" الشَّعَث محرَكةً " وبالتَّسْكِينِ " : انْتِشَارُ الأَمْرِ " وخَلَلُه قال كَعْبُ بنُ مالِكٍ الأَنصاريّ :
لَمَّ إِلإِلُه بهِ شَعْثاً وَرَمَّ بِهِ ... أُمُورَ أُمَّتِه والأَمْرُ مُنْتَشِرُ
الشَّعَثُ بالتحريك " مَصْدَرُ الأَشْعَثِ للمُغْبَرِّ الرّأْسِ " المُنْتَتِفِ الشَّعَرِ الحَافِّ الذي لم يَدَّهِنْ . وقد " شَعِثَ كفَرِحَ " شَعَثاً وشُعُوثَةً فهو شَعِثٌ وأَشْعَثُ وشَعْثَانُ . " والتَّشَعُّثُ : التَّفَرُّقُ " والتَّنَكُّثُ كما يَتَشَعَّثُ رأْسُ المِسْوَاك وهو مَجَاز . وتَشْعِيثُ الشَّيْءِ : تَفْرِيقُه . قال شيخُنا : وقد صرّحَ جماعةٌ من أَربابِ الاشْتِقَاق أَنّ هذه المادَّةَ بجميع تصاريفها تَدُلُّ على التَّفَرُّق فقط واغْتَرَّبه مُنْلاَ عَلِيّ وأَورَدَ من كلامِ النّهَايَةِ أَحادِيثَ دالَّةً على التَّفَرُّقِ وهو عند التّأَمُّلِ ليس كذلك بل كلامُهم ظاهرٌ في أَنّ هذه المادةَ تَدُلّ على الانتشار وإِليه يرجِع معنى التَّفَرُّق . التَّشَعُّثُ والتَّشْعِيثُ " : الأَخْذُ " يقال : تَشَعَّثَهُ الدّهْرُ إِذا أَخَذَه وفي حَدِيث عَطَاءٍ : " أَنّه كان يُجِيز أَنْ يُشْعَّثَ سَنَى الحَرَمِ ما لَمْ يُقْلَعْ من أَصْلِه " أَي يُؤْخَذَ من فُرُوعهِ المُتَفَرّقة ما يَصِيرُ به شَعِثاً ولا يَسْتَأْصِله وهو مجاز وفي حديث عثمانَ " حينَ شَعَّثَ النّاسُ في الطَّعْنِ عَلَيْهِ " أَي أَخَذُوا في ذَمِّه والقَدْحِ فيه بتَشْعِيثِ عِرْضِه وفي الحديث : " لَمَّ اللهُ شَعَثَهُ " أَي جَمَعَ ما تَفَرَّقَ منه ومنه شَعَثُ الرّأْسِ وهو مَجاز وفي حَدِيثِ الدّعاءِ : " أَسْأَلُكَ رَحمةً تَلُمُّ بها شَعَثِي " أَي تَجْمَعُ بها ما تَفَرّق من أَمرِي . التَّشَعُّثُ والتَّشْعِيثُ " : أَكْلُ القَلِيلِ من الطَّعَامِ " يقال : شَعَّثْتُ من الطَّعَامِ أَي أَكَلْتُ قَلِيلاً . التَّشَعُّثُ " : تَلَبُّدُ الشَّعَرِ " والتَّغَبُّرُ يقال : تَشَعَّثَ إِذا تَلَبَّدَ شَعَرُه واغْبَرَّ وشَعَّثْتُه أَنا تَشْعِيثاً وفي الحَدِيثِ " رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ لا يُؤْبَهُ بِهِ لو أَقْسَمَ على اللهِ لأَبَرَّهُ . من المجاز " الأَشْعَثُ : الوَتِدُ " صِفةٌ غالبةٌ غلَبَةَ الاسْمِ ؛ وسُمِّىَ به لتَشَعُّثِ رأْسِه بالدَّقِّ قال :
وأَشْعَثَ في الدّارِ ذِي لِمَّةٍ ... يُطِيلُ الحُفُوفَ ولا يَقْمَلُ قولُ ذِي الرُّمَّةِ :
