ضاق يَضيقُ ضَِيْقاً بالكَسْرِ ويُفْتَح قال الله تعالى : ( ولا تَكُ في ضَيْقٍ ممّا يمْكُرون ) وقرأ ابنُ كَثير ( في ضِيق ) بالكَسْر : وتضيّق وتَضايَق وهو : ضِدّ اتّسع . والضِّيقُ : ضدّ السَّعَةِ . وحكى ابنُ جِنّي : أضاقَه إضاقَةً وضيّقَه تَضْييقاً فهو ضَيِّقٌ وضَيْقٌ كمَيِّتٍ ومَيْتٍ وضائِقٌ قال تعالى : ( وضائِقٌ به صدْرُكَ ) . والضَّيْقُ : الشّكُّ في القَلْب عن أبي عَمرو وهو مَجاز وبه فُسِّر قولُه تَعالَى : ( ولا تَكُ في ضَيْقٍ ممّا يمْكُرون ) ويُكْسَر ونصُّ أبي عَمْرو : الضَّيَقُ بالتّحْريك : الشّكُّ وهو بالفَتْحِ بهذا المعنى أكثَر فحينَئِذ الصّوابُ ويُحَرَّك . وقال الفَرّاء : الضَّيْقُ بالفَتْح : ما ضاقَ عنْه صدْرُك فهو فيما لا يتّسِعُ . وقال غيرُه : الضّيْق : ة باليَمامَة قال ابنُ مُقْبِل :
وافَى الخَيالُ وما وافاكَ منْ أَمَمِ ... من أهْلِ قَرْنٍ وأهلِ الضَّيْقِ بالحَرَمِ وقال الفرّاء : الضِّيقُ بالكَسْر يكون فيما يتّسِعُ ويَضيقُ كالدّارِ والثّوْبِ والأوّلُ يُثنّى ويُجْمَع ويؤنّث والثاني لا أو هما سَواءٌ . والمَضيقُ : ما ضاق من الأماكِن والأمورِ وفي الأخيرِ مَجاز ومنه قوْلُ الشّاعِر :
مَنْ شا يُدَلّي النّفس في هُوّةٍ ... ضنْكٍ ولكن مَنْ لَه بالمَضيقْ أي : بالخُروجِ من المَضيق . والمَضيقُ : ة بلِحْفِ جبَل آرَة . والضِّيقَى والضُّوقَى كضِيزَى وطوبَى على حدِّ ما يعْتَوِرُ هذا النّوعَ من المُعاقَبة تأنيثا : الأضْيَق كما في الصِّحاح وهو فِعْلَى من الضّيق وهو في الأصل ضُيْقَى قُلِبت الياء واواً ؛ لسكونها وضَمّةِ ما قَبْلَها . وقال كُراع : الضُّوقَى : جمع ضَيِّقة . قال ابنُ سِيدَه : ولا أدْري كيْف ذلِك ؛ لأنّ فُعْلَى ليسَتْ من أبنِيةِ الجُموع إلا أنْ يكونَ من الجَمْعِ الذي لا يُفارِقُ واحدَه إلا بالهاء كبُهْماة وبُهْمَى . وقالت امرأة لضرَّتِها وهي تُسامِيها :
" ما أنْتِ بالخُورَى ولا الضّوقَى حِرا ومن المَجازِ : الضِّيقَةُ بالكَسْر : الفَقرُ وسوءُ الحالِ ويُفتَح وبهما رُوِي قولُ الأعشى :
فلَئِنْ ربُّك منْ رحْمَتِه ... كشَف الضِّيقَةَ عنّا وفسَحْ
ج : ضَيْقٌ . وقال الفرّاءُ : إذا رأيتَ الضَّيْقَ قد وقَع في موضع الضِّيق كان على أمْرَين : أحدُهما : أنْ يكونَ جَمْعاً للضَّيْقَةِ وأنْشَدَ قولَ الأعشى . والوجهُ الآخرُ : أنْ يُرادَ به شيءٌ ضيِّقٌ فيكون ضَيْق مُخَفَّفاً وأصْلُه التّشْديد ومثلُه هيْنٌ ولَيْنٌ . ومن المَجازِ : الضِّيقَةُ : منْزِلٌ للقَمَر بلِزْقِ الثُريّا مما يَلي الدَّبَران وهو مَكانٌ نحْسٌ على ما تزعُم العرَب . قال أبو عُبَيْد : ومنه قولُ الأخْطَل :
