الضَّبُّ : دُوَيْبَةٌ من الحَشَرَات م وهو يُشْبِه الوَرَلَ . وقَالَ عبد الْقَاهر : هِيَ عَلَى حَدِّ فَرْخِ التِّمْسَاح الصغير وذَنَبُه كَذَنَبِه وهو يَتَلَوَّن أَلْوَاناً نحو الشَّمْسِ كما تَتَلَوَّن الحِرْبَاءُ ويَعِيشُ سَبْعَمائَة عَام ولا يَشْرَبُ المَاءَ بل يكتفي بالنَّسِيمِ ويَبُولُ في كل أَرْبَعِين يَوْماً قَطْرَة وأَسنانُه قِطْعَةٌ وَاحِدَة مُعْوَجَّة وإِذا فَارَق جُحْرَه لم يَعْرِفه ويَبِيضُ كالطَّيْرِ كما قاله ابنُ خَالَوَيْهِ وَغَيْرُهُ واسْتَوْفَاهُ الدَّمِيرِيُّ في حَيَاةِ الْحَيَوَانِ وقال أَبو مَنْصُور : الورَلُ : سَبْطُ الخَلْق طَوِيلُ الذَّنَبِ كأَنَّ ذَنَبه ذَنَبُ حَيَّة ورُبَّ ورَلٍ يُرْبِي طُولُه على ذِرَاعَيْن وذَنَبُ الضَّبِّ ذُو عَقَدٍ وأَطْولُه يكُونُ قَدْرَ شِبْر . والعرب تَسْتَخْبِثُ الوَرَلَ وتَستَقذِرُه ولا تَأْكُلُه . وأَما الضَّبُّ فإِنَّهم يَحْرِصُون على صَيْدِه وأَكْلِه والضَّبُّ أَحْرَشُ الذَّنَبِ خَشنُه مُفَقَّرُهُ ولَونُه إِلى الصُّحْمَة وهي غُبْرَةٌ مُشْرَبَةٌ سواداً وإِذَا سَمِنَ اصفرّ صَدْرُه ولا يأْكُلُ إِلاَّ الجَنَادِبَ والدَّبَى والعُشْبَ ولا يَأْكُلُ الهَوَامَّ . وأَمَّا الوَرَلُ فإِنَّه يأْكُلُ العَقَارِبَ والحَيَّات والحَرَابِيَّ والخَنَافِسَ ولحمه دُرْيَاقٌ والنِّسَاء يَتَسمَّنَّ بلَحْمِه كذَا في لسان العرب . ج أَضُبُّ مِثْلُ كَفٍّ وأَكُفٍّ وضِبَاب وضُبَّانٌ الأَخِيرَةُ عن اللِّحْيَانِيّ . قَالَ وذَلِكَ إِذَا كَثُرَت جِدّاً . قال ابنُ سِيدَه . وَلاَ أَدْرِي ما هَذَا الْفَرْق لأَنَّ فِعَالاً وفُعْلاَناً سَوَاء في أَنَّهُمَا بِنَاءَانِ من أَبْنِية التَّكثير ومَضَبَّةٌ في لِسَانِ الْعَرَب : قال الأَصْمَعِيُّ : سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ من العرب يَقُولُ : خرجْنَا نَصْطَادُ المَضَبَّة أَي نَصِيدُ الضِّبَابَ جَمَعُوهَا على مَفْعَلَة كما تَقُولُ للشُّيُوخ مَشْيَخَةً ولِلسُّيُوفِ مَسْيَفَةً . وهي ضَبَّة بِهَاء . وأَرْضٌ مَضَبَّةٌ وَضَبِبَةٌ الأَخِيرَة كفَرِحَة : كَثيرَتُه . في التَّهْذِيبِ : أَرْضٌ ضَبِبَة أَحَدُ ما جَاءَ على أَصْلِه وقد ضَبُبَتْ كفَرح وكَرُم هَكَذَا في النُّسَخِ المُعْتَمَدَة وقد سَقَط من نُسْخَةِ شَيْخِنَا وكَرُم وأَضَبَّت أَي كَثُرَت ضِبَابُهَا وهو أَحدُ مَا جَاءَ عَلَى الأَصْلِ من هَذَا الضَّرْب . وأَرْض مُضِبَّة ومُرْبِعَةٌ : ذاتُ ضِبَابٍ وَيَرَابِيعَ . وقال ابن السِّكِّيت : ضَبِبَ البَلَدُ : كَثر ضِبَابُه ذكَرَه في حُرُوفٍ أَظْهَرَ فِيهَا