الذَّوْدُ : السَّوْقُ والطَّرْدُ والدَّفْعُ تقول ذُدْتُه عن كذا وذَادَه عن الشَّيْءِ ذَوْداً كالذِّيادِ بالكسر . وفي حديث الحوض : ليُذَادَنَّ رجالٌ عن حَوْضِي أَي ليُطْرَدَنَّ . والتّذويد مثلُه وهو ذَائِدٌ مِنْ قوم ذُوَّدٍ وذُوَّادٍ وذادَةٍ الأَخير كقَادَةٍ . قال شيخنا : هو مستدرك لأنه التزم في الخُطْبة أَن لا يَذْكُر مِثْلَه وجعلَ ذلك من قواعِدِه . قلْت : وقد جاءَ في الحديث : وأَمّا إِخْوَأنُنا بَنُو أُمَيَّةَ فَقَادَةٌ ذادَةٌ قيل : أراد أَنهم يَذودُونَ عن الحَرَمِ . والذَّوْد ثَلاثةُ أَبْعِرَةٍ إلى التّسعة وقيل إلى العَشرةِ قال أبو منصور : ونحو ذلك حَفِظْته عن العرب وهو قول الأَصمعيّ . أو من ثلاثٍ إلى خمْسَ عَشْرَةَ وهو قول ابن شُمَيْلٍ . وقال أبو الجَرّاح : كذلك قال والناس يقولون إلى العَشْر أَو إلى عِشْرِينَ وفُوَيْق ذل أَو ما بَيْنَ الثلاثِ إلى الثَّلاثِينَ أو ما بين الثِّنْتَيْنِ والتِّسْعِ
وأَشهرِ الأقوال من ذلك هو القولُ الأَوّلُ . وهو الذي صَدَّرَ به الجوهريُّ وصاحِبُ الكفَاية ونقله ابن الأَنباريِّ عن أَبي العَبَّاس واقتصر عليه الفارابيُّ . وقال في البارع الذَّوْد مُؤَنَّثٌ ولا يكون إِلاَّ من الإِناثِ دون الذُّكُور . وفي الحديث : لَيْسَ فيما دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ من الإِبل صَدَقةٌ . قال أَبو عُبَيْدٍ : والحديث عامٌّ لأَنَّ من مَلَكَ خَمْسَةً من الإِبل وجَبَتْ فيها الزَّكاةُ ذُكُوراً كانت أَو إِناثاً . قال ابن سِيده : الذَّوْد مُؤَنّث وتصغيرهُ بغير هاءٍ على غير قياس تَوَهَّموا أنه المصدر وهو واحدٌ وجَمْعٌ كالفُلك . قاله بعض اللغويين أو جَمْعٌ لا واحدَ لهً من لفظهِ كالنَّعَم . وقد جَزَمَ به الأَكْثَرُ أو واحدٌ وج : أَذْوادٌ أَنشد ابنُ الأَعرابيِّ :
وما أَبْقَتِ الأَيامُ مِ المالِ عِنْدَنا ... سِوَى جِذْمِ أَذْوادٍ مُحَذَّفَةِ النَّسْلِ وقالوا : ثلاثُ أَذوادٍ وثلاثُ ذَوْدٍ فأَضافوا إليه جميع أَلفاظ أَدنَى العَددِ جعلوه بدَلاً من أَذوادٍ قال الحُطيئة :
ثلاثةُ أَنفُسٍ وثَلاثُ ذَوْدٍ ... لَقَدْ جارَ الزَّمَانُ عَلى عِيالِي ونظيره : ثلاثةُ رَحْلَةٍ جعلوه بدلاً من أَرحال . قال ابن سيده : هذا كله قولُ سيبويه وله نظائر . وقد قالوا : ثلاثُ ذَوْد يعنون ثلاثَ أَيْنُقٍ . وقولُهُم : الَّذوْدُ إلى الذَّوْدِ إِبِلٌ مَثَلٌ مشهور أَورده الزمخشريُّ والميدانيُّ وغيرهما وهو يَدُلُّ على أَنَّها في مَوْضِعِ اثْنَتَيْنِ لأَن الثِّنْتَيْنِ إلى الثِّنْتَيْنِ جَمْعٌ قال شيخُنا . وفي هذه الدّلالة نَظَرٌ والمُصَرَّح به خِلافُه . واختلف في : إِلى فقيل : هي بمعنى مع أَي إِذا جَمَعْت القليلَ إِلى الكثير صار كثيراَ ويجوز أَن تَبقى على بابِها بإدخال الطّرَفَيْن كما صَرَّح به جماعةٌ وأَشار غيرُ واحد أَنَّ مُتعلَّق إِلى محذوفٌ أَي الذَّوْد مضموم إلى الذود أَو مجموع أَو نحو ذلك . والمِذْوَد كَمِنْبَرٍ : اللّسانُ لأَنّه يُذَاد به عن العِرْض قال عَنْتَرَةُ :
سَيَأْتِيكُمُ مِنِّي وإِن كنتُ نائياً ... دُخَانُ العَلَنْدَى دُونَ بَيْتِيَ مِذْوَدُ قال الأَصمعيّ : أَراد بمذوده : لسانَه . وبَيْتِهِ : شَرَفَه . وقال حَسَّان بن ثابت :
لِسانِي وسَيْفي صارِمَانِ كِلاَهُما ... ويَبلُغُ السيفُ مِذْوَدِي وهو مَجَأز . والمِذْود : مُعْتَلَفُ الدَّابَّةِ هكذا في النّسخ وفي بعضها مِعْلَف الدَّابّة . وهو نَصُّ التَّكملة . والمِذْوَد من الثَّوْرِ : قَرْنُهُ وهو يَذود عن نفْسه به وهو مَجا . والمِذْوَد . جَبَلٌ عن الصاغانيّ . والذّائِدُ : فَرَسٌ نجيبٌ جدّاً من نَسْلِ الحَرُونِ قال الأَصمعيّ : هو الذَّائد بن بُطَيْن بن بِطَانِ بن الحَرُون . والذائد : اسم سَيْف خُبَيْبِ بنِ إِسافٍ نقله الصاغانيُّ . والذائد : الرَّجُلُ الحامِي الحَقِيقَةِ الدَّفَّاعُ عن عِرْضهِ كالذَّوَّادِ كشَدَّاد . والذائد : لَقبُ امْرِئِ القَيْس بن بَكْر بن امرئ القيس بن الحارث بن معاويةَ الكِنْديّ وهو جاهليّ لُقِّب به لقوله :
أَذُودُ القَوَافِيَ عَنّيِ ذِيَادَا ... ذِيادَ غُلامٍ غَوِيٍّ جَرَادَا نقله الصاغانيوالذَّوَّاد كَكَتَّانٍ : سَيْفُ ذِي مَرْحَبٍ القَيْلِ الحَضْرَمِيّ . نقله الصاغانيُّ . والذَّوَّاد : اسم شاعِرٍ وهو الذَّوَّاد بن أَبي الرَّقْرَاق الغَطَفانِيّ . وذَوَّادُ بن عُلَيَّةَ : مُحَدِّثٌ كُنْيته أَبو المُنْذِر . ووالده مُزاحِمٌ وإِسماعيلُ كتب عنهما أَبو كُرَيْب . وذَوَّاد بنُ المُبَاركِ له ذِكرٌ حكى عنه العباس الشكلّي وأَبو الذَّوَّادِ أَمِيرٌ كبيرٌ متأَخِّر رَوَى ولَقَبُه : إِقبالُ الدَّوْلة . وفاتَهُ : الذَّوَّادُ بنُ عبد الله بن الحسين لابصريّ ذكره ابن منْده في تاريخِ أَصبَهان . وذوَّاد بن مَحفوظٍ القُرَيعيّ رَوَى عن أَخيه رَوّاد . والمُجَذَّرُ بنِ ذِيَادٍ بالكسر ويقال : ابن ذَيّاد كَكَتَّان والأَول أَكثرُ البَلَوِيُّ الصَّحابِيُّ والمجذَّر هو الغَلِيظ الضّخْم لُقِّبَ به واسمه عبدُ الله قَتَلَ يومَ بدرٍ أَبا البَخْتَرِيّ ابن هِشامٍ والمُجذَّر هو القاتلُ سُوَيْدَ بنَ الصامِتِ في الجاهِليَّةِ فهاجَ قتلُه وَقْعَةَ بُعاثٍ ثم استُشهِد يوم أُحُد قتله الحارثُ بن سُوَيد بن الصامت بأَبيه وارتَدَّ ولَحِقَ بمكَّة ثم أَتى مُسلِماً بعد الفَتْح فقتلَه النبي صلى الله عليه وسلم بالمُجْذَّر بأَمرِ جِبريلَ فيما وَرَدَ كما في مُعجَم ابن فهْد . وذِيَادُ بنُ عَزِيزٍ وقيل : ذِيادُ بن زَيْد بن الحُوَيرِِث بن مالكِ بن واقدٍ : الشَّاعرُ بالكسرِ وأورده أَبو الطّيّب اللُّغَويّ في طَبَقَات الشُّعَراءِ وعبدُ اللهِ بنُ مَعْقِل وفي نسخة مُغَفَّل ابن عبد نُهْم بن عَفِيفِ بن سُحَيْم بن رَبِيعَةَ بن عَدِيّ بن ثَعْلَبَة بن ذُوَيد بن سعد بن عدِيّ بن عثمانَ بن عمرِو بن أُدِّ بن طابخةَ صحابيّ جليلٌ مات أَبوه بمكّةَ سنةَ ثمانٍ قبْل الفتْحِ بقليل . وعبد الله بن ذُوَيْدٍ شيخٌ للولِيد ابن مُسْلِمٍ الدِّمشقيّ . وفرْوةُ بنُ مُسَيْكِ بن الحارثِ بن سَلمَةَ بن الحارثِ بن ذُوَيْدِ بن مالكٍ المُرَاديّ صَحَابِيٌّ . والمَذَادُ : المَرْتَعُ قاله ابن الأَعرابيّ وأَنشد :
" لا تحْبِسَا الحَوْسَاءَ في المَذَادِ قال شيخنا : وفي بعض النسخ المُرْتَبع والأَول أَكثر . وأَذَدْتُه : أَعَنْتُه على ذِيَادِ أَهلِهِ وهذا كقولك : أَطْلَبْتُ الرَّجلَ إذا أَعَنَتْه على طِلبَتِه وأَحْلَبْته : أَعَنْته على حَلْب ناقتِه . والمُذِيد : هو المُعِين لك على ما تَذُودُ قال الشاعر :
" ناديْتُ في القومِ أَلاَ مُذِيدَا ومما يستدرك عليه : فلانٌ يَذودُ عن جِسْمه وذادَ عنّي الهّمَّ والفارسَ بمِذْوَدِه وهو مِطْرَدُه ورجالٌ مَذَاوِدُ ومَذاويدُ . كلّ ذلك من المجاز . وذُوَيْد بن نَهْدٍ أَحدُ المُعَمَّرين في الجاهلِيَّة قاله شيخُنا . وأَنا أَخشَى أَن يكون هذا هو دُوَيد الذي ذكره المصنّف في المهملة فليُنْظَر . والمَذَاد كسَحابٍ : موضعٌ بالمدينة وقد جاءَ ذِكْره في شعْر كعْب بن مالك : فلْيَأْتِ مَأْسَدَةً تُسنُّ سُيوفُنا بيْنَ المَذَادِ وبَيْنَ جِزْعِ الخَنْدَقِ قال البكريُّ في المعجم : المَذَادُ هو الموضع الذي حفر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم الخَنْدَق . وقال السيوطيُّ : هو أُطُمٌ بالمدينة . وقال تلميذه الشاميُّ في سيرته : هو لبني حَرَامٍ غربيَّ مساجدِ الفَتْح سُمُيَت به الناحيةُ . ونقله في شرح شواهد الرَّضِيّ . وزاد في المراصد أَنه اسم وادٍ بين سَلْع وخَنْدَق المَدينة . قاله شيخنا . وذَوَّاد العقيليّ تابعيّ يَروِي عن سعدِ بن أَبي وَقَّاص . وعنه مَعْمَرُ بن راشدٍ . كذا في كتاب الثِّقات لابن حِبَّانَ
فصل الراء مع الدال المهملة