العَمَاسُ كسَحَابٍ : الحَرْبُ الشَّدِيدَةَ عن اللَّيْثِ كالعَمٍيس كأَمِير . والعَمَاسُ : أَمْرٌ لا يُقَامُ له وكُلُّ ما لا يُهْتَدَي لِوَجْهِه عَمَاسٌ كالعَمْسِ بالفَتْح والعَمُوسِ كصَبُورٍ . والعَمِيسِ كأَمِيرٍ . يقال : أَمْرٌ عَمَاسٌ وعَمُوسٌ أَي شَدِيدٌ وقيل : مُظْلِمٌ لا يُدْرَي تمن أَيْنَ يُؤْتَى له وكذلك مُعَمَّسٌ كمُعَظَّمٍ . وقال أَبو عَمْرٍو : العَمِيسُ : الأَمْرُ المُغَطَّى . والعَمَاسُ من اللَّيَالِي : المُظْلِمُ الشَّدِيدُ الظُّلْمَةِ وقد عَمِسَ وعَمُسَ كفَرِح وكَرُمَ نقله ابنُ القَطَّع الجَوْهَرِيّ عُمُسٌ بضمَّتين وعُمْسٌ بالضَّمّ . والعَمَاسُ : الأَسَدُ الشَّدِيدُ يقال : أَسَدٌ عَمَاسٌ وأَنشد شَمِرٌ لثابِتِ قُطْنَةَ :
قُبَيِّلَتَانِ كالحَذَفِ المُنَدَّى ... أَطافَ بِهِنّ ذُو لِبَدٍ عَمَاسُ
كالعَمُوسِ كصَبُورٍ . وعَمِسُ يَومُنَا ككَرمَ وفَرِحَ الأَخِيرَةُ عن ابنِ دُرَيْدٍ وفي كتاب ابنِ القَطَّاعِ : كضَرَب فَرِحَ أَمّا كفَرِح وكَرُم فجَعَله في عَمسَ اللَّيْلُ كما تقدَّمَ عَمَاسةً بالفَتْح وعُمُوساً كقُعُودٍ وعَمْساً بالفتح وعَمَساً محرَّكة فالأَوّلُ من مَصَادِرِ عَمُسَ ككَرُم والآخَر من مَصَادِر عَمِس كفَرِح هذا هو القِيَاس وفَاتَه من المَصَادِرِ : عُمُوسَة فقد ذَكَرَه ابن سِيدَه وغيرُه وزاد ابن القَطَّاع : عَمَاساً كسَحَابٍ وأَوْرَدَه كالعُمُوس والعَمَس من مصَادِر عَمِسَ كفرح اشتد وسود وأظلم فالأَوّل عامٌّ في الأَمْرِ واليومِ يُقَال : عَمُسَ الأَمْرُ واليومَ إِذا اشْتَدَّ ومنه أَمْرٌ عَمَاس ويَوْمٌ عَمَاسٌ وكذلِك الحَرْبُ والأَسَدُ وقد عَمُسَا وأَما الثّانِي والثّالِثُ ففي اللَّيْلِ والنَّهَارِ يُقال : عَمِسَ اللَّيْلُ وعَمِسَ النَّهَارُ إِذا أَظْلَمَا والعَمُوسُ كصَبُورٍ : مَن يَتَعَسَّفُ الأَشْيَاءَ كالجَاهِلِ وقد عَمِسَ كفَرِحَ نقله ابنُ القَطّاعِ . وعَمِيسُ الحَمَائِمِ كأَميرٍ : وَادٍ بينَ مَلَل وفَرْشٍ كان أَحَدَ مَنَازِلِهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ حينَ مَسِيرِه إِلى بَدْرٍ . وعُمَيْسٌ كزُبَيْرٍ : أَبُو أَسْمَاءَ وسلاَمَة ولَيْلَى ابنُ مَعَدّ بنِ الحارِث بن تميمِ بنِ كَعْبِ بنِ مالِك ابنِ قُحَافَةَ بن عامِرِ بنِ رَبيِعَةَ بنِ زَيْدِ بنِ مالِكِ بنِ نَسْرِ بن وَهْب الله بنِ شَهْرانَ بنِ عِفْرِسِ بن خُلْفٍ ابنِ أَفْتَلَ وهو خَثْعَم بن أَنْمار وقوله : صَحَابِيٌّ فيه نَظَرٌ فإنِّي لم أَرَ أَحداً ذَكَرَه في مُعْجَم الصَّحَابة وإِنّما الصُّحْبَةُ لابْنَتِه أَسْماءَ المذكورةِ وأُمِّها هِنْدَ بنتِ عَوْفِ بن زُهَيْر بن الحارِثِ بن كِنَانَةَ وهي أُخْتُ مَيمونةَ بنتِ الحارِثِ الهِلاليّة زَوْجِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلّم أُمُهُما وَاحِدةٌ . وأُخْتُ لُبَابَةَ أُمِّ الفَضْلِ امرأَةِ العبّاسِ وكُنَّ تِسْعَ أَخَواتٍ وكَانَتْ أَسْماءُ فاضلةً جَليلةً هاجرتْ مع جَعْفَرٍ إِلى الحبشَةِ ووَلَدتْ له عَوْناً وعبد اللهِ وكانَتْ قبلَ جعْفَرٍ عند حَمْزَةَ بنِ عبْدِ المُطَّلِبِ فوَلَدتْ له أَمَةَ اللهِ ثُمَّ كانت عِنْد شَدَّادِ بنِ الهادِ فولَدتْ له عبد الله وعبد الرَّحْمنِ وقيل : إِنَّ الَّتِي كانَتْ عِنْد حمْزَةَ وعند شَدّاد هي أخْتُهَا سَلْمَى لا أَسماءُ وتَزَوَّجها بعد جعْفَرٍ أَبُو بكرٍ الصَّدِّيقُ رضِي اللهُ عنه فوَلَدتْ له مُحمّداً وتَزَوَّجها بعده عليُّ بنُ أَبِي طالِبٍ كرَّم الله وَجهه فولَدتْ له يَحْيَى وعَوْناً ذَكَر ذلِك كلَّه أَبُو القَاسِمِ السُّهيْلِيُّ في الرَّوْضِ واسْتَوْفَيْتُه عنها لأَجْلِ تَمامِ الفائِدةِ وقد ساقَ ابنُ سعْدٍ نَسَبَها في الطَّبَقاتِ كما ساقَ السُّهيْلِيُّ مع بعضِ اخْتِلافٍ فيه . وعَمس الكِتَابُ : دَرَسَ ظاهرُه أَنه من حَدِّ نَصَر وكذا ضَبْطُه في الأُصولِ إِلاّ ابنَ القَطّاعِ فقد جعلَه من حدِّ فَرِحَ وأَنَّ مصْدَرَه العَمَسُ مُحَرَّكةً . عَمَسَ عليه الشّيءَ يَعْمُسه أَخْفَاهُ وفي التَّهْذِيبِ : خَلَطَه ولم يُبَيِّنْه كأَعْمَسَه وفي التَّهْذِيبِ : عَمَّسه . والعَمْسُ أَيضاً : أَن تُرِيَ أَنَّكَ لا تَعْرِفُ الأَمْرَ وأَنْتَ تَعْرِفُهُ وبه فُسِّر قولُ عليٍّ رضي اللهُ تَعَالى عنه : وإِنَّ مُعاوِيَة قادَ لُمَّةً مِن الغُوَاةِ وعَمَسَ عَليهِمُ الخَبَرَ ويُرْوَى بالغينِ المُعْجَمَة . وفي النّوادِر : حَلَفَ فُلانٌ على العَمِيسَةِ كسَفِينَةٍ وفي النُّسَخِ من النَّوادِرِ : العَمِيسِيَّة بزيادَةِ ياءٍ النِّيسْبَة هكذا في سائر أُصُولِ القامُوسِ والذي في اللِّسَانِ : على العُمَيْسَةِ والغُمَيْسَةِ بالعين والغين كلاهما بالضَّمّ . وفي التَّكْمِلَة على العُمَيْسِيَّة والغُمَيْسِيَّة بالتَّصْغِيرِ والتشديدِ فيهما وبالعَيْنِ والغين ويوافِقه نَصُّ الأُرْمَوِيّ في كِتابِه وقد ضَبَطَه بخطِّهِ هكذا وهو منقولٌ من كِتابِ النوادِر أَي عَلَى يَمِينٍ غيرِ حَقٍّ وفي كِتَابِ الأُرْمَوِيّ : على يَمِينٍ مُبْطَلٍ . وتَعَامَسَ عن الأَمْرِ : أَرَى أَنَّه لايَعْلَمُه وقِيل تَغَافَلَ عنه وهو به عالمٌ كتَغامَس وتَعامَش قال الأَزْهَرِيُّ : ومَن قال : تَغَامَس بالغين فهو مُخْطئٌ . و تَعامَس علَيَّ أَي تَعامَى علَيَّ وتَركَني في شُبْهةٍ مِن أَمْره ويُقَال : تَعامَسْتَ على الأَمْر وتَعَامَشْت وتَعامَيْتَ بمعنىً وَاحدٍ ولا يَخْفَى أَن قَولَه علَيَّ مكرَّ فلو حذَفه لأَصاب لأَنَّ المعنى يَتمُّ بدُونه . وعَامَسَهُ مُعَامَسةً : سَاتَرَه ولم يُجاهِرْه بالعَدَاوَةِ وعامَسَ فُلاناً : سارَّهُ وهي المُعامَسةُ . وامرَأَةٌ مُعَامِسةٌ : تَتَسَتَّر في شَبيْبَتِها ولا تَتَهتَّكُ قال الرّاعي : وقِيل تَغَافَلَ عنه وهو به عالمٌ كتَغامَس وتَعامَش قال الأَزْهَرِيُّ : ومَن قال : تَغَامَس بالغين فهو مُخْطئٌ . و تَعامَس علَيَّ أَي تَعامَى علَيَّ وتَركَني في شُبْهةٍ مِن أَمْره ويُقَال : تَعامَسْتَ على الأَمْر وتَعَامَشْت وتَعامَيْتَ بمعنىً وَاحدٍ ولا يَخْفَى أَن قَولَه علَيَّ مكرَّ فلو حذَفه لأَصاب لأَنَّ المعنى يَتمُّ بدُونه . وعَامَسَهُ مُعَامَسةً : سَاتَرَه ولم يُجاهِرْه بالعَدَاوَةِ وعامَسَ فُلاناً : سارَّهُ وهي المُعامَسةُ . وامرَأَةٌ مُعَامِسةٌ : تَتَسَتَّر في شَبيْبَتِها ولا تَتَهتَّكُ قال الرّاعي :
إنَّ الحَلاَلَ وخَنْزَراً وَلَدتْهُمَا ... أُمٌّ مُعَامِسةٌ عَلَى الأَطْهارِ أَي تَأْتِي ما لا خَيْر فيه غير مُعَالِنَة به هذه روايةٌ الأَزْهَرِيِّ وروايةٌ غيره : أُمٌّ مُقَارِفةٌ وهي أَشْهرُ . وقال ابنُ جَبَلةَ : المُقَارِفَةُ : هي المُدَانِيَةُ المُعارِضَةُ من أَنء تُصَيبَ الفاحشَةَ وهي التي تُلْقَح لغيرِ فَحْلِها . ويُقَال : جاءَنَا بأُمُورٍ مُعَمّسَاتٍ بفَتْح الميم المُشَدَّدة وكَسْرها أَي مُظْلمةٍ مَلْوِيَّة عن وَجْهها قيلَ : هو مأْخُوذٌ من قولهم : أَمْرٌ عَمَاسٌ : لا يُدْرَى من أَيْن يُؤْتَى له كما في التَّهْذِيب . وممّا يُسْتَدْرك عليه : العَمَاسُ بالفَتْح : الدّاهِيَةُ . والعَمَسُ مُحرَّكةً : الحَمَسُ وهو الشِّدَّة حكاها ابنُ الأَعْرابيّ وأَنشد : إِنّ أَخْوالِي جَميعاً منْ شَقِرْ لَبِسُوا لي عَمَساً جِلْدَ النَّمِرْ وعَمَّس تَعْمِيساً أَي أَتى ما لا خَيْر فيه غير مُعَالنٍ به . وأَمْرٌ مُعمَّسٌ كمُعظَّمٍ : شَديدٌ
ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه هنا : عَمَوَاسُ هكذا قَيَّدَه غيرُ وَاحِدٍ وهو بسُكونِ المِيمِ وأَوْرَدَه الجَوْهَرِيّ في ع م س وقال طاعُونُ عَمْواسَ أَوّلُ طاعُونٍ كانَ في الإِسْلامِ بالشَّأْمِ ولم يَزِدْ على ذلِك . وفي العُبَابِ : عَمْوَاسُ : كُورَةٌ من فِلَسْطِينَ وأَصْحابُ الحَدِيثِ يُحَرِّكُونَ الميم وإِليه يُنْسَبُ الطَّعُونُ ويُضَاف فيُقَالُ : طاعونُ عَمْواسَ وكانَ هذا الطّاعُونُ في خِلافَةِ سيِّدِنا عُمَر رضِيَ اللهُ عَنْه سنةَ ثَمانِيَ عَشْرةَ وماتَ فيه جَماعةٌ من الصَّحابَةِ ذَكَرتُهم في كتابي : دَرُّ السَّحَابَة في وَفَيَاتِ الصَّحابَة قال :
رُبَّ خِرْقٍ مِثْلِ الهِلالِ وبَيْضا ... ءَ حَصَانٍ بالجِزْعِ في عَمْواسِ وطالَمَا تَرَدَّدَ سُؤالُ بعضِ العُلَمَاءِ لي فأُحِيلُه على القَامُوسِ لِعلْمِي بإحاطَتْه فيفتِّشُون فيه ولا يَجِدُونَه فيَزِيدُ تَعجُّبُهم . وقَرَأْتُ في الرَّوْضِ للسُّهَيْلِيّ عن أَبي إِسْحَاقَ أَنَّ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ رَضي الله تَعالَى عنه ماتَ في طاعُونِ عَمْواس قال : هكذا مُقَيَّدٌ في النُّسْخَة بسكونِ الميمِ وقال البَكْرِيُّ في كِتَابِ المُعْجَم : من أَسْماءِ البِقاع : عَمَواسُ محَّركة وهي قريةٌ بالشّام عُرِفَ الطّاعُونُ بها لأَنّه منها بَدَأَ وقيل : إِنّمَا سُمِّيَ طاعُونَ عَمَواس لأَنّه عَمَّ وآسَى : أَي جَعَلَ بعضَ الناسِ أُسْوَةَ بعضٍ . انتهى . قلت : فهذا الَّذِي حَمَلَنِي على أَنء أَفْرَدتْهُ في تَرجمةٍ مُسْتَقِلَّة فتأَمَّلْ