العَشَنْزَر كسَفَرْجَلٍ : الَّشَدِيدُ الخَلْقِ العَظِيمُ مِنْ كلِّ شئٍ قال الشاعر :
" ضَرْباً وطَعْناً نافِذاً عَشَنْزَرَاً . وهي بهاءٍ قال حَبِيبُ بن عَبْدِ اللهِ الأَعْلَمُ :
عَشَنْزَرَةً جَوَاعِرُهَا ثَمانٍ ... فُوَيْقَ زِعَاعِها وَشْمٌ حُجُولُ أَرادَ بالعَشَنْزَرَة الضَّبُعَ . وقال الأَزْهَرِيُّ : العَشَنْزَرُ والعَشَوْزَن من الرِجال : الشَّدِيد . وسَيْرٌ عَشَنْزَرٌ : شَدِيدٌ . والعَشَنْزَرُ : الشَّدِيدُ . أَنشد أَبو عَمْرو لأَبِي الزَّحْف الكُلَيْبيّ :
" ودُونَ لَيْلَى بَلَدٌ سَمَهْدَرُ
" جَدْبُ المُنَدَّى عَنْ هَوَانَا أَزْوَرُ
" يُنْضِى المَطَايَا خمْسُهُ العَشْنزَرُ وقيل : قَرَبٌ عَشَنْزَرٌ : مُتْعِبٌ . وضَبُعٌ عَشَنْزَرَةٌ : سَيّئة الخُلُقِ كذا في اللّسَان
ع - ص - ر
العصْرُ مُثَلَّثةً أَشْهُرُهَا الفَتْح وبضَمَّتَيْن وهذه عن اللَّحْيَانيّ . وقال امْرُؤُ القَيْس :
" وهَلْ يَعِمَنْ مَنْ كان في العُصُرِ الخَالِي . : الدَّهْرُ وهو كُلّ مُدَّةٍ مُمْتَدّةٍ غَيْرِ مَحْدُودَة تَحْتَوِي على أُمَمٍ تَنْقَرِض بانْقِراضِهِم قاله الشِّهَابُ في شرح الشفاءِ ونَقَلَه شيخُنَا . قلتُ : وبه فَسَّر الفَرّاءُ قولَهُ تعالى : والعَصْرِ إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِى خُسْرٍ . ج أَعْصَارٌ وعُصُورٌ وأَعْصُرٌ وعُصُرٌ الأَخِير بضَمَّتَيْن . قال العَجّاج :
والعَصْرِ قَبْلَ هذه العُصُورِ ... مُجَرَّسَاتٍ غِرّةَ الغَرِيرِ . والعَصْرُ : اليَوْمُ . والعَصْرُ : اللَّيْلَةُ قال حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ :
ولَنْ يَلْبَثَ العَصْرانِ يَوْمٌ ولَيْلَةٌ ... إِذا طَلَبَا أَنْ يُدْرِكَا ما تَيَمَّمَا وفي الحديث حافظْ على العَصْرَيْنِ يريد صَلاةَ الفَجْرِ وصَلاةَ العَصْر سمَّاهُمَا العَصْرَيْنِ لأَنَّهما يَقَعَان في طَرَفَيِ العَصْرَيْنِ وهُما اللَّيْلُ والنَّهارُ والأَشْبَهُ أَنَّهُ غَلَّبَ أَحَدَ الاسْمَيْنِ على الآخَرِ كالقَمَرَيْنِ للشَمْسِ والقَمَر . والعَصْرُ : العَشِىُّ إِلى احْمِرارِ الشَّمْسِ . وصَلاةُ العَصْرِ مُضافَةٌ إلى ذلك الوقت وبه سُمِّيَتْ قال الشاعر :
" تَرَوَّحْ بِنا يا عَمْرُو قَدْ قَصُرَ العَصْرُوفي الرَّوْحَةِ الأُولَى الغَنِيمَةُ والأَجْرُ وقال أَبو العَبّاس : الصَّلاةُ الوُسْطَى : صَلاةُ العَصْرِ وذلك لأَنَّها بَيْنَ صَلاتَيِ النّهَارِ وصَلاَتَيِ اللَّيْل ويُحَرَّك فيُقَال : صَلاةُ العَصَر نقله الصاغانيّ عن ابن دُريد . والعَصْرُ : الغَدَاة ويُسْتَعْمَل غالِباً فيما جاءَ مُثَنّىً . قال ابن ُالسكِّيّت : ويقال : العَصْرانِ : الغَدَاةُ والعَشِىّ وأنشد :
وأَمْطُلُهُ العَصْرَيْنِ حَتَّى يَمَلَّني ... ويَرْضَى بنِصْفِ الدِّيْنِ والأَنْفُ راغِمُ يقول : إذا جاءَني أَوّلَ النّهَار وَعَدْتُه آخِرَه . هكذا أَنشده الجوهريّ وقال الصاغانيّ : والصَّوابُ في الرِّوايَة :
" ويَرْضَى بنِصْفٍ الدِّيْن في غَيْرِ نائلِ . والشِعْرُ لعَبْد الله بن الزَّبِيرِ الأَسَديّ . وفي الحديث : حافِظْ على العَصْرَيْنِ : يُرِيد صَلاةَ الفَجْر وصَلاَةَ العَصْرِ . وفي حديثِ عَليّ رَضيَ الله عنه : ذَكَّرْهُم بأَيّام الله واجْلسْ لهم العَصْرَيْن أَيْ بُكْرَةً وعَشيّاً . والعَصْرُ : الحَبْسُ يقال : ماعَصَركَ ؟ وما شَجَرَكَ وثَبَرَكَ وغَصَنَك ؟ أَي ما حَبَسَكَ ومَنَعَكَ . قيل : وبه سُمِّيَتْ صَلاةُ العَصْرِ لأَنّها تُعْصَر أَي تُحْبَسُ عن الأُولَى . والعَصْرُ : الرَّهْطُ والعَشيرَةُ يقال : تَوَلَّى عَصْرُك أَي رَهْطُك وعَشِيرَتُكُ . وقيل : عَصْرُ الرَّجُلِ : عَصَبَتُه . والعَصْرُ : المَطَرُ من المُعْصِراتِ وبه فُسِّر بَيْتُ ذِيِ الرُّمَّة :
