صارَ الأَمرُ
إِلى كذا يَصِيرُ صَيْراً ومَصِيراً وصَيْرُورَةً وصَيَّرَه إِليه وأَصارَه
والصَّيْرُورَةُ مصدر صارَ يَصِيرُ وفي كلام عُمَيْلَةَ الفَزارِي لعمه وهو ابن
عَنْقاءَ الفَزارِي ما الذي أَصارَك إِلى ما أَرى يا عَمْ ؟ قال بُخْلك بمالِك
ويُخْل غيرِ
صارَ الأَمرُ
إِلى كذا يَصِيرُ صَيْراً ومَصِيراً وصَيْرُورَةً وصَيَّرَه إِليه وأَصارَه
والصَّيْرُورَةُ مصدر صارَ يَصِيرُ وفي كلام عُمَيْلَةَ الفَزارِي لعمه وهو ابن
عَنْقاءَ الفَزارِي ما الذي أَصارَك إِلى ما أَرى يا عَمْ ؟ قال بُخْلك بمالِك
ويُخْل غيرِك من أَمثالك وصَوْني أَنا وجهي عن مثلهم وتَسْآلك ثم كان من إِفْضال
عُمَيْلة على عمه ما قد ذكره أَبو تمام في كتابه الموسوم بالحماسة وصِرْت إِلى
فلان مَصِيراً كقوله تعالى وإِلى الله المَصِير قال الجوهري وهو شاذ والقياس
مَصَار مثل مَعاش وصَيَّرته أَنا كذا أَي جعلته والمَصِير الموضع الذي تَصِير
إِليه المياه والصَّيِّر الجماعة والصِّيرُ الماء يحضره الناس وصارَهُ الناس حضروه
ومنه قول الأَعشى بِمَا قَدْ تَرَبَّع رَوْضَ القَطا ورَوْضَ التَّنَاضُبِ حتى
تَصِيرَا أَي حتى تحضر المياه وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم وأَبي بكر رضي
الله عنه حين عَرَضَ أَمرَه على قبائل العرب فلما حضر بني شَيْبان وكلم سَراتهم
قال المُثَنى بن حارثة إِنا نزلنا بين صِيرَينِ اليمامة والشمامة فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم وما هذان الصِّيرانِ ؟ قال مياه العرب وأَنهار كِسْرى الصِّيرُ
الماء الذي يحضره الناس وقد صارَ القوم يَصِيرون إِذا حضروا الماء ويروى بين
صِيرَتَيْن وهي فِعْلة منه ويروى بين صَرَيَيْنِ تثنية صَرًى قال أَبو العميثل
صارَ الرجلُ يَصِير إِذا حضر الماءَ فهو صائِرٌ والصَّائِرَةُ الحاضرة ويقال
جَمَعَتْهم صائرَةُ القيظِ وقال أَبو الهيثم الصَّيْر رجوع المُنْتَجِعين إِلى
محاضرهم يقال أَين الصَّائرَة أَي أَين الحاضرة ويقال أَيَّ ماء صارَ القومُ أَي
حضروا ويقال صرْتُ إِلى مَصِيرَتي وإِلى صِيرِي وصَيُّوري ويقال للمنزل الطيِّب
مَصِيرٌ ومِرَبٌّ ومَعْمَرٌ ومَحْضَرٌ ويقال أَين مَصِيرُكم أَي أَين منزلكم
وصِيَرُ الأَمر مُنْتهاه ومَصِيره ومَصِيره وعاقِبَته وما يَصير إِليه وأَنا على
صِيرٍ من أَمر كذا أَي على ناحية منه وتقول للرجل ما صنعتَ في حاجتك ؟ فيقول أَنا
على صِيرِ قضائها وصماتِ قضائها أَي على شَرَفِ قضائها قال زهير وقد كنتُ من
سَلْمَى سِنِينَ ثمانِياً على صِيرِ أَمْرٍ ما يَمَرُّ وما يَحْلُو وصَيُّور الشيء
آخره ومنتهاه وما يؤول إِليه كصِيرِه ومنتهاه
( * قوله « كصيره ومنتهاه » كذا بالأَصل ) وهو فيعول وقول طفيل الغنوي أَمْسى
مُقِيماً بِذِي العَوْصاءِ صَيِّرُه بالبئر غادَرَهُ الأَحْياءُ وابْتَكَرُوا قال
