سَعَلَ كنَصَرَ سُعالاً وسُعْلَةً بِضَمّهِما وبه سُعْلَةٌ ثُمَّ كَثُرَ ذلكَ حَتَّى قَالُوا : رَمَاهُ فَسَعَلَ الدَّمَ أي أَلْقَاهُ مِنْ صَدْرِهِ وهِيَ أي السُّعْلَةُ : حَرَكَةٌ تَدْفَعُ بها الطَّبِيعَةُ أَذَىً عَنِ الرِّئَةِ والأَعْضَاءِ التي تَتَّصِلُ بها كما حَقَّقَهُ الرَّئِيسُ في الْقَانُونِ ولِذا يُقالُ لِعُرُوقِ الرِّئةِ : قَصَبُ السُّعَالِ لأَنَّ مَخْرَجَهُ منها وتَقُولُ : أَغَصَّكَ السُّؤَالُ فَأَخَذَكَ السُّعَالُ وإِنَّهُ لَيَسْعُلُ سُعْلَةً مُنْكَرَةً . وسُعالٌ سَاعِلٌ : مُبالَغَةٌ كَقَوْلِهِم : شُغْلٌ شَاغِلٌ وشِعْرٌ شاعِرٌ وكانَ القِيَاسُ أَنْ يُقالَ : سُعَالٌ مُسْعَلٌ ولكن العَرَبَ هكذا تَكَلَّمَتْ به وأَنْشَدَ اللَّيْثُ :
" ذُو سَاعِلٍ كَسُعْلَةِ المَزْفُورِ وسَعَلَ سَعْلاً ظاهِرُهُ أَنَّهُ مِنْ حَدِّ نَصَرَ والصَّحِيحُ أَنَّهُ مِنْ حَدِّ فَرِحَ : نَشَطَ وكذلكَ : زَعِلَ زَعَلاً وأَسْعَلْتُهُ وأَزْعَلْتُهُ : أَنْشَطْتُهُ وقالَ أبو عُبَيْدَةَ : فَرَسٌ سَعِلٌ زَعِلٌ : نَشِيطٌ وأَسْعَلَهُ الْمَرْعَى واَزْعَلَهُ ويُرْوَى بَيْتُ أبي ذُؤَيْبٍ بالوَجْهَيْنِ :
أَكَلَ الْجَمِيمَ وطَاوَعَتْهُ سَمْحَجٌ ... مِثْلُ الْقَناةِ وأَسْعَلَتْهُ الأَمْرُعُ والسَّاعِلُ : الْحَلْقُ قالَ ابنُ كُقْبِلٍ :
سَوَّافِ أَبْوَالِ الْحَمِيرِ مُحَشْرِجٍ ... ماءٍ الجَمِيمِ إلى سَوافِي السَّاعِلِ سَوافِيهِ : حُلْقُومُهُ مَرِيئُهُ كالْمَسْعَلِ وهو مَوْضِعُ السُّعَالِ مِنَ الحَلْقِ . والسَّاعِلُ : النَّاقَةُ بها سُعالٌ نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ . والسِّعْلاَةُ والسِّعْلاءُ بِكَسْرِهِما : الغُولُ أو سَاحِرَةُ الْجِنّ وقيلَ : السِّعْلاَةُ أَخْبَثُ الْغِيلاَنِ ج : السَّعَالَى . وفي الحَدِيثِ : لا صَفَرَ ولاَ هَامَةَ ولا غُولَ ولكن السَّعَالَى قيلَ : هُمْ سَحَرَةُ الجِنِّ يَعْنِي أَنَّ الغُولَ لا تَقْدِرُ أن تَغُولَ أَحداً أو تُضِلَّهُ ولكن في الْجِنِّ سَحَرَةٌ كسَحَرَةِ الإِنسِ لَهُمْ تَلْبِيسٌ وتَخْيِيلٌ وقد ذَكَرَها العَرَبُ في شِعْرِها قالَ الأَعْشَى :
" ونِساءٍ كأَنَّهُنَّ السّعالِي قال أبو حاتِمٍ : يُرِيدُ في سُوءِ حَالِهِنَّ حِينَ أُسِرْنَ وقالَ أُمَيَّةُ الهُذَلِيُّ :
