" زَرَجَه بالرُّمْحِ " يَزْرُجُه زَرْجاً : " زَجَّه " . قال ابنُ دُرَيْد : وليس باللّغة العالِيَةِ
" والزَّرْجُ في بعض : جَلَبَةُ الخَيلِ وأَصْواتُها " . ونَصُّ غيرِ المصنّف : الزَّرْجُ : جَلَبَةَ الخَيْلِ وأَصواتُها . قال الأَزهريّ : ولا أَعرفُه
" والزَّرَجُونُ كَقَرَبُوسٍ " أَي محرّكةً " شَجَرُ العِنَبِ " بلغة الطائف ؛ قاله النَّضْر . " أَو قُضْبانها "
والزَّرَجُونُ : " الخَمْرةُ " معرّب زَرْكُون أَي لَوْنُ الذَّهبِ ؛ كذا في شِفاءِ الغَليل
والزَّرَجونُ أَيضاً : " المَطَرُ الصَّافي المُسْتنِقع في الصَّخْرَةِ "
" وذكره الجوهَرِيُّ " تبعاً للأزهريّ في زرجن في النون وسيأْتي ذِكْرُه هناك مُسْتَوْفيً " ووَهِمَ " في ذلك " ألا تَرى إِلى قول الرّاجز :
" هَلْ تَعْرِفُ الدَّارَ لُأمِّ الخَزْرَجِ
" مِنْهَا فَظَلْتُ اليِوْمَ كالمُزَرَّجِ " أَي كالنَّشوانِ " الذي أَسْكَرْته الخَمْرَةُ أَي أَحْدَثَتْ فيه نَشْوَةً
قال شيخُنا : ولا وَهَمَ فيه بل هو الصّوَابُ لأَن النونَ فيه أَصليَة عند جماهِيرِ أَئمّة اللُّغَة والتصريف بدليل أَنّ من لغاته زُرْجون بالّضمّ كعُصْفور وفي هذه اللُّغةِ نُونه كسين قَرَبُوس على أَنه قد تَبِعَ الجَوْهريّ في النُّون وأَقرّه هناك بغير تَنبيهٍ على وَهَمٍ ولا غيرِه وقال جماعة : الحَقُّ هو صَنيعُ الجوهريّ لأَنهم نَصّوا على أن هذا من خَلْطِ العربيّ في الاشتقاق من اللفظ العجميّ لكونه ليس من لغته . وقياسه : المُزَرْجَن نَبَّه عليه ابنُ جِنِّى في المُحْتَسب وابن السَّرّاج وغيرهما . وقالوا : إن العربَ قد تَتصرّفُ في الألفاظِ العجميّةِ كتصرُّفِها في العربيّة بالْحذْف وغيره . فالرّاجز تَوَهَّمَ زيادةَ النُّونِ فعامَلها معاملةَ الزائدِ فحذَفَها ولا يكون ذلك دالاً على زيادِتها . انتهى بتصرُّفٍ يَسِيرٍ
ومما يستدرك عليه : الزَّرْجِين : مَحلَّة كبيرَة بمَرْو منها رزين بن أَبي رزين عن عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابن عبَّاس وعنه ابنُ المُبَارك