تَبَسَّمُ لَمْحَ البَرْقِ عن مُتَوَضِّحٍ ... كنَوْر الأَقاحِي شافَ أَلْوَانَها العَصْرُ والأَكْثَرُ والأَعْرَف في رِوَايَة البيتِ : شَافَ أَلْونَهَا القَطْر . والعَصْرُ : المَنْعُ والحَبْسُ وكُلّ شيْءٍ مَنَعْتَه فقد عَصَرْتَهُ ومنه أُخِذَ اعْتِصَارُ الصَدَقَةِ . والعَصْرُ أَيضاً : العَطِيَّةُ . عَصَرَه يَعْصِرُهُ بالكَسْر : أَعْطَاهُ فهُما من الأَضْداد ؛ صَرَّحَ به ابنُ القَطّاع في كتاب التهذيب وأَغْفَلَه المُصَنِّف . وقال طَرَفَةُ :
لَوْ كانَ في أَمْلاكِنَا أَحَدٌ ... يَعْصِرُ فينا كالَّذي تَعْصِرْ وقال أَبو عُبَيْد : مَعْنَاه يَتَّخِذُ فينا الأَياديَ . وقال غيرُه : أَي يُعْطِينا كالذي تُعْطِى . وكان أَبو سَعِيد يَرْوِيه : يُعْصَر فينا كالذي يُعْصَر أَي يُصابُ منه وأَنْكَرَ نَعْصِر . والعَصَرُ بالتَّحْريك : المَلْجَأُ والمَنْجَاةُ قال أَبو عُبَيْدة . وقال الدَّينَوَرِيّ : وكُلُّ حِصْنٍ يُتَحَصَّن به فهو عَصَرٌ كالعُصْرِ بالضَّمّ والمُعَصَّر كمُعَظَّم والعُصْرَةِ والمُعْتَصَرِ . قال لَبِيدُ :
فَبَاتَ وأَسْرَى القَوْمُ آخِرَ لَيْلِهمْ ... وما كانَ وَقّافاً بِدَارِ مُعَصَّرِ وقال أَبُو زُبَيْد :
صادِياً يَسْتَغِيثُ غَيْرَ مُغَاثٍ ... ولقَدْ كَانَ عُصْرَهَ المَنْجُودِ أَي كان مَلْجَأَ المَكْرُوبِ وهو مَجاز . الأَخيران ذَكَرَهُمَا الصاغانيّ في التكملة . وفي اللسان : قال ابنُ أَحْمَرَ :
يًدْعُونَ جارَهُمُ وذِمَّتَهُ ... عَلَهاً وما يَدْعُونَ منْ عُصْرِأَراد : من عُصُر فخفّف وهو المَلْجَأُ . قلتُ فالعُصْر الذي ذكره المُصَنِّف تَبَعاً للصاغانيّ إِنّما هو مُخَفَّف من عُصُر بضَمَّتين فتأَمَّل . والعَصَرُ : الغُبَارُ الشَّديدُ كالعَصَرَة والعِصَارِ ككِتَابٍ . وأَعْصَرَ الرَّجُلُ : دَخَل في العَصْرِ . وأَعْصَرَ أَيضاً : كأَقْصَرَ . ومن المَجاز : أَعْصَرَت المَرْأَةُ : بَلَغَتْ عَصْرَ شَبابِها وأَدْرَكَتْ وقِيل : أَوّلَ ما أَدْرَكَتْ وحاضَتْ يقال : أَعْصَرَتْ كأَنَّهَا دَخَلَتْ عَصْرَ شَبابِها . قال مَنْصُورُ بن مَرْثَدِ الأَسَدِيّ كما جاء في اللِّسَان ويقال لمَنْظُور بنِ حَبَّةَ كما في التَّكْمِلَة :
جَارِيَةٌ بسَفَوانَ دارُها ... تَمْشِي الهُوَيْنَا ساقطاً إِزارُها قد أَعْصَرَتْ أَوْ قَدْ دَنَا إِعصارُهَا أَو أَعْصَرتْ : دَخَلَتْ في الحَيْضِ أَو قَارَبَت الحَيْضَ لأَنّ الإِعْصَارَ في الجَارِيَة كالمُرَاهَقَة في الغُلام رُوِىَ ذلك عن أَبي الغَوْثِ الأَعرابِيّ أَو أَعْصَرت : رَاهَقَتْ العِشْرِينَ أَو هي الّتي قد وَلَدَتْ وهذه أَزْديَّةٌ أَو هي التي حُبِسَتْ في البَيْت يُجْعَلُ لها عَصَراً سَاعَةَ طَمِثَتْ أَي حاضَتْ كعَصَّرَتْ في الكُلِّ تَعْصيراً هكذا هو مَضْبُوطٌ في سائرِ النُّسَخ وفي نُسْخَة التَّهْذيب لابن القَطَّاع : وأَعْصَرَت الجارِيَةُ : بَلَغَتْ وعَصَرَتْ لُغَةٌ فيه هكذا هو مَضْبُوطٌ بالتَّخْفيف . وهي مُعْصِرٌ وقال ابنُ دُرَيْد : مُعْصِرَةٌ بالهاءِ وأَنشد قَوْلَ منظُورِ بن حَبَّة السابق :
" مُعْصِرَةٌ أَوْقَدْ دَنَا إِعْصَارُها . قال الصاغانيّ : وفي رَجَزِه : قد أَعْصَرَت . ج مَعاصِرُ ومَعَاصِيرُ وقيل : سُمِّيَت المُعْصِر لانْعِصارِ دَمِ حَيْضِها ونُزُولِ ماءِ تَريبَتها للجِمَاعِ ويقال : أَعْصَرَت الجاريَةُ وأَشْهَدتْ وتَوَضَّأَتْ إِذا أَدْرَكَتْ . قال اللَّيْث : ويُقال للجارِيَة إِذا حَرُمَتْ عليها الصَّلاةُ ورَأَتْ في نَفْسَها زِيَادَةَ الشَّبابِ : قد أَعْصَرَتْ فهي مُعْصِرٌ : بَلَغَتْ عُصْرَةَ شَبَابِها وإِدْراكِها ويُقَال : بَلَغَت عَصْرَهَا وعُصُورَهَا وأَنشد :
