رواه بَل اللَّدَمُ اللَّدَمُ والهَدَمُ الهَدَمُ
فكل منهما مذكور في بابه وفي حديث ثُمامة بنِ أُثالٍ إنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذا
دَمٍ أَي مَنْ هو مُطالَبٌ بدمٍ أَو صاحب دمٍ مَطْلُوبٍ ويروى ذا ذِمٍّ بالذال
المعجمة أَي ذِمامٍ وحُرْمة في قومه وإذا عَقَد ذِمَّة وُفِّي له وفي حديث قتل
كَعْب بن الأَشْرفِ إنِّي لأَسْمَع صوتاً كأَنه صَوْتُ دمٍ أَي صَوْتُ طالِبٍ دَمٍ
يَسْتَشْفي بقتله وفي حديث الوليد بن المُغِيرَة والدَّمِ ما هو بشاعر يعني النبي
صلى الله عليه وسلم هذه يَمينٌ كانوا يحلفون بها في الجاهلية يعني دَمَ ما يُذْبَح
على النُّصُبِ ومنه الحديث لا والدِّماءِ أَي دماءِ الذِّبائِحِ ويُرْوى لا
والدُّمى جمع دُمْيَةٍ وهي الصورة ويريد بها الأَصْنام والدَّمُ السِّنَّوْرُ حكاه
النَّضْر في كتاب الوُحوش وأَنشد كراع كَذاك الدَّمُّ يأْدُو للْعَكابِرْ
العَكابِرْ ذكور اليرابيع ورجلٌ دامي الشِّفَة فقِيرٌ عن أَبي العَمَيْثل الأَعرابي
ودَمُ الغِزْلان بَقْلَةٌ لها زهرة حَسَنة وبناتُ دَم نَبْتٌ والدُّمْيَةُ
الصَّنَم وقيل الصورة المُنَقَّشة العاجُ ونحوه وقال كُراع هي الصورة فعَمَّ بها
ويقال للمرأََة الدُّمْيَةُ يكنى عن المرأة بها عربية وجمع الدُّمْيةِ دُمىً وقول
الشاعر والبِيضَ يَرْفُلْنَ في الدُّمى والرَّيْطِ والمُذْهَبِ المَصُونِ يعني
ثياباً فيها تصاوير قال ابن بري الذي في الشعر كالدُّمى والبيضَ منصوب على العطف
على اسم إن في البيت قبله وهو إنَّ شِوَاءً ونَشْوَةً وخَبَبَ البازِلِ الأَمُونِ
ودَمَّى الراعي الماشِيَةَ جعَلَها كالدُّمَى وأَنشد أَبو العلاء صُلْبُ العَصا
بِرَعْيِه دَمَّاها يَوَدُّ أَنَّ اللهَ قَدْ أَفْناها أَي أَرعاها فسمنت حتى صارت
كالدُّمى وفي صفته صلى الله عليه وسلم كأَن عُنُقَه عُنُقُ دُمْيةٍ الدُّمْية
الصورة المصورة لأَنها يُتَنَوَّقُ في صَنْعتِها ويُِبالَغُ في تَحْسِينِها وخُذْ
ما دَمَّى لك أَي ظَهَرَ لك ودَمَّى له في كذا وكذا إذا قَرَّب كلاهما عن ثعلب
الليث وبَقْلَةٌ لها زَهْرة يقال لها دُمْيةُ الغِزْلانِ وساتي دَمَا اسم جبل يقال
سُمِّي بذلك لأَنه ليس من يوم إلا ويُسْفَكُ عليه دَمٌ كأَنهما إسمان جعلا إسماً
واحداً وأَنشد سيبويه لعمرو بن قميئة لمَّا رأَتْ ساتي دَمَا اسْتَعْبرَتْ للهِ
دَرُّ اليَوْمَ مَنْ لامَها وقال الأَعشى وهِرَقْلاً يَوْمَ ذي ساتي دَمَا مِنْ
بَني بُرْجانَ ذي البَأْسِ رُجُحْ
( * قوله « ذي البأس » هكذا في الأصل والصحاح قال في التكملة والرواية في الناس
بالنون ويروى رجح بالتحريك أي رجح عليهم )
وقد حذف يزيدُ بن مفرّغ الحِمْيَري منه الميم بقوله فَدَيْرُ سُوىً فساتي دا
فبُصْرَى وهم الأَخَويْنِ العَنْدَمُ
معنى
في قاموس معاجم
دَلَكْتُ الشيءَ
