العجْسُ مُثَلَّثَةَ العَيْنِ : مَقْبِضُ القَوْسِ الذي يَقْبِضُه الرّامِي منها وقِيلَ : هو مَوْضِعُ السُّهْمِ منها وكذلك عُجْزُها كالمَعْجِسِ كمَجْلِسٍ وقالَ أَبو حَنِيفَةَ رحِمَه الله : عَجْسُ القَوْسِ : أَجَلُّ مَوْضِعٍ فيها وأَغْلَظُه وقولُ الراجِزِ : وفِتْيَةٍ نَبَّهْتُهُم بالعجْسِ . قِيلَ : طائِفَةٌ مِنْ وَسَط اللَّيْلِ كأَنَّه مأْخُوذٌ من عَجْسِ القَوْسِ يُقَال : مَضَى عَجْسٌ من عَجْسِ القَوْسِ يُقال : مَضَى عَجْسٌ من اللَّيْلِ . أَو عَجْسُ الشّيْءِ : سَوادُ اللَّيْلِ أَو غيرهِ أَو آخِرُه عن اللَّيْث . وعَجَسَه عن حاجَتِه يَعْجِسُه عَجْساً : حَبَسَه عنها وكذلك تَعَجَّسَه . وعَجَسَه أَيضاً : قَبَضَه كذا في العُبَاب . والعَجُوسُ كصَبُورٍ : السَّحَابُ الثَّقِيلُ الذي لا يَبْرَحُ . والعَجُوسُ : المَطَرُ المُنْهَمِرُ فلا يُقْلِعُ قال رُؤْبَةُ :
" أَوْطَفَ يَهْدِي مُسْبِلاً عَجُوساً وعَجَسَتْ به الناقَةُ تَعْجِسُ عَجْساً : نَكَبَتْ بِهِ عن الطَّرِيقِ مِن نَشَاطِها وكذلك تَعَجَّسَتْ قال ذو الرُّمَّة :
إذا قالَ حادِينَا أَيَا عَجَسَتْ بِنَا ... صُهَابِيَّةُ الأَعْرافِ عُوجُ السَّوَالِفِ ويُرْوى : عَجَّسَتْ بِنَا بالتَّشْدِيد كما ضَبَطَه الأُمَوِيّ فهي لغاتٌ ثلاثٌ ذكرَ الصّاغَانِي منها وَاحِدَةً وقلَّدَه المصنِّف وأُغْفِلَ عن الاثنتين . والأَعْجَسُ : الشَّدِيدُ العَجْسِ أَي الوَسَطِ . نَقَلَه الصّاغَانِي . والعَجَاسَاءُ ممدُوداً : القِطْعَةُ العَظِيمَةُ من الإبِلِ قال الراعِي يَصف إِبِلاً :
" إذا سُرِّحَتْ مِن مَنْزِلٍ نَامَ خَلْفَهَابِمَيْثَاءَ مِبْطَانُ الضُّحَى غَيْرُ أَرْوَعَا
وإِن بَرَكْت مِنْهَا عَجَساءُ جِلَّةٌ ... بِمَحْنِيَةٍ أَشْلَى العِفَاسَ وبَرْوَعَا العِفَاسُ وبَرْوَع : اسمُ ناقَتَيْنِ . يقول : إِذا اسْتَأْخَر من هذِه الإِبِلِ عَجَاسَاءُ دَعَا هاتَيْنِ الناقَتَيْنِ فتَبِعَهُمَا الإِبِلُ . قال ابنُ بَرِّيّ : وهو في شِعْره : خذلت أَي تَخلَّفْتْ . والعَجَاسَاءُ : الإِبلُ العِظَامُ المَسَانُّ . ويُقْصَر قال :
" وطافَ بالحَوْضِ عَجَاساً حُوس ُ . وأَنْكَر أَبُو الهَيْثمِ القَصْرَ قال ابنُ بَرِّيّ : ولا تَقُل : جَمَلٌ عَجَاسَاءُ . والعَجاسَاءُ أَيَضاً : القِطْعةُ مِن اللَّيلِ . والعَجاسَاءُ : الظُّلْمَةُ المُتَراكِمَةُ ج عَجاساءُ بالمَدِّ أَيَضاً فالمُفْرَدُ والجمعُ سَواءٌ هكذا مُقْتَضَى صَنِيعِه والذي في كتاب الأُرْمَوِيٌ أَنَّ الجَمعَ بالمَدِّ والمُفْرَدَ بالقَصْرِ فلْيُتَأَمَّلْ
وقال أبو عُبَيْدَةَ : العَجَاسَاءُ : المَوَانِعُ من الأمُورِ يُقَال : عَجَسَتْنِي عَجَاسَاءُ الأُمُورِ عَنْك . وعَجَاسَاءُ : رَمْلَةٌ عَظِيمَةٌ بعَيْنِهَا نقله الصّاغَانِيُّ . والعَجَسُ كنَدُسٍ : العَجُزُ ج : أَعْجَاسٌ كأَعْجَازٍ قالَهُ أَبو حَنِيفَةَ وأَنشدَ لِرُؤْبَةَ :
