سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ(قرآن).
السُّحْتُ والسُّحُتُ بالضَّمِّ وبضَمَّتَيْنِ وقُرِئَ بهما قولُه تعالَى " أَكَّالُونَ لَلسُّحْتِ " مُثَقَّلاً ومخَفَّفاً وهو الحَرامُ الذي لا يَحِلُّ كَسْبُه لأَنّهُ يَسْحَتُ البَرَكَةَ أَى يُذْهِبُها والسُّحْتُ : كلّ حَرامٍ قبيحِ الذِّكْر أٍَوْ ما خَبُثَ من المكَاسِبِ وحَرُمَ فلَزِمَ عنْهُ العارُ وقبِيحُ الذِّكْر كثَمِنِ الكَلْبِ والخمْرِ والخِنْزِير . وفي حديث ابن رَوَاحَةَ وخَرْص النخْلِ أَنّه قال ليهودِ خَيْبر لمّا أَرادُوا أَن يَرْشوه : " أَتُطْعِمُونِّي السُّحْتَ " ؟ أَي الحَرامَ سّمَّي الرُّشْوَةَ في الحُكْمِ سُحْتاً . ويرِد في الكلامِ على المكْروهِ مَرَّةً وعلى الحَرام أُخْرَى ويُسْتدلُّ عليه بالقرّائن . وقد تكرّر في الحديث . ج : أَسْحاتٌ كقُفْلٍ وأَقْفالٍ . إِذا وقَعَ الرَّجلُ فيها قِيل : قد أَسْحَتَ الرجلُ فيها قِيل : قد أَسْحَتَ الرجلُ أَي اكْتَسَبَهُ أَى الحَرَامَ . أَسْحَتَ الشَّيْءَ : استَأْصَلَه يُقَال : أَسحتَ الرَّجُلَ : إِذا استأْصَلَ ما عِنْدَه وقُرِئ في قوله عَزَّ وجَلّ : " فّيُسْحِتَكُمْ بعَذابٍ " أَي : يَستأْصِلَكُمْ . وأَسْحَتَ مالَه : استَأْصَلَه وأَفْسدَه كسَحَّتَ فيهما أَي : في الاستئصال والاكْتساب يقال : سَحَتَ في تِجارته يَسْحَتُ : اكتَسَب السُّحْتَ . وسَحَتَ الشَّيْءَ : استأْصَلَه وسَحَتَ الحَجّامُ الخِتَانَ سَحْتاً : استأَصَلَه . وكذلك أَسْحَتَهُ وأَغْدَقَهُ يقال : إِذا خَتَنْتَ فلا تُغْدِفْ ولاتُسْحِتْ . وقال اللِّحْيَانيّ : سَحَتَ رأْسَه وأَسْحَته : استأْصلَه حَلْقاً . أَسْحتَتْ تِجارتُهُ : خَبُثَتْ وحَرُمتْ . السَّحْتُ : شِدَّةُ الأَكْلِ والشُّرْبِ . وَرجُلٌ سَحْتٌ وسَحِيتٌ ومَسحوتٌ . ويُقَالُ : رَجُلٌ مَسْحُوتُ الجَوْفِ والمَعِدَةِ وهو منْ لا يَشْبَعُ كذا في الصِّحاح . قِيلَ المسحوتُ : الجائع ومَنْ يَتَّخِمُ كَثِيراً وهذه عن الفَرّاءِ قال والنّاسُ يقولون : الّذِي لايَتَّخِمُ فهو ضد والأُنْثَى مَسحوتَة وقال رُؤْبَةُ يصَفُ سيّدَنا يُونُسَ صَلواتُ الله على نبيّنا وعليه والحُوتَ الذي الْتَهَمه :
" يُدْفَعُ عنْهُ جَوْفُهُ المُسْحُوتُ يقول : نَحَّى عَزَّ وجَلَّ جَوانبَ جَوْفِ الحُوت عن يُونُسَ وجَافَاه عنه فلا يُصِيبُه منه أَذًى . ومن روى :
" يَدْفَعُ عنهُ جَوْفُهُ المَسْحُوتُ يُرِيدُ أَنَّ جَوفَ الحوتِ صار وِقَايِةً له من الغَرَق وإِنّما دَفَعَ الله عنه . وفي الأَساس : من المَجَاز : فلانٌ مَسحوتُ المَعدَةِ : شَرِهٌ . المسحوت : الرَّغِيبُ الواسِعُ الجَوْفَ لايَشْبَعُ وهو يَرْجِعُ إِلى المعنَى الأَوّل غير أَنّ المصنّف فَرَّق بينهما . ومالٌ مَسْحُوتٌ ومُسْحَتٌ أَي : مُذْهَبٌ : قال الفَرَزْدَقٌ :