التّضْعِيفَ وهي مُحَرِّكَة مثل قَطِطَ شَعْرُه ومَشِشَتِ الدَّابَّة . وفي الحَدِيثِ أَنَّ أَعْرَابِيّاً أَتَى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : إِنّي في غَائِطٍ مُضِبّة . قال ابن الأَثير : هكذا جَاءَ في الرِّوَايَة بِضَمِّ المِيمِ وكَسْرِ الضاد والمَعْرُوفُ بِفَتْحِهَما وهي أَرْضٌ مَضَبَّةٌ مِثْلُ مَأْسَدَةٍ ومَذْأَبَةٍ ومَرْبَعة أَي ذَاتُ أُسُودٍ وذِئَابٍ وَيَرَابِيعَ . وجمع المَضَبَّة مَضَابُّ . فأَمَّا مُضِبَّةٌ فهو اسْمُ الفَاعِلِ من أَضَبَّتْ كأَغَدَّت فَهِيَ مُغْدَّة فإِنْ صَحَّتِ الرِّوَايَة فهي بمَعْنَاهَا . وَوَقَعْنَا في مَضَابَّ مُنْكَرَة وهي قِطَعٌ من الأَرْضِ كثيرةُ الضِّبَاب والمُضَبِّبُ : الحَارِشُ لَهُ ؛ وهو الَّذِي يَصُبُّ المَاءَ في جُحْره حتى يَخْرُجَ ليَأْخُذَه . والمُضَبِّبُ : الَّذِي يُؤْتِّي المَاءَ إِلى جِحَرَةِ الضِّبَاب حَتَّى يُذْلِقَهَا فَتَبْرُزَ فيَصِيدَها . قال الكُمَيْتُ :
بِغَبْيَةِ صَيْفٍ لا يُؤَتِّي نِطَافَهَا ... لِيَبْلُغَهَا ما أَخْطَأَتْه المُضَبِّبُيقول : لا يَحْتَاجُ المُضَبِّبُ أَنْ يُؤَتِّيَ المَاءَ إِلى جِحَرتها حتى يَسْتَخْرِجَ الضِّبَابَ وَيَصِيدَهَا لأَنَّ المَاءَ قد كَثُرَ والسيلُ عَلاَ الزُّبَى فكَفَاه ذَلِكَ . وضَبَّبَ على الضَّبِّ إِذَا حَرَّشَه ليَخْرُجَ مُذَنِّباً فيَأْخُذَ بِذَنَبِه . والضَّبُّ كالبَضِّ : السَّيَلاَنُ . ضَبَّ الشَّيءُ ضَبّاً إِذا سَالَ كبَضَّ . وقيل : الضَّبُّ : دُونَ السَّيَلاَن الشَّدِيد . وبه فُسِّر حدِيثُ ابْنِ عُمَر أَنَّه كان يُفْضِي بِيَدِه إِلَى الأَرْضِ إِذَا سَجَد وَهُمَا تَضِبَّان دَماً أَي تَسِيلاَن . قال : والضَّبُّ : دُونَ السَّيَلاَن . يَعْنِي أَنَّه لم يَرَ الدَّمَ القَاطِر نَاقِضاً للوُضُوءِ . يقال : ضَبَّتْ لِثَاتُه دَماً أَي قَطَرَتْ . أَو الضَّبُّ : سَيَلاَن الدَّمِ من الشَّفَةِ من وَرَمٍ أَو غَيْرِه . قاله ابنُ السيّد في كتاب الفرق . وضَبَّتِ شَفَتُه تَضِبُّ ضَبّاً وضُبُوباً : سَالَ منها الدَّمُ . وتَركْتُ لِثَتَه تَضِبُّ ضَبِيباً من الدَّمِ إِذَا سَالَت . وفي الحَدِيثِ : مَا زَالَ مُضِبّاً مُذ الْيَوم أَي إِذَا تكلم ضَبَّتْ لِثَتُه دَماً . الضَّبُّ : سَيلاَنُ الرِّيقِ في الفَم وقد ضَبَّ فَمُه يَضِبّ بالكَسْر ضَبّاً : سَالَ رِيقُه . وضَبَّ المَاءُ والدَّمُ يَضِبُّ ضَبِيباً : سَالَ . وأَضْبَبْتُه أَنَا . وضَبَّت لِثَتُه تَضِبّ ضَبّاً : انْحَلَب ريقُهَا . قَالَ
