عَطَسَ يَعْطِسُ بالكَسْرِ وهي اللُّغَةُ الجَيِّدةُ ولذا وَقَعَ عليها الاقْتِصاَرُ في بعَضِ النُّسَخ ويَعْطُسُ بالضّمِّ عطْساً وعُطَاساً كغُرابٍ : أَتَتْه العَطْسَةُ قالَ في الاقْتِراح : وهو خاصٌّ بالإنْسَانِ فلا يُقَال لغيرِه ولو للهِرَّة نقله شيخُنَا وقيل : السامُ العُطَاسُ وفي الحدِيث : كان يُحِبُّ العُطَاسَ ويَكْرَهُ التَّثاؤُبَ قال ابنُ الأَثِيرِ : لأَنَّ العُطَاسَ إِنما يكونُ مع خِفَّةِ البَدَنِ وانٍْفِتاح المَسَامِ وتَيْسِيرِ الحَرَكَاتِ والتَّثَاؤُب بخِلافِه وسَبَبْ هذه الأَوصافِ تَخْفِيفُ الغِذَاءِ والإِقْلالُ من الطَّعَامِ والشَّرَابِ . وعَطَّسَه غيرُه تعْطِيساً . ومن المَجَاز : عَطَسَ الصُّبْحُ عَطْساً إِذا انْفَلَق وفي الأَسَاس : تَنَفَّس . وعَطَسَ فُلانٌ : ماتَ . والعَطُوسُ : ما يُعْطَسُ منه مَثَّل به سيبَوَيْهِ وفَسَّره السِّيرَافِيُّ . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : العَاطُوسُ : دَابَّةٌ يُتَشاءَمُ بِها وأَنشد غيرُه لِطَرَفَةَ بنِ العَبدِ :
لَعَمْرِي لَقد مَرَّتْ عَوَاطِيسُ جَمَّةٌ ... ومَرَّ قُبَيْلَ الصُّبْح ظَبْيٌ مُصَمَّعُ وأَنْشَدَ ابنُ خالَوَيْهِ لرُؤْبَةَ :
" ولا أُحِبُّ اللُّجَمَ العَاطُوسا قال : وهي سَمَكَةٌ في البَحْر والعَرَبُ تَتَشاءَمُ منها . والمَعْطسُ كمَجْلِسٍ ومَقْعَدٍ . الأخِيرةُ عن اللُّيْثِ : الأَنْفُ لأَنَّ العُطَاسَ منه يَخْرُجُ قال الأَزْهَرِيُّ : المَعْطِسُ بكسر الطاءِ لا غَيْرُ وهذا يَدُلُّ على أَنَّ اللُّغَةَ الجَّيِدَةَ يَعْطِسُ بالكَسْرِ ورَدّ المُفَضَّلُ بن سَلَمَةَ قولَ اللَّيْثِ : إِنَّهُ بفتحِ الطّاءِ كذا في العُبَابِ والجَمْع : المَعَاطِسُ . ومن المَجَاز : العاطِسُ : الصُّبْحُ كالعُطَاسِ كغُرَابٍ الأَخِيرَةُ عن اللَّيْثِ كذا نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ والصّاغَانِيّ وذَكَرَه الزَّمَخْشَرِيُّ كذلك فقالَ : وَعَطَسَ الصُّبْحُ : تَنَفَّسَ ومنه قيل للصُّبْح : العُطَاسُ تقولُ : جاءَ فُلانٌ قبلَ طُلُوع العُطَاسِ وقيل : قَبْلَ هُبُوبِ العُطَّاسِ وتَوَقَّفَ الأَوَّلُ حين فسَّر قولَ الشاعر :
" وقد أَغْتَدِي قَبْلَ العُطَاسِ بسابِحٍ
ونقل عن الأَصْمعِيِّ أنَّ المُرَادَ : قَبْلَ أَن أَسْمَعَ عُطَاسَ عاطِسٍ فأَتَطَيَّرَ منه قال : وما قَالَهُ اللَّيْثُ لم أَسْمعْه لثِقَةٍ يُرْجَع إِلى قَوْلهِ . والعاطِسُ : ما اسْتَقْبَلَكَ من أَمامِك من الظِّباءِ وهو الناطِحُ لكَونِه يُتَطَيَّرُ منه . والمُعَطَّسُ كمُعَظَّمٍ : المُرْغَمُ الأَنْفِ عن ابنِ عَبّادٍ يقال : رَدَدْتُه مُعَطَّسَاً أَي مُرْغَماً . واللُّجَمُ العَطُوسُ كصُرَدٍ : المَوْتُ وكذلِك اللُجمُ العاطِسُ بفتح الجيم وضَمِّها وأَصْلُ اللُّجَم : جمع لُجْمَةٍ ولِجَامٌ وهي الطِّيَرَةُ لأَنَّها تُلْجِمُ عن الحَاجَةِ أَي تَمْنَع وذلِك أَنَّهُم يَتَطَيَّرُون من العُطَاسِ فإِذا سافَرَ رجلٌ فسَمِعَ عَطْسةً تَطيَّر ومَنَعَتْه عن المُضِيِّ ثمّ استُعْمِل وَاحِداً قاله الزَّمَخْشَرِيُّ . وقال أَبو زَيْدٍ : تقول العَرَبُ : عَطَسَتْ به اللُّجَمُ أَي ماتَ وقال الزَّمَخْشِرَي : أَي أَصابَتْه بالشُّؤْمِ وقال رُؤْبَةُ :
قالَتْ لِماضٍ لم يَزَلْ حَدُوساً ... يَنْضُو السُّرَى والسَّفَر الدَّعوسا
" أَلاَ تَخَافُ اللُّجَمَ العَطُوسَا ويقال : هو عَطْسةُ فُلانٍ أَي يُشْبِهُه خَلْقَاً وخُلُقاً ويقُولون : كأَنَّه عَطْسَةٌ من أَنْفِه ويقُولون : خُلِقَ السِّنَّوْرُ مِن عَطْسةِ الأَسدِ . ومِمَّا يسْتَدْرك عليه : العَطَّاس ككَتانٍ : اسمُ فَرَسٍ لبعْضِ بنِي عبد المَدَانِ قال : يَخُبُّ بِيَ العَطَّاسُ رافِعَ رأْسِهِ وقال الصّاغَانِيُّ : هو يَزِيد بنُ عبدِ المَدَانِ الحارِثِيُّ وفي العبابِ : فيه يقُولُ :
يَبُوعُ به العطّاس رافِعَ أَنْفِهِ ... لَه ذَمَرَاتٌ بالخَمِيسِ العَرَمْرَمِ وبَنُو العَطَّاس : بُطَيْنٌ من اليَمَنِ من العَلَوِيِّين . ورَجلٌ عَطُوسٌ كصَبورٍ إِذا كان يَسْتَقْدِمُ في الحُروبِ والغَمَرَاتِ كالدَّعوسِ . والعَطَّاسَةُ قَرْيَةٌ من الكُفُورِ الشَّاسِعة