أُمَشِّي بأَطْرافِ الحَماطِ وتارَةً ... تُنَفِّضُ رِجْلي بَسْبَطاً فعَصَنْصَرا ب س ر ط
بِسْراط بالكَسْرِ أَهْمَلَهُ الجَماعَةُ وضَبَطَه الصَّاغَانِيُّ هكذا والمَشْهورُ عَلَى الألْسِنةِ الضَّمُّ وَقَدْ أَهْمَلَهُ في التَّكْملَة وهو : د كَثيرُ التَّماسيحِ قُرْبَ دِمْياطَ . وفي العُبابِ : بَلدُ التَّماسيحِ وفيه نَظَرٌ من وَجْهَيْنِ : الأوَّلُ أنَّه لم يَبْلُغْنا أنَّ التَّماسيحَ تَظْهَرُ في البِلادِ البَحْريَّة وإنَّما هي من حُدودِ البَهْنَساوِيَّة إِلَى فوق والثاني : أن الَّذي ذَكَرَه هو الَّذي بالقُرْبِ من بارَنْبارَةَ . وهُناكَ قَرْيَةٌ أُخْرى تُسَمَّى به من الأعمالِ الدِّنْجاوِيَّة
سَرَطَهُ كنَصَرَ وفَرِحَ الأخيرَةُ هي الفُصْحَى المَشْهورةُ والأُولى نَقَلَها الصَّاغَانِيّ وأَنْكَرَها غيرُه سَرَطاً وسَرَطاناً محرّكَتَيْن أَي بَلِعَهُ وقِيل : ابْتَلَعَهُ من غيرِ مَضْغٍ كما في بَعْضِ النُّسَخِ من الصحاح وفي الأَسَاسِ : قَليلاً قَليلاً كاسْتَرَطَهُ وكَذلِكَ زَرَدَهُ وازْدَرَدَهُ قالَ رُؤْبَةُ :
" مَضْغي رُؤوسَ النّاسِ واسْتِراطي وفي المَثَل : " لا تَكُنْ حُلْواً فتُسْتَرَطَ ولا مُرًّا فتُعْقَى " من قَوْلِهِم : أَعْقَيْتُ الشَّيْءَ إِذا أَزَلْتَه من فيكَ لمَرارَتِه كما يُقَالُ : أَشْكَيْتُ الرَّجُلَ إِذا أَزَلْتَه عَمَّا يَشْكوه كما في الصّحاح . ويُرْوَى فتُعْقِيَ بكسرِ القافِ من أَعْقَى الشَّيْءُ : إِذا اشْتَدَّت مَرارَتُه كَأَنَّهُ صارَ بحَيْثُ يُعْقَى أَي يُكْرَه . يُضْرَبُ في الأمْرِ بالتَّوَسُّطِ كما في العُبَاب . قُلْتُ : وهو مِثْلُ قَوْلِ القائِلِ :
لا تَكُنْ سُكَّراً فيَأكُلَكَ النّا ... سُ ولا حَنْظَلاً تُذاقُ فتُرْمَى وكذلك تَسَرَّطَهُ . وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ :
" كأَنَّها لَحْمِيَ من تَسَرُّطِهْ
" إيّاه في المَكْرَهِ أو في مَنْشَطِهْ
" وعَبْطِه عِرْضي أَوانَ مَعْبَطِهْ
" عَبيثَةٌ من سَمْنِهِ وأَقِطِهْ وقالَ إبْراهيمُ بن هَرْمَةَ :
يَدْعو عَلَيّ ولو هَلَكْتُ تَركْتُه ... جَزرَ العَدُوِّ وأَكْلَة المُتَسَرِّطِ وانْسَرَطَ الشَّيْءُ في حَلْقِهِ : سارَ فيه سَيْراً سَهْلاً . والمِسْرَطُ كمَقْعَدٍ ومِنْبَرٍ : البُلْعومُ والصّادُ لُغَةٌ فيه وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ :
" كأَنَّ غُصْنَ سَلَمٍ أو عُرْفُطِه
" مُعْتَرِضاً بشَوْكِهِ في مَسْرَطِهْ والسِّرْواطُ بالكَسْرِ : الأَكولُ عن السِّيرافيِّ كالسِّرْطِمِ بالكَسْرِ أَيْضاً . والسُّراطِيِّ بالضَّمِّ وهو الَّذي يَسْتَرط كُلَّ شَيءٍ يَبْتَلِعُه وقالَ اللِّحْيانِيّ : رَجُلٌ سِرْطِمٌ وسَرْطَمٌ : يَبتلع كُلَّ شَيءٍ وهو من الاسْتِراط . وجَعَلَ ابنُ جِنّي سرْطماً ثُلاثيًّا أَي والميمُ زائِدَة . ومن المَجَازِ : فَرَسٌ سُراطِيُّ الجَرْيِ أَي شَديدُهُ كَأَنَّهُ يَسْتَرِطُ الجَرْيَ أَي يَلْتَهِمُه . وقالَ ابن دُرَيْدٍ : كَأَنَّهُ يَسْرُطُ الجَرْيَ سَرْطاً . ومن المَجَازِ أَيْضاً : سَيْفٌ سُراطِيٌّ وسُراطٌ بضَمِّهما أَي قَطّاعٌ يَمُرُّ في الضَّريبَةِ كَأَنَّهُ يَسْتَرِطُ كلَّ شيءٍ يَلْتَهِمُه جاءَ عَلَى لَفْظِ النَّسَبِ وليس بنَسَبٍ كأَحْمَرَ وأَحْمَريّ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للمُتَنَخِّلِ الهُذَلِيّ :
كلَوْنِ المِلْحِ ضَرْبَتُه هَبيرٌ ... يُتِرُّ العَظْمَ سَقّاطٌ سُراطي
وخَفَّف ياءَ النِّسْبَةِ من سُراطِيّ لمكانِ القافِيَة . وفي العُبَاب : وقالَ ابن حَبيب : أَراد : سُراطِيٌّ يَسْتَرِطُ كُلَّ شيءٍ ويَذْهَبُ سَريعاً في اللَّحْمِ . والسِّرْطِمُ بالكَسْرِ : المُتَكَلِّمُ البَليغُ وهو من الاسْتِراطِ والميمُ زائدَةٌ . وفي المَثَل : " الأَخْذُ سُرَّيْطَى والقَضاءُ ضُرَّيْطَى " نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ مَضْمومَتَيْن مُشَدَّدَتَيْن ولو قالَ : كسُمَّيْهَى فيهما كانَ أَحْسَنَ وهو مَجازٌ ويُقَالُ سُرَّيْطٌ وضُرَّيْطٌ كقُبَّيْطٍ فيهما حكاه يَعْقوبُ ونَقَلَه الجَوْهَرِيّ . وفي العُبَاب : حَكاهُما يَعْقوبُ . ويُقَالُ سُرَيْطٌ وضُرَيْطٌ كزُبَيْرٍ فيهما ويُقَالُ : سِرِّيطَى وضِرِّيطَى كخِلِّيفَى فيهما نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ ويُقَالُ سُرَيْطاءُ وضُرَيْطاءُ مَضْمومَتَيْن مُخَفَّفَتَيْن مَمْدودَتَيْن . ولو قالَ : كمُرَيْطاء كانَ أَحْسَن مع أنَّه أَخَلَّ بالضَّبْطِ فإِنَّه لم يَذْكُر أَنَّهُما بالمَدّ . ويُرْوَى الأخْذُ سَرَطانٌ مُحَرَّكَةً ويُرْوَى سَلَجانٌ وَقَدْ ذُكِرَ في موضِعِه والقَضاءُ لَيّانٌ وهذه