بيدي أَدْلُكه دَلْكاً قال ابن سيده دَلَكَ الشيءَ يَدْلُكه دَلْكاً مَرَسه
وعَرَكه قال أَبِيتُ أَسْري وتَبِيتي تَدْلُكي وَجْهكِ بالعَنْبَرِ والمِسْكِ
الذَّكِي حذف النون من تَبِيتي كما تحذف الحركة للضرورة في قول امرئ القيس فاليومَ
أَشْرَ
دَلَكْتُ الشيءَ
بيدي أَدْلُكه دَلْكاً قال ابن سيده دَلَكَ الشيءَ يَدْلُكه دَلْكاً مَرَسه
وعَرَكه قال أَبِيتُ أَسْري وتَبِيتي تَدْلُكي وَجْهكِ بالعَنْبَرِ والمِسْكِ
الذَّكِي حذف النون من تَبِيتي كما تحذف الحركة للضرورة في قول امرئ القيس فاليومَ
أَشْرَبْ غيرَ مُسْتَحْقِب إِثْماً من الله ولا وَاغِلِ وحذفها من تَدْلُكي أَيضاً
لأَنه جعلها بدلاً من تَبِيتي أَو حالاً فحذف النون كما حذفها من الأَول وقد يجوز
أَن يكون تَبِيتي في موضع النصب بإِضمار أَن في غير الجواب كما جاء في بيت الأَعشى
لنا هَضْبة لا ينزل الذُّلُّ وَسْطها ويأْوِي إِليها المُسْتَجِيرُ فيُعْصَبا
وَدَلَكْت السنبل حتى انفرك قِشره عن حَبِّه والمَدْلُوك المصقول ودَلَكْتُ الثوب
إذا مُصْتَه لتغسله ودَلَكهُ الدهرُ حَنَّكه وعلَّمه ابن الأعرابي الدُّلُك عقلاء
الرجال وهم الحُنُك ورجل دَلِيك حَنِيك قد مارس الأُمور وعَرَفها وبعير مَدْلُوك
إذا عاوَدَ الأسفار ومرن عليها وقد دَلَكَتْه الأسفارُ قال الراجز على عَلاواكِ
على مَدْلُوكِ على رَجِيعِ سَفَرٍ مَنْهوكِ وتَدَلَّك بالشيء تَخَلَّق به
والدَّلُوك ما تُدُلِّك به من طيب وغيره وتَدَلَّكَ الرجل أَي دَلَكَ جسده عند
الإغتسال وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه كتب إلى خالد بن الوليد إنه بلغني أَنه
أُعِدَّ لك دَلُوك عُجِنَ بالخمر وإني أَظنكم آل المُغيرة ذَرْوَ النارِ الدَّلُوك
بالفتح اسم الدواء أَو الشيء الذي يُتَدَلَّك به من الغَسُولات كالعَدَس
والأُشْنان والأَشْياء المطيبة كالسَّحُور لما يُتَسَحَّر به والفَطُور لما يفطر
عليه والدُّلاكةُ ما حُلِب قبل الفِيقة الأُولى وقبل أَن تجتمع الفِيقة الثانية
وفرس مَدْلُوك الحَجَبة ليس لِحَجَبته إشراف فهي مَلْساء مستوية ومنه قول ابن
الأَعرابي يصف فرساً المَدْلُوك الحَجَبةِ الضخم الأَرْنَبةِ ويقال فرس مَدْلُوك
الحَرْقَفة إذا كان مستوياً والدَّلِيكُ طعام يتخذ من الزُّبْدِ واللبن شبه الثريد
قال الجوهري وأَظنه الذي يقال له بالفارسية جَنْكال خُسْت والدَّلِيكُ التراب الذي
تَسْفِيه الرياح ودَلَكَت الشمسُ تَدْلُك دُلوكاً غربت وقيل اصفرَّت ومالت للغروب
وفي التزيل العزيز أَقِم الصلاة لدُلُوك الشمس إلى غَسَق الليل وقد دَلَكَتْ زالت
عن كَبِدِ السماء قال ما تَدْلُكُ الشمسُ إلا حَذْوَ منْكبِهِ في حَوْمةٍ دونها
الهاماتُ والقَصَرُ واسم ذلك الوقت الدَّلَكُ قال الفراء جابر عن ابن عباس في
دُلُوك الشمس أنه زوالها الظهرَ قال ورأَيت العرب يذهبون بالدُّلُوك إلى غياب