أَبَيْنَا أَبَيْنَا أَنْ تَضِبَّ لِثَاتُكُمْ ... على خُرَّدٍ مِثْلِ الظِّبَاءِ وجَامِلِ ومن المَجَازِ : جاءَ تَضِبُّ لِثَتُه بالكَسْرِ يُضْرَبُ ذَلِكَ مَثَلاً للحَرِيصِ عَلَى الأَمْرِ . وقَال بِشْر بنُ أَبِي خَازِم :
وبَنِي تَمِيمٍ قد لَقِينَا مِنْهُمُ ... خَيْلاً تَضِبُّ لِثَاتُها للمَغْنَمِ وقَال أَبُو عُبَيْدَةَ : هُوَ قَلْبُ تَبِضُّ أَي تَسيلُ وتَقْطُر . وفي لِسَانِ العَرَب : جَاءَنَا فلانٌ تَضِبّ لِثَّتُه إِذَا وُصِفَ بِشِدَّةِ النَّهَم لِلأَكْلِ والشَّبَقِ للغُلْمَة أَوِ الحِرْص على حَاجَتِه وقَضَائِهَا . قال الشاعر :
أَبَيْنَا أَبَيْنَا أَنْ تَضِبَّ لِثَاتُكُمْ ... عَلَى مُرْشِقَاتٍ كالظِّبَاءٍ عَوَاطِيا يُضْرَبُ هَذَا مَثَلاً للحَرِيص النَّهِم . وفي الأَسَاسِ في المجاز : ويَضِبُّ فُوهُ إِذَا اشْتَدَّ حِرْصُه عَلَيْه كقَوْلِهِم : يَتَحَلَّبُ فُوهُ : للرَّجُلِ يَشْتَهِي الحُمُوضَةَ فيتَحَلَّبُ لَه فُوهُ انتهى . الضَّبُّ : دَاءٌ في مِرْفَقِ البَعِيرِ قِيلَ : هُوَ أَن يَحُزَّ مِرْفَقُ البَعِيرِ في جِلْدِه وقيل : هو أَن ينموق المرفق حتى يقع في الجنب فيْخَرِقَه . قال :
" لَيْسَ بِذي عَرْكٍ وَلاَ ذِي ضَبِّ الضَّبُّ أَيْضاً : وَرَمٌ في صَدْرِه فإِذَا أَصَابَ ذَلِكَ البَعِيرَ فالبَعِيرُ أَسَرُّ والنَّاقَةُ سَرَّاءُ . قَال الشَّاعِرُ :
وأَبِيتُ كالسَّرَّاءِ يَرْبُو ضَبُّهَا ... فإِذَا تحَزحَز عن عِدَاءٍ ضَجَّتِعن ابن دريد . الضَّبُّ : وَرَمٌ آخَر في خُفِّه وقيل في فِرْسِنِه . تقول منه ضَبَّ يَضَبُّ بالفَتْح من بَابِ فَرِحِ وهو أَي البَعِير أَضبُّ وَهِي أَي النَّاقَة ضَبَّاءُ بَيِّنَةُ الضَّبَبِ وهو وَجَع يَأْخُذُ في الفِرْسِينِ قَالَه الأُمَوِيُّ كَذَا في لِسَانِ الْعَرَب . والضَّبُّ أَيْضاً : انفْتَاقٌ مِن الإِبِط وكَثْرَةٌ من اللَّحْم . تقول : تَضبَّبَ الصَّبِيُّ سَمِن وانْفَتَقَت آبَاطُه وقَصُر عُنُقُه . وقال العَدَبَّسُ الكِنَانِيُّ : الضَّاغِطُ والضَّبُّ شَيْءٌ وَاحِد وهما انفِتَاقٌ من الإِبط وكثْرَةٌ مِنَ اللَّحْم . والتَّضَبُّبُ : السِّمَنُ حِينَ يُقْبِلُ . قال أَبُو حَنِيفَة : يَكُونُ في البَعِيرِ والإِنْسَان . وضَبَّبَ الغُلاَمُ : شَبَّ . وفي الأَسَاسِ : ...في المجاز : تَضَبَّب الصَّبِيُّ وتَحَلَّم : أَخَذَ فيه السِّمنَ . وأَخْدَمْتُ صِبْيَانِي خادِماً فَحَضَنَتْهُم حَتَى تَضَبَّبُوا . الضَّبُّ : مَصْدَر ضَبَّ النَّاقَةَ يَضُبُّها إِذَا حَلَبها بخَمْسِ أَصَابِع . وقِيلَ : الضَّبُّ : هُوَ الحَلْبُ بالكَفِّ كُلّها أَوْ أَنَّ هَذَا هُوَ الضَّفُّ . فأَمَّا الضَّبُّ فهو أَن تَجْعَلَ إِبهامَك على الخِلْفِ بالكَسْر فَتَرُدَّ أَصَابْعَك على الإِبْهَامِ والخِلْفِ جَمِيعاً . هَذَا إِذَا طَال الخِلْف فإِن كَانَ وَسَطاً فالبَزْمُ بمَفْصِل السَّبَّابة وطَرَف الإِبهام فإِن كان قَصِيراً فالفَطْرُ بطَرف السّبّابة والإِبهام أَو الضَّبَّة : الحَلْب بِشِدَّة العَصْر . والضَّبُّ : جَمْع الخِلْفَيْن في الكَفّ للحَلْبِ . قال الشاعر :
جَمَعْتُ له كَفَّيَّ بالرُّمْحِ طَاعِناً ... كما جَمَع الخِلْفَيْنِ في الضَّبِّ حَالِبُ أَو هو أَن تَضُمَّ يَدَك على الضَّرْع وتُصَيِّرَ إِبْهَامَكَ في وَسَطِ رَاحَتِك كُلُّ ذَلِكَ في لِسَان العرب . الضَّبُّ : السُّكُوتُ ضَبَّ ضَبّاً كالإِضْبَاب . يقال : أَضَبَّ إِذَا سَكَت مِثْل أَضْبَأَ . وأَضَبَّ على الشَّيْءِ وضَبَّ : سَكَتَ عَلَيْه . وفي حَدِيثِ عَائِشَة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فغَضِب القَاسِمُ وأَضَبَّ عليها وأَضَبَّ فلانٌ عَلَى مَا فِي نَفْسِه أَي سَكَت وقال أَبو حَاتِم : أَضَبَّ القومُ إِذَا سَكَتُوا وأَمْسَكُوا عَنِ الْحَدِيثِ . الضَّبُّ : الاحْتِوَاءُ عَلَى الشَّيْءِ وشِدَّةُ القَبْضِ كَيْلاَ يَنْفَلِتَ مِنْ يَدِه كالتَّضْبِيبِ وهذه عن ابن شُمَيْل والإِضَبَاب . يُقَالُ : ضَبَّ عَلَى الشيء وأَضَبَّ وضَبَّبَ : احْتَوَاه . وأَضَبَّ الشيءَ : أَخْفَاه وأَضَبَّ على مَا فِي يَدَيْه : أَمْسَكَه . ضَبُّ : اسمُ جَبَل الذي بِلَحْفِه أَي أَصْلَه مَسْجِدُ الخَيْفِ بمِنىً . ضَبٌّ : اسم رَجُل . وأَبو ضَبٍّ : شَاعِرٌ من هُذَيْل . الضَّبُّ : الغَيْظُ والحِقْدُ الكَامِنُ في الصَّدْرِ كَذَا في الفرق لابن السّيد وقيل : هُوَ الضِّغن والعَدَاوَةُ . ويكسر وجمعه ضِبَابٌ . قال الشاعر :
فَمَا زَالَتْ رُقَاكَ تَسُلُّ ضِغْنِي ... وتُخْرِجُ مِن مَكَامِنِها ضِبَابِي وذكره الزَّمَخْشَرِيّ في الأَسَاس في بَابِ المَجَازِ . وقال آخر :
ولاتَكُ ذَا وَجْهَيْن يُبْدِي بَشَاشَةً ... وفي قَلْبِه ضَبٌّ من الغِلِّ كَامِنُ ورجل خَبٌّ ضَبٌّ : مُنْكَرٌ مُرَاوِغٌ حَرِبٌ . وتَقُولُ : أَضَبَّ فلان على غِلٍّ في قَلْبِه أَي أَضْمَره . وفي حديث عَليٍّ رضي الله عنه : كُلٌّ مِنْهُمَا حَامِلُ ضَبٍّ لصَاحِبِه وفي الأَسَاسِ مِنَ المَجَازِ : ورجل خَبٌّ ضَبٌّ : يُشْبِه الضَّبَّ في خِدْعَتِه . يقال : أَخْدَعُ مِنْ ضَبٍّ . وامْرَأَة خَبَّةٌ ضَبَّةٌ . قُلْتُ : وهذا المَثَلُ في حَيَاةِ الحَيَوانِ والمُسْتَقْصَي . الضَّبُّ : داءٌ يَأْخُذُ في الشَّقَةِ فَتَرِمُ وتَجْسُو وتَسِيلُ دَماً ويقال : تَجَسّى بمَعْنَى تَيَبَّس وتَصَلَّب . وقد ضَبَّتِ الشَّفَةُ تَضِبُّ بالكَسْرِ ضَبّاً وضُبُوباً . و أَصْلُ الضَّبِّ : اللُّصُوصُ بالأَرْضِ ضَبّ يَضِب بالكَسْرِ في الكُلِّ . قال شَيْخُنَا : وذكر الكسر مُسْتَدْرَك فإِنَّ إِتْبَاعَ المَاضِي بالمُضَارِع نَصٌّ في الكَسْرِ . والضَّبَّةُ والضَّبُّ : الطَّلْعَةُ قَبْلَ أَن تَنْفَلِق عن الغَرِيضِ . والجَمْع ضِبَابٌ . قال :يُطِفْنَ بِفُحَّالٍ كأَنَّ ضِبَابَهُ ... بُطُونُ المَوَالِي يَوْمَ عِيدٍ تَغَدَّتيقول : طَلْعُهَا ضَخْمٌ كأَنَّه بُطُونُ مَوَالٍ تَغَدَّوْا فتَضَلَّعُوا . الضَّبَّةُ : مَسْكُ بالفَتْح الضَّبِّ يُدْبَغُ للسَّمْنِ أَي ليُجْعَل فيه . الضَّبَّةُ : حَدِيدَة عَرِيضَة يُضَبَّبُ بِهَا البابُ والخَشَب . والجَمْعُ ضِبَابٌ . يقال : ضَبَبْتُ الخَشَبَ ونَحْوَهُ أَلْبَسْتُه الحَدِيدُ . وقال أَبُو مَنْصُور : يُقَالُ لَهَا الضَّبَّةُ والكَتِيفَةُ ؛ لأَنَّهَا عَرِيضَةٌ كهَيْئة حَلْق الضَّبِّ ؛ وسُمِّيَت كَتيفَةً لأَنَّهَا عُرِّضَتْ على هَيْئة الكَتِف . وفي الأَسَاس : من المجاز : وعلى بَابِه ضَبَّةٌ وضَبَّاتٌ وضِبَابٌ . وباب مُضَبَّبٌ ولِسَكِّينه ضَبَّةٌ : وهي الجُرْأَة لأَنَّها تَشُدُّ النِّصَاب انْتَهَى . وهَذَا قَدْ أَغْفَلَه المُؤَلِّف . ضَبَّة : ة بتِهامَة بِسَاحِل البَحْر مِمَّا يَلِي طَرِيقَ الشَّأْم . ضَبَّة : نَاقَةُ الأَحْبَشِ بن قَلَعٍ الشَّاعِرِ العَنْبَرِيّ التَّمِيمِيّ . ضَبَّةُ : حيٌّ من العَرَبِ . وضَبَّةُ بْنُ أُدٍّ : عَمُّ تَمِيم بْنِ مُرّ بْنِ أُدٍّ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ الْيَاس بْنِ مُضَر . وأَبْنَاءُ ضَبَّة ثَلاَثةٌ : سَعْدٌ وسُعَيْد مُصَغَّراً وباسِلٌ . الأَخِيرُ أَبُو الدَّيْلم والَّذي قبله لا عَقِبَ لَهُ فَانْحَصَر جِمَاعُ ضَبَّةَ في سَعْدِ بْنِ ضَبَّة وهُم جَمْرَةٌ من جَمَرَات الْعَرَب ومنهم الرِّبَابُ . والضَّبُّ أَيْضاً : القَبْضُ على الشَّيْءِ بالكَفِّ . وعن ابْنِ شُمَيْل : التَّضْبِيبُ : شِدَّةُ القَبْضِ على الشيء كَيْلاَ يَنْفَلِتَ مِنْ يَدِه . يقال : ضَبَّبَ عليه تَضْبِيباً . وأَضَبَّ : صَاحَ وجَلَّبَ . قيلَ : تَكَلَّم عن أَبِي زَيْد وقيل : إِذَا تَكَلَّم مُتَتَابِعاً . أَو أَضَبَّ القَوْمُ : كَلَّم بعضُهُم بَعْضاً . وعَنْ أَبِي حَاتِم : أَضَبَّ القومُ إِذا تَكَلَّمُوا وأَفَاضُوا في الحَدِيثِ . أَضَبَّ في الغَارَةِ : نَهَدَ واسْتَغارَ . وأَضَبُّوا عَلَيْه إِذَا أَكْثَرُوا عَلَيْه . وفي الحديث : فَلَمَّا أَضَبُّوا عَلَيْه أَي أَكْثَرُوا . أَضَبَّ الشيءَ : أَخْفَى