السَّعْد
اليُمْن وهو نقيض النَّحْس والسُّعودة خلاف النحوسة والسعادة خلاف الشقاوة يقال
يوم سَعْد ويوم نحس وفي المثل في الباطل دُهْدُرَّيْنْ سَعْدُ القَيْنْ ومعناهما
عندهم الباطل قال الأَزهري لا أَدري ما أَصله قال ابن سيده كأَنه قال بَطَلَ يعدُ
القينُ
السَّعْد
اليُمْن وهو نقيض النَّحْس والسُّعودة خلاف النحوسة والسعادة خلاف الشقاوة يقال
يوم سَعْد ويوم نحس وفي المثل في الباطل دُهْدُرَّيْنْ سَعْدُ القَيْنْ ومعناهما
عندهم الباطل قال الأَزهري لا أَدري ما أَصله قال ابن سيده كأَنه قال بَطَلَ يعدُ
القينُ فَدُهْدُرَّيْن اسم لِبَطَلَ وسعد مرتفع به وجمعه سُعود وفي حديث خلف أَنه
سمع أَعرابيّاً يقول دهدرّين ساعد القين يريد سعد القين فغيره وجعله ساعداً وقد
سَعِدَ يَسْعَدُ سَعْداً وسَعادَة فهو سعيد نقيض شَقى مثل سَلمِ فهو سَليم وسُعْد
بالضم فهو مسعود والجمع سُعداء والأُنثى بالهاء قال الأَزهري وجائز أَن يكون سعيد
بمعنى مسعود من سَعَده الله ويجوز أَن يكون من سَعِد يَسْعَد فهو سعيد وقد سعَده
الله وأَسعده وسَعِد يَسْعَد فهو سعيد وقد سَعده الله وأَسعده وسَعِد جَدُّه
وأَسَعده أَنماه ويومٌ سَعْد وكوكبٌ سعد وُصِفا بالمصدر وحكى ابن جني يومٌ سَعْد
وليلةٌ سعدة قال وليسا من باب الأَسْعد والسُّعْدى بل من قبيل أَن سَعْداً
وسَعْدَةً صفتان مسوقتان على منهاج واستمرار فسَعْدٌ من سَعْدَة كجَلْد من جَلْدة
ونَدْب من نَدْبة أَلا تراك تقول هذا يوم سَعْدٌ وليلة سعدة كما تقول هذا شَعر
جَعْد وجُمَّة جعدة ؟ وتقول سَعَدَ يومُنا بالفتح يَسْعَد سُعودا وأَسعده الله فهو
مسعود ولا يقال مُسْعَد كأَنهم استَغْنَوا عنه بمسعود والسُّعُد والسُّعود
الأَخيرة أَشهر وأَقيس كلاهما سعود النجوم وهي الكواكب التي يقال لها لكل واحد
منها سَعْدِ كذا وهي عشرة أَنجم كل واحد منها سعد أَربعة منها منازلُ ينزل بها
القمر وهي سعدُ الذابِح وسعدُ بُلَع وسعد السُّعود وسعدُ الأَخْبِيَة وهي في برجي
الجدي والدلو وستة لا ينزل بها القمر وهي سعد ناشِرَة وسعد المَلِك وسعْدُ
البِهامِ وسعدُ الهُمامِ وسعد البارِع وسعد مَطَر وكل سعد منها كوكبان بين كل
كوبين في رأْي العين قدر ذراع وهي متناسقة قال ابن كناسة سعد الذابح كوكبان
متقاربان سمي أَحدهما ذابحاً لأَن معه كوكباً صغيراً غامضاً يكاد يَلْزَقُ به
فكأَنه مُكِبٌّ عليه يذبحه والذابح أَنور منه قليلاً قال وسعدُ بُلَع نجمان
معترِضان خفيان قال أَبو يحيى وزعمت العرب أَنه طلع حين قال الله يا أَرض ابلعي ماءك
ويا سماء أَقلعي ويقال إِنما سمي بُلَعاً لأَنه كان لقرب صاحبه منه يكاد أَن
يَبْلَعَه قال وسعد السعود كوكبان وهو أَحمد السعود ولذلك أُضيف إِليها وهو يشبه
سعد الذابح في مَطْلَعِه وقال الجوهري هو كوكب نَيِّرٌ منفرد وسعد الأَخبية ثلاثة
كواكب على غير طريق السعود مائلة عنها وفيها اختلاف وليست بخفية غامضة ولا مضيئة
منيرة سميت سعد الأَخبية لأَنها إِذا طلعت خرجت حشَراتُ الأَرض وهوامُّها من
جِحَرتها جُعِلَتْ جِحَرتُها لها كالأَخبية وفيها يقول الراجز قد جاء سعدٌ
مُقْبِلاً بِجَرِّه واكِدَةً جُنودُه لِشَرِّه فجعل هوامَّ والأَرض جنوداً لسعد
الأَخبية وقيل سعد الأَخبية ثلاثة أَنجم كأَنها أَثافٍ ورابع تحت واحد منهن وهي
السعود كلها ثمانية وهي من نجوم الصيف ومنازل القمر تطلع في آخر الربيع وقد سكنت
رياح الشتاء ولم يأْت سلطان رياح الصيف فأَحسن ما تكون الشمس والقمر والنجوم في أَيامها
لأَنك لا ترى فيها غُبْرة وقد ذكرها الذبياني فقال قامت تَراءَى بين سِجْفَيِ
كلَّةٍ كالشمسِ يوم طُلوعِها بالأَسعَد والإِسْعاد المعونة والمُساعَدة المُعاونة
وساعَدَه مُساعدة وسِعاداً وأَسعده أَعانه واستَسْعد الرجلُ برؤية فلان أَي عدّه
سَعْداً وسعْدَيك من قوله لَبَّيك وسعديك أَي إِسعاداً لك بعد إِسعادٍ روي عن
النبي صلى الله عليه وسلم أَنه كان يقول في افتتاح الصلاة لبيك وسعديك والخير في
يديك والشر ليس إِليك قال الأَزهري وهو خبر صحيح وحاجة أَهل العلم إِلى معرفة
تفسيره ماسة فأَما لبَّيْك فهو مأخوذ من لبَِّ بالمكان وأَلبَّ أَي أَقام به
لَبّاً وإِلباباً كأَنه يقول أَنا مقيم على طاعتك إِقامةً بعد إِقامةٍ ومُجيب لك
إِجابة بعد إِجابة وحكي عن ابن السكيت في قوله لبيك وسعديك تأْويله إِلباباً بك
بعد إِلباب أَي لزوماً لطاعتك بعد لزوم وإِسعاداً لأَمرك بعد إِسعاد قال ابن
الأَثير أَي ساعدت طاعتك مساعدة بعد مساعدة وإِسعاداً بعد إِسعاد ولهذا ثنى وهو من
المصادر المنصوبة بفعل لا يظهر في الاستعمال قال الجَرْميّ ولم نَسْمَع لسعديك
مفرداً قال الفراء لا واحد للبيك وسعديك على صحة قال ابن الأَنباري معنى سعديك
أَسعدك الله إِسعاداً بعد إِسعاد قال الفراء وحنَانَيْك رحِمَك الله رحمة بعد رحمة
وأَصل الإِسعاد والمساعدة متابعةُ العبد أَمرَ ربه ورضاه قال سيبويه كلام العرب
على المساعدة والإِسعاد غير أَن هذا الحرف جاء مثنى على سعديك ولا فعل له على سعد
قال الأَزهري وقد قرئ قوله تعالى وأَما الذين سُعدوا وهذا لا يكون إِلا من سعَدَه
اللهُ وأَسعَدَه
( * قوله « الا من سعده الله وأسعده إلخ » كذا بالأصل ولعل الأولى إلاّ من سعده
الله بمعنى أسعده ) أَي أَعانه ووفَّقَه لا من أَسعده الله ومنه سمي الرجل مسعوداً
وقال أَبو طالب النحوي معنى قوله لبيك وسعديك أَي أَسعَدَني الله إِسعاداً بعد
