" لَهِجَ به " أَي بالأَمر " كفَرِحَ " لَهَجاً - محرَّكةً - ولَهْوَجَ وأَلْهَجَ : " أُغْرِيَ به " وأُولِعَ " فثابَرَ عليه " واعتادَه . وأَلْهَجْتُه به . ويقال : فُلانٌ مُلهَجُ بهذا الأَمْرِ : أَي مُولَعٌ به . وأَنشد :
" رَأْساً بتَهْضَاضِ الأَمور مُلْهَجَا واللَّهَجُ بالشيْءِ : الوَلُوعُ به . " وأَلْهَجَ زيدٌ : إِذا لَهِجَتْ فِصَالُه برَضَاعِ أُمّهاتِها " فيَعْمَل عند ذلك أَخِلَّةً يَشُدُّها في الأَخْلافِ لئلاّ يَرْتضِعَ الفَصيلُ . قال الشَّمّاخُ يَصف حِمارَ وَحْشٍ :
رَعَى بَارِضَ الوَسْمِيِّ حَتَّى كأَنَّمَا ... يَرَى بسَفَى البُهْمَى أَخِلَّةَ مُلْهِجِ في اللسان : وهذه " أَفْعَلَ " التي لإِعْدامِ الشيْءِ وسَلْبِه . قال أَبو منصور : المُلْهِج : الرّاعي الذي لَهِجَتْ فِصالُ إِبلِه بأُمّهاتِها فاحتاجَ إِلى تَفْليكها وإِجْرارها يقال : أَلْهَجَ الرَّاعي صاحبُ الإِبل فهو مُلْهِجٌ . والتَّفْليكُ : أَن يَجعَلَ الرَّاعي من الهُلْب مثْلَ فَلْكَةِ المِغْزَل ثم يُثْقَبَ لِسانُ الفَصيلِ فيُجعَلَ فيه لئلاّ يَرْضَعَ . والإِجرارُ : أَن يُشَقَّ لِسانُ الفَصيل لئلاّ يَرْضَع وهو البَدْحُ أَيضاً . وأَمّا الخَلُّ : فهو أَن يَأْخُذَ خِلاَلاً فيجعَلَه فوقَ أَنْفِ الفَصيل يُلْزِقه به فإِذا ذَهَبَ يَرْضَع خِلْفَ أُمِّه أَوْجَعها طَرَفُ الخِلاَل فزَبَنَتْه عن نَفْسها . ولا يقال : أَلْهَجْتُ الفَصيلَ إِنّما يقال : أَلْهَجَ الرَّاعي إِذا لَهِجَتْ فِصالُه . وبيت الشَّمَّاخ حُجَّةٌ لما وَصَفْته... والبارِضُ : أَوَّلُ النَّبْتِ حتى بَسَقَ وطَال ورَعَى البُهْمَى فَصارَ سَفَاها كأَخِلَّةِ المُلْهِجِ فتَركَ رَعْيَها . قال الأَزهريّ : هكذا أَنشدَه المُنْذِريّ وذكر أَنّه عَرَضَه على أَبي الهَيثم... قال : وشَبَّهَ شَوْكَ السَّفَى لَمَّا يَبِسَ بالأَخِلّةِ التي تُجعَل فوقَ أُنوفِ الفِصالِ ويُغْرَى بها . قال : وفَسَّرَ الباهليُّ البَيتَ كما وَصفْته . " واللَّهْجَةُ " بالتسكين " ويُحرَّك : اللِّسانُ " . وقيل : طَرَفُه كما في المِصْباح واللسان . وهو لَهِجٌ . وقَومٌ مُلاهيجُ بالخَنَا
وفي الحديث : " ما مِن ذي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ من أَبي ذَرٍّ " وفي حديثٍ آخَرَ : " أَصْدَق لَهْجَةً من أَبي ذَرٍّ " . واللَّهْجَةُ واللَّهَجَةُ : جَرْسُ الكَلامِ والفَتْحُ أَعلَى . وفي الأَساس : وهو فَصيحُ " اللَّهْجَةِ " ويقال فُلانٌ فَصيحُ اللَّهْجةِ واللَّهَجَةِ : وهي لُغَتُه الّتي جُبِلَ عليها واعتادَها ونَشأَ عليها . وبهذا ظهرَ أَنَ إِنكارَ شَيخنا علَى مَن فَسَّرها باللُّغة لا الجَارحة وجَعْله من الغرائب قُصورٌ ظاهرٌ كما لا يَخْفَى . " والْهَاجَّ " الشَّيْءُ كاحْمارّ " الْهِيجاجاً : اختلَطَ " عامٌّ في كلّ مُختلِطٍ . يقال على المَثَل : رأَيتُ أَمرَ بني فُلانٍ مُلْهَاجّاً أَيْقَظَه حين الْهاجَّتْ " عَيْنُه " : وذلك إِذا " اختلَطَ بها النُّعاسُ . و " الْهَاجَّ " اللَّبَنُ خَثَرَ حتى يَختلِطَ بعضُه ببعضٍ ولم تَتِمَّ خُثورَتُه " أَي جُمودُه كما في بعض نُسخ الصّحاح وهو مُلْهاجّ . عن أَبي زيدٍ : " لَهْوَجَ " الرَّجلُ " أَمْرَه " ؛ إِذا " لم يُبْرِمْه " ولم يُحْكِمه . ورأْيٌ مُلَهْوَجٌ وحَديثٌ مُلَهْوَجٌ وهو مَجاز . لَهْوَجَ " الشِّواءَ : لم يُنْضِجْه أَو " لَهْوَجَ اللَّحْمَ : إِذا " لم يُنْعِمْ طَبْخَه " وشَيَّه . قال ابنُ السِّكِّيت طَعامٌ مُلَهْوَجٌ ومَلْغْوَسٌ وهو الّذي لم يُنْضَجْ . وأَنشد الكِلابيّ :
" خيرُ الشِّواءِ الطَّيِّبُ المُلَهْوَجْ
" قد هَمّ بالنُّضْج ولمَّا يَنْضَجْ وقال الشَّمّاخ :
وكنتُ إِذا لاقِيْتُها كان سِرُّنا ... وما بَيْننا مثْلَ الشِّواءِ المُلَهْوَجِ وقال العَجّاج :
" والأَمرُ ما رامَقْتَه مُلَهْوَجَا
" يُضْوِيكَ ما لمْ تَجْنِ منه مُنْضَجَا ولَهْوَجْت اللَّحْمَ وتَلَهْوَجْته : إِذا لم تُنْعِمْ طَبْخَه . وثَرْمَلَ الطعامَ : إِذا لم يُنضِجْه صانعُه ولم يَنْفُضْه من الرَّماد إِذْ مَلَّه ويُعتذَرُ إِلى الضَّيْف فيقال : قد رَمَّلْنَا لك العَمَلَ ولم نَتَنَوّقْ فيه للعَجَلة . وقوله : " تَلَهْوَجْته " مستدرَك على المصنّف وهو في الصّحاح وغيره . " واللُّهْجة " والسُّلْفة و " اللُّمْجة " : بمعنىً واحدٍ . " ولَهَّجَم تَلْهيجاً : أَطْعَمَهم إِيّاها " قال الأُمويّ : لَهَّجْتُ القَوْمَ إذا عَلَّلْتهم قيلَ الغَدَاءِ بلُهْنة يَتعلّلون بها . وتقول العربُ : سَلِّفُوا ضَيْفَكم ولَمِّجوه ولَهِّجوه ولَمِّكوه وعَسِّلوه وشَمِّجوه " وعَيِّروه " وسَفِّكوه ونَشِّلوه وسَوِّدوه بمعنىً واحدٍ . " والمُلَهَّج كمحمَّد : مَن ينام ويَعْجِز عن العَمل " وهذا من زياداته . ومما يستدرك عليه : الفَصيل يَلْهَجُ أُمَّه : إِذا تَناوَلَ ضَرْعَها يَمْتَصُّه . ولَهِجَت الفِصالُ : أَخذَتْ في شُرْبِ اللَّبنِ . ولَهِجَ الفَصيلُ بأُمِّه يَلْهَجُ : إِذا اعتادش رضَاعَها . فهو فَصيلٌ لاهجٌ وفَصيلٌ راغلٌ : لاهِجٌ بأُمِّه . وزاد في الأَساس : وهو لَهُوجٌ . وفِصالٌ لُهْجٌ . وتَلَهْوَجَ الشَّيْءَ : تَعجَّلَه أَنشد ابن الأَعرابيّ :
