العَوْفُ : الحالُ والشَأْنُ يُقال : نَعِمَ عَوْفُك : أَي نَعِمَ بالُك وشأْنُك . وقال ابنُ دُرَيدٍ : أَصْبَحَ فلانٌ بِعَوْفِ سَوْءِ وبِعَوْفِ خَيْرٍ : أَي بحالِ سَوْءِ وبحالِ خَيْرٍ قالَ : وخَصَّ بعضُهم به الشَّرَّ قالَ الأخْطَلُ :
أَزبُّ الحاجِبَيْنِ بِعَوْفِ سَوْءِ ... من النَّفَرِ الَّذِين بأَزْقُبانِ ويُقال للرَّجُلِ صَبِيحَةَ بِنائِه : نَعِمَ عَوْفُك يعْنُونَ به الذَّكَر وفي الصِّحاح : قالَ أَبوُ عُبَيْدَةَ : وكانَ بعضُ النّاسِ يتَأَوَّلُ العَوْفَ الفَرْجَ فذَكَرْتُه لأَبِي عُمرٍو فأَنْكَره انْتَهى . قالَ أَبو عبَيْدٍ : وأَنْكر الأَصمعِيُّ قولَ أَبي عَمْرٍو في نَعِمَ عوْفُك ويُقال : نَعِمَ عوْفُك : إِذا دُعِى له أَنْ يُصِيبَ الباءةَ التي تُرْضِي ويُقالُ للرَّجُلِ إِذا تَزوّج هذا وعَوْفُه : ذكَرُه وينشد :
" جارِيَةٌ ذاتُ هَنٍ كالنَّوْفِ
" مَلَمْلَمٍ تَسْتُرُه بحوْفِ
" يا لَيْتَنِي أَشِيمُ فِيها عَوْفِي أَي : أُولِجُ فِيها ذَكَرِي والنَّوْفُ : السَّنام . والعَوْفُ : الضَّيْفُ عن اللَّيْثِ وبه فُسِّرَ الدُّعاءُ : نَ'ِمَ عَوْفُكَ . ويُقالُ : هو الجدُّ والحَظُّ وبه فُسِّر أَيضاً قولُهم : نَعِمَ عَوْفُكَ . وقِيلَ : العَوْفُ في هذا الدُّعاء : طائِرٌ والمعْنَى نَعِمَ طَيْرُك . والعَوْفُ : الدِّيكُ . والعَوْفُ : صنَمٌ نقَلَهُما الصّاغانيُّ . وعَوْفٌ جَبَلٌ وكذا تِعار قال كُثَيِّر :
وما هَبَّت الأَرْواحُ تَجْرِي وما ثَوَى ... بنَجْدٍ مُقِيماً عَوْفُها وتِعارُها والعَوْفُ : من أَسْماءِ الأَسَدِ سُمِّي به لأَنَّه يَتَعَوَّفُ بالليْلِ فيَطْلُبُ . والعَوْفُ : الذِّئْبُ . والعَوْفُ : حُسْنُ الرِّعْيَةِ يُقال : إِنّه لحَسَنُ العَوْفِ في إِبِلهِ : أَي الرِّعْيَةِ . وقال ابنُ الأَعْرابيِّ : العَوْفُ : الكادُّ على عِيالِه . وقال الدِّينَوَرِيُّ : العَوْفُ : ضَرْبٌ من الشَّجَرِ ويُقال : هُوَ من نَبات البرِّ طَيِّب الرَّائِحَةِ قالَ : وبه سَمَّوْا الرَّجُلَ عَوْفاً قالَ النابغَةُ الذُّبْيانِيُّ :