أَبو عمرو صَيِّره قَبْره يقال هذا صَيِّر فلان أَي قبره وقال عروة بن الورد
أَحادِيثُ تَبْقَى والفَتى غيرُ خالِدٍ إِذا هو أَمْسى هامَةً فَوْقَ صَيِّر قال
أَبو عمرو بالهُزَرِ أَلْفُ صَيِّر يعني قبوراً من قبور أَهل الجاهلية ذكره أَبو ذؤيب
فقال كانت كَلَيْلَةِ أَهْلِ الهُزَر
( * قوله كانت كليلة إلخ » أنشد البيت بتمامه في هزر لقال الاباعد والشامتون كانوا
كليلة أهل الهزر )
وهُزَر موضع وما له صَيُّور مثال فَيْعُول أَي عَقْل ورَأْيٌ وصَيُّور الأَمر ما
صارَ إِليه ووقع في أُمِّ صَيُّور أَي في أَمر ملتبس ليس له مَنْفَذ وأَصله
الهَضْبة التي لا مَنْفَذ لها كذا حكاه يعقوب في الأَلفاظ والأَسْبَقُ صَبُّور
وصارَةُ الجبل رأْسه والصَّيُّور والصَّائرَةُ ما يَصِير إِليه النباتُ من اليُبْس
والصَّائرَةُ المطرُ والكَلأُ والصَّائرُ المُلَوِّي أَعناقَ الرجال وصارَه
يَصِيره لغة في صارَهُ يَصُوره أَي قطعه وكذلك أَماله والصِّير شَقُّ الباب يروى
أَن رجلاً اطَّلع من صِير باب النبي صلى الله عليه وسلم وفي الحديث عن النبي صلى
الله عليه وسلم أَنه قال من اطَّلع من صِير باب فقد دَمَر وفي رواية من نَظَرَ
ودمر دخل وفي رواية من نظر في صير باب ففُقِئَتْ عينه فهي هَدَر الصِّير الشّقّ
قال أَبو عبيد لم يُسمع هذا الحرف إِلا في هذا الحديث وصِير الباب خَرْقه ابن شميل
الصِّيرَةُ على رأْس القَارَةِ مثل الأَمَرَة غير أَنها طُوِيَتْ طَيّاً
والأَمَرَةُ أَطول منها وأَعظم مطويتان جميعاً فالأَمَرَةُ مُصَعْلَكة طويلة
والصِّيرَةُ مستديرة عريضة ذات أَركان وربما حفرت فوجد فيها الذهب والفضة وهي من
صنعة عادٍ وإِرَم والصِّيرُ شبه الصَّحْناة وقيل هو الصحناة نفسه يروى أَن رجلاً
مَرَّ بعبدالله بن سالم ومعه صِيرٌ فلَعِق منه ( قوله « فلعق منه » كذا بالأصل وفي
النهاية والصحاح فذاق منه ) ثم سأَل كيف يُباع ؟ وتفسيره في الحديث أَنه
الصَّحْناة قال ابن دريد أَحسبه سريانيّاً قال جرير يهجو قوماً كانوا إِذا جَعَلوا
في صِيرِهِمْ بَصَلاً ثم اشْتَوَوْا كَنْعَداً من مالحٍ جَدَفُوا والصِّيرُ
السمكات المملوحة التي تعمل منها الصَّحْناة عن كراع وفي حديث المعافري لعل
الصِّيرَ أَحَبُّ إِليك من هذا وصِرْتُ الشيء قطعته وصارَ وجهَه يَصِيره أَقبل به
وفي قراءة عبدالله بن مسعود وأَبي جعفر المدني فصِرهن إِليك بالكسر أَي قطِّعهن
وشققهن وقيل وجِّهْهن الفراء ضَمَّت العامة الصاد وكان أَصحاب عبدالله يكسرونها
وهما لغتان فأَما الضم فكثير وأَما الكسر ففي هذيل وسليم قال وأَنشد الكسائي
وفَرْع يَصِير الجِيدَ وحْف كَأَنّه على اللِّيت قِنْوانُ الكُرُومِ الدَّوَالِحُ
يَصِير يميل ويروى يَزِينُ الجيد وكلهم فسروا فصُرْهن أَمِلْهن وأَما فصِرْهن بالكسر