" وفَنَّقَها المَرَاضِعُ والعُصُورُ . وفي حديثِ ابن عَبّاس : كانَ إِذا قَدِمَ دِحْيَةُ لم يَبْقَ مُعْصِرٌ إِلاّ خَرَجَتْ تَنْظُرُ إِليه من حُسْنة . قال ابن الأَثير : المُعْصِرُ : الجارِيَةُ أَوّلَ ما تَحِيضُ لانْعِصَارِ رَحِمِها . وإِنّمَا خَصّ المُعصِرَ بالذِّكْر للمُبَالَغَةِ في خُرُوج غَيْرِهَا من النِّسَاءِ . وعَصَرَ العِنَبَ ونَحْوَهُ ممّا له دُهْنٌ أَو شَرابٌ أَو عَسَلٌ يَعْصِرُه بالكسر عَصْراً فهو مَعْصُورٌ وعَصِيرٌ واعْتَصَرَهُ : اسْتَخْرَج ما فيه . أَو عَصَرَهُ : وَلِىَ عَصْرَ ذلك بنَفْسِهِ كعَصَّره تَعْصِيراً أَيضاً كما نقله الصاغانيّ . واعْتَصَره إِذا عُصِرَ له خاصّةً . واعْتَصَرَ عَصِيراً : اتَّخَذَهُ . وقد انْعَصَر وتَعَصَّرَ . وعُصَارَتُه أَي الشَّيْءِ بالضّمّ وعُصَارُهُ بغير هاءٍ وعَصيرُه : ما تحلَّبَ منه إِذا عَصَرْتَه قال الشاعر :
كأَنَّ العَذَارَى قَدْ خَلَطْنَ لِلمَّتِى ... عُصَارَةَ حِنّاءٍ مَعاً وصَبيبِ وقال آخَرُ :
حَتَّى إِذَا ما أَنْضَجَتْهُ شَمْسُه ... وأَنَي فَلَيْسَ عُصَارُه كعُصَارِ وكُلّ شَيْءٍ عُصِرَ ماؤُه فهو عَصِيرٌ قال الراجز :
وصارَ باقي الجُزءِ من عَصِيرِهِ ... إِلى سَرَارِ الأَرْضِ أَو قُعُورِهِوقيل : العُصَارُ : جِمْعُ عُصَارَةٍ . والعُصَارَةُ أَيضاً : ما بَقِيَ من الثُّفْل بعد العَصْرِ والمَعْصَرَةُ بالفَتْح : مَوْضِعُه أَي العَصْر . والمِعْصَرُ كمِنْبَر : ما يُعْصَرُ فيه العِنَبُ كالمِعْصَرَة . والمِعْصَارُ : الذي يُجْعَلُ فيه الشيْءُ فيُعْصَرُ حتَّى يَتحَلَّبَ ماؤُه . والعَوَاصِرُ : ثَلاثةُ أَحْجَارٍ يُعْصَر بها العِنَبُ يَجْعَلُون بعضَها فَوْق بعضٍ . ومن المَجاز : المُعْصِرَاتُ : السحَائِبُ فيها المَطَر . وقيل : المُعْصِراتُ : السحَائِبُ تُعْتَصَر بالمَطَر . وفي التَّنْزِيل : وأَنْزَلْنَا منَ المُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجاً . وقال أَبو إِسحاق : المُعْصِراتُ : السَّحَائبُ لأَنَّها تُعْصِرُ الماءَ وقيل : مُعْصِراتٌ كما يقال : أَجْنَى الزرْعُ إِذا صار إِلى أَن يُجْنَى وكذلك صار السَّحابُ إِلى أَنْ يُمْطِر فيُعُصِر . وقال البَعيثُ في المُعْصِرات فجَعَلَها سَحائبَ ذواتِ المَطَر :
وذِي أُشُرٍ كالأُقْحُوان تَشُوفُهُ ... ذِهَابُ الصَّبَا والمُعْصِرَاتُ الدَّوالِحُ والدَّوالحُ : من نَعْت السَّحابِ لا من نَعْتِ الرِّياح وهي التي أَثْقَلَهَا الماءُ فهي تَدْلحُ أَي تَمْشِي مَشْيَ المُثْقَلِ . والذَّهَاب : الأَمْطار . وأُعْصِرُوا : أُمْطِرُوا وبذلك قرأَ بعضُهُمْ فِيه يُغَاثُ النَّاسُ وفِيهِ يُعْصَرُون . أَي يُمْطَرُون . وقال ابن القَطّاع : وعُصِرُوا أَيضاً : أُمْطِرُوا ومنه قراءَة يُعْصَرُون أَي يُمْطَرُون . انتهى . ومَنْ قَرَأَ يَعْصِرون قال أَبو الغَوْث : أَراد يَسْتَغِلُّون وهو من عَصْرِ العِنَبِ والزَّيْتِ . وقُرِئ وفيه تَعْصِرُون من العَصْرِ أَيضاً . وقال أَبو عُبَيْدَة . هو من العَصَرِ وهو المَنْجَاةُ . وقيل : المُعْصِرُ : السَّحَابَةُ التي قد آنَ لَهَا أَنْ تَصُبّ . قال ثَعْلَب : وجارِيَةٌ مُعْصِرٌ منه وليس بقَوِىّ . وقال الفَرّاءُ : السَّحَابَةُ المُعْصِرُ : التي تَتَحَلَّب بالمَطَر ولَمّا تَجْتَمعْ مثْل الجارِيَة المُعْصِر قد كادَتْ تَحِيضُ ولَمّا تَحِضْ . وقال أَبو حنيفة : وقال قَوْمٌ : إِنّ المُعْصِرَاتِ الرِّياحُ ذَواتُ الأَعَاصير وهو الرَّهَجُ والغُبَارُ واسْتشْهَدُوا بقول الشاعر :
