الظِّئْرُ بالكَسْرِ مهموزاً : العاطِفَةُ على وَلَدِ غَيْرِها ونصُّ المُحْكَم على غَيْرِ ولدِها الُمْرضِعَةُ لَه فِي ونص المحْكَمِ : من النّاسِ وغَيْرِهِم كالإبلِ للذَكَرِ والأُنْثَى . ج : أَظْؤُرٌ كأَفْلُسٍ وأَظْآرٌ كأَبْيَارٍ وظُؤُورٌ بالضمّ ممدوداً وظُؤُرَةٌ بزيادَة الهاءِ كالفُحُولَةِ والبُعُولَة وظُؤَارٌ كرُخَالٍ وهذه من الجَمْعِ العَزِيزِ وقَأْتُ بخط بعْضِ المُقَيِّدِينَ ما نَصُّه :
ما سَمِعْنَا كَلِماً غَيْرَ ثَمانٍ ... هُنَّ جَمْعٌ وهْي في الوَزْنِ فُعَالُ
فتُؤَامٌ ودُرَابٌ وفُرَارٌ ... وعُرَاقٌ وعُرَامٌ ورُخَالُ
وظُؤَارٌ جمْعُ ظِئْرٍ وبُسَاطٌ ... جَمْعِ بُسْطٍ هكذا فيما يُقَالُ . وظُؤَرَةٌ كهمزَة وهو عند سيبويِهِ اسمٌ للجمع كفُرْهَة لأَنَّ فِعْلاً ليس مّما يُكَسَّر على فُعْلَة عنده . وقيل : جمْع الظِّئْرِ من الإِبلِ ظُؤَارٌ ومن النساءِ ظُؤُورَةٌ . وناقَةٌ ظَؤُورٌ : لازِمةٌ للفَصِيلِ أَو البَوِّ وقيل : معطُوفَةٌ علَى غيرِ وَلدِهَا . قد ظَأَرَهَا عليه كَمَنَعَ يَظْأَرُهَا ظَأْراً بالفتْح وظِئَاراً ككِتَابٍ أَي عَطَفَها . وأَظْأَرهَا وظاءَرَها من باب الإِفْعَال والمُفَاعَلَة فَظَأَرَت هي أَي عَطَفَتْ على البَوِّ يَتَعَدَّى ولا يَتَعَدَّى كذلك اظَّاءَرَتْ مُشدَّداً ممدوداً كذا هو في نسختنا أَواظأَرَتْ على افْتَعَلَتْ ولعه الصواب . وهي الظُّؤُورَة بالضَّمّ مَمْدُوداً وتَفْسِيرُ يَعُقوبِ لقَوْلِ رُؤْبَةَ :
" إِن تَمِيماً لمْ يُرَاضِعْ مُسْبَعَا . بأَنّهُ لم يُدْفَع إِلى الظُّؤُورِةَ يجوز أَن تكون الظُّؤُورةُ هنا مَصدراً وأَن تكون جَمعَ ظِئْرٍ كما قالُوا الفُحُولَة والبُعُولَة . وبَيْنَهُمَا مُظَاءَرةٌ أَي كُلّ واحِدٍ منهما ظِئْرُ صاحِبِه . وظَاءَرَتْ المرأَةُ بوزن فاعَلَتْ : اتخَذَتْ وَلَداً تُرْضِعُه . واظَّأَرَ لَولَدهِ ظِئْراً على افتعل أُدْغِمَت التاءُ في باب الافتعال فحُوِّلت ظاءً لأن الظّاءَ من فِخَامِ حُروفِ الشَّجْرِ التي قَرُبَتْ مَخَارِجُها من التاءِ فضَمّوا إِليها حَرْفاً فَخْماً مِثلَهَا ليكون أَيسرَ على اللسان لتَبايُن مَدْرَجةِ الحُرُوف الفِخام من مَدارِج الحُروف الفُخْتِ أَي اتَّخَذَهَا وفي بعض النُّسخ اضْطَأَر بدل اظَّأَرَ . وفي المحكم : وقالوا : الطَّعْنُ : ظِئَارُ قَوْمٍ مُشْتَقُّ من النَّاقَة يُؤْخَذُ عنها وَلدُها فتُظْأَرُ عليه إِذا عَطَفُوهَا عليه فتُحِبّه وتَرْأَمُه أَي يَعْطِفُهُم على الصُّلْحِ يقول فأَخِفْهُمْ إِخافَةً حتّى يُحِبُّوكَ . قال أَبو عُبَيْد : من أَمثالِهِم في الإِعطاءِ من الخَوْفِ قولَهُم : " الطَّعْنُ يَظْأَرُ " أَي يَعْطِف على الصُّلْح يقول إِذا خَافَكَ أَن تَطْعَنَه فتَقْتُله عَطَفَه ذلك عليكَ فجَادَ بمالِه