" وعَضُّ زَمَانٍ يا ابْنَ مَرْوَانَ لَمْ يَدَعْمن المالِ إِلاَّ مُسْحَتاً أَو مُجَلَّفُسَحَتَ وأَسْحَت : بمعنًى ويروى : إِلاَّ مُسْحَتٌ أَو مُجَلَّفُ . ومن رواه كذلك جعل معنَى لَمْ يَدَعْ : لم يَتَقَارَّ ومن رواه : إِلاّ مُسْحَتاً جعل لم يَدَعْ بمعنى لم يَتْرُك ورفع قوله : أَو مُجَلَّفُ بإِضْمارٍ كأَنّه قال : أَو هو مُجَلَّفٌ قال الأَزهريُّ : وهذا قولُ الكِسائيّ كالسُّحْتِ بالضَّمّ والسَّحِيتِ . وسَحَتَ الشَّحْمَ عن اللَّحْمِ كَمَنَعَ : قَشَرَهُ مثل سَحَفَهُ . وسَحَتَ الشَّيْءَ يَسْحَتُه سَحْتاً : قَشرَه قَلِيلاً كذا في اللسان وفي التَّنْزِيل " فيَسْحَتَكُم بعَذَابٍ " أَي : يَقْشِرَكُمْ . قال ابنُ الفَرج : سمعتُ شُجاعاً السُّلَمِيَّ يقول : بَرْدٌ بَحْتٌ وسَحْتٌ ولَحْتٌ : أَي صادِقٌ مثل : ساحة الدارِ وباحتِها . يقال : مالُه سَحْتٌ ودَمُه سَحْتٌ أَي : لاشيءَ على من أَعْدَمَهُمَا الأَوَّل بالاسْتِهْلاك والثاني بالسَّفْك واشتقاقه من السَّحْت وهو الإِهلاك والاسْتِئصال . وفي الحديث : أَنَّ النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلم أَحْمَى لِجُرَشَ حِمًى وكتَب لهم بذلك كِتاباً فيه : " فَمَن رَعاهُ من النَّاسِ فمالُه سُحْتٌ " أَي هَدَرٌ . وعامٌ أَسْحَتُ : لارِعْيَ فِيهِ . وأَرْضٌ سَحْتَاءُ : لاَ رِعْيَ فِيهَا هكذا في النُّسخ وفي أُخرى : وعام أَسحَتُ وأَرضٌ سَحْتَاءُ : لارِعْيَ فيهما . والسُّحْتُوتُ بالضَّمِّ : السَّوِيقُ القَلِيلُ الدَّسَمِ الكَثِيرُ الماءِ كالسحْتِيتِ بالكسر والخاءُ أَعْرفُ السُّحْتُوت أَيضاً : الثَّوْبُ الخَلَقُ كالسَّحْتِ والسَّحْتِيّ بفتحهما نقلَه الصّاغانىّ . السُّحْتُوت أَيضاً : المَفَازَة الَّليِّنَةُ التُّرْبةِ نقلَه الصّاغانيّ . سُحَيْتُ بْنُ شُرحْبِيبل كَزُبَيْرٍ جَدٌّ لِمُبَرِّحِ بْنِ شِهابِ بْن الحارث بن رَبِيعةَ بن شُرَحْبِيل بْنِ عَمْرٍو الرُّعَيْنِيُّ أَحَدُ وَفْدِ رُعَيْنٍ الّذِين وفَدُوا على رسُولِ الله صَلَّى الله عالَى عَلَيْهِ وسلَّمَ وشهِدَ فتْحَ مِصْرَ . وسُحَيْتٌ أَيضاً : أَحدُ الحِبْرَيْنِ اللَّذَيْنِ مَنَعا تُبَّعاً عن تَخريب المَدِينةِ والآخَرُ مُنّبّه ذكر ذلك قاسمُ بن ثابتٍ في رِوايةِ يُونُسَ عن ابن إِسحاقَ . كذا في الرَّوْض للسُّهَيْليّ . وأَنيس بن عَمْرَانَ الرُّعَيْنِيّ من بني سُحَيْتٍ رَوَى عنه اللَّيْثُ بنُ عاصِمٍ وغيرُه . ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : السُّحْتُ : العَذابُ . ومن المَجَاز : سَحَتْنَاهُم : بَلَغْنَا مَجْهودَهم في المَشَقَّة عليهم . وأَسْحَتْناهم لَغَةٌ . وفي الأَساس " فيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ " : فيُجْهِدَكم بِه . والسَّحِيتَةُ من السَّحاب : الّتي تَجْرُفُ ما مَرَّتْ به . وسَحَت وجْهَ الأَرْضِ : سَحَاهُ . وأُسْحِتَ الرَّجُلُ على صيغة الفعل للمفعول : ذَهَبَ مالُه عن اللِّحْيَانيّ . وفي كُتُب الأَنْسَاب : سَحْتَنٌ كجَعْفَرٍ ابْنُ عَوْفِ بْنِ جَذِيمةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ بَكْر بْنِ عَوْفِ بْنِ أَنْمَارِ بْنِ وَدِيعة بْنِ لُكَيْزِ بْنِ أَفْصَى بْنِ عَبْدِ القَيْس : أَبو بَطْنٍ سُمِّيَ بذلك لأَنه أَسَرَ أَسْرَى فسَحَتَهُم أَي : ذَبَحَهم . وقال ابْن دُرَيْدٍ : النون زائدة كما قِيل في رَعْشَنٍ . منهم : أَبو الرِّضَا عَبَّاد بن شَبِيبٍ رَوَى عن عليّ رضي الله عنه وعنه جَمِيل بن مُرَّةَ كذا قالَه الدارَقطنِيّ . وأَحْمدُ بن السَّحْت بالفتح : شَيْخٌ لسَعِيدِ بْنِ بَوَّاشٍ نقلهُ ابْنُ الطَّحَّانِ . والسُّحْتُوتُ : الشيْءُ القلِيلُ