فأَنْبَتَ حَوْذانًاً وعَوْفَا مُنَوِّراً ... سَأُهْدِي له مِنْ خَيْرِ ما قالَ قائِلُ ويُقالُ : قد عافَ الرَّجُلُ : إِذا لَزِمَهُ أَيْ : هذا الشَّجَرَ . والعَوْفانِ في سَعْدٍ : عَوْفُ بنُ سَعْدٍ وعوْفُ بنُ كَعْبِ بنِ سَعْدٍ كما فِي الصِّحاحِ . والحَرادُ : أَبُو عَوْف نقَله الأَزهريُّ وهِيَ أَي : الأُنْثَى أُمُّ عَوْفٍ نَقَله الجوْهرِيُّ قالَ : وأَنشدَنِي أَبُو الغوْثِ لأَبي عَطاءٍ السِّنْدِيِّ هكذا في الصِّحاحِ والصَّوابُ لحَمّادِ عَجْرَد يُعانِي أَبا عَطاءٍ مُحاجاةً :
فما صَفْراءُ تُكْنَى أُمَّ عَوْفٍ ... كأَنَّ رُجَيْلَتَيْها مِنْجَلانٍوقَوْلُهم : لا حُرَّ بِوادِي عَوْفٍ وكذا قَوْلُهم : هوَ أَوْفَى مِنْ عَوْفٍ : أَي عَوْفِ بنِ مُحَلِّمِ بنِ ذُهْلِ بنِ شَيْبانَ وذلِكَ لأَنَّ عَمْرَو بنَ هِنْدٍ طَلَبَ منه مَرْوانَ القَرَظِ وقِيلَ له : مرْوانُ القرَظِ لأَنّه كانَ يغْزُو اليَمَنَ وهي مَنابِتُ القَرظِ وكانَ قدْ أَجارَه فمَنَعَه عَوْفٌ وأَبَى أَنْ يُسَلِّمَه فقلَ عَمْرٌو ذَلِك القَوْلَ : أَي أَنَّه يقْهَرُ منْ حَلَّ بِوادِيهِ وكُلُّ مَنْ فِيهِ كالعَبِيدِ له ؛ لِطاعتِهِمْ إِيّاهُ وقد نَقَله الجَوْهرِيُّ باخْتِصارٍ وقال أَبُو عُبْيْدٍ : هو من أَمْثالِ العَرَبِ في الرَّجُلِ العَزِيزِ المَنِيعِ الَّذِي يَعِزُّ به الذَّلِيلُ ويَذِلُّ به العَزِيزُ قولُهم : لا حُرَّ بِوادِي عَوْفٍ : أَي كلُّ مَنْ صار في ناحِيته خَضَعَ له أَو قِيلَ ذلِك لأَنَّه كانَ يَقْتُلُ الأُسارَى نَقَلَه الصّاغانِيُّ عن بعضِهَم أَو هُوَ عَوْفُ بنُ كَعْبِ بنِ سَعْدِ بنِ زَيْدِ مَنَاةَ ابنِ تَمِيمٍ قاله أَبو عُبَيْدَةَ وكان المُفَضَّلُ يُخْبِرُ أَنَّ المَثَلَ للمُنْذِرِ بنِ ماءِ السَّماءِ قالَهُ في عَوْفِ بنِ مُحلِّمِ ابنِ ذُهْلٍ وذلكِ لأَنه طَلَب مِنْهُ المُنْذِرُ بنُ ماءِ السَّماءِ زُهَيْرَ بنَ أُميَّةَ الشَّيْبانِيّ لِذَحْلٍ فمَنَعَه عَوْفٌ وأَبى أَنْ يُسلِمَه فقالَ المُنْذِرُ ذلِكَ القَوْلَ وفي سِياقِ المُصَنِّفِ تَخْلِيطُ كما تَرَى وعَوْفُ بنُ مالِكِ بن أَبِي عَوْفٍ الأَشْجَعِيُّ : صَحابِيٌّ رضي الله تعالى عنه كانَتْ معه رايَةُ أَشْجَعَ يومَ الفَتْحِ . وعَوْفُ بن مالِكِ بن عبْدِ كُلالٍ أَبو الأَحْوَصِ الجُشَمِيُّ ويُقال : مالِكُ بنُ نَضْلَةَ . وعَوْفُ بنُ الحارِثِ بنِ الطُّفَيْلِ بن سَخْبَرةَ بنِ جُرْثُومةَ الأَزْدِيُّ : تابِعِيانِ . قلتُ : أَمّا الأولُ : فإِنّه كُوفِيٌّ يَرْوِيِ عن ابنِ مسْعُودٍ وعنه أَبو إِسحاق السَّبِيعِيُّ قتَلَتْه الخَوارِجُ في أَيّامِ الحَجّاجِ بنِ يُوسُفَ كذا قاله ابنُ حِبّان وأَوْردَه العَسْكَرِيُّ فِي مُعجَم الصَّحابةِ وتبعه ابنُ فَهْدٍ والذَّهَبِيُّ . وأَمّا الثانِي فإِنَّه أَخُو عائِشَةَ من الرَّضاعَةِ يَرْوِي عن عائِشَةَ وابنِ الزُّبيْرِ وأَبِي هُريْرةَ روى عنه الزُّهْرِيُّ وبُكَيْرُ بنُ الأَشْجِّ . قلتُ : وبَقِيَ عليه من الصَّحابةِ من اسْمُه عُوفٌ بنُ أَثاثَةَ وعوْفُ بنُ الحارِثِ البَجَلِيُّ وعْوفُ بنُ الحارِثِ اللَّيْثِيُّ وعَوْفُ بنَ حُضَيْرَةَ وعَوْفٌ الخَثْعَمِيُّ وعوْفُ ابنُ دَلْهَمٍ وعَوْفُ بنُ رَبِيعٍ وعوْفُ ابنُ سُراقَةَ وعَوْفُ بنُ سَلامَةَ وعوْفُ ابنُ شِبْلٍ وعَوْفُ بنُ عَفْراءَ وعَوْفُ ابنُ القُعْقاعِ وعوْفُ بنُ نَجْوَةَ وعَوْفُ ابن النُّعْمانِ وعَوْفٌ الورِقانِيُّ وعوفُ ابنُ العَبّاسِ فهؤُلاءِ كُلُّهم لَهُمْ صُحْبَةٌ رضي اللهُ عنهم وكان يَنْبَغِي للمُصَنِّفِ أَن يُشِيرَ إِليهم إِجْمالاً كما فَعَل ذلِك في ر ب ع وغيرها . وفي التّابِعِينَ الثِّقاتِ مَن اسْمُه عَوْفٌ جماعةٌ منه : عَوْفُ بنُ حُصَيْنٍ وعَوْفُ بن مالِك الخَبائِريُّ وعَوْفٌ البكالُ وعَوْفٌ الأَعْرابِيُّ غيرُ مَنْسُوبٍ وعَطِيَّةُ بنُ سَعْدٍ أَبو الحَسَنِ العَوْفِيُّ الكُوفِيُّ : مُحَدِّثانِ الأَخِيرُ ضَعَّفَه الثَّوْرِيُّ وهُشَيْمٌ ويَحْيَى وأَحْمَد والرّازِيُّ والنَّسائِيُّ وقال ابنُ حِبّان : سمعَ من أَبِي سَعِيد الخُدْرِيِّ أَحادِيثَ فلمّا ماتَ جَعَلَ يُجالِسُ الكلبِيّ فإِذا قالَ الكَلْبيُّ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم َ حَفِظَ ذلك وَرَواهُ عنه وكَنّاه أَبا سَعِيدٍ فيُظَنُّ أَنّه أَرادَ الخُدْرِيَّ وإِنما أَرادَ الكلْبِيَّ لا يَحِلُّ كَتْبُ حدِيثه إِلا على التَّعجُّبِ وكذا في كتابِ الضُّعَفاءِ لابنِ الجَوْزِيِّ . قلتُ : وولَداهُ : عبْدُ اللهِ بنُ عَطِيَّةَ والحَسَنُ بنُ عَطِيَّةَ الأَولُ رَوى عن الثّانِي قالَ البُخارِيُّ : لم يصحَّ حَدِيثُهما . والعافُ : السَّهْلُ نقله الصّاغانِيُّ . وعُويْفُ القَوافِي كزُبَيْرٍ : شاعِرٌ مشْهُورٌ وهو عُويْفُ بنُ عُقْبةَ بنِ مُعاوِيةَ بنِ حِصْنٍ أَو عُوَيْفُ بن مُعاوِيَةَ بنِ عُقْبَةَ بنِ حِصْنِ بني حُذيْفَةَ ابنِ بَدْرِ بنِ عَمْرِو بنجُؤَيَّةَ بنِ لَوْذانَ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عَدِيِّ بنِ فَزارَة ولُقِّب عُويْف القَوافِي بقوْلِه : ؤَيَّةَ بنِ لَوْذانَ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عَدِيِّ بنِ فَزارَة ولُقِّب عُويْف القَوافِي بقوْلِه :