إِسعاد قال الأَزهري والقول ما قاله ابن السكيت وأَبو العباس لأَن العبد يخاطب ربه
ويذكر طاعته ولزومه أَمره فيقول سعديك كما يقول لبيك أَي مساعدة لأَمرك بعد مساعدة
وإِذا قيل أَسعَدَ الله العبد وسعَدَه فمعناه وفقه الله لما يرضيه عنه فَيَسْعَد
بذلك سعادة وساعِدَةُ الساق شَظِيَّتُها والساعد مُلْتَقى الزَّنْدَين من لدن
المِرْفَق إِلى الرُّسْغ والساعِدُ الأَعلى من الزندين في بعض اللغات والذراع
الأَسفلُ منهما قال الأَزهري والساعد ساعد الذراع وهو ما بين الزندين والمرفق سمي
ساعداً لمساعدته الكف إِذا بَطَشَت شيئاً أَو تناولته وجمع الساعد سَواعد والساعد
مَجرى المخ في العظام وقول الأَعلم يصف ظليماً على حَتِّ البُرايَةِ زَمْخَرِيِّ
السَّ واعِدِ ظَلَّ في شَريٍ طِوالِ عنى بالسواعد مجرى المخ من العظام وزعموا أَن
النعام والكرى لا مخ لهما وقال الأَزهري في شرح هذا البيت سواعد الظليم أَجنحة
لأَن جناحيه ليسا كاليدين والزَّمْخَرِيُّ في كل شيء الأَجْوف مثل القصب وعظام
النعام جُوف لا مخ فيها والحتُّ السريع والبُرَايَةُ البقِية يقول هو سريع عند
ذهاب برايته أَي عند انحسار لحمه وشحمه والسواعد مجاري الماء إِلى النَّهر أَو
البَحْر والساعدة خشبة تنصب لِتُمْسِكَ البَكْرَة وجمعها السواعد والساعد
إِحْلِيلُ خِلْف الناقة وهو الذي يخرج منه اللبن وقيل السواعد عروق في الضَّرْع
يجيء منها اللبن إِلى الإِحليل وقال الأَصمعي السواعد قَصَب الضرع وقال أَبو عمرو
هي العروق التي يجيء منها اللبن شبهت بسواعد البحر وهي مجاريه وساعد الدَّرّ عرق
ينزل الدَّرُّ منه إِلى الضرع من الناقة وكذلك العرق الذي يؤدي الدَّرَّ إِلى ثدي
المرأَة يسمى ساعداً ومنه قوله أَلم تعلمي أَنَّ الأَحاديثَ في غَدٍ وبعد غَدٍ يا
لُبن أَلْبُ الطَّرائدِ وكنتم كأُمٍّ لَبَّةٍ ظعَنَ ابُنها إِليها فما دَرَّتْ
عليه بساعِدِ رواه المفضل ظعن ابنها بالظاء أَي شخص برأْسه إِلى ثديها كما يقال
ظعن هذا الحائط في دار فلان أَي شخص فيها وسَعِيدُ المَزْرَعَة نهرها الذي يسقيها
وفي الحديث كنا نُزَارِعُ على السَّعِيدِ والساعِدُ مَسِيلُ الماء لى الوادي
والبحر وقيل هو مجرى البحر إِلى الأَنهار وسواعد البئر مخارج مائها ومجاري عيونها
والسعيد النهر الذي يسقي الأَرض بظواهرها إِذا كان مفرداً لها وقيل هو النهر وقيل
النهر الصغير وجمعه سُعُدٌ قال أَوس بن حجر وكأَنَّ ظُعْنَهُمُ مُقَفِّيَةً نخلٌ
مَواقِرُ بينها السُّعُد ويروى حوله أَبو عمرو السواعد مجاري البحر التي تصب إِليه
الماء واحدها ساعد بغير هاء وأَنشد شمر تأَبَّدَ لأْيٌ منهمُ فَعُتائِدُه فذو
سَلَمٍ أَنشاجُه فسواعِدُهْ والأَنشاجُ أَيضاً مَجَارِي الماء واحدها نَشَجٌ وفي
حديث سعد كنا نَكْرِي الأَرض بما على السَّواقي وما سَعِدَ من الماء فيها فنهانا
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك قوله ما سعد من الماء أَي ما جاء من الماء
سَيْحاً لا يحتاج إِلى دالية يَجِيئُه الماء سيحاً لأَن معنى ما سعد ما جاء من غير
طلب والسَّعيدة اللِّبْنَةُ لِبْنةُ القميص والسعيدة بيت كان يَحُجه ربيعة في
الجاهلية والسَّعْدانة الحمامة قال إِذا سَعْدانَةُ الشَّعَفاتِ ناحت والسَّعدانة
الثَّنْدُوَة وهو ما استدار من السواد حول الحَلَمةِ وقال بعضهم سعدانة الثدي ما
أَطاف به كالفَلْكَة والسَّعْدانة كِرْكِرَةُ البعير سميت سعدانه لاستدارتها
والسعدانة مَدْخل الجُرْدان من ظَبْيَةِ الفرس والسَّعْدانة الاست وما تَقبَّضَ من
حَتَارِها والسعدانة عُقْدة الشِّسع مما يلي الأَرض والقِبالَ مثلُ الزِّمام بين
الإِصبع الوسطى والتي تليها والسعدانة العقدة في أَسفل كفَّة الميزان وهي
السعدانات والسَّعْدانُ شوك النخل عن أَبي حنيفة وقيل هو بقلة والسعدان نبت ذو شوك
كأَنه فَلْكَةٌ يَسْتَلْقِي فينظر إِلى شوكه كالحاً إِذا يبس ومََنْبتُهُ سُهول
الأَرض وهو من أَطيب مراعي الإِبل ما دام رطباً والعرب تقول أَطيب الإِبل لبناً ما
أَكلَ السَّعْدانَ والحُرْبُثَ وقال الأَزهري في ترجمة صفع والإِبل تسمن على
السعدان وتطيب عليه أَلبانها واحدته سَعْدانَة وقيل هو نبت والنون فيه زائدة لأَنه
ليس في الكلام فَعْلال غير خزعال وقَهْقار إِلا من المضاعف ولهذا النبت شوك يقال
له حَسَكَةُ السعدان ويشبه به حَلَمَةُ الثدي يقال سعدانة الثُّنْدُوَة وأَسفلَ
العُجايَة هنَاتٌ بأَنها الأَظفار تسمى السعدانات قال أَبو حنيفة من الأَحرار
السعدان وهي غبراء اللون حلوة يأْكلها كل شيء وليست بكبيرة ولها إِذا يبست شوكة
مُفَلطَحَة كأَنها درهم وهو من أَنجع المرعى ولذلك قيل في المثل مَرْعًى ولا
كالسَّعدان قال النابغة الواهِب المائَة الأَبكار زَيَّنها سَعدانُ تُوضَح في
أَوبارها اللِّبَد قال وقال الأَعرابي لأَعرابي أَما تريد البادية ؟ فقال أَما ما
دام السعدان مستلقياً فلا كأَنه قال لا أُريدها أَبداً وسئلت امرأَة تزوّجت عن
زوجها الثاني أَين هو من الأَول ؟ فقالت مرعى ولا كالسعدان فذهبت مثلاً والمراد
بهذا المثل أَن السعدان من أَفضل مراعيهم وخلط الليث في تفسير السعدان فجعل
الحَلَمَة ثمرَ السعدان وجعل له حَسَكاً كالقُطْب وهذا كله غلط والقطب شوك غير
السعدان يشبه الحسَك وأَما الحَلَمة فهي شجرة أُخرى وليست من السعدان في شيء وفي الحديث
في صفة من يخرج من النار يهتز كأَنه سَعدانة هو نبت ذو شوك وفي حديث القيامة
والصراط عليها خَطاطيف وكلاليبُ وحَسَكَةٌ لها شوكة تكون بنجد يقال لها السعدان
شَبَّه الخطاطيف بشوك السعدان والسُّعْد بالضم من الطيب والسُّعادى مثله وقال أَبو
حنيفة السُّعدة من العروق الطيبة الريح وهي أَرُومَة مُدحرجة سوداء صُلْبَة كأَنها
عقدة تقع في العِطر وفي الأَدوية والجمع سُعْد قال ويقال لنباته السُّعَادَى
والجمع سُعادَيات قال الأَزهري السُّعد نبت له أَصل تحت الأَرض أَسود طيب الريح
والسُّعادى نبت آخر وقال الليث السُّعادَى نبت السُّعد ويقال خرج القوم
يَتَسَعَّدون أَي يرتادون مرعى السعدان قال الأَزهري والسّعدان بقل له ثمر مستدير
مشوك الوجه إِذا يبس سقط على الأَرض مستلقياً فإِذا وطئه الماشي عقَر رجله شوْكُه
وهو من خير مراعيهم أَيام الربيع وأَلبان الإِبل تحلو إِذا رعت السَّعْدانَ لأَنه
ما دام رطباً حُلْوٌ يتمصصه الإِنسان رطباً ويأْكله والسُّعُد ضرب من التمر قال
وكأَنَّ ظُعْنَ الحَيِّ مُدْبِرةً نَخْلٌ بِزارَةَ حَمْله السُّعُدُ وفي خطبة
الحجاج انج سَعْدُ فقد قُتِلَ سُعَيْد هذا مثل سائر وأَصله أَنه كان لِضَبَّة بن
أُدٍّ ابنان سَعْدٌ وسُعَيْدٌ فخرجا يطلبان إِبلاً لهما فرجع سعد ولم يرجع سعيد
فكان ضبةُ إِذا رأَى سواداً تحت الليل قال سَعْد أَم سُعَيْد ؟ هذا أَصل المثل
فأُخذ ذلك اللفظ منه وصار مما يتشاءَم به وهو يضرب مثلاً في العناية بذي الرحم
ويضرب في الاستخبار عن الأَمرين الخير والشر أَيهما وقع وقال الجوهري في هذا
المكان وفي المثل أَسعد أَم سعيد إِذا سئل عن الشيء أَهو مما يُحَبّ أَو يُكْرَه
وفي الحديث أَنه قال لا إِسعادَ ولا عُفْرَ في الإِسلام هو إِسعاد النساء في
المَناحات تقوم المرأَة فتقوم معها أُخرى من جاراتها إِذا أُصيبت إِحداهنَّ بمصيبة
فيمن يَعِزُّ عليها بكت حولاً وأَسْعَدها على ذلك جاراتها وذواتُ قراباتها فيجتمعن
معها في عِداد النياحة وأََوقاتها ويُتابِعْنها ويُساعِدْنها ما دامت تنوح عليه
وتَبْكيه فإِذا أُصيبت صواحباتها بعد ذلك بمصيبة أَسعدتهن فنهى النبي صلى الله
عليه وسلم عن هذا الإِسعاد وقد ورد حديث آخر قالت له أُم عطية إِنَّ فلانه
أَسْعَدَتْني فأُريد أُسْعِدُها فما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً وفي
رواية قال فاذْهَبي فأَسْعِدِيها ثم بايعيني قال الخطابي أَما الإِسعاد فخاص في
هذا المعنى وأَما المُساعَدَة فعامَّة في كل معونة يقال إِنما سُمِّيَ
المُساعَدَةَ المُعاونَةُ من وضع الرجل يدَه على ساعد صاحبه إِذا تماشيا في حاجة
وتعاونا على أَمر ويقال ليس لبني فلان ساعدٌ أَي ليس لهم رئيس يعتمدونه وساعِدُ
القوم رئيسهم قال الشاعر وما خَيرُ كفٍّ لا تَنُوءُ بساعد وساعدا الإِنسان عَضْداه
وساعدا الطائر جناحاه وساعِدَةُ قبيلة وساعِدَةُ من أَسماء الأَسد معرفة لا ينصرف
مثل أُسامَةَ وسَعِيدٌ وسُعَيْد وسَعْد ومَسْعُود وأَسْعَدُ وساعِدَةُ ومَسْعَدَة
وسَعْدان أَسماءُ رجال ومن أَسماءِ النساء مَسْعَدَةُ وبنو سَعْد وبنو سَعِيدٍ
بطنان وبنو سَعْدٍ قبائل شتى في تميم وقيس وغيرهما قال طرفة بن العبد رأَيتُ
سُعوداً من شُعوبٍ كثَيرة فلم ترَ عَيْني مثلَ سَعِد بنِ مالك الجوهري وفي العرب
سعود قبائل شتى منها سَعْدُ تَميم وسَعْد هُذيل وسعد قَيْس وسَعد بَكر وأَنشد بيت
طرفة قال ابن بري سعود جمع سُعد اسم رجل يقول لم أَرَ فيمن سمي سعداً أَكرم من سعد
بن مالك بن ضَبيعة بن قيَس بن ثَعْلبة بن عُكابَة والشُّعوبُ جمع شَعْب وهو أَكبر
من القبيلة قال الأَزهري والسعود في قبائل العرب كثير وأَكثرها عدداً سَعْدُ بن
زيد مَناةَ بن تَميم بن ضُبَيعة بن قيس بن ثعلبة وسَعْدُ بن قيس عَيْلان وسعدُ بنُ
ذُبْيانَ بن بَغِيضٍ وسعدُ بن عَدِيِّ بن فَزارةَ وسعدُ بن بكر بن هَوازِنَ وهم
الذين أَرضعوا النبي صلى الله عليه وسلم وسعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة وفي بني
أَسد سَعْدُ بن ثعلبة بن دُودان وسَعْد بن الحرث بن سعد بن مالك بن ثعلبة بن
دُودان قال ثابت كان بنو سعد بن مالك لا يُرى مثلُهم في بِرِّهم ووفائهم وهؤُلاء
أَرِبَّاءُ النبي صلى الله عليه وسلم ومنها بنو سعد بن بكر في قيس عيَلان ومنها
بنو سَعْدِ هُذَيم في قُضاعة ومنها سعد العشيرة وفي المثل في كل واد بنو سعد قاله
الأَضْبطُ بن قُريع السَّعدي لما تحوَّل عن قومه وانتقل في القبائل فلما لم
يُحْمِدهم رجع إِلى قومه وقال في كل زادٍ بنو سعد يعني سعد بن زيد مناة بن تميم
وأَما سعد بكر فهم أَظآر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللحياني وجمعُ
سَعِيد سَعِيدون وأَساعِدُ قال ابن سيده فلا أَدري أَعَنى له الاسم أَم الصفة غير
أَن جمع سعَيدٍ على أَساعد شاذ وبنو أَسعَد بطن من العرب وهو تذكير سُعْدَى
وسعُادُ اسم امرأَة وكذلك سُعْدى وأَسعدُ بطن من العرب وليس هو من سُعْدى كالأَكبر
من الكبرى والأَصغر من الصغرى وذلك أَن هذا إِنما هو تَقاوُدُ الصفة وأَنت لا تقول
مررت بالمرأَة السعدى ولا بالرجل الأَسعد فينبغي على هذا أَن يكون أَسعدُ من
سُعْدى كأَسْلَمَ من بُشْرى وذهب بعضهم إِلى أَن أَسعد مذكر سعدى قال ابن جني ولو
كان كذلك حَريَ أَن يجيءَ به سماع ولم نسمعهم قط وصفوا بسعدى وإِنما هذا تَلاقٍ
وقع بين هذين الحرفين المتفي اللفظ كما يقع هذان المثالان في المُخْتَلِفَيْه نحو
أَسلم وبشرى وسَعْدٌ صنم كانت تعبده هذيل في الجاهلية وسُعْدٌ موضع بنجد وقيل وادٍ
والصحيح الأَول وجعله أَوْسُ بن حَجَر اسماً للبقعة فقال تَلَقَّيْنَني يوم
العُجَيرِ بِمَنْطِقٍ تَرَوَّحَ أَرْطَى سُعْدَ منه وضَالُها والسَّعْدِيَّةُ ماءٌ
لعمرو بن سَلَمَة وفي الحديث أَن عمرو بن سَلَمَةَ هذا لما وَفَد على النبي صلى
الله عليه وسلم استقطعه ما بين السَّعدية والشَّقْراء والسَّعْدان ماء لبني فزارة
قال القتال الكلابي رَفَعْنَ من السَّعدينِ حتى تفَاضَلَت قَنابِلُ من أَولادِ أَعوَجَ
قُرَّحُ والسَّعِيدِيَّة من برود اليمن وبنو ساعدَةَ قوم من الخزرج لهم سقيفة بني
ساعدة وهي بمنزلة دار لهم وأَما قول الشاعر وهل سَعدُ إِلاَّ صخرةٌ بتَنُوفَةٍ من
الأَرضِ لا تَدْعُو لِغَيٍّ ولا رُشْدِ ؟ فهو اسم صنم كان لبني مِلْكانَ بن كنانة
وفي حديث البَحِيرة ساعدُ اللهِ أَشَدُّ ومُِوسَاه أَحدُّ أَي لو أَراد الله
تحريمها بشقِّ آذانها لخلقها كذلك فإِنه يقول لها كوني فتكون
معنى
في قاموس معاجم
في صفات الله
تعالى المبدِئُ المعِيدُ قال الأَزهري بَدَأَ اللَّهُ الخلقَ إِحياءً ثم يميتُهم
ثم يعيدُهم أَحياءً كما كانوا قال الله عز وجل وهو الذي يبدأُ الخلقَ ثم يُعِيدُه
وقال إِنه هو يُبْدِئُ ويُعِيدُ فهو سبحانه وتعالى الذي يُعِيدُ الخلق بعد الحياة
إ
في صفات الله
تعالى المبدِئُ المعِيدُ قال الأَزهري بَدَأَ اللَّهُ الخلقَ إِحياءً ثم يميتُهم
ثم يعيدُهم أَحياءً كما كانوا قال الله عز وجل وهو الذي يبدأُ الخلقَ ثم يُعِيدُه
وقال إِنه هو يُبْدِئُ ويُعِيدُ فهو سبحانه وتعالى الذي يُعِيدُ الخلق بعد الحياة
إِلى المماتِ في الدنيا وبعد المماتِ إِلى الحياةِ يوم القيامة وروي عن النبي صلى
الله عليه وسلم أَنه قال إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ النَّكَلَ على النَّكَلِ قيل وما
النَّكَلُ على النَّكَلِ ؟ قال الرجل القَوِيُّ المُجَرِّبُ المبدئُ المعيدُ على
الفرس القَوِيِّ المُجَرّبِ المبدِئ المعيدِ قال أَبو عبيد وقوله المبدئ المعِيدُ
هو الذي قد أَبْدَأَ في غَزْوِهِ وأَعاد أَي غزا مرة بعد مرة وجرَّب الأُمور
طَوْراً بعد طَوْر وأَعاد فيها وأَبْدَأَ والفرسُ المبدئُ المعِيدُ هو الذي قد
رِيضَ وأُدِّبَ وذُلِّلَ فهو طَوْعُ راكبِهِ وفارِسِه يُصَرِّفه كيف شاء
لِطَواعِيَتِه وذُلِّه وأَنه لا يستصعب عليه ولا يمْنَعُه رِكابَه ولا يَجْمَحُ به
وقيل الفرس المبدئ المعيد الذي قد غزا عليه صاحبه مرة بعد مرة أُخرى وهذا كقولهم
لَيْلٌ نائِمٌ إِذا نِيمَ فيه وسِرٌّ كاتم قد كتموه وقال شمر رجل مُعِيدٌ أَي حاذق
قال كثير عَوْمُ المُعِيدِ إِلى الرَّجا قَذَفَتْ به في اللُّجِّ داوِيَةُ
المَكانِ جَمُومُ والمُعِيدُ من الرجالِ العالِمُ بالأُمور الذي ليس بغُمْرٍ
وأَنشد كما يَتْبَعُ العَوْد المُعِيد السَّلائِب والعود ثاني البدء قال
بَدَأْتُمْ فأَحْسَنْتُمْ فأَثْنَيْتُ جاهِداً فإِنْ عُدْتُمُ أَثْنَيْتُ
والعَوْدُ أَحْمَدُ قال الجوهري وعاد إِليه يَعُودُ عَوْدَةً وعَوْداً رجع وفي
المثل العَوْدُ أَحمدُ وأَنشد لمالك بن نويرة جَزَيْنا بني شَيْبانَ أَمْسِ
بِقَرْضِهِمْ وجِئْنا بِمِثْلِ البَدْءِ والعَوْدُ أَحمدُ قال ابن بري صواب
إِنشاده وعُدْنا بِمِثْلِ البَدْءِ قال وكذلك هو في شعره أَلا ترى إِلى قوله في
آخر البيت والعود أَحمد ؟ وقد عاد له بعدما كان أَعرَضَ عنه وعاد إِليه وعليه
عَوْداً وعِياداً وأَعاده هو والله يبدِئُ الخلق ثم يعيدُه من ذلك واستعاده إِياه
سأَله إِعادَتَه قال سيبويه وتقول رجع عَوْدُه على بَدْئِه تريد أَنه لم يَقْطَعْ
ذَهابَه حتى وصله برجوعه إِنما أَردْتَ أَنه رجع في حافِرَتِه أَي نَقَضَ مَجِيئَه
برجوعه وقد يكون أَن يقطع مجيئه ثم يرجع فتقول رجَعْتُ عَوْدي على بَدْئي أَي
رجَعْتُ كما جئت فالمَجِيءُ موصول به الرجوعُ فهو بَدْءٌ والرجوعُ عَوْدٌ انتهى
كلام سيبويه وحكى بعضهم رجع عَوْداً على بدء من غير إِضافة ولك العَوْدُ
والعَوْدَةُ والعُوادَةُ أَي لك أَن تعودَ في هذا الأَمر كل هذه الثلاثة عن
اللحياني قال الأَزهري قال بعضهم العَوْد تثنية الأَمر عَوْداً بعد بَدْءٍ يقال
بَدَأَ ثم عاد والعَوْدَةُ عَوْدَةُ مرةٍ واحدةٍ وقوله تعالى كما بدأَكم تَعودُون
فريقاً هَدى وفريقاً حقَّ عليهم الضلالةُ يقول ليس بَعْثُكم بأَشَدَّ من ابِتدائِكم
وقيل معناه تَعُودون أَشقِياءَ وسُعداءَ كما ابْتَدأَ فِطْرَتَكُم في سابق علمه
وحين أَمَرَ بنفْخِ الرُّوحِ فيهم وهم في أَرحام أُمهاتهم وقوله عز وجل والذين
يُظاهِرون من نسائهم ثم يَعودُون لما قالوا فَتَحْريرُ رَقَبَةٍ قال الفراء يصلح
فيها في العربية ثم يعودون إِلى ما قالوا وفيما قالوا يريد النكاح وكلٌّ صوابٌ
يريد يرجعون عما قالوا وفي نَقْض ما قالوا قال ويجوز في العربية أَن تقول إِن عاد
لما فعل تريد إِن فعله مرة أُخرى ويجوز إِن عاد لما فعل إِن نقض ما فعل وهو كما
تقول حلف أَن يضربك فيكون معناه حلف لا يضربك وحلف ليضربنك وقال الأَخفش في قوله
ثم يعودون لما قالوا إِنا لا نفعله فيفعلونه يعني الظهار فإِذا أَعتق رقبة عاد
لهذا المعنى الذي قال إِنه عليّ حرام ففعله وقال أَبو العباس المعنى في قوله
يعودون لما قالوا لتحليل ما حرّموا فقد عادوا فيه وروى الزجاج عن الأَخفش أَنه جعل
