رَهِبَ بالكسر
يَرْهَبُ رَهْبَةً ورُهْباً بالضم ورَهَباً بالتحريك أَي خافَ ورَهِبَ الشيءَ
رَهْباً ورَهَباً ورَهْبةً خافَه والاسم الرُّهْبُ والرُّهْبى والرَّهَبوتُ
والرَّهَبُوتى ورَجلٌ رَهَبُوتٌ يقال رَهَبُوتٌ خَيرٌ مِنْ رَحَمُوتٍ أَي لأَن
تُرْهَبَ خَيرٌ من أَنْ تُرْحَمَ وتَرَهَّبَ غيرَه إِذا تَوَعَّدَه وأَنشد
الأَزهري للعجاج يَصِفُ عَيراً وأُتُنَه تُعْطِيهِ رَهْباها إِذا تَرَهَّبَا على
اضْطِمَارِ الكَشْحِ بَوْلاً زَغْرَبا ( 1 )
عُصارةَ الجَزْءِ الذي تَحَلَّبا
( 1 قوله « الكشح » هو رواية الأزهري وفي التكملة اللوح )
رَهْباها الذي تَرْهَبُه كما يقال هالكٌ وهَلْكَى إِذا تَرَهَّبا إِذا تَوَعَّدا
وقال الليث الرَّهْبُ جزم لغة في الرَّهَب قال والرَّهْباءُ اسم من الرَّهَبِ تقول
الرَّهْباءُ من اللّهِ والرَّغْباءُ إِليه وفي حديث الدُّعاءِ رَغْبةً ورَهْبةً
إِليك الرَّهْبةُ الخَوْفُ والفَزَعُ جمع بين الرَّغْبةِ والرَّهْبةِ ثم أَعمل
الرَّغْبةَ وحدها كما تَقدَّم في الرَّغْبةِ وفي حديث رَضاعِ الكبير فبَقِيتُ
سنَةً لا أُحَدِّثُ بها رَهْبَتَه قال ابن الأَثير هكذا جاءَ في روايةٍ أَي من
أَجل رَهْبَتِه وهو منصوب على المفعول له وأرْهَبَه ورَهَّبَه واستَرْهَبَه
أَخافَه وفَزَّعه [ ص 437 ] واسْتَرْهَبَه اسْتَدْعَى رَهْبَتَه حتى رَهِبَه
الناسُ وبذلك فسر قوله عز وجل واسْترْهَبُوهُم وجاؤُوا بسحْرٍ عظيمٍ أَي
أَرْهَبُوهم وفي حديث بَهْز بن حَكِيم إِني لأَسمع الرَّاهِبةَ قال ابن الأَثير هي
الحالة التي تُرْهِبُ أَي تُفْزِعُ وتُخَوِّفُ وفي رواية أَسْمَعُك راهِباً أَي
خائفاً وتَرَهَّب الرجل إِذا صار راهِباً يَخْشَى اللّه والرَّاهِبُ المُتَعَبِّدُ
في الصَّوْمعةِ وأَحدُ رُهْبانِ النصارى ومصدره الرَّهْبةُ والرَّهْبانِيّةُ والجمع
الرُّهْبانُ والرَّهابِنَةُ خطأٌ وقد يكون الرُّهْبانُ واحداً وجمعاً فمن جعله
واحداً جعله على بِناءِ فُعْلانٍ أَنشد ابن الأَعرابي
لو كَلَّمَتْ رُهْبانَ دَيْرٍ في القُلَلْ ... لانْحَدَرَ الرُّهْبانُ يَسْعَى
فنَزَلْ
قال ووجهُ الكلام أَن يكون جمعاً بالنون قال وإِن جمعت الرُّهبانَ الواحد
رَهابِينَ ورَهابِنةً جاز وإِن قلت رَهْبانِيُّون كان صواباً وقال جرير فيمن جعل
رهبان جمعاً
رُهْبانُ مَدْيَنَ لو رَأَوْكَ تَنَزَّلُوا ... والعُصْمُ من شَعَفِ العقُولِ
الفادِرُ
وَعِلٌ عاقِلٌ صَعِدَ الجبل والفادِرُ المُسِنُّ من الوُعُول والرَّهْبانيةُ مصدر