العَصْفُ : بَقْلُ الزَّرْعِ نقله الجَوهري عن الفَراءِ . وقد أَعْصَفَ الزَّرْعُ : طَالَ عَصْفُه أو حانَ أَنْ يُجَزَّ كذا في الصِّحاحِ وقالَ اللحيانيُّ : مكانٌ مُعْصِفٌ : كَثِيرُ التِّبْنِ وأَنْشَدَ :
إِذا جُمادَى مَنَعَتْ قَطْرَها ... زان جَنابِي عَطَنٌ مُعْصِفُ هكذا رواه اللحيانيُّ ويُرْوَى مُغْضِف بالضادِ المعجمةِ ونسبَ الجوهريُّ هذا البيتَ لأَبي قَيْسِ بنِ الأَسْلَتِ قال ابنُ بَرِّيّ : هو لأَحَيْحَةَ ابنِ الجُلاحِ
وقال الحَسَنُ في قوله تعالى : " فجَعَلَهُم كعَصْفٍ مَأْكُولٍ " قال : أَي كَزَرْعٍ قد أُكِلَ حَبُّه وبَقِيَ تِبْنُه وأَنْشَد المُبَرِّدُ :
" فصُيِّرُوا مِثْلَ كَعَصْفِ مَأْكُولْ أَراد مثلَ عَصْفٍ مَأْكُولٍ فزادَ الكافُ للتَّاْكِيد أَوْ أَنّه يحتَملُ معْنَيَيْنِ أَحَدُهُما : أَنَّه جَعلَ أَصحاب الفِيلِ كوَرَقٍ أُخِذَ ما كانَ فيهِ وبَقِيَ هو لا حَبَّ فيهِ أَو أَنَّه جَعَلَهم كوَرَقٍ أَكَلَتْهُ البَهائِمُ ورُوِيَ عن سَعِيدِ بنِ خُبَيْرٍ أَنّه قالَ في قَوْلِه تعالى : " كعَصْفٍ مَأْكُولٍ " قالَ : هو الهَبُّورُ وهو الشَّعِيرُ النابِتُ بالنَّبَطِيَّةِ . وعَصَفَهُ يَعْصِفُه عَصْفاً : صَرَمَه من أَقْصابِه . أَو جَزَّهُ قَبلَ أَنْ يُدْرِكَ أَي : جَزَّ وَرَقَهُ الذي يَمِيلُ في أَسْفَلِه ؛ ليكونَ أَخُفَّ للزَّرْعِ فإِن لم يَفْعَلْ مالَ بالزَّرْعِ . والعُصافَةُ ككُناسَةٍ : ما سَقَطَ من التِّبْنِ ونحوِه ونقله الجوهريُّ . وككَنِيسَةٍ : الوَرَقُ المُجْتَمِعُ الذي ليسَ فيه السُنْبُلُ . وقيل : هو الوَرقُ الذي يَنْفَتِحُ عن الثَّمَرةِ . وقِيلَ : هو رُؤُوسُ سُنْبُلِ الحِنْطَةِ قال عَلْقَمَةً بنُ عَبَدَةَ :
تَسْقِي مَذانِبَ قَدْ زالَتْ عَصِيفَتُها ... حُدُورُها من أَتِيِّ الماءِ مَطْمُومُ ويَقُولون : سَهْمٌّ عاصِفٌ : أَي مائِلٌ عن الغَرَضِ وكذلك سِهامٌ عُصَّفٌ وهو مجازٌ . وكُلُّ مائِلٍ : عاصِفٌ قاله المُفَضَّلُ وأَنشد لكُثَيِّرٍ :
فَمَرَّتْ بِلَيْلٍ وهي شَدْفاءُ عاصِفٌ ... بمُنْخَرَقِ الدَّوْداةِ مَرَّ الخَفَيْدَدِ وعَصَفت الرِّيحُ تَعْصِفُ عَصْفاً وعُصُوفاً : اشْتَدَّتْ فهي ريحُ عاصِفَةٌ وعاصِفٌ وعَصُوفٌ واقتصر الجَوهرِيُّ على الأَخِيرَيْنِ من رياحٍ عواصِفَ قال الله تعالى : " فالعاصِفاتِ عَصْفاً " يعنِي الريّاحَ تَعْصِفُ ما مَرَّتْ عليه من جَوَلانِ التُّرابِ تَمْضِي به وقد قِيلَ : إِنَّ العَصْفَ الذِي هو التِّبْنُ مُشْتَقٌّ منه لأَنَّ الرِّيحَ تَعْصِفُ به قالَ ابنُ سيدَه : وهذا ليس بقَوِيٍّ وفي الحديث : " كانَ إِذا عَصَفَت الرِّيحُ " أَي : إِذا اشْتَدَّ هُبوبُها . قالَ الجوهريُّ : وفِي لُغَةِ بني أَسَدٍ : أَعْصَفَت الرِّيحُ فهي مُعْصِفٌ ومُعْصِفَةٌ زادَ غيرُه : من رِياحٍ مَعاصِفَ ومَعاصِيفَ : إِذا اشْتَدّتْ . وقولُه تعالى : " كرَمادٍ اشْتَدَّتْ بهِ الرّيحُ في يومٍ عاصِفٍ " أَي : تَعْصِفُ فيهِ الرِّيحُ وهو فاعِلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ مثلُ قولهم : لَيْلٌ نائِمٌ وهَمُّ ناصِبٌ كما في الصِّحاح وقال الفَرّاءُ : إِنَّ العُصُوفَ للرِّياحِ وإِنَّما جعله تابِعاً لليومِ على جِهَتَيْنِ : إِحْداهُما : أَن العُصُوفَ وإِن كان للرِّيحِ فإِنَّ اليومَ يُوصَفُ به لأَنَّ الريحَ تكونُ فيه فجازَ أَن يُقالَ : يومٌ عاصِفٌ كما يُقال : يومٌ حارٌّ ويومٌ بارِدٌ والحَرُّ والبَرْدُ فيهما والوَجْهُ الآخرُ : أَنْ يُقال : أَراد في يوْمٍ عاصِفِ الرِّيحِ فحَذَف الرِّيِحَ لأَنها ذُكِرتْ في أَوَّلِ الكَلِمة . وعَصفَ عِيالَة يعْصِفُهم عصْفاً : كَسبَ لَهُم نَقَله الجَوْهَرِيُّ زاد غَيْرُه : وطَلَب واحْتالَ وقِيل : العَصْفُ : هو الكَسْبُ لأَهْلِه ومنه قَوْلُ العَجّاجِ :
" قد يَكْسِبُ المالَ الهِدانُ الجافِي