لما قالوا من صلة فتحرير رقبة والمعنى عنده والذين يظاهرون ثم يعودون فتحرير رقبة
لما قالوا قال وهذا مذهب حسن وقال الشافعي في قوله والذين يظاهرون من نسائهم ثم
يعودون لما قالوا فتحرير رقبة يقول إِذا ظاهر منها فهو تحريم كان أَهل الجاهلية
يفعلونه وحرّم على المسلمين تحريم النساء بهذا اللفظ فإِن أَتْبَعَ المُظاهِرُ
الظِّهارَ طلاقاً فهو تحريم أَهل الإِسلام وسقطت عنه الكفارة وإِن لم يُتْبِع
الظهار طلاقاً فقد عاد لما حرم ولزمه الكفارة عقوبة لما قال قال وكان تحريمه
إِياها بالظهار قولاً فإِذا لم يطلقها فقد عاد لما قال من التحريم وقال بعضهم إِذا
أَراد العود إِليها والإِقامة عليها مَسَّ أَو لم يَمَسَّ كَفَّر قال الليث يقول
هذا الأَمر أَعْوَدُ عليك أَي أَرفق بك وأَنفع لأَنه يعود عليك برفق ويسر
والعائدَةُ اسم ما عادَ به عليك المفضل من صلة أَو فضل وجمعه العوائد قال ابن سيده
والعائدة المعروفُ والصِّلةُ يعاد به على الإِنسان والعَطْفُ والمنْفَعَةُ
والعُوادَةُ بالضم ما أُعيد على الرجل من طعام يُخَصُّ به بعدما يفرُغُ القوم قال
الأَزهري إِذا حذفت الهاء قلت عَوادٌ كما قالوا أَكامٌ ولمَاظٌ وقَضامٌ قال
الجوهري العُوادُ بالضم ما أُعيد من الطعام بعدما أُكِلَ منه مرة وعَوادِ بمعنى
عُدْ مثل نَزالِ وتَراكِ ويقال أَيضاً عُدْ إِلينا فإِن لك عندنا عَواداً حَسَناً
بالفتح أَي ما تحب وقيل أَي برّاً ولطفاً وفلان ذو صفح وعائدة أَي ذو عفو وتعطف
والعَوادُ البِرُّ واللُّطْف ويقال للطريق الذي أَعاد فيه السفر وأَبدأَ معيد ومنه
قول ابن مقبل يصف الإِبل السائرة يُصْبِحْنَ بالخَبْتِ يَجْتَبْنَ النِّعافَ على
أَصْلابِ هادٍ مُعِيدٍ لابِسِ القَتَمِ أَراد بالهادي الطريقَ الذي يُهْتَدى إِليه
وبالمُعِيدِ الذي لُحِبَ والعادَةُ الدَّيْدَنُ يُعادُ إِليه معروفة وجمعها عادٌ
وعاداتٌ وعِيدٌ الأَخيرةُ عن كراع وليس بقوي إِنما العِيدُ ما عاد إِليك من
الشَّوْقِ والمرض ونحوه وسنذكره وتَعَوَّدَ الشيءَ وعادَه وعاوَدَه مُعاوَدَةً
وعِواداً واعتادَه واستعاده وأَعادَه أَي صار عادَةً له أَنشد ابن الأَعرابي لم
تَزَلْ تِلْكَ عادَةَ اللهِ عِنْدي والفَتى آلِفٌ لِما يَسْتَعِيدُ وقال تَعَوَّدْ
صالِحَ الأَخْلاقِ إِني رأَيتُ المَرْءَ يَأْلَفُ ما اسْتَعادا وقال أَبو كبير
الهذلي يصف الذئاب إِلاَّ عَواسِلَ كالمِراطِ مُعِيدَةً باللَّيْلِ مَوْرِدَ
أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ أَي وردت مرات فليس تنكر الورود وعاوَدَ فلانٌ ما كان فيه فهو
مُعاوِدٌ وعاوَدَتْه الحُمَّى وعاوَدَهُ بالمسأَلة أَي سأَله مرة بعد أُخرى
وعَوَّدَ كلبه الصيْدَ فَتَعَوّده وعوّده الشيءَ جعله يعتاده والمُعاوِدُ
المُواظِبُ وهو منه قال الليث يقال للرجل المواظبِ على أَمْرٍ معاوِدٌ وفي كلام
بعضهم الزموا تُقى اللَّهِ واسْتَعِيدُوها أَي تَعَوَّدُوها واسْتَعَدْتُه الشيء
فأَعادَه إِذا سأَلتَه أَن يفعله ثانياً والمُعاوَدَةُ الرجوع إِلى الأَمر الأَول
يقال للشجاع بطَلٌ مُعاوِدٌ لأَنه لا يَمَلُّ المِراسَ وتعاوَدَ القومُ في الحرب
وغيرها إِذا عاد كل فريق إِلى صاحبه وبطل مُعاوِد عائد والمَعادُ المَصِيرُ
والمَرْجِعُ والآخرة مَعادُ الخلقِ قال ابن سيده والمعاد الآخرةُ والحج وقوله
تعالى إِن الذي فرض عليك القرآن لرادّك إِلى مَعادٍ يعني إِلى مكة عِدَةٌ للنبي
صلى الله عليه وسلم أَن يفتحها له وقال الفراء إِلى معاد حيث وُلِدْتَ وقال ثعلب
معناه يردّك إِلى وطنك وبلدك وذكروا أَن جبريل قال يا محمد اشْتَقْتَ إِلى مولدك
ووطنك ؟ قال نعم فقال له إِن الذي فرض عليك القرآن لرادّك إِلى معاد قال والمَعادُ
ههنا إِلى عادَتِك حيث وُلِدْتَ وليس من العَوْدِ وقد يكون أَن يجعل قوله لرادّك
إِلى معادٍ لَمُصَيِّرُكَ إِلى أَن تعود إِلى مكة مفتوحة لك فيكون المَعادُ تعجباً
إِلى معادٍ أَيِّ معادٍ لما وعده من فتح مكة وقال الحسن معادٍ الآخرةُ وقال مجاهد
يُحْييه يوم البعث وقال ابن عباس أَي إِلى مَعْدِنِك من الجنة وقال الليث
المَعادَةُ والمَعاد كقولك لآل فلان مَعادَةٌ أَي مصيبة يغشاهم الناس في مَناوِحَ
أَو غيرها يتكلم به النساء يقال خرجت إِلى المَعادةِ والمَعادِ والمأْتم والمَعادُ
كل شيء إِليه المصير قال والآخرة معاد للناس وأَكثر التفسير في قوله « لرادّك إِلى
معاد » لباعثك وعلى هذا كلام الناس اذْكُرِ المَعادَ أَي اذكر مبعثك في الآخرة
قاله الزجاج وقال ثعلب المعاد المولد قال وقال بعضهم إِلى أَصلك من بني هاشم وقالت
طائفة وعليه العمل إِلى معاد أَي إِلى الجنة وفي الحديث وأَصْلِحْ لي آخِرتي التي
فيها مَعادي أَي ما يعودُ إِليه يوم القيامة وهو إِمّا مصدر وإِمّا ظرف وفي حديث
عليّ والحَكَمُ اللَّهُ والمَعْوَدُ إِليه يومَ القيامة أَي المَعادُ قال ابن
الأَثير هكذا جاء المَعْوَدُ على الأَصل وهو مَفْعَلٌ من عاد يعود ومن حق أَمثاله
أَن تقلب واوه أَلفاً كالمَقام والمَراح ولكنه استعمله على الأَصل تقول عاد الشيءُ
يعودُ عَوْداً ومَعاداً أَي رجع وقد يرد بمعنى صار ومنه حديث معاذ قال له النبي
صلى الله عليه وسلم أَعُدْتَ فَتَّاناً يا مُعاذُ أَي صِرتَ ومنه حديث خزيمة عادَ
لها النَّقادُ مُجْرَنْثِماً أَي صار ومنه حديث كعب وَدِدْتُ أَن هذا اللَّبَنَ
يعودُ قَطِراناً أَي يصير فقيل له لِمَ ذلك قال تَتَبَّعَتْ قُرَيشٌ أَذْنابَ