كُلُّها لُغاتٌ صَحيحَةٌ قَدْ تَكَلَّمَتِ العَرَبُ بها والمَعْنَى فيها كلِّها : أنْتَ تُحِبُّ الأَخْذَ وتَكْرَهُ الإعْطاء . وفي الصّحاح : أَي يَسْتَرِطُ مَا يَأْخُذُ من الدِّين ويَبْتَلِعُه فإذا طولِبَ للقَضاءِ وفي الصّحاح : فإذا تَقاضاهُ صاحِبُه أَضْرَطَ به . قالَ شَيْخُنا : أَي عَمِلَ بفيهِ مِثْلَُ الضُّراطِ وهو الَّذي تُسَمِّيه العامّةُ الفَصَّ يَسْتَعْمِلونَه عَلَى أنواعٍ . والسَّرَطان مُحَرَّكَةً : دابَّةٌ نَهْرِيَّةٌ وفي الصّحاح : من خَلْقِ الماءِ زادَ في اللّسَان : تُسَمِّيه الفُرْسُ مُخّ . وهو كَثيرُ النَّفْعِ . قالَ الأَطِبّاءُ : ثَلاثَةُ مَثاقيلَ من رَمادِهِ مُحْرَقاً في قِدْرِ نُحاسٍ أَحْمَرَ بماءٍ أو شَرابٍ أو مع نِصْفِ زِنَتِه من جِنْطِيانا عَظيمُ النَّفْعِ من نَهْشَةِ الكَلْبِ الكَلِبِ . قُلْتُ : جِنْطِيانا : نَباتٌ يُشْبِهُ وَرَقُه الَّذي في أَصْلهِ وَرَقَ الجَوْزِ ولِسانَ الحَمَل ولونُه أَحْمَرُ وثَمَرَتُه في أَقْماعِه وأَصْله مطاولٌ يُشَبَّه بأَصلِ الزْراوَنْدِ يَنْبُت في الجِبال والظِّلِّ والنَّدى قالوا : إِذا شُرِبَ مِنْهُ نصفُ دِرْهَم إِلَى مِثْقالٍ قَدْ عُجِنَ بعَسَلٍ وماءٍ فاترٍ نَفَع من نَهْشِ الهَوامِّ ويُضَمَّدُ به مع العَسَل في مَوضِعِ اللَّسْعَة . وعَيْنُه إِذا عُلِّقَتْ عَلَى مَحْمومٍ بغِبٍّ شُفِيَ . ورِجْلُه إنْ عُلِّقَتْ عَلَى شَجَرَةٍ سَقَطَ ثَمَرُها بلا عِلَّةٍ . هذا هو السَّرَطانُ الَّذي يَتَوَلَّد في الأنْهار وأمّا البَحْرِيُّ مِنْهُ فحَيَوانٌ مُسْتَحْجِرٌ يُدْخَلُ مُحْرَقُه في الأكْحالِ لِقَلْعِ البَياضِ وفي السَّنوناتِ فتَشُدُّ اللِّثَة . والسَّرَطانُ : بُرْجٌ في السَّماءِ وهو البُرْجُ الرابع سُمِّيَ به لكَوْنِه يُشْبِهُه في الصُّورَةِ . والسَّرَطانُ : وَرَمٌ سَوْداوِيّ يَبْتَدِئُ مِثلَ اللَّوْزَةِ وأَصْغَر فإذا كَبِرَ ظَهَرَ عَلَيْهِ عُروقٌ حُمْرٌ وخُضْرٌ شَبيهٌ بأَرْجُلِ السَّرَطانِ يُقَالُ : إِنَّهُ لا مَطْمَعَ في بُرْئه وإِنَّما يُعالَجُ لئلاّ يَزَدادَ عَلَى مَا هو عَلَيْهِ . وفي الصّحاح : السَّرَطانُ : داءٌ يأْخُذ في رُسْغِ الدَّابَّة يُيَبِّسه حتَّى يقلِبَ حافِرَه هذا وقع في نُسَخِ الصّحاح والعُبَاب والصَّوَابُ : حافِرَها وفي المُحْكَمِ : السَّرَطانُ : داءٌ يأْخذُ النَّاسَ والدَّوابَّ . وفي التَّهذيب : هو داءٌ يعرِضُ للإنسانَ في حلْقِهِ دَمَوِيٌّ يُشبه الدُّبَيْلَة . ومن المَجَازِ : السَّرَطانُ : الشَّديدُ الجَرْيِ من الخَيْلِ عن ابنِ دُرَيْدٍ . والسَّرَطانُ : العظيمُ اللَّقْمِ الجَيِّدُه من الرِّجال كالسِّرْطِيط بالكَسْرِ وهذه عن ابنِ دُرَيْدٍ . وقوله : والشَّديدُ الجَرْيِ مُقتَضَى سِياقِه أَنْ يكونَ من مَعَاني السَّرَطانُ فإِنْ كذا كَذلِكَ فهو تَكرارٌ مع مَا قبلَه فتأَمَّلْ ولعلَّه : الشَّديدُ الجَرْيِ بالنَّعتِ كالسُّرَطِ كصُرَدٍ فِيهما أَي في العَظيم اللَّقْمِ والشَّديدِ الجَرْيِ يُقَالُ : فَرَسٌ سُرَطٌ كَأَنَّهُ يَسْرُطُ الجَرْيَ سَرْطاً ورَجُلٌ سُرَطٌ : جَيِّدُ اللَّقْمِوقالَ ابنُ عَبَّادٍ : رَجُلٌ سُرَطٌ مُرَطٌ أَي سريعُ الاسْتِراطِ . والسِّرَاطُ بالكَسْرِ : السَّبيلُ الواضحُ وبه فُسِّر قَوْله تَعَالَى " اهْدِنا السِّراطَ المُسْتَقيم " أَي ثَبِّتْنا عَلَى المِنْهاجِ الواضِحِ كما قالَهُ الأّزْهَرِيّ وإِنَّما سُمِّي به لأَنَّ الذَّاهِبَ فيه يَغيبُ غَيْبَةَ الطَّعامِ المُسْتَرَط . وقِيل : لأَنَّه كانَ يَسْتَرِطُ المارَّة لكثْرَة سُلُوكِهم لاحِبَهُ . قُلْتُ : فعلى الأَوَّل كأَنَّه يبتَلِعُ السَّالِكَ فيه وعلى الثَّاني يَبْتَلِعُه السَّالِكُ فتأَمَّلْ . والصَّادُ والزَّاي لُغَتانِ فيه والصَّادُ أَعْلى للمُضارَعَة وإِنْ كانت السِّينُ هي الأَصلُ قالَ الفَرَّاءُ : والصَّادُ لغةُ قريشٍ الأَوَّلين الَّتِي جاء بها الكتابُ وعامَّةُ العَرَبِ يَجْعَلُها سيناً وبه قَرأَ يَعْقوبُ الحَضْرَميُّ وفي العُبَاب : رُوَيْس . وقولُ من قالَ : الزِّراط بالزَّاي المُخَلَّصَةِ وبه قَرأَ بعضُهم وحَكاه الأَصْمَعِيّ وهو خَطَأٌ إنَّما سَمِعَ المُضارعَةَ فتوَهَّمَها زاياً . قالَ : ولم يكنْ الأَصْمَعِيّ نحويًّا فيُؤْمَنُ عَلَى هذا . خَطَأٌ فإِنَّه قَدْ رُوِيَ ذلِكَ عن أَبي عَمْرو أَنَّهُ قَرَأَ الزِّراط بالزَّاي خالِصَةً وكَذلِكَ رَواهُ الكِسَائِيّ عن حمْزَةَ الزِّراط بالزَّاي كما تَقَدَّم في موضِعِه . وما ذَكَرَهُ من التَّحامُلِ عَلَى الأَصْمَعِيّ فلا يُلتَفَتُ إِلَيْه مع مُوافَقَتِه لحَمْزَةَ . وأَبي عمرٍو في إِحْدى رِوايَتَيْه فتأَمَّلْ . والسّرطْرَاطُ بكسرَتَيْن وبفَتْحَتَيْنِ كلاهما عن اللَّيْثِ واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ عَلَى الأَوَّل وكزُبَيْرٍ هَكَذا في الأُصولِ والصَّوَابُ : كقُبَّيْط الفالُوذَجُ شامِيَّةٌ أَو الخَبيصُ وَقَدْ تَقَدَّم التَّعْريفُ به . قالَ الأّزْهَرِيّ : أَمَّا السِّرِطْراطُ بالكَسْرِ فهي لغةٌ جَيِّدَةٌ لها نَظائِرُ مِثْلُ جِلِبْلابٍ وسِجِلاّطٍ . وأَمَّا سَرَطْراط بالفَتْحِ فلا أَعْرِف له نَظيراً . وهو فعلْعالٌ من السَّرْطِ الَّذي هو البَلْعُ . وقِيل للفالُوذَجُ : سِرِطْراطٌ فكُرِّرت فيه الرَّاءُ والطَّاءُ تَبْليغاً في وصْفِه واسْتِلْذَاذَ آكِلِه إِيَّاهُ إِذا سَرَطَهُ في حلْقِه . وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : السَّرَيْطاءُ كالرُّتَيْلاءِ : حَسَاءٌ كالحَرِيرَةِ ونحوِها هَكَذا هو في النُّسَخ : الحَرِيرَة بالحاءِ المُهْمَلَة والرَّاءِ والصَّوَابُ : الخَزِيرَة كما هو نصُّ الجَمْهَرَة . وفي اللّسَان : هي السُّرَّيْطَى أَي كسُمَّيْهَى : شِبْهُ الخَزِيرَة . ورَجُلٌ سُرَطَةٌ كهُمَزَةٍ : سَريعُ الاسْتِراطِ نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : السِّرْوَطُ كدِرْهَمٍ : الَّذي يَسْتَرِط كلَّ شيءٍ يبتَلِعُه . ورَجُلٌ مِسْرِطٌ وسَرَّاطٌ كمِنْبَرٍ وكَتَّانٍ أَي سَريعُ الأَكلِ وكَذلِكَ سَرَطْرَطٌ كحَزَنْبَلٍ وهذه عن ابنِ عَبَّادٍ . والسَّرَطانُ مُحَرَّكَةً : هو داءُ الفِيلِ . ومن المَجَازِ : هو في دِينِه عَلَى سِراطٍ مُسْتَقيمٌ . َ ابنُ عَبَّادٍ : رَجُلٌ سُرَطٌ مُرَطٌ أَي سريعُ الاسْتِراطِ . والسِّرَاطُ بالكَسْرِ : السَّبيلُ الواضحُ وبه فُسِّر قَوْله تَعَالَى " اهْدِنا السِّراطَ المُسْتَقيم " أَي ثَبِّتْنا عَلَى المِنْهاجِ الواضِحِ كما قالَهُ الأّزْهَرِيّ وإِنَّما سُمِّي به لأَنَّ الذَّاهِبَ فيه يَغيبُ غَيْبَةَ الطَّعامِ المُسْتَرَط . وقِيل : لأَنَّه كانَ يَسْتَرِطُ المارَّة لكثْرَة سُلُوكِهم لاحِبَهُ . قُلْتُ : فعلى الأَوَّل كأَنَّه يبتَلِعُ السَّالِكَ فيه وعلى الثَّاني يَبْتَلِعُه السَّالِكُ فتأَمَّلْ . والصَّادُ والزَّاي لُغَتانِ فيه والصَّادُ أَعْلى للمُضارَعَة وإِنْ كانت السِّينُ هي الأَصلُ قالَ الفَرَّاءُ : والصَّادُ لغةُ قريشٍ الأَوَّلين الَّتِي