" بغَيْرِ ما عَصْفٍ ولا اصْطِرافِومن المَجازِ : ناقَةٌ عَصُوفٌ ونَعَامَةُ عَصُوفٌ : أَي سَرِيعَةٌ تَعْصِفُ براكِبِها فتَمْضِيِ بهِ قالَه شَمِرٌ ونقَلَه الجَوْهرِيُّ قالَ الزمِّخْشَرِيُّ : شُبِّهت بالرِّيحِ فِي سُرْعَةِ سَيْرِها . وقال ابنُ الأَعْرابِيِّ : العُصُوفُ : الكُدْرَةُ هكذا في سائِر النُّسخِ وفي العُبابِ الكَدَرُ وفي اللِّسانِ الكَدِّ فتَأَمَّلْ ذلك والعيْنُ من العُصُوفِ مَضْمُومةٌ وإِطلاقهُ يُوهِمُ الفَتْحَ . وقال أَيضاً : العُصُوف : الخُمُورُ : وقال ابنُ فارِسٍ : عَصْفَتُها رِيحُها إِذا فاحَتْ زادَ الزَّمخْشَرِيّ : شُبِّهت فَغْمَةُ رِيحِها بعَصْفَةِ الرِّيحِ . وأَعْصَفَ الرَّجُلُ : هَلَك حكاه أَبو عُبَيْدةَ ونقله الجَوْهرِيُّ . وأَعْصَفَ الفَرسُ : مَرَّ مَرّاً سَرِيعاً لغةٌ في أَحْصَف نَقَله الجَوْهَريُّ . وقالَ النَّضْرُ : أَعْصَفَتْ الإِبلُ : اسْتَدارَتْ حَوْلَ البِئْرِ حِرْصاً على الماءِ وهي تُثِيرُ التُّرابَ حولَه
ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : العَصْفُ والعَصْفَةُ والعَصِيفَةُ والعُصافَةُ : ما كانَ على ساقِ الزَّرْعِ من الوَرَقِ الَّذِي يَيْبَسُ فيَتَفَتَّتُ وقِيلَ : هو وَرَقُه من غيرِ أَن يُعَيَّنَ بِيُبْسٍ أَو غَيْرِه وقِيلَ : وَرَقُه ومالا يُؤْكَلُ وبِكُلِّ ذلِك فُسِّرَ قوله تعالى : " والحَبُّ ذو العَصْفِ والرَّيْحانُ " وقالَ النَّضْرُ : العَصْفُ : القَصِيلُ وقيل : وَرَقَ السُّنْبُلِ كالعَصِفَةِ وقِيلَ : ما قُطِعَ منه كالعَصِيفِ وقِيلَ هما وَرَقُ الزَّرْعِ الذي يَمِيلُ في أَسْفَلِه فتَجُزُّه لِيَخفُّ وقِيلَ : العَصْفُ : ما جُزَّ من وَرقِ الزَّرْعِ فأُكِلَ وهو رَطْبٌ وقِيلَ : العَصْفُ : السُّنْبُلُ نَفْسُه وجَمَعُه عُصُوفٌ . وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ : العَصْفانِ : التِّبْنانِ والعُصُوف : الأَتْبانُ . واسْتَعْصَفَ الزَّرْعُ : قَصَّبَ . ومَكانَ مُعْصِفٌ : كثِيرُ التِّبْنِ عن اللِّحْيانِيّ . والعُصافَةُ : ما عَصَفَتْ به الرّيحُ . والمُعْصِفاتُ : الرِّياحُ التي تُثِير السَّحابَ والوَرَقَ . والعَصْفُ والتَّعَصُّفُ : السُّرْعَةُ على التَّشْبِيه بذلِك . وأَعْصَفَت النَّاقَةُ فِي السَّيْرِ : أَسْرَعَتْ فَهِيَ مُعْصِفَةٌ قالَ الشاعِرُ :
ومِنْ كُلِّ مِسْحاجٍ إِذا ابْتَلَّ لِيتُها ... تَحَلَّبَ منها ثائِبٌ مُتَعَصِّفُ يعني العَرَقَ . وقالَ شَمِرٌ : ناقَةٌ عاصِفٌ : سَرِيعَةٌ وأَنشَدَ قولَ الشَّماخِ :
فأَضْحَتْ بصَحْراءِ البُسَيْطَةِ عاصِفاً ... تُوالِي الحَصَى سُمْرَ العُجاياتِ مُجْمِرَا ونُوقٌ عُصُفٌ : سَرِيعاتٌ قال رُؤْبَةُ :
" بعُصُفِ المَرِّ خِماصِ الأَقْصابْ وأَعْصَفَ الرّجُلُ : جارَ عن الطَّرِيقِ . قالَ الجَوْهَرِيُّ : والحَرْبُ تَعْصِفُ بالقَوْمِ : أَي تَذْهَبُ بهم وتُهْلِكُهُم قال الأعْشَى :
في فَيْلَقٍ جأْواءَ مَلْمُومَةٍ ... تَعْصِفُ بالدَّارِعِ والحاسِرِ وهو مَجازٌ وفي العُباب : أَعْصفَت الحَرْبُ بالقَوْمِ : أَي ذَهَبَتْ بهم وأَهْلَكَتْهم قال : وهذه أَصَحُّ من عَصَفَتْ بهِم . وقالَ اللِّحْيانِيُّ : اعْتَصَفَ لِعِياله : إِذا كَسَب لَهُم نَقَلَهُ الجَوْهَرٍيُّ والصَّاغانِيُّ يُقال : عَصَف واعْتَصَف كما يُقال : صَرَفَ واصْطَرفَ
سَعَدَ يَومُنا كنَفَع يَسْعَد سَعْداً بفتح فسكون وسُعُوداً كقُعُودٍ : يَمِنَ وَيَمَن وَيَمُنَ مُثَلَّثةً يقال : يومٌ سَعْدٌ ويومٌ نحْسٌ . والسَّعْدُ : ع قُرْبَ المدينةِ على ثلاثةِ أميالٍ منها كانت غَزْوَة ذاتِ الرِّقاع قريبةً منه والسَّعْد : جبلٌ بالحِجَأز بينه وبين الكَديد ثلاثون مِيلاً عنده قَصْرٌ ومنازلُ وسُوقٌ وماءٌ عذْبٌ على جادَّة طريقٍ كان يُسْلَكُ من فَيْدٍ إلى المدينة . والسّعْد : د يُعْمَل فيه الدُّرُوعُ فيقال : الدُّروعُ السَّعْدِيَّة نِسْبَة إليه وقيل السَّعْد : قَبِيلةٌ نُسِبَت إِليها الدُّروعُ . والسَّعْد ثُلُثُ اللَّبِنَةِ لَبِنَةِ القَمِيصِ والسُّعَيْد كَزُبَيْر : رُبْعُها أَي تِلك اللَّبِنَة . نقله الصاغانيًّ . واستَسْعَدَ بهِ : عَدَّهُ سَعِيداً و في نُسخة : سَعْداً . والسَّعادةُ : خِلافُ الشَّقاوةِ والسُّعُودة خِلافُ النُّحُوسة وقد سعِدَ كعَلِمَ وعُنِيَ سَعْداً وسَعَادَة فهو سَعِيدٌ نقيضُ شَقِيٍّ مثل سَلِمَ فهو سَلِيم وسُعِد بالضم سَعَادة فهو مَسْعُودٌ والجمع سُعَداءُ والأُنثَى بالهاءِ . قال الأَزهريُّ : وجائزٌ أَن يكون سَعيدٌ بمعنَى مَسعودٍ من سَعَدَه اللهُ ويجوز أَن يكونَ من سَعِد يَسْعَد فهو سَعِيدٌ . وقد سَعَده الله وأَسْعَده اللهُ فهو مَسْعُود وسَعِدَ جَدُّه وأَسْعَده : أَنْمَاه . والجَمْعُ مَسَاعِيدُ ولا يقال مُسْعَدٌ كمُكْرَم مُجَارَاةً لأَسْعَدَ الرُّبَاعِيّ بل يُقْتَصَر على مَسْعود اكتفاءً به عن مُسْعَد كما قالوا : مَحبوبٌ ومَحْمُوم ومَجْنُون ونحوها من أفَعلَ رُبَاعِيّاً . قال شيخنا : وهذا الاستعمالُ مشهور عَقَدَ له جماعةٌ من الأَقدمين باباً يَخُصُّه وقالوا : " باب أَفْعَلْته فهو مَفْعُول " وساقَ منه في الغريب المصنَّف أَلفاظاً كثيرة منها : أَحَبَّه فهو مَحْبُوب وغير ذلك وذلك لأَنّهُم يقولون في هذا كُلِّه قد فُعِل بغير أَلف فبُنِيَ مفعولٌ على هذا وإلا فلا وَجْهَ له . وأَشار إليه ابنُ القَطَّاع في الأَبنية ويَعقُوبُ وابن قُتيبةَ وغيرُ واحدٍ من الأَئِمَّة . والإِسعادُ والمساعدَةُ : المُعاونة . وساعَدَه مُساعدةً وسِعاداً وأَسْعَده : أَعَأنه ورُوِيَ عن النبي صلى الله عليه وسلم : أَنه كان يقول في افتتاح الصلاة : لَبَيْكَ وسَعْدَيْكَ والخَيْرُ بَيْنَ يَدَيْكَ والشَّرُّ ليس إِليك . قال الأزهريُّ : وهو خَبَرٌ صحيح وحاجةُ أهل العلم إلى تفسيره ماسةٌ . فأما لَبًّيْكَ فهو مأْخوذٌ من لَبَّ بالمكان وأَلَبَّ أَي أَقامَ به لَبّاً وإِلْباباً كأَنَّه يقول : أنا مُقِيمٌ على طاعتِكَ إِقامةً بَعْدَ إِقامةٍ ومُجِيبٌ لك إِجابةً بَعْدَ إِجابَة . وحُكِيَ عن ابن السِّكِّيت في قوله لَبَّيْك وسَعْدَيْك : تأْويله إِلباباً لك بعد إِلبابٍ أي لُزُوماً لطاعتك بعد لزوم وإسعاداً بعد إِسعاد وقال أحمد بن يحيى : سَعْدَيْك أَي مُساعدةً لك ثم مُساعدة وإِسعاداً لأمرك بعد إسعاد . وقال ابن الأَثير أي ساعَدْتُ طاعتَك مُسَاعدةً بعدَ مساعدة وإِسعاداً بعد إِسعادٍ ولهذا ثُنِّيَ وهو من المَصادر المنصوبة بفِعْلٍ لا يَظْهَر في الاستعمال . قال الجَرْمِيّ : ولم يُسْمَع سَعْدَيْك مفرداً قال الفرّاءً : لا واحدَ لِلَبّيْك وسَعْدَيك على صِحَّة . قال الفرّاءُ : وأَصلُ الإِسْعادِ والمُساعدةِ مُتابعةُ العَبْدِ أَمْرَ ربه ورِضَاه . قال سيبويه : كلامُ العربِ على المساعدة والإِسعاد غير أَنَّ هذا الحرْفَ جاءَ مثنَّى على سَعْدَيْك ولا فِعْلَ له على سَعد . قال الأَزْهَرِيُّ : وقد قُرِئَ قوله تعالى : " وَأمَّا الذين سُعدُوا " وهذا لا يكون إلاَّ من : سَعَدَه اللهُ وأَسْعَدَه أَي أَعانَه وَوَفَّقَه لا مِن أَسْعَدَه الله . وقال اَبو طالب النّحويّ : معنَى قوله لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ أَي أَسْعَدَني اللهُ إِسعاداً بعدَ إسعادٍ . قال الأزهريّ : والقول ما قاله ابنُ السِّكِّيت وأَبو العباسِ لأَن العَبْدَ يُخَاطِبُ رَبَّه ويّذْكُرُ طاعَتَهُ ولُزُومَه أَمْرَه فيقول : سَعْدَيْكَ كما يقول لَبِّيْكَ أَي مُساعَدةً لأَمْرِك بعد مُساعدة . وإذا قيل أًَسعَدَ الله العَبْدَ وسَعَدَه فمعناه : وَفَّقَه الله لما يُرْضِيه عنه فيَسْعَدُ بذلك سَعادةً . كذا في اللِّسَان . والسُّعُدوالسُّعُود الأَخيرةُ أَشهر وأَقْيَس كلاهما : سُعُودُ النُّجُومِ : وهي الكواكب التي يقال لكلّ واحد منها : سَعْدُ كذا وهي عَشَرَة أَنجمٍ كلّ واحد منها سَعْدٌ : سَعْدُ بُلَعَ . قال ابن كُنَأسة : سَعْدُ بُلَعَ : نَجمانِ مُعْتَرِضانِ خَفِيَّانِ . قال أبو يَحيى : وزَعَمَت العربُ أنه طَلَعَ حينَ قال الله تعالى : " يا أَرْض ابْلَعِي مَاءَك " ويقال إِنما سُمّيَ بُلَعاً لأَنه كان لِقُرْب صاحِبِه منه يكاد أَن يَبْلَعَهُ . وسَعْدُ الأَخْبِيَةِ ثلاثة كواكب على غيرِ طَرِيقِ السُّعود مائلةٌ عنها وفيها اختلافٌ وليست بِخَفِيَّة غامِضَةٍ ولا مُضِيئة مُنِيرَة سُمِّيَتْ بذلك لأنها إذا طَلَعَتْ خَرَجَتْ حَشراتُ الأَرْضِ وهُوَامُّها من جحَرَتِهَأ جُعِلَت جِحَرَاتُهَأ لها كالأَخْبِيَة . وقيل : سَعْدُ الأَخْبِيَةِ : ثلاثةُ أَنْجُمٍ كأَنَّهَأ أَثافِيُّ ورابعٌ تحْتَ واحد منهن . وسَعْدُ الذَّابِحِ قال ابن كُنَاسَةَ : هو كوكبانِ مُتَقَاربان سُمِّيَ أَحدُهما ذابِحاً لأَن معه كَوْكباً صغيراً غامِضاً يكاد يَلْزَقُ به فكأَنَّه مُكِبٌّ عليه يَذْبَحُه والذَّابِحُ أَنْوَرُ منه قليلا . وسَعْدُ السُّعودِ كوكبَانِ وهو أَحْمَدُ السُّعُودِ ولذلك أُضِيف إِليها وهو يُشْبِه سَعْدَ الذَّابِحِ في مَطْلَعه . وقال الجوهريّ : هو كوكب نَيِّرٌ منفرد . ود الأَخيرةُ أَشهر وأَقْيَس كلاهما : سُعُودُ النُّجُومِ : وهي الكواكب التي يقال لكلّ واحد منها : سَعْدُ كذا وهي عَشَرَة أَنجمٍ كلّ واحد منها سَعْدٌ : سَعْدُ بُلَعَ . قال ابن كُنَأسة : سَعْدُ بُلَعَ : نَجمانِ مُعْتَرِضانِ خَفِيَّانِ . قال أبو يَحيى : وزَعَمَت العربُ أنه طَلَعَ حينَ قال الله تعالى : " يا أَرْض ابْلَعِي مَاءَك " ويقال إِنما سُمّيَ بُلَعاً لأَنه كان لِقُرْب صاحِبِه منه يكاد أَن يَبْلَعَهُ . وسَعْدُ الأَخْبِيَةِ ثلاثة كواكب على غيرِ طَرِيقِ السُّعود مائلةٌ عنها وفيها اختلافٌ وليست بِخَفِيَّة غامِضَةٍ ولا مُضِيئة مُنِيرَة سُمِّيَتْ بذلك لأنها إذا طَلَعَتْ خَرَجَتْ حَشراتُ الأَرْضِ وهُوَامُّها من جحَرَتِهَأ جُعِلَت جِحَرَاتُهَأ لها كالأَخْبِيَة . وقيل : سَعْدُ الأَخْبِيَةِ : ثلاثةُ أَنْجُمٍ كأَنَّهَأ أَثافِيُّ ورابعٌ تحْتَ واحد منهن . وسَعْدُ الذَّابِحِ قال ابن كُنَاسَةَ : هو كوكبانِ مُتَقَاربان سُمِّيَ أَحدُهما ذابِحاً لأَن معه كَوْكباً صغيراً غامِضاً يكاد يَلْزَقُ به فكأَنَّه مُكِبٌّ عليه يَذْبَحُه والذَّابِحُ أَنْوَرُ منه قليلا . وسَعْدُ السُّعودِ كوكبَانِ وهو أَحْمَدُ السُّعُودِ ولذلك أُضِيف إِليها وهو يُشْبِه سَعْدَ الذَّابِحِ في مَطْلَعه . وقال الجوهريّ : هو كوكب نَيِّرٌ منفرد
وهذه الأربعة منها من مَنَأزِلِ القمرِ يَنْزِل بها وهي في بُرْجَيِ الجَدْيِ والدَّلْو ومن النُّجُوم : سَعْدُ ناشِرةَ وسَعْدُ المَلِكِ وسَعْدُ البِهَامِ وسَعْدُ الهُمَامِ وسَعْدُ البارِعِ وسَعْدُ مَطَر . وهذه السِّتَّةُ ليستْ من المنازل كُلُّ سَعْدٍ منها كَوْكَبَانِ بينهما في المَنْظَرِ نَحوُ ذِرَاعٍ وهي مُتَناسِقةٌ . وفي الصّحاح : في العَرب سُعُودٌ قبائِلُ كَثِيرَةٌ منها : سَعْدُ تَمِيمٍ وسَعْدُ قَيْس وسَعْدُ هُذَيْلٍ وسَعْدُ بَكْرٍ وأَنشد بيت طَرَفة :
رَأًَيْتُ سُعُوداً مِن شُعُوبٍ كَثِيرةٍ ... فلم تَر عَيْنِي مِثْلَ سَعْدِ بن مالِكِقال ابن بَرِّيّ : يقول : لم أَرَ فيمن سُمِّي سَعْداً أَكرمَ من سَعْدِ بنِ مالِكِ بن ضُبَيْعة بن قَيْس بن ثَعْلَبَةَ بن عُكابَةَ وغيرُ ذلك مثل : سَعْدِ بن قَيْسِ عَيْلاَنَ وسَعْدِ بن ذُبْيَانَ بن بَغِيض وسَعْدِ بن عَدِيِّ بن فَزَارةَ وسَعْد بن بكْر بن هَوازِنَ وهم الذين أَرْضَعُوا النبي صلى الله عليه وسلم وسَعْد ابن مالك بن سعْد بن زيد مناةَ وفي بني أَسَدٍ سَعْدُ بن ثَعْلَبَة بن دُودانَ وسعْدُ بن الحارثِ بن سَعْد بن مالك بن ثَعْلَبَة بن دُودان . قال ثابتٌ : كان بنو سعْدِ بن مالك لا يُرَى مِثْلهم في بِرِّهِم ووَفائهم . وفي قيس عَيْلانَ سعْدُ بن بكْر وقضاعَةَ سَعْدُ هُذَيْمٍ ومنها سَعْدُ العَشِيرةِ وهو أبو أَكثرِ قَبَائلِ مَذْحج . ولمَّا تَحَوَّلَ الأضبَطُ بن قُرَيْعٍ السَّعْدِيّ من وفي نسخة : عن قَوْمِه وانتقلَ في القبائِلِ فلَمَّا لم يُحْمِدْهُمْ رَجَعَ إلى قَوْمه وقال : بِكلِّ وادٍ بَنو سَعْدٍ فذَهَبَ مَثَلاً . يعني سَعْدُ بن زيد مناه بن تميم وأما سَعْدُ بَكْرٍ فهم أَظآرُ سيِّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . وبنو أَسْعَدَ : بَطْنٌ من العرب وهو تَذكيرُ سُعْدَى وأَنكرَه ابن جِنِّي وقال : لو كان كذلك حَرِيَ أَن يَجِيء به سَمَاعٌ ولم نَسمَعْهم قَطّ وَصَفوا بِسُعْدى وإنما هذا تَلاقٍ وَقَعَ بين هذَيْنِ الحَرْفين المُتَّفِقَي اللَّفْظِ كما يَقَع هذانِ المِثالانِ في المُخْتَلِفَة نحو أَسْلَمَ وبُشْرَى . وفي الصحاح : وفي المثل قولهمٌ : أَسَعْدٌ أَم سعيدٌ كأَمِير هكذا هو مضبوط عندنا . وفي سائر الأُمهات اللغَوِية : كزُبَيْرٍ وهو الصواب إذا سُئِلَ عن الشَّيْءِ أي هو مما يُحَبُّ أَو يُكْرَهً . و في خُطْبَة الحَجَّاجِ : انْج سَعْدُ فقد قُتِل سُعَيْدٌ هذا مَثلٌ سائر وأَصْله أن ابْنَىْ ضَبَّةَ بنِ أُدٍّ خرجَا في طلب إِبِلٍ لهما فرَجَعَ سَعْدٌ وفُقدَ سُعَيْدُ فَكان ضَبَّةُ إذا رَأَى سَوَاداً تحت الليلِ قال : أَسَعْدٌ أَم سُعَيْدٌ هذا أَصْل المَثَلِ فأُخِذ ذلك اللَّفْظُ منه وصار يُتَشَاءَمُ به وهو يُضرَب مَثَلاً في العناية بذي الرَّحِمِ ويُضْرَب في الاستخبارِ عن الأمْريْنِ : الخَيْرِ والشَّرْ أَيهما وقعَ . وهو مَجَاز . ويقال بَرَكَ البَعِيرُ على السَّعْدَانَةِ وهو كِرْكِرَةُ البَعِيرِ سُمِّيَت لاستدارتها . والسَّعْدَانَةُ : الحَمَامَةُ قال :
إذا سَعْدانَةُ السَّعَفَاتِ ناحَتْ ... عَزاهِلُهَا سَمِعْتَ لها حَنِينَا أَو السَّعْدانَةُ اسمُ حَمَامَة خاصَّة قاله ابن دُرَيْد وأَنشد البيت المذْكورَ . قال الصاغاني : وليس في الإنشاد ما يَدُل على أنها اسمُ حمامة كأَنَّه قال : حَمامةُ السَّعَفَات اللّهُمَّ إلا أَن يُجْعَلَ المضافُ والمضافُ إليه اسماً لحَمامةٍ فيقال : سَعْدانةُ السَّعَفاتِ : اسمُ حَمَامَة . ويقال : عَقَدَ سَعْدانَةَ النَّعْلِ وهي عُقْدَةُ الشِّسْعِ السُّفْلَى ممَّا يلي الأَرْضَ والقِبَالَ مثل الزِّمامِ بين الإِصبَعِ الوُسطَآ والتي تَليها . والسَّعْدَانةُ من الاسْتِ : ما تَقَبَّض من حِتَارِهَا أَي دائِر الدُّبُرِ وسيأْتيوالسَّعْدَأنة من المِيزانِ : عُقْدَةٌ في أَسْفَلِ كِفَّتِهِ وهي السَّعْداناتُ . والسَّعْدانَأت أَيضاً : هَنَاتٌ أَسْفَلَ العُجَايَةِ بالضّمّ عَصَب مُرَكَّب فيه فُصُوصٌ من عِظَام كما سيأْتِي ومنهم من ضَبَطَه بالموحَّدة وهو غَلَطٌ كأَنَّها أَظْفَارٌ . ويقال : شَدَّ اللهُ على ساعِدِكَ وسواعِدِكُم ساعِدَاكَ : ذِرَاعاكَ والساعِد : مُلْتَقَى الزَّنْدَيْنِ من لَدُن المِرْفَقِ إلى الرُّسْغِ والساعِدُ : الأَعْلَى من الزَّنْدَيْن في بعضِ اللغات والذِّراعُ : الأَسفلُ منهما . قال الأزهريّ : والسَّاعِدُ : ساعِدُ الذِّراع وهو ما بَيْنَ الزَّنْدَيْنِ والمِرْفَق سُمِّيَ ساعِداً لمُسَاعدته الكَفَّ إذا بَطَشَتْ شَيْئاً أَو تناوَلَتْه وجمْع السّاعدِ : سَواعِدُ . والسَّاعِدانِ من الطائِرِ : جَنَاحَاهُ يَطِير بهما وطائِرٌ شَدِيدُ السواعِدِ أَي القوادِمِ وهو مَجاز . والسَّوَاعِدُ : مَجَأرِي الماءِ إلى النَّهْر أَو إلى البَحْر . وقال أبو عمرو : السواعدُ : مَجاري البحرِ التي تَصُبّ إليه الماءَ واحدُهَأ ساعِدٌ بغير هاءٍ . وقال غيرُهُ : الساعِدُ مَسِيلُ الماءِ إلى الوادِي والبَحْرِ . وقيل : هو مَجْرَى البَحرِ إلى الأَنهار . وسَوَاعِدُ البِئرِ : مخارجُِ مائِها ومَجَارِي عُيُنِها . والسَّواعِدُ : مَجَارِي عُيُونِها . والسَّواعِدُ : مَجَارِي المُخِّ في العَظْمِ قال الأَعْلَم يَصف ظَلِيماً :
على حَتِّ البُرَايَةِ زَمْخَرِيّ ال ... سَّواعدِ ظَل في شَرْيٍ طِوالِ عنَى بالسوَاعِدِ مَجْرَى المُخِّ من العِظَام وزعموا أن النعَأمَ والكَرَى لا مُخُّ لهما
وقال الأزهري في شَرْح هذا البيت : سواعِدُ الظَّلِيم أَجْنِحَتُه لأَن جَناحَيْه ليسا كاليَدَيْنِ والزَّمْخَرِيّ في كل شيء : الأَجْوَفُ مثل القَصَب . وعِظامُ النَّعَأمِ جُوفٌ لا مُخَّ فيها . والحَتُّ : السَّرِيعُ . والبُرَايَة : البَقِيَّةُ . يقول : هو سَرِيعٌ عِنْدَ ذَهَأبِ بُرَايَتِهِ أَي عند انْحِسَارِ لَحْمِهِ وشَحْمِه . والسُّعْدُ بالضّمّ : من الطِّيبِ . والسُّعادَى كحُبَارَى مثْلُه وهو طِيبٌ م أَي معروف . وقال أبو حنيفة : السُّعْد من العُرُوقِ : الطَّيِّبَةُ الرِّيحِ وهي أَرْومةٌ مُدَحْرَجَة سَودَاءُ صُلْبَة كأَنهَا عُقْدَةٌ تَقَع في العِطْر وفي الأَدْوِيَة والجمْع سًعْدٌ . قال : ويُقَال لنَبَاتِه السُّعَادَى والجَمْع : سُعَادَيَات . وقال الأَزهريُّ : السُّعْد : نَبْت له أَصْلٌ تَحْت الأَرضِ أَسْوَد طَيِّبُ الرِّيحِ . والسُّعادَآ نَبْت آخَرُ وقال الليث : السُّعَأدَآك نَبْتُ السُّعْدِ . وفيه مَنفَعَة عَجِيبة في القُرُوحِ التي عَسُرَ انْدِمالُهَا كما هو مذكور في كُتب الطِّبّ . وساعِدَةُ : اسم من أَسماءِ الأَسَد معرِفَة لا يَنصرف مثل أُسَامَةَ ورَجُلٌ أي عَلَمُ شَخْص عليه . وبنو ساعدةًَ : قومٌ من الأنصار من بني كَعْبِ بن الخَزْرَجِ بن ساعِدةَ منهم سَعْدُ بن عُبَادَةَ وسَهْل ابن سَعْدٍ الساعِديَّانِ رضي الله عنهما وسَقِيفَتُهُم بِمَكَّةَ هكذا في سائرِ النُّسخ المُصحّحةِ والأُصول المقروءة . ولا شك في أنه سَبْقُ قَلَمٍ لأنه أدرَى بذلك لكثرةِ مجاوَرتِهِ وتردُّدِهِ في الحَرَمَيْنِ الشَّريفين . والصّواب أَنها بالمَدينة . كما وجد ذلك في بعض النُّسخ على الصواب وهو إصلاحٌ من التلامذة . وقد أَجمعَ أَهلُ الريبِ وأَئمَّةُ الحديثِ وأَهلُ السِّيَرِ أَنَّها بالمدينة لأَنَّها مأْوَى الأَنصارِ وهي بمنزلة دارٍ لهم ومَحَلّ اجتماعاتِهم . ويقال : كانوا يَجتمعون بها أَحياناً . والسَّعِيد كأَمير : النَّهْرُ الذي يسقي الأرض بظواهِرها إذا كان مُفْرَداً لها . وقيل هو النَّهر الصغير وجمْعه : سُعُدٌ قال أَوْسُ بن حَجَر :
وكأَنَّ ظُعْنَهُمُ مُقَفِّيَةً ... نَخْلٌ مَواقِرُ بَيْنَها السُّعُدُوسَعِيدُ المَزْرَعَةِ : نَهرُها الذي يُسقِيها ؟ . وفي الحديث : كُنَّا نُزَارِعُ على السَّعِيدِ . والسَّعِيدَةُ بهاءِ : بَيت كانت رَبيعةُ من العرب تَحُجُّه بِأُحُدٍ في الجاهليّة هكذا في النُّسخ . وهو قول ابن دُريد قال : وكان قريباً من شَدَّاد . وقال ابن الكَلبيّ : على شاطئ الفُرات فقولُه : بأُحُدٍ خَطأٌ . والسَّعِيدِيَّة : ة بمصر نُسِبتْ إلى المَلِك السَّعِيد . والسَّعِيد والسَّعِيديّة : ضربٌ من بُرودِ اليمن كأنَّها نُسِبَتْ إلى بني سعيد . وسَعْدٌ : صَنَمٌ كان لبَنِي مَلَكَانَ بن كِنانةَ بساحِلِ البَحْرِ ممَّا يَلِي جُدَّةَ قال الشاعر :
وهل سَعْدُ إِلاَّ صَخْرَةٌ بِتَنُوفَةٍ ... من الأَرْضِ لا تَدْعُو لغَيٍّ ولا رُشْدِ ويقال : كانت تَعبره هُذَيْلٌ في الجاهلية . وسُعْدٌ بالضمّ : ع قُرْبَ اليَمَامَةِ قال شيخُنا : زعَم قَومٌ أَن الصّوابَ : قُرْبَ المدينة . وسُعْدٌ : جَبَلٌ بجَنْبهِ ماءٌ وقَرْيةٌ ونَخْلٌ من جانب اليمامةِ الغَربي . والسُّعُد بضمّتينِ : تَمْرٌ قال