سَأَكْذِبُ منْ قَدْ قالَ يَزْعُمُ أَنّنِي ... إِذا قُلْتُ قَوْلاً لا أُجيدُ القَوافِيا وعُويْفُ بنُ الأَضْبَطِ : صحابيِّ أَسْلَمَ يَوْمَ الحُديْبِيةِ واستَخْلَفَه النبي صلى الله عليه وسلَّمَ على المَدِينَةِ عامَ عُمْرَةِ القَضاء . وقال شَمِرٌ : عافَتِ الطَّيْرُ تَعُوفُ عَوْفاً : إِذا اسْتَدارَتْ على الشَّيءِ زَادَ غيرُه : أَو الماءِ أَو الجِيَفِ . أَو عافَتْ : إِذا حامَتْ عَلْيه تَتَرَدَّدُ ولا تَمْضِي تُريدُ الوُقُوعَ قال أَبو عَمْرٍو : واوِيٌّ وقالَ غيرُه : يائِيٌّ كما سَيَأْتِي في التي تَلِيها وبه فَسَّرُوا الحديثَ : فَرأَوْا طائِراً واقِعاً على جَبَلٍ فَقالوُا : إِنَّ هذا الطائِرَ لعائِفُ على ماءٍ قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : العائِفُ هُنا : هو الذي يَتَرَدَّدُ على الماءِ ويَحُومُ ولا يَمْضِي قالَ ابنُ الأَثِيرِ : وفي حديثِ أُمِّ إِسماعِيلَ عليه السَّلامُ : " ورَأَوْا طَيْراً عائِفاً على الماء " أَي : حائِماً ليَجِدَ فُرْصة فيشْربَ . والعُوافُ والعُوافَةُ كثُمامٍ وثُمامةٍ : ما يتَعوَّفُه الأَسدُ باللّيْلِ فيَأْكُلُه . ويُقال : كُلُّ من ظَفِرَ باللّيْلِ بشَيءٍ فالشَّيْءُ عُوافَتُه وعُوافُه . وقال ابنُ دُريْدِ : بنُو عُوافَةَ : بطْنٌ مِنْ بنِي أَسدٍ أَو هم مِنْ بنِي سعْدِ بنِ زَيْدِ مناةَ بنِ تَمِيم مِنْهُمُ الزَّفَيانُ المشْهُور وهو : أَبُو المِرْقالِ عطِيَّةُ بنُ أَسِيدٍ العُوافِيُّ الرّاجِزُ المُحْسِنُ هكذا في سائِرِ النُّسخِ في اسْمِه عطِيَّة والصوابُ عطاءُ ابنُ أَسِيدٍ والزَّفَيانُ بالزّاي والفاءِ . والياءُ مُحرّكةٌ وراجِزٌ آخرُ يُعْرَفُ بالزَّفَيانِ لم يُسَمَّ ذَكَرَهُما الآمِدِيُّ
ومما يُستدرك عليه : تَعَوَّفَ الأَسَدُ : التَمَسَ الفَرِيسَةَ باللَّيْلِ . وأُمُّ عَوْفٍ : دُويْبَّةٌ أُخْرَى غيرُ الجَرادَةِ . وقالَ أَبو حاتِمٍ : أَبُو عُوَيْفٍ : ضَرْبٌ من الجِعْلانِ وهي دُويْبَّةٌ غَبْراءُ تَحْفِرُ بِذَنَبِها وبِقَرْنَيْها لا تَظْهَرُ أَبداً