فإِنه فسر بمعنى قَطِّعهن قال ولم نجد قطّعهن معروفة قال الأَزهري وأُراها إِن
كانت كذلك من صَرَيتُ أَصْرِي أَي قَطَعت فقدمت ياؤها وصِرْت عنقه لويتها وفي حديث
الدعاء عليك توكلنا وإِليك أَنبنا وإِليك المَصِير أَي المرجع يقال صِرْت إِلى
فلان أَصِير مَصِيراً قال وهو شاذ والقياس مَصار مثل مَعاش قال الأَزهري وأَما
صارَ فإِنها على ضربين بلوغ في الحال وبلوغ في المكان كقولك صارَ زيد إِلى عمرو
وصار زيد رجلاً فإِذا كانت في الحال فهي مثل كانَ في بابه ورجل صَيِّرٌ شَيِّرٌ
أَي حسن الصُّورَة والشَّارَة عن الفراء وتَصَيَّر فلانٌ أَباه نزع إِليه في
الشَّبَه والصِّيارَةُ والصِّيرَةُ حظيرة من خشب وحجارة تبنى للغَنَم والبقر
والجمع صِيرٌ وصِيَرٌ وقيل الصِّيرَة حظيرة الغنم قال الأَخطل واذْكُرْ غُدَانَةَ
عِدَّاناً مُزَنَّمَةً من الحَبَلَّقِ تُبْنى فَوْقَها الصِّيَرُ وفي الحديث ما من
أُمَّتي أَحد إِلا وأَنا أَعرفه يوم القيامة قالوا وكيف تعرفهم مع كثرة الخلائق ؟
قال أَرَأَيْتَ لو دخلتِ صِيَرةً فيها خيل دُهْمٌ وفيها فَرَسٌ أَغَرُّ مُحَجَّل
أَما كنتَ تعرفه منها ؟ الصِّيرَة حَظِيرة تُتخذ للدواب من الحجارة وأَغصان الشجر
وجمعها صِيَر قال أَبو عبيد صَيْرَة بالفتح قال وهو غلط والصِّيَار صوت الصَّنْج
قال الشاعر كَأَنَّ تَرَاطُنَ الهَاجَاتِ فِيها قُبَيْلَ الصُّبْحِ رَنَّاتُ
الصِّيَارِ يريد رنين الصِّنْج بأَوْتاره وفي الحديث أَنه قال لعلي عليه السلام
أَلا أُعلمك كلماتٍ إِذا قلتَهن وعليك مثل صِير غُفِر لك ؟ قال ابن الأَثير وهو
اسم جبل ويروى صُور بالواو وفي رواية أَبي وائل أَن عليّاً رضي الله عنه قال لو
كان عليك مثل صِيرٍ دَيْناً لأَداه الله عنك
معنى
في قاموس معاجم
: في أَسماء
الله تعالى : المُصَوِّرْ وهو الذي صَوَّر جميع الموجودات ورتبها فأَعطى كل شيء
منها صورة خاصة وهيئة مفردة يتميز بها على اختلافها وكثرتها . ابن سيده : الصورة
في الشكل قال : فأَما ما جاء في الحديث من قوله : خلق الله آدم على صورته فيحتمل
أَن ت
: في أَسماء
الله تعالى : المُصَوِّرْ وهو الذي صَوَّر جميع الموجودات ورتبها فأَعطى كل شيء
منها صورة خاصة وهيئة مفردة يتميز بها على اختلافها وكثرتها . ابن سيده : الصورة
في الشكل قال : فأَما ما جاء في الحديث من قوله : خلق الله آدم على صورته فيحتمل
أَن تكون الهاء راجعة على اسم الله تعالى وأَن تكون راجعة على آدم فإِذا كانت
عائدة على اسم الله تعالى فمعناه على الصورة التي أَنشأَها الله وقدَّرها فيكون
المصدر حينئذٍ مضافاً إِلى الفاعل لأَنه سبحانه هو المصَوِّر لا أَن له عز اسمه
وجل صُورَةً ولا تمْثالاً كما أَن قولهم : لَعَمْرُ الله إِنما هو والحياةِ التي
كانت با والتي آتانِيها اللَّهُ لا أَنَّ له تعالى حياة تَحُلُّهُ ولا هو علا