وكَأَنَّ ظُعْنَ الحَيِّ مُدْبِرَةً ... نَخْلٌ بزَارةَ حَملُهُ السُّعُدُهكذا فسَّرَه أبو حَنيفةَ . والسَّعَد بالتحريك وبخطّ الصاغانيِّ : بالفتح مجوَّداً : ماءٌ كان يَجرِي تحتَ جَبَلِ أَبي قُبَيْس يَغْسِل فيه القَصَّارون . وأَجمَةٌ م معروفة وفي قوله : معروفة نَظرٌ . والسَّعْدانُ بالفتح : نَبْتٌ في سُهولِ الأَرْض من أَفْضَلِ وفي الأُمَّهات : من أَطْيب مَرَاعِي الإِبلِ ما دَام رَطْباً . والعرب تقول : أَطْيَبُ الإِبلِ لَبَناً ما أَكلَ السَّعْدانَ والحُرْبُثَ . وقال الزهريُّ في تَرْجَمَة صفع : والإِبل تَسْمَن على السَّعدان وتَطيب عليها أَلبانُها واحدتُه سَعْدانةُ والنون فيه زائدة لأَنه ليس في الكلام فَعْلال غيرُ خَزْعَال وقَهْقَار إلا من المضاعف . وقال أبو حنيفة : من الأحرار السَّعْدَأنُ وهي غُبْرُ اللَّوْن حُلْوةٌ يأْكلُها كلُّ شيءٍ ويستْ بكبيرة وهي من أَنجَعِ المَرْعَى . ومنه المثل : مَرْعىً ولا كالسَّعْدانِ وماءٌ ولا كَصَدَّاءَ يُضْرَبان في الشيءِ الذي فيه فضلٌ وغيرُه أَفضلُ منه . أَو للشيء الذي يُفَضَّل على أَقرانه . وأولُ من قَالَه : الخَنساءُ ابنةُ عَمْرِو بن الشَّرِيد . وقال أبو عُبيد : حَكَى المفَضَّل أَن المَثَلَ لامرأَةٍ من طَيِّئ وله شَوْكٌ كأَنَّه فَلْكَةٌ يَسْتَلْقِي فيُنْظَر إلى شَوْكه كالِحاً إذا يَبِس . وقال الأَزهريُّ : يقال لشَوْكه : حَسَكَةُ السَّعْدانِ . ويُشَبَّهُ به حَلَمَةُ الثَّدْيِ فيقال لها سَعْدَانَةُ الثُّنْدُوَّةِ وخلَطَ اللَّيث في تنمسير السَّعْدَأنِ فجَعَلَ الحَلَمَةَ ثَمَرَ السَّعْدَانِ وجعلَ له حَسَكاً كالقُطْبِ . وهذا كلُّه غَلَطٌ . والقُطْبُ شَوْكٌ غيرُ السَّعْدَان يُشْبِه الحَسَكَ . وأَما الحَلَمَةُ . فهي شَجَرَةٌ أُخرى . وليست من السَّعْدان في شيءٍ . وتَسَعَّدَ الرَّجلُ : طَلَبَه يقال : خَرَجَ القَومُ يَتَسَعَّدون أَي يرتادُون مَرْعَى السَّعْدانِ وهو من خَيْر مَراعِيهم أَيَّامَ الرَّبِيع كما تَقدَّم . وسُعْدان كسُبْحَانَ : اسمٌ للإِسْعَأدِ ويقال : سُبْحَانَهُ وسُعْدَانَهُ أَي أُسَبِّحُهُ وأُطِيعُهُ كما سُمِّيَ التسبيح بِسُبْحَانَ وهُمَأ عَلَمَأنِ كعُثْمانَ ولُقْمانَ . والساعِدَةُ : خَشَبَةٌ تُنْصَب تُمْسِكُ البَكَرَةَ وجمْعُها السَّوَاعِد . وسَمَّوْا سَعِيداً ومَسْعُوداً ومَسْعَدَةَ بالفتح ومُسَاعِداً وسَعْدُونَ وسَعْدَانَ وأَسْعَدَ وسُعُوداً بالضم وللنِّساءِ : سُعَادُ وسُعْدَى بضمِّهِمها وسَعْدةُ وسَعِيدَةُ بالفتح وسُعَيْدة بالضمّ . والأَسْعَدُ : شُقَاقٌ كالجَرَبِ يَأْخُذ البَعِيرَ فيَهرَمُ منه ويَضعُف . وسَعَّادٌ ككَتَّانٍ ابنُ سُلَيْمَانَ الجُعْفِيّ المُحَدِّثُ شَيْخ لعبد الصَّمَد بن النُّعْمَان . وسَعَّأدُ بنُ راشدَةَ في َسبِ لَخْم من وَلده حاطبُ بن أَبي بَلْتَعَةَ الصَّحَابيُّ . واختُلِفَ في عبد الرحمن بن سعاد الراوي عن أَبي أَيُّوبَ فالصَوااب أَنه كسَحَأب وقيل كَكَتَّان قاله الحافظُ . والمَسْعُودةُ : مَحَلَّتانِ ببعْدادَ إحداهما بالمأْمونية والأُخرى في عقارِ المَدْرَسَة النّظاميّة . وبنو سَعْدَمٍ كجَعْفَر : بَطْن من مالِك بنِ حَنْظَلةَ من بني تَمِيم والميمُ زائدةٌ نقله ابنُ دُرَيْد في كتاب الاشتقاق . ودَيْرُ سَعْدِ : ع بين بلادِ غَطَفَانَ والشَّام . وحَمَّامُ سَعْد : ع بطريق حاجِّ الكوفةِ عن الصاغانيّ . ومَسْجِدُ سَعْدٍ منزلٌ على سِتَّةِ أَميال من الزُّبَيديّة بين المُغِيثَةِ والقَرْعَاءِ منسوب إلى سَعْدِ بن أَبي وَقَّاصِ . والسَّعْدِيَّةُ : منزِلٌ منسوبٌ لبني سَعْدِ بنِ الحارِثِ بن ثَعْلَبَةَ بطَرَف جَبَلٍ يقال له : النُّزَف : والسَّعْدِيَّة : ع لبني عَمْرِو بنِ ساعِدَةَ هكذا في النسخ . والصواب : عَمْرو بن سَلِمَة وفي الحديث : أَن عَمْرَو بن سَلمَةَ هذا لمّأ وَفَدَ على النبيّ صلى الله عليه وسلم استقْطَعه ما بينَ السَّعْدِيَّة والشَّقراءِ وهما ماءَانِ . والسَّعْدِية : ع لبني رِفَاعَةَ باليمامة . والسَّعْدِيَّة : بِئْرٌ لبني أَسَدٍ في مُلتَقَى دارِ مُحَأرِبِ بن خَصَفَةَ ودارِ غَطَفَانَ من سُرَّةِ الشَّرَبَّة . وماءٌ في ديارِ بني كِلاَبٍ وأُخرَى لبني قُرَيْظٍ من بني أَبي بكرِ بن كِلاب . والسَّعدِيّة قَرْيَتَأنِ بحلبَ سُفْلَى وعُلْيا . والسَّعْدَى كسَكْرَى : ة أُخرَىبحلبَ و : ع في حِلَّةِ بني مَزْيَدٍ بالعِرَاق . وقولُ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طابيٍ رضي الله عنه : و : ع في حِلَّةِ بني مَزْيَدٍ بالعِرَاق . وقولُ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طابيٍ رضي الله عنه :
" أَوْرَدَهَا سَعْدٌ وسَعْدٌ مُشْتَمِلْ
" ما هكذا يا سَعْدُ تُورَدُ الإِبلْ فسيأتي في ش ر ع . والسَّعْدَتَيْنِ كأَنَّه تَثنِيَةُ سَعْدَة . كذا في النُّسخ المُصحَّحة : ة قُرْبَ المَهْدِيَّة بالمغرب منها : وفي نُسخَةِ القَرَافي موضع بدل : قرية . ولذا قال : والأَولى منه أَو أَنَّثَهُ باعتبار السَّعْدَتَيْن . قلت : وعلى ما في نسختنا فلا يَرِد على المُصَنَّف شْيء خَلَفٌ الشاعرُ ومما يستدرك عليه : يومٌ سَعْدٌ وكَوْكَبٌ سَعْدٌ وصِفَا بالمصرد وحكى ابن جِنّي يومٌ سَعْدٌ ولَيْلَةٌ سَعْدةٌ قال : وليسا من باب الأَسْعَد والسُّعْدَى بل من قَيل أَنَّ سَعْداً وسَعْدَةً صِفَتَانِ مَسُوقَتَأنِ على مِنْهاجٍ واستمرارٍ فسَعْدٌ من سَعْدةٍ كجَلْدٍ من جَلْدةٍ ونَدْبٍ من نَدْبَةٍ أَلا تَرَاكَ تقول : هذا يومٌ سَعْدٌ ولَيْلَة سَعْدَةٌ كما تقول هذا شَعرَ جَعْدٌ وجُمَّةٌ جَعْدَةٌ
