" صَصَصُ الصَّبِيّ وقَقَقُه : حَدَثُه " أَهمله الجَوْهَرِيّ وصاحبُ اللِّسَان وغالِبُ مَنْ صَنَّف في اللُّغَة . وأَوْرَدَهُ الصَّاغَانيّ في كِتَابَيْه وزاد : " ل يُوجَدْ في كَلامهم ثَلاثَةُ أَحْرُفٍ مِنْ جِنْسٍ " وَاحِدٍ " في كَلَمةٍ " وَاحدة " غَيْرَهُمَا " . قال شَيخُنَا : وكَأَنَّه نَسِيَ مَا مَرَّ له في بَبَّة وزَزّ ونَحْوِهما وهذا ذَكَره من اللُّغَويّين كأَبِي عُبَيْدٍ الهَرَوِيِّ اقْتَصَروُا على مثْلِه في الأَشْبَاه والنَّظَائر فأَوْرَدَه كما قالوهُ غافلاً من إِعْمَالِ النَّظَرِ فيما تَقدَّم . وقد عَقَدَ ابنُ القَطَّاع في كِتاب الأَبْنِيَة له لهذَا المُبْحَثِ فَصْلاً يخُصّه فقال : فَصْلٌ : ولَمْ تَبْن العَرَبُ كَلمَةً تَكُون فاءُ الفعْلِ وعَيْنُه ولاَمُه فِيهَا مِنْ مَوْضعٍ وَاحِدٍ اسْتِثْقَالاً لذلِك إِلاّ أَنَّه قد جاءَ في الأَسْمَاءِ غلامٌ بَبَّةٌ أَي سَينٌ . وقال عُمَرُ بنُ الخَطَّاب رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنه : " لأَجْعَلَنَّ النَّاس بَبَّاناً وَاحداً " وقولُهُم : في لسَانهِ هَهَّةٌ وهي شَبيهَةٌ باللُّثْغَةِ وقولُهُم : قَعَد الصَّبيُّ على قَقَقِه وصَصَصه أَي حَدَثه لا يُعلَمُ في الأَسْمَاءِ غَيْرُ ذلكَ . وأَفْعَالُهَا هَهَّ يَهَهُّ هَهَّةً وقَقَّ يَقَقُّ قَقَقاً وصَصَّ يَصَصُّ صَصَصاً ولم أَسْمَعْ لِبَبَّة بِفعْلٍ . وجاءَ في الفِعْل حَرْفٌ وَاحدٌ وهو قَوْلُهُمْ : زَزَزْتُه أَزُزُّه زَزّاً أَي صَفَعْتُه وإِنَّمَا تَجِيءُ الفَاءُ والعَيْنُ كقولهم : الدَّدُ والدَّدَن والدَّدَا وهو اللَّعِبُ . وفي الحَدِيث : " مَا أَنَا منْ دَدٍ ولا الدَّدُ منِّي " . قال شَيْخُنَا : وزاد في الأَشْبَاه والنَّظَائر من المُزْهِر : وقَالُوا : دَدَّ مُشَدَّداً ودَدَه ودَدَدَّ مُشَدَّداً أَيضاً وزِدْتُه إِيضاحاً في المسفر وبه تعلَم ما فِي كَلام المُصَنِّف من القُصُورِ والغَفْلَة