وجهُه محلٌّ للاعراض وإِن جعلتها عائدة على آدم كان معناه على صُورَة آدم أَي على
صورة أَمثاله ممن هو مخلوق مُدَبَّر فيكون هذا حينئذٍ كقولك للسيد والرئيس : قد
خَدَمْتُه خِدْمَتَه أَي الخِدْمَةَ التي تحِقُّ لأَمثاله وفي العبد والمُبتَذل :
قد اسْتَخْدَمْتُه اسْتِخْدامَهُ أَي اسْتِخْدامَ أَمثاله ممن هو مأْمور بالخفوف
والتَّصَرُّف فيكون حينئذٍ كقوله تعالى : { في أَي صُورَةٍ ما شاء ركَّبَك }
والجمع صُوَرٌ و صِوَرٌ و صُوْرٌ وقد صَوَّرَهُ فَتَصَوَّرَ . الجوهري و الصِّوَرُ
بكسر الصاد لغة في الصُّوَر جمع صُورَةٍ وينشد هذا البيت على هذه اللغة يصف
الجواري : أَشْبَهْنَ مِنْ بَقَرِ الخلْصاءِ أَعْيُنَها وهُنَّ أَحْسَنُ مِنْ
صِيرَانِها صِوَرا و صَوَّرَهُ اللَّهُ صُورَةً حَسَنَةً فَتَصَوَّر . وفي حديث
ابن مقرن : أَما علمت أَن الصُّورَة محرَّمة أَراد بالصُّورَةِ الوجه وتحريمِها
المَنْع من الضرب واللطم على الوجه ومنه الحديث : كره أَن تُعلم الصورةُ أَي يجعلَ
في الوجه كَيٌّ أَو سِمَةٌ . و تَصَوَّرْتُ الشيءَ : توهمت صورتَه فتصوَّر لي . و
التَّصاوِيرُ : التَّماثيلُ . وفي الحديث : أَتاني الليلةَ ربي في أَحسنِ صُورَةٍ
قال ابن الأَثير : الصورة تَرِدُ في كلام العرب على ظاهرها وعلى معنى حقيقةِ الشيء
وهيئته وعلى معنى صِفَتِه . يقال : صورةُ الفعلِ كذا وكذا أَي هيئته و صُورةُ
الأَمرِ كذا وكذا أَي صِفَتُه فيكون المراد بما جاء في الحديث أَنه أَتاه في أَحسن
صِفَةٍ ويجوز أَن يعود المعنى إِلى النبي : أَتاني ربي وأَنا في أَحسَنِ صُورةٍ
وتجري معاني الصُّورَةِ كلها عليه إِن شئت ظاهرها أَو هيئتها أَو صفتها فأَما
إِطلاق ظاهر الصورة على الله عز وجل فلا تعالى الله عز وجل عن ذلك علوّاً كبيراً .
ورجل صَيِّرٌ شَبِّرٌ أَي حَسَنُ الصُّورَةِ والشَّارَةِ عن الفراء وقوله : وما
أَيْبُلِيٌّ على هَيْكَلٍ بَناهُ وصَلّب فِيهِ وصَارا ذهب أَبو علي إِلى أَن معنى
صارَ صَوَّرَ قال ابن سيده : ولم أَرها لغيره . و صارَ الرجلُ : صَوَّتَ . وعصفور
صَوَّارٌ : يجيب الداعيَ إِذا دعا . و الصَّوَرُ بالتحريك : المَيَل . ورجل
أَصْوَرٌ بيّن الصَّوَرِ أَي مائل مشتاق . الأَحمر : صُرْتُ إِليَّ الشيءَ و
أَصَرْتُه إِذا أَملتَه إِليك وأَنشد : أَصارَ سَدِيسَها مَسَدٌ مَرِيجُ ابن
الأَعرابي : في رأْسه صَوَرٌ إِذا وجد فيه أُكالاً وهميماً . وفي رأْسه صَوَرٌ أَي
مَيَل . وفي صفة مشيه عليه السلام : كان فيه شيء من صَوَرٍ أَي مَيَل قال الخطابي
: يشبه أَن يكون هذا الحال إِذا جَدَّ بِهِ السير لا خلقة . وفي حديث عمر وذكر
العلماء فقال : تَنْعَطِف عليهم بالعلم قلوب لا تَصُورُها الأَرحام أَي لا
تُمِيلُها هكذا أَخرجه الهروي عن عمر وجعله الزمخشري من كلام الحسَن . وفي حديث
