دُهْدُرَّيْنِ بضمّ الدَّالَيْن وفَتْح الراءِ المُشَدَّدة تَثْنِيَةً دُهْدُرّ اسمٌ لبَطَلَ كسَرْعَانَ وهَيْهَاتَ اسمٌ لسَرْعُ وبَعُدَ قال ذلك أبو عَلِيّ . وقيل : دُهْدُرَّيْنِ اسمٌ للبَاطل وللْكَذِبِ . ومنه قولهم : دُهْدُرَّيْن ودُهْدُرَّيْهِ للرَّجُل الكَذُوب . قال أَبو زَيْد : العَرَب تَقُولُ : دُهْدُرَّانِ لا يُغْنِيانِ عنك شَيْئاً . كالدُّهْدُرِّ والدُّهْدُنِّ فَجَعَله عَرَبِيّاً . قال ابن بَرِّيّ : والصَّحِيح في هذا المَثَل ما رَوَاهُ الأَصمَعِيّ وهو " دُهْدُرَّيْنِ سَعْدٌ القَيْنُ " من غير وَاو عطف وكَوْن دُهْدُرَّيْنِ مُتَّصِلاً غيرَ مُنْفَصِل أَي بَطَلَ سَعْدٌ الحَدَّادُ بأن لا يُسْتَعمَل وذلك لتَشاغُلِهِم بالقَحْطِ والشِّدَّةِ . ويقال : سَاعِدُ القَيْنُ ورَواه أَبو عُبَيْدةَ مَعْمَرُ بن المُثَنَّى " دُهْدُرَّيْنِ سَعْدَ القَين " بنَصْب سَعْد وذَكَر أَنَّ دُهْدُرَّيْنِ منصوبٌ على إِضمار فِعْلٍ وظاهِرُ كلامه يَقْتَضِي أَن دُهْدُرَّيْنِ اسمٌ للباطِلِ تَثْنِية دُهْدُرّ ولم يجعله اسْماً للفِعْل كما جَعَلَه أبُو علِيّ فكأنَّه قال اطْرَحُوا البَاطِلَ وسعَد القَيْن فليس قولُه بصحيح . أو أَنَّ قَيْناً ادَّعَى أَنَّ اسمَه سعدٌ زماناً ثمّ تَبيَّن كَذِبُه فقِيلَ له ذلِك أَي جَمَعْتَ باطِلاً إلى باطِل يا سَعْدُ الحَدَّادُ فيكون سَعْدُ القَيْنُ مُنَادَى مُفْرَداً والقَيْن نَعْتُه . ودُهْدُرَّيْن تَثنِيَة دُهْدُرّ اسم للباطِلِ ويُرْوَى مُنْفَصِلاً كما رواه الجَوْهَرِيّ وجماعَة فقالوا : دُهْدُرَّيْن وفَسَّرُوا بأنَّ دُهْ فِعْل أمْر من الدّهَاءِ إلاّ أنَّه قُدِّمَتْ وَاوُه التي هي لامُهُ إلى موضع عَيِنِه فصار دُوهْ ثم حُذِفت الوَاوُ للساكنين فصار : دُه كما فعلتْ في قُلْ . ودُرَّيْنِ مِن دَرَّ يَدُرّ إِذَا تَتَابَعَ ويُرَاد هنا بالتثَّنْيِة التكَّرْاَر كما قالوا : لبَيَّك وحَنانَيْك ودوَالَيْك ويكون سَعْد القَيْنُ مُنَادىً مُفْرَداً والقَيْن نعْته فيكون المَعْنَى أَي بالِغْ في الدَّهاءِ والكَذِبِ يا سَعْدُ القَيْنُ
قال ابنُ بَرِّيّ : وهذا القَوْلُ حَسَنٌ إلا أنَّه كان يَجب أَن يفَتْحَ الدَّال من دُرَّيْنِ ؛ لأنَّه جَعَلَه من دَرَّ يَدُرّ إِذَا تَتابَعَ . قال : وقد يمكن أَن يَقُول إن الدَّالَ ضُمَّت إِتْباعاً لضَمَّة الدّال من دُه . أو كان سَعْدٌ أَعجَمِيّاً أَي رَجُلاً من العَجَم حَدَّاداً يَدُورُ في مَخالِيفِ اليمنِ يَعْمَل لهم فإذا كَسَدَ عَمَلُه في مِخْلافٍ قال بالفارِسَّية : دُهْ بَدْرُود ؛ هكذا في النُّسَخ وفي بَعْضِهما : ده برود أَي بالوَداع أَي كأَنَّه يُوَدِّع القَرْيَةَ والقَرْيَةُ بالفَارِسّية ده وبرود أَي يَذْهب يُخْبرُهم بخُروجه غداً ويُشِيعُ في الحيِّ أنَّهُ غيرُ مُقِيم ليُسْتَعْمل ويُبَادِر إليه مَنْ عِنْده ما يَعْمَلُه ويُصْلِحه له فعَرَّبُوهُ وضَرَبُوا به المَثَلَ في الكَذِبِ وقالُوا : " إِذَا سَمِعْتَ بسُرَى القَيْن فإنّه مُصبِّحٌ " . وقيل هو عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ وتأْوِيلُه بَطَلَ قولُ سَعْد القَيْن
ومما يستدرك عليه : الدَّهْدَرَة : تَحْرِيكُ الاسْتِ . والدُّهْدُورُ بالضَّمّ : الكَذَّابُ