وكأَنَّ سُهْكَ المُعْصِرَاتِ كَسَوْنَها ... تُرْبَ الفَدَافِدِ والنِّقَاعَ بمُنْخُلِ ورُوِىَ عن ابن عَبّاس أَنّه قال : المُعْصِرَات : الرِّياحُ . وزَعَمُوا أَنّ معنى مِنْ في قوله من المُعْصِرَات مَعْنَى الباءِ كأَنَّه قال : وأَنْزَلْنا بالمُعْصِرات ماءً ثَجّاجاً . وقيل : بل المُعْصِراتُ : الغُيُوم أَنْفُسُها . قال الأَزْهريّ : وقَوْلُ من فَسَّر المُعْصِرات بالسَّحابِ أَشْبَهُ بما أَرَادَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ ؛ لأَنَّ الأَعاصِيرَ من الرِّياح لَيْسَتْ من رِيَاحِ المَطَرِ وقد ذكر الله تعالَى أَنَّه يُنْزِل منها ماءً ثَجّاجاً . والإِعْصَارُ : الرِّيح تُثيرُ السَّحَابَ أَو هي الَّتي فيها نارٌ مذكَّر . وفي التَّنْزِيل : فأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فيه نَارٌ فاحْتَرَقَتْ وقيل : الإِعْصَارُ : رِيحٌ تُثِير سَحاباً ذاتُ رَعْد وبَرْقٍ أَو الإِعْصارُ : الرِّياحُ : التي تَهُبُّ من الأَرْضِ وتُثِيرُ الغُبَارَ : وتَرْتَفعُ كالعَمُودِ إِلَى نَحْوِ السَّماءِ وهي التي تُسَمِّيهَا الناسُ الزَّوْبَعَة وهي رِيحٌ شَدِيدَةٌ لا يُقَال لها : إِعْصَارٌ حَتَّى تَهُبَّ كذلك بشِدَّة قاله الزَّجّاجُ أَو الإِعْصَارُ : الرِّيحُ الَّتِي فيها العِصَارُ ككِتَاب وهو الغُبَارُ الشَّدِيدُ قال الشَّمّاخ :
إِذَا ما جَدَّ واسْتَذْكَى عَلَيْهَا ... أَثَرْنَ عَلَيْه من رَهَجٍ عِصَارا وقال أَبُو زَيْدٍ : الإِعْصَارُ : الرِّيحُ التي تَسْطَعُ في السَّماءِ . وجَمْعُ الإِعْصَارِ أَعَاصِيرُ وأَنشد الأَصْمَعيّ :
" وبَيْنَما المَرْءُ في الأَحْيَاءِ مُغْتَبِطٌإِذا هُوَ الرَّمْسُ تَعْفُوهُ الأَعَاصيرُكالعَصَرَةِ مُحَرَّكةً ومنه حَدِيثُ أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه : أَنّ امْرَأَةً مَرَّت بهِ مُتَطِّيَبةً بِذَيْلها عَصَرَةٌ . وفي رِوَايَة : إِعْصَارٌ . فقال : أَيْنَ تُرِيدينَ يا أَمَةَ الجَبَّار ؟ فقالَتْ : أُرِيدُ المَسْجِدَ أَرادَ الغُبَارَ أَنّه ثارَ من سَحْبِها . وبعضُهم يَرْويه : عُصْرَة بالضَّمّ . وفي الأَساس : ولِذَيلها عَصَرةٌ : غَبَرَةٌ من كثْرة الطِّيب . ومن المَجَاز : الاعْتِصار : انْتِجَاعُ العَطِيّة هكذا في سائر النُّسَخ والصَّوابُ : ارْتِجاعُ العَطيّة . ففي اللّسَان : الاعْتِصَارُ على وَجْهَيْن : يُقَال : اعْتَصَرْتُ من فُلانٍ شَيْئاً إِذا أَصَبْتَه منه والآخَرُ أَنْ تَقُولَ : أَعْطَيْت فُلاناً عَطِيَّةً فاعْتَصَرْتُها أَي رَجَعْتُ فيها وأَنشد :
نَدِمْتُ على شَيْءٍ مَضَى فاعْتَصَرْتُهُ ... ولَلنِّحْلَةُ الأُولَى أَعَفُّ وأَكْرَمُ واعْتَصَرَ العَطِيَّةَ : ارْتَجَعَهَا . ومنهُ حَدِيثُ الشَّعْبيّ يَعْتَصِر الوالِدُ على وَلَده في مالِه . قال ابنُ الأَثِير : وإِنّمَا عَدّاه بعَلَى لأَنَّه في مَعْنَى يَرْجِع عَلَيْه ويَعُودُ عَلَيْه . والاعْتِصَارُ أَيضاً : أَنْ يَغَصَّ إِنسانٌ بالطَّعام فيَعْتَصِرَ بالمَاءِ أَي يَشْرَبَه قليلاً قليلاً ليُسِيغَهُ قال عَديُّ بنُ زَيْد :
لَوْ بِغَيْرِ المَاءِ حَلْقِي شَرِقٌ ... كُنْتُ كالغَصّانِ بالمَاءِ اعْتصَارِي والاعْتصَارُ : أَنْ تُخْرِجَ من الإِنسان مالاً بغُرْمٍ أَو بِغَيْرِه من الوُجُوهِ قال :
" فمَنَّ واسْتَبْقَى ولَمْ يَعْتَصِرْ . والاعْتصَار : البُخْلُ يقال : اعْتَصَرَ عَلَيْه : بَخِلَ عليه بما عنْدَهُ والاعْتصَارُ : المَنْعُ ومنه حَدِيثُ عُمَرَ رَضيَ الله عنه : أَنّه قَضَى أَنَّ الوالِدَ يَعْتَصِرُ وَلَدَهُ فيمَا أَعْطَاهُ ولَيْس للوَلَد أَن يَعْتَصِرَ من والده لفَضْلِ الوالِد عَلَى الوَلَد : أَي لَهُ أَنْ يَحْبِسَه عن الإِعْطَاءِ ويَمْنَعَه إِيّاهُ وكُلّ شَيْءٍ مَنَعْتَه وحَبَسْتَه فقد اعْتَصَرْتَه ومن المَجَاز : الاعْتصارُ : الالْتِجاءُ كالتَّعَصُّر والعَصْرِ وقد اعْتَصَرَ به وعَصَرَ وتَعَصَّر إِذا لَجَأَ إِلَيْه ولاذَ به وكذلك عاصَرَهُ كما في الأَسَاس . ومن المَجَازِ : الاعْتِصَارُ : الأَخْذُ وقد اعْتَصَرَ من الشَّيْءٍ : أَخَذَ . قال ابْنُ أَحْمَرَ :
وإِنَّمَا العَيْشُ برُبّانهِ ... وأَنْتَ من أَفْنَانِه مُعْتَصِرْ أَي آخِذٌ . وقال العْتريفيّ : الاعْتِصَارُ : أَخْذُ الرَّجُلِ مالَ وَلَدِه لِنَفْسِه أَو إِبقاؤُه على وَلَدِه . قال : ولا يُقَالُ : اعْتَصَرَ فلانٌ مالَ فُلانٍ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ قَريباً لَهُ . قال : ويُقَالُ لِلْغُلامِ أَيضاً : اعْتَصَرَ مالَ أَبِيه إِذَا أَخَذَه . ومن المَجَاز : قَوْلُهُم : رَجُلٌ كَرِيمُ المَعْصَر كمَقْعَد والمُعْتَصَرِ والعُصَارَةِ بالضّمّ أَي جَوادٌ عنْد المَسْأَلَةِ كَريمٌ . ويُقَال : مَنيعُ المُعْتَصَرِ أَي مَنيعُ المَلْجَإِ . ومن المَجَاز : يُقَال : فُلانٌ كَرِيمُ العَصْرِ هكذا في النُّسخ والصَّوابُ : كريم العَصِيرِ كأَمِير كما هو في اللّسَان والتّكملة أَي كَرِيمُ النَّسَبِ قال الفَرَزْدَقُ :
تَجَرَّدَ منها كُلُّ صَهْبَاءَ حُرَّةٍ ... لِعَوْهَجَ أَو للدّاِعريِّ عَصِيرُهَا ومن المَجاز : عَصَّرَ الزَّرْعُ تَعْصِيراً : نَبَتَتْ أَكْمَامُ سُنْبُلِه كأَنّه مَأْخُوذٌ من العَصَر الذي هو المَلْجَأُ والحِرْز عن أَبي حَنيفَةَ أَي تَحرَّزَ في غُلُفِه . وأَوْعيَةُ السُّنْبل : أَخْبِيَتُه ولَفائِفُه وأَغْشِيتُه وأَكِمَّتُه وقَنَابِعُه وكلُّ حِصْن يُتَحَصَّن به فهو عَصَرٌ . وفي التكملة : عَصَرَ : الزَّرْعُ : صار في أَكْمامِه هكذا ضبطه بالتَّخْفيف . والمُعْتَصَرُ : الهَرَمُ والعُمُرُ عن ابن الأَعرابيّ وأَنشد :
أَدْرَكْتُ مُعْتَصَرِي وأَدْرَكَنِي ... حِلْمي ويَسَّرَ قائدي نَعْلِىهكذا فَسَّره بالعُمُرِ والهَرَمِ . وقيل : معناهُ ما كانَ في الشَّبَابِ من اللَّهْو أَدْرَكْتُه ولَهَوْتُ به يَذْهَبُ إِلى الاعْتِصَارِ الذي هو الإِصابَةُ للشَيْءِ والأَخْذُ مِنْه . والأَوَّلُ أَحْسَنُ . ويَعْصُرُ كيَنْصُرُ أَو أَعْصُرُ : أَبو قبِيلَة من قَيْس واسْمُه مُنَبِّهُ بنُ سَعْد ابن قَيْس عَيْلاَنَ لا يَنْصَرفُ لأَنّه مثلُ يَقْتُلُ وأَقْتُلُ ويُقَال ليَعْصُرَ : الصّادِحانِ قاله ابنُ الكَلْبِيّ منها باهِلَةُ وهُمْ بنو سَعْد مَناةَ بن مالِكِ بنِ أَعْصُرَ وأُمُّه باهَلُة بنْتُ صَعْب بن سَعْدِ العَشِيرَة من مَذْحِج وبها يُعْرَفُونَ : قال سيبويْه : وقالُوا : باهِلَةُ بنُ أَعْصُر وإِنّما سُمِّيَ بجَمْع عَصْر وأَمّا يَعْصُرُ فعضلَى بَدَلِ الياءِ من الهَمزة ويَشهَدُ بذلِك ما وَرَدَ به الخبَرُ من أَنّه إنما سُمِّيَ بذلك لقَوْله :
أَبُنَىَّ إِنَّ أَباك غَيَّرَ لَوْنَهُ ... كَرُّ اللَّيَالِي واخْتلافُ الأَعْصُرِ والعَوْصَرَةُ وفي التّكملَة : وعَوْصَرَةُ : اسْمٌ والواوُ زائدَةٌ . وعَوْصَرٌ وعَيْصَرٌ كجَوْهَر وحَيْدَر وعَنْصَرٌ بالنُّون بَدَل التَّحْتيَّة : مَواضِعُ والّذي في اللّسَان : عَصَوْصَرٌ وعَصَيْصَرٌ وعَصَنْصَرٌ كُلُّه مَوْضِع فَلْيُتَأَمَّل والعِصَارُ ككِتَاب : الفُسَاءُ وهو مَجاز وأَصْلُه ما عَصَرَتْ به الرِّيحُ مِنَ التُّرَاب في الهَوَاءِ . قال الفَرَزْدق :
