ضَبَرَ الفَرَسُ وكذلك المُقَيَّدُ في عَدْوِه يضْبِر بالكَسْر ضَبْراً بالفتح وضَبَرَاناً محّركةً إذا عَدَا وفي المحكم : جَمَعَ قَوائِمَهُ وَوَثَبَ . وقال الأصمعيّ : إذا وَثَبَ الفَرَسُ فوَقَعَ مَجْموعةً يَدَاهُ فذلك الضَّبْرُ قال العَجّاجُ يَمدح عُمَر بنَ عُبَيْدِ الله ابنِ مَعْمَرٍ القُرَشِيّ : لقَدْ سَمَا ابنُ مَعْمَرٍ حينَ اعْتَمَرْ مَغْزيً بَعِيداً من بَعِيدٍ وضَبَرْ يقول : ارْتَفَع قَدْرُه حينَ غَزَا مَوضِعاً من الشام وجَمعَ لذلك جَيْشاً . وفي حديث سعْدِ بنِ أبي وَقّاص : الضَّبْرُ ضَبْرُ البَلْقاءُ : فَرَسُ سَعْد وكان أبو مِحْجَن قد حَبَسَه سَعْدٌ في شُرْبِ الخَمْرِ وهم في قِتالِ الفُرْسِ فلمّا كان يوم القادِسيّة رأى أبو مِحْجَن الثَّقَفِيُّ من الفرسِ قُوَّةً فقال لامرأةِ سَعْد : أطْلقِيِني ولك اللهُ عَلَى أنْ أرجِعَ حتّى أضَعَ رِجْلي في القَيْد فحَلَّتْه فركِبَ فَرساً لسعْدٍ يقال لها : البَلْقَاءُ فجعلَ لا يَحْمِل على ناحية من العَدُوِّ إلا هَزَمَهُم ثم رَجَعَ حتّى وَضعَ رِجْلَه في القَيْدِ ووَفَى لها بذِمَّتِه . فلمّا رَجَع أخبَرَتْهُ بما كانَ مِن أمرِه فخَلَّى سَبيلَه . وضَبَرَ الكُتُبَ يَضْبِرُها ضَبْراً بالفَتْح : جَعَلَها إضْبَارةً أي حُزْمَةً كما سيأتي . ضَبَرَ الصَّخْرَ يَضْبِرُه ضَبْراً : نَضَّدّه قال الراجِزُ يصف ناقَةً : تَرَى شُؤُنَ رَأسِها العَوارِدا مَضْبُورةً إلى شَباً حَدَائِدا ضَبْرَ بَراطِيلَ إلى جَلامِدا هكذا أنشدَه الجَوهريّ قال الصّاغاني : والصَّوَابُ يَصِف جَمَلاً وهذا موضع المَثَلِ اسْتَنْوَق الجَمَلُ والرَّجَز لأبي محمد الفَقْعَسيّ والرواية شُؤُنَ رأْسِه
وفَرَسٌ ضِبِرٌّ كطِمِرٍّ : وثّابٌ وكذلك الرجلُ . والتَّضْبِيرُ : الجَمْعُ يقال : ضَبَّرْتُ الكُتُبَ وغيرها تَضْبيراً : جَمَعْتُها . و الضَّبْرُ والتَّضْبِيرُ : شِدَّةُ تَلْزِيِزِ العِظامِ واكتِنارُ اللَّحْمِ يقال : جَمَلٌ مَضْبُورٌ أي مُجْتَمِعُ الخَلْقِ أملُس قاله اللَّيْث . ومُضَبَّرٌ كمُعْظَّمٍ وفَرَسٌ مُضَبَّرُ الخَلْقِِ أي مُوَثَّقُه وناقَةٌ ُُمُضَبَّرَةُ الخَلْقِِ . ورَجُلٌ ذُو ضَبَارَةٍ في خَلْقِه كسَحَابَةٍ : مُجْتَمِعُ الخَلْقِِ وقيل : وَثِيقُ الخَلْقِِ ومنه سُمِّيَ الرَّجلُ ضُبَارَةَ وكذا أسَدٌ ضُبَارِمٌ وضُبَارِمَةٌ منه بضَمِّهما فُعَالِمٌ عند الخليلِ وقد أعادَه المصنّف في الميم من غير تَنْبِيهٍ عليه . والإضْبارَةُ بالكسرِ والفَتْح : الحُزْمَةُ من الصُّحُفِ كالإضْمَامَةِ ج أضابِيرُ قال ابنُ السِّكّيتِ : يقال : جاءَ فلانٌ بأضْبَارةٍ من كُتُب وإضْمامَة من كُتُب وهي الأضابِيرُ والأضامِيمُ . وقال اللَّيْثُ : إضْبارَةٌ من صُحُفٍ أو سِهَام أي حُزْمَة . والضِبُّارُ ككِتَاب وغُرابٍ : الكُتُبُ بلا واحِدٍ قال ذُو الرُّمَّة :
أقُولُ لنَفْسِي وَاقِفاً عِنْدَ مُشْرِفٍ ... عَلَى عَرَصَاتٍ كالضُّبَارِ النّواطِقِ والضَّبْرُ بالفتْح : الجَمَاعَةُ يَغْزُونَ على أرْجُلِهم يقال : خَرَجَ ضَبْرٌ من بني فُلان ومنه قول ساعِدَةَ الهُذَلِيّ :
بَيْنَا هُمُ يَوماً كذلك رَاعَهُمْ ... ضَبْرٌ لِبَاسُهُم القَتِيرُُمُؤَلّبُ أرادَ بالقَتِير : الدُّرُوعَ مُؤَلّب : مُجَمَّع . والضَّبْرُ أيضاً : جِلْدٌ يُغَشَّى خَشَباً فيها رِجالٌ تُقَرَّبُ إلى الحُصُونِ للقِتَال أي لِقِتَالِ أهلِها ج ضُبُورٌ . وقال الزمخشَريّ واللَّيْثُ : الضُّبُورُ هي الدّبّاباتُ التي تُقَرَّبُ للحُصُون لتُنْقَبَ من تحتها الواحد ضَبْرَةٌ . والضَّبِرِ : شَجَرُ جَوْزِ البَرِّ يكون بالسَّرَاة في جِبَالها يُنَوِّر ولا يَعْقِد كالضَّبِرِ ككَتِف لغة في الضَّبْرِ نقلها أبو حنيفةَ وكذلك رَواه آخرونَ عن الأصمعيّ والواحد ضَبِرَة قال ابنُ سيده : ولا يمتنع ضَبْرَة غير أنّي لم أسْمَعَه . وفي حديثِ الزُّهْرِيّ أنه ذَكَرَ بِني إسرائيل فقال : جعلَ اللهُ عِنَبَهُم الأَرَاكَ وجَوْزَهم الضَّبْرَ ورُمّانَهُم المَظَّ . قال الجَوْهَرِيُّ : وهو جَوْزٌ صُلْبٌ قال وليس هو الرُّمّانَ البَرِّيَّ لأنَّ ذلك يُسَمَّى المَظَّ . وقال ابنُ الأعرابيّ : الضَّبْرُ بالفتح : الذي يُسمِّيه أَهْلُ الحَضَرِ جَوْزَبُويَا وبعضُهُم جَوْزبَوَّا . وقال ابنُ الفَرَجِ : الضِّبْرُ بالكَسْر : الإبْطُ وكذلك الضِّبْن قال جَنْدَل : ولا يَؤُوبُ مُضْمَراً في ضِبْرِي زادِي وقد شَوَّلَ زادُ السَّفْرِ أي لا أخْبَأُ طَعَامِي في السَّفَر فأَوؤُب به إلى بَيْتي وقد نَفِدَ زَادُ أصحابِي ولكنّي أُطْعِمُهم إيّاه ومعْنَى شَوَّل : خَفَّ