الإِبلِ وتَرَكُوا الجماعاتِ والمَعادُ والمَعادة المأْتَمُ يُعادُ إِليه وأَعاد
فلان الصلاةَ يُعِيدها وقال الليث رأَيت فلاناً ما يُبْدِيءُ وما يُعِيدُ أَي ما
يتكلم ببادئَة ولا عائِدَة وفلان ما يُعِيدُ وما يُبدئ إِذا لم تكن له حيلة عن ابن
الأَعرابي وأَنشد وكنتُ امْرَأً بالغَورِ مِنِّي ضَمانَةٌ وأُخْرى بِنَجْد ما
تُعِيدُ وما تُبْدي يقول ليس لِما أَنا فيه من الوجد حيلة ولا جهة والمُعِيدُ
المُطِيقُ للشيءِ يُعاوِدُه قال لا يَسْتَطِيعُ جَرَّهُ الغَوامِضُ إِلا المُعِيداتُ
به النَّواهِضُ وحكى الأَزهري في تفسيره قال يعني النوق التي استعادت النهض
بالدَّلْوِ ويقال هو مُعِيدٌ لهذا الشيء أَي مُطِيقٌ له لأَنه قد اعْتادَه وأَما
قول الأَخطل يَشُولُ ابنُ اللَّبونِ إِذا رآني ويَخْشاني الضُّواضِيَةُ المُعِيدُ
قال أَصل المُعيدِ الجمل الذي ليس بِعَياياءٍ وهو الذي لا يضرب حتى يخلط له
والمعِيدُ الذي لا يحتاج إِلى ذلك قال ابن سيده والمعيد الجمل الذي قد ضرب في
الإِبل مرات كأَنه أَعاد ذلك مرة بعد أُخرى وعادني الشيءُ عَوْداً واعتادني
انْتابَني واعتادني هَمٌّ وحُزْنٌ قال والاعتِيادُ في معنى التَّعوُّدِ وهو من
العادة يقال عَوَّدْتُه فاعتادَ وتَعَوَّدَ والعِيدُ ما يَعتادُ من نَوْبٍ وشَوْقٍ
وهَمٍّ ونحوه وما اعتادَكَ من الهمِّ وغيره فهو عِيدٌ قال الشاعر والقَلْبُ
يَعْتادُه من حُبِّها عِيدُ وقال يزيد بن الحكم الثقفي سليمان بن عبد الملك أَمْسَى
بأَسْماءَ هذا القلبُ مَعْمُودَا إِذا أَقولُ صَحا يَعْتادُه عِيدا كأَنَّني يومَ
أُمْسِي ما تُكَلِّمُني ذُو بُغْيَةٍ يَبْتَغي ما ليسَ مَوْجُوداً كأَنَّ أَحْوَرَ
من غِزْلانِ ذي بَقَرٍ أَهْدَى لنا سُنَّةَ العَيْنَيْنِ والجِيدَا وكان أَبو علي
يرويه شبه العينين والجيدا بالشين المعجمة وبالباء المعجمة بواحدة من تحتها أَراد
وشبه الجيد فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مُقامه وقد قيل إِن أَبا علي صحفه
يقول في مدحها سُمِّيتَ باسمِ نَبِيٍّ أَنتَ تُشْبِهُه حِلْماً وعِلْماً سليمان
بنِ داودا أَحْمِدْ به في الورى الماضِين من مَلِكٍ وأَنتَ أَصْبَحتَ في الباقِينَ
مَوْجُوداً لا يُعذَلُ الناسُ في أَن يَشكُروا مَلِكاً أَوْلاهُمُ في الأُمُورِ
الحَزْمَ والجُودا وقال المفضل عادني عِيدي أَي عادتي وأَنشد عادَ قَلْبي من
الطويلةِ عِيدُ أَراد بالطويلة روضة بالصَّمَّانِ تكون ثلاثة أَميال في مثلها
وأَما قول تأَبَّطَ شَرّاً يا عيدُ ما لَكَ من شَوْقٍ وإِيراقِ ومَرِّ طَيْفٍ على
الأَهوالِ طَرَّاقِ قال ابن الأَنباري في قوله يا عيد ما لك العِيدُ ما يَعْتادُه
من الحزن والشَّوْق وقوله ما لك من شوق أَي ما أَعظمك من شوق ويروى يا هَيْدَ ما
لكَ والمعنى يا هَيْدَ ما حالُك وما شأْنُك يقال أَتى فلان القومَ فما قالوا له
هَيْدَ مالَك أَي ما سأَلوه عن حاله أَراد يا أَيها المعتادُني ما لَك من شَوْقٍ
كقولك ما لَكَ من فارس وأَنت تتعجَّب من فُروسيَّته وتمدحه ومنه قاتله الله من
شاعر والعِيدُ كلُّ يوم فيه جَمْعٌ واشتقاقه من عاد يَعُود كأَنهم عادوا إِليه
وقيل اشتقاقه من العادة لأَنهم اعتادوه والجمع أَعياد لزم البدل ولو لم يلزم لقيل
أَعواد كرِيحٍ وأَرواحٍ لأَنه من عاد يعود وعَيَّدَ المسلمون شَهِدوا عِيدَهم قال
العجاج يصف الثور الوحشي واعْتادَ أَرْباضاً لَها آرِيُّ كما يَعُودُ العِيدَ
نَصْرانيُّ فجعل العيد من عاد يعود قال وتحوَّلت الواو في العيد ياء لكسرة العين
وتصغير عِيد عُيَيْدٌ تركوه على التغيير كما أَنهم جمعوه أَعياداً ولم يقولوا
أَعواداً قال الأَزهري والعِيدُ عند العرب الوقت الذي يَعُودُ فيه الفَرَح والحزن
وكان في الأَصل العِوْد فلما سكنت الواو وانكسر ما قبلها صارت ياء وقيل قلبت الواو
ياء ليَفْرُقوا بين الاسم الحقيقي وبين المصدريّ قال الجوهري إِنما جُمِعَ أَعيادٌ
بالياء للزومها في الواحد ويقال للفرق بينه وبين أَعوادِ الخشب ابن الأَعرابي سمي
العِيدُ عيداً لأَنه يعود كل سنة بِفَرَحٍ مُجَدَّد وعادَ العَلِيلَ يَعُودُه
عَوْداً وعِيادة وعِياداً زاره قال أَبو ذؤيب أَلا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ تَنَظَّرَ
خالدٌ عِيادي على الهِجْرانِ أَم هوَ يائِسُ ؟ قال ابن جني وقد يجوز أَن يكون
أَراد عيادتي فحذف الهاء لأَجل الإِضافة كما قالوا ليت شعري ورجل عائدٌ من قَوْم
عَوْدٍ وعُوَّادٍ ورجلٌ مَعُودٌ ومَعْوُود الأَخيرة شاذة وهي تميمية وقال اللحياني
العُوادَةُ من عِيادةِ المريض لم يزد على ذلك وقَوْمٌ عُوَّادٌ وعَوْدٌ الأَخيرة
اسم للجمع وقيل إِنما سمي بالمصدر ونِسوةٌ عوائِدُ وعُوَّدٌ وهنَّ اللاتي يَعُدْنَ
المريض الواحدة عائِدةٌ قال الفراء يقال هؤلاء عَودُ فلان وعُوَّادُه مثل زَوْرِه
وزُوَّاره وهم الذين يَعُودُونه إِذا اعْتَلَّ وفي حديث فاطمة بنت قيس فإِنها
امرأَة يكثُرُ عُوَّادُها أَي زُوَّارُها وكل من أَتاك مرة بعد أُخرى فهو عائد
وإِن اشتهر ذلك في عيادة المريض حتى صار كأَنه مختص به قال الليث العُودُ كل خشبة
دَقَّتْ وقيل العُودُ خَشَبَةُ كلِّ شجرةٍ دقّ أَو غَلُظ وقيل هو ما جرى فيه الماء
من الشجر وهو يكون للرطْب واليابس والجمع أَعوادٌ وعِيدانٌ قال الأَعشى فَجَرَوْا
على ما عُوِّدوا ولكلِّ عِيدانٍ عُصارَهْ وهو من عُودِ صِدْقٍ أَو سَوْءٍ على