وساعِدَةُ الساقِ : شَظِيَّتُهَا . والساعد : إحليلُ خِلْفِ النَّاقةِ وهو الذي يخْرُج منه اللَّبَنُ . وقيل : السَّوَاعد : عُرُوقٌ في الضرعِ يجيءُ منها اللَّبَنُ إلى الإِحْليلِ وقال الأَصمعي : السَّواعد : قَصَبُ الضَّرْعِ وقال أبو عَمْرو : هي العُروق التي يَجِيء منها اللَّبَنُ سُمَّيَتْ بسواعدِ البحر وهي مَجَارية . وساعِدُ الدَّرِّ : عِرْقٌ يَنْزِل الدَّرُّ منه إلى الضَّرْع من النَّاقة وكذلك العِرْقُ الذي يُؤدِّي الدَّرَّ إلى ثَدْيِ المرأَةِ يُسَمَّى ساعداً ومنه قوله :
أَلَمْ تَعْلَمِي أَنَّ الأَحادِيثَ في غَدٍ ... وبَعدَ غَد يا لُبْن أَلْبُ الطَّرائِدِ
وكُنْتُم كَأُمٍّ لَبَّةٍ ظَعَن ابنُها ... إليها فما دَرَّتْ عليه بساعِدِ وي حديث سعد : كُنَّأ نَكْري الأَرضّ بما على السّواقِي وما سَعِد من الماءِ فيها فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلكَ قوله : ما سَعِد من الماءِ أي : ما جاءَ من الماء سَيْحاً لا يحتاج إلى داليةٍ يجيئه الماءُ سَيْحاً لأن معنى ما سَعِد : ما جاءَ من غير طَلَبٍ . والسَّعْدانةُ الثَّنْدُوَةُ وهو ما استدارَ من السَّواد حَولَ الحَلَمةِ . وقال بعضهم : سَعْدانةُ الثَّدْيِ : ما أَطافَ به كالفَلْكَةِ . والسَّعدانةُ مَدْخَلُ الجُرْدانِ من ظَبْيَةِ الفَرَسِ . والسَّعْدانُ : شَوْكُ النَّخْلِ عن أبي حنيفةَ وفي الحديث أنه قال : لا إسْعادَ ولا عَقْرَ في الإسلام : وهو إسعادُ النِّساءِ في المَنَاحَاتِ تَقوم المَرأَةُ . فتقُومُ معها أُخرى من جاراتِهَا فتُسَاعِدُها على النِّيَاحة . وقد وَرَدَ في حديث آخر : قالتْ أُمُّ عَطِيَّةَ : إِنَّ فُلانةَ أَسْعَدَتْنِي فأُرِيدُ أُسْعِدُها فما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم شَيئاً . وفي روايةٍ : قال : فاذْهَبي فأَسْعِدِيهَأ ثم بايِعِيني قال الخَطابيُّ : أَما الإِسعادُ فخاصٌّ في هذا المعنى وأَما المُسَاعَدةُ فعامَّةٌ في كلِّ مَعُونَة يقال إنما سُمِّيَ المساعَدةَ المعاوَنَةُ من وَضْعِ الرَّجُلِ يَدَه على سَاعدِ صاحِبِه إذا تَماشَيَا في حاجَة وتعاوَنَا على أَمر . ويقال : ليس لبني فُلانٍ ساعِدٌ أي لي لهم رَئِيسٌ يَعتمدونَه وساعدُ القَومِ : رَئيسُهُم قال الشاعر :
" وما خَيرُ كَفّ لا تنوءُ بساعِدِ وبنو سَعْد وبنو سَعِيدٍ بَطْنانِ . قال اللِّحْيَانيُّ : وجَمْع سَعِيد : سَعِيدُونَ وأَساعِدُ قال ابن سيدَه : فلا أَدري أَعنَى الاسمَ أَم الصِّفَة غير أَنَّ جَمْعَ سَعِيد على أَساعِدَ شاذٌّ . والسَّعْدَانِ : ماءٌ لبني فَزارةَ قال القَتَّال الكِلابِيُّ :
رَفَعْنَ من السَّعْدَيْنِ حتَّى تفاضَلَتْ ... قَنَأبِلُ من أَوْلادِ أَعْوَجَ قُرَّحُ وسُعْد بالضمّ : موضع بنَجْد . قال جَرِير :
أَلاَ حَيِّ الدِّيارَ بِسُعْدَ إِنِّي ... أُحِبُّ لِحُبِّ فاطِمَةَ الدّيارَاوساعِدُ القَيْنِ : لُغةٌ في سَعْدِ القَيْنِ . قال الأَصمعيّ : سمِعْت أَعرابياً يقول كذلك . وسيأتي في د - ه - د - ر . ويقال : أَدركَه اللهُ بسَعْدةٍ ورَحْمَة . والمَسَاعيد : بطْن من العرب . والسَّعْدَان : موضع . ومدرسة سَعَادةَ من مدارِس بغداد . وسَعْدُ القَرْقَرَةِ : مُضْحِ : النُّعمَان بن المُنْذِر . وسَعْدانُ بن عبد الله بن جابر مولَى بني عامر بن لُؤَيّ : تابِعيٌّ مشهور من أَهل المدينة يَرْوِي عن أَنَيس وغيره
واستدرك شيخنا قولهم : بِنْتُ سَعْدٍ استعملوها في الكناية عن البَكَارَةِ قال أبو الثَّنَاءِ محمود في كتابه : حُسْن التوسُّل في صناعة الترسٌّل : ومن أَحْسَنِ كِنَايَات الهجَاءِ قول الشاعِرِ يهجو شَخْصاً يَرمِي أُمَّه بالفجور ويَرْمِيه بداءِ الأَسد :
أَراكَ أَبُوكَ أُمَّك حِينَ زُفَّتْ ... فَلَمْ تُوجَدْ لأُمِّكَ بِنْتُ سَعْدِ
أَخُو لَخْمٍ أَعارَكَ منه ثَوْباً ... هَنِيئاً بالقَميص المُسْتَجَدِّ أَراد ببنت سَعْد : عُذْرةَ وبقوله : أَخو لخْم : جُذَاماً فإنه أَخوه . ومن المجَاز : أَمرٌ ذو سَواعِدَ أَي ذو وُجوه ومَخارجَ . وأبو بكر محمد بن أحمدَ بن وَرْدَانَ البُخَاريّ . وأبو منصور عَتِيقً ابن أحمد بن حامدٍ السَّعْدَانِيّ : مُحَدِّثانِ . سَعْدُونُ : جدُّ أبي طاهرٍ محمدِ ابن الحسن بن محمد بن سَعْدونَ الموصليّ المحدّث . وخالدُ بن عَمرٍو الأُمويّ السَّعِيدِيّ إلى جَدِّه سَعيدِ بن العاص . رَوَى عن الثَّوريّ لا يَحِلّ الاحتجاجُ به . وأَسْعَدُ بنُ همّام بن مُرَّة بن ذُهْلٍ جَدُّ الغَضْبَانِ بن القَبَعْثَرَي