" العِيصُ بالكَسْرِ : الشَّجَرُ الكَثيرُ المُلْتَفُّ " كما في الصّحاح . قال شَيْخُنَا : وقَيَّدَهُ بَعْضُهُم بأَنْ يَكُونَ من السَّرْوِ . والصَّوَابُ الإِطْلاقُ انْتَهَى هكَذَا هو السَّرْوُ وهو خَطَأٌ وصَوَابُه السِّدْرُ المُلْتَفُّ الأُصُولِ فإِنّه قَوْلُ الدِّيَنَوَرِيّ . وقيل : هو الشَّجَرُ المُلْتَفُّ النابِتُ بَعْضُه في أُصُولِ بَعْض . " ج أَعْيَاصٌ وعِيصَانٌ " . العِيصُ : " الأَصْلُ " ومنه المَثلُ : " عِيصُكَ مِنْكَ وإِنْ كانَ أَشِباً " مَعْنَاه : أَصْلُك مِنْكَ وإِنْ كان ذَا شَوْكٍ داخِلاً بَعْضُهُ في بَعْضٍ وهذَا ذَمٌّ قالَه أَبُو الهَيْثَم . وأَنْشَدَ شَمرٌ :
ولِعَبْدِ القَيْس عِيصٌ أَشِبٌ ... وقَنِيبٌ وهِجانَاتٌ ذُكُرْ ويروى : زُهُر بَدَلَ ذُكُرٍ قال أَبُو الهيْثم : وهذا مَدْحٌ أَرادَ به المَنَعَةَ والكَثْرَة وقال شَمِرٌ : يُقَال : هو في عِيصٍ صدْقٍ أَي في أَصْلِ صِدْق . قال عُمَارَةُ : العِيصُ : " ما اجْتَمَع " بمَكَانٍ " وتَدَانَى " والْتَفَّ من السِّدْر والعَوْسَج والنَّبْع والسَّلَم و " من العِضَاهِ " كُلّها ومِثْلُه قَوْلُ أَبي حَنِيفَةَ وهو من الطَّرْفَاءِ الغَيْطَلةُ ومن القَصَبِ " الأَجَمَةُ أَو " العِيصُ : ما الْتَفَّ " مِنْ عاسِي الشَّجرِ " وكَثُر مثْل السَّلَمِ والطَّلْحِ والسَّيَالِ والسِّدْر والسَّمُرِ والعُرْفُط والعِضَاه . قاله الكِلابِيُّ . قال اللَّيْثُ : العِيصُ : " مَنْبِتُ خِيَارِ الشَّجَرِ " . وقيل : العِيص : " ماءٌ بدِيَارِ بَنِي سُلَيْمٍ " . العِيصُ : " عُرْضٌ من أَعْرَاضٍ المَدِينَةِ " . على سَاكِنها أَفضَلُ الصَّلاة والسَّلام وهو مَوْضِعٌ على ساحِل البَحْر له ذِكْرٌ في حَدِيثِ أَبِي بَصِيرٍ . " والأَعْيَاصُ مِنْ قُرَيْشٍ : أَوْلاَدُ أُمَيَّةَ ابْنِ عَبْدِ شَمْسٍ الأَكْبَرِ " ابن عَبْد مَنَافٍ " وهُمُ العَاصُ وأَبُو العاصِ والعِيصُ وأَبو العِيصِ " وهُمْ إِخْوَةُ حَرْبٍ وأَبي حَرْبٍ وسُفْيَانَ وأَبِي سُفْيَانَ ويُقَال لِهؤُلاءِ العَنَابِسُ كمت تَقَدَّم . وقال أَبُوهُ النَّجْم :
" لكِنْ أَخِلاَّئِي بَنُو الأَعْيَاصِ
" هُمُ النَّوَاصِي وبَنُو النَّوَاصِي
" مِنْهُمْ سَعِيدٌ وأَبُوهُ العَاصِي وقال اللَّيْثُ : أَعْياصُ قُرَيْشٍ : كِرَامُهُم يَنْتَمُون إِلى عِيصٍ وعِيصٌ في آبائهم . قال العَجّاج :
" حتى أَناخوا بمُنَاخِ المُعْتَصِمْ
" من عِيصِ مَرْوَانَ إِلى عِيصٍ غِطَمّْ صَعْبٍ يُنَجِّي جَارَهُ من الغُمَمْ ويُقَالُ : ما أَكْرَمَ عِيصَهُ وهُم آبَاؤُه وأَعْمامُه وأَخْوَالُه وأَهْلُ بَيْتِه . قال جَرِيرٌ :
فما شَجَرَاتُ عِيصِكَ في قُرَيْشٍ ... بِعَشَّاتِ الفُرُوعِ ولا ضَوَاحِي
عن أَبي عَمْرٍو : " العِيصانُ " . بالكَسْر : " من مَعَادِنِ بِلادِ العَرَب " . قال اللَّيْثُ : " عِيصُو بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ " المَدْفُونُ بقَرْيَةٍ تُسَمَّى سيعير بين بَيْتِ المَقْدِس والخَليْلِ وقد تَشَرَّفْتُ بزِيارَتهِ والمَبِيتِ عِنْدَه في ضيافَته وهو أَبُو الرُّومِ . والمعيص : مثل المنيت " والمِعْياصُ " كمِحْرَابٍ : " كُلُّ مُتَشَدِّدٍ عَلَيك فِيمَا تُرِيدُه منْهُ " هُنَا ذَكَرُه الصَّاغَانِيّ في العُبَابِ والتَّكْملَة وأَوْرَدَه صاحِبُ اللّسَان في " ع و ص " ولَعَلَّه الصَّوَابُ فإِن أَصله معوَاصٌ من العَوْصِ وهو ضِدُّ الإِمْكَان واليُسْر . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : عِيصٌ ومَعِيصٌ : رَجُلانِ من قُرَيْش . وفي الأَخِير يَقُولُ الشَّاعر :
ولأَثْأَرَنَّ رَبِيعَةَ بْنَ مُكَدَّمٍ ... حَتَّى أَنالَ عُصَيَّةَ بْنَ مَعِيصِ وأَبُو العِيصِ : كُنْيةٌ . ويُقَال : جِيءْ به من عِيصِك أَي من حَيْثُ كان . والعَيْصَاءُ : الشِّدَّة والحَاجَةُ كالعَوْصَاءِ وهي قَليلة وأُرَى الياءَ مُعَاقَبَةً
فصل الغين المعجمة مع الصاد