جاء بها الكتابُ وعامَّةُ العَرَبِ يَجْعَلُها سيناً وبه قَرأَ يَعْقوبُ الحَضْرَميُّ وفي العُبَاب : رُوَيْس . وقولُ من قالَ : الزِّراط بالزَّاي المُخَلَّصَةِ وبه قَرأَ بعضُهم وحَكاه الأَصْمَعِيّ وهو خَطَأٌ إنَّما سَمِعَ المُضارعَةَ فتوَهَّمَها زاياً . قالَ : ولم يكنْ الأَصْمَعِيّ نحويًّا فيُؤْمَنُ عَلَى هذا . خَطَأٌ فإِنَّه قَدْ رُوِيَ ذلِكَ عن أَبي عَمْرو أَنَّهُ قَرَأَ الزِّراط بالزَّاي خالِصَةً وكَذلِكَ رَواهُ الكِسَائِيّ عن حمْزَةَ الزِّراط بالزَّاي كما تَقَدَّم في موضِعِه . وما ذَكَرَهُ من التَّحامُلِ عَلَى الأَصْمَعِيّ فلا يُلتَفَتُ إِلَيْه مع مُوافَقَتِه لحَمْزَةَ . وأَبي عمرٍو في إِحْدى رِوايَتَيْه فتأَمَّلْ . والسّرطْرَاطُ بكسرَتَيْن وبفَتْحَتَيْنِ كلاهما عن اللَّيْثِ واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ عَلَى الأَوَّل وكزُبَيْرٍ هَكَذا في الأُصولِ والصَّوَابُ : كقُبَّيْط الفالُوذَجُ شامِيَّةٌ أَو الخَبيصُ وَقَدْ تَقَدَّم التَّعْريفُ به . قالَ الأّزْهَرِيّ : أَمَّا السِّرِطْراطُ بالكَسْرِ فهي لغةٌ جَيِّدَةٌ لها نَظائِرُ مِثْلُ جِلِبْلابٍ وسِجِلاّطٍ . وأَمَّا سَرَطْراط بالفَتْحِ فلا أَعْرِف له نَظيراً . وهو فعلْعالٌ من السَّرْطِ الَّذي هو البَلْعُ . وقِيل للفالُوذَجُ : سِرِطْراطٌ فكُرِّرت فيه الرَّاءُ والطَّاءُ تَبْليغاً في وصْفِه واسْتِلْذَاذَ آكِلِه إِيَّاهُ إِذا سَرَطَهُ في حلْقِه . وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : السَّرَيْطاءُ كالرُّتَيْلاءِ : حَسَاءٌ كالحَرِيرَةِ ونحوِها هَكَذا هو في النُّسَخ : الحَرِيرَة بالحاءِ المُهْمَلَة والرَّاءِ والصَّوَابُ : الخَزِيرَة كما هو نصُّ الجَمْهَرَة . وفي اللّسَان : هي السُّرَّيْطَى أَي كسُمَّيْهَى : شِبْهُ الخَزِيرَة . ورَجُلٌ سُرَطَةٌ كهُمَزَةٍ : سَريعُ الاسْتِراطِ نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : السِّرْوَطُ كدِرْهَمٍ : الَّذي يَسْتَرِط كلَّ شيءٍ يبتَلِعُه . ورَجُلٌ مِسْرِطٌ وسَرَّاطٌ كمِنْبَرٍ وكَتَّانٍ أَي سَريعُ الأَكلِ وكَذلِكَ سَرَطْرَطٌ كحَزَنْبَلٍ وهذه عن ابنِ عَبَّادٍ . والسَّرَطانُ مُحَرَّكَةً : هو داءُ الفِيلِ . ومن المَجَازِ : هو في دِينِه عَلَى سِراطٍ مُسْتَقيمٌ