إِيَّاهُ . أَضَبَّ النَّعَمَ : أَقْبَلَ وَفِيه تَفَرُّقٌ . والضَّبَبُ والتَّضْبِيبُ : تَغْطِيَةُ الشَّيْء ودُخُولُ بَعْضِه في بَعْض . أَضَبَّ الشَّعَرُ : كَثُرَ . و أَضَبَّتِ الأَرْضُ : كَثُرَ نَبَاتُها . وعن ابن بُزُرْج : أَضَبَّت الأَرضُ بالنَّبَاتِ : طَلَعَ نَبَاتُها جَمِيعَاً . أَضَبَّ فُلاَناً أَو عَلَى الشَّيْءِ : لَزِمَه فَلَمْ يُفَارِقْه . وأَصْل الضَّبِّ : اللُّصُوقُ في الأَرْض وقد تَقَدَّم . أَضَبَّ عَلَيْهِ : أَمْسَكَه عَنْ أَبِي زَيْد . وقَال أَبُو حَاتِم : أَضَبَّ القَوْمُ : سَكَتُوا وأَمْسَكُوا عَنِ الْحَدِيث . أَضَبَّ عَلَى المَطْلُوبِ : أَشْرَفَ عَلَيْه أَن يَظْفَرَ بِه . قال أَبُو مَنْصُور : وهَذَا من ضَبَأَ يَضْبَأُ ولَيْسَ مِنْ بَابِ المُضَاعَف . وقَدْ جَاءَ بِهِ اللَّيْثُ في بَابِ المُضَاعَف قَالَ : والصَّوَابُ الأَوَّلُ وهو مَرْوِيٌّ عنِ الكِسَائِيّ كَذَا في لِسَانِ الْعَرَب . أَضَبَّ السِّقاءُ : هُرِيقَ مَاؤُه من خُرْزَةٍ فيه أَوْ وَهْيَةٍ أَضَبَّ اليَوْمُ أَي صَارَ ذَا ضَبَاب بالفَتْح أَي نَدىً كالغَيْم وَقيلَ كالغُبَار يَغْشَى الأَرْضَ بالغَدَوَاتِ أَو سَحَاب رَقيق سُمِّي بِذَلِكَ لتَغْطِيَته الأُفُق وَاحِدَته ضَبابة . وقد أَضَبَّتِ السماءُ إِذا كان لها ضَبَاب وأَضَبَّ الغَيْمُ : أَطْبَقَ . وقيل : الضَّبَابَةُ : سَحَابَة تُغْشِّي الأَرْضَ كالدُّخَانِ . والجَمْع الضَّبَابُ . وفي الحديث : كنتُ مع النبيّ صلى الله عليه وسلم في طريق مكَّة فأَتَتْنَا ضَبَابَةٌ فَرَّقَتْ بَيْنَ النَّاسِ . هي البُخَارُ المُتَصَاعِد من الأَرْضِ في يَوْمِ الدَّجْن يَصِيرُ كالظُّلَّةِ يَحْجُبُ الأَبْصَار لظُلْمَتِهَا . أَضَبَّ فُلاَنٌ على مَا فِي نَفْسِه أَي سَكَت . وقال الأَصْمَعِي : أَضَبَّ فُلانٌ على ما في نَفْسِه أَي أَخْرَجَه . وقال أَبُو حَاتم : أَضَبَّ القَومُ إِذا سَكَتُوا وأَمْسَكُوا عَنِ الحدِيث . وأَضَبُّوا إِذا تَكَلَّمُوا وأَفَاضُوا في الْحَدِيثِ ضِدٌّ أَي زَعَمُوا أَنَّه من الأَضْدَادِ . أَضَبَّ القَوْمُ : نَهَضُوا في الأَمْرِ جَمِيعاً . وفي التَّهْذِيب في آخِرِ العَيْنِ مَعَ الجِيمِ قَال مُدْرِكٌ الجَعْفَرِيُّ :يقال : أَضَبُّوا لِفُلاَنٍ أَي تَفَرَّقُوا في طَلَبِه . وقد أَضَبَّ القوْمُ في بُغْيَتِهِم أَي في ضَالَّتِهِم أَي تَفَرَّقُوا في طَلَبَها . والضَّبِيبَةُ : سَمْنٌ ورُبٌّ يُجْعَلُ للصَّبِيّ في عُكَّةٍ يُطْعَمُه . يقال : ضَبَّبَهُ : أَطْعَمَه إِيَّاه وضَبِّبُوا لصَبِيِّكم . والضَّبُوبُ كَصَبُورٍ : الدَّابَّةُ الَّتِي