بَلْ نَقْذِفُ بِالحَقِّ على الباطِلِ فَيَدْمَغُهُ(قرآن). 6. "دَمَغَ الشَّيْءَ" : طَبَعَهُ بِطَابَعٍ خَاصٍّ.
الدِّماغُ ككِتَابٍ : مُخُّ الرَّأْسِ أو حَشْوُه أو هُوَ أُمُّ الهامِ أو أُمُّ الرَّأْسِ أو أُمُّ الدِّماغِ : جُلَيْدَةٌ رَقِيقَةٌ وفي بَعْضِ النُّسَخِ : دَقِيقَةٌ بالدّالِ كخَريطَةٍ هُوَ فيها أي : مُشْتَمِلَةٌ عليهِ ج : أدْمِغَةٌ ودُمُغٌ بضمَّتِينِ ككِتَابٍ وكُتُبٍ
ودَمَغَهُ كمَنَعَهُ ونَصَرَهُ كِلاهُمَا عن ابنِ دُرَيْدٍ : شَجَّهُ حتى بَلَغَتِ الشَّجَةُ الدِّماغَ
ودَمَغض فُلاناً يَدْمَغُه دَمْغاً : ضَرَبَ دِماغهُ و كسَرَ صاقُورَتَهُ فهُوَ دَمِيغٌ ومَدْمُوغٌ والجَمْعُ دَمْغَى عن أبي زَيْدٍ وفي حديثِ عليٍّ رضي الله عنه : رَأيْتُ عيْنَيِهِ عَيْنَيْ دَمِيغٍ يُقَالُ : رَجُلٌ دَمِيغٌ ومَدْمُوغٌ : خَرَجَ دِماغُه
ودَمَغَتِ الشَّمْسُ فُلاناً : آلَمَتْ دِمَاغَه عن ابنِ دُرَيْدٍ
والدَّامِغَةُ : شَجَّةٌ تَبْلُغُ الدِّماغَ وتَنْتَهِي إليْهِ فتَهْشِمُه حتى لا تُبْقِيَ شَيئاً . وهِيَ آخِرَةُ الشِّجَاجِ وهيَ عِشَرَةٌ مُرَتَّبَةٌ : قاشِرَةٌ حارِصَةٌ وتُسَمَّى الحَرِصَةُ أيْضاً وكَوْنُ أنَّ الحارِصَةَ والحَرِصَةَ اسْمَانِ للقاشِرَةِ هوَ مُقْتَضَى الصِّحاحِ وغَيْرِه وظَنَّها بَعْضُهُم غَيْرَ القاشِرَةِ فجَعَلَها إحْدَى عَشَرَةَ واعْتَرَضَ على المُصَنِّف فتأمَّلْ ثمَّ باضِعَةٌ ثمّ ! َ دامِيَةُ ثم مُتَلاحِمَةٌ ثمَ سِمْحَاقٌ ثم مُوضِحَةٌ ثم هاشِمَةٌ ثم مُنْقِّلَةٌ ثم آمَّةٌ كذا بصِيغَةِ اسمِ الفاعِلِ ووقَعَ في كُتُبِ الفِقْهِ والحَدِيثِ المَأْمُومَةُ ثم دامِغَةً وزادَ أبو عُبَيدٍ قبْلَ دامِيَةٍ : دامِعَةً بالمُهْمَلَةِ هكذا هو في أُصولِ الصِّحاحِ وقدْ وُجِدَ في بَعْضِهَا قَبْل دامِيَة وكأنَّهُ تَصْحِيحٌ
قلتُ : ونَصُّ أبي عُبَيْدٍ : الدّامِيَةُ هي الّتِي تُدْمِي منْ غَيْرِ أنْ يَسِيلَ منْهَا الدَّمُ فإذا سالَ مِنْهَا دَمٌ فهيَ الدّامِعَةُ فهذا صَرِيحٌ في أنَّ الدّامِعَةَ بعدَ الدّامِيَةَ والحَقُّ مَعَ الجَوْهَرِيُّ ولا وَهَمَ فيهِ مع أنَّه سَبَق لهُ مِثْلُ ذلك في دمع حيثُ قالَ : والدّامِعَةُ من الشِّجاجِ : بَعْدَ الدّامِيَةِ فهُوَ مُطَابِقٌ لما قالَهُ الجَوْهَرِيُّ هنا فتأمَّلْ ذلكَ
