" العَنْجُ " بفتح فسكون " : أَن يَجْذِب الرّاكبُ خِطَامَ البَعِيرِ " قِبَلَ رَأْسِه " فَيَرُدَّه على رِجْلَيْهِ " حتى رُبمَا لَزِمَ ذِفْراهُ بقادِمَةِ الرَّحْلِ . وقد عَنَجَ الشَّيءَ يَعنِجُه : جَذَبه . وكُلُّ شَيْءٍ تَجْذِبُه إِليك : فقد عَنَجْتَه . وعَنَجَ رأْسَ البَعِيرِ يَعْنِجه ويَعْنُجه عَنْجاً : جَذَبَه بخِطَامِه حتى رَفعَه وهو راكبٌ عليه . وفي الحَديث " أَنَّ رجلاً سار معه على جَمْلٍ فجعَلَ يَتقدَّمُ القَوْمَ ثم يَعْنِجُه حتى يَصيرَ في أُخرَيَاتِ القَوْمِ " أَي يَجذِب زِمَامَه ليَقِفَ مِنْ عَنَجَه يَعْنِجُه . إِذا عَطَفَه . ومنه الحَديث أَيضاً : " وعَثَرتْ ناقَتُه فعَنَجَهَا بالزَّمامِ " وفي حديث عليّ كرّم الله وَجهه : " كأَنَّه قِلْعُ دارِيِّ عَنَجَه نُوتِيَّه " أَي عَطَفَه مَلاّحُه . " كالإِعْنَاج " . وأَعْنَجَتْ : كَفّتْ . قال مُلَيْحٌ الهُذَليّ :
وأَبْصَرْتُهم حتَّى إِذَا ما تَقَاذَفتْ ... صُهَابِيَّةٌ تُبْطِي مِراراً وتُعْنِجُ " والاسمُ العَنَجُ مُحَرَّكةً " وهو الرِّيَاضَةُ وفي المَثَل : " عَوْدٌ يُعَلَّمُ العَنَجَ " يُضْرَب مثلاً لمن أَخذَ في تَعَلُّمِ شَيْءٍ بعدَ مَا كَبِرَ . وقيل : معناه أَي يُرَاضُ فيُرَدُّ على رِجْلَيْه . وعَنَجْتُ البَكْرَ أَعْنِجُه عَنْجاً : إِذا رَبَطْت خِطَامَه في ذِرَاعَه وقَصَرْته وإِنما يُفعَل ذلك بالبَكْر الصَّغِيرِ إِذا رِيضَ وهو مأْخُوذٌ من عِنَاجِ الدَّلْوِ كما يأْتي . قولهم : شَيخٌ " شَنَجٌ " على عَنَجٍ : أَي شَيْخٌ هَرِمٌ على جَمَلٍ ثَقِيل ؛ وقد تقدَّم : " وهو أَيضاً الشَّيْخُ " والّذِي في لُغَةِ هُذَيْلٍ : الرَّجلُ . " لُغةً في " الغين " المعجمة " . قال الأَزهَرِيّ : ولم أَسمعه بالغين من أَحدٍ يُرْجَع إِلى عِلْمه ولا أَدرِي ما صِحَته . تقول : لابُدّ للداءِ من عِلاَجٍ وللدِّلاءِ من عِنَاجْ . العِنَاجُ " ككِتَاب حَبْلٌ " أَو سَيْرٌ " يُشَدّ إِلى العَرَاقِي " - جَمعَ عَرْقُوَةٍ - أَو العَرَاوِي . قال : الأَزهريّ : العِنَاجُ : " خَيْطٌ خَفيفٌ يُشَدّ في إِحْدَى آذانِ الدَّلْوِ الخفيفةِ إِلى العَرْقُوَةِ " . وقيل : عِنَاجُ الدَّلْوِ : عُرْوَةٌ في أَسفلِ الغَرْبِ من باطنٍ تُشَدّ بوَثَاقٍ إِلى أَعلَى الكَرَبِ فإِذا انقَطَعَ الحَبْلُ أَمْسَكَ العِنَاجُ الدَّلْوَ أَن تَقَعَ في البِئْرِ وكلّ ذلك إِذا كانَت الدَّلْوُ خَفيفةً و " هو " إِذا كان في دَلْوٍ ثَقِيلةٍ حَبْلٌ أَو بِطَانٌ يُشَدّ تَحْتَهَا ثم يُشَدّ إِلى العَرَاقِي فيكون عَوْناً للوَذَمِ فإِذا انقطعَت الأَوْذَامُ أَمسكَهَا العِنَاجُ . قال الحُطيئةُ يمدحُ قوماً عَقَدُوا لجارِهِم عَهْداً فوَفَوْا به ولم يَخْفِرُوه :
قَوْمٌ إِذا عَقَدُوا عَقْداً لِجَارِهِمْ ... شَدّوا العِنَاجَ وشَدّوا فوْقَه الكَرَبَا وهذه أَمْثَالٌ ضَرَبَهَا لإِيفائهم بالعَهْد . والجمع أَعْنِجَةٌ وعُنُجٌ . وقد عَنَجَ الدَّلْوَ يَعْنُجُهَا عَنْجاً : عَمِلَ لَهَا ذلِك . العِنَاجُ : " وَجَعُ الصُّلْبِ " والمَفَاصِلِ " والأَمْرُ ومِلاَكُه " هكذا في نُسختنا وهو وَهَمٌ والصّواب : ومن الأَمْر مِلاَكُه ؛ ومثلُه في الأَساس واللسان وغيرهما . يقال : إِني لأَرَى لأَمرِك عِنَاجاً : أَي مِلاَكاً مَجَازٌ مأْخوذٌ من عِنَاجِ الدَّلْوِ . وفي الحديث : " إِن الّذين وَافَوُا الخَنْدَقَ من المُشْركينَ كانُوا ثَلاثةَ عَسَاكِرَ وعِنَاجُ الأَمرِ إِلى أَبي سُفْيَانَ " : أَي أَنه كان صاحِبَهُم ومُدبِّرَ أَمْرِهم والقائمَ بشُؤونهم كما يَحمِل ثِقَلَ الدَّلْوِ عِنَاجُها . من المجاز أَيضاً : هذا " قولٌ لا عِنَاجَ له بالكسر " : إِذا " أُرْسِلَ بلا " وفي نُسْخَة : على غير " رَوِيَّةٍ " . وأَنشد اللّيث :
وَبَعْضُ القَوْلِ لَيْسَ له عِنَاجٌ ... كسَيْلِ المَاءِ لَيْسَ له إِتَاءُ عن أَبي عُبَيْدٍ : " العَنَاجِيجُ " : جمع عُنْجُوجٍ كعُنْقودٍ " جِيَادُ الخَيْلِ " وقيل : الرّائعُ منه . وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
إِن مَضَى الحَوْلُ ولَمْ آتِكُمُ ... بعَنَاج تَهْتَدِي أَحْوَى طِمِرّيُروى بعَنَاج وبعَناجِي . فمن رواه بعَنَاجٍ أَراد بعَناجِجَ أَي بعَناجِيجَ فحذف الياءَ للضّرورةِ فقال بعَنَاجِجَ ثم حَوّلَ الجيمَ الأَخيرَةَ ياءً فصار على وَزْن جَوَارٍ فَنَّونَ لنُقْصَانِ البناءِ وهو من مُحَوَّلِ التَّضعِيفِ . ومن رواه عَنَاجِي جعله بمنزلةِ قولِه :
" ولِضَفادِي جَمِّهِ نَقَانِقُ أَراد عَناجِجَ كما أَراد ضَفَادِعَ قد استعملوا العَنَاجِيجَ في " الإِبلِ " أَنشد ابن الأَعْرَابيّ :
إِذا هَجْمةٌ صُهْبٌ عَنَاجِيجُ زَاحَمَتْ ... فَتىً عِنْد جُرْدٍ طاحَ بَيْنَ الطَّوائحِ قال اللّيْث : ويكون العُنْجوجُ من النَّجَائِبِ أَيضاً وفي الحديث : " قيل : يا رَسُولَ اللهِ فالإِبِل ؟ قال : تِلك عَنَاجِيجُ الشَّيَاطِينِ " أَي مَطَايَاهَا وَاحِدُها عُنْجُوجٌ وهو النَّجِيب من الإِبلِ . وقال ذو الرُّمّة يَصف جَوَارِيَ وقد عُجْنَ إِليه رُؤُوسَهنّ يوم ظَعْنِهنّ :
حَتَّى إِذا عُجْنَ من أَعْنَاقِهنّ لَنَا ... عَوْجَ الأَخِشَّةِ أَعناقَ العَنَاجِيجِ وقيل : هو الطَّويلُ العُنُقِ من الإِبل والخَيل وهو من العَنْجِ : العَطْفِ وهو مَثَلٌ ضَربَه لها يريد أَنّها يُسْرِعُ إِليها الذُّعْرُ والنِّفارُ . العَنَاجِيجُ : " من الشَّبَابِ أَوَّلَه " . وهذا يَذكره ابن منظور ولا غيره . والعَنْجَجُ بالفتح " هكذا عندنا على وزن جَعْفَر في النُّسْخ وهو وَهَمٌ والصَّواب : العَنَجْنَج بزيادة النّون بين الجيمين ومثلُه في الصّحاح مضبوطاً وذِكْرُ الفَتْحِ مُسْتَدْرَكٌ : وهو " العَظِيمُ " . وأَنشد أَبو عَمْرٍو لهِمْيَانَ السَّعْدِيّ :
" عَنَجْنَجٌ شَفَلَّحٌ بَلَنْدحُ العُنْجَج " بالضَّمّ : الضَّيْمَرَانُ " من الرَّياحِينِ . وقال الأَصمعيّ ولم أَسمعه لغيرِ اللّيث . وقيل : هو الشَّاهِسْفَرَمُ . رَجلٌ مِعْنَجٌ " المِعْنَجُ كمِنْبَر : المُتَعَرِّضُ للأُمور " وفي بعض النُّسَخ : المُعْتَرِض . " وعَنْجٌ " بفتحٍ فسكون " ويُحَرَّك : جَدُّ محمَّدِ بنِ عبدِ الرَّحمن من كبار أَتباعِ التابعين " . " وأَعْنَجَ " الرّجُلُ : " اسْتَوْثَفَ من أُمورِه " وهو كِنَابَةٌ عن الوفاءِ بالعُهُود أَعْنَجَ الرجُلُ " اشْتَكَى " من عِنَاجِه أَي " من صُلْبِه " ومَفَاصِله . " وعَنْجَةُ الهَوْدَجِ محرَّكَةً : عِضَادَتُه عند بابِه " يُشَدّ بها البابُ . ومما يستدرك عليه . العِنَاجُ : ما عُنِجَ به . وفي الأَساسِ عِنَاجُ النّاقَةِ : زِمَامُها لأَنَّهَا تُعنَجُ به أَي تُجذَب . والعَنَجُ مُحَرَّكَةً : جماعةُ النّاسِ . ومن المجاز وأَعرابيّ فيه عُنْجُهِيَّةٌ : جَفاءٌ وكِبْرٌ . وفي حديثِ ابن مسعودٍ : فلمّا وضعْتُ رِجْلي على مُذَمَّرِ أَبي جَهْل قال : اعْلُ عَنِّجْ . أَراد : اعْلُ عَنِّي فأَبدل الياءَ جيماً