الذَّبْرُ : الكِتَابَةُ كالزَّبْر وهو مما خَلَفت فيه الذَّالُ المُعْجَمَة الزَّايَ ذَبَرَ الكِتَابَ يَذْبُرُهُ بالضَّمِّ ويَذْبِرُهُ بالكَسْر ذَبْراً كالتَّذْبيرِ . وأَنْشَدَ الأَصمَعِيّ لأَبِي ذُؤَيْب :
عَرفْتُ الدِّيَارَ كَرَقْمِ الدَّوَا ... ةِ يَذْبِرُهَا الكَاتْبُ الحِمْيَرِيُّ وقيل : الذَّبْرُ : النَّقْطُ . وقيل : هو القِرَاءَة الخَفِيَّة بسُهُولة أَو القراءَة السَّرِيعةُ . يقال ما أَحسنَ ما يَذْبِرُ الكِتَابَ أَي يَقْرؤه ولا يَمْكُث فيه كلّ ذلك بلُغة هُذَيْل . والذَّبْر : الكِتَاُب بالحِمْيَرِيَّة يُكتَب في العُسُب جمع عَسِيب وهو خُوصُ النَّخْل . والذَّبْر : العِلْمُ بالشَّيْءِ والفِقْهُ به كالذُّبُور بالضَّمّ . والذَّبْر : الصَّحِيفَة ج ذِبَارٌ بالكَسْر قاله الأَصمَعِيّ . وأَنشدَ قولَ ذِي الرُّمَّة :
أَقولُ لِنَفْسي وَاقِفاً عند مُشْرِفٍ ... على عَرَصَاتٍ كالذِّبار النَّوَاطِقِ
ويقال : ذَبَرَ يَذْبِر بالكَسْر ذَبْراً وذَبَارَةً بالفَتْحِ : نَظَرَ فأَحْسَنَ النَّظَر . قال الصَّغَانِيُّ : هو راجعٌ إِلى مَعْنَى الإِتْقَان . وذَبَرَ الخَبَرَ : فَهِمَه . ومنه الحَدِيثُ : " أَهلُ الجَنّة خَمْسَةُ أَصْنَافٍ : منهم الَّذِي لا ذَبْرَ له " أَي لا فَهْم له من ذَبَرْتُ الكِتَابَ إِذَا فَهِمْته وأَتْقَنْتَه . وعن ابْن الأَعْرَابِيِّ : ذَبِر كفَرِحَ : غَضِبَ نَقَله الصَّغانِيّ . وثَوبٌ مُذَبَّرٌ كمُعَظَّم : مُنَمْنَمٌ يَمانِيَةٌ . ويقال : كِتَابٌ ذَبِرٌ ككَتِف : سَهْلُ القِرَاءَة . هكذا ضَبَطَه الصَّغَانيّ وصَحَّحَه وهكذا هو في سائر الأُصول والذي في المُحْكَم : كِتَابٌ ذَبْر بفَتْح فسُكُون . وأَنْشَد قَولَ صَخْرِ الغَيّ :
فيها كِتَابٌ ذَبْرٌ لمُقْتَرِئ ... يَعرِفُه أَلْبُهُمْ ومَنْ حَشَدُوا قال : ذَبْرٌ أَي بَيِّن . أَرادَ كِتَاباً مَذْبُوراً فوضعَ المَصْدَر مَوضع المَفْعُول : وأَلْبُ القَوْم : مَنْ كان هَوَاهُ مَعَهم
ويُقال : فُلاَنٌ ما أَحْسَنَ ما يَذْبِرُ الشِّعْرَ أَي يُمِرُّه ويُنْشِدُهُ ولا يَتَلَعْثَمْ فيه : وقال ثَعْلَب : الذَّابِرُ : المُتْقِنُ للعِلْمِ يقال : ذَبَرَه يَذْبُره . ومنه الخَبَرُ : " كان مُعَاذٌ يَذْبُرُهُ عن رَسُولِ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم " أَي يُتْقِنُه ذَبْراً وذَبَارَة . ويقال : ما أَرْصَنَ ذَبَارَتَه
ومما يستدرك عليه : قال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : ذَبَرَ إِذَا أَتْقَن . والذَّابِرَ : المُتْقِنُ ويُرْوَى بالدَّال وقد تَقَدَّم . وفي حَدِيث النَّجَاشِيّ " ما أُحِبّ أَنَّ لي ذَبْراً من ذَهَبٍ " أَي جَبَلاً بلُغَتِهِم ويُروَى بالدَّال وقد تَقدَّم . وفي حَدِيثِ ابْنِ جُدْعانَ : " أَنَا مُذابِرٌ " أَي ذاهِبٌ . قُلتُ : هكذا ذَكَرَه ابنُ الأَثير إِن لم يَكُن تَصْحِيفاً . وفلانٌ لاذَبْرَ له أَي لا نُطْقَ له من ضَعْفِه . وقيل : لا لِسانَ له يَتَكَلَّم به من ضَعْفِه . فتَقْدِيرُه على هذا فُلانٌ لا ذا ذَبْرٍ له أَي لا لِسان له ذا نُطْق فحَذَف المُضاف . وبه فَسَّر ابنُ الأَعرابيِّ الحَدِيثَ المُتَقدِّم في أَهْلِ الجَنَّة . والمِذْبَر : القَلَم كالمِزْبَر وسَيَأْتِي