قالَ شَيْخُنا : ثم إنّه جَعَلَ الشِّجاجَ عَشَرَةً وعَدَّهَا إحْدَى عَشَرَةَ إلا أن يُقَالُ : إنَّ حَارِصَةَ اسمُ القاشِرَةِ مع بُعْدِه منْ كَلامِهِ وبزِيادَةِ الدّامِعَةِ تَصِيرُ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ وعَدَّ الجَوْهَرِيُّ كالمُصَنِفِ منها في فرش المُفَرِّشَةَ فتَصِيرُ ثلاثَةَ عَشَرَ فتدَبَّرْ انْتَهَى
قلتُ : وسيأْتِي من الشِّجاجِ : الجائِفَةُ وهي : الّتِي تَصِلُ إلى الجَوْفِ والحالِقَةُ : الّتِي تَقْشِرُ الجِلْدَ منَ اللَّحْمِ وسَبَقَ أيْضاً المِلْطَاءُ والمِلْطَاءَةُ والواضِحَةُ وهِيَ المُوضِحَةُ فيكُونُ الجَمِيعُ خَمْسَةَ عَشَرَ فتأمَّلْ : ومنْهُمْ منْ زادَ البازِلَةَ وهِيَ المُتَلاحِمَةُ لأنَّهَا تَبْزِلُ اللَّحْمَ أي تشُقُّه والمَنْقُوشَةُ الّتِي تُنْقَشُ منْهَا العِظَامُ أي : تُخْرَجُ فتَكُونُ سِتّةَ عَشَرَ
والدّامِغَةُ : طَلْعَةٌ تَخْرُجُ من شَظِيّاتِ القُلْبِ بضَمِّ القافِ أي قُلْبِ النَّخْلَةِ طَوِيلَةٌ صُلْبَةٌ إنْ تُرِكَتْ أفْسَدَتِ النَّخْلَةَ فإذا عُلِمَ بها امْتُضِحَتْ
وقالَ الأصْمَعِيُّ : الدّامِغَةُ : حَدِيدَةٌ فَوْقَ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ وتُسَمَّى هذه الحَدِيدَةُ أيْضاً : الغاشِيَةَ قالَ ذُو الرُّمَّةِ :
فَرُحْنَا وقُمْنَا والدَّوَامِغُ تَلْتَظِي ... على العِيسِ منْ شَمْسٍ بطَيءٍ زَوَالُها وقالَ ابنُ شُمَيْل : الدَّوامِغُ : على حاقِّ رُؤُوسِ الأحْناءِ منْ فَوْقِهَا واحِدَتُها دامِغَةٌ ورُبَّما كانَت منْ خَشَب وتُؤْسَرُ بالقِدِّ أسْراً شَدِيداً وهِيَ الحَذَارِيفُ واحِدُهَا خُذْرُوفٌ وقَدْ دَمَغَت المَرْأَةُ حَوِيَّتَها تَدْمَغُ دَمْغاً قالَ الأزْهَرِيُّ : الدّامِغَةُ إذا كانتْ منْ حَديدٍ عُرِّضَتْ فَوْقَ طَرَفَيِ الحِنْوَيْنِ وسُمِّرَتْ بمِسْمَارِينِ والخَذارِيفُ تُشَدُّ على رُؤُوسِ العَوَارِضِ لئلا تَتَفَكّكَ
وقالَ ابنُ عَبّادٍ : الدّامِغَةُ : خَشَبَةٌ مَعْرُوضَةٌ بَيْنَ عَمُودَيْنِ يُعَلَّقُ عليْهَا السِّقَاءُ