تَبُولُ و هي تَعْدُو . وقال الأَعْشَى : قال : أَضَبُّوا لِفُلاَنٍ أَي تَفَرَّقُوا في طَلَبِه . وقد أَضَبَّ القوْمُ في بُغْيَتِهِم أَي في ضَالَّتِهِم أَي تَفَرَّقُوا في طَلَبَها . والضَّبِيبَةُ : سَمْنٌ ورُبٌّ يُجْعَلُ للصَّبِيّ في عُكَّةٍ يُطْعَمُه . يقال : ضَبَّبَهُ : أَطْعَمَه إِيَّاه وضَبِّبُوا لصَبِيِّكم . والضَّبُوبُ كَصَبُورٍ : الدَّابَّةُ الَّتِي تَبُولُ و هي تَعْدُو . وقال الأَعْشَى :
مَتى تَأْتِنا تَعْدُو بسَرْجِكَ لَقْوَةٌ ... ضَبُوبٌ تُحَيِّنَا ورَأْسُك مَائِلُ وأَهْلُ الفْرَاسَة يَجْعَلُونَه من العُيُوب . وقد ضَبَّت تَضِبُّ ضُبُوباً . في حديث مُوسَى وشُعَيْب عَلَيْهِما السَّلاَمُ : لَيْسَ فِيهَا ضَبُوبٌ ولا ثَعُولٌ . الضَّبُوبُ : الشَّاةُ الضَّيِّقَةُ ثَقْبِ الإِحْلِيلِ . وفي نُسْخَة النَّاقَة بَدَل الشَّاةِ والأولى هي الصواب والضبوب فرس جمانة ابْنِ رَبِيعَةَ الحَارِثِيّ . الضُّبَيْبُ كَزُبَيْر : فَرَسَانِ لحَسَّانَ بْنِ حَنْظَلَةَ الطَّائِيِّ وحَضْرَمِيّ ابْنِ عَامرٍ الأَسَدِيّ ولأَحَدِهما حَدِيثٌ . ضُبَيْبٌ : مَاء . ووَادٍ . والضِّبْضِبُ بالكَسْرِ : السَّمِينُ . يقال : امْرَأَةٌ ضِبْضِبٌ أَي سَمِينَةٌ . والفَحَّاشُ الجَرِيءُ قال أَبو زيد : رَجُلٌ ضِبْضِبٌ وامرَأَةٌ ضِبْضِبَةٌ وهُوَ الجَرِيءُ عَلَى مَا أَتَى وهُوَ الأَبْلَجُ أَيضاً وامرأَةٌ بَلْخَاءُ وهي الجَرِيئَةُ التي تَفْخَر عَلَى جِيرَانِهَا كالضُّبَاضِبِ كَعُلاَبِط . وضَبِيبُ السَّيْفِ كأَمِير : حَدُّه ومثْلَه في التَّوْشِيح وكَذَا ضَبَّةُ السَّيْف قَالَه الخَطَّابِيّ ولمْ يَذْكُرْه ابنُ الأَثِير . ومَضَبٌّ بالفَتْح : ع . وَرَجُلٌ ضُبَاضِبٌ بالضَّمِّ : قَوِيٌ مِثْل بُضَابِضٍ عَنِ ابْنِ دُرَيْد وقِيلَ غَلِيظٌ سَمِينٌ أَو قَصِيرٌ فَحَّاشٌ جَرِيءٌ أَو جَلْدٌ شَدِيدٌ . ورُبَّمَا استُعْمِلَ في البَعِيرِ . وسَمَّوْا ضَبَّا وضَبَّاباً وضِبَاباً ومُضِبّاً كشَدَّاد وكِتاب ومُحِبّ والضِّبَابُ بالكَسْرِ : اسْم رجل وهُو أَبُو بَطْن سَمِّيَ بجَمْع الضَّبِّ . قال :
لَعَمْرِي لَقَدْ بَرَّ الضِّبَابَ بَنُوهُ ... وبَعْضُ البَنِينَ غُصَّةٌ وسُعَالُ والنَّسَبُ إِلَيْهِ ضِبَابِيٌّ ولا يُرَدُّ في النَّسَبِ إِلَى وَاحِدِه لأَنَّه قَدْ جُعِلَ اسْماً لِلْوَاحِدِ كَمَا تَقُولُ في النَّسَبِ إِلَى كِلاب كِلاَبيّ . والضَّبَابُ : اسْمُ رَجُل أَيضاً والأَوَّلُ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ وأَنْشَدَ
نَكِدْتَ أَبَا زُبَيْبَةَ إِذْ سَأَلْنا ... بحَاجَتِنَا ولَمْ يَنْكَدْ ضَبَابُ ورُوِيَ بَيْتُ امْرِئِ القَيْسِ :