عافَ الرَّجُلُ الطَّعامَ أَو الشَّراب وقدْ يُقالُ في غيرهما يَعافُه وزادَ الفَرّاءُ : يَعِيفُه عَيْفاً بالفتح وعَيَفَاناً مُحَرَّكَةً وعِيافَةً وعِيافاً بكَسْرِهِما واقتَصَر الجَوْهَرِيُّ والصاغانيُّ على الأَخِيرِ وما عَداه ففي ابنِ سِيدَه : كَرِهَهُ فلَمْ يَشْرَبْه طَعاماً أَو شَراباً قال ابنُ سِيدَه : وقد غَلَبَ على كَراهِيَةِ الطَّعامِ فهو عائِفٌ وفي حديثِ الضَّبِّ : ولكِنَّه لَمْ يَكُنْ بأَرْضِ قَوْمِي فأَجِدُ نَفْسِي تَعافُه وقال أَنَسُ بنُ مُدْرِكٍ الخَثْعَمِيُّ :
إِنِّي وقَتْلِي سُلَيْكاً ثم أَعْقِلُه ... كالثَّوْرِ يُضْرَبُ لمّا عافَت البَقَرُ قالَ الجَوْهَرِيُّ : وذلك أَنَّ البَقَرَ إِذا امْتَنَعتْ من شُرْوعِها في الماءِ لا تُضْرَبُ ؛ لأَنَّها ذاتُ لَبَنٍ وإِنّما يُضْرَبُ الثّورُ لتَفْزَعَ هي فتَشْرَبَ . أَو العِيافُ ككِتاب : مَصْدَرٌ وككِتابَةٍ : اسْمٌ قالَه ابنُ سِيدَه وأَنْشَد ابنُ الأَعرابِيِّ :
كالثَّوْرِ يُضْرَبُ أَنْ تَعافَ نِعاجُه ... وَجَبَ العِيافُ ضَرَبْتَ أَو لَمْ تَضْرِبِ وعِفْتُ الطَّيْرَ وغيرَها من السَّوانِحِ أَعِيفُها عِيافَةً بالكسرِ : أَي زَجَرْتُها وهو أَنْ تَعْتَبِر بأَسْمائِها ومَساقِطِها ومَمَرِّها وأَنْوائِها هكذا في سائِرِ النُّسخِ ومثلُه في العُبابِ وهو غَلَطٌ قلَّدَ المُصَنِّفُ فيه الصاغانِّي وإنَّما غَرَّهُما تَقَدُّمُ ذِكْرِ المَساقِطِ وأَينَ مَساقطُ الطَّيْرِ من مساقِطِ الغَيْثِ فتَأَمَّلْ والصَّوابُ : وأَصْواتها كما هو نَصُّ المُحْكمِ والتَّهْذِيبِ والصِّحاحِ ونَقَلَه صاحبُ اللِّسانِ هكذا على الصَّوابِ فتتسَعَّد أَو تَتَشأمُ وهو من عادةِ العَرَيبِ كثيراً وهو كثيرٌ في أَشْعارِهِم قال الأَعْشَى :
ما تَعِيفُ اليَوْمَ في الطَّيْرِ الرَّوَحْ ... من غُرابِ البَيْنِ أَو تَيْسٍ بَرَحُ وقال الأَزْهَريًّ : العِيافَةُ : زَجْرُ الطَّيْرِ وهو أَنْ يَرَى طائِراً أو غُراباً فيتطَيَّرَ وإِنْ يَرَى طائِراً أو غُراباً فيتطَيَّرَ وإِنْ لم يرَ شَيْئاً فقال بالحدسِ كانَ عِيافَةً أَيضاَ وفي الحَديث : " العِيافَةُ والطَّرْقُ ومن الجِبْتِ " قال ابنُ سِيدَه : وأَصْلُ عِفْتُ الطّيْرَ فعَلْتُ ؟ عَيَفْتُ ثم نُقِلَ من فَعَلَ إلى فَعِلَ ثم قُلِبَت الياءُ في فَعِلْتُ أَلفاً فصار عَافْتُ فالْتَقَى ساكِنانِ : العيْنُ المُعْتَلَة ولامُ الفِعْلِ فحُذِفَت العَيْنُ لا لتِقائِهما فصار التَّقْدِيرُ عَفْتُ ثم نُقِلت الكَسْرةُ إِلى الفاءِ لأَنَّ أَصْلَها قبلَ القَلْبِ فَعِلْتُ فصارَ عِفْتُ فهذهِ مُراجعةُ أَصْلٍ إِلاّ أَنَّ ذلك الأَصْلَ الأَقْرَبُ لا الأَبْعَدُ أَلا تَرَى أَنَّ أَوّل أحوالِ هذه العَيْنِ في صِيغَةِ المِثالِ إِنما هو فَتْحَةُ العْينِ التي أُبْدِلَتْ منها الكَسْرَةُ وكذلِك القَوْلُ في أَشباهِ هذا من ذَواتِ الياءِ قال سِيبوَيْهِ : حملُوه على فِعالةَ كَراهِيةَ الفُعُولِ . والعائِفُ : المُتَكَهِّنُ بالطَّيْرِ أَو غَيْرِها من السّوانِحِ وفي حَدِيثِ ابنِ سِيرِينَ : أَنَّ شُرَيْحاً كانَ عائِفاً أَرادَ أَنَّه كانَ صادقَ الحَدْسِ والظَّنِّ كما يُقالُ للَّذِي يُصِيبُ بظَنِّهِ : ما هو إِلاّ كاهِنٌ وللبَلِيغ في قَوْلِه : ما هُو إِلاّ ساحِرٌ لا أَنَّه كانَ يفْعَلُ فِعْلَ الجاهِلِيَّة في العِيافَةِ . وعافَت الطَيْرُ تَعِيفُ عَيْفاً : إِذا حاَمتْ عَلى الماءِ أَو على الجِيَفِ تَتَرَدَّدُ ولا تَمْضِي تُرِيدُ الوُقُوعَ كتَعُوفُ عَوْفاً لُغَةٌ فيه وهِيَ عائِفَةٌ قالَ أَبو زُبَيْدٍ الطائِيُّ :
كأَنَّهُنَّ بأَيْدِي القَوم فِي كَبَدٍ ... طيْرٌ تَعِيفُ على جُونٍ مَزاحِيفِ هكذا أَنشَدَه الصاغانيُّ والَّذِي في الصِّحاحِ :
كأَنّ أَوْبَ مَساحِي القَوْمِ فَوْقَهُمُ ... طَيْرٌ ... . . إلخ قالَ : والعَيُوفُ كصَبُورٍ من الإِبِلِ : الَّذِي يَشَمُّ الماءَ فيدَعُهُ وهو عَطْشانُ . قال الصاغانِيُّ : وعَيُوفُ : اسمُ امْرَأَةٍ . وقَوْلُ المُغِيرَةِ بنِ شُعْبَةَ رضِيَ الله عنه فِيما رَواه عنه إِسْماعيلُ بنُ قَيْسِ : لا تَحْرُمُ العَيْفَةُ قِيلَ لَه : وما العٍيْفَةُ ؟ قالَ : هي أَنْ تَلِدَ المرْأَةُ فيُحْصَرَ لَبَنُها في ثَدْيِها فَتْرضَعَها هكذا في النُّسَخِ والصَّواب فتَرْضَعَه كما في العُبابِ والنِّهايَةِ جارَتُها المرَّةَ والمَرَّتَيْنِ هكذا في النسخ بالراءِ والصوابُ المَزَّةَ والمَزَّتَيْنِ بالزّايِ كما هو في النِّهايَةِ واللِّسانِ والعُبابِ زادَ الاَزْهَرِيُّ : ليَنْفَتِحَ ما انْسَدَّ مِن مَخارجِ اللَّبَنِ في ضَرْعِ الأُمِّ . قال : سُمِّيَتْ عَيْفَةً