فهلاّ زجَرْتَ الطّيرَ ليلةَ جِئْتَها ... بضيقَةَ بيْنَ النّجْم والدّبَرانِ ؟ قال الصّاغانيّ : أخْبَرَ أنّ القمَر ليلَة اجْتِماعِهما كان نازِلاً بالدّبَران وهو من النُّحوس . وفي اللّسان : يذكُر امرأةً وسيمةً تزوّجها رجُلٌ دَميم والمرأةُ هي بَرّةُ بنتُ أبي هانئ التّغْلِبيّ والرّجُلُ سَعيدُ بنُ بَنان التّغْلِبيّ . وقال ابنُ قُتَيبَة : وربّما قَصُر القمرُ عن الدّبَران فنزَل بالضّيقَة وهما النّجْمانِ الصّغيرانِ المُتقارِبانِ بين الثُريّا والدّبَرانِ حَكاه عن أبي زِيادٍ الكِلابيّ قال الأزهريّ : جعَل ضِيقَة معرِفة ؛ لأنّه جعله اسماً علَماً لذلِك الموْضع ولذلِك لم يصرِفْه . وأنشدَه أبو عَمْرو بضِيقَةِ بكسر الهاء جعَله صِفَةً ولم يجْعَلْه اسماً للمَوْضِع . أراد بضِيقَةِ ما بَيْنَ النّجْمِ والدّبرانِ . ومن المجاز : سلَكوا الضِّيقَة وهي : طَريقٌ بيْن الطّائِف وحُنَيْن . وفي الأساس : بين مكّةَ والطّائِف . وقال محمدُ بن إسحاق : لمّا انصرَف رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم من حُنَيْن يُريد الطائِفَ سلَك في طَريق يُقال له : الضِّيقَة فسأل عن اسمِه فقيل : الضِّيقَةُ فقال : بل هي اليَسْراءُ ؛ تفاؤلاً . والضّيقَة : ع قُربَ عَيْذَاب على عشْرةِ فراسخَ . وفي التّكمِلَة : خمْسة فراسِخَ منها . ومن المجاز : ضاقَ يَضيقُ ضَيْقاً : إذا بخِل . وأضاقَ فهو مُضيق : إذا ضاقَ عليه معاشُه وذهَب مالُه وافْتقَر وهو مَجاز أيضاً . ومن المجاز : ضايَقَه في كذا : إذا عاسَرَه ولم يُسامِحْه . والضِّياق ككِتابٍ كذا في سائر النُّسَخ وفي المُحيط : المِضْياق : دُرْجَةٌ من خِرَقٍ وطيب تسْتَضيقُ بها المرأةُ . وفي الأساس : والمرأة تسْتَضيق بالأدوية . ومما يُسْتَدرَك عليه : الضَّيْقَة بالفتح : تأنيثُ الضَّيْق المُخَفَّف ومنه قول الشاعر :
دُرْنا ودارَتْ بَكْرةٌ نَخيسُ ... لا ضَيْقَةُ المَجْرَى ولا مَرُوسُ وقد ضاقَ عنك الشيءُ . يُقال : لا يسَعُني شيْء ويَضيقُ عنك أي : بل من وَسِعَني وسِعَك . وضاقَ بهم ذرْعاً أي : ضاقَتْ حيلَتُه ومَذْهَبُه والمعنى ضاقَ ذَرْعُه به فلما حُوِّلَ الفِعْلُ خرَج قولُه ذَرْعاً مفسِّراً والضّاقة : جمع الضّائِق ومنه قولُ زهير :
" يكْرهُها الجُبَناءُ الضّاقَةُ العطَنِ والضَّيَق مُحرَّكَة : الشّكُّ قال : وهو بالفَتْح بهذا المَعْنى أكثَر . وقد ذكَره المُصَنِّفُ . وجمع المَضيق : المَضايق . وضاقَت بهِ الأرضُ . قال عَمْرو بنُ الأهْتَم :
لعَمْرُكَ ما ضاقَتْ بِلادٌ بأهلِها ... ولكنّ أخْلاقَ الرِّجالِ تَضيقُ وتَضايَق القومُ : إذا لم يتوسّعوا في خُلُقٍ أو مَكان . وتضايَق به الأمرُ أي : ضاقَ علَيه وهو مجازٌ وله نفْسٌ ضيِّقَة . وضيَّق على فُلان . وأمْرٌ مُضيَّق . وقولُه تعالَى : ( ولا تُضارُّوهُنّ لتُضَيِّقوا علَيْهِنّ ) ينطوي على تضْييقِ النّفَقَة وتَضْييق الصّدْر
فصل الطاء مع القاف