للخَوْفِ حينئذٍ . وقَوْلُ الجَوْهَرِيّ : الطَّعْنُ يَظْأَرُه . سَهْوٌ والصوابُ يَظأَرُ أَي يَعْطِفُ على الصُّلْحِ . قلْت : ومثلُه في كِتَابِ الأَبْنِيَةِ لابنِ القَطّاع . وقال البَدْرُ القَرافِيّ : غايتُه أَنه صرّحَ بالمفعول ومثل ذلك لا يُعَدُّ غَلَطاً لأنه مفهومٌ من المعنى وهو جائزٌ كما في قوله تعالى " حتَّى تَوارَتْ بالحِجَابِ " أَي الشمسُ انتهى ونقله شيخنا وقال : قيل عليه : لا يَخفَى أَنه يَلزَمُ تَغَيُّرُ المَثَلِ ولعله عَدَّ ذلك غَلَطاً فتأَمَّلْ . قلْت : إِنْ كانت رِوَايَةُ الجَوْهَرِيّ على ما أَوردَ فلا سَهْوَ ولا غَلَطَ . انتهى . قلْت : والذي في الصحاح : الطَّعْنُ يُظْئِرُهُ من باب الإفعال أَي يَعطِفُه على الصُّلح والذي قاله أَبو عُبَيْد : الطَّعْنُ يَظْأَرُ من باب منع أَي يَعْطِفُ على الصُّلِح ولا يَخْفَي أَن معناهُما واحدٌ بقيَ الكلامُ في نصِّ المثل فالجَوْهَرِيّ ثِقَةٌ فيما يَنقُلُ عن العربِ فلا يُقَال في حقَّ مثله : إِنّ ما قَالَه سَهْوٌ أَو غَلطٌ فتأَمَّلْ يظْهَرْ لك . والظُّؤَارُ كغُرابٍ : الأَثَافِيُّ وهو مَجاز شُبِّهَت بالإبلِ لتَعَطُّفِها حَوْلَ الرَّمادِ قال :
سفْعاً ظُؤَاراً حَوْلَ أَوْرَقَ جاثِمٍ ... لَعِبَ الرِّيَاحُ بِتُرْبهِ أَحْوَالاَمن المَجَاز ظاءَرَنِي علَى الأَمْرِ مُظَاءَرَةً : رَاوَدَنِي ولم يَكُنْ في بالي أَو أَكْرَهَني عليه وكنت أَأْباه ويقال : ما ظَاءَرَنِي عليه غيرُك . والظِّئْرُ بالكسر : رُكْنٌ للقَصْرِ الظِّئْرُ أَيضاً : الدِّعَامةُ تُبْنَى إِلى جَنْبِ حائِطٍ ليُدْعَمَ عَلَيْهَا وهي الظِّئْرَةُ وقد تقدم في طبر أَن الطَّبْرَ رُكنُ القَصْرِ ونَبَّهنا هنالك أَنه تَصحيفٌ وكأَنّ المصنِّفَ تَبِع الصاغانيّ فإنه ذَكَرَه المحلَّيْنِ من غير تَنْبِيه والصوابُ ذِكْرُه هنا كما فَعَلَه ابنُ منظور وغيره . والظُّؤَرى مَضمومٌ مقصورٌ : البَقَرَةُ الضَّبِعَةُ قال الأَزهريّ : قرأْتُ بخطِّ أَبيِ الهَيْثَمِ لأَبي حاتمٍ في باب البَقَر : قال الطّائِفِيُّون : إِذا أَرادَت البَقَرةُ الفَحْلَ فهي ضَبِعَةٌ كالنّاقَةِ وهي ظُؤْرَى قال : ولا فِعْلَ للظُّؤْرَى . قال أَبو مَنْصُور : قَرَأْتُ في بعضِ الكُتُبِ : اْستَظْأَرَتِ الكَلْبَةُ بالظَّاءِ أَي أَجْعَلَتْ واْستمْرَقَتْ وقال أَيضاً : ورَوىَ لنا المُنْذِرِيّ في كتاب الفُرُوق : اسْتَظْأَرَتِ الكَلْبَةُ : إِذا هَاجَتْ فهي مُسْتَظْئِرٌ . وأَنَا واقِف في هذا . والظِّئارُ بالكسر : أَنْ تُعَالَجَ الناقَةُ بالغِمَامَةِ في أَنْفِهَا كي تَظْأَرَ عَلَى ولَدِ غيرهَا وذلك أَن يُسَدَّ أَنفُهاَ وعَيْنَاهَا وتُدَسَّ دُرْجَةٌ من الخَرِق مَجْمُوعَةٌ في رَحِمِها ويَخُلُّوه بخِلاَلَيْنِ وتُجَلَّلَ بغِمَامَة