وعُنُقٌ تَمَّ وجَوْزٌ مِهْرَاسْ ... ومَنْكِبَا عِزٍّ لَنَا وأَعْجَاسْ والعُجْسَةُ بالضّمِّ : السّاعَةُ من اللَّيْلِ وهي الهُتْكَةُ والطَّبِيقُ عن ابن الأَعْرَابِيِّ
والعُجُوسُ مُقْتَضَى سِيَاقِه الفَتْحُ ونَقَلَه في التَّكْمِلَة والصوابُ بالضَّمِّ وهو إِبْطاءُ مَشي العَجاسَاءِ من الإِبِلِ عن ثَعْلَبٍ وهي النّاقَةُ السَّمِينَةُ تَتَأَخَّرُ عن النُّوقِ لِثِقَلِ قَتَالِهَا وقَتَالُهَا : شَحْمُها ولَحْمُها . العِجَّوْسُ كعِلَّوْصٍ : العِجَّوْلُ وَزْناً ومعْنَىً عن ابن عَبّادٍ . وفَحْلٌ عَدِيسٌ كخَسِيسٍ وعَجِيسَاءُ وعَجَاسَاءُ : عاجِزٌ عن الضِّراب وهو الذي لا يُلْقِحُ . والعِجِّسَي كخِلِّيفَى : اسمُ مِشْيَة بَطِيئَة وقال أَبو بَكرِ بنُ السَّرّاجِ : عَجِيسَاءُ مثلُ قَريثَاءَ . وفي الأَمْثَال : لا آتِيكَ سَجِيسَ عَجِيسٍ كلاهما كأَمِيرٍ كما ضَبَطَه الصاغَانيُّ والصَّوابُ أَن عُجَيْساً مُصغَّرٌ أي طُول الدَّهْرِ لأنَّه يَتَعَجَّسُ أَي يُبْطِيءُ فلا يَنْفَدُ أَبداً وقد تقدّم في س ج س . وتَعَجَّس أَمْرَه : تَتَبَّعَه وتَعَقَّبه ومنه حَدِيثُ الأَحْنَف : فيتَعجَّسُكُم في قُريشٍ أي يَتَتَبَّعُكُم . ويُقَال : تَعَجَّسَتِ الأَرْضَ غُيوثٌ إذا أَصَابَها غَيْثٌ بَعْدَ غَيْثٍ فتَثَاقَلَ عليها . وتَعَجَّسَ الرجُلُ : خَرجَ بِعُجْسَةٍ من اللَّيْلِ أَي بسُحْرَةٍ وكأَنَّه أَخَذَه من قَوْلِ زُهَيْرٍ
" بَكَرْنَ بُكُوراً واسْتَعَنَّ بِعُجْسةٍ على ما رَواهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ ليُطابِقَه بالرِّوَايَةِ المشهورة وهي : واسْتَحَرْن بِسُحْرةٍ . وتَعَجَّسَ بهِم : حَبَسَهُمْ عن شَمِرٍ ولا يَخْفَى أَنَّ هذا لو ذَكَرَه عند عَجَسَه عن حاجَتهِ كان أَصابَ فإِنَّ المَعْنَى وَاحدٌ فلا يُنَاسِبُ تَفْرِيقُهما . وتَعَجَّسَ بهم إِذا أَبْطَأَ بهِم وتَأَخَّرَ يُقَال : تعَجَّسَتْ بي الرّاحِلَةُ . وتَعَجَّس فُلاناً : عَيَّرَهُ على أَمْرٍ أَمَرَه به . وتَعَجَّسَه عِرْقُ سَوْءٍ وتَعَقًّله وتَثَقَّلَه إِذا قَصَّرَ به عن المَكَارِمِ عن شَمِرٍ ومنه الحَدِيثُ : يَتَعَجَّسُكُم عِنْدَ أَهْلِ مَكَّةَ أي يُضَعِّفُ رَأْيَكُم عِنْدَهم . والمُتَعَجِّسُ المُتَسَحِّر وقد ذُكِرَ في مَوْضِعه . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : العَجْسُ : شِدَّةُ القَبْضِ عَلى الشّيءِ . وعِجْسُ السَّهْمِ بالكَسْرِ : ما دُونَ رِيِشه . وعَجِيسَاءُ اللَّيْلِ : ظُلْمَتُه المُتراكِمَةُ . وعَجَسَت الدّابَّةُ تَعْجِسُ عَجَساناً : ظَلَعَتْ . والعَجْسَاءُ : النّاقَةُ العَظِيمَةُ الثَّقِيلةُ الحَوْسَاءُ أَي الكَثِيرَةُ الأَكْلِ . والعَجِيساءُ : مِشْيَةٌ فيها ثِقَلٌ . وعَجَّسَ وتَعَجَّس : أَبْطَأَ . ولا آتِيكَ عُجَيْسَ الدَّهْرِ أَي آخِرَه . والعَجَاسَى بالقَصْر : التَّقَاعُسُ . وعَجْسَاءُ : مَوْضِعٌ . والعَيْجُوسُ : سَمَكٌ صِغَارُ يُمَلَّحُ . وتَعَجَّسَهُ إذا ضَعَّفَ رَأْيَه . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : العُجْسَة بالضَّمِّ : سَوادُ الليلِ وبه فسَّرَ قَوْل زُهَيْرٍ حَسْبَمَا رواه قالَ : وهذا يَدُلُّ على أَنَّ مَن رَواه : واسْتَحَرْنَ بِسُحْرَةٍ لم يُرِدْ تَقْدِيم البُكُورِ على الاسْتِحار . وتَعَجَّس : تَأَخَّر . وبنو العَجِيسِ كأَمِيرٍ : قَبِيلَةٌ من البَرْبَرِ بالمَغْرِب ومنهم عالِمُ الدنيا أبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أحْمدَ ابنِ مُحمَّدِ بن مُحمَّدِ بن مُحَمَّدِ بن أبي بَكْرِ بن محمّد بن مَرْزُوقٍ العَجِيسِيُّ التِّلِمْسَانِيُّ يُعْرَفُ بحَفِيدِ ابنِ مَرْزُوقٍ وبابْنِ مَرْزُوقٍ وُلِد سنة 766 ، وأَخَذَ عن ابن عَرَفَة والبُلْقِينيِّ وابن المَلَقِّن والعِرَاقِيِّ ومات بتِلِمْسَانَ سنة 842
العَجَنَّسُ كعَمَلِّسٍ أَهْمَلَه الجَوْهريُّ وقال السِّيرافيُّ هو الجَمّلُ الضَّخْمُ الشَّدِيدُ مع ثِقَلٍ وبُطْءٍ قِيلَ : هو الصُّلْبُ الشَّدِيدُ وقد أَوْرَدَ الجَوْهَرِيُّ هذا الحَرْفَ في ع ج س بناءً على أنَّ النُّونَ زائِدةٌ وأَنْشَدَ للعَجّاج :
يَتْبَعْنَ ذا هَدْهِدٍ عَجَنَّسَا ... إِذَا الغُرَابَان به تَمَرَّسَا
قالَ ابنُ بَرِّيّ : ليسَ البيتُ للعَجَّاج وهو لجُرَيّ الكاهليّ وقال الصّاغَانيُّ : وللعَجّاج أَرْجوزَةٌ أَوَلها : يا صاحِ هلْ تَعْرُ رَسْماً مُكْرَساً ليسَ ما ذَكَرَه الجَوْهَرِيُّ منها وإِنّمَا هو لعِلْقَةَ التَّيْميّ وأَنشدَه أَبو زِيَادٍ الكِلابيُّ في نَوَادِرِه لسِراجِ ابن قُرَّةَ الكِلابيِّ . قلت : وأَنْشَدَ الأَزْهَرِيُّ للعَجّاج :
" عَصْباً عَفَرْنَي جُحْدُباً عَجَنَّسَا فظَهَرَ بمَجْمُوع ما ذَكَرْنا أَنَّ الجَوْهَريَّ لم يَتْرُكْه وإِنما ذَكَره في مَوْضِعِه لزيادَة نُونه عندَه فكتَابَة المصَنِّف إِيّاه بالحُمْرَة مَحَلُّ نَظَرٍ وقد يَخْتَارُ في كتَابه مثْلَ هذا كثيراً فيَظُنُّ مَن لا اطِّلاعَ له على الأُصول المصَحَّحة أَنَّه مما اسْتُدْرِكَ به عليه وليسَ كما ظَنَّ فتأَمَّلْ . وقد أُغْفِلَ عن ذِكْر الجَمْع وقدْ صَرَّح الأَزْهَرِيُّ أَنَّ جمْعَه عَجَانِسُ بحذف الثَّقِيلَة لأَنَّها زائِدة . والعَجَانس : الجِعْلانُ مَقْلُوبَةُ الجَعَانس عن ابن عَبّاد وقد سَبَق ذِكْره . وممّا يسْتَدْرَك عليه : العَجَنَّس : الضَّخْمُ من الغَنَمِ أَوْرَدَه الأَزْهَرِيُّ . والعَجَنَّس : الأَسَد أَوْرَدَه الصّاغَانِيُّ . وأَحْمَد بنُ محَمَّد بن العَجَنَّس العَجَنَّسيُّ النَّسَفيُّ محَدِّثٌ رَوَى عن سَعِيد بن عَبْد الرّحْمن بن حَسّان