الراهب والاسم الرَّهْبانِيَّةُ وفي التنزيل العزيز وجعَلْنا في قُلُوب الذين
اتَّبَعُوه رَأْفةً ورَحْمةً ورَهْبانيَّةً ابْتَدَعوها ما كَتَبْناها عليهم إِلا
ابتغاء رِضوانِ اللّهِ قال الفارسي رَهْبانِيَّةً منصوب بفعل مضمر كأَنه قال
وابْتَدَعُوا رَهْبانيَّةً ابْتَدَعوها ولا يكون عطفاً على ما قبله من المنصوب في
الآية لأَن ما وُضِعَ في القلب لا يُبْتَدَعُ وقد تَرَهَّبَ والتَّرَهُّبُ
التَّعَبُّدُ وقيل التَّعَبُّدُ في صَوْمَعَتِه قال وأَصلُ الرَّهْبانِيَّة من
الرَّهْبةِ ثم صارت اسماً لِما فَضَل عن المقدارِ وأَفْرَطَ فيه ومعنى قوله تعالى
ورَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها قال أَبو إِسحق يَحتمل ضَرْبَيْن أَحدهما أَن يكون
المعنى في قوله « ورَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها » وابتدعوا رهبانية ابتدعوها كما
تقول رأَيتُ زيداً وعمراً أَكرمته قال ويكون « ما كتبناها عليهم » معناه لم تُكتب
عليهم البَتَّةَ ويكون « إِلا ابتغاءَ رِضوان اللّه » بدلاَ من الهاءِ والأَلف
فيكون المعنى ما كَتَبْنا عليهم إِلا ابتغاءَ رِضوانِ اللّهِ وابتغاءُ رِضوانِ
اللّه اتِّباعُ ما أَمَرَ به فهذا واللّه أَعلم وجه وفيه وجه آخر ابتدعوها جاءَ في
التفسير أَنهم كانوا يَرَوْن من ملوكهم ما لا يَصْبِرُون عليه فاتخذوا أَسراباً
وصَوامِعَ وابتدعوا ذلك فلما أَلزموا أَنفسهم ذلك التَّطَوُّعَ ودَخَلُوا فيه
لَزِمَهم تمامُه كما أَن الإِنسانَ إِذا جعل على نفسِه صَوْماً لم يُفْتَرَضْ عليه
لزمه أَن يُتِمه والرَّهْبَنَةُ فَعْلَنَةٌ منه أَو فَعْلَلَةٌ على تقدير
أَصْلِيَّةِ النون وزيادتها قال ابن الأَثير والرَّهْبانِيَّةُ مَنْسوبة إِلى
الرَّهْبَنةِ بزيادة الأَلف وفي الحديث لا رَهْبانِيَّةَ في الإِسلام هي
كالاخْتِصاءِ واعْتِناقِ السَّلاسِلِ وما أَشبه ذلك مما كانت الرَّهابِنَةُ
تَتَكَلَّفُه وقد وضعها اللّه عز وجل عن أُمة محمد صلى اللّه عليه وسلم قال ابن
الأَثير هي من رَهْبَنةِ النصارى قال وأَصلها من الرَّهْبةِ الخَوْفِ كانوا
يَتَرَهَّبُون بالتَّخَلي [ ص 438 ] من أَشْغالِ الدنيا وتَرْكِ مَلاذِّها
والزُّهْدِ فيها والعُزلةِ عن أَهلِها وتَعَهُّدِ مَشاقِّها حتى إِنَّ منهم مَن
كان يَخْصِي نَفْسَه ويَضَعُ السِّلسلةَ في عُنقه وغير ذلك من أَنواع التعذيب