لأَنَّها تَعَافُه وتَقْذَرُهُ وتَكْرَهُه قال الأزهري : وقولُ أَبي عُبَيْدٍ : لا نَعْرِفُ العَيْفَةَ في الرَّضاعِ ولكنْ نُراها العُفَّةَ وهي بَقِيَّةُ اللَّبَن في الضَّرْعِ بعدَ ما يُمْتَكُّ أَكْثَرُ ما فِيهِ قُصُورٌ مِنهُ قال : والذِي صَحَّ عندِي أَنَّها العَيْفَةُ لا العُفَّةُ ومعناه أَنَّ جارَتَها تَرْضَعُها المَزَّةَ والمَزَّتَيْنِ ؛ ليَنْفَتِحَ ما انْسَدَّ من مَخارِجِ اللَّبَنِ كما تَقدم . والعَيِّفانُ كتَيِّهانٍ : مَن دَأْبُه وخُلُقُه كَراهةُ الشَّيْءِ نَقَلَه الصاغانيُّ . والعِيفَةُ بالكسرِ : خِيارُ المالِ مِثلُ العِيمَة . وقالَ شَمِرٌ : العَيَافُ كسحابٍ والطَّرِيدَةُ : لُعْبَتانِ لَهُم أَي لصِبْيانِ الأَعْرابِ وقد ذَكَر الطِّرِمّاحُ جوارِيَ شَبَبْنَ عن هذه اللُّعَبِ فقال :
قَضَتْ مِنْ عَيافٍ والطَّرِيدِة حاجَةً ... فهُنَّ إِلى لهْوِ الحدِيثِ خُضُوعُ أَو العَيافُ : هي لُعْبةُ الغُمَيْصاءِ وفي بعْضِ النُّسخِ : الغُميْضاءِ بالضَادِ المُعْجَمة . وأَعافُوا : عافَتْ دوابُّهُم الماءَ فلم تَشْرَبْهُ قاله ابنُ السِّكِّيتِ . قال ابنُ عبّادٍ : واعْتافَ الرَّجُلُ : إِذا تَزَوَّد زاَداً للسَّفَرِ
ومما يُسْتَدْرَكُ عليه :رَجُلٌ عَيُوفٌ وعَيْفانُ : عائِفُ . ونُسُورٌ عوائِفُ : تَعِيفُ على القتلى وتَتَرَدَّدُ . واعْتَافَه : عافَهُ ومنه الحديثُ : " أَنَّ أَبا النَّبِيِّ صَلى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ مرَّ بامْرأَةٍِ تَنْظُرُ وتَعْتافُ . " وأَبُو العَيُوفِ كصبُورٍ ؟ : رجُلٌ قالَ :
" وكانَ أَبُو العَيُوفِ كصبُورٍ : رجُلٌ قالَ :
وكانَ أَبُو العَيُوفِ أَخاً وجاراً ... وذا رَحِمٍ فقُلْتُ له نِقاضَا وابنُ العَيِّفِ العبْدِيُّ كسيِّدٍ : من شُعرائِهِم . ومَعْيُوفُ بنُ يحيى الحِمْصِيُّ روى عن الحكَمِ بنِ عبد المُطَّلِبِ المخْزُومِيِّ وعنه ابنُه حُميْدٌ نقله ابنُ العدِيم في تاريخِ حَلبَ . ومَعْيُوفٌ أَيضاً : رجلٌ آخرُ حَدَّث بدِمْياطَ رَوَى عنه أَبو مَعْشَرٍ الطَّبَرِيُّ نقله الحافِظُ . وأَبُو البرَكاتِ مُسْلمُ بنُ عبْدِ الواحِدِ بنِ محمدِ بنِ عَمْرٍو المعْيُوفيُّ الدِّمشْقِيُّ : حدَّث عن أَبِي مُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ
فصل الغين المعجمة مع الفاءِ