وعَلَيْكِ سَعْدَ بْن الضَّبَابِ فَسمِّحِي ... سَيْراً إِلَى سَعْدٍ عَلَيْكِ بِسَعْدِقال ابْنُ سِيدَه : هَكَذَا أَنْشَدَه ابْن جِنِّي بفتح الضاد كذا في لسان العرب . وبنو ضُبَيْب كزُبَيْر وقيل كأَمِير وقِيلَ إِنه مُصَغَّر وآخِرُه نُونٌ : بَطْنٌ من جُذَام وهم بَنُو ضُبَيْبِ بْن زَيْد . مِنْهُم رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدٍ الصَّحَابِيُّ رَضي الله عَنْه . وقَلْعَةُ الضِّبَاب كَكِتَاب : محله بالكُوفَة . مِنْهَا شَيْخُ الزَّيْدِيَّة أَبُو البَركَات عُمرُ بْن إِبْرَاهِيمِ الحُسَيْنيّ . ومِمَّا لَمْ يَذْكُرْه المُؤَلِّف : قَوْلُهم في المَثَلِ : أَعَقُّ مِنْ ضَبٍّ لأَنَّه رُبَّما أَكَلَ حُسُولَه . وقَوْلُهُم : لاَ أَفْعَله حَتَّى يَرِدَ الضَّبُّ المَاءَ لأَنَّ الضَّبَّ لا يَشْرَبُ مَاءً . ومِنْ كَلاَمِهِم الَّذِي يَضَعُونَه عَلَى أَلْسِنَةِ الْبَهَائِم قَالَتِ السَّمَكَة : وِرْداً يَا ضَبُّ فقال : أَصْبَحَ قَلْبِي صَرِدَا لا يَشْتَهِي أَنْ يَرِدَا إِلا عَرَاداً عَرِدَا وصِلِّيَاناً بَرِدا وعَنْكَثاً مُلْتَبِدَا والضَّبُّ يُكْنَى أَبَا حِسْل . والعَرَبُ تُشَبِّه كَفَّ البَخِيل إِذَا قَصَّر عَنِ الْعَطَاءِ بكَفِّ الضَّبِّ ومِنْه قَوْلُ الشَّاعر :
مَنَاتِينُ أَبْرَامٌ كَأَنَّ أَكُفَّهم ... أَكُفُّ ضِبَابٍ أُنْشِقَتْ في الحَبَائِل وفي الأَسَاسِ في المجاز : يُقَالُ : فُلاَنٌ كَفُّ الضَّبِّ أَي بَخِيلٌ . وكَفُّ الضَّب مَثَلٌ في القِصَر والصِّغَر انتهَى . وفي حَدِيثِ أَنَس : إِنَّ الضَّبَّ ليَمُوتُ هُزَالاً في جُحْرِه بذَنْبِ ابْنِ آدَم أَي يَحْتَبِسُ المَطَر عَنْه بشُؤْم ذُنُوبِهِم وإِنَّما خَصَّ الضَّبَّ لأَنَّه أَطْوَلُ الْحَيَوَانِ نَفْساً وأَصْبَرُها عَلَى الجَوعِ . ويُرْوَى إِنَّ الحَبَارَى بدل الضَّبِّ ؛ لأَنَّها أَبْعَدُ الطَّيْرِ نَجْعَةً . وعن أَبي عمرو : ضَبْضَبَ إِذَا حَقَدَ . وفي الحَدِيثِ : إِنَّمَا بَقِيَت مِنَ الدُّنْيَا مِثْلُ ضَبَابَةٍ يَعْنِي في القِلَّةِ وسُرْعَةِ الذَّهَابِ . قَال أَبُو مَنْصُور : الذي جَاءَ في الحَدِيث : إِنَّمَا بَقِيَت مِنَ الدُّنْيَا صُبَابَةٌ كصُبابة الإِنَاء . بالصَّادِ المُهْمَلَة هكذا رواه أَبو عُبَيْد وغَيْره . وفي حَدِيثٍ آخر : ما زَال مُضِبّاً مُذِ اليَوْمِ أَي إِذَا تَكَلَّم ضَبَّتْ لِثَاتُه دَماً . وفي المَثَل : أَتَعَلِّمُنِي بِضَبٍّ أَنَا حَرَشْتُه إِذَا أَخْبَره بأَمْر هُو صَاحِبُه ومُتَوَلِّيه وهو مجاز كما في الأَسَاسِ