فنفاها النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم عن الإِسلام ونهى المسلمين عنها وفي الحديث
عليكم بالجهاد فإِنه رَهْبانِيَّة أُمتي يُريد أَنَّ الرُّهْبانَ وإِن تركوا
الدنيا وزَهِدُوا فيها وتَخَلَّوْا عنها فلا تَرْكَ ولا زُهْدَ ولا تَخَلِّيَ
أَكثرُ من بذل النفس في سبيل اللّه وكما أَنه ليس عند النصارى عَمَلٌ أَفضلُ من
التَّرَهُّب ففي الإِسلام لا عَمَلَ أَفضلُ من الجهاد ولهذا قال ذِرْوة سَنامُ الإِسلامِ
الجِهادُ في سبيل اللّه ورَهَّبَ الجَمَلُ ذَهَبَ يَنْهَضُ ثم بَرَكَ مِن ضَعْفٍ
بصُلْبِه والرَّهْبَى الناقةُ المَهْزُولةُ جِدّاً قال
ومِثْلِكِ رَهْبَى قَدْ تَرَكْتُ رَذِيَّةً ... تُقَلِّبُ عَيْنَيْها إِذا مَرَّ
طائِرُ
وقيل رَهْبَى ههنا اسم ناقة وإِنما سماها بذلك والرَّهْبُ كالرَّهْبَى قال الشاعر
وأَلْواحُ رَهْبٍ كأَنَّ النُّسوعَ ... أَثْبَتْنَ في الدَّفِّ منها سِطارا
وقيل الرَّهْبُ الجمل الذي استُعْمِلَ في السَّفر وكَلَّ والأُنثى رَهْبةٌ
وأَرْهَبَ الرَّجُلُ إِذا رَكِبَ رَهْباً وهو الجَمَلُ العالي وأَما قول الشاعر
ولا بُدَّ مِن غَزْوَةٍ بالمَصِيفِ ... رَهْبٍ تُكِلُّ الوَقاحَ الشَّكُورا
فإِنَّ الرَّهْبَ مِن نَعْت الغَزْوَةِ وهي التي كَلَّ ظَهْرُها وهُزِلَ وحكي عن
أَعرابي أَنه قال رَهَّبَتْ ناقةُ فلان فقَعَد عليها يُحابِيها أَي جَهَدَها
السَّيرُ فَعَلَفَها وأَحْسَنَ إِليها حتى ثابَتْ إِليها نفْسُها وناقةٌ رَهْبٌ
ضامِرٌ وقيل الرَّهْبُ الجَمَلُ العَريضُ العِظامِ المَشْبُوحُ الخَلْقِ قال
رَهْبٌ كبُنْيانِ الشَّآمي أَخْلَقُ
والرَّهْبُ السَّهمُ الرَّقيقُ وقيل العظيمُ والرَّهْبُ النَّصْلُ الرقيقُ مِن نِصالِ
السِّهام والجمعُ رِهابٌ قال أَبو ذؤَيب
فَدَنا له رَبُّ الكِلابِ بكَفِّه ... بِيضٌ رِهابٌ رِيشُهُنّ مُقَزَّعُ
وقال صَخْر الغَيّ الهُذَليّ
إِني سَيَنْهَى عَنّي وَعِيدَهُمُ ... بِيضٌ رِهابٌ ومُجْنَأٌ أُجُدُ
وصارِمٌ أُخْلِصَت خَشِيبتُه ... أَبيضُ مَهْوٌ في مَتْنِه رُبَدُ
المُجْنَأُ التُّرْسُ والأُجْدُ المُحْكَمُ الصَّنعةِ وقد فسَّرْناه في ترجمة جنأَ
وقوله تعالى واضْمُمْ إِليكَ جَناحَك من الرَّهَبِ قال أَبو إِسحق من الرُّهْبِ
والرَّهَبِ إِذا جزم الهاءَ ضمّ الراءَ وإِذا حرك الهاءَ فتح الراءَ ومعناهما واحد
مثل الرُّشْدِ والرَّشَدِ قال ومعنى جَناحَك ههنا يقال العَضُدُ ويقال اليدُ
كلُّها جَناحٌ قال الأَزهري وقال مقاتل في قوله من الرَّهَبِ الرَّهَبُ كُمُّ
مَدْرَعَتِه قال [ ص 439 ] الأَزهري وأَكثرُ الناس ذهبوا في تفسير قوله من
الرَّهَب أَنه بمعنى الرَّهْبةِ ولو وَجَدْتُ إِماماً من السلف يجعل الرَّهَبَ
كُمّاً لذهبت إِليه لأَنه صحيح في العَربية وهو أَشبه بسياق الكلام والتفسيرِ
واللّه أَعلم بما أَراد والرُّهْبُ الكُمُّ ( 1 )
( 1 قوله « والرهب الكم » هو في غير نسخة من المحكم كما ترى بضم فسكون وأَما ضبطه
بالتحريك فهو الذي في التهذيب والتكملة وتبعهما المجد ) يقال وضعت الشيءَ في
رُهْبِي أَي في كُمِّي أَبو عمرو يقال لِكُمِّ القَمِيصِ القُنُّ والرُّدْنُ
والرَّهَبُ والخِلافُ ابن الأَعرابي أَرْهَبَ الرجلُ إِذا أَطالَ رَهَبَه أَي
كُمَّه والرُّهابةُ والرَّهابة على وَزْنِ السَّحابةِ عُظَيْمٌ في الصَّدْرِ
مُشْرِفٌ على البطن قال الجوهري مِثلُ اللِّسان وقال غيره كأَنه طرَف لسان
الكَلْبِ والجمع رَهابٌ وفي حديث عَوْف ابن مالك لأَنْ يَمْتَلِئَ ما بين عانَتي
إِلى رَهابَتي قَيْحاً أَحَبُّ إِليَّ من أَن يَمْتَلئَ شِعْراً الرَّهابةُ بالفتح
غُضْرُوفٌ كاللِّسان مُعَلَّق في أَسْفَلِ الصَّدْرِ مُشْرِفٌ على البطن قال
الخطابي ويروى بالنون وهو غَلَط وفي الحديث فَرَأَيْتُ السَّكاكِينَ تَدُورُ بين
رَهابَتِه ومَعِدَتِه ابن الأَعرابي الرَّهابةُ طَرَفُ المَعِدة والعُلْعُلُ
طَرَفُ الضِّلَع الذي يُشْرِفُ على الرَّهابةِ وقال ابن شميل في قَصِّ الصدْرِ
رَهابَتُه قال وهو لِسانُ القَصِّ من أَسْفَل قال والقَصُّ مُشاشٌ وقال أَبو عبيد
في باب البَخِيل يُعْطِي من غير طَبْعِ جُودٍ قال أَبو زيد يقال في مثل هذا
رَهْباكَ خَيرٌ من رَغْباكَ يقول فَرَقُه منكَ خيرٌ من حُبّه وأَحْرَى أَن
يُعْطِيَكَ عليه قال ومثله الطَّعْنُ يَظْأَرُ غيره ويقال فَعَلْتُ ذلك من
رُهْباكَ أَي من رَهْبَتِك والرُّغْبَى الرَّغْبةُ قال ويقال رُهْباكَ خيرٌ من
رُغْباكَ بالضم فيهما ورَهْبَى موضعٌ ودارةُ رَهْبَى موضع هناك ومُرْهِبٌ اسم
معنى
في قاموس معاجم
الرَّهْنُ معروف
قال ابن سيده الرَّهْنُ ما وضع عند الإنسان مما ينوب مناب ما أُخذ منه يقال
رَهَنْتُ فلاناً داراً رَهْناً وارْتَهنه إذا أَخذه رَهْناً والجمع رُهون ورِهان
ورُهُنٌ بضم الهاء قال وليس رُهُن جمعَ رِهان لأَن رِهاناً جمع وليس كل جمع يجمع
إلا أ
الرَّهْنُ معروف
قال ابن سيده الرَّهْنُ ما وضع عند الإنسان مما ينوب مناب ما أُخذ منه يقال