والضُّبَّارُ كرُمّانٍ : شَجَرٌ يُشْبِهُ شَجَرَ البَلُّوطِ وحَطَبُه جَيِّدٌ مثْلُ حَطَب المَظِّ قال أبو حنيفة : فإذا جُمِع حَطَبُه رَطْباً ثم أشْعِلَت فيه النّار فرْقَعَ فَرْقَعَةَ المَخَارِيقِ ويُفْعَل ذلك بقُرْب الغِيَاض التي فيها الأُسْد فتهرب الواحِدةُ ضُبّارَة بهاءٍ . وضُبَيْرَةُ كجُهَيْنَة : امْرَأَةٌ قال الأخْطلُ :
بَكْرِيّةٌ لمْ تَكُنْ دارِي لَهَا أمَماً ... ولا ضُبَيْرَةُ مِمَّن تَيَّمتْ صَدَدُ وضَبَّارٌ ككَتَّانٍ : اسم كَلْب قال الحارِثُ بنُ الخَزْرَج الخَفَاجِيّ :
سَفَرَتْ فقُلْتُ لَهَا هَجٍ فتَبَرْقَعَتْ ... فذَكَرْتُ حين تَبَرْقَعَتْ ضَبّارَا
وتَزَّيَنتْ لتَرُوعَنِي بجَمَالِها ... فكأَنَّمَا كُسِيَ الحِمارُ خِمَارَا
فخَرَجْتُ أعْثُرُ في قَوادِمِ جُبَّتِي ... لَوْلاَ الحَيَاءُ أطَرْتُها إحْضارَاقال الصّاغانيّ : وقال أبو عُبيْدِ الله محمدُ بنُ عِمْرانَ بنِ مُوسَى المَرْزُبَانِيّ : هو للخَزْرَجِ بنِ عَوْفِ بن جَميلِ بنِ مُعاوِيَةَ بن مالك بن خَفَاجَةَ قال : وفي الكتاب المنسوب إلى الخَليل عَقَّار : اسمُ كَلْب ذَكَرضه مالكُ بنُ الرَّيْبِ حين رأى الغُول وأنشد البيتَ ولم أجَدْه في شعر مالك وذضكَرَه الجَوْهريّ في فضصْلِ الهاءِ من بابِي الجيم والرَّاءِ الهَوْبَرُ : القشرْدُ الكثيرُ الشَّعْرِ وكذلك الهَبَّارُ وأنشد البيت فعِنْده هو هَبّار بالهَاءِ ومَعْنَاه القِرْد وكذا ذَكَرَه ثعلبٌ في ياقوتته إلا أنه قال : هَبّارٌ اسم كَلْبٍ والصَّوَاب ضَبّارٌ بالضاد
والضَّبُورُ كصَبُورٍ وضِبِرّ مثل طِمِرٍّ ومُضَبَّر مثل مُعَظَّم : الأَسَدُ ذكر الصّاغانيّ الأولَ والثالثَ وأمّا ضِبِرٌّ كطِمِرٍّ فمعناه الشّيُ فاعلّه سُمِّيَ به الأسَدُ لشِدَّتِه . والضَّبِيرُ كأمِيرٍ : الشَّديدُ من الضَّبر وهو الشَّدّ عن ابن الأعرابيّ . والضَّبِيرُ : الذَّكّرُ لشِدّتِهِ نقله الصاغانيّ . وضَيْبرٌ كحَيْدَرٍ : جَبَلٌ بالحجاز قال كُثَيِّر :
وقد حَالَ منْرَضْوَى وضَيْبَرَ دُونَهُم ... شَمَارِيخُ لللأَرْوَى بِهِنَّ حُصُونُ وضِبَارَى بالكسر والقَصْرِ : رَجُلٌ مِنْ بني تَميمٍ وهو ضِبَارى ابنُ عُبَيْد بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ يَرْبُوع ولم يتَعرّض الصاغانيّ للقَصْر ولا الحافظُ . وضَبَارَى بالفَتْح أي مع القَصْرِ كما هو مفهوم عبارته وضبطَه غيرُ واحدٍ بكسر الراءِ وتشديدِ الياءِ وفي الرِّبابِ وهو ضبَارِيّ بنُ نُشْبَةَ ابنِ رُبَيْع بنِ عَمْرو بنِ عبدِ اللهِ بن لُؤَيّ بن عَمْرِ بنِ الحارثِ بن تَيْم . منهم وَرْدانُ بنُ مُخَالدِ بنِ عُلَّفَةَ بنِ القُرَيش بن ضَبَارِيّ ووالمُتَوَرِّدُ بنُ عُلَّفَةَ الخارجيّ . زاد الحافظ : وفي سَدوس ضَبَاري بنُ سَدُوسِ بنِ شَيْبَانَ . وعَمْرُو بنُ ضُبَارَةَ بالضّمّ وضَبطَه الصاغانيّ بالفَتْح : فارِسُ رَبِيعةَ ومن رؤساءِ أجْنَادِ بني أُمَيّةَ . وضُبَارَةُ بن السُّليْكِ من الثِّقاتِ . قلْت : وهو ضُبَارَةُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ مالكِ بن أبي السُّلَيْكِ الحَضْرَمِيّ ويقال الأَلْهَانيّ أبو شُرَيْحٍ الشّاميّالحِمْصِيِّ كان يَسْكُن اللاّذِقِيِةَ رَوَى عن ذُوَيْدِ بن نافِع وعنه إِسماعيلُ بن عياش . والضَّبِارَةُ : الحُزْمَةُ عن اللَّيْثِ وتُكْسَر وغيرُ اللَّيْثِ لا يُجيِز ضُبَارَة من كُتُبٍ ويقول إِضْبَارَة كما تقدم . ومما يُستدرك عليه : المَضْبُورُ : المِنْجَل . والضَّبَائِرُ : جَمَعَاتُ النَّاسِ في تَفْرِقَة كأَنه جمْع ضِبَارَةً مثل عِمَارة وعَمائر . والضَّبْرُ : الرَّجّالَةُ . وعن ابن الأَعرابيّ : الضَّبْرُ : الفَقْرُ والضَّبْرُ : الشَّدُّ . وقد سَمَّوْا ضَنْبَراً وهو الشَّدِيدُ قال ابنُ دُرَيْد : أَحسب أَن النون فيه زائدة . وضِنْبِر كزِبْرِج : من الأعلام وهو فِنْعِل من الضَّبْرِ وهو الوَثْبُ قاله الصاغانيّ . والمُطَّلِبُ بنُ وَدَاعَةَ بنِ ضُبَيْرَةَ مصغَّراً حكاه السُّهَيْلِيّ عن الخَطاّبي قاله الحافظ
الضِّبرِكُ كزِبْرِجٍ : المَرأَةُ العَظِيمَةُ الفَخِذَيْنِ عن ابنِ عَبّادٍ . وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ : الضُّبارِكُ كعُلابِطٍ : الأَسَدُ وكذلك ضُبارِمٌ . وقِيلَ : الضُّبارِكُ : الرَجُلُ الثَّقِيلُ الكَثِيرُ الأَهْلِ قال الفَرَزْدقُ :
ورَدُوا إرابَ بجَحْفَل من تَغْلِبٍ ... لَجِبِ العَشِي ضُبارِكِ الأَرْكانِ والضبارِكُ أَيضًا : الشَّدِيدُ الضَّخْمُ مِنّا ومن الإبِلِ كما في الصِّحاحِ كالضِّبراكِ بَالكِسر وأَنشَدَ الجَوْهَرِي للرّاجِزِ :
" أَعْدَدْتُ فِيها بازِلاً ضُبَارِكَا
" يَقْصُر يَمْشِي ويَطُولُ بارِكَا قالَ : والجَمْعُ الضَّبارِكُ بالفَتْحِ
ومما يُستَدْرَكُ عليه : الضِّبرِكُ والضبارِكُ : الطَّوِيلُ مع ضَخامَةٍ عن ابنِ عَبّادٍ . وقيل : هُما من الرجالِ : الشُّجاعُ عن ابنِ السِّكِّيتِ