إِذا تَعَشَّى عَتِيقَ التَّمْرِ قَامَ لَهُ ... تَحْتَ الخَميلِ عِصَارٌ ذو أَضَامِيمِوعصَارٌ : مِخْلافٌ باليَمَن وقال الصاغانيّ : من مَخَاليف الطائف . ويُقَالُ : جَاءَ على عِصَارٍ من الدَّهْرِ أَي حين هكذا في اللّسَان والتَّكْمِلَة . وفي حَديث خَيْبَر : سَلَكَ رسُولُ الله صلَّى الله عَلَيْه وسلَّم في مَسيره إِلَيْهَا عَلَى عِصْر هُوَ بالكَسْر هكذا ضَبَطَه الصاغانيّ في التَكْملَة وضَبَطَه ابنُ الأَثيرِ بالتَّحْرِيك ومثلُه في مُعْجَم أَبي عُبَيْدٍ : جَبَلٌ بين المَدينَة الشريفَة ووَادِي الفُرْعِ وعنْدَه مَسْجدٌ صَلَّى فيه رَسُولُ الله صَلَّى الله عليه وسلَّم . والعَصْرَةُ بالفَتْح : شَجَرَةٌ كَبِيرَةٌ أَوْرَدَه الصاغانيّ . والعُصْرَةُ بالضَّمّ : المَنْجاة . ولو ذَكَره عند نَظَائِره لَكَانَ أَحْسَنَ وقد نَبَّهْنا عَلَيْه هُناك وأَوْرَدَنا له شاهِداً . وقال أبو زَيْد : يُقَال : جاءَ فُلانٌ لكن لم يَجِئ لعُصْرٍ بالضَّمّ ولَيْسَ في نَصِّ أَبي زَيْد لَفْظَة لكِنْ - : لم يَجِئْ حينَ المَجئِ ويُقَال أَيْضَاً : نَامَ فلانٌ وما نامَ لعُصْرٍ بالضَّمّ هكذا في النُّسَخ والَّذِي في نَصّ أَبي زَيْد : ما نام عُصْراً وهكذا نقله صاحبُ اللّسَان والصاغانيّ وغَيْرُهما : أَي لم يَكَد يَنامُ . ومُقْتَضَى عِبَارَة الأَساس أَنْ يكونَ بالفَتْح في الكُلّ فإِنّه قال : ما فَعَلْتُه عَصْراً ولِعَصْر أَي في وَقْته ونام فُلانٌ ولم يَنَم عَصْراً أَو لِعَصْر أَي في وقت ويوم وقد تقدّم للمُصَنّف في أَوّل المَادَّة أَنَّ العَصْرَ بالفَتْح يُطلَقُ على الوَقْتِ واليَوْم ويُؤَيّده أَيضاً قولُ قَتَادَةَ : هي ساعةٌ من ساعاتِ النَّهَار فَتَأَمَّلْ . وفي الحَديث أَنّه صلَّى الله تعالَى عليه وسَلَّم أَمَرَ بِلالاً أَنْ يُؤَذِّنَ قَبْلَ الفَجْر ليَعْتَصِرَ مُعْتصِرُهم أَرادَ الَّذي يُريدُ أَنْ يَضْربَ الغائِطَ وهو قاضي الحاجَة لَيَتَأَهَّبَ للصَّلاةِ قبلَ دُخول وَقْتِها فكَنَى عَنْهُ بالمُعْتَصِرِ إِمّا مِنَ العَصْرِ أَو العَصَر : وهو المَلْجَأُ والمُسْتَخْفَى . وبَنُو عَصَرٍ محرّكةً : قَبِيلَةٌ من عَبْدِ القَيْس بن أَفْصَى منهم مَرْجُومٌ العَصَرِيّ بالجِيم واسمُه عامِرُ بن مُرِّ بن عَبْدِ قَيْسِ بن شِهَاب وكان من أَشْرَاف عَبْد القَيْسِ في الجاهِلِيّة قاله الحافِظ . وقال ابنُ الكَلْبِيّ : وكان المُتَلَمِّسُ قد مَدَح مَرْجُوماً . قلتُ : وابنُه عَمْرُو بنُ مَرْجُوم أَحَدُ الأَشراف ساقَ يومَ الجَمَل في أَرْبَعَةِ آلاف فصارَ معَ عَليّ رَضِيَ الله عنه . وفي مُعْجَم الصَّحَابَة لابْنِ فَهْد : عَمْرُو بنُ المَرْجُوم العَبْديّ قَدِمَ في وَفْد عَبْد القَيْس قاله ابنُ سَعْد واسمُ أَبيه عَبْدُ قَيْس بنُ عمْروٍ فانْظُرْ هذا مع كلام الحافظِ . وفي أَنْسَاب ابن الكَلْبيّ أَنّ عَمْرَو بنَ مَرْجُوم هذا من بَني جَذِيمَةَ بنِ عَوْفِ بنِ بَكْر بن عَوْف بن أَنْمارِ ابنِ عَمْرِو بن وَديعَة بن لُكَيْزِ بن أَفْصَى بنِ عَبْد القَيْس . والعُنْصُرُ بضم العَيْن والصاد وتُفْتَحُ الصادُ الأَوّل أَشْهَر والثاني أَفْصَح هكذا صَرَّح به شُرّاح الشِّفَاءِ : الأَصْلُ والحَسَبُ يقال : فُلانٌ كَرِيمُ العُنْصُر كما يُقال : كَرِيمُ العَصِير . وهذا يَدُلّ على أنَ النُّونَ زائدةٌ وإِليه ذَهَب الجوهريّ . ومنهم مَن جَزَم بأَصَالَتهَا . قال شيخُنَا : وقد ضَعّفُوه . وعَصَنْصَرٌ كسَفَرْجَل : جَبَلٌ وقال ابن دريد : اسمُ مَوْضِع . وذكره الأَزْهَرِيّ في الخُمَاسيّ كما في اللّسان واستَدْركه شيخُنَا وهو موجودٌ في الكِتَاب . نَعَمْ قولُه : واسْمُ طائِر صغير لم يَذْكُره فهو مُسْتَدْرَك عليه . وممّا يستدرك عليه : يقال : جاءَ فلانٌ عَصْراً أَي بَطِيئاً . وعَصَرَت الرِّيحُ وأَعْصَرَتْ : جاءَت بالإِعصَار قاله الصاغانيّ . ويقولون : لا أَفْعَلُ ذلك ما دام للزَّيْتِ عاصرٌ . يَذْهَبُونَ به إِلى الأَبَدِ . واشْتَفَّ عُصَارَةَ أَرْضِي : أَخَذَ غَلَّتها وهو مَجازٌ قاله الزمخشريّ . ومنه قراءَة مَنْ قَرَأَ وفيه يَعْصِرُونَ قال أَبو الغوْث أَي يَسْتَغِلُّونَ وهو من عَصْر العِنَب والزّيْتِ . وقُرِئّ وفيه تعْصِرُون من العَصَر مُحَرَّكة وهو المَلْجَأُ أَي تَلْتَجِئُوون ؛ قاله اللّيث وقد أَنْكَرَه الأَزْهَرِيّ وقيل : يَعْصِرُون :يَنْجون من البلاءِ ويعتصمون بالخِصْبِ . ويُقَال : إِنّ الخَيْر بهذا البَلَدِ عَصْرٌ مَصْرٌ أَي يُقَلَّل ويُقَطَع . ومن أَمثالِ العَرَب : إِن كُنْتَ رِيحَاً فقد لاَ قَيْت إِعْصَاراً . يُضْرَب للرَّجُلِ يَلْقَى قِرْنَه في النَّجْدَة والبَسَالَةِ . وفي حديث القاسم : أَنّه سُئلَ عن العُصْرَة للمَرْأَة فقال : لا أَعْلَم رُخِّصَ فيها إِلاّ للشَّيْخِ المَعْقُوف المُنْحَنِي . العُصْرَةُ هنا : مَنْعُ البِنْتِ من التَّزْويج وهو من الاعْتِصَار : المَنْع أَرادَ لَيْسَ لأَحَدٍ مَنْعُ امرأَة من التَزْوِيج إِلاَّ شَيْخٌ كبير أَعْقَفُ له بنْتٌ وهو مُضْطَرٌّ إِلى استِخْدَامها . واعْتَصَر مالَه : اسْتَخْرَجَه من يدِه . وفلانٌ أَخَذ عُصْرَهَ العَطَاءِ أَي ثَوَابَه . ويُقَال : أَخَذَ عُصْرَتَه أَي الشَّيْءَ نَفْسَه . والعَاصِرُ والعَصُورُ : الذي يَعْتَصِر ويَعْصِرُ من مال وَلَدِه شَيئاً بغير إِذْنِه . ويُقَال : فلانٌ عَاصرٌ إِذا كانَ مُمْسِكاً أَو قَليلَ الخَير . وتَعَصَّر الرَّجُلُ إِذا تَعَسَّر . والعَصّارُ : المَلِكُ المَلْجأُ . والعُصْرَةُ بالضَّمِّ : المَوَالي الدَّنْيَةُ دُونَ مَنْ سوَاهُم . قال الأَزهريّ : ويقال : قُصْرَةٌ بهذا المَعْنَى . ويقال : ما بينهما عَصَرٌ ولا بَصَرٌ بالتَّحْرِيك ولا أَعْصَرُ ولا أَبْصَرُ أَي ما بَيْنَهما مَوَدَّةٌ ولا قَرَابَةٌ . ويقال : مَقْصُورُ الطَّيْلَسانِ ومَعْصُورُ اللِسَانِ أَي يابسٌ عَطَشاً . والمَعْصُورُ : اللِّسان اليابس عَطَشاً وهو مَجاز . قال الطِّرِمّاح : ون من البلاءِ ويعتصمون بالخِصْبِ . ويُقَال : إِنّ الخَيْر بهذا البَلَدِ عَصْرٌ مَصْرٌ أَي يُقَلَّل ويُقَطَع . ومن أَمثالِ العَرَب : إِن كُنْتَ رِيحَاً فقد لاَ قَيْت إِعْصَاراً . يُضْرَب للرَّجُلِ يَلْقَى قِرْنَه في النَّجْدَة والبَسَالَةِ . وفي حديث القاسم : أَنّه سُئلَ عن العُصْرَة للمَرْأَة فقال : لا أَعْلَم رُخِّصَ فيها إِلاّ للشَّيْخِ المَعْقُوف المُنْحَنِي . العُصْرَةُ هنا : مَنْعُ البِنْتِ من التَّزْويج وهو من الاعْتِصَار : المَنْع أَرادَ لَيْسَ لأَحَدٍ مَنْعُ امرأَة من التَزْوِيج إِلاَّ شَيْخٌ كبير أَعْقَفُ له بنْتٌ وهو مُضْطَرٌّ إِلى استِخْدَامها . واعْتَصَر مالَه : اسْتَخْرَجَه من يدِه . وفلانٌ أَخَذ عُصْرَهَ العَطَاءِ أَي ثَوَابَه . ويُقَال : أَخَذَ عُصْرَتَه أَي الشَّيْءَ نَفْسَه . والعَاصِرُ والعَصُورُ : الذي يَعْتَصِر ويَعْصِرُ من مال وَلَدِه شَيئاً بغير إِذْنِه . ويُقَال : فلانٌ عَاصرٌ إِذا كانَ مُمْسِكاً أَو قَليلَ الخَير . وتَعَصَّر الرَّجُلُ إِذا تَعَسَّر . والعَصّارُ : المَلِكُ المَلْجأُ . والعُصْرَةُ بالضَّمِّ : المَوَالي الدَّنْيَةُ دُونَ مَنْ سوَاهُم . قال الأَزهريّ : ويقال : قُصْرَةٌ بهذا المَعْنَى . ويقال : ما بينهما عَصَرٌ ولا بَصَرٌ بالتَّحْرِيك ولا أَعْصَرُ ولا أَبْصَرُ أَي ما بَيْنَهما مَوَدَّةٌ ولا قَرَابَةٌ . ويقال : مَقْصُورُ الطَّيْلَسانِ ومَعْصُورُ اللِسَانِ أَي يابسٌ عَطَشاً . والمَعْصُورُ : اللِّسان اليابس عَطَشاً وهو مَجاز . قال الطِّرِمّاح :
يَبُلّ بمَعْصُورٍ جَناحَيْ ضَئيلَةٍ ... أَفاوِيقَ منها هَلَّةٌ ونُقُوعُ وعامَ المَعَاصير : عامُ الجَدْب قاله ثَعْلَب وأَنشد :
" أَيّامَ أَعْرَقَ بي عامُ المَعاصِيرِفَسَّره فقال : بَلَغ الوَسَخُ إِلى مَعَاصِمي وهذا من الجَدْب . قال ابنِ سِيدَه : ولا أَدْرِي ما هذا التفسير ؟ والعَصَرَة محركةً : فَوْحةُ الطِّيبِ وهو مَجاز . والعِصَار بالكسر : مصدر عاصَرْتُ فلاناً مُعَاصَرَةً وعِصَاراً أَي كنتُ أَنا وهُوَ في عَصْرٍ واحد أَو أَدرَكتُ عَصْرَهُ . قاله الصاغانيّ . قلت : ومنه قولهم : المُعاصَرَة مُعاصَرَة والمُعَاصِرُ لا يُنَاصِر . ووَلَدُ فلانٍ عُصَارَةُ كَرَمٍ ومن عُصَارَاتِ الكَرَم وهو مَجاز . واعْتَصَرْتُ به وعاصَرْتُه : لُذْتُ به واسْتَغَثْتُ كما في الأساس وهو مَجاز . ويقولون : بَلَّ المَطَرُ ثِيابَه حتىَّ صارَتْ عُصْرَةً بالضّمّ أَي كادَتْ أَنْ تُعْصَر . والعَصْرُ : المَعْصُور . وعُصارَةُ الشيءِ : نُقايَتُه . واعْتَصَرَ الغَصّانُ بالماءِ . وتقول : وَعْدُه إِعْصارٌ وليس بعده إِحضارٌ بل إِعصار . وتَعَصَّر : بَكَى وهو مَجاز . وقال الصاغانيّ : قال أَبو عَمْرو : العُنْصُر : الداهيَةُ . وقال بعضُهم : العُنْصُر : الهِمَّة والحاجَة . قال البَعيث :
أَلاَ راحَ بالرَّهْن الخَليطُ فَهَجَّرَا ... ولم تقضِ من بين العَشّياتِ عُنْصُرَا والمَعْصَرَةُ : أَرْبَعُ قُرىً بمِصْرَ بالبُحَيْرَة والجِيزَة والفَيّوم والبِهْنَسا . وعصْر بن الرَّبيع : بَطْنٌ من بَلِىّ بتثليث العَيْن وسُكُون الصادِ نقله الحافظُ عن السَّمْعَانيّ . واستدرك شَيْخُنا : العَصْرانِ وذَكَر معناهُ : الغَدَاةُ والعَشىُّ وقيل : اللَّيْلُ والنَّهَارُ نقلاً عن الفَرْق لابْنِ السِّيدِ وقال : أَغْفَلَهُ المُصَنّفُ تَقْصِيراً مع أَنّه مَوْجُودٌ في الصحاح . قُلْتُ : لم يُغْفِلْه المُصَنّف فإِنَّه ذَكَرَ اليَوْمَ واللَّيْلَة وأَنّه يُطْلَقُ على كلٍّ منهما العضصْرُ وكذلك العَشيُّ والغَداةُ وزاد أَنّه في مَعْنَى العَشىِّ قد يُحَرَّك أَيضاً ولَمْ يَأْت بصيغَة المُثَنَّى كما أَتى بها غَيْرُه إِشارةً إِلى أَنّه ليس فيه مَعْنَى التَغْليب كما في الشَّمْسَيْن والعُمَريْن . وقد غَفَل شيخُنَا عن هذه النُّكْتَة وتَفطَّنَ لها صاحبُ القامُوس وهو عَجِيبٌ منه سامَحَهُ الله تَعالَى وعَفا عنه . والعَصّارُ ككَتّان : لَقبُ جماعَة منهم القاسمُ بن عِيسَى الدِّمَشْقِيّ وهارُونُ بنُ كامِل البَصْرِيّ وهاشِمُ بن يُونُس وأَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ عبد الرّحيمِ اللُّغَويُّ ومحمّد بنُ عَبْدِ الوَهّابِ بن حُمَيْد المَادَرائيُّ ومُحْمّدُ بنُ عبد الله بن الحَسَن وعبدُ اللهِ بنُ محمّد بن عَمْرو الجُرْجَانِيّ وعليُّ بنُ محمّد بن عيسَى بنِ سَيْفٍ الجُرْجانيّ وأَحْمَدُ بنُ مُحَمّد بنِ العبّاسِ الجُرْجَاني وإِبراهيمُ بنُ مُوسَى الجُرْجانِيّ وابنُه إِسحَاقُ وحَفِيدُهُ محمّدُ بنُ عبد الله بن إِسْحَاقَ وفَهْدُ بنُ الحارِثِ بنِ مِرْداس العَرْعَريّ ويَحْيَى بنُ هِشَام وغيرهم . ونُعْمَانُ بن عصْر بالكَسْر وقِيلَ بالفَتْح البَلَويُّ بَدْريٌّ وقد اخْتُلِف في اسمِ والِدِه كثيراً . وابنُ أَبي عَصْرُونَ المَوْصِلِيُّ مشهورٌ