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : دَمِيغُ الشَّيْطانِ كأمِيرٍ : لَقَب وفي الجَمْهَرَةِ : نَبْزُ رَجُلٍ منَ العَرَبِ م مَعْرُوف كأنَّ الشَّيْطانَ دَمَغَهُ
ومن المَجَازِ : دَمَغَهُمْ بمُطْفِئَةِ الرَّضْفِ أي : ذَبَحَ لهُم شاةً مَهْزُولَةً ويُقَالُ : سَمِينَةً وعليهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ وحَكَاهُ اللِّحْيَانِيِّ وقالَ : يَعْنِي بمُطْفِئَةِ الرَّضْفِ : الشَّاةَ المَهَزْولَةَ قالَ ابنُ سيدَه : ولمْ يُفَسِّرْ دَمَغَهُم إلا أن يَعْنِيَ غَلَبَهُمْ . قلتُ : وفَسَّرَهُ ابنُ عَبّادٍ والزَّمَخْشَرِيُّ بما قالَهُ المُصَنِّف وقدْ مَرَّ شَيءٌ من ذلكَ في طفأ وفي جدس
وقالَ ابنُ عبادٍ : الدّامُوغُ : الّذِي يَدْمَغُ ويَهْشِمُ
قال : وحَجَرٌ دَامُوغَةٌ والهاءُ للمُبَالَغَةِ وأنْشَدَ الأصْمَعِيُّ لأبي حِماسٍ :
" تَقْذِفُ بالأُثْفِيَّةِ اللَّطّاسِ
" والحَجَرِ الدّامْوغَةِ الرَّدّاسِ وقالَ أبو عمرو : أدْمَغَهُ إلى كذا أي : أحْوَجَهُ وكذلكَ أدْغَمَهُ وأحْرَجَهُ وأزَأمَهُ وأجْلَدَهُ كُلُّ ذلكَ بمَعْنىً واحِدٍ قالَهُ في نوادِرِه
وقالَ ابنُ عَبّادٍ : دَمَّغَ الثَّرِيدَةَ بالدَّسَمِ تَدْمِيغاً : لَبَّقَها بهِ وهُوَ مجازٌ كما في الأساسِ
والمُدَمَّغُ كمُعَظَّمٍ : الأحْمَقُ كأنَّ الشَّيْطانَ دَمَغَهُ منْ لَحْنِ العَوَامِّ وقالَ ابنُ عَبّادٍ : وهُوَ كلامٌ مُسْتَهْجَنٌ مُسْتَرْذَلٌ وصَوَابُه الدَّمِيغُ أو المَدْمُوغُ . وفي النّامُوس : يَصِحُّ أنْ يَكُونَ المُدَمَّغُ مُبالَغَةً في الدَّمِيغِ والمَدْمُوغِ فلا يَكُونُ لَحْناً قالَ شَيْخُنا : فيهِ نَظَرٌ : إذْ هذا يَتَوَقَّفُ على ضبط مدمغ هَلْ هُوَ كمُكْرَمٍ أو كمَقْعَدٍ أو كمَجْلِسٍ أو كمِنْبَرٍ ولا يَصِحُّ هذا التَّأْوِيلُ إلا إذا كانَ كمِنْبَرٍ لأنَّه الّذِي يَكُونُ للمَبالغَةِ كمِسْعَرِ حَرْبٍ ونَحْوِه على أنَّ التَّحْقيقَ أنَّه يَتَوَقَّفُ على السَّمَاعِ وهُوَ مَضْبُوطٌ في نُسَخٍ صَحِيحَةٍ مُدَمِّغ كمُحَدِّثٍ ومِثْلُه لا دَلالَةَ فيهِ على المُبَالَغَةِ بالكُلِّيَّةِ فتأمَّلْقلتُ : النُّسَخُ الصَّحِيحَةُ الّتِي لا عُدُولَ عَنْهَا المُدَمَّغُ كمُعَظَّمٍ وهكذا ضَبَطَهُ ابنُ عَبّادٍ في المُحِيطِ ومنْهُ أخَذَ الصّاغَانِيُّ في كِتَابِيْه وضَبَطَهُ هكذا وأشارَ صاحِبُ النّامُوسِ بقَوْلِه : مُبَالَغَةٌ في الدَّمِيغِ والمَدْمُوغِ إلى أنَّه إنَّمَا شُدِّدَ للكَثْرَةِ : أي : سُمِّيَ بهِ لِوُفُورِ حُمْقِهِ لأنَّه إذا وُجِدَ فيهِ الحُمْقُ فهُوَ دَمِيغٌ ومَدْمُوغٌ فإذا كَثُرَ فيهِ وزادَ فهُوَ مُدَّمَّغٌ كما أنَّكَ تَقُولُ لذِي الفَضْلِ : فاضِلٌ . وتَقُولُ للذِي يَكْثُر فَضْلُه : فَضّالٌ ومِفْضالٌ وقد مَرَّتْ لذلكَ أمْثَالٌ ويأْتِي قَرِيباً في سبغ وصبغ وصدغ ما يؤَيِّدُه وكأنَّ المَعْنَى أنّ الشّيطانَ دَمَغَه وعَلاهُ وغَلَبَه كَثِيراً حتى قَهَرَهُ وهذا أيْضاً صَحيحٌ إلا أنَّ كَوْنَه صحيحاً في المَعْنَى أو المَأْخَذِ أو الالشْتِقَاقِ لا يُخْرِجُه عن كَوْنِه لَحْناً غَيْرَ مَسْمُوعٍ عن الفُصَحاءِ فتأمَّلْ
وممّا يستدْرَكُ عليهِ : الدَّمْغُ : الأخْذُ والقَهْرُ منْ فَوْقُ كما يَدْمَغُ الحَقُّ الباطِلَ وقَدْ دَمَغَهُ دَمْغاً : أخَذَهُ منْ فَوْقُ وغَلَبَهُ وهو مجازٌ ومنْهُ قولُه تعالى : فيَدْمَغُه أي يَغْلِبَه ويَعْلُوه ويُبْطِلُه وقالَ الأزْهَرِيُّ : أي : فيذْهَبُ بهِ ذَهابَ الصَّغارِ والذُّلِّ
والدّامِغُ : جَبَلٌ باليَمَنِ
وأدْمَغَ الرَّجُلُ طَعَامَهُ : ابْتَلَعَهُ بَعْدَ المَضْغِ وقيلَ : قَبْلَه
ودَمَغَتِ الأرْضُ : أكَلَتْ عن ابنِ الأعْرَابِيِّ
والدِّماغُ ككِتاب : سمَةٌ للإبلِ في مَوْضِعِ الدَّمْغِ نَقَلَه السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْضِ كما قالَهُ شَيْخُنا
قلتُ : وهكذا قَرَأْتُهُ في الرَّوْضِ عِنْدَ ذِكْرِ سماتِ الإبِلِ غيرَ أنَّه قدْ تَقَدَّمَ للمُصَنِّفِ في دمع أنَّ الدِّماعَ : مِيسَمٌ في المَناظِرِ سائِلٌ إلى المَنْخِرِ فلعَلَّ ما ذَكَرَهُ السُّهَيْلِيُّ هُو هذا وقد صَحَّفَه النُّسَاخُ حَيْثُ أعْجَمُوا الغَيْنَ فتأمَّلْ ذلكَ
والدّامِغانِ بكَسْرِ الميمِ : مَدِينَةٌ عَظِيمَةٌ بفارِس منها الإمامُ قاضِي القُضَاةِ أبو عَبْدِ اللهِ