المثل كقولهم من شجرةٍ صالحةٍ وفي حديث حُذَيفة تُعْرَضُ الفِتَنُ على القلوبِ
عَرْضَ الحُصْرِ عَوْداً عَوْداً قال ابن الأَثير هكذا الرواية بالفتح أَي مرة بعد
مرةٍ ويروى بالضم وهو واحد العِيدان يعني ما ينسج به الحُصْرُ من طاقاته ويروى
بالفتح مع ذال معجمة كأَنه استعاذ من الفتن والعُودُ الخشبة المُطَرَّاةُ يدخَّن
بها ويُسْتَجْمَرُ بها غَلَبَ عليها الاسم لكرمه وفي الحديث عليكم بالعُودِ
الهِندِيّ قيل هو القُسْطُ البَحْرِيُّ وقيل هو العودُ الذي يتبخر به والعُودُ ذو
الأَوْتارِ الأَربعة الذي يضرب به غلب عليه أَيضاً كذلك قال ابن جني والجمع
عِيدانٌ ومما اتفق لفظه واختلف معناه فلم يكن إِيطاءً قولُ بعض المولّدين يا طِيبَ
لَذَّةِ أَيامٍ لنا سَلَفَتْ وحُسْنَ بَهْجَةِ أَيامِ الصِّبا عُودِي أَيامَ
أَسْحَبُ ذَيْلاً في مَفارِقِها إِذا تَرَنَّمَ صَوْتُ النَّايِ والعُودِ وقهْوَةٍ
من سُلافِ الدَّنِّ صافِيَةٍ كالمِسْكِ والعَنبَرِ الهِندِيِّ والعُودِ تستَلُّ
رُوحَكَ في بِرٍّ وفي لَطَفٍ إِذا جَرَتْ منكَ مجرى الماءِ في العُودِ قوله
أَوَّلَ وهْلَةٍ عُودي طَلَبٌ لها في العَوْدَةِ والعُودُ الثاني عُودُ الغِناء
والعُودُ الثالث المَنْدَلُ وهو العُودُ الذي يتطيب به والعُودُ الرابع الشجرة
وهذا من قَعاقعِ ابن سيده والأَمر فيه أَهون من الاستشهاد به أَو تفسير معانيه
وإِنما ذكرناه على ما وجدناه والعَوَّادُ متخذ العِيدانِ وأَما ما ورد في حديث
شريح إِنما القضاء جَمْرٌ فادفعِ الجمرَ عنك بعُودَيْنِ فإِنه أَراد بالعودين
الشاهدين يريد اتق النار بهما واجعلهما جُنَّتَك كما يدفع المُصْطَلي الجمرَ عن
مكانه بعود أَو غيره لئلا يحترق فمثَّل الشاهدين بهما لأَنه يدفع بهما الإِثم
والوبال عنه وقيل أَراد تثبت في الحكم واجتهد فيما يدفع عنك النار ما استطعت وقال
شمر في قول الفرزدق ومَنْ وَرِثَ العُودَيْنِ والخاتَمَ الذي له المُلْكُ والأَرضُ
الفَضاءُ رَحْيبُها قال العودانِ مِنْبَرُ النبي صلى الله عليه وسلم وعَصاه وقد
ورد ذكر العودين في الحديث وفُسِّرا بذلك وقول الأَسود بن يعفر ولقد عَلِمْت سوَى
الذي نَبَّأْتني أَنَّ السَّبِيلَ سَبِيلُ ذي الأَعْوادِ قال المفضل سبيل ذي
الأَعواد يريد الموت وعنى بالأَعواد ما يحمل عليه الميت قال الأَزهري وذلك إِن
البوادي لا جنائز لهم فهم يضمون عُوداً إِلى عُودٍ ويحملون الميت عليها إِلى القبر
وذو الأَعْواد الذي قُرِعَتْ له العَصا وقيل هو رجل أَسَنَّ فكان يُحمل في
مِحَفَّةٍ من عُودٍ أَبو عدنان هذا أَمر يُعَوِّدُ الناسَ عليَّ أَي يُضَرِّيهم
بِظُلْمي وقال أَكْرَهُ تَعَوُّدَ الناسِ عليَّ فَيَضْرَوْا بِظُلْمي أَي
يَعْتادُوه وقال شمر المُتَعَيِّدُ الظلوم وأَنشد ابن الأَعرابي لطرفة فقال أَلا
ماذا تَرَوْنَ لِشارِبٍ شَدِيدٍ علينا سُخطُه مُتَعَيِّدِ ؟
( * في ديوان طرفة شديد علينا بغيُه متعمِّدِ )
أَي ظلوم وقال جرير يَرَى المُتَعَيِّدُونَ عليَّ دُوني أُسُودَ خَفِيَّةَ
الغُلْبَ الرِّقابا وقال غيره المُتَعَيِّدُ الذي يُتَعَيَّدُ عليه بوعده وقال
أَبو عبد الرحمن المُتَعَيِّدُ المُتجَنِّي في بيت جرير وقال ربيعة بن مقروم على
الجُهَّالِ والمُتَعَيِّدِينا قال والمُتَعَيِّدُ الغَضْبانُ وقال أَبو سعيد
تَعَيِّدَ العائنُ على ما يَتَعَيَّنُ إِذا تَشَهَّقَ عليه وتَشَدَّدَ ليبالغ في
إِصابته بعينه وحكي عن أَعرابي هو لا يُتَعَيَّنُ عليه ولا يُتَعَيَّدُ وأَنشد ابن
السكيت كأَنها وفَوْقَها المُجَلَّدُ وقِرْبَةٌ غَرْفِيَّةٌ ومِزْوَدُ غَيْرَى على
جاراتِها تَعَيِّدُ قال المُجَلَّدُ حِمْل ثقيل فكأَنها وفوقها هذا الحمل وقربة
ومزود امرأَة غَيْرَى تعيد أَي تَنْدَرِئُ بلسانها على ضَرَّاتها وتحرّك يديها
والعَوْدُ الجمل المُسِنُّ وفيه بقية وقال الجوهري هو الذي جاوَزَ في السنِّ
البازِلَ والمُخْلِفَ والجمع عِوَدَةٌ قال الأَزهري ويقال في لغة عِيَدَةَ وهي
قبيحة وفي المثل إنّ جَرْجَدَ العَوْدَ فَزِدْه وقْراً وفي المثل زاحِمْ بعَوْد
أَو دَعْ أَي استعن على حربك بأَهل السن والمعرفة فإِنَّ رأْي الشيخ خير من
مَشْهَدِ الغلام والأُنثى عَوْدَةٌ والجمع عِيادٌ وقد عادَ عَوْداً وعَوَّدَ وهو
مُعَوِّد قال الأَزهري وقد عَوَّدَ البعيرُ تَعْوِيداً إِذا مضت له ثلاث سنين بعد
بُزُولِه أَو أَربعٌ قال ولا يقال للناقة عَوْدَةٌ ولا عَوَّدَتْ قال وسمعت بعض
العرب يقول لفرس له أُنثى عَوْدَةٌ وفي حديث حسان قد آن لكم أَنْ تَبْعَثُوا إِلى
هذا العَوْدِ هو الجمل الكبير المُسِنُّ المُدَرَّبُ فشبه نفسه به وفي حديث معاوية
سأَله رجل فقال إِنك لَتَمُتُّ بِرَحِمٍ عَوْدَة فقال بُلَّها بعَطائكَ حتى
تَقْرُبَ أَي برَحِمٍ قديمةٍ بعيدة النسب والعَوْد أَيضاً الشاة المسن والأُنثى
كالأُنثى وفي الحديث أَنه عليه الصلاة والسلام دخل على جابر بن عبد الله منزلَهُ
قال فَعَمَدْتُ إِلى عَنْزٍ لي لأَذْبَحَها فَثَغَتْ فقال عليه السلام يا جابر لا
تَقْطَعْ دَرًّا ولا نَسْلاً فقلت يا رسول الله إِنما هي عَوْدَة علفناها البلح
والرُّطَب فسمنت حكاه الهروي في الغريبين قال ابن الأَثير وعَوَّدَ البعيرُ
والشاةُ إِذا أَسَنَّا وبعير عَوْد وشاة عَوْدَةٌ قال ابن الأَعرابي عَوَّدَ
الرجلُ تَعْويداً إِذا أَسن وأَنشد فَقُلْنَ قد أَقْصَرَ أَو قد عَوّدا أَي صار