ابن عمر : إِني لأُدْني الحائِضَ مِنِّي وما بي إِليها صَوَرةٌ أَي مَيْل وشهوة
تَصُورُني إِليها . و صارَ الشيءَ صَوْراً و أَصارَه فانْصار : أَماله فمال قالت
الخنساء : لَظَلَّت الشُّهْبُ مِنْها تَنْصار أَي تصدّعُ وتفلّقُ وخص بعضهم به
إِمالة العنق . و صَوِرَ يَصْوَرُ صوراً وهو أَصْوَرُ : مال قال : اللَّهُ
يَعْلَمُ أَنَّا في تَلَفُّتِنا يَوْمَ الفِراقِ إِلى أَحْبابِنا صُورُوفي حديث
عكرمة : حَمَلَة العَرْشِ كلُّهم صُورٌ هو جمع أَصْوَر وهو المائل العنق لثقل
حِمْلِهِ . وقال الليث : الصَّوَرُ المَيل . والرجلُ يَصُور عُنُقَهُ إِلى الشيء
إِذا مال نحوه بعنقه . والنعت أَصْوَر وقد صَوَرَ . و صارَه يَصُورُه و يَصِيرُه
أَي أَماله و صارَ وجَهَهُ يَصُورُ : أَقْبَل به . وفي التنزيل العزيز : {
فَصُرْهُنَّ إِليك } وهي قراءة عليَ وابن عباس وأَكثر الناس أَي وَجِّهْهن وذكره
ابن سيده في الياء أَيضاً لأَن صُرْت و صِرْت لغتان قال اللحياني : قال بعضهم معنى
صُرْهُنَّ و جِّهْهُنَّ ومعنى صِرْهُنَّ قطَّعْهُنَّ وشقِّقْهُنَّ والمعروف
أَنهمُا لُغَتانِ بمعنى واحد وكلهم فسروا فصُرْهن أَمِلهْن والكسر فُسر بمعنى
قَطِّعْهن قال الزجاج : قال أَهل اللغة معنى صُرْهُنَّ إِليك أَمِلْهن واجمعهن
إِليك وأَنشد : وجاءَتْ خُلْعَةٌ دُهْسٌ صَفايا يَصُورُ عُنُوقَها أَحْوَى
زَنِيمُأَي يَعْطِف عنوقَها تَيْسٌ أَحْوى ومن قرأَ : فَصِرهن إِليك بالكسر ففيه
قولان : أَحدهما أَنه بمعنى صُرْهن يقال صَارَهُ يَصُورُهُ و يَصِيرُه إِذا أَماله
لغتان الجوهري : قرىء فصرهن بضم الصاد وكسرها قال الأَخفش : يعني وجِّهْهن يقال :
صُرْ إِليَّ و صُرْ وجهك إِليَّ أَي أَقبل عليَّ . الجوهري : و صُرْتُ الشيءَ
أَيضاً قطعتُه وفَصَلتُه قال العجاج : صُرْنا بِهِ الحُكْمَ وأَعْيا الحَكَما قال
: فَمَن قال هذا جعل في الآية تقديماً وتأْخيراً كأَنه قال : خُذُ إِليك أَربعة
فَصُرْهن قال ابن بري : هذا الرجز الذي نسبه الجوهري للعجاج ليس هو للعجاج وإِنما
هو لرؤبة يخاطب الحَكَم بن صخر وأَباه صخر بن عثمان وقبله : أَبْلَغْ أَبا صَخْرٍ
بياناً مُعْلما صَخْر بن عُثمان بن عَمْرٍو وابن ما وفي حديث مجاهد : كره أَن
يَصُورَ شجرةً مثمرةً يحتمل أَن يكون أَراد يُمِيلها فإِن إِمالتها ربما تؤدِّيها
إِلى الجُفُوف ويجوز أَن يكون أَراد به قطعها . و صَوْرَا النَّهْرِ : شَطَّاه . و
الصَّوْرُ بالتسكين : النخل الصغار وقيل : هو المجتمع وليس له واحد من لفظه وجمع
الصِّير صِيرانٌ قال كثِّير عزة : أَأَلحَيُّ أَمْ صِيرانُ دَوْمٍ تَناوَحَتْ
بِتِريَمَ قَصْراً واسْتَحَنَّتْ شَمالُها و الصَّوْرُ : أَصل النخل قال : كأَنَّ
جِدْعاً خارِجاً من صَوْرِهِ ما بيْنَ أُذْنَيْهِ إِلى سِنَّوْرِهِ وفي حديث ابن