وَيأْوِي إِلى نِسْوَةٍ عُطِّلٍ ... وشُعْثٍ مَرَاضِيعَ مِثْلِ السَّعَالِي
وقالَ بعضُ العَرَبِ : لَمْ تَصِفِ العَرَبُ بالٍسِّعْلاَةِ إِلاَّ الْعَجائِزَ والخَيْلَ ويُقالُ : أَعُوذُ باللهِ مِنْ هذه السَّعَالِي أي النِّساءُ الصَّخَابَاتُ وهوَ مَجازٌ . ومِنَ المَجازِ : اسْتَسْعَلَتِ الْمَرْأَةُ : أي صَارَتْ كَهِيَ في الخُبْثِ والسَّلاَطَةِ وفي العُبابِ : أي صَخّاَبَةً بَذِيَّةً وقالَ أبو عَدْنَانَ إِذا كانت المَرْأَةُ قَبِيحَةَ الْوَجْهِ سَيِّئَةَ الخُلُقِ شُبِّهَتْ بِالسِّعْلاَةِ قالَ أَبُو زَيْدٍ : ومِثْلُهُ : اسْتَكْلَبَتْ واسْتَأْسَدَ الرَّجُلُ واسْتَنْوَقَ الجَمَلُ واسْتَنْسَرَ البُغاثُ وقَوْلُهُمْ : عَنْزٌ نَزَتْ في جَبَلٍ فاسْتَتْيَسَتْ ثُمَّ مِن بَعْدِ اسْتِتْيَاسِهَا اسْتَعْنَزَتْ . السَّعْلُ مُحَرَّكَةً : الشِّيصُ الْيَابِسُ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ . والسَّعَالِي بكَسْرِ اللاَّمِ : نَبَاتٌ يَفْجُرُ وَرَقُهُ الدُّبَيْلاتِ ويُحَلِّلُهَا وطَرِيُّهُ يَقْلَعُ الْجَرَبَ وهوَ أَفْضَلُ دَواءٍ لِلسُّعَالِ ويَفُشُّ الانْتِصَابَ حَتَّى التَبَخُّرَ بِهِ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ : السَّاعِلُ : الفَمُْ قالَ ابنُ مُقْبِلٍ :
عَلى إِثْرِ عَجَّاجٍ لَطِيفٍ مَصِيرُهُ ... يَمُجُّ لُعَاعَ العَضْرَسِ الجَوْنِ سَاعِلُهْ أي فَمُهُ لَنَّ السَّاعِلَ بِهِ يَسْعُلُ قالَهُ الأَزْهَرِيُّ . والسِّعْلَى كذِكْرَى : لُغَةٌ في السِّعْلاءِ والجَمْعُ سِعْلَياتٌ قيلَ : هِيَ أُنْثَى الغِيلاَنِ . والسَّعَالِي : الْخَيْلُ عَلى التَّشْبِيهِ قالَ ذُو الإِصْبَعِ :
ثُمَّ إنْ بَعَثْنَا أُسُودَ عَادِيَةٍ ... مِثْلَ السَّعالِي نَقَائِياً نُزُعَا نَقَائِياً : مُخْتَارَاتٍ والنُّزُعُ : يَنْزِعُ كُلُّ واحدٍ مِنْهُم إلى أَبٍ شَرِيفٍ . وأَسْعَلَهُ السَّوِيقُ : أَوْرَثَ لَهُ سُعَالاً وأَسْعَلَهُ : جَعَلَهُ كالسِّعْلاَةِ . وعَليُّ بنُ محمدِ بنِ أبي السِّعْلِيّ بالكسرِ : مُحَدِّثٌ رَوَى عن قاضِي البَصْرَةِ أبي عُمَرَ محمدِ بنِ أحمدَ النُّهَاَونْدِيِّ قالَهُ الحافِظُ