الشمس قال الشاعر هذا مُقامُ قَدَمَيْ رَباحِ ذَبَّبَ حتى دَلَكَتْ بَراحِ يعني
الشمس قال أَبومنصور وقد روينا عن ابن مسعود أَنه قال دُلُوك الشمس غروبها وروى
ابن هانئ عن الأَخفش أَنه قال دُلُوك الشمس من زوالها إلى غروبها وقال الزجاج
دُلُوك الشمس زوالها في وقت الظهر وذلك ميلها للغروب وهو دُلُوكها أَيضاً يقال قد
دلَكَتْ بَراحِ وبِراحِ أي قد مالت للزوال حتى كاد الناظر يحتاج إذا تَبَصَّرها
أَن يكسر الشُّعاع عن بصره براحته وبَراحِ مثل قطامِ اسم للشمس وروي عن نافع عن ابن
عمر قال دُلُوكها ميلها بعد نصف النهار وروي عن ابن الأَعرابي في قوله دَلَكَتْ
بِراحِ استريح منها قال الأَزهري والقول عندي أَن دُلوك الشمس زوالها نصف النهار
لتكون الآية جامعة للصلوات الخمس والمعنى والله أَعلم أَقِم الصلاة يا محمد أَي
أَدِمْها من وقت زوال الشمس إلى غسق الليل فيدخل فيها الأولى والعصر وصلاتا غَسَقِ
الليل هما العشاءَان فهذه أَربع صلوات والخامسة قوله وقرآنَ الفَجْر المعنى وأَقم
صلاة الفجر فهذه خمس صلوات فرضها الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى
أَمته وإذا جعلت الدُّلُوك الغروب كان الأَمر في هذه الآية مقصوراً على ثلاث صلوات
فإن قيل ما معنى الدُّلوك في كلام العرب ؟ قيل الدُّلوك الزوال ولذلك قيل للشمس
إذا زالت نصف النهار دَالِكة وقيل لها إذا أَفَلَتْ دالكة لأَنها في الحالتين
زائلة وفي نوادر الأعراب دَمَكَت الشمس ودَلَكَتْ وعَلَتْ واعْتَلَتْ كل هذا
ارتفاعها وقال الفراء في قوله بِراحِ جمع راحة وهي الكف يقول يضع كفه على عينيه
ينظر هل غربت الشمس بعد قال ابن بري ويقوّي أَن دلوك الشمس غروبها قول ذي الرمة
مَصابيح ليست باللَّواتي يَقُودُها نجومٌ ولا بالآفلاتِ الدَّوالِكِ وتكرر ذكر
الدُّلوك في الحديث وأصله المَيْل والدَّلِيكُ ثمر الورد يحمرُّ حتى يكون كالبُسْر
وينضج فيحلو فيؤكل وله حَبّ في داخله هو بِزْرهُ قال وسمعت أعرابيّاً من أَهل
اليمن يقول للوَرْدِ عندنا دَليكٌ عجيب كأَنه البُسْر كبراً وحُمْرةً حلو لذيذ
كأَنه رُطَب يَتَهادى والدَّلِيكُ نبات واحدته دَلِيكة ودُلِكَت الأرض أكلت ورجل
مَدْلوك أُلِحَّ عليه في المسألة كلاهما عن ابن الأَعرابي ودَلَك الرجلَ حقه
مَطَله ودَلَك الرجلُ غريمَه أي ماطله وسئل الحسن البصري أَيُدالِكُ الرجل امرأَته
؟ فقال نعم إذا كان مُلْفَجاً قال أَبو عبيد قوله يدالك يعني المَطْل بالمهر وكل
مماطِل فهو مُدالِك وقال الفراء المُدالِك الذي لا يرفع نفسه عن دَنِيَّةٍ وهو
مُدْلِك وهم يفسرونه المَطُول وأَنشد فلا تَعْجَلْ عليَّ ولا تَبُصْني ودالِكْني
فإنِّي ذو دَلال وقال بعضهم المُدالكة المصابرة وقال بعضهم المُدالكة الإلحاح في
التقاضي وكذلك المُعارَكة والدُّلَكةُ دوَيْبَّة قال ابن دريد ولا أَحقها ودَلُوك
موضع