عمر : أَنه دخل صَوْر نخل قال أَبو عبيدة : الصَّوْر جِماعُ النخل ولا واحد له من
لفظه وهذا كما يقال لجماعة البقر صُوار . وفي حديث ابن عمر : أَنه خرج إِلى صَوْر
بالمدينة قال الأَصمعي : الصَّوْر جماعة النخل الصغار وهذا جمع على غير لفظ الواحد
وكذلك الحابِسُ وقال شمر : يُجْمَعُ الصَّوْر صِيراناً قال : ويقال لغير النخل من
الشجر صَوْر و صِيران وذكره كُثَيِّر وفيه أَنه قال : يطلع من هذا الصَّوْر رجلٌ
من أَهل الجنة فطلع أَبو بكر الصَّوْر : الجماعة من النخل ومنه : أَنه خرج إِلى
صَوْر بالمدينة . والحديث الآخر : أَنه أَتى امرأَة من الأَنصار فَفَرَشَتْ له
صَوْراً وذبحت له شاة . وحديث بدر : أَن أَبا سفيان بعث رجلين من أَصحابه
فأَحْرَقا صَوْراً من صِيران العُرَيْضِ . الليث : الصِّوَارُ و الصُّوَارُ
القَطيع من البَقَر والعدد أَصْوِرَة والجمع صِيران . و الصُّوار : وعاء المِسْك
وقد جمعها الشاعر بقوله : إِذا لاحَ الصوارُ ذَكَرْتُ لَيْلى وأَذْكُرُها إِذا
نَفَح الصِّوارُ و الصِّيَار لغةٌ فيه . ابن الأَعرابي : الصَّوْرة النخلة و
الصَّوْرة الحِكَّة من انْتِغاش الحَظَى في الرأْس . وقالت امرأَةٌ من العرب
لابنةٍ لهم : هي تَشفيني من الصَّوْرة وتسترني من الغَوْرة بالغين وهي الشمس . و
الصُّورُ : القَرْن قال الراجز : لقد نَطَحْناهُمْ غَداةَ الجَمْعَيْن نَطْحاً
شديداً لا كَنطحِ الصُّورَينوبه فسر المفسرون قوله تعالى : { فإِذا نُفِخَ في
الصُّورِ } ونحوه وأَما أَبو علي فالصُّورُ هنا عنده جمع صُورَةٍ وسيأْتي ذكره .
قال أَبو الهيثم : اعترض قوم فأَنكروا أَن يكون الصُّورُ قَرْناً كما أَنكروا
العَرْش والميزانَ والصراط وادَّعَوْا أَن الصُّورَ جمع الصُّورَةِ كما أَن
الصُّوفَ جمع الصُّوفَةِ والثَّومَ جمع الثُّومَةِ ورووا ذلك عن أَبي عبيدة قال
أَبو الهيثم : وهذا خطأٌ فاحش وتحريف لكلمات الله عز وجل عن مواضعها لأَن الله عز
وجل قال : { و صَوَّرَكُمْ فأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ } ففتح الواو قال : ولا نعلم
أَحداً من القراء قرأَها فأَحْسَنَ صُورَكُمْ وكذلك قال : { ونُفخ في الصُّورِ }
فمن قرأ وَنُفِخَ في الصُّوَرِ أو قَرَأَ : فأَحسن صُورَكم فقد افترى الكذب
وبَدَّل كتاب الله وكان أَبو عبيدة صاحب أَخبارٍ وغَريبٍ ولم يكن له معرفةٌ بالنحو
. قال الفراء : كلُّ جمعٍ على لفظ الذَّكَرِ سبق جمعُه واحدته فواحدتُه بزيادة هاء
فيه وذلك مثل الصُّوف والوَبَر والشعر والقُطْن والعُشْب فكل واحد من هذه الأَسماء
اسم لجميع جنسه فإِذا أَفردت واحدته زيدت فيها هاء لأَن جميع هذا الباب سبق
واحدَتَه ولو أَن الصوفَةَ كانت سابقة الصُّوفِ لقالوا : صُوفة وصُوَف وبُسْرة
وبُسَر كما قالوا : غُرْفة وغُرَف وزُلْفة وزُلَف وأَما الصُّورُ القَرْنُ فهو