عَوْداً كبيراً قال الأَزهري ولا يقال عَوْدٌ لبعير أَو شاة ويقال للشاة عَوْدة
ولا يقال للنعجة عَوْدة قال وناقة مُعَوِّد وقال الأَصمعي جمل عَوْدٌ وناقة
عَوْدَةٌ وناقتان عَوْدَتان ثم عِوَدٌ في جمع العَوْدة مثل هِرَّةٍ وهِرَرٍ
وعَوْدٌ وعِوَدَةٌ مثل هِرٍّ وهِرَرَةٍ وفي النوادر عَوْدٌ وعِيدَة وأَما قول أَبي
النجم حتى إِذا الليلُ تَجَلَّى أَصْحَمُه وانْجابَ عن وجْهٍ أَغَرَّ أَدْهَمُه
وتَبِعَ الأَحْمَرَ عَوْدٌ يَرْجُمُه فإِنه أَراد بالأَحمر الصبح وأَراد بالعود
الشمس والعَوْدُ الطريقُ القديمُ العادِيُّ قال بشير بن النكث عَوْدٌ على عَوْدٍ
لأَقْوامٍ أُوَلْ يَمُوتُ بالتَّركِ ويَحْيا بالعَمَلْ يريد بالعود الأُول الجمل
المسنّ وبالثاني الطريق أَي على طريق قديم وهكذا الطريق يموت إِذا تُرِكَ ويَحْيا
إِذا سُلِكَ قال ابن بري وأَما قول الشاعر عَوْدٌ عَلى عَوْدٍ عَلى عَوْدٍ خَلَقْ
فالعَوْدُ الأَول رجل مُسنّ والعَوْدُ الثاني جمل مسنّ والعود الثالث طريق قديم
وسُودَدٌ عَوْدٌ قديمٌ على المثل قال الطرماح هَلِ المَجْدُ إِلا السُّودَدُ
العَوْدُ والنَّدى وَرَأْبُ الثَّأَى والصَّبْرُ عِنْدَ المَواطِنِ ؟ وعادَني أَنْ
أَجِيئَك أَي صَرَفَني مقلوب من عَداني حكاه يعقوب وعادَ فِعْلٌ بمنزلة صار وقول
ساعدة بن جؤية فَقَامَ تَرْعُدُ كَفَّاه بِمِيبَلَة قد عادَ رَهْباً رَذِيّاً
طائِشَ القَدَمِ لا يكون عاد هنا إِلا بمعنى صار وليس يريد أَنه عاود حالاً كان
عليها قبل وقد جاء عنهم هذا مجيئاً واسعاً أَنشد أَبو علي للعجاج وقَصَباً حُنِّيَ
حَتَّى كادَا يَعُودُ بَعْدَ أَعْظُمٍ أَعْوادَا أَي يصير وعاد قبيلة قال ابن سيده
قضينا على أَلفها أَنها واو للكثرة وأَنه ليس في الكلام « ع ي د » وأَمَّا عِيدٌ
وأَعْيادٌ فبد لازم وأَما ما حكاه سيبويه من قول بعض العرب من أَهلِ عاد بالإِمالة
فلا يدل ذلك أَن أَلفها من ياء لما قدّمنا وإِنما أَمالوا لكسرة الدال قال ومن
العرب من يدَعُ صَرْفَ عاد وأَنشد تَمُدُّ عليهِ منْ يَمِينٍ وأَشْمُلٍ بُحُورٌ له
مِنْ عَهْدِ عاد وتُبَّعا جعلهما اسمين للقبيلتين وبئر عادِيَّةٌ والعادِيُّ الشيء
القديم نسب إِلى عاد قال كثير وما سالَ وادٍ مِنْ تِهامَةَ طَيِّبٌ به قُلُبٌ
عادِيَّةٌ وكُرُورُ
( * قوله « وكرور » كذا بالأصل هنا والذي فيه في مادة ك ر ر وكرار بالالف وأورد
بيتاً قبله على هذا النمط وكذا الجوهري فيها )
وعاد قبيلة وهم قومُ هودٍ عليه السلام قال الليث وعاد الأُولى هم عادُ بن عاديا بن
سام بن نوح الذين أَهلكهم الله قال زهير وأُهْلِكَ لُقْمانُ بنُ عادٍ وعادِيا
وأَما عاد الأَخيرة فهم بنو تميم ينزلون رمالَ عالِجٍ عَصَوُا الله فَمُسخُوا
نَسْناساً لكل إِنسان منهم يَدٌ ورجل من شِقّ وما أَدْري أَيُّ عادَ هو غير مصروف
( * قوله « غير مصروف » كذا بالأصل والصحاح وشرح القاموس ولو اريد بعاد القبيلة لا
يتعين منعه من الصرف ولذا ضبط في القاموس الطبع بالصرف ) أَي أَيّ خلق هو والعِيدُ
شجر جبلي يُنْبِتُ عِيداناً نحو الذراع أَغبر لا ورق له ولا نَوْر كثير اللحاء
والعُقَد يُضَمَّدُ بلحائه الجرح الطري فيلتئم وإِنما حملنا العيد على الواو لأَن
اشتقاق العيد الذي هو الموسم إِنما هو من الواو فحملنا هذا عليه وبنو العِيدِ حي
تنسب إِليه النوق العِيدِيَّةُ والعيدِيَّة نجائب منسوبة معروفة وقيل العِيدية
منسوبة إِلى عاد بن عاد وقيل إلى عادِيّ بن عاد إِلا أَنه على هذين الأَخيرين
نَسَبٌ شاذٌّ وقيل العيدية تنسب إِلى فَحْلٍ مُنْجِب يقال له عِيدٌ كأَنه ضرب في
الإِبل مرات قال ابن سيده وهذا ليس بقويّ وأَنشد الجوهري لرذاذ الكلبي ظَلَّتْ
تَجُوبُ بها البُلْدانَ ناجِيَةٌ عِيدِيَّةٌ أُرْهِنَتْ فيها الدَّنانِيرُ وقال هي
نُوق من كِرام النجائب منسوبة إِلى فحل منجب قال شمر والعِيدِيَّة ضَرْب من الغنم
وهي الأُنثى من البُرِْقانِ قال والذكر خَرُوفٌ فلا يَزالُ اسمَه حتى يُعَقَّ عَقِيقَتُه
قال الأَزهري لا أَعرف العِيدِيَّة في الغنم وأَعرف جنساً من الإِبل
العُقَيْلِيَّة يقال لها العِيدِيَّة قال ولا أَدري إِلى أَي شيء نسبت وحكى
الأَزهري عن الأَصمعي العَيْدانَةُ النخلة الطويلة والجمع العَيْدانُ قال لبيد
وأَبْيَض العَيْدانِ والجَبَّارِ قال أَبو عدنان يقال عَيْدَنَتِ النخلةُ إِذا
صارت عَيْدانَةً وقال المسيب بن علس والأُدْمُ كالعَيْدانِ آزَرَها تحتَ الأَشاءِ
مُكَمَّمٌ جَعْلُ قال الأَزهري من جعل العيدان فَيْعالاً جعل النون أَصلية والياء
زائدة ودليله على ذلك قولهم عيْدَنَتِ النخلةُ ومن جعله فَعْلانَ مثل سَيْحانَ من
ساحَ يَسِيحُ جعل الياء أَصلية والنون زائدة قال الأَصمعي العَيْدانَةُ شجرة
صُلْبَة قديمة لها عروق نافذة إِلى الماء قال ومنه هَيْمانُ وعَيْلانُ وأَنشد
تَجاوَبْنَ في عَيْدانَةٍ مُرْجَحِنَّةٍ مِنَ السِّدْرِ رَوَّاها المَصِيفَ مَسِيلُ
وقال بَواسِق النخلِ أَبكاراً وعَيْدانا قال الجوهري والعَيدان بالفتح الطِّوالُ
من النخل الواحدة عيْدانَةٌ هذا إِن كان فَعْلان فهو من هذا الباب وإِن كان
فَيْعالاً فهو من باب النون وسنذكره في موضعه والعَوْدُ اسم فرَس مالك بن جُشَم
والعَوْدُ أَيضاً فرس أُبَيّ بن خلَف وعادِ ياءُ اسم رجل قال النمر بن تولب هَلاَّ
سَأَلْت بِعادياءَ وَبَيْتِه والخلِّ والخمرِ الذي لم يُمْنَعِ ؟ قال وإِن كان
تقديره فاعلاء فهو من باب المعتل يذكر في موضعه