تَسْتُرُ رَأْسَها وتُتْرَكَ كذلك حتى تَغُمَّها وتَظُنّ أَنّها قد مَخِضَتْ للوِلادَةِ ثم تُنْزَع الدُّرْجَة من حَيَائهَا ويَدْنُو حُوارُ نَاقَةٍ أُخْرىَ منها قد لُوِّثَتْ رَأْسُهُ وجِلْدُه بما خَرَجَ مَعَ الدُّرْجَة من أَذَى الرَّحِم ثم يَفْتَحون أَنفَها وعيْنَيْهَا فإِذا رَأَت الحُوَارَ وشَمَّتْه ظَنَّتْ أَنّهَا وَلَدَتْهُ إِذا شَافَتْه فتَدِرّ عليه وتَرْأَمُه وإِذا دُسَّت الدُّرْجَةُ في رَحِمِها ضُمَّ ما بينَ شُفْرَي حَيَائِها بسَيْر ومنه ما رُوِيَ عن ابنِ عُمَرَ : أَنّهُ اشْتَرَى ناقَةً فرأَى فيهَا تَشْرِيمَ الظَئارِ فرَدَّهَا . أَراد بالتَّشْرِيمِ ما تَخَرّقَ من شُفْرَيْها قال الشاعر :
" ولم تجْعَلْ لها دُرَج الظِّئَارِ . من المجاز قال الأصْمَعِيّ : عَدْوٌ ظَأْرٌ أَي مِثْلُه مَعه هكذا بفتح العَيْن وسكون الدال على الصواب وفي سائر النُّسخ عَدُوٌّ بضم الدّال وتشدِيدِ الواو وهو خَطأٌ ورَأَيْتُه في التكملة أَيضاً بتشديدِ الواوِ ومما اسْتَدَلَّيْتُ به على صِحّة ما ضَبَطْتُهُ قَوْلُ الأَرْقَط يصف حُمُراً
" والشَّدُّ تارَاتٍ وعَدْوٌ ظَأْرُ . أَراد عندهَا صَونٌ من العَدْوِلم تَبْذِلْه كلَّه . وقال الأَصْمَعِيّ أَيضاً : وكُلُّ شَيْءٍ مع شَيْءٍ مثلِه فهو ظَأْرٌ . وقال الزَّمَخْشَرِيّ : ظَأَرَ عَلَى عَدُوهِ : كَرّ عَلَيْهِ . ومما يستدرك عليه : نَاقَةٌ مَظْؤُورَةٌ وظَؤُورٌ : عُطِفَتْ على غَيْرِ وَلَدها ويقال الأَبِ الوَلَدِ الصُلْبِه : هو مُظائِرٌ لتلْكَ المرأَةِ . ويقال : ظَأَرَنِي فُلانٌ على أَمْرِ كذا وأَظْأَرَنِي وظَاءَرنِي على فَعَلَني : عَطَفَنِي . ويُقَال للظِّئْرِ : ظَؤُورٌ فَعُولٌ بمعنى مَفْعُولٍ وفي حديث عليٍّ رضي الله عنه " أَظْأَرُكُمُ إِلى الحَقّ روأَنتم تَفِرُّونَ منه " أَي أَعطِفُكُم . والمُظَاءَرَةُ : الظِّئارُ يقال : ظاءَرَ قال شَمرٌ : هذا هو المعروف في كلامِ العَرَبِ وجاءَ في حديث عُمَر " أَنه كَتَبَ إِلى هُنَيّ وهو في نَعَمِ الصَّدَقَةِ أَن ظَاوِرْ " . وعن ابنِ الأَعرابيّ الظُّؤُورَةُ بالضَّمِّ : الدّايةُ والظُّؤُوَرةُ : الرَّضَعَةُ . مثل العُمُومَة والخُؤولَه والأَبُوّة والأَمُومَة والذُّكُورَة
وأَبو عُثْمَانَ مُسْلُم بنُ يَسَار الظِّئْرِيّ : رضِيعُ عبدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ روَىَ عن أَبي هُرَيْرَةَ في الاستشارة . كذا ذكَرَه ابنُ نُقْطَة وزعم أَنّه رآه بخطّ أَبي يَعْلَى بن زوجِ الحُرَّة في الجُزْءِ التاسع من حديث المخلص قال الحافظُ بنُ حَجَر : وهذا تَصحيفٌ والصواب الطُّنْبُذِيّ بضمّ الطاءِ وسكون النون وضمّ الموحدة وإعجامِ الذال وهو الذي رَوَى عن أَبي هُرَيْرَةَ في الاسْتِشَارَة وعنه بَكْرُ بنُ عَمْرو قال :