واحد لا يجوز أَن يقال واحدته صُورَة وإِنما تُجمع صُورة الإِنسان صُوَراً لأَن
واحدته سبقت جمعَه . وفي حديث أَبي سعيد الخدري قال : قال رسولا : كَيْفَ أَنْعَمُ
وصاحبُ القَرْنِ قد التَقَمَهُ وحَنَى جَبْهَتَه وأَصْغَى سمعه يَنْتظر متى
يُؤْمَرُ قالوا : فما تَأْمرنا يارسولا قال : قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل . قال
الأَزهري : وقد احْتَجَّ أَبو الهيثم فأَحسن الاحْتِجاج قال : ولا يجوز عندي غيرُ
ما ذهب إِليه وهو قول أَهل السنَّة والجماعة قال : والدليل على صحة ما قالوا أَن
الله تعالى ذكر تَصْويره الخلق في الأَرْحام قبل نفخ الرُّوح وكانوا قبل أَن
صَوَّرهم نُطْفاً ثم عَلَقاً ثم مُضَغاً ثم صَوَّرهم تَصْويراً فأَما البعث فإِن
الله تعالى يُنْشِئُهُم كيف شاء ومن ادَّعى أَنه يُصَوِّرهم ثم ينفخ فيهم فعليه
البيان ونعوذ با من الخِذْلان . وحكى الجوهري عن الكلبي في قوله تعالى : { يوم
يُنفخ في الصُّور } ويقال : هو جمعُ صُورة مثل بُسْر وبُسْرة أَي ينفخ في صُورَ
الموتى الأَرواح قال : وقرأَ الحسن : { يوم ينفخ في الصُّور } . و الصِّواران :
صِماغا الفَمِ والعامة تسميها الصِّوارَين وهما الصَّامِغان أَيضاً . وفيه :
تَعَهَّدُوا الصِّوارَيْن فإِنهما مقعد المَلَك هما ملتقى الشِّدْقَيْنِ أَي
تعهدوهما بالنظافة وقول الشاعر : كأَنَّ عُرْفاً مائِلاً مِن صَوْرِهِ يريد شعر
الناصية . ويقال : إِني لأَجد في رأْسي صَوْرَةً وهي شبه الحِكَّة قال ابن سيده :
الصَّوْرة شبه الحِكَّة يجدها لإِنسان في رأْسه حتى يشتهي أَن يُفَلَّى . و
الصُّوَّار مشدد : كالصُّوَار قال جرير : فلم يَبْقَ في الدَّارِ إِلاَّ الثُّمام
وخِيطُ النَّعَامِ وصُوَّارُها و الصِّوَارِ و الصُّوَار : الرائحة الطيبة . و
الصِّوار و الصُّوَار : القليل من المِسْك وقيل : القطعة منه والجمع أَصْوَرة
فارسي . و أَصْوِرَةُ المسكِ : نافِجاتُه وروى بعضهم بيت الأَعشى : إِذا تقومُ
يَضُوعُ المِسْكُ أَصْوِرَةً والزَّنْبَقُ الوَرْدُ مِن أَرْدَانِها شملُ وفي صفة
الجنة : وترابُها الصوارُ يعني المِسْك . و صوار المسك : نافجته والجمع أَصْوِرَة
. وضربه فَتَصَوَّرَ أَي سقط . وفي الحديث : يَتَصَوَّر المَلَكُ على الرَّحِم أَي
يسقط من قولهم : صَرَّيْتُه تَصْريةً تَصَوَّرَ منها أَي سقط . و بنو صَوْرٍ : بطن
من بني هَزَّانَ بن يَقْدُم بن عَنَزَةَ . الجوهري : و صارَة اسم جبل ويقال أَرض
ذات شجر . و صارَةُ الجبلِ : أَعلاه وتحقيرها صُؤَيْرَة سماعاً من العرب . و
الصُّوَر و الصِّوَر : موضع بالشام قال الأَخطل : أَمْسَتْ إِلى جانِبِ الحَشَّاكِ
جِيفَتُه ورأْسُهُ دونَهُ اليَحْمُومُ والصُّوَرُ و صارَة : موضع قال ابن سيده :
وإِذ قد تكافأَ في ذلك الياء والواو والتبس الاشتقاقان فحمله على الواو أَولى
والله أَعلم