" ما ظَلَّ مُذْ أَوْجَفَتْ في كُلِّ ظَاهِرَةٍبالأَشْعَثِ الوَرْدِ إِلاَّ وَهْوَ مَهْمُومُ عنَي بالأَشْعَثِ الوَرْدِ الصَّفَارَ وهو " يَبِيسُ البُهْمَي " وإِنما اهتَمّ لمّا رَأَى البُهْمَي هاجَتْ وقد كانَ رَخِىَّ البالِ وهي رَطْبَةٌ والحافِرُ كلُّه شَدِيدُ الحُبِّ للبُهْمَي وهي نَاجِعَةٌ فِيهِ وإِذا جَفَّتْ فَأَسْفَتْ تَأَذَّت الرَّاعِيَةُ بسَفَاها . الأَشْعَثُ : " اسْمُ " رَجُل وهو الأَشْعَثُ بنُ قَيْسِ بنِ مَعْدِ يكَرِبَ . وأَبو هانِىءٍ : أَشْعَثُ بنُ عبدِ المَلِكِ الحُمْرَانيّ مَوْلَى عُثْمَانَ رضي اللهُ عنه بَصْرِيٌّ . وَأَشْعَثُ بنُ عبد الله الحَرَّانِيّ . وأَشْعَثُ بن سِوَارٍ الكُوِفيّ وهو أَضْعَفُهم والثّلاثة يَرْوُون عن الحَسَنِ البَصْرِيّ رضي الله عنه . " ومنه الأَشَاعِثَةُ والأَشَاعِثُ " : مَنْسُوبُون إِلى الأَشْعَثِ بَدلَ : مِن الأَشْعَثِيِّينَ والهاءُ للنَّسب كذا في الصّحاح . " وشُعْثٌ بالضّم : ع " بين السَّوَارِقِيَّة وبين مَعْدِن بني سُلَيْم ويقال : الشُّعْث والعُنَيْزَاتُ قَرْنَانِ صَغِيرَانِ بين السَّوَارِقِيَّةِ والمَعْدنِ . " والشُّعَيْثِيَّةُ : ماء " لبنى نُمَيْرٍ بِبَطْنِ واد يقال له : الحَرِيمُ . " وشَعْثَانُ الرّأْسِ : أَشْعَثُه " وقد شَعِثَ كما تقدم . " وشَعَّثَ منه تَشْعِيثاً : نَضَحَ عنه وذَبَّ " عن عِرْضِه . وفي الحديث : " لما بَلَغَه هِجَاءُ الأَعْشَى عَلْقَمَةَ بنَ عُلاَثَةَ العَامِريَّ نَهَى أَصحابَه أَن يَرْوُوا هِجَاءَهُ وقال : إِنَّ أَبا سُفْيَانَ شَعَّثَ مِنّي عندَ قَيْصَرَ فرَدَّ عليه عَلْقَمَةُ وكذَّبَ أَبا سُفْيانَ " يقال : شَعَّثْتُ من فُلانٍ إِذا غَضَضْتَ مِنْه وتَنَقَّصْتَه من الشَّعَثِ وهو انْتِشَارُ الأَمْرِ . كذا في اللسان . شُعَيْثٌ " كَزُبَيْرٍ : ابنُ مُحْرِزٍ " إِما أَنْ يَكُونَ تصغِيرَ شَعَثٍ أَو شَعِثٍ أَو تصغيرَ أَشْعَثَ مُرَخَّماً . أَنشد سيبويهِ :" لَعَمْرُكَ ما أَدْرِي وإِن كُنْتُ دَارِياًشُعَيْثُ ابن سَهْمٍ أَو شُعَيْثُ ابن مِنْقَرِ ورواه بعضُهم : شُعَيْب وهو تصحيفٌ . " وابنُ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ هكذا في النّسخة وفي أُخرى : وابنُ عبدِ الله وابنُ الزُّبَيْر بزيادة الواو العَاطِفَةِ بينَ عبدِ الله وبين ابن الزُّبَيْر وفي أُخرى : وابن الزُّبَيْبِ بالبَاءِ الموحّدة والصّواب فيه : شُعَيْثُ بنُ عبدِ الله بن الزُّبَيْبِ بن ثَعْلَبَةَ رَوَى عن آبائِه وقد سبق ذِكرُه في ز ب ب فراجِعْه . " وابن مُطَيِّرٍ " بالتّصغِير مع التَّشْدِيد " وإِبراهِيمُ بن شُعَيْثٍ " شَيْخٌ لابنِ وَهْبٍ " مُحَدِّثُون " . وفاتَهِ ذِكْرُ جَماعة : عَمّارُ بنُ شُعَيْثٍ عن أَبِيهِ . وابنُه أَبُو شُعَيْثٍ سَعْدُ بنُ عَمّارٍ روى عنه ابنُ صاعِدٍ . وشُعَيْثُ بن عاصِمِ بنِ حُصَيْنٍ عن أَبِيه عن جَدِّه وعنه ابْنُه عِمْرانُ . وشُعَيْثُ بنُ رَبِيعِ بنِ جُشَيْش التّيميّ : صاحِبُ مُصْعَب بن الزُّبَيْر . وشُعَيْثُ بنُ رَيّان : نديمُ الوَلِيدِ بن عبدِ المَلِكِ . وشُعَيْثُ بنُ نواب : شاعر . وشُعَيْثُ بنُ يَحْيَى أَبْو الفَضْل الشُّعَيْثِيّ عن عبدِ اللهِ بنِ نافعٍ المَدَنِيّ وسَعْدُ بنُ شُعَيْثٍ الطّائِيّ عن المُغِيرَةِ بنِ أَبي ثَوْرٍ . وأَبُو فِرَاس مُحَمَّدُ بنُ فِرَاسِ بن محمّدِ بِن عَطَاءِ بن شُعَيْبِ بن خَوْلِيّ بن مَزْيَدٍ الشّامِيّ : صاحِبُ كتابِ النَّسبِ وأَبوه فِرَاسٌ وجَدُّه وجَدُّ أَبِيه عطاءٌ وأَبوه شُعَيْثٌ وأَخواه الحَسَنُ والهَيْثَم المذكُور حَدَّثوا . أَمّا " شُعَيْثُ بن أَبي الأَشْعَثِ " وكذا شُعَيْثُ بنُ الأَحْوَص فاختُلفَ فيهما " قِيلَ : بالبَاءِ " المُوَحَّدَةِ وهو قول البُخَاريّ وصَحَّحه جماعَةٌ . " وشَعْثَاءُ " : اسمُ " امْرَأَةٍ " قال جَرير :
أَلاَ طَرَقَتْ شَعْثَاءُ والليلُ دُونَهَا ... أَحَمَّ عِلافِيّاً وأَبيضَ ماضِيَا وقال ابنُ الأَعْرَابيّ : وشَعْثاءُ : اسم امرأَةِ حَسّانَ بنِ ثابِتٍ . " وأَبو الشَّعْثاءَ : كُنْيةُ جَمَاعَةٍ " من المُحَدِّثينَ وغيرِهم . أَبُو بَكْرٍ " محمَّدُ بنُ عبدِ الله " وفي بعض النّسخ عُبَيْد اللهن " وعبدُ الرّحْمَن بنُ حَمّادٍ الشُّعَيْثِيّانِ : مُحَدِّثانِ " أَما الأَول : فإِنّ حديثَه عندِي في أَوّلِ الفَوَائِدِ الصِّحاح والغرائب لأَبي سعيد الكَنْجَرُ وذِيّ روى عنه أَبو عبدِ الله طاهرُ بنُ محمّدِ بن إِبراهيمَ البَغْدَاديّ وابنُه عمرُ بنُ محمَّدٍ حَدَّثَ وأَما الثّاني فإِنه رَوَى عن ابن عَوْنٍوَفَاتَه : إِبْرَاهِيمُ بنُ سَلَمَةَ الشُّعَيْثِيّ الذي روى عن ابنِ السَّمّاك . وعبدُ اللهِ بنُ محمَّدٍ الشُّعَيْثِيّ الذي رَوى عن أَحمدَ بن حَفْص . التَّشْعِيثُ : التَّفْرِيقُ والتَّمْيِيزُ كانْشِعَابِ الأَنْهَارِ والأَغْصَانِ . و " المُشَعَّثُ كمُعَظَّم - في العَرُوضِ - " أَي عَروض الخفيفِ " : ما سَقَطَ أَحَدُ مُتَحَرِّكَيْ وَتِدِه " الذي هو " عِلا " من " فاعِلاتُنْ " ولا يكون إِلاّ في الخَفِيفِ والمُجْتَثِّ " كَأَنَّكَ أَسْقَطْتَ من وَتِدِه حَرَكَةً في غيرِ مَوْضِعها فتَشَعَّثَ الجُزْءُ " ولذا سُمِّىَ ذلك بالتَّشْعِيثِ وقوله : أَحد مُتَحَرِّكَيْ وَتِدِه يَحْتَمِلُ ذَهاب العَيْنِ وذَهَابَ الّلام ففي الأَوّلِ يبقَى " فَالاَتُنْ " فيُنْقَل في التّقطيع إِلى " مَفْعُولُن " شَبَّهُوا حَذْفَ العينِ هُنَا بالخَزْم ؛ لأَنّه أَولُ وَتِدٍ وقيل : إِن الّلام هي السّاقطة لأَنّها أَقربُ إِلى الآخِر وذلك أَنّ الحذْفَ إِنما هو في الأَواخِر وفيما قَرُب منها قال أَبو إِسْحَاق : وكِلا القَوْلَيْنِ جائزٌ حَسَنٌ إِلاّ أَن الأَقْيسَ " على ما بَلَوْنا في الأَوْتَاد من الخَرْم " أَن يكون عين " فاعِلاتُنْ " هي المَحْذُوفَة وقياسُ حذْفِ الّلام أَضعَفُ لأَنَّ الأَوتادَ إِنما تُحْذَفُ من أَوائِلها أَو مِن أَواخِرِها قال : وكذلك أَكثرُ الحذْفِ في العَرَبِيّة إِنما هو من الأَوَائِلِ أَو من الأَوَاخِرِ وأَما الأَوْسَاطُ فإِنّ ذلك قليلٌ فيها . قال ابنُ سِيده : والذي أَعْتَقِدُهُ مخالَفُة الجميع - وهو الذي لا يَجُوزُ عندِي غيره - أَنّه حُذِف أَلف " فاعِلاتُنْ " الأُولى فبقي " فَعِلاتن وأَسكنت العين فصار " فَعْلاَتُنْ " فنُقِل إِلى " مَفْعُولُنْ " فإِسْكَانُ المتحرّك قد رأَيناه يجوزُ في حَشْوِ البَيْتِ ولم نَرَ الوَتِدِ حُذِفَ أَوّلُه إِلاّ في أَوّلِ البيتِ ولا آخِرُه إِلاّ في آخِرِ البَيْتِ وهذا كُلّه قول أَبي إِسحاقَ وقد أَشار إِلى هذه الأَقْوَالِ شيخُنَا في شرْحه وأَحال تفصيلَها على كُتب الفَنّ وفيما أَوضحناه كفاية لمن وَفَّقَه الله تعالى . " وشُعْثَةُ بنُ زُهَيْر " بالضّمّ " جَاهِلِيُّ " وابنه كَرْدَمٌ الذي طَعَنَ دُرَيْدَ بنَ الصِّمَّةِ وله أَخٌ اسمه كُرَيْدِمٌ وقوله : زُهَيْر تصحيفٌ وإِنما هو زُهْرةُ وهو ابنُ جُدَعَ بنِ حَرَامِ بنِ سَعْد بنِ عَدِيّ بنِ فَزَارَة نَبَّه عليه الحَافِظُ
ومما يستدرك عليه : الشَّعَثَةُ : مَوضعُ الشَّعَرِ الشَّعِثِ . وخَيْلٌ شُعْثٌ : غَيرُ مُفَرْجَنَةٍ . وتَشَعُّثُ رأْسِ المِسْوَاكِ والوَتِدِ : تَفَرُّقُ أَجْزائِه . وشُعَيْثٌ : بَطْنٌ من بَلْعَنْبَرِ منهُم أَبُو عبد الله بنُ المُهَاجِر قاله ابنُ الأَثِير