الزَّنْجَبِيلُ هنا ذَكَرَهُ الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ وأَوْرَدَهُ الصّاغَانِيُّ في زجبل قال ابن سيدَه : زَعَمَ قَوْمٌ أنَّ الخَمْرَ يُسَمَّى زَنْجَبِيلاً قال :
" وزَنْجَبِيلٌ عاتِقٌ مُطَيَّبُ وقال الأَزْهَرِيُّ : ذَكَرَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ الزَّنْجبيلَ في كتابِهِ العَزِيزِ فقالَ : " كانَ مِزَاجُها زَنْجَبِيلاً عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً " أي يَجْمَعُ طَعْمَ الزَّنْجَبِيلِ والعَرَبُ تَصِفُ الزَّنْجَبِيلَ بالطِّيبِ وهو مُسْتَطابٌ عِنْدَهُم جِدّاً قالَ الأَعْشَى :
كأنَّ جَنِيّاً مِنَ الزَّنْجَبِي ... لِ خالَطَ فَاهَا وأَرْياً مَشُورَا
قالَ : فجائِزٌ أَنْ يَكُوَ الزَّنْجَبيلُ في خَمْرِ الجَنَّةِ وجائِزٌ أن يكونَ مِزاجَها ولا غَائِلَةَ له وجائِزٌ أنْ يَكونَ اسْماً للعَيْنِ التي تُؤْخَذُ منها هذهِ الخَمْرُ واسْمُهُ السَّلْسَبِيلُ أيضاً . وقال أبو حَنِيفَةَ : الزَّنْجَبِيلُ مِمَّا يَنْبُتُ في بلادِ العَرَبِ بِأَرْضِ عُمَان . قلتُ : وبِأَرْضِ اليَمَنِ أيضاً وهو عُرُوقٌ تَسْرِي في الأَرْضِ حِرِّفَةٌ تَحْذِي اللِّسانَ ونَباتُه كالقَصَبِ والْبَرْدِيِّ والرَّاسَنِ وليسَ منهُ شَيْءٌ بَرِّياً وليسَ بِشَجَرٍ يُؤْكَلُ رَطْباً كما يُؤْكَلُ الْبَقْلُ ويُسْتَعْمَلُ يابِساً ومُرَبَّاهُ أَجْوَدُ ما يُؤَتى به مِن بلاد الزَّنْجِ والصِّينِ له قُوَّةٌ مُسَخِّنَةٌ هاضِمَةٌ مُلَيِّنَةٌ يَسِيراً بَاهِيَّةٌ جالِيَةٌ لِلْبَلْغَمِ مُذكِّيَةٌ لِلْعَقْلِ مُفَرِّحَةٌ لِلنَّفْسِ وإن خُلِطَ بِرُطُوبَةِ كَبِدِ الْمَعَزِ وجُفِّفَ وسُحِقَ واكْتُحِلَ به أزالَ الغِشاوَةَ وظُلْمَةَ البَصَرِ عن تَجْرِبَةٍ . وزَنْجَبِيلُ الْكِلابِ : بَقْلَةٌ وَرَقُها كالْخِلافِ وقُضْبانُهُ حُمْرٌ يَجْلُو الكَلَفَ والنَّمَشَ ويَقْتُلُ الْكِلاَبَ ولذا نُسِبَتْ إِليهم . وزَنْجَبِيلُ الْعَجَمِ : هو الإِشتُرْغَارزُ وزَنْجَبِيلُ الشَّامِ : هو الرَّاسَنُ