رَهَنْتُ فلاناً داراً رَهْناً وارْتَهنه إذا أَخذه رَهْناً والجمع رُهون ورِهان
ورُهُنٌ بضم الهاء قال وليس رُهُن جمعَ رِهان لأَن رِهاناً جمع وليس كل جمع يجمع
إلا أَن ينص عليه بعد أَن لا يحتمل غيرذلك كأَكْلُب وأَكالِب وأَيْدٍ وأَيادٍ
وأَسْقِية وأَساقٍ وحكى ابن جني في جمعه رَهين كعَبْدٍ وعَبيدٍ قال الأَخفش في
جمعه على رُهُنٍ قال وهي قبيحة لأَنه لا يجمع فَعْل على فُعُل إلا قليلاً شاذّاً
قال وذكر أَنهم يقولون سَقْفٌ وسُقُفٌ قال وقد يكون رُهُنٌ جمعاً للرهان كأَنه
يجمع رَهْن على رِهان ثم يجمع رِهان على رُهُن مثل فِراشٍ وفُرُش والرَّهينة واحدة
الرَّهائن وفي الحديث كل غلام رَهينة بعقيقته الرَّهينة الرَّهْنُ والهاء للمبالغة
كالشَّتيمة والشَّتْم ثم استعملا في معنى المَرْهون فقيل هو رَهْن بكذا ورَهِينة
بكذا ومعنى قوله رهينة بعقيقته أَن العقيقة لازمة له لا بد منها فشبهه في لزومها
له وعدم انفكاكه منها بالرَّهْن في يد المُرْتَهِن قال الخطابي تكلم الناس في هذا
وأَجود ما قيل فيه ما ذهب إليه أَحمد بن حنبل قال هذا في الشفاعة يريد أَنه إذا لم
يُعَقَّ عنه فمات طفلاً لم يَشْفَعْ في والديه وقيل معناه أَنه مرهون بأَذى شَعْره
واستدلوا بقوله فأَمِيطُوا عنه الأَذى وهو ما عَلِقَ به من دم الرحم ورَهَنَه
الشيءَ يَرْهَنَه رَهْناً ورَهَنَه عنده كلاهما جعله عنده رَهْناً قال الأَصمعي
ولا يقال أَرْهَنتُه ورَهَنَه عنه جعله رَهْناً بدلاً منه قال ارْهَنْ بنيك عنهمُ
أَرْهَنْ بَني أَراد أَرْهَن أَنا بني كما فعلت أَنت وزعم ابن جني أَن هذا الشعر
جاهليّ وأَرْهَنته الشيء لغة قال هَمَّام بن مرة وهو في الصحاح لعبد الله بن همام
السَّلُولي فلما خَشِيتُ أَظافيرَهُمْ نَجَوْتُ وأَرْهَنْتُهم مالكا غَريباً
مُقِيماً بدار الهَوا نِ أَهْونْ علَيَّ به هالِكا وأَحْضَرتُ عُذْرِي عليه
الشُّهُو دَ إنْ عاذراً لي وإن تاركا وقد شَهِدَ الناسُ عند الإِما مِ أَني
عَدُوٌّ لأَعْدَائكا وأَنكر بعضهم أَرهنته وروي هذا البيت وأَرْهَنُهُم مالكا كما
تقول قمت وأَصُكُّ عينه قال ثعلب الرُّواة كلهم على أَرْهَنْتُهم على أَنه يجوز
رَهَنْتُه وأَرْهَنْته إلاَّ الأَصمعي فإنه رواه وأَرْهَنُهم مالكا على أَنه عطف
بفعل مستقبل على فعل ماض وشبهه بقولهم قمتُ وأَصُكُّ وجهَه وهو مذهب حسن لأَن
الواو واو حال فيجعل أَصُك حالاً للفعل الأَول على معنى قمت صاكّاً وجهه أَي تركته
مقيماً عندهم ليس من طرق الرَّهْنِ لأَنه لا يقال أَرْهَنْتُ الشيء وإنما يقال
رَهَنْتُه قال ومن روى وأَرهنتهم مالكاً فقد أَخطأَ قال ابن بري وشاهد رَهَنْته
الشيءَ بيت أُحَيْحة بن الجُلاح يُراهِنُني فيَرْهَنُني بنيه وأَرْهَنُه بَنِيَّ
بما أَقُولُ ومثله للأَعشى آلَيْتُ لا أُعطيه من أَبنائنا رُهُناً فيُفْسِدُهم كمن
قد أَفْسَدا حتى يُفِيدَك من بنيه رَهِينةً نَعْشٌ ويَرْهَنك السِّماك الفَرْقدا
وفي هذا البيت شاهد على جمع رَهْنٍ على رُهُنٍ وأَرْهَنْتُه الثوبَ دفعته إليه
ليَرْهَنه قال ابن الأَعرابي رَهَنْتُه لساني لا غير وأَما الثوب فرَهَنْتُه
وأَرْهَنْتُه معروفتان وكل شيء يُحْتَبَس به شيء فهو رَهِينه ومُرْتَهَنه
وارْتَهَن منه رَهْناً أَخذه والرِّهانُ والمُراهَنة المُخاطرة وقد راهَنه وهم
يَتَراهنُون وأَرْهَنُوا بينهم خَطَراً بَدَلُوا منه ما يَرْضى به القوم بالغاً ما
بلغ فيكون لهم سَبَقاً وراهَنْتُ فلاناً على كذا مُراهنة خاطرته التهذيب
وأَرْهَنْتُ ولَدي إرهاناً أَخطرتهم خَطَراً وفي التنزيل العزيز فرِهانٌ مقبوضة
قرأَ نافع وعاصم وأَبو جعفر وشَيْبةُ فرِهان مقبوضة وقرأَ أَبو عمرو وابن كثير
فرُهُنٌ مقبوضة وكان أَبو عمرو يقول الرِّهانُ في الخيل قال قَعْنَب بانت سُعادُ
وأَمْسَى دُونها عَدَنُ وغَلِقَتْ عندَها من قَبْلِكَ الرُّهُنُ وقال الفراء من
قرأَ فَرُهُن فهي جمع رِهانٍ مثل ثُمُرٍ جمع ثِمارٍ والرُّهُنُ في الرَّهْنِ أَكثر
والرِّهانُ في الخيل أَكثر وقيل في قوله تعالى فرِهانٌ مقبوضة قال ابن عرفة
الرَّهْنُ في كلام العرب هو الشيء الملزم يقال هذا راهِنُ لك أَي دائم محبوس عليك
وقوله تعالى كلُّ نفْسٍ بما كَسَبَتْ رَهِينَة وكل امرئٍ بما كَسَبَ رَهِين أَي
مُحْتَبَس بعمله ورَهِينة محبوسة بكسبها وقال الفراء الرَّهْن يجمع رِهاناً مثل
نَعْلٍ ونِعال ثم الرِّهانُ يجمع رُهُناً وكل شيء ثبت ودام فقد رَهَنَ
والمُراهَنَةُ والرهانُ المسابقة على الخيل وغير ذلك وأَنا لك رَهْنٌ بالرِّيّ
وغيره أَي كَفيل قال إني ودَلْوَيَّ لها وصاحبِي وحَوْضَها الأَفْيَحَ ذا النصائبِ
رَهْنٌ لها بالرِّيّ غير الكاذِبِ وأَنشد الأَزهري إن كَفِّي لك رَهْنٌ بالرِّضا
أَي أَنا كفيل لك ويدي لك رَهْنٌ يريدون به الكفالة وأَنشد ابن الأَعرابي
والمَرْءُ مَرْهُونٌ فمن لا يُخْتَرَمْ بعاجِلِ الحَتْفِ يُعاجَلْ بالهَرَمْ قال
أَرْهَنَ أَدامَ لهم أَرْهَنْتُ لهم طعامي وأَرْهَيْته أَي أَدمته لهم وأَرْهَى لك
الأَمر أَي أَمْكنك وكذلك أَوْهَب قال والمَهْوُ والرَّهْوُ والرخَفُ واحد وهو
اللِّينُ وقد رَهَنَ في البيع والقرض بغير أَلف وأَرْهَنَ بالسلْعة وفيها غالَى
بها وبذل فيها ماله حتى أَدركها قال وهو من الغلاء خاصة قال يَطْوي ابنُ سَلْمَى
بها من راكبٍ بُعُداً عِيديَّةً أُرْهِنَتْ فيه الدَّنانيرُ
( * قوله « من راكب » كذا في الأصل والذي في المحكم في راكب وفي التهذيب عن )
ويروى صدر البيت ظَلَّتْ تَجُوبُ بها البُلْدانَ ناجيةٌ والعِيديّة إبل منسوبة إلى
العيد والعيدُ قبيلة من مَهْرة وإِبلُ مَهْرة موصوفة بالنجابة وأَورد الأَزهري هذا
البيت مستشهداً على قوله أَرْهَنَ في كذا وكذا يُرْهِنُ إِرْهاناً إذا أَسلف فيه
ويقال أَرْهَنت في السلعة بمعنى أَسلفت والمُرْتَهِنُ الذي يأْخذ الرَّهْنَ
والشيءِ مَرْهُونٌ ورهِين والأُنثى رَهِينة والراهِنُ الثابت وأَرْهَنه للموت
أَسلمه عن ابن الأَعرابي وأَرْهَنَ الميتَ قبراً ضَمَّنه إياه وإنه لرَهِينُ قبرٍ
وبِلىً والأُنثى رَهِينة وكل أَمر يُحْتبس به شيء فهو رَهِينة ومُرْتَهَنه كما أَن
الإنسان رَهِينُ عمله ورَهَنَ لك الشيءُ أَقام ودام وطعام راهِنٌ مقيم قال
الخُبْزُ واللَّحْمُ لهم راهِنٌ وقَهْوَةٌ راوُوقُها ساكِبُ وأَرْهَنه لهم ورَهَنه
أَدامه والأَول أَعلى التهذيب أَرْهَنْتُ لهم الطعام والشرابَ إرهاناً أَي أَدمته
وهو طعام راهِنٌ أَي دائم قاله أَبو عمرو وأَنشد للأََعشى يصف قوماً يشربون خمراً
لا تنقطع لا يَسْتَفِيقُونَ منها وهي راهِنَةٌ إلاّ بهاتِ وإن عَلُّوا وإن
نَهِلُوا ورَهَنَ الشيءُ رَهْناً دام وثبت وراهِنةٌ في البيت دائمة ثابتة
وأَرْهَنَ له الشرَّ أَدامه وأَثبته له حتى كف عنه وأَرْهَنَ لهم ماله أَدامه لهم
وهذا راهنٌ لك أَي مُعَدٌّ والراهِنُ المهزول المُعْيي من الناس والإِبل وجميع
الدواب رَهَنَ يَرْهَنُ رُهُوناً وأَنشد الأُمَوِيّ إما تَرَيْ جِسْمِيَ خَلاًّ قد
رَهَنْ هَزْلاً وما مَجْدُ الرِّجالِ في السِّمَنْ ابن شميل الرَّاهِنُ الأَعْجَفُ
من ركوب أَو مرض أَو حَدَث يقال ركب حتى رَهَنَ الأَزهري رأَيت بخط أَبي بكر
الإيادي جارية أُرْهُونٌ أَي حائض قال ولم أَره لغيره والرَّاهنة من الفرس
السُّرَّة وما حولها والرَّاهُونُ اسم جبل بالهند وهو الذي هبط عليه آدم عليه
السلام ورُهْنانُ موضع ورُهَيْنٌ والرَّهِينُ اسمان قال أَبو ذؤيب عَرَفْتُ
الدِّيارَ لأُمِّ الرَّهِي نِ بَيْنَ الظُّباءِ فَوادِي عُشَرْ