الأَذْيَبُ كالأَحْمَرِ : المَاءُ الكَثِيرُ والأَذْيَبُ : الفَزَعُ وقالَ الأَصمعيُّ : مَرَّ فُلاَنٌ ولَهُ أَذْيَبُ قال : وأَحْسَبُهُ يقال : أَزْيَبُ بالزَّايِ وهو النَّشَاطُ وقد يأْتي في حرف الزَّايِ في كلام المؤلف
والذِّيبَانُ بالكَسْرِ : الشَّعَرُ الذي يكون على عُنُقِ البَعِيرِ ومِشْفَرِه والذِّيبَانُ أَيْضاً : بَقِيَّةُ الوَبَرِ وقال شَمرٌ : لاَ أَعْرِفُ الذِّيبَانَ إلاَّ في بَيْتِ كُثَيِّرٍ وهو :
عَسُوفٌ بأَجْوَازِ الفَلاَ حِمْيَرِيَّة ... مَرِيشٌ بذِيبَانِ السَّبِيبِ تَلِيلُهَا قلتُ : وقد تقدم هذا الشاهدُ في الذئب كما تقدَّم الذِّيبَانُ في ذوب
والذَّيْبُ : العَيْبُ وزْناً ومَعْنًى كالذَّابِ والذَّامِ وقد تَقَدَّمَ
فصل الرَّاءِ المُهْمَلةِ
ذَابَ يَذُوبُ ذَوْباً وَذَوَبَاناً مُحَرَّكَةً : ضِدُّ وفي لسان العرب : نَقِيضُ جَمَدَ ومن المجاز : ذَابَ دَمْعُهُ وله دُمُوعٌ ذَوَائِبُ ونَحْنُ لاَ نَجْمُدُ في الحَقِّ وَلاَ نَذُوبُ في البَاطِلِ وهَذَا الكَلاَمُ فيه ذَوْبُ الرُّوحِ كذا في الأَساس
وأَذَابَهُ غَيْرُه وأَذْيَبَهُ وذَوَّبَه وأَذَابَهُ الهَمُّ والغَمُّ
وذَابَتْ حَدَقَتُهُ : هَمَعَتْ وذَابَ جِسْمُهُ : هُزِلَ يُقَالُ : ثَابَ بَعْدَ ما ذَابَ وكُلُّ ذلك مجازٌ ومن المجاز أَيضاً : ذَابَتِ الشَّمْسُ : اشْتَدَّ حَرُّهَا قال ذو الرمة :
" إذَا ذَابَتِ الشَّمْسُ اتَّقَى صَقَرَاتِهَابِأَفْنَانِ مَرْبُوعِ الصَّرِيمَةِ مُعْبِلِ وذَاب إذَا سَالَ قَال الراجز :
" وَذَابَ لِلشَّمْسِ لُعَابٌ فَنَزَلْ ويقال : ذَابَتْ حَدَقَةُ فُلاَنٍ إذَا سَالَتْ وذَابَ إذَا دَامَ وفي لسان العرب : قَامَ عَلَى أَكْلِ الذَّوْبِ وهو العَسَل وذَابَ الرَّجُلُ إذا حَمُقَ بَعْدَ عَقْلٍ وظَهَرَ فيه ذَوْبَةٌ أَي حَمْقَةٌ ويقال في المثل : " مَا يَدْرِي أَيُخْثِرُ أَمْ يُذِيبُ " وذلك عندَ شِدَّةِ الأَمْرِ قال بِشْرُ بنُ أَبِي خَازِمٍ :
" وكُنْتُمْ كَذَاتِ القِدْرِ لَمْ تَدْرِ إذْ غَلَتْأَتُنْزِلُهَا مَذْمُومَةً أَمْ تُذِيبُهَا أَي لا تَدْرِي أَتَتْرُكُهَا خَاثِراً أَمْ تُذِيبُهَا وذلك إذَا خَافَتْ أنْ يَفْسُدَ الإِذْوَابُ وسيأْتِي مَعْنَى الإِذْوَابِ وقيلَ : هو من قولِهِم : ذَابَ لِي عَلَيْه حَقٌّ : وَجَبَ وَثَبَتَ وذَابَ . عَلَيْهِ منَ الأَمْرِ كَذَا ذَوْباً : وَجَبَ كَمَا قالُوا : جَمَدَ وَبَرَد وقال الأَصمعيُّ : هُوَ مِنْ ذَابَ : نَقِيضُ جَمَدَ وأَصلُ المَثَلِ في الزُّبْدِ وفي حديث عَبْدِ اللهِ " فَيَفْرَحُ المَرْءُ أَنْ يَذُوبَ لَهُ الحَقُّ " أَي يَجِبَ وهو مجازٌ وقال أَبو الهَيْثَمِ : يُذِيبُهَا : يُبْقِيهَا من قولك : مَا ذَابَ في يَدِي شيْءٌ أَي مَا بَقِيَ وقال غيرُه يُذِيبُهَا : يُنْهِبُهَا وذّابَ عَلَيْهِ المَالُ أَي حَصَلَ ومَا ذَابَ في يَدِي منه خَيْرٌ أَي مَا حَصَلَ واسْتَذَبْتُهُ : طَلَبْتُ منه الذَّوْبَ عَلَى عَامَّةِ ما يَدُلُّ عليه هذا البِنَاءُ ومن المجاز : هَاجِرَةٌ ذَوَّابَةٌ : شَدِيدَةُ الحَرِّ قال الشاعر :
وظَلْمَاءَ مِنْ جَرَّى نَوَارِ سَرَيْتُهَا ... وهَاجِرَةٍ ذَوَّابَةٍ لاَ أَقِيلُهَا والذَّوْبُ : العَسَلُ عَامَّةً أَو هو ما في أَبْيَاتِ النَّحْلِ من العَسَلِ خاصَّةً أَو ما خَلَصَ مِنْ شَمْعِه ومُومِهِ قال المُسَيَّبُ بن عَلَسٍ :
شِرْكاً بِمَاءِ الذَّوْبِ يَجْمَعُهُ ... فِي طَوْدِ أَيْمَنَ مِنْ قُرَى قَسْرِ والمِذْوَبُ بالكَسْرِ : مَا يُذَابُ فيهِ والذَّوْبُ : مَا ذَوَّبْتَ مِنْهُ والمِذْوَبَةُ بهَاءٍ : المِغْرَفَةُ عن اللِّحْيانيّ والإِذْوَابُ والإِذْوَابَةُ بكَسْرِهِمَا : الزُّبْدُ يُذَابُ في البُرْمَةِ للسَّمْنِ فلا يَزَالُ ذلك اسْمَه حتَّى يُحْقَنَ في سِقاءٍ وقال أَبو زيد : الزُّبْدُ حِينَ يَحْصُلُ في البُرْمَةِ فَيُطْبَخُ فهُوَ الإِذْوَابَةُ فإنْ خُلِطَ اللَّبَنُ بالزُّبْدِ قِيلَ : ارْتَجَنَ وفي الأَساس من المجاز : هُوَ أَحْلَى مِنَ الذَّوْبِ بالإِذْوَابَةِ أَي مِنْ عَسَلٍ أُذِيبَ فَخُلِّصَ منه شَمْعُه
ومن المجاز الإِذابَةُ : الإِغَارَةُ وأَذَابُوا عَلَيْهِمْ : أَغَارُوا وفي حَدِيث قُسٍّ :
" أُذِيبُ اللَّيَالِي أَوْ يُجِيبَ صَدَاكُمَا أَي أَنْتَظِرُ في مُرُورِ اللَّيَالِي وذَهَابِهَا منَ الإِذَابَةِ والإِذَابَةُ : النُّهْبَةُ اسْمٌ لا مَصْدَرٌ واستشهدَ الجوهريّ هنا ببيت بشر بن أَبي خازم :
" أَتَتركها مَذْمُومَةً أَمْ تُذِيبُهَا وشَرَحَه بقوله أَي تُنْهِبُهَا وقال غيرُه : تُثْبِتُهَا وقد تَقَدَّم وأَذَابُوا أَمْرَهُمْ : أصْلَحُوهُ وفي الحديث " مَنْ أَسْلَمَ على ذَوْبَةٍ أَوْ مَأْثَرَة فَهِيَ لَهُ " الذَّوْبَةُ : بَقِيَّةُ المَال يَسْتَذِيبُهَا الرَّجُلُ أَي يَسْتَبْقِيهَا والمَأْثَرَةُ : المَكْرُمَةُ
والذُّوبَانُ بالذَمّ : الصَّعَالِكُ واللصُوصُ لُغَةٌ في الذُّؤْبَانِ بالهَمْزِ خُفِّفَ فانْقَلَبَتْ واواً
والذُّؤْبَانِ بالهَمْزِ خُفِّفَ فانْقَلَبَتْ واواً
والذُّوبَانُ بالضَّمِّ والذِّيبَانُ بالكَسْرِ : بَقِيَّةُ الوَبَرِ أَو الشَّعرِ على عُنُقِ الفَرَسِ أَو البِعِيرِ ومِشْفَرِهِ وهما لُغَتَانِ وعَسَى أَنْ يَكُونَ مُعَاقَبَةً فتدْخُلَ كُلُّ واحِدَةٍ مِنْهُمَا على صَاحِبَتِهَا
وعن ابن السّكّيت الذَّابُ بمَعْنَى العَيْبِ مِثْلُ الذَّامِ والذَّيْمِ والذَّانِ
ومِنَ المَجَازِ نَاقَةٌ ذَوُوبٌ كصَبُورٍ : سَمِينَةٌ لأَنَّهَا تَجمَع فيها ما يُذَابُ زاد الصاغانيّ : وليْسَتْ في غَايَةِ السِّمَنِ
وذَوَّابٌ كَشَدَّادٍ : صَحَابِيٌّ كان يَمُرُّ بالنبيّ صلى الله عليه وسلم ويُسَلِّمُ عليه وإسْنَادُه ضَعِيفٌ أَوْرَدَه النَّسَائِيُّ كذا في المُعْجَم
ومن المجاز : أَذَابَ حَاجَتَهُ واسْتَذَابَهَا لِمَنْ أَنْضَجَ حَاجَتَهُ وأَتَمَّهَا
وذَوَّبَهُ تَذْوِيباً : عَمِلَ لَهُ ذُوَابَةً وفي حديث ابنِ الحَنَفِيَّةِ " أَنَّهُ كَانَ يُذَوِّبُ أُمَّهُ " أَي يَضْفِرُ ذُؤَابَتَهَا قال أبو منصور : والأَصْلُ فيه الهَمْزُ لأَنَّ عينَ الذُّؤَابَةِ هَمْزَةٌ ولكِنَّه جَاءَ وفي بعض النسخ : جَارٍ علَى غَيْرِ قِيَاسٍ أَي جَاءَ غيرَ مهموزٍ كَمَا جَاءَ الذَّوَائِبُ عَلَى خِلاَفِ القِيَاسِ