العَنْفَقُ كجَعْفَرٍ أهمله الجوهريّ . وقال ابنُ دُريْد : هو خِفّة الشّيء وقِلّتهُ ومنه اشْتِقاق العَنْفَقَة . قال اللّيثُ : اسمٌ لشُعَيْرات بيْن الشّفَة السُفْلى والذّقَن . وقال غيرُه : هي ما بيْنَ الشّفَةِ السُفْلى والذّقَن لخِفّة شعرِها وقيل : هي ما بيْن الذّقَنِ وطرَفِ الشّفة السُفْلى كان عليها شعْرٌ أو لم يكُنْ . وقيل : هي ما نبَتَ على الشَّفَة السُفْلى من الشّعَر . وقال الأزهريُّ : هي شعَراتٌ من مُقدِّمة الشّفةِ السُفْلى . ورجُلٌ بادي العَنْفَقَة : إذا عَرِي موضِعُها من الشّعَر . وفي الحديث : أنّه كان في عنْفَقَتِه شعَراتٌ بيض والجَمْع عَنافِق قال :
" أعْرِفُ منْكم جُدُلَ العَواتِقِ
" وشَعَر الأقْفاءِ والعَنافِقِ ع ن ق
العُنْقُ بالضّمِّ وقال سيبَويْه : هو مُخفَّف من العُنُق بضمّتَيْن . وقولُه : كأمير وصُرَدٍ لم يذكُرهما أحدٌ من أئِمّة اللُغَة فيما رأيتُ غير أنّي وجدْتُ في العُباب قال - في أثناءِ التّركيب - : والعَنيقُ : العَنَق فظنّ المُصنّفُ أنه العُنُق بضمّتين وليس كذلِك بل هو العَنَق محركةً بمعنى السّيْرِ ولكنّ المصنِّفَ ثِقَةٌ فيما ينقُله فيَنبَغي أن يكون ما يأتي به مقْبولاً : الجِيدُ وهو وُصْلَةُ ما بين الرأسِ والجَسَد وقد فرّق بين الجِيد والعُنُق بما هو مذْكور في شرْح الشّفاءِ للخَفاجيّ فراجعْه يُذَكَّر ويؤنَّث . قال ابنُ بَرّي : ولكن قولهم : عُنُقٌ هنْعاءُ وعُنُقٌ سَطْعاءُ يشهدُ بتأنيثِ العُنُق . والتّذكيرُ أغْلَبُ قاله الفَرّاءُ وغيرُه . وقال بعضُهم : من خَفّفَ ذكّر ومن ثَقّل أنّهث . وقال سيبَويه : ج أي : جمْعُهما أعْناق لم يُجاوِزوا هذا البناءَ . ومن المَجاز : العُنُق : الجَماعة الكَثيرة أو المتقدِّمَة من النّآس مُذَكَّر . وقيل : هم الرّؤساءُ منهُم والكُبَراءُ والأشْرافُ . وبهما فُسِّر قولُه تعالَى : ( فظلّتْ أعناقُهم لَها خاضِعين ) أي : فتظلُّ أشْرافُهم أو جَماعاتُهم . والجَزاءُ يقَع في الماضي في معْنَى المُستقبَل كما في العُباب . وقيل : أرادَ بالأعْناقِ هنا : الرِّقاب كقولك : ذلّت له رِقابُ القَوْمِ وأعناقُهم . ويُقال : جاءَ القومُ عُنُقاً عُنُقاً أي : طَوائِفَ . وقال الأزهريُّ : أي فِرَقاً كُلّ جماعةٍ منهم عُنُقٌ . وقيل : رَسَلاً رَسَلاً وقَطيعاً قَطيعاً . وقال الأخطل :
وإذا المِئُونَ تواكَلتْ أعْناقُها ... فاحْمِلْ هُناكَ على فتىً حَمّالِ قال ابنُ الأعرابي : أعناقُها : جماعاتُها . وقال غيرُه : ساداتُها . وفي الحديث : لا يزالُ النّاسُ مُخْتلِفة أعناقُهم في طلَبِ الدُنْيا أي : جماعات منهم . وقِيل : أرادَ بهم الرّؤساءَ والكُبَراءَ كما تقدّم . والعُنُق من الكَرِش : أسْفَلُها . قال أبو حاتم : هو والقِبَةُ شيءٌ واحد . والعُنُق من الخُبْز : القِطْعَة منه كذا في النُسخ والصّوابُ من الخَيْرِ كما هو نصُّ ابنِ الأعرابيّ . قال : يُقال : لفُلان عُنُقٌ من الخَيْر أي : قِطعة قال : ومنه الحديثُ : المؤَذِّنون أطْولُ النّآسِ أعْناقاً يوم القيامة أي : أكثرُهُم أعْمالاً . ويشْهَدُ لذلك قولُ مَنْ قال : إنّ العُنُق هو القِطْعَة من العََل خيْراً كان أو شرّاً . أو أراد أنّهم يكونون رؤَساءَ يوْمَئذٍ لأنّهم أي : الرّؤساء عند العرَب يوصَفون بطولِ العُنُق قالَه ابنُ الأثير . ولو قال بطولِ الأعْناقِ كان أحْسَنَ . قال الشّمَرْدَلُ بن شَريك اليَرْبوعيّ :
يُشبَّهون سُيوفاً في صَرامَتِهم ... وطولِ أنضِيَةِ الأعْناقِ واللِّمَمِ ورُوِي إعناقاً بكسْرِ الهمْزة أي : أكْثر إسْراعاً الى الجنّة وأعجلهم إليها . وفي الحديث : لا يزالُ المؤْمِن مُعْنِقاً صالِحاً ما لم يُصِب دَماً حراماً أي : مُسْرِعاً في طاعَتِه مُنبَسِطاً في عمَله . وفيه أقوالٌ أُخَرُ ستّة : أحدُها : أنّهم سُبّاقٌ الى الجَنّة من قولِهم : له عُنُق في الخيْر أي : سابقَة قاله ثعْلَب . الثاني : يُغْفَرُ لهم مَدّ صوْتهم . الثالثُ : يُزادون على النّاس . الرابع : أنّ النّاس يومَئذٍ في الكرْبِ وهم في الرَّوْح والنّشاط متَطَلِّعون ؛ لأن يؤذَنَ لهم بدُخولِ الجَنّة . وغيْر ذلك كما في الفائِق والنّهاية وشُروح البُخاري . ومن المَجاز : كان ذلِك على عُنُق الإسلام وعُنُقِ الدّهْر أي : قَديمِ الدّهْرِ وقَديمِ الإسلام . وقولُهم : هم عُنُقٌ إلَيْك أي : مائِلون إليْك ومُنتَظروكَ . قال الجوهريُّ : ومنه قول الشاعر يُخاطِبُ أميرَ المؤمنين عليَّ بنَ أبي طالبٍ رضي الله عنه :
أبلِغْ أميرَ المؤْمِن ... ين أخا العِراقِ إذا أتَيْنا
أنّ العِراقَ وأهلَه ... عُنُقٌ إليكَ فهَيْتَ هَيْتاوقال الأزهريُّ : أرادَ أنّهم أقبضوا إليكَ بجماعتهم . يُقال : جاءَ القومُ عُنُقاً عُنُقا . وذو العُنُق : فرسُ المِقْدادِ بن الأسْوَد الكِنْدي رضيَ الله عنه . أوردَه ابنُ الكَلْبيّ في أنساب الخيْل . وذو العُنُق : لقَب يَزيدَ بنِ عامِرِ بنِ المُلَوَّح بن يعْمُر وهذا الشّدّاخ بنُ عوْف بن كعْب بنِ عامِر بنِ ليْث اللّيْثي . وذو العُنُق : شاعِرٌ جُذاميّ . وذو العُنُق : لقَب خُوَيلِد بن هِلال بنِ عامِر بنِ عائِذِ بن كلْب بن عَمْرو بن لُؤَيّ بن رُهْمِ بن مُعاوِيَة بن أسْلَم بن أخْمَس بنِ الغوْثِ بنِ أنْمار البَجَليّ الكَلْبيّ ؛ لغِلَظِ رقَبَته وابنُ الحَجّاج بنُ ذي العُنُق جاهِليّ وكان قد رأسَ . قال ضِرارُ بن الخَطّاب الفِهْريّ :
إنْ كُنتُم مُنْشِدي فوارِسكُم ... فأْتُوا الحُصَيْنَيْنِ وابنَ ذي العُنُقِ ومن المَجاز : أعْناقُ الرّيح : ما سَطَعَ من عَجاجِها . والمِعْنَقَةُ كمِكْنَسة : القِلادَة كما في الصِّحاح والتّهْذيب وخصّصَه ابنُ سيدَه فقال : توضَع في عُنُق الكَلْب . وقال ابنُ شُمَيل : المِعْنَقَة : الحَبْلُ الصّغير بيْن أيدي الرّمْل . قال الصاغانيّ : والقِياس مِعْناقَة لقوْلِهم في الجمْع : مَعانيقُ الرّمال كذا رُوِي عن ابن شُمَيْل . قال الصاغاني : أو مَعانِقُ الرّمل . وذو العُنَيْق كزُبَيْر : ع . وذاتُ العُنَيْق : ماءَةٌ قُربَ حاجِر . والمَعْنَقَة كمَرْحَلَة : ما انْعَطَفَ من قِطَع الصّخورِ . نقله الصاغانيّ . قال : ويُقال : بلَدٌ مَعْنَقَةٌ أي : لا مُقامَ به لجُدوبَتِه هكذا ذكَره . والذي في النّوادِر يُخالِفه كما سيأتي . ويومُ عانِقٍ : م مَعْروف من أيّام العَرَب . والأعْنَق : الطّويل العُنُق الغَليظُه وقد عنِقَ عنَقاً وهي عنْقاءُ بيِّنةُ العَنَق . وحكى اللّحيانيُّ : ما كان أعْنَقَ ولقد عنِقَ عَنَقاً يذْهَبُ الى النُّقْلَة . والأعنَقُ : فحْلٌ من خيْلِهم معْروف يُنسَب إليه يعني بَناتِ أعْنَق فإنّهُنّ يُنْسَبْنَ إليه كما سيأتي قَريباً . والكَلْبُ الأعْنَق : مَنْ في عُنُقِه بَياضٌ كما في العُباب والمُفْرَدات . وإبراهيمُ بنُ أعْنَق : مُحدّث كما في العُباب . وبناتُ أعنَقَ : بنات دِهْقان مُتَمَوِّلٍ من الدّهاقِنَة . قال الأصمعي : هُنّ نِساءٌ كُنّ في الدّهْر الأول يوصَفْن بالحُسْن أسْرَجْنَ دوابَّهنّ ليَنْظُرن الى هذه الدُرَّة من حُسْنِها . وقال أبو العبّاس : بَناتُ أعْنَق : نِسوة كُنّ بالأهْوازِ وقد ذكرَهُنّ جريرٌ للفرَزْدَق يهْجوه :
وفي ماخُورِ أعْنَقَ بِتَّ تزْني ... وتمْهَرُ ما كدَحْتَ من السُؤالِ وأيضاً الخيْلُ المنْسوبَة الى أعْنَق الذي تقدم ذكره . وبالوَجْهَيْن فُسِّر قولُ عَمْرو بنِ أحْمَر الباهِليِّ الذي أنشدَه ابنُ الأعرابي :
تظَلُّ بناتُ أعْنَقَ مُسْرَجاتٍ ... لرؤيَتِه يرُحْنَ ويغْتَدينا قال أبو العبّاس : مَنْ جعَل أعنَق رجُلاً رواه مُسْرِجات بكسْر الرّاء ومن جعَله فَرساً رواه بفتْحِها . وطارَت به العَنْقاءُ أي : الدّاهِية قال :
" يحْمِلنَ عنْقاءَ وعَنْقَفيرا
" وأمَّ خشّافٍ وخَنْشَفيرا
" والدّلْوَ والدّيْلَم والزّفيرا وكُلّهُنّ دَواهٍ ونكّر عَنْقاءَ وعَنْقَفيرا وإنّما هما باللاّم وقد تُحذَفُ منهما اللام وهما باقِيان على تعْريفِهما . وقال الجوهريُّ : أصْلُ العَنْقاءِ طائِر عظيم معْروف الاسْم مجْهول الجسْم . وقال أبو حاتِم في كِتاب الطّيْر : وأما العَنْقاءُ المُغْرِبة فالدّاهِيَةُ وليسَتْ من الطّيْر علِمْناها . وقال ابنُ دُرَيْد : عنْقاءُ مُغْرِب : كلِمة لا أصْلَ لها . يُقال : إنّها طائرٌ عظيمٌ لا يُرى إلا في الدُهور ثم كَثُر ذلِك حتى سَمَّوْا الداهِية عنْقاءَ مُغْرِباً ومُغْرِبة قال :
ولولا سُلَيْمانُ الخَليفَةُ حلّقَتْ ... به من يَدِ الحَجّاجِ عنْقاءُ مُغْرِبُوقيلَ : سُمِّيت عنْقاء لأنّه كان في عُنُقِها بَياضٌ كالطّوْق . وقال كُراع : العَنْقاءُ فيما يزْعُمون : طائِرٌ يكون عند مغْرِبِ الشّمس . وقال الزَّجّاج : هو طائِر لم يرَه أحدٌ . وقيل في قولِه تَعالَى : ( طيْراً أبابيلَ ) : هي عنْقاءُ مُغْرِبة وقيلَ : هو العُقاب . وقد ذُكِر في : غ ر ب شَيْءٌ من ذلِك فراجِعْه . والعَنْقاءُ : لقب رجُلٍ من العَرَب وهو ثعْلَبة بنُ عمْرو وعَمْرو هو مُزَيْقِياءُ بنُ عامِر بنِ حارثَة بن ثعْلَبَة بنِ امرئِ القَيْس بن مازن . وقال ابن الكَلْبيّ : قيلَ له ذلك لِطولِ عُنُقِه . وقال الشّاعر :
أو العَنْقاءُ ثعْلَبةُ بنُ عمْرو ... دِماءُ القَوْم للكَلْبي شِفاءُ قلت : والى ثَعْلَبةَ يرجِع نسَب الأنْصار وهم بَنو الأوْس والخَزْرج ابنَيْ ثَعْلبةَ العَنْقاءِ هذا . والعَنْقاءُ : أكَمَة فوق جبَل مُشرِفٍ قاله أبو مالِكٍ وقدتقدّم ذلك للمصنف في غ ر ب . وأما قولُ ابنِ أحمر :
في رأسِ خَلْقاءَ من عَنْقاءَ مُشْرِفَةٍ ... لا يُبْتَغَى دونَها سهْلٌ ولا جبَلُ فإنّه يصِفُ جبَلاً يقول : لا ينْبَغي أن يكون فوْقَها سهْلٌ ولا جبَلٌ أحْصَن منها . وعَنْقاءُ : ملِكٌ من قُضاعَة والتّأنيثُ عندَ اللّيثِ للَفْظِ العَنْقاءِ . وابنُ عنْقاءَ : شاعِر كما في العُباب . وعُنْقَى كبُشْرَى : أرْضٌ أو وادٍ وبه رُوِي قولُ أبي ذُؤيْب الهُذَلي المذْكور في ع م ق . والعَنيقُ كأمير : المُعانِقُ . قال الشاعر :
وباتَ خَيالُ طيفِكَ لي عَنيقاً ... الى أنْ حيْعَلَ الدّاعي الفَلاحا كما في الصحاح وأنشَدَ أبو حَنيفة :
وما راعني إلا زُهاءُ مُعانِقي ... فأيُّ عَنيقٍ باتَ لي لا أبا لِيا والعَنَق مُحَرّكة : ضرْبٌ من السّيْر وهو سيْر مُسْبَطِرٌّ منبَسِط للإبِل والدّابّةِ . ومنه الحَديث : أنّه كان يسيرُ العَنَقَ فإذا وجَدَ فجْوةً نصَّ . وقال أبو النّجْم :
" يا ناقُ سِيري عَنَقاً فَسيحا
" إلى سُليمانَ فنَسْتَريحا والعَنَق : طولُ العُنُق وقد عَنِقَ كفَرِح . والعَناقُ كسَحاب : الأنثى من أولادِ المَعزِ زادَ الأزهريُّ : إذا أتَتْ عليها سنةٌ . وقال ابنُ الأثير : ما لم يتمّ له سنَة . وأنشدَ ابنُ الأعرابي لقُرَيْط يصِف الذّئب :
حسِبتَ بُغامَ راحِلَتي عَناقاً ... وما هي وَيْبَ غيْرِكَ بالعَناقِ
فلو أنّي رميتُك من قَريبٍ ... لعاقَكَ عن دُعاءِ الذّئبِ عاقِ ج في أقلّ العَدَد ثَلاثُ أعْنُق وأربَع أعْنُق . قال الفرَزدَق :
دعْدِعْ بأعنُقِكَ القوائِمَ إنّني ... في باذِخٍ يا بنَ المَراغَةِ عالِ والجَمْع الكثير عُنوقٌ . قال الأزهريّ : هو نادِرٌ . قال أوسُ بنُ حَجَر :
يَصوعُ عُنوقَها أحْوَى زَنيمٌ ... له ظأَبٌ كما صخِبَ الغَريمُ وأنشَد ابنُ السّكّيت :
أبوكَ الذي يكْوي أنوفَ عُنوقِه ... بأظْفارِه حتّى أنَسّ وأمْحَقاوقال سيبوَيْه : أما تكْسيرُهم إيّاه على أفْعُل فهو الغالِب على هذا البِناءِ من المؤنّث . وأما تكْسيرُهم له على فُعول فلتَكْسيرهم إيّاه على أفْعُل ؛ إذ كانا يعْتَقِبان على باب فَعْل . وفي المثَل : العُنوق بعْد النّوق يُضرَب في الضّيقِ بعْدَ السَّعَةِ . وفي حديث الشّعْبيّ : نحْنُ في العُنوق ولم نبْلُغ النّوق قال ابنُ سيدَه : وفي المثَل : هذه العُنوقُ بعد النّوق يقول : مالُكَ العُنوقُ بعدَ النّوق يُضرَبُ للذي يكونُ على حالَة حسَنة ثم يركبُ القَبيحَ من الأمر ويدَعُ حالَه الأولى وينحَطُّ من عُلْوٍ الى سُفْلٍ . قال الأزهريّ : يُضرَب للذي يُحَطُّ عن مرتَبَتِه بعد الرِّفْعَة . والمَعْنى أنه صار يرْعَى العُنوقَ بعد ما كان يرْعَى الإبلَ وراعِي لشّاءِ عندَ العرب مَهينٌ ذَليلٌ وراعي الإبِل عَزيز شَريف . وعَناقُ الأرض : دابّة صَيّادَة يُقال لها : التُّفَّةُ والعُنْجُل وهي أصْغَر من الفَهْدِ الطّويل الظّهْر . وقال الأزهريُّ : فوقَ الكَلْبِ الصّينيّ يَصيدُ كما يَصيد الفَهْد ويأكل اللّحْمَ وهو من السِّباع . يُقال : إنه ليسَ شيءٌ من الدّوابّ يؤَبِّر أي : يُعَفِّي أثَره إذا عَدا غيرَه وغيرَ الأرنَب وجمعُه عُنوقٌ أيضاً عجَميّتُه سِياهْ كوشْ قال : وقد رأيتُه بالبادِيَة وهو أسودُ الرّأسِ أبيضُ سائِره . والعَناقُ أيضاً : الدّاهِيَة . يقال : لقِيَ فُلان عَناقَ الأرض وأُذُنَيْ عَناق أي : داهِيَة . وقيل : الأمرُ الشّديد . قال :
" إذا تمطّيْنَ على القَيافِي
" لاقَيْنَ منه أُذُنَيْ عَناقِ أي : من الحادِي أو من الجَمَل . ويُقال : رجَع فُلانٌ بالعَناق : إذا رجَع خائِباً يوضَع العَناقُ موضِعَ الخيْبة قال :
أمِنْ ترْجيع قارِيَةِ ترَكْتُم ... سَباياكُم وأُبتُم بالعَناقِ وصفَهُم بالجُبْن . وقارِية : طيْر أخضَرُ يُنذِرُ بالمطَر . يقول : فزِعْتُم لمّا سمِعْتُم ترْجيعَ هذا الطّائِر فتركْتُم سَباياكم وأُبتُم بالخَيْبة . كالعَناقة . والعَناقُ : الوُسْطَى من بَناتِ نَعْش الكُبَر وقد ذُكِر في : ق و د تفْصيلاً وأشَرْنا له هُناك . وفي شرْح الخُطْبة : والعَناق : زَكاةُ عامَين قيل : ومنه قولُ أبي بكْرٍ رضِي اللهُ عنه لعُمَرَ بنِ الخطّاب رضِي اللهُ عنه حين حارَب أهلَ الرِّدّة : لو مَنَعوني عَناقاً مما كانوا يؤدّونَه الى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لقاتَلْتهُم عليه . ويُروى : عِقالاً وهو زَكاةُ عام . وقال ابن الأثير : في الرّواية الأولَى دَليلٌ على وُجوب الصّدقةِ في السِّخالِ وأنّ واحدةً منها تُجزِئُ عن الواجِبِ في الأرْبَعين منها إذا كانت كُلُّها سِخالاً ولا يُكلَّفُ صاحبُها مُسنّة . قال : وهو مذهب الشّافِعيّ . وقال أبو حَنيفة : لا شيءَ في السِّخال وفيه دَليلٌ على أنّ حوْل النِّتاج حوْلُ الأمّهات ولو كان يُستأنف لها الحَوْل لم يوجَدْ السّبيلُ الى أخذِ العَناقِ . والعَناقُ : فرسُ مُسْلِم بنِ عَمْرو الباهِليّ من نسْلِ الحَرونِ بنِ الخُزَزِ بن الوَثيميّ بنِ أعْوَجَ . والعَناق : ع قال ذو الرُّمّة :
عَناقَ فأعْلَى واحِفَيْنِ كأنّه ... من البَغْي للأشْباحِ سِلْمٌ مُصالِحُ وقيل : العَناقُ : مَنارَةٌ عادِيّة بالدّهْناءِ ذكرَها ذو الرُمّةِ في شِعْره وبه فُسِّر البيْتُ الذي تقدّم له . وقال أيضاً يصِفُ ناقتَه :
مُراعاتُك الآجالَ ما بيْن شارِعٍ ... الى حيثُ حادَتْ من عَناقِ الأواعِسُ قال الأزهريُّ : رأيتُ بالدّهْناءِ شبه مَنارةٍ عاديّةٍ مبْنيّةٍ بالحِجارَة وكان القومُ الذين أنا معَهم يُسمّونَها عَناقَ ذِي الرُّمّة لذِكْرِه إيّاها في شِعْرِه . والعَناقُ : وادٍ بأرضِ طيئ بالحِمَى عن الأصمعي كما في العُباب . وأنشد للرّاعي :
تبصّرْ خَليلي هل تَرَى من ظَعائِنٍ ... تحمّلْن من وادي العَناقِ فثَهْمَدِويُروَى : من جَنْبَي فِتاق . وفي اللّسان : قال الأصمعيّ : العَناقُ بالحِمَى وهو لغَنيّ وقيل : وادي العَناقِ بالحِمَى في أرْض غَنيّ . وأنشَد قولَ الرّاعي . قلت : فهذا هوَ الصّواب . وقول المُصنِّف : بأرْضِ طَيّئٍ تصْحيف تبِع فيه الصّاغانيّ والصوابُ بأرضِ غَنيّ ويدُلّك على أنّه خطأ أنّه ليس لطَيّئٍ بالحِمَى أرضٌ فتأْمَل ذلك . والعَناقان : ع . قال كُثَيِّرٌ يصِف الظُّعْن :
قوارِضُ حِضْنَيْ بَطْنِ ينْبُعَ غُدْوَةً ... قَواصِدُ شرْقِيِّ العَناقَيْنِ عيرُها والعَناقَة : كسَحابة : ماءَةٌ لغَنيّ . قال أبو زِياد : إذا خرَج عامِلُ بَني كِلاب مُصدّقاً من المَدينة فأوّل منْزل ينْزله ويُصَدِّقُ عليه أُرَيْكة ثم العَناقَة . قال ابنُ هرْمَة :
فإنّك لاقٍ بالعَناقَةِ فارْتَحِل ... بسَعْدِ أبي مرْوانَ أو بالمُخَصَّرِ وقال ابنُ الأعرابيّ : العانِقاءُ : جُحْر من جِحَرَةِ اليَرْبوع يملؤُها تُراباً فإذا خاف اندَسّ فيه الى عُنُقِه . وقال غيرُه : يكونُ للأرنَبِ كذلِك . وقال المفضَّل : يقال لجِحَرةِ اليَرْبوع : النّاعِقاءُ والعانِقاءُ والنّافِقاءُ والرّاهِطاءُ والدّامّاءُ . وتعنَّقَه وتعنَّقَ بها : إذا دخَلَها وكذلك الأرنَبُ إذا دَسّ رأسَه وعُنُقَه في جُحْرِه تعنَّق والأرْنبُ تُذَكَّر وتؤنَّثُ . والتّعانيقُ : ع . قال زُهيْر بنُ أبي سُلْمى :
صَحا القَلبُ عن سَلْمى وقدْ كان لا يسْلو ... وأقْفرَ من سَلْمى التّعانيقُ فالثُّجْلُ والتّعانيقُ أيضاً : جمْع تُعْنُوق بالضّمِّ للسّهْلِ منَ الأرض وكأنّه من ذلك يُسَمّى الموضع . والمِعْناقُ : الفَرَسُ الجيّدُ العَنَق أي : السّير وقد أعْنَق إعْناقاً ج : مَعانيق . وأعْنَق الكَلْبَ جعَل في عُنُقه قِلادةً نقلَه الجوهريُّ . وأعنَقَ الزّرعُ : طالَ وطلَع سُنبُله كأنّه صار ذا عُنُق . ومن المَجازِ : أعْنَقتِ الثُّرَيّا أي : غابَت قال :
كأنّي حينَ أعْنَقَتِ الثُرَيّا ... سُقيتُ الرّاحَ أو سَمّاً مَدوفَا وقيلَ : أعْنَقَتِ النّجومُ : إذا تقدّمَتْ للمَغيب . وأعْنَقَتِ الرّيحُ أي : أذْرَتِ التُّرابَ وهو مَجاز . والمُعْنِقُ كمُحْسِن : ما صَلُب وارْتَفَع من الأرض وحَوالَيْه سهْل وهو مُنْقادٌ نحو ميل وأقَلّ من ذلِك والجمع مَعانيقُ . توهّموا فيه مِفْعالاً لكَثْرَةِ ما يأْتِيان معاً نحو : مُتْئِم ومِتْئام ومُذْكِر ومِذْكار . ومَرْبأَةٌ مُعْنِقَة : مرتَفِعة طَويلَة . قال أبو كَبير الهُذَليّ يصِفُها :
عَنْقاءَ مُعْنِقَةٍ يكونُ أنيسُه ... وُرْقَ الحَمامِ جميعُها لم يُؤْكَلِوعَنّقَ عليه تعْنيقاً : مَشَى وأشْرَفَ . وعنّقَت كوافِيرُ النّخْلِ جمع كافُور : طالَت ولم تفلق . وعنّقَت استُه : خرَجَت . وعنّقتِ البُسْرَةُ : بقِيَ منها حولَ القِمَع مثلُ الخاتَم وذلِك إذا بلَغ التّرْطيبُ قَريباً من قِمَعِها . وعنّق فُلاناً أي : خيَّبَه من العَناقِ بمَعْنَى الخيْبَة . والمُعَنَّقَةُ كمُحَدِّثة : دُوَيْبّةٌ هكذا في النُسخ والصّوابُ بكسْرِ الميم والجَمْع مَعانِقُ قال أبو حاتِم : المَعانِقُ : هي مُقَرِّضاتُ الأساقي لها أطْواقٌ في أعناقِها ببياض . والمُعَنَّقاتُ كمُحَدِّثات : الطِّوال من الجِبال هكذا في النُسَخ وصوابُه الحِبال بالحاءِ المُهْمَلَة . وقولُه صلّى اللهُ علَيه وسلّم لأمِّ سَلَمة رضِي الله عنْها حينَ دخَلَت شاةٌ لجارٍ لها فأخذَت قُرْصاً من تحت دنٍّ لها فقامَت إليها فأخذَتْها من بيْن لَحْيَيْها فقال : ما كان ينْبَغي لكِ أن تُعَنّقِيها إنه لا قَليل من أذَى الجارِ أي : تأخُذي بعُنُقِها وتَعْصِرِيها أو معْناه : تُخَيِّبيها من عَنَّقَه إذا خيّبه كما ذُكِر قريباً ورُوِي : تُعَنِّكيها بالكافِ والتِّعْنيكُ : المَشَقّة والتّعْنيف كما سيأتي . قال الصاغانيّ : ولو رُوِي تُعَنّفيها بالفاء من العُنْف لكان وَجْهاً قريباً إذا وافَقَت الرّواية . وتَعانَقا واعْتَنَقا بمَعْنىً واحِد . وقيل : عانَقا في المحبّة مُعانَقَة وعِناقاً وقد عانَقَه إذا الْتَزَمه فأدْنَى عُنُقَه من عُنُقِه . وقال الجوهَريّ : العِناقُ : المُعانَقَةُ وقد عانَقَه : إذا جعَل يدَيْه على عُنُقِه وضمّه الى نفْسِه . واعْتَنَقا في الحَرْب ونَحْوِها . وقد يجوز الافْتِعال في موْضع المُفاعَلَة فإذا خَصَصْتَ بالفِعْل واحداً دون الآخر لم تَقُل إلاّ عانَقَه في الحالَين . قال الأزهريُّ : وقد يَجوزُ الاعْتِناق في المودّة كالتَّعانُق وكُلٌّ في كُلٍّ جائز . والمُعْتَنَق على صيغَة اسم المفعول : مَخْرَجُ أعْناقِ الجِبالِ صوابُه الحِبال بالحاءِ المُهملة منَ السّرابِ قال رؤبَة يصِفُ الآلَ والسّراب :
" تبدو لنا أعلامُه بعْدَ الغَرَقْ
" في قِطَعِ الآلِ وهَبْواتِ الدُّقَقْ
" خارجةً أعناقُها من مُعْتَنَقْ
" تنشّطَتْه كُلُّ مِغْلاةِ الوهَقْ أي : اعْتَنَقَت فأخرجَت أعْناقَها . والتّركيبُ يدُلُّ على امتِدادٍ في شَيْء إمّا في ارتِفاع وإمّا في انسِياح . ومما يُستَدرَك عليه : رجُلٌ مُعْنِقٌ وامرأةٌ مُعْنِقَةٌ : طَويلا العُنُق . وهَضْبة عَنْقاءُ : مُرتَفِعةٌ طويلة . والتّعَنُّق : العصْر بالعُنُق . واعْتَنَقَت الدّابّةُ : وقَعت في الوَحْلِ فأخْرَجَت عُنُقَها . وعُنُقُ الصّيفِ والشّتاءِ : أولُهُما ومُقدَّمَتُهما على المَثَل وكذلِك عُنُق السِّنِّ . قال ابنُ الأعرابيّ قُلت لأعرابيٍّ : كم أتى علَيك ؟ قال : أخَذْت بعُنُقِ السّتّين أي : أوَّلها والجَمْع أعناق . وعُنُق الرَّحِمِ : ما اسْتَدَقَّ منها ممّا يَلي الفَرْج . وفي الحديثِ : يخرُج عُنُقٌ من النّار أي : تخْرُجُ قِطْعةٌ من النّار . وقال ابنُ شُمَيْل : إذا خرَجَ من النّهْر ماءٌ فجَرَى فقد خرَج عُنُق . وهُم عُنُقٌ عليه كقَوْلهم : هُمْ إلْبٌ عليه . والعُنُق : القِطْعة من المالِ . وسَيْرٌ عَنيقٌ كأمير : مثل عَنَقٍ وهُما اسْمان من أعْنق إعْناقاً . ودابّةٌ مُعْنِقٌ وعَنيق : مثل مِعْناق . وفي الحديث : فانطَلَقْنا مَعانيق الى النّس نُبَشِّرُهم قال شَمِر : أي مُسْرِعين . وفي حَديث أصحاب الغارِ : فانْفَرَجَتِ الصّخرةُ فانْطَلَقوا مُعانِقين أي مُسْرِعين من عانَق مثل أعنَق : إذا سارَع وأسْرع ويُرْوَى : مَعانيق . ورجُلٌ مُعْنِق وقوم مُعْنِقون ومَعانيق . وقال ذو الرُّمّة :
أشاقَتْكَ أخلاقُ الرّسومِ الدّوائِرِ ... بأدْعاصِ حوْضَى المُعْنِقات النّوادِرِ المُعْنِقاتُ : المتقَدِّمات منها . وفي نَوادِرِ الأعْراب : بلادٌ مُعْنِقَة ومُعْلِقة : بَعيدةٌ وقد أعنَقَت وأعْلقَت . ويُقال : عنَقَت السّحابةُ : إذا خرَجَت من مُعْظَم الغيْم تَراها بيْضاءَ لإشْراقِ الشّمس عليها . قال :
" ما الشُّرْبُ إلا نَغَباتٌ فالصّدَرْ
" في يومِ غيْمٍ عَنَقَت فيه الصُّبُرْ وقال ابنُ بَرّي : ناقَةٌ مِعْناقٌ : تَسير العَنَق . قال الأعشى :قد تجاوَزْتُها وتحْتي مَروحٌ ... عَنْتَريسٌ نَعّابةٌ مِعْناقُ وفي الحديث : أعنَقَ ليَموت أي : أنّ المَنيَّةَ أسرَعَت به وساقَتْه الى مصْرَعِه . والعَناق كسَحاب : الحَرَّةُ . والعُنُق بضمتين : جمع عَناق للسَّخْلَةِ . وأنشدَ ابنُ الأعْرابي :
لا أذْبَح النّازِيَ الشَّبوبَ ولا ... أسلُخُ يوم المُقامَةِ العُنُقا
لا آكُلُ الغَثَّ في الشّتاءِ ولا ... أنصَحُ ثوْبِي إذا هُوَ انْخَرَقا وشاةٌ مُعْناق : تلِدُ العُنوقَ قال :
" لهْفي على شاةِ أبي السَّبّاقِ
" عَتيقة من غَنَمٍ عِتاقِ
" مرْغوسَةٍ مأمورَةٍ مِعْناقِ وقال عليُّ بنُ حمزةَ : العَناقُ : المُنْكَر وبه فُسِّر قولُ الشاعِر السّابِق : وأُبْتُم بالعَناقِ أي : بالمُنْكَر . وجاءَ بأُذُنَي عَناقِ أي بالكَذِب الفاحِش . وقولُ أبي المُثَلَّم يرْثي صَخْرَ الغَيّ :
حامِي الحَقيقَة نسّالُ الوَديقَة مِعْ ... ناقُ الوَسيقَةِ جَلْدٌ غيرُ ثُنْيانِ أي : يُعْنِقُ في أثر طَريدَتِه . ويُروى : مِعْتاق بالتّاءِ وقد ذُكِر في مَحَلّه . ويُقال : الكَلامُ يأخذُ بعضُه بأعْناق بعْض وبعُنُقِ بعْض وهو مجازٌ . واعتَنَق الأمرَ : لزِمَه . واعتَنَقَت الرّيحُ بالتّرابِ من العَنَق وهو السّيْر الفَسيحُ . وعُوجُ بنُ عُنُق يأتي في الحَرْفِ الذي بعْدَه . والمُعَنِّقة كمُحَدِّثة : حُمَّى الدِّقِّ مولّدة . والمَعانِقُ : خُيولٌ منْسوبةٌ للعَرَبِ . يقولونَ